الذكرى الثلاثون لنياحة مثلث الرحمات الانبا يوحنا كابس

الذكرى الثلاثون لنياحة مثلث الرحمات الانبا يوحنا كابس

بتصريح خاص للموقع من ابونا اسطفانوس  دانيال

في الذكري ألــــــــــ30 لمثلث الرحمات الأنبا يوحنا كابس الأسقف الفخري على كرسي كليوبطريس (المنوفية)
والمساعد البطريركي للأقباط الكاثوليك
يطلعنا الوحي الإلهي في كتاب يشوع بن سيراخ«أَجْسامُهم دُفِنَت بِسَلام وأَسْماؤُهم تَحْيا مَدى الأَجْيال.
الشُّعوبُ تُحَدِّثُ بِحِكمَتِهم والجَماعةُ تُخبِرُ بِمَديحِهم» سيراخ 44/14و15. فإنّ السمعة الحقيقية للعظماء بما يقال من وراء ظهورهم، وبما سيذكره الناس عنهم بعد رحيلهم، ويكتب مار إسحق السرياني: «شهية هي أخبار القدّيسين في مسامع الودعاء، كالماء عندما تشربه الأغصان الجديدة». فالأنبا يوحنا كابس يتميز بالغيرة الرسولية على كنيسته، هو مؤرخ كنسي كبير، كان يسعى دائما في المساعي الوحدوية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهذا كان حلمه الكبير. وبمرور خمسة وعشرين عامًا على رحيله، نقدم حياته كنموذج لكل إنسان مكافح على هذه الأرض.

1- طفولته حتى أسقفيته:
ولد عبد الملاك حنين عبد الملاك حنا ميخائيل سوريال كابس في قرية الشيخ زين الدين – طهطا – سوهاج، يوم 22يوليو 1919، ونال سري العماد والتثبيت في يوم 22 أغسطس1919، وكان خادم السرين القمص “حنا كابس” والأشبين طانيوس مرقص كابس. ثم دخل مدرسة الفرير بمدينة طهطا سنة 1928، وقدمه والده للأب باسيلي البركة رئيس المدرسة الإكليريكية الصغرى بطهطا وقبله في المدرسة الصغرى في 24سبتمبر1929. ثم سافر إلى مدينة القاهرة ليتم دروسه مع الإكليريكيين في مدرسة العائلة المقدسة التابعة للآباء اليسوعيين – بالقاهرة. واختاره رؤساؤه وأرسلوه إلى الكلية الشرقية ببيروت ـ لبنان ليتم دراسته الفلسفية واللاهوتية، وسيّم كاهناً بكنيسة القديس العظيم الأنبا انطونيوس كوكب البرية للأقباط الكاثوليك بالفجالة – بالقاهرة على يد الأنبا مرقص خزام وذلك في يوم أول أغسطس1943.
عين راعياً على حي القللي – بالقاهرة، وبقي فيها 13عامًا. ونقل إلى كنيسة الأنبا أنطونيوس – بالفجالة في سبتمبر 1957، وكون بها خورساً للتراتيل الكنسية ذاع صيتها بين كنائس القاهرة، ثم اختاره رؤساؤه مدرسًا للطقس القبطي في المعهد الإكليريكي وأيضًا أسند إليه تدريس التاريخ الكنسي.

2- من أسقفيته حتى انتقاله إلى الأخدار السمائية:
سيّم أسقفا على كرسي كليوبطريس وعين مساعدًا بطريركيًّا للأقباط الكاثوليك يوم 27أغسطس1958، وقام بسيامته غبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الأول، وبحضور السادة المطارنة الأنبا اسحق غطاس مطران طيبة، الأنبا ألكسندروس اسكندر مطران أسيوط، والأنبا بولس نصير مطران المنيا، والمنسنيور زغبي مطران الروم الكاثوليك، والمنسنيور كولان مطران اللاتين بالقناة، والمنسنيور جان كاييه مطران الإسكندرية للاتين، والمنسنيور نوئيل بوشكس مطران الآباء الأفريكان بصر الحديدة، والمنسنيور بطرس ديب مطران طائفة الموارنة، والمطران كامل مدور نائب عن بطريرك الروم الكاثوليك، والمنسنيور ليمونجي مستشار السفارة البابوبة ونائبًا عن سيادة السفير.

