الشهادة المسيحية على مستوى الخدمة الأستشفائية

ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام

عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان : “الشهادة المسيحية على مستوى الخدمة الأستشفائية” ضمن سلسلة ندوات وثيقة “اداة العمل” للجمعية الخاصة بسينودس الشرق الأوسط (المنعقدة حالياً في حاضرة الفاتيكان في روما)،

ترأس الندوة أمين سرّ اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، الأب يوسف مونس ، وشارك فيها: رئيس المعهد اللبناني للمعاقين مستشفى بيت شباب، الأب بديع الحاج، رئيسة مستشفى الجعيتاوي، الأخت روز سلوم والأخصائئ في طب القلب، االدكتور شارل جزرا، وحضرها المسؤول عن الفرع السمعي البصري في المركز الأب سامي بو شلهوب، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين. قدّم الندوة المحامي وليد غياض وجاء في كلمته:

احييكم من المركز الكاثوليكي للاعلام في ندوة جديدة، نواصل فيها تسليط الضوء على وثيقة “اداة العمل” التي يلتئم حولها سينودس الاساقفة في جمعيته الخاصة من اجل الشرق الاوسط المنعقدة حالياً في حاضرة الفاتيكان في روما.

حول موضوع ” الشهادة المسيحية على مستوى الخدمة الاستشفائية “، نلتقي اليوم، لنطرح مسألة اجتماعية – انسانية اساسية، من منظار قيم الانجيل، حيث توجّه الدعوة الى كل مسيحي في اي موقع كان، الى نشر هذه القيم والى عيشها، وذلك من اجل خلق مناخ اجتماعي صحّي، يسوده السلام والعدالة والمساواة بين كل البشر. فالصحّة وسلامة الجسد حقّ لكل انسان وواجب على كل انسان، ومن قدّر له الوقوف الى جانب مريض اعطي نعمة خاصة تجعله شريكاً في عمل الخالق الرحوم. وهنا يستحضرني كلام لمن كانت طائفته، “المتألمون” الطوباوي ابونا يعقوب، اذ قال متوجهاً الى الذين يعملون في الحقل الاستشفائي: “لو كنتم تعلمون من تخدمون، لخدمتموهم وانتم جاثون” ويضيف: “اذا القريب بحاجة اليك، انت بحاجة الى الله لكي يقودك الى الرحمة”. ونحن نسأل اليوم: هل نتخذ الرحمة قاعدة في خدمتنا الاستشفائية؟ وهل ندرك حقاً ان المريض هو طريقنا الى الله، وله ان يؤنسن حضورنا وحياتنا ويعطيهما نكهة ومعنى وفرحاً؟

يسعدنا ان نستمع اليوم الى كل من حضرة الاب بديع الحاج رئيس مستشفى بيت شباب وحضرة الاخت روز سلّوم رئيسة مستشفى الجعيتاوي، وحضرة الدكتور شارل جزرا الاخصائي في طب القلب، ومعهم احيّي كل الحضور وكافة وسائل الاعلام، ومشاهدي برنامج “قضايا” على شاشتي تيليلوميار ونورسات الفضائية، والمستمعين عبر اذاعة صوت المحبة، واترك كلمة الترحيب والافتتاح لحضرة الاب يوسف مونّس امين سرّ اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام.

بعد ترحيب الأب يوسف مونس بالمنتدين والحضور .

تحدث الاب بديع الحاج عن مستشفى بيت شباب المعهد اللبناني للمعاقين، التابع للرهبانيّة اللبنانية المارونيّة فقال:

سنة 1949 أسست الرهبانية اللبنانية مدرسة في بيت شباب على اسم المعهد اللبناني بهدف استقبال التلامذة وخاصة ابناء المغتربين من ابناء بيت شباب وكافة المناطق اللبنانية، سنة 1976 ومع اندلاع الحرب اللبنانية، قامت الرهبانية بتحويل المدرسة إلى معهد استشفاء لأستقبال من أصبحوا في عداد المعوّقين وابتداء من سنة 2001، عملت إدراة مستشفى بيت شباب بتشجيع من الرئاسة العامة للرهبانية على إعادة وتطوير المستشفى وتأهيله، ليصبح متمماً يستقبل جميع الحالات المرضية.

رسالة مستشفى بيت شباب هي كرسالة كل مستشفى الاعتناء بالمرضى وعلاجهم ويوفر مجموعة كبيرة من الخدمات على درجة عالية من الجودة. ويحرص على تطوير وتحسين فريق العمل بشكل دائم ينعكس ايجاباً على إدائه وعلى نوعية الخدمة التي يؤدي.

