الجذور المسيحية و الهوية الاوروبية مقال بقلم مارك مجدى سويحة

نقدم لقراء صفحتنا قلم صحفى شاب هو مارك مجدى سويحة من شباب  الصحفيين الاقباط الكاثوليك و المقيم حاليا بالمانيا خريج الجامعة الكاثوليكية بميلانو تخصص علوم سياسية و الباحث فى الشأن السورى ايضا بمعهد MAX PLANCK بالمانيا ، يكتب لنا عن الجذور الجذور المسيحية و الهوية الاوروبية  فالى نص المقال :

ربما تعيش اوروبا اليوم مرحلة سياسية و اقتصادية غاية فى الصعوبة، فخطر انهيار الاتحاد الأوروبي و فقدان أوروبا لمعنى الوحدة التي قامت عليها فخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي و نمو التيارات الشعبوية داخل بعض الدول التي تنادي بالخروج من الاتحاد يدل على ازمة فى استمرار الاتحاد كالنسبة التي حصلت عليا مارين لوبان في فرنسا ما يقرب من ١٠ ملايين صوت و نصف. هناك ثلاثة عوامل أساسيين لتأسيس اي اتحاد مشترك اولهم المنفعة المشتركة من الاتحاد اقتصديا و وسياسيا و اجتماعيا. ثانيا و جود ارث ثقافي مشترك يقوي جذور الوحدة، ثالثا احترام الاختلافات الداخلية بكل اعضاء الاتحاد و عدم المساس بها. على مدار العقود الاخيرة عملت الكنيسة الكاثولكية على ابراز الجذور المسيحية لأوروبا و تحديد هويتها و ارثها الثقافي و من اهم الشخصيات التي اثارت هذا الموضوع كان الكاردينال يوسف راتزينجر او البابا بندكت السادس عشر فيما بعد. فقد درس الكاردينال يوسف راتزينجر علم اللاهوت و العقيدة في معاهد عليا و جامعات عديدة. فى كثير من محضاراتة و وعظاتة و مقابلتة الصحفية كان دائما يطرح موضوع جذور اوروبا المسيحية. فالخطر الذي يوجهه مفهوم الاسرة اليوم وقيمها. و التغيرات التي تحدث في مفهوم الزواج.
فى كتابة بلا جذور، أوروبا و المسيحية و النسبية و الاسلام فقد اتهم الكاردينال راتزينجر الغرب بانة يكرة نفسة و القيم التي تأسس عليها و ينجذب كل ما هو خارجي من ثقافات اخرى و يراى فى تاريخ فقط كل ما هو سيء و مخزي.
فمثلا العلاقة بين الايمان المسيحي و عصر التنوير الذي نشاء فى أوروبا فى القرن الثامن عشر الذي ساعد على نهوض اوروبا سياسيا بفصل الدين عن السياسة و النهوض ثقافيا و عمليا. الكاردينال راتزينجر اكد ان حركة التنوير قامت من منطلق مسيحي و قيام مسيحية التي ساعدت على هذا التطور و النهوض.
لكن اليوم اوروبا تحاول القيام على اساس المنفعة و الرخاء الاقتصادية بلا قيم مشتركة مشتركة و عرفها الكاردينال راتزينجر كاثورة ثقافية تريد توطيد هذا المفهوم. و على الصعيد الخاجي اعتبر الكاردينال ان المساعدات الاوربية للدول الفقيرة لم تسفر عنها اي نمو بل سببت اكثر فقرا لان اوربا تصدر مساعدات ميكانكية بلا قيم او ممكن ان تكون ضد القيم كشرط لمساعدة.
كثيرا من الاوربيين يرون ان النهضة التي صارت فى اروبا سبابها الابتعاد عن الدين المسيحي و لكن ان عدنا الى الدمار الذي تسببت فية الفاشية و النازية و أيضا الشيوعية و بالاخص اثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن الدين المحرك الاساسي لها و ان الاباء المؤسيسن للاتحاد الاوربي هم مؤسيسن الاحزاب المسيحية الديموقراطية التي حافظت على القيم المسيحية و نهضت باروبا فى كل المجلات بعد حرب طاحنة. فاليوم و بعد عقود الاتحاد الاوربي يواجهة خطر الانهيار و السبب الرئيسي هو عدم وجود قدرة و رغبة جزء كبير من الشعوب الاوربية على تحمل الازمات التي تواجهة بعض دول الاتحاد. فعدم الاحساس بوجود هوية مشتركة ادى لعدم الاحساس بالمسوؤلية اتجاة الازمات و تفضيل الخروج و الاستقلال.