التحليل النفسى لشخصية البابا تواضروس الثاني

التحليل النفسى لشخصية البابا تواضروس الثاني

جمال جورج

يمتلك قاعدة معلوماتية قوية ولديه قدره على التأثير و الأقناع بما يريد

كشف الدكتور أمجد خيرى كامل (أستشارى الطب النفسى) فى تقرير مفصل أختص به (الفجر) عن العديد من المفاتيح السرية فى شخصية البابا تواضروس الثانى (بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية) ليزيح الستار عن بعض الجوانب الغير معلومة فى حياة رئيس الكنيسة المصرية لأول مرة منذ جلوسة على كرسى البابوية..حيث أكد التقرير أن البابا يتميز بدرجه عاليه جدا من الصلابهة النفسيه Mental toughness وقد ظهرت هذه الصلابه فى الأحداث الأخيره والتى تعرضت فيها الكنائس للحرق والنهب وتعرض فيها الأقباط للترويع والقتل والتنكيل بجثثهم ،لم يثور أو يغضب حينما طاله الأمر شخصيا و تم وضع أسمه على قائمه الاغتيالات من قبل الجماعات الجهادية المتطرفة لكنه أكتفى بالتعليق قائلا (هذه ضريبه الحريه نقدمها نحن الأقباط بكل سرور فداءا لبلادنا) بينما علق على أهدار دمه بقوله : (نحن نؤمن أن الحياه فى يد الرب والله هو الذى يعطينا حياتنا وأعمارنا وهو الحارس عليها).

وواصل.. لقد تعرضت الكنيسه خلال حبريه البابا شنوده فى أواخر ايام الرئيس السادات الى محنة شديدة انتهت بوضع البابا شنوده قيد الاقامه الجبرية بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ولهذا فلم يكن غريبا أو جديدا على البابا تاوضروس أن تمر الكنيسة فى بداية حبريتة بالتجارب والالام وبرهن على أيمانه الشديد بعقيدة الأستشهاد التى تشكل ركنا أساسيا فى حياة الرهبان بقوله أنه عندما تأتى الهجمات الشرسة على الأقباط مع عيد النيروز فهى تذكرهم ببعض ماعاشه وذاقه اباؤهم واجدادهم.

والأقباط عموما ينظرون الى البابا تاوضروس بعين التفاؤل فى مجال اداره شئون الكنيسه بطريقه موضوعيه نظرا لأن فى بدايه شبابه كان مديرا لمصنعا للأدويه قبل سفره فى بعثه للخارج وقد تحدث بعد جلوسه على كرسى البابوية عن ضرورة وضع خطة متكاملة تشمل لوائح منظمه للأعمال والمسئوليات فى الكنيسة والتى تضبط تصرفات الأشخاص بعيدا عن الهوى والاستحسان الشخصى بحيث أن يكون النظام والالتزام هما أساس عمل الكنيسة فى عهده وأن تكفل اللوائح المنظمة سلامة الأداء وشفافية القرار فى كل وقت ..أنطلاقا من هذه المقدمات سجل بعض الباحثون فى مجال علم النفس الادارى ملاحظاتهم حول قدرة البابا تاوضروس على تنفيذ مهامه الجديدة لتوافر عده عوامل نفسية متفردة فى طبيعة شخصيته منها ..قوه الكاريزما charismatic power وتعنى قدرته الكبيرة على التأثير والاقناع لكل من حوله بما يريد تحقيقة على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم بالأضافة الى قوه القاعدة المعلوماتيه الذهنية لديه informational power وهى القوة الناتجة من حجم المعرفة التى يمتلكها البابا فى شتى شئون الحياه ليست فقط الكنسيه وانما أيضا العلمية والانسانية والادارية بجانب السلطة الشرعية الممنوحه له من قبل أعضاء المجمع المقدس يوم التجليس legitimate power والتى تعطيه حق اتخاذ القرار وتفعيل كل خبراته فى مجال الاداره لخدمة الكنيسة فى مصر وبلاد المهجر.

وحول طبيعة أعتكافات البابا تواضروس.. أوضح التقرير أن اعتكاف البطاركة له تاريخ فى الكنيسة الأرثوذكسية حيث يعتبر رد فعل طبيعى منهم عندما يستشعرون بفشل كل الجهود والمساعى الأرضيه للوصول الى حل للمشكلة ، فيطلبون المعونة والحل من السماء مباشرة فحينما أصدرت المحكمة حكمها المجحف منذ سنوات ببراءة جميع المتهمين فى أحداث الكشح بسوهاج والتى راح ضحيتها 20 قبطى ، قال البابا شنوده وقتها عبارته الشهيرة(نستأنف الحكم الى الله ) بمعنى اذا فشلت العدالة الأرضية يلجأ البابا الى العدالة السماوية.

وخلال أحداث الخصوص التى أنتهت بقتل أربعة أقباط وحرق أخر قال البابا تاوضروس مباشره ننتظر عدالة السماء) ولم يتكلم عن عدالة الأرض وقتها ربما لأستشرافه المستقبل و ثقته بعدم وجود عدالة على الاطلاق فى عهد مرسى وجماعته .

بعد أحداث الكاتدرائيه المؤسفه والتى تعتبر أول أعتداء على حرم البابا فى تاريخ الأقباط تحت مرأى ومسمع من مدرعات الداخلية برزت صلابة البابا تواضروس خلال أحاديثه لوسائل الأعلام الأجنبية عقب أحراق الكنائس وهى الفترة الحرجة فى تاريخ الكنيسة التى أحتفظ فيها البطريرك برباطة جأشة وكان يبتسم بالرغم من الكوارث المحيطه به وحجم الضغوط العصبية عليه ..لم يجد أمامه حلا أخر سوى اللجوء الى الله ذاته لحل الأزمة من خلال (الاعتكاف ) وطبق القاعده المعروفة لدى باباوات الاسكندرية بأنه حينما تفشل العداله الأرضيه يتم اللجوء الى عدالة السماء.

والبابا يعتكف ويصلى ليضغط عل السماء- ان جاز التعبير – للتدخل لحل الأزمة و هذا يحدث كثيرا جدا فى تاريخ البابوات خصوصا وانهم يستندون على أيات فى الكتاب المقدس تشجع على (الأعتكاف).

و من الطبيعى أن يطلب البابا من الله الحل ، فطبقا للتسلسل الوظيفى (الهيراركى) حينما يفشل القبطى يطلب الحل من الكاهن ، فاذا فشل الكاهن فى ايجاد حل مناسب يطلبه من الأسقف واذا فشل الأسقف يطلبه من البابا ، فلمن يلجاء البابا اذا ؟ ليس امامه سوى الله بعد غلق جميع الأبواب أمامه..والبابا حينما يعتكف ويصلى ويطلب من الله ليس امرا واجب النفاذ (حاشا لله) وانما بدا له شعور الانسان المظلوم الذى يستجدى مراحم الله ولذلك فان الطلبه المعروفه جدا واللحن الاكثر شهره عند الاقباط هو لحن : كيرياليسون ومعناه ببساطه يارب ارحم.