الرقص في الهاوية (قصة)

لم أكن أعرف أين هو و في أي وادي أجده لأن الوديان المظلمة كثيرة جداً لا حصر ولا عدد لها، كنت أبحث أنا ورفيقي العزيز الذي يحبه قلبي، في كل مكان وفي كل الوديان المظلمة الكريهة الملبدة بدماء الضحايا الأبرياء وأنفتح أمامي باب إحدى هذه الوديان ودخلت أنا ورفيقي الحبيب إلي مغارة مظلمة ضوئها خافت يضيء ويطفئ بدون توقف وكان يوجد هناك أشخاص لكنني لم أراهم سوا أشباح، والخمور والسجائر وكل ما لذ وما طاب لقلوبهم في أيديهم وكان هناك راقصات وفتيات من كل جنسٍ و لون …

أنا لم أكن هناك لكنني كنت في شيءٍ من الحلم أو أي شيء غير الواقع … رغم مروري بكثير من الوديان والطرق الوعرة والشائكة من قبل…لا أعرف لماذا كنت لا أدري بنفسي و لا أدري في من حولي كأني في حلم لا بداية له و لا نهاية……

لقد توقفت أذني و توقف عقلي وكل حواسي لكنني أحسست إنني في الهاوية فعلاً في الهاوية المظلمة في نار وكبريت …

كل من حولي كان يرقص في الهاوية و هو لا يدري… نعم هذا هو الرقص في الهاوية ……راقصات وراقصين….بنات ومخدرات….خمور..الكل يرقص والكل يلهوا” …. لكن في الهاوية”….

كنت أحس بقذارة لا مثيل لها من قبل قذارة المكان و قذارة الناس و قذارة القلوب والشهوات.

و في أخر الأمر لم ألتقي بالخروف في هذا الوادي لكنه في وادي أخر “يرقص في الهاوية”.

وادي العلاقات أو وادي الإدمان أو وادي الشهوات أو وادي عدم الغفران أو وادي………..فلقد حان الوقت لنتحرر من هذه الوديان و أن نكسر باب المغارة الموحشة ولا نعود نرقص في الهاوية…ولنترك الهاوية لأبناء الهاوية”