البطريرك الكاروز .. بقلم الكاتب الصحفى كريم كمال

البطريرك الكاروز .. بقلم الكاتب الصحفى كريم كمال

إعداد مراسل الموقع من القاهرة

مقدمة : بعد ان استمتعنا بمقال الصديق الكاتب الصحفي والباحث في الشأن السياسي والقبطي كريم كمال ” البابا الذى قاد الكنيسة نحو الشعب ” عن قداسة البابا فرنسيس ها هو المقال الثاني له  بعنوان ” البطريرك الكاروز ” عن صاحب الغبطة  كلى الطوبى البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك ،اشكره للمرة الثانية على سلسلة المقالات التي يمدنا بها ونرحب به على صفحات الموقع والى نص المقال:

قداسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية واورشليم للروم الملكين الكاثوليك الذي انتخب في 29 نوفمبر عام 2000م خلفا للبطريرك مكسيموس الخامس حكيم < 1967م – 2000م > وهو البطريرك المئة والثاني والسبعون منذ القديس بطرس الرسول من تسلسل البطاركة الأنطاكيين والواحد وعشرون منذ انقسام بطريركية أنطاكية إلى ملكيين كاثوليك وروم أرثوذكس في 1724م كما انه واحد من اربع بطاركة يحملون في القابهم كلمة الإسكندرية بجانب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس وبابا وبطريرك الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذكس وبطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك كما يحمل لقب انطاكيا بجانب اربع بطاركة اخرين هم بطريرك انطاكيا وسائر المشروق للروم الأرثوذكس وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وبطريرك انطاكيا للموارنة الكاثوليك وبطريرك انطاكيا للسريان الكاثوليك .

أنطا كية ثيوبوليس أو  مدينة الله  فتحها  سيلوكوس في 22 مايو سنة 300 قبل الميلاد وأعلنها عاصمة لسورية اليونانيّة، وأسماها أنطاكية وفاء لذكرى والده أنطيوكس وفي أيام السلوقيين وصلت أنطاكية إلى قمة ازدهارها، حيث جعل منها الحاكم الروماني العام مكان إقامته وكانت تتبع مباشرة القيصر كما تعتبر أنطاكية المدينة الكبرى الثالثة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية وكانت عاصمة أبرشية الشرق وبعد احتلالها من قبل الصليبيين عام 1098م أجبر البطريرك الملكي يوحنا الرابع على مغادرتها ومنذ ذلك الحين أقام البطاركة الأنطاكيون في القسطنطينية حتى عام 1268م تاريخ احتلال أنطاكية من قبل السلطان مملوك بيبرس الأوّل واستبدلت أنطاكية بعد تدميرها من قبل بيبرس عام 1268م باعتبارها كرسيًّا بطريركيا بمدينة دمشق في عهد البطريرك باخوميوس بين عامي 1375م و1386م .

وقد شاء القدر ان أتقابل مع قداسة البطريرك لحام مرتين علي فترات متباعدة منذ تولي قداسته الكرسي البطريركي كانت إحداهما منذ عدة أعوام في حوار صحفي لاحدي الجرائد وقد خرجت من اللقاء بمعرفة سر نجاح هذا البطريرك العظيم الذي أعاد روح الشباب لكنيسة الروم الكاثوليك مرة اخري في مصر وسورية ولبنان وفي المهجر أيضا فهو رجل يحمل بداخلة روح الشباب رغم انه تجاوز العقد الثامن عمرة حيث انه من مواليد 15 ديسمبر عام 1933م بجانب ابتسامة صافية لا تفارقه وصفاء نفسي عجيب رغم ثقل المسؤولية وثقة بان المستقبل افضل رغم الضباب والصعاب والحروب والصرعات التي تحيط بالكنيسة والمنطقة .

ولكن بمجرد الجلوس مع قداسته والحوار معه ستجد الإجابات علي جميع الأسئلة فهذا العالم اللاهوتي الكبير الدارس بعمق لكل أمور اللاهوت والليتورجيا  يحمل بداخلة فكر الإباء  الأولين الذي يمتزج بين الدراسة العميقة والثقة بان الله مدبر كل الأمور وهي الثقة التي استطاع قداسته ان ينقلها لأبناء الكنيسة في كل مكان يذهب الية حتي اصبح بالفعل البطريرك الكاروز والكرازة التي يقوم بها قداسته تتميز في اسلوبها حيث لا تعتمد علي الكلمة فقط ولكنها تعتمد علي إيصال الكرازة لكل شخص من خلال العمل والابتسامة وطول الاناء وعدم وضع حواجز بينة وبين الشعب ودراسة مشاكل الشباب بعمق وحلها بروح الشباب لدرجة ان قداسته حينما يتكلم مع الشباب تجده شاب بكل ما تعني الكلمة من حيث الفكر والمجهود  .