أ- نص البراءة البابوية لتعيين سيادة الأنبا يوحنا كابس أسقفًا لكرسي كليوبطريس ومساعدًا لغبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الأول من بيوس الأسقف خادم خدّام الله.
السلام والبركة الرسولية إلى الابن الحبيب يوحنا كابس راعي حي الفجالة والمختار أسقفا لكرسي كليوبطريس والمعين مساعداً لبطريرك الكرسي الإسكندري للأقباط الكاثوليك لقد اعتاد الأحبار الرومانيون الذين عهدت إليهم الرعاية الكبرى لجميع الكنائس أن يختاروا عندما يتطلب ذلك خلاص المؤمنين وخيرة النفوس أساقفة مساعدين يكونون بأعمالهم المشتركة عونا حكيما للرؤساء في الأمور المقدسة.
وبناء على ذلك بما أن الأخ المبجل إسطفانوس سيداروس بطريرك الكرسي الإسكندري للأقباط الكاثوليك يحتاج إلى مساعدة لتدبير ورعاية أبرشية البطريركية فقد استقر رأينا على أن نعهد إليكم أنتم أيها الحبيب بهذا العبء أنتم الذين كنتم تقومون حتى الآن باجتهاد بالأمور الرعوية وتعرفون جيدًا الجد والاجتهاد الذي تتطلبه رعاية النفوس فبعد استطلاع رأى أخينا المبجل الكاردينال كاتم أسرار المجمع المقدس للكنيسة الشرقية وبموجب سلطاننا الرسولي نختاركم مساعداً للبطريرك ونعلنكم بذلك ولكم كامل الامتيازات وعليكم جميع الالتزامات المترتبة على ذلك وبموافقة البطريرك حتى تقوموا خير قيام بهذه المهمة وحتى تتمموا الأمور المقدسة بموجب الطقوس الحبروية في الأبرشية البطريركية للأقباط فبموجب سلطاننا ذاته نقيمكم أسقفاً على كرسي كليوبطريس الذي كان بمصر بالوجه البحري والذي يعتبر الآن شاغرًا بدون شك ولكم بهذا اللقب كافة الحقوق والالتزامات وعلى أخينا البطريرك والمبجل أن يقوم بسيامتكم أسقفًا حسب طقسكم أو يعين حبرًا متحدًا برباط الإيمان والمحبة مع الكرسي الرسولي يساعده حبران كاثوليكيان متحدان مع كرسي بطرس وعليكم قبل السيامة الأسقفية أن تسجلوا إقراركم بالإيمان الكاثوليكي بين يدي البطريرك المبجل أو بين يدي حبر يفوضه هو وأن تؤدوا القسم المقرر بالصيغة المرسومة للكنيسة الشرقية على أن تدون هذه الإجراءات كتابة ويوقع عليها منكم ومن البطريرك أو الحبر المفوض منه ويوضع عليها الختم وترسل إلى المجمع المقدس للكنيسة الشرقية في أقرب وقت فإن لم تؤدوا القسم وتقروا بالإيمان كما أسلفنا فتعتبروا أنتم والحبر الذي قام بسيامتكم واقعين تحت القصاص القانونية وبعد ذلك أيها الابن الحبيب نحثكم على طاعة البطريرك بأمانة وحذاقة وعلى القيام من جهتكم بتعليم المؤمنين بكل اجتهاد. صدر في روما بالقرب من القديس بطرس في 7 يونيو سنة 1958 ميلادية وهي السنة العشرون لحبريتنا.
وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 23يوليو1968، في الساعة التاسعة صباحًا أحتفل الأنبا يوحنا كابس بيوبيله الكهنوتي الفضي، وكان في مقدمة الحاضرين غبطة البطريرك الكاردينال إسطفانوس الأول، وسيادة السفير البابوي المنسنيور لينوذانيني، ونيافة الأنبا صمؤئيل “أسقف الخدمات العامة والإجتماعية” ومندوبًا عن قداسة البطريرك كيرلس السادس “بطريرك الأقباط الأرثوذكس”، والمنسنيور أمان هوبير “مطران الاتين” بالقاهرة، والمنسنيور جان كاييه “مطران الاتين” بالإسكندرية، وأصحاب النيافة المطارنة روفائيل بايان “مطران الأرمن الكاثوليك”، وبطرس هبا “مطران السريان الكاثوليك”، والأرشمندريت يوحنا شيناره “وكيل عام بطريركية الموارنة الكاثوليك”، وحضرات رؤساء أديرة الآباء الرهبان الفرنسيسكان “بالموسكي، والمنسي، والجيزة، وكنيسة القديس يوسف”، وحضرات رؤساء الآباء اليسوعين وأخوة المدارس المسيحية والدومينكان، والكرمليين، والأفريقان، ومعهد دون بوسكو، وكما حضر من الإكليروس القبطي الكاثوليكي أصحاب النيافة أندراوس غطاس “مطران طيبه والأقصر”، والأنبا يوحنا نوير “مطران أسيوط”، ولفيف من الكهنة والراهبات من مختلف الطوائف.

