التبشير على طريقة أكبر مبشر في كل الأزمنة

التبشير على طريقة أكبر مبشر في كل الأزمنة

بندكتس السادس عشر يعرض بعض خصائص تبشير الرسول بولس

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 17 أكتوبر 2011 (ZENIT.org). – ختم البابا بندكتس السادس عشر مؤتمر التبشير الجديد الذي عقد في الفاتيكان يومي السبت والأحد 15 و16 أكتوبر 2011 بقداس إلهي ترأسه في البازيليك الفاتيكانية.

افتتح البابا عظته معلقًا على القرائتين الأولى والثانية، فبين كيف أن القراءة الأولى من سفر أشعيا تبين أن الرب هو إله التاريخ، حتى في حقبات يصعب فهمها. ففي القراءة الأولى من سفر أشعيا يشدد النبي على أن الرب هو واحد، ما من آلهة أخرى دونه، وحتى الملك آشور الجبار، ملك الفرس، هو جزء من مشروع عظيم، وحده الله يعرفه وهو وحده يحققه.

وأردف بندكتس السادس عشر معلقًا: “إن هذه القراءة تعطينا المعنى اللاهوتي للتاريخ: فالتحولات التاريخية، وتعاقب السلاطين الكبرى هو تحت سلطان الله السامي؛ ما من سلطان أرضي يستطيع أن يحل مكانه”.

وشرح الأب الأقدس أن لاهوت التاريخ هو بعد أساسي وجوهري في التبشير الجديد، لأن أبناء جيلنا، بعد الفصل الكئيب الذي مثلته الإمبراطوريات التوتاليتارية في القرن العشرين، يحتاجون لأن يعيدوا اكتشاف نظرة شمولية للعالم والزمان، نظرة مليئة بالحرية، بالبعد السلمي، نظرة المجمع الفتيكاني الثاني التي تظهر في نصوصه، والتي تحدث عنها يوحنا بولس الثاني في تعليمه.

أكبر مبشر في التاريخ

ثم تحدث البابا عن الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي، فاعتبر أنها مؤاتية جدًا لأنا أقدم رسالة وجهها أكبر مبشر في كل الأزمنة، الرسول بولس.

يشرح لنا بولس أن التبشير لا يتم بشكل منعزل، فهو بالذات كان عنده معاونين مثل سيلفانوس وتيموثاوس، وغيرهم الكثيرين.

كما ويشرح أمرًا مهمًا جدًا، وهو أن التبشير يجب أن تستبقه وأن ترافقه الصلاة دومًا. فيكتب بولس لأهل تسالونيكي، معلمًا إياهم بأنه “يذكرهم دومًا في صلواته”.

هذا ويعلم الرسول أن الله بالذات هو الذي اختار أعضاء الجماعة. وشرح الأب الأقدس أنه من الضرورة بمكان أن يكون كل مبشر على يقين من هذه الحقيقة: “الرب هو الذي يلمس القلوب بكلمته وبروحه، ويدعو الأشخاص إلى الإيمان وإلى شركة الكنيسة”.

وأخيرًا بين البابا سر الرسول بولس الذي يتحدث عنه بولس بالذات عندما يقول: “إن إنجيلنا لم يصر إليكم بالكلام وحده، بل بعمل القوة وبالروح القدس وباليقين التام” (1 تسا 1، 5). فالتبشير، إذا ما أراد أن يكون مليئًا بقوة الله وفعالاً، لا بد أن يتم في الروح القدس وقوته، هذا الروح الذي يحرك التبشير ويملأه باليقين.