الذئاب الخاطفة – شهود يهوه 1

الذئاب الخاطفة – شهود يهوه 1

إعداد / ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة

مقدمة:

شهود يهوه هي “جماعة” لا تعترف بها الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية ولا تعتبر ضمن الطوائف المسيحية الأخرى، ويطلق عليها “جماعة شهود يهوه” لتمييزها عن الطوائف المسيحية. كانت بداياتهم في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر في ولاية بنسلفانيا الأمريكية على يد “تشارلز تاز راسل”. نشأت جماعة شهود يهوه من مجموعات صغيرة لدراسة الكتاب المقدس ثم كبرت هذه المجموعة فيما بعد لتطلق على نفسها: “تلاميذ الكتاب المقدس”، لا تربطهم بعضهم ببعض اية روابط عرقية أو قومية، بل يوحدهم عملهم التبشيري، أي الذهاب إلى البيوت وعرض دروس بيتية مجانية في الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التي يزاولها المسيحيين بميلاد المسيح. فشهود يهوه لا يحتفلون بأعياد الميلاد الشخصية، (عالميا) ولا يخدم شهود يهوه في الجيش، وهم محايدون سياسيا إذ لا يتدخلون بأي شكل من أشكال السياسة)، كما أنهم لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار جهنم كوسيلة لتعذيب الأشرار، ولا بقداسة وشفاعة مريم العذراء، لكنهم يؤمنون بأن 144 ألف مسيحي ممّن يدعونهم “ممسوحين بالروح” سيملكون مع المسيح في الملكوت (بحسب مفهومهم، الملكوت هو حكومة سماوية برئاسة المسيح) وبأن بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون في فردوس أرضي إذ سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الأبد بفضل تلك الحكومة السماوية.

– يرجع إنشاء جماعة شهود يهوه إلى سنة 1872 م في ولاية بنسلفانيا الأمريكية .على يد القس تشارلز راسل الذى ولد سنة 1852على المذهب البروتستانتى، ولكنه رفض وهو في السادسة عشرة من عمره تعاليم كنيسته، والتحق بكنيسة “الأدفنتست” التى يُعرف أتباعها بالسبتيين، والنهائيين لأنهم يعتقدون باقتراب نهاية العالم. ولقد عرفت شهود يهوه في أول عهدها بالظهور باسم “جمعية العالم الجديد” ثم غيرت اسمها إلى “الدارسون الصادقون للإنجيل” ثم تحولت إلى اسم ثالث هو “أتباع راسل” نسبة إلى مؤسسها ثم استقرت على اسمها الحالي “شهود يهوه” وكان ذلك سنة 1931 م عندما اتخذوا لأنفسهم مقرا في حي بروكلين في نيويورك. وكان الهدف من التسمية في صيغتها الأخيرة أنهم يعتنقون الشهادة التي تقول بأن “يهوه” هو الإله الأعظم خالق الكون.

– مؤسس الجمعية لم يلبث أن خرج على المذهب الأدفنتستى وركز على دراسة التوراة قراءة وتأويلا وانتهى إلى أن عليه رسالة إيمانية واجبة الأداء تتمثل في رفض جميع الديانات، ودحض افتراءات المذاهب القائمة مثل الكاثوليكية والبروتستانتية وتضليلاتها (على كان يظن). كما شرع في إقامة نظام مذهبى مختلف أسسه على تفسيره الذاتى للتوراة، وسجل المبادئ التي انتهى إليها في عدد من المجلدات تلقفتها “الماسونية” ووجدت فيها أداة لزلزلة المذاهب المسيحية المشهورة، وتولت طباعتها ونشرها سنة 1881 م في سبعة مجلدات تحت عنوان “بحوث كتابية”.

– يلتزم شهود يهوه تجاه عقيدتهم ولديهم حرصا شديدا على حضور الاجتماعات التي تعقد مرتين في الأسبوع في القاعات العامّة وفي حضور المحافل التي تعقد 3 مرات في السنة في قاعات أكبر أو ملاعب رياضية.

– يؤمن شهود يهوه بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله. ويعتبرون أسفاره الـ 66 موحًى بها ودقيقة تاريخيا. عموما العهد الجديد يفضّلون الإشارة اليه بعبارة “الأسفار اليونانية المسيحية” والعهد القديم بعبارة “الأسفار العبرانية”.