ب- نص برقية قداسة الحبر الأعظم البابا بولس السادس، إلى صاحب النيافة الأنبا يوحنا كابس بمناسبة يوبيله الفضي الكهنوتي، والذي قرأ هذه البرقية الأنبا أندراوس غطاس باللغتين “العربية والإيطالية” عقب تلاوة الإنجيل المقدس:
حاضرة الفاتيكان في 19يوليو 1968
إلى غبطة الأنبا إسطفانوس الأول سيداروس “بطريرك الأقباط الكاثوليك”، يسرُّ قداسة البابا بولس السادس أن يهنئ صاحب السيادة الأنبا يوحنا كابس “المساعد البطريركي” الغيور والمخلص الذي يحتفل بيوبيله الفضي الكهنوتي، ويثنى عليه نشاطه الرسولي المعروف لدى الجميع ويبعث إليه من صميم الفؤاد ببركته الرسولية التي يشمل بها أيضاً والدته المحترمة وأقربائه وجميع المشتركين في حفل اليوبيل، وينتهز نيافة الكاردينال مدير المجمع الشرقي هذه الفرصة السانحة ليقدم للمحتفي به أخلص التهاني وأطيب الأماني بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن المجمع المقدس المختص بشئون الكنائس الشرقية. التوقيع الكاردينال (دي فور ستنبرج).

ج- الأعمال الجليلة التي قام بها:
1- أشرف على أعمال الديكورات الداخلية وحجاب الهيكل والصورة التي فوق الهيكل بكنيسة القديس أنطونيوس بالفجالة. واشترك وهو كاهن في المجمع المقدس الإسكندري الثاني المنعقد بالمعادي يوم 12مارس1957 لأنه كان عضوًا للجنة الطقسية. وحضر دورات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني – المجمع الحادي والعشرون للكنيسة الكاثوليكية – من عام 1962- 1965.
2- عندما عين راعياً على رعية القللي كان يقيم القداس للراعية في بدروم المدرسة التابعة ولكنه جاهد جهاد مستميتًا حتى حصل على ترخيص بناء الكنيسة الحالية (أمر جمهوري رقم 23 لسنة 1953) وبناء ملحق بها لسكن الراعي ومنذ توليه الرعاية ظل يعمل في هدوء طوال ثلاث عشرة سنة ولم يكن يفرق بين كبير وصغير وغني وفقير حتى اكتسب ثقة الجميع خاصة شباب الحي والأحياء المجاورة الذين جمعهم ليساعدوه في الخدمة الرعوية.

