الرحمة ثمّ الرحمة!

الرحمة ثمّ الرحمة!

كتاب ومحاضرة للكاردينال كاسبر

بقلم ندى بطرس

روما, 6 مايو 2015 (وكالة زينيت)

بمناسبة صدور كتابه حول الرحمة باللغة الفرنسية، ألقى رئيس “المجلس البابوي لتحفيز وحدة المسيحيين” المتقاعد الكاردينال والتر كاسبر محاضرة مساء الاثنين 4 أيار الحالي، وموضوعها “تحدّي الرحمة”. وبحسب ما أورده موقع la-croix.com الإلكتروني، كان الكاردينال كاسبر قد لاحظ “قلّة اهتمام اللاهوتيين بالموضوع الأساسي في الكتاب المقدّس ومفتاح حياة كلّ مسيحي”، بالتزامن مع تحدّي الفلسفة الحديثة في موضوع الرحمة. وبرأيه، “إنّ عالماً محروماً من الرأفة والرحمة هو عالم بارد. فالماركسية والنازيّة تسبّبتا بمعاناة لعدد كبير من الأشخاص، مما أدّى إلى إعادة اكتشاف تحدّي رسالة الرحمة”. وأكّد الكاردينال أنّ البابا فرنسيس جعل من “الرحمة” الكلمة الأساسية في حبريّته.

أمّا المحاضرة فقد بدأها الكاردينال كاسبر بتأمّل سطّر فيه التحديد اليهودي-المسيحي للرحمة التي ذكرها المسيح خلال العظة على الجبل. فالرحمة هي التعبير عن الذات الإلهيّة ، وهي ما تميّز الرب عن البشر وترفعه فوق كلّ إنسان. تظهر رحمة الرب في تجسّد الابن وآلامه. المصلوب هو صورة رحمة الرب، ونحن نراه في من هم بعوز. ثمّ أكّد الكاردينال أنّ الكلام عن معارضة الرحمة للواقع هو استحالة لاهوتية.

من ناحية أخرى، أشار الكاردينال إلى أعمال الرحمة التي يمكننا تطبيقها، كمنح الطعام والشرب، بما أنّ موارد العيش تُوزّع بطريقة غير عادلة في عالمنا هذا. وأضاف إلى ذلك استقبال الغرباء في ظلّ التهجير الحاصل، وزيارة المرضى والمسنّين في مجتمع لا يهمّه إلا الشبّأن والأقوياء، كما تحرير السجناء خاصة المظلومين منهم، بدون نسيان المسيحيين المضطهدين. وأنهى كاسبر كلمته قائلاً إنه على الكنيسة أن تبشّر بالرحمة وأن تحتفل بها خلال منح الأسرار، لأنّ كثراً يعتبرون الكنيسة قاسية.