البابا: لا يجب أن نعزل الشباب لأننا نظلمهم!

 

لقاء البابا بالصحافيين على متن الرحلة البابوية

بقلم نانسي لحود

ريو دي جانيرو, 24 يوليو 2013 (زينيت) –

ننشر في ما يلي مقتطفات من الحديث الذي دار بين البابا فرنسيس والصحافيين على متن الطائرة البابوية التي أقلته من روما الى ريو دي جانيرو يوم الإثنين 22 تموز 2013.

***

بداية رحّب الأب فيديريكو لومباردي بوجود البابا فرنسيس بين الصحافيين على متن الطائرة في رحلته الدولية الأولى من حبريته وأشار الأب أنها الرحلة الأولى للبابا الى قارته مع الشبيبة. تحدث لومباردي عن تواجد عدد كبير من الصحافيين من مختلف الثقافات واللغات وكثير من بينهم غالبًا ما يتواجدون في الرحلات البابوية فهذا ليس بشيء جديد عليهم.

أضاف الأب لومباردي أن هناك صحفية سترحب بالبابا باسم الجميع وقد تم اختيارها لأنها تواجدات مرات كثيرة في رحلات بابوية. كذلك أشار لومباردي أن أصلها من قارة البابا نفسها ويمكنها أن تتكلم معه الإسبانية واسمها فالنتينا الازراكي

فتقدمت الصحفية وقالت: “صباح الخير بابا فرنسيس!” ومن ثم عرفته عن سبب اختيارها من بين الباقين وتكلمت عن الرحلات التي قامت بها…ومن ثم قالت: “نحن كصحافيين لسنا قديسين، ولربما اعتقدتم أن الأب لوماردي رمى بكم بين الأسود…ولكننا لسنا بشرسين ويسرنا أن نرافقكم بهذه الرحلة.” أخيرًا قدمت للبابا هدية صغيرة وهي عبارة عن عذراء غوادالوبيه بما أنه أوكل لمريم هذه الرحلة وقالت له أنها تعطيه هذه الهدية باسم الجميع لكي تحميه في رحلته وفي المستقبل.

بعدها، دعا الأب لومباردي البابا ليلقي كلمة مقتضبة يتحدث فيها عن هذه الرحلة.

فقال البابا: “صباح الخير. صباح الخير لكم جميعًا. لقد سمعتك تقولين شيئًا غريبًا: “نحن لسنا بقديسين، أنتم هنا بين الأسود، ولكننا لسنا بشرسين، أليس كذلك؟” شكرًا. صحيح أنني لا أقوم بمقابلات، ولكن لماذا، أنا نفسي لا أعلم. لا أستطيع، الأمر بغاية البساطة. بالنسبة لي إنه لجهد كبير أقوم به وأتشكركم جميعًا على وجودكم هنا. هذه الرحلة الأولى هي عبارة عن لقاء بالشبيبة، ولكنها ليست بمعزل عن حياتهم- أود لو أقابلهم في إطارهم الاجتماعي، في المجتمع. لأننا عندما نعزل الشباب، نظلمهم؛ نسلبهم “انتماءهم”. الشباب ينتمون، ينتمون لعائلة، لوطن، لثقافة، لإيمان…إنهم ينتمون بجميع أنواع الطرق، ولا يجب أن نعزلهم! ولكن بشكل خاص، لا يجب أن نعزلهم عن المجتمع ككل! إنهم بالفعل مستقبل شعب ما: هذا صحيح. ولكن ليس هم فقط: إنهم المستقبل لأنهم يملكون القوة، هم شباب، سيسيرون الى الأمام. ولكن في الطرف الآخر من الحياة، كبار السن، هم أيضًا مستقبل شعب ما. يملك الشعب مستقبلا إن مضى قدمًا مع العنصرين الآتيين: مع الشباب الذين يملكون القوة، فتتقدم الأشياء لأنهم يحملونها، ومع كبار السن لأنهم هم الذين يولدون الحكمة. وأنا غالبًا ما ظننت بأننا نظلم المسنين، نضعهم جانبًا كما ولو أنهم لا يملكون ما يقدمونه لنا؛ إنهم يتحلون بالحكمة، حكمة الحياة، حكمة التاريخ، حكمة الوطن، حكمة العائلة. ونحن نحتاج هذا كله! لذلك أقول بأنني سألتقي الشباب، ولكن في إطارهم الاجتماعي، بشكل خاص مع كبار السن. صحيح أن الأزمة العالمية تؤذي الشباب. قرأت الأسبوع الماضي عن نسبة الشباب العاطل عن العمل. فكروا فقط بأننا على وشك أن نحظى بجيل لم يعمل قط، فمن العمل، يشعر المرء بالكرامة بكرامة أن يأكل من عرق جبينه. إن الشباب في هذه الأيام يواجهون أزمة. تعودنا بشكل أو بآخر على نوع هذه الثقافة المهملة: غالبًا ما يتم تجاهل المسنين! ولكننا اليوم نرى كل هؤلاء الشباب من دون عمل، إذا هم أيضًا يعانون من ثقافة الإهمال. يجب علينا أن نتخلص من عادة رمي الأشياء. كلا! ثقافة الإدراج، وثقافة الإشراك، أي بذل الجهود لإدخال الجميع في المجتمع! هذا هو المعنى الذي أود أن أعطيه لهذه الزيارة بين الشباب، الشباب داخل المجتمع.

أخيرًا شكر البابا الصحافيين فردًا فردًا وتقدم كل واحد منهم من البابا وعرّف عن نفسه وعن طبيعة عمله