– شهود يهوه يمنعون أتباعهم من تحية العلم (رمز الدول والحكومات) لأن جميع حكومات العالم في نظرهم هي موجودة بسماح من الله، القادر على كل شيء، لكنها تخضع لسلطة الشرير الشيطان ويقولون إن تحية العلم هي نوع من عبادة الأصنام فيمتنعون عن أداء تلك التحية. غير أنهم يشددون على احترام قوانين الدولة ما دام ذلك لا يتعارض مع الولاء المطلق لله ولملكوته.

– أيضا يحرمون عملية التبرع بالدم بسبب قدسيته فكل إنسان بحسب اعتقادهم يمتلك حياته في دمه ولا يجوز أن تنتقل تلك الحياة لإنسان آخر حتى لو كان مشرفاً على الموت ويحتاج لمتبرع بالدم، وان الدم الوحيد القادر على الإنقاذ هو دم المسيح الكريم. غير أنهم يقبلون بالبدائل الطبية للدم.

– ويقولون إن: “المسيح لم يمت على الصليب كما تَعتقد جميع الطوائف المسيحية بل على عمود أو خشبة كما هو موجود في أسفار الكتاب المقدس”، لذلك فهم لا يضعون الصليب على الصدور وفي البيوت، كما أنهم لا يستعملون الصور والتماثيل في عبادتهم. لكل هذه الأسباب تعتقد طوائف العالم المسيحي ان شهود يهوه هي بدعة وأتباعها ليسوا بمسيحيين.

– ومن المظاهر البارزة في طبيعة تفكير “شهود يهوه” وعقيدتهم صلتهم الوثيقة بدولة إسرائيل الحديثة الصنع، وإيمانهم الذي لا يحده حدود بالصهيونية، فإنهم ينفردون بهذا السلوك المنحرف دون غيرهم من سائر شعوب الأرض وجميع الملل والمذاهب، إنهم يقررون في صلب عقيدتهم “أن كلمة صهيون تطلق على جماعة الله والهيئة التي نظمها يهوه القدير حسب قصده”.

كما يعتقدون “أن الأمة الإسرائيلية والمنظمة بعهد من الله هي رمز إلى صهيون الحقيقية التي اختارها الله سكنا له، والتي من جمالها أشرق نوره”.. وفي إلحاح شديد على تأكيد هويتهم الصهيونية يقول شهود يهوه “إن لفظة صهيون تطلق على شعب الله على الأرض، لأنهم من صهيون التي هي هبة الله وجمعيته”. ثم يعودون لتأكيد تأييدهم الأعمى لإسرائيل بتسميتهم إياها “مملكة الرب الرمزية”.

– ومن عقائد “شهود يهوه” التي تتسم بالقسوة، إيمانهم بمعركة “هرمجدون” وقد افاضت كتبهم- وبخاصة كتاب الخلاص (من مراجعهم) الذي أفرد لها ستين صفحة- في وصف قسوتها ووحشيتها، وملايين الأرواح التي سوف تزهق بها، وأنواع العذاب التي ستحل بمن لا يعتقد عقيدتهم. وإن كان الواقع يستبعد حدوثها، فقد جاء في كتبهم أنها ستقع سنة 1918، 1920، 1925، 1941، وقد مرت هذه السنوات ولم تحدث المعركة الموعودة مما دفع بعض أتباعهم إلى الخروج على عقيدتهم.

– شهود يهوه ينكرون الابن، وهم يغالطون أنفسهم.. ففي سفر أشعياء يقول “أنا أنا الرب وليس غيري مخلص. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودي يقول الرب وأنا الله” (أش43: 11، 12)- ومن هذا الإصحاح أخذوا اسمهم “شهود يهوه”. يقول الرب “أنا أنا الرب وليس غيرى مخلّص” فمن هو المخلص؟ المخلص هو المسيح ابن الله الوحيد. كما قال معلمنا بطرس الرسول عن السيد المسيح “وليس بأحد غيره الخلاص” (أع4: 12). إذا كان يقول “ليس غيري مخلص” وأيضاً “أنتم شهودي” إذن هو الابن، وبالتالي نحن شهود للمسيح لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه “تكونون لى شهوداً”(أع1: 8). فكيف يسمون أنفسهم بعد “شهود يهوه” وهم ينكرون المسيح؟

– شهود يهوه ينكرون لاهوت المسيح. وهم بذلك يحكمون على أنفسهم وعلى أتباعهم بالهلاك كما قال معلمنا بطرس الرسول في حديثه “وسيتبع كثيرون تهلكاتهم” (2بط2: 2).

