البابا لبطاركة الشرق: لا أتصوّر الشرق الأوسط بدون مسيحيين

البابا لبطاركة الشرق: لا أتصوّر الشرق الأوسط بدون مسيحيين

الفاتيكان – وكالات

قال البابا فرنسيس أنه “لن يهدأ لي بال طالما كانت تُهان كرامة الرجال والنساء من جميع الأديان، المحرومين من الضروريات للبقاء على قيد الحياة، والذين سلب منهم مستقبلهم وأكرهوا على العيش لاجئين ومشردين”، مطلقاً نداءً “لكي يُحترم حق الجميع للتمتع بعيش حياة كريمة وممارسة شعائرهم الدينية بحرية”.

وأعرب البابا فرنسيس خلال لقاءه المشاركين في أعمال الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية، ظهر اليوم الخميس، في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان، عن “القلق البالغ الذي تثيره الظروف المعيشية للمسيحيين، الذين يكابدون في أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط، العواقب الوخيمة للتوترات والصراعات في سوريا والعراق ومصر وأجزاء من الأراضي المقدسة، مما يدمع العيون أحياناً”.

وأكد البابا، في لقاءه الأول مع رؤساء الكنائس الشرقية، “لن نستسلم لفكرة بقاء الشرق الأوسط دون المسيحيين، الذين نادوا باسم المسيح هناك منذ ألفي سنة، واعتُبروا مواطنين بالمعنى الكامل في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للأمم التي ينتمون إليها”.

وتابع البابا فرنسيس “سنواصل السهر واثقين أن الرب لن يتركنا دون مساعدة”، مؤكداً في ختام كلمته “أن فكره يتوجه بنوع خاص إلى القدس، التي وُلدنا فيها روحياً”، داعياً “الكنيسة بأسرها لحث الناس على الصلاة، التي تمكننا الحصول من قلب الله الرحيم على المصالحة والسلام”.

لقاء آخر، صباح اليوم الخميس

وكان البابا قد استقبل أيضاً، صباح اليوم الخميس، البطاركة ورؤساء الأساقفة الذي يمثلون الكنائس الشرقية الكاثوليكية، لمناسبة أعمال الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية حول موضوع “الكنائس الشرقية الكاثوليكية بعد خمسين عاماً على المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني”.

وقال البابا في لقاءه “من خلال وجوهكم أرى كنائسكم وأريد قبل كلِّ شيء أن أؤكد قربي وصلاتي للقطيع الذي أوكله الرب لكل واحد منكم وأستدعي الروح القدس ليلهمنا بما يجب علينا أن نتعلّمه ونقوم به معاً لنخدم بأمانة الرب وكنيسته والبشرية بأسرها”.

وتابع البابا قائلاً يقدم لي لقاؤنا اليوم الفرصة لأُجدِّد تقديري الكبير للإرث الروحي للشرق المسيحي، ولأذكر بقول البابا الحبيب بندكتس السادس عشر في الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس حول “الكنيسة في الشرق الأوسط” في حديثه عن البطاركة: أنتم “حرّاس الشركة وخدام الوحدة الكنسيّة”. وهذه الوحدة التي دُعيتم لتحقيقها في كنائسكم، من خلال جوابكم على عطيّة الروح القدس، تجد تعبيرها الطبيعي من خلال الـ “شركة تامة مع أسقف روما” المتجذرة في الشركة الكنسية التي التمستموها ونلتموها غداة انتخابكم القانوني. فالشركة في جسد المسيح تجعلنا ندرك واجب تعزيز الوحدة والتضامن داخل مختلف السينودسات البطريركية، “من خلال تفضيلكم الدائم للتشاور حول مسائل ذات أهمية كبرى للكنيسة من أجل عمل جماعي ومتحد”.

أضاف البابا فرنسيس يقول: من أجل مصداقية شهادتنا، نحن مدعوون للسّعي الدائم “إلى العدالة، والتقوى، والإيمان والمحبة والصبر والوداعة”، من خلال حياة متواضعة على مثال المسيح الذي افتقر لنغتني بفقره. ولعيش المحبة الأخوية والأبوية التي ينتظرها منا كل أسقف وكاهن ومؤمن. أفكر خصوصاً بالكهنة الذين يحتاجون للتفهم والدعم، لاسيما على الصعيد الشخصي. يحق لهم أن يجدوا فينا المثال الصالح في كلّ ما يختص بأمور الله وكل نشاط كنسيّ، ويطلبون منا شفافيّة في إدارة الخيرات الزمنيّة واهتمامًا وعناية أمام كل ضعف وحاجة.

وختم الأب الأقدس كلمته للبطاركة ورؤساء الأساقفة بالقول: ليساعدنا الله وأمه الكلية القداسة لنعرف كيف نجيب على دعوتنا هذه. أسألكم أن تصلوا من أجلي.