ووح الشباب الذي يتمتع بها قداسته تعود الي أيمانه التام بان الأمور جميعها في يد الله وهو المنطق الذي يعمل من خلاله بهذه الروح الشابة القوية ولم يقتصر ذلك علي تعامل قداسته مع الشباب لكنها امتدت الي كل جوانب الكنيسة لتجعل من الكنيسة العريقة كنيسة شابة من خلال وتيرة عمل سريعة امتدت الي بناء النفوس والعقول والكنائس ورسامة أساقفة وكهنة يحملون فكر الشباب أيضا .

والبطريرك لحام أيضا صاحب مواقف وطنية مسجلة في في تاريخ الكنيسة والاوطان العربية حيث انة صاحب رسالة محبة وتعاون بين المسلمين والمسحيين ودائما يردد نحن كلنا احباب نعبد الالة الواحد وليس لنا أعداء كما يعتبر قداسته من اهم الداعين للوحدة المسيحية ويعمل علي تحقيقها بالفعل والكلمات والزيارات المتبادلة والمشاركة في الحوارات المسكونية مع قادة الكنائس المسيحية الأخرى .

وأيضا قداسته صاحب عدد كبير من المؤلفات والأبحاث في العديد من النواحي المختلفة وهي تصنف بانها مراجع للكثير من الباحثين والدارسين علي مستوي العالم ومنها  مدخل إلى الرتب الليتورجيا ورموزها في الكنيسة الشرقية (كتاب أساسي لمعلمي التعليم الديني وللطلاب الشرقيين ) – صوت الراعي (روحانية شرقية طقسية ) – مقالات شرقية ومسكونية – جرمانوس آدم (كنسيات شرقية) – تاريخ الكنيسة الملكية (انكليزي – ترجمة) – تاريخ الكنيسة الملكية ( ألماني  ترجمة ) – أسس مجلة الوحدة في الإيمان منذ عام 1962  (مجلة دينية ومسكونية) – كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المجمع الفاتيكاني (ترجمة) – كاسيت صوت الراعي (نص وترنيم – الميلاد، الصوم – الفصح) – ابتهالات مشرقية ( الزمن الميلادي – زمن الصوم – زمن الفصح – عمومي) – خدمة سر الزواج (مقدمة ونص) – خدمة جناز العلمانيين (مقدمة ونص) – خدمة المعمودية والميرون المقدس وما إليهما (مقدمة ونص) – الكتاب التذكاري عن 150 عام لكنيسة سيدة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك في القدس ( 1848 – 1998 ) – كتاب الليتورجيا الإلهية 1992 – كتاب الصلوات الطقسية لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك على مدار السنة في أربع مجلدات (في حجمين كبير وصغير عام 1997- 1998 – 1999 ) – كنسيات بين الشرق والغرب .

وغريغوريوس الثالث لحام بطريرك عروبي حيث انه انسحب العام الماضي من عشاء مؤتمر دفاعا عن مسيحيي الشرق في واشنطن بعدما أصر السيناتور الأميركي تيد كروز على القول إن المسيحيين لن يجدوا حليفا أفضل من إسرائيل وهو يحمل معه في كل مكان يذهب الية قضايا المنطقة العربية حيث انه مدافع شرس عن وحدة الوطن العربي ويرفض تقسيم أي دولة فيه كما انه دائما يدعو مسيحيي الشرق لعدم الهجرة لبلاد المهجر لأنه مؤمن ايمان حقيقي بان قوة الشرق في وجود المسحيين بجانب المسلمين ويدرك جيدا المخططات التي تريد تدمير هذه الوحدة لذلك يقف حائط منيع ضدها .

صاحب الغبطة والقداسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام طراز فريد من رجال الدين  يسير علي علي نهج السيد المسيح بروح عصرية تحمل في طياتها الأصالة والمحافظة علي ثوابت الكنيسة … حفظ الله حياة قداسته سنين طويلة وازمنة سالمية مديدة

كاتب المقال : كاتب وباحث في الشأن السياسي والقبطي