– وهم الآن يحاولون نشر فكرهم في مصر. ويجدر الذكر بأنه، ومنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ونظراً لشبهة الصهيونية لجماعة شهود يهوه صدر قانون بمنع ممارستهم لنشاطهم في مصر وأصبحوا جماعة غير قانونية وغير معترف بها كطائفة، إلا أنهم ما زالوا ينشطون في السر، ويرسلون أشخاصاً إلى المنازل. ومن ذلك قد حذر القديس يوحنا الرسول “إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة” (2يو10، 11)

– إن جماعة “شهود يهوه ” هي جماعة يهودية أصولية تابعة للماسونية وأن مبادئها لا تمتّ للمسيحية بأي صلة فهي مجرد جمعية تخوض حربا ضد المسيحية. نشاط هذه الجماعة مسموح به في بعض دول العالم، كما كان في الدول الشيوعية والملحدة، لسلوكهم الحسن وإتباعهم القوانين، غير أنه ممنوع في عدد من الدول العربية منها مصر وذلك لارتباطهم بالصهيونية العالمية.

– والكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد حذرت شعبها بقوة من جماعة شهود يهوه ومن قبول أي أحد منهم في المنازل والمناقشات معهم، لان المناقشات معهم تحتاج إلى شخص دارس، لكي يستطيع الرد على الأضاليل التي يبتدعونها بتفسير خاطئ لآيات الكتاب المقدس. فليس كل إنسان يستطيع مناقشتهم والرد عليهم لأنهم في منتهى المكر والدهاء ويميلون أحياناً إلى تحريف لآيات الكتاب أو الانحراف عن التفسير السليم (من محاضرة لنيافة الانبا بيشوى مطران دمياط للاقباط الارثوذكس).

– جريدة المصرى اليوم بتاريخ الاثنين ١٩ مايو ٢٠٠٨ عدد ١٤٣٦ نشرت عن خبر بعنوان [الكنائس القبطية توزع منشورًا يحذر من خطر «شهود يهوه» رداً علي تقرير «الحريات» الأمريكي] وقد كتب الصحفي عمرو بيومي ١٩/٥/ ٢٠٠٨: “وزعت الكنائس القبطية علي روادها منشورا يحمل عنوان «شهود يهوه.. لا»، أوضحت فيه الكنيسة الأخطاء العقائدية لهذه الطائفة، وتعارضها مع الثوابت المسيحية. وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد كثفت من توعيتها لاتباعها بخطورة أفكار شهود يهوه، ومخاطر الانضمام إليها، وقام العديد من الكهنة والأساقفة بالتنبيه علي الأقباط، خلال قداديس الأحاد، ضرورة عدم النقاش مع أتباعهم.

تم مناقشة أفكار شهود يهوه أثناء اجتماع البابا مع بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الشقيقة، كما تم مناقشتها ضمن لقاءات مجلس كنائس الشرق الأوسط. يأتي هذا بعد أن جاء اسم جمعية «شهود يهوه»، ضمن التقرير الأخير للجنة الحريات الأمريكية الخاص بمصر، واعتبارهم طائفة دينية مضطهدة. وأكد بيان الكنيسة الأرثوذكسية أن مبادئ هذه الطائفة هي «إنكار الثالوث، وإنكار ألوهية المسيح، وفناء النفس والروح»، كما أنهم يعتبرون الأديان والصليب والطقوس بدعا شيطانية، بجانب تحقيرهم العذراء مريم. وصرح القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ تاريخ العقيدة بالكلية الإكليريكية، وكاهن الكنيسة الأثرية بمسطرد، أن شهود يهوه «يناقضون كل الثوابت المسيحية، وقاموا بعمل ترجمة خاصة بهم للكتاب المقدس، سموها (ترجمة العالم الجديد) لتتناسب مع أفكارهم وطوعوا آياتها وفق أهوائهم»، كما اتهمهم بسيط بأنهم لا يدينون بالولاء للدولة التي يعيشون فيها، وأنهم ينتظرون دولة المسيح القادمة التي ستحكم من خلال اليهود ـ حسب ما قال. وقد رفض أي من أتباع طائفة شهود يهوه الموجودين بمصر الحديث أو التعليق علي الاتهامات التي وجهت إليهم، متفقين علي أنهم لا يلتفتون إلي هذا «التجريح» ـ وفق معتقدهم”.

– بعدما حذر البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية، من وجود الطائفة، وطالب مرات عدة بقطع أى علاقة معها، ومنذ فترة نشر البابا كتابا كشف فيه فكر الجماعة ومعتقداتها الخطيرة على الكنيسة، كما أعلن المجمع المقدس عدم اعتبار جماعة شهود يهوه ضمن الطوائف المسيحية.

إلى لقاء في الجزء الثانى …