الذكرى السنوية الأولى لمثلث الرحمات الانبا مرقص حكيم

الذكرى السنوية الأولى لمثلث الرحمات الانبا مرقص حكيم

 

أجسادهم دُفنت بسلام … وأسماؤهم تحيا مدي الأجيال ” يشوع ابن سيراخ 44/ 14

في مثل هذا اليوم من العام الماضي 11/8/2014، أنتقل إلى الأمجاد السماوية مثلث الرحمات، طيب الذكر نيافة الانبا مرقص حكيم
وبمناسبة احتفاله بعيد ميلاده الأول في بيت الآب، نسمعه يقول لنا ما قاله الرب يسوع ليوحنا الحبيب في سفر الرؤيا 1/18، كنت ميتاً وهانذا حيٌّ إلى أبد الأبدين. إن يسوع الذي عاش حقيقة الموت وأيضا حقيقية القيامة، يعطينا نحن المؤمنين الرجاء في عبور رحلة الحياة… ثم عندما تأتي لحظة الرحيل عن هذا العالم، فأننا نقبلها بلا خوف ولا قلق، بل بثقة منا في يسوع الذي قال: أنا صاعد لأعدَّ مكاناً.
إن يسوع القائم من الموت هو حاضر معنا دائماً ” أنا معكم إلى منتهى الأجيال ” هكذا بالنسبة لموتانا إنهم يرحلون عنا، ولكنهم حاضرون معنا بطريقة أخرى، لأنهم جزء من كيان الله ورجع إليه.. والله حاضر معنا دائماً. فهم معه حاضرون معنا إلى أن نلتقي جميعاً في الله.
إننا جميعا مخلوقين على صورة الله… نحن صورة الله … والصورة دائماً في حالة اشتياق إلى الأصل الإلهي… كما يشتاق الآيل إلى ينابيع المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك.. مز 41. إننا موجودون في فكر الله قبل أن نُولد ” قبل أن يُحبل بك في البطن عرفتك، وقبل أن تخرج من الرحم قدستك ” أرميا 5:1 ، وسنبقى أحياء مع الله بعد أن نموت.. لأن حياة الإنسان أعظم وأكبر من أن يلدها المهد ويطويها القبر.
لأجل كل ما سبق .. نرى أن الموت ليس نهاية بل بداية.. إنه ليس ذهاباً بل وصولاً إلى المجد الذي أعده الله لمحبيه.. إنه ليس فناء بل هو خلود في عالم المجد.. إنه ليس فقدان بل هو لقاء واتحاد مع الله، ومع كل من سبقونا في عالم الخلود.. إننا نموت مع المسيح لنقوم في المجد. مالم تره عين ولم تسمع به أُذن ولم يخطر على قلب بشر… لهذا نسمع القديس بولس يتكلم بلغة التأكيد: لأن الحياة لي هي المسيح فالموت ربحٌ. لي اشتياق أن أنطلق وأكون مع المسيح وذلك أفضل جداً. صاحب النيافة… إننا نذكرك اليوم ونتذكر معك الموت.. ونعيش الحياة… لا يجب أن نتوقف طويلاً عند حالة الموت، بل يجب أن نعبر منها إلى حالة المجد… القيامة.
اليوم إننا نعيش معك ذكرى رحيلك عن الأرض، والكنيسة المنتصرة في السماء تحتفل بذكرى ميلادك.. وكفانا فخراً أن الأرض تحتفل بذكرى انتقالك والسماء تحتفل بميلادك، ونسمعك بالإيمان تقول لنا ” افرحوا معي لأن اليوم ذكرى تتويجي “.
لقد ودعناه منذ عام بإيمان راسخ بأن الله يعطي ويأخذ ويعوض عما أخذ، كما يقول سفر تثنية الإشتراع: أنا هو الله لا إله معي أنا أُميت وأُحيّ وأجرح وأشفي ولا شيء ينفذ من يدي. لقد ودعناه في أيدي أمينة لتكلله بالأمجاد…نفوس الصديقين هي بيد الله فلا يمسها سوء إنهم في سلام… سفر الحكمة 3
إننا نشكر الله الذي أعطانا هذا الراعي الصالح الأمين… وإننا نحفظ له في قلوبنا الكثير من الكلمات المشجعة، والأحاديث التي تبني والنصائح الذي تسند… ستبقى هذه الكلمات نوراً على الطريق، ويحوّل الألم والحزن إلى عزاء وسلام.
لقد علمتنا أن الحب فوق القانونأُريد رحمة لا ذبيحة ” إنه الحياة ” ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه. صاحب النيافة مثلث الرحمات الأنبا مرقص حكيم مطراننا الجليل الغائب الحاضر ” إن الأبرار يُضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم ” إنك أشرقت بميلادك في العالم… وبانتقالك غربت عنه.. وما بين الشروق والغروب قمت برسالة عظيمة تؤهلك أن تقول: ” خمس وزنات أعطيتني وخمس وزنات أخرى ربحتها، نعمّا أيها الخادم الصالح الأمين كنت أمينا على القليل سأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح ربك. بالاتحاد مع اخوتي الآباء الكهنة والشمامسة، والأخوات الراهبات والجماعات المكرسة، وجميع أبنائك طائفة الأقباط الكاثوليك بسوهاج، إننا نصلي لأجلك وبالتأكيد نيافتكم تكمل الصلاة لأجلنا لنجتاز وادي النحيب، وننطلق من قوة إلى قوة إلى أن يتجلى لنا إله الالهة. جميعنا متحدون … بهذه المناسبة نود أن نقول لك كلمة شكر على كل ما قمت به، من أعمال جليلة تؤهلك للمجد الأبدي… وكلمة تهنئة.. هنيئاً لك الأمجاد السماوية… ” أنا عالم بمن أمنت ومتأكد أنه يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم ” 2 تيموثاوس 12:1.
إننا لن ننساكم.. ودائماً نصلي لأجلكم إلى أن نلتقي جميعنا في الله.
ويوم الأحد الماضي 16 أغسطس أقيم القداس الإلهي في جميع رعايا الإيبارشية على نيّة صاحب النيافة مثلث الرحمات الأنبا مرقص حكيم
الأنبا يوسف أبو الخير
مطران كرسي سوهاج