د- مؤلفاته:
كان محبًّا للبحث والتنقيب في بطون الكتب والمخطوطات القديمة وقد أقترح على غبطة البطريرك الأنبا مرقص خزام تأسيس مجلة علمية خاصة بالكهنة لتثقيفهم وزيادة إطلاعهم. باسم (صديق الكاهن) وقد وافق على الفكرة غبطته بارتياح وعهد إليه برئاسة تحريرها. وبدأت تصدر 1949 وصدرت بانتظام حتى سنة 1957 وهي السنة التاسعة، وربما تكون استمرت بانتظام حتى بعد ذلك ويبدو أنها توقفت عند السنة 14، 1962 وبدأت تصدر من جديد من المعهد الإكليريكي بالمعادي 1971 وأعتبروا هذه السنة 11 للمجلة.
وهذه هي الدرر الثمينة الذي ألفها بقلمه الباهر:
1- كتاب «مثلث الرحمات رابولا يوسف بخاش النائب البطريركي للسريان الكاثوليك»، القاهرة، 1963.
2- نشر دراسة قيمة على الكرسي الأسقفي لمدينة كليوبطريس الذي حمل لقبه عن تاريخ هذا الكرسي في العصور الأولي من الكنيسة وأعطى نظرة تاريخية لأهمية هذا الكرسي في العصور المسيحية السالفة، وتم صدوره في مجلة صديق الكاهن سبتمبر 1971.
3- «المعلم غالى وعصره ودوره في الكنيسة القبطية الكاثوليكية» عام 1976.
4- كتاب «تاريخ حياة الأنبا كيرلس مقار بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك 1899-1921»، طبع في 1979.
5- كتاب «لمحات تاريخية عن النواب الرسوليين لطائفة الأقباط الكاثوليك في القرن التاسع عشر»، طبع في 1978.
6- كتيب «حياة القدّيس كيرلس الإسكندري بطريرك كنيسة الإسكندرية».
7- كتيب «حياة القدّيس أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرين على كنيسة الإسكندرية».
8- كتيب «حياة القمص المستشرق الهولندي يعقوب موزر – وهو عالم القبطيات – راعي كنيسة الأنبا باخوم أبي الشركة الرهبانية للأقباط الكاثوليك بفاقوس – الزقازيق».
9- كتاب «الشهر المريمي». ( تنقيح هذا الكتاب)
10- كتاب «حياة القدّيس أنطونيوس الكبير كوكب البرية» الذي أصدره عام 1978. وطبع طبعه ثانية بمجلة الصلاح.
11- كتاب«الكنز الثمين في مختصر سير الآباء القدّيسين المصريين = الجزء الأول»، أصدره عام 1981 وهو يحتوي على الآتي: (( القدّيس مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية، البطريرك الأنبا أثناسيوس الرسولي، أباكير ويوحنّا الشهيدان، الشهيدان الأسقف بفنوتي ويوحنّا القصير، القدّيسة أفروسينا العذراء الإسكندرانية، الأنبا بولا أول السواح، الأنبا مكاريوس (مقار) الكبير، الأنبا باخوميوس أبو الشركة، القدّيس كيرلس الإسكندري، الأنبا إيسيذورس (سيداروس)).
12- كتاب «الكنز الثمين في مختصر سير الآباء القدّيسين المصريين = الجزء الثاني» وقد أصدره عام 1984، وهو يحتوي على الآتي: ((القدّيس موسي الأسود، الأسقف بسادي الشهيد، الأنبا بولس البسيط، القدّيس غليكانوس القنصل، القدّيس ديديموس والقدّيسة تيودورا، القدّيس البطريرك يوحنّا الرحوم، الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، كاترينا العذراء الشهيدة، مريم المصرية التائبة، بفنوتي الشهيد ورفاقه، تيموثاوس وزوجته مورا الشهيدين)).
إضافة لذلك: له مقالات عديدة في المجلات مثل: رسالة الكنيسة وصديق الكاهن والصلاح وفي جريدة لريون ديجيبت.

هـ وفــاته:
وبسبب هذا المجهود الشاق لم يستطع جسده أن يحتمل نزعات روحه التي تريد الانطلاق المستمر فذبل هذا الجسد وانتابته الأمراض وهكذا بذل جسده وحياته في سبيل عمله الرسولي وانضمت روحه الطاهرة إلى الكنيسة المنتصرة مساء يوم الخميس الموافق 27 يونيو 1985، وذلك عشية عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس هامتي الرسل طبقاً للتقويم القبطي المصحح.

المراجع:الله (الأب)، «تاريخ الإكليروس للأقباط الكاثوليك (1724-1962)»، القاهرة، 1963، ص24.
3- «سجل العمادات»، بكنيسة السيدة العذراء مريم للأقب
4- عبد المسيح دانيال جرجس، «رعية الشيخ زين الدين والسوالم»، دراسات تاريخية عن رعايا الأقباط الكاثوليك بأبرشية سوهاج=1، القاهرة، 2006، ص38-41.
5- كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية، «اليوبيل المئوي للكلية الإكليريكية»، القاهرة، 2001، ص19.
6- كنيسة القديس أنطونيوس الكبير للأقباط الكاثوليك, «مجلة الثمرة» (عدد خاص بمناسبة نياحة الأنبا يوحنا كابس), أغسطس, 1985, الفجالة , القاهرة, ص 1-20.
7- مجموعة من المؤلفين، «تذكار اليوبيل الفضي للأنبا يوحنّا كابس أسقف كليوبطريس المساعد البطريركي»، القاهرة، 1968، ص1-20.
8- «مرسوم بابوي للأنبا يوحنا كابس»، مجلة الصلاح، العددان 9، 10 / 1958، ص 29 – 30.
9- «مرسوم بابوي للأنبا يوحنا كابس»، مجلة صديق الكاهن، عدد6،7، السنة العاشرة، 1958، ص 162-163.
10- «معاون البطريرك الأنبا يوحنا كابس», مجلة الصلاح, القاهرة, avec ‎Pmorcos Yousef, ‎الأب أيوب شفيق أيوب