البابا يلتقي موظفي دوائر الكوريا الرومانية لمناسبة عيد الميلاد

البابا يلتقي موظفي دوائر الكوريا الرومانية لمناسبة عيد الميلاد

التقى البابا فرنسيس عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي مسؤولي وموظفي دوائر الكوريا الرومانية لتبادل التهاني لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد. وجه البابا للحاضرين كلمة أكد فيها أن عيد الميلاد الذي سنحتفل به بعد أيام معدودة هو موعد مع الله الذي وُلد في الفقر ليعلمنا قوة التواضع، كما أن هذا العيد هو أيضا عيد النور الذي تلقاه الأشخاص الفقراء والبسطاء الذين كانوا ينتظرون خلاص الرب والميلاد هو أيضا سر الله الذي حمل وضعنا الإنساني وخطايانا ليُظهر لنا حياته الإلهية ونعمته العظيمة ومغفرته المجانية.

وبعد أن تمنى البابا لضيوفه أعيادا مجيدة توجه إليهم بالشكر على الخدمة اليومية التي يقدمونها للكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية والكنائس الخاصة. وتمنى أن يشكل هذا اللقاء مع معاونيه فرصة لفحص الضمير والاستعداد لاستقبال عيد الميلاد المجيد، لافتا إلى أنه يمكن النظر إلى الكوريا الرومانية على أنها نموذج مصغر للكنيسة، إنها كجسد يحاول يوميا البقاء على قيد الحياة، ويحافظ على التناغم والوحدة كما أن هذا الجسد يحتاج إلى الغذاء أي إلى علاقة وطيدة وراسخة مع السيد المسيح. ولفت البابا إلى أن العلاقة الحية مع الله تغذي وتقوّي الشركة مع الآخرين وتحافظ على رباط الوحدة، معتبرا أن الكوريا الرومانية مدعوة اليوم إلى النمو في الشركة والقداسة كي تتمكن من تأدية رسالتها على أكمل وجه.

هذا ثم تحدث البابا فرنسيس عن بعض الأمراض التي يمكن أن تصيب جسد الكوريا الرومانية، تماما كما يحصل بجسد الإنسان. وأشار على سبيل المثال إلى مرض أن يشعر الأشخاص بأنهم خالدون، أو لا غنى عنهم، مؤكدا أن على الإنسان أن يعلم أنه خاطئ ويقول من كل قلبه إنه خادم حقير. وثمة أيضا مرض المبالغة في العمل، وعدم الاهتمام بالشؤون الضرورية والجوهرية، هذا ناهيك عن مرض التحجّر الذهني والروحي والتخطيط المفرط الذي يستثني أحيانا كثيرة عمل الروح القدس. بعدها أشار البابا إلى مرض التنسيق السيء والألزهايمر الروحي، أي نسيان تاريخ الخلاص والعلاقة الشخصية مع الرب. وهناك أيضا مرض المنافسة والغرور أو انفصام الشخصية الوجودي، أي من يعيشون حياة مزدوجة، تكون ثمرة الرياء. وهذا يضاف إلى مرض الثرثرة التي تزرع بذور الخصام والعداوة بين الناس، فضلا عن مرض “تأليه” القادة والمسؤولين ومرض عدم المبالاة حيال الآخرين عندما يفكر الإنسان بنفسه وحسب. ولم تخل هذه اللائحة من الأمراض التي تهدد جسد الكوريا الرومانية والكنيسة من حب تخزين الثروات والأملاك المادية فضلا عن مرض الانطواء على الذات وأخيرا البحث عن الفوائد شأن الربح المادي أو المزيد من الجاه والسلطة.

مما لا شك فيه ـ تابع البابا يقول ـ أن هذه الأمراض وهذه التجارب تشكل خطرا بالنسبة لكل شخص مسيحي ولكل جماعة ورعية وحركة كنسية، لافتا إلى أن عملية الشفاء تأتي ثمرة للإقرار بوجود هذا المرض والقرار الشخصي والجماعي بتخطيه. لهذا السبب إننا مدعوون، خصوصا في زمن الميلاد، إلى العيش وفقا للمحبة في الحقيقة، محاولين أن ننمو صوب المسيح الذي هو الرأس. ختاما تمنى البابا فرنسيس لجميع الحاضرين ولعائلاتهم ومعاونيهم ميلادا مجيدا، سألهم أن يصلوا من أجله.