السفير البابوي في دمشق: لا يسعنا التزام الصمت أمام ما يجري في سوريا

السفير البابوي في دمشق: لا يسعنا التزام الصمت أمام ما يجري في سوريا

الفاتيكان – اذاعة الفاتيكان
غداة النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس من أجل السلام في سوريا بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد وإزاء التطور المقلق للأوضاع هناك أجرت إذاعة الفاتيكان هذا الاثنين مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران زيناري الذي شدد على ضرورة عدم التزام الصمت إزاء صراخ الضحايا البريئة في البلد العربي.

أكد سيادته أن شاهد الصور الرهيبة التي سببت صدمة لدى الجميع، في إشارة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وقال: سمعت صراخ هؤلاء الأطفال والضحايا البريئة، إنها صرخة تتصاعد نحو السماء ونحو المجتمع الدولي: لا يسعنا التزام الصمت أمام ما يجري في سوريا، وأمام النداء الذي يُطلقه هؤلاء الأشخاص الأبرياء.

أضاف السفير البابوي في سوريا أنه يرفع الصلوات إلى الله سائلا إياه أن تسلح المسؤولون -لاسيما الجماعة الدولية- بالحكمة اللازمة والحذر الشديد. ولا بد أن نحول دون تكرار هذه الجرائم والمجازر. على الجماعة الدولية أن تبذل كل ما في وسعها كي لا نرى مجددا صورا من هذا النوع، التي تركت أثرا كبيرا لدى الجميع. لا بد أن نجد الوسائل الملائمة والأنسب كي لا يزداد الوضع تعقيدا. دعونا نصلي على نية المسؤولين كي يتميزوا بالحكمة والحذر.

أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن على الجماعة الدولية أن تتأكد اليوم من صحة الأنباء الحاكية عن استخدام السلاح الكيميائي في الصراع السوري، وأعرب عن أمله بأن تجد الأسرة الدولية تعاونا تاما من قبل السلطات المحلية وجميع الأفرقاء المتورطة في النزاع، كي يتم التأكد مما جرى.

هذا ثم أوضح السفير البابوي في دمشق -في ختام حديثه لإذاعة الفاتيكان- أن الأبرياء والأطفال يدفعون ثمن الصراع السوري منذ اندلاعه في آذار مارس عام 2011. وأكد أيضا أنه منذ عام خلا، وعندما بدأ الحديث عن وقوع حرب في سوريا شعر بأن البلاد بدأت تنزلق شيئا فشيئا نحو الجحيم، أما اليوم، وبعد هذه الأحداث، بدأنا نتساءل إذا ما وصلنا إلى قعر المأساة أم لا.

نداء

من أجل السلام في سوريا

 ما زلت أتابع بقلق وبألم كبير الوضع في سوريا. إن ازدياد أعمال العنف في حرب بين الأخوة، والتزايد المتضاعف للمجازر وللأعمال الوحشية – والتي تمكنا جميعا من رؤيتها عبر الصور المروعة التي شاهدناها في هذه الأيام – يدفعني إلى أن أرفع صوتي مجددا كي يتم إسكات ضجيج الأسلحة. فالصراع لن يقدم آفاق الأمل كي تُحل المشاكل، وإنما القدرة على التلاقي والحوار.

أود، من صميم قلبي، أن أفصح عن قربي، عبر الصلاة والتضامن، من جميع ضحايا هذا الصراع، ومن جميع الذين يتألمون، لا سيما الأطفال، وأدعو إلى الاحتفاظ بشعلة الأمل في السلام دائما مشتعلة. واتوجه بنداء إلى الجماعة الدولية كي تظهر اكتراثا أكبر بهذا الوضع المأساوي وأن تبذل كل جهدها والتزامها لمساعدة الأمة السورية الحبيبة، وعلى إيجاد حل لحرب تزرع الدمار والموت. دعونا نصلي جميعا إلى العذراء ملكة السلام، كي تتشفع من أجلنا. فلنقل جميعا: يا مريم، ملكة السلام، صلي لأجلنا.

 قداسة البابا فرنسيس

صلاة التبشير الملائكي

يوم الخميس 25 أغسطس / آب 2013

بساحة القديس بطرس