وأضاف الأب الحاج: “يُعتبر المعهد اللبناني للمعاقين من أبرز المعاهد المختصة بإعادة تأهيل المعوّقين وتنمية قدراتهم لإعادة دعمهم في المجتمع, فمنذ سنة 1976 يقوم بعلاج وإعادة تأهيل معوّقين سقطوا إما من جراء الحرب وإما بسبب حوادث السير والعمل والرياضة والعمليات الجراحية الخاطئة والفالج وغيرها من الأسباب. وأهمية هذا المستشفى بأنه يغطي كل الأراضي اللبنانية وهو مقصود من كل المناطق دون أي تمييز مناطقي أو طائفي. وهو أيضاً من المراكر القليلة في لبنان المتخصّص في إعادة تأهيل المعوّق وإعادة دمجه في المجتمع.

والمطلوب من الدولة أن تولي الأهمية لمراكز إعادة التأهيل وأن تحل مشكلة المساهمات المقررة من قبل مجلس الوزراء عن السنيين الممتدة في 2003 أي 7 سنوات. وأن ترفع السقف المالي، وتوازي بين التعرفة والكلفة الفعلية.

ثم تحدثت الأخت روز سلوم فقالت:

إن الرسالة الاستشفائيّة هي رسالةُ حياةٍ ورجاء، رسالةٌ مسيحيّة إنسانيّة – إنجيليّة بامتياز. إنّ الحقلَ الخصب لزرع بذور الرّجاء هو ولا شكّ، حقلُ الألم والمرض، حيثُ تراجعُ الحياة يلوحُ في أفقِ الإنسان.

إنطلاقاً من هذه الرسالة المسيحيّة – الإنسانيّة، وتجاوباً مع نداء المسيح إلى أعمال الرّحمة والمحبّة، تأسّس المستشفى اللبنانيّ الجعيتاوي، سنة 1927، على يد الأباتي يوسف سلوان الجعيتاويّ. إنّ الآباتي الجعيتاوي، القريب من البطريرك الحويّك لِما كان يحفظ له من الاحترام والمودّة، أراد أو يوكلَ إدارة المستشفى الجديد إلى الجمعيّة الرهبانيّة التي أسّسها البطريرك الحويّك، سنة 1895، جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات التي من بين أهدافها، خدمةُ المرضى.

إنّ عالمَ الاستشفاء، ترى فيه الكنيسة جزءاً لا يتجزّأ من رسالة المسيح الخلاصيّة، المسيح الطبيب الإلهيّ “الذي جال يصنعُ الخير ويَشفي كلَّ من كان تحت سلطةِ إبليس”، والذي أعطى تلاميذَه سلطاناً يشفون به الشعب من كلِّ مرضٍ وكلِّ علّة.

إنّ الألم الذي يعانيه المريض، جسدياً كان أم نفسيّاً، لهو موضوعٌ مقدّس، سرٌّ، بلغ ذروتَه في آلام المسيح”، كما قال يوحنا بولس الثاني في رسالته “الألم الخلاصيّ”، مرتبطٌ بالمحبّة التي تولّدُ الخير، وتولّدُه حتّى من الشرّ. تولّده من الألم، كما أنّ خيرَ افتداءِ البشر استُخرِجَ من الصليب، الينبوع الذي تجري منه الحياة”. هذا هو اساسُ ونبعُ الرسالة الاستشفائيّة.

إنّ خدمة المريض من أسمى ما تؤولُ إليه الرّسالة المسيحيّة الإنسانيّة التي تحضُنُ الإنسانَ في ضعفِه، في حقيقةِ تكوينِه، مهما علا جبروتُه، فالإنسانُ ضعيف وضعفُه لا مفرَّ منه.

رسالةُ الممرّضة تنخرطُ في قلب هذه الخدمة المسيحيّة – الإنسانيّة. كممرّضة، كرّستْ حياتَها لرسالة المسيح الخلاصيّة، أقفُ دائماً أمامَ عملي، وقفةَ رهبةٍ وخشوع، رهبةَ الإيمان بالذي انحنى على أقدامِ تلاميذِه ليَغسِلَها، مُستبقاً عملَ محبّتِه الخلاصيّة على الصليب. الإيمان بالذي أعطانا مثالاً لنفعلَ نحن أيضاً كما فعل هو لنا. فليس عبدٌ أعظم من سيّده.. ويسوع، المعلّمُ الإلهي ختم عملَه هذا قائلاً :” إنْ علِمتم هذا، وعمِلتم به، فطوبى لكم”.

إنْ علِمتم… علمٌ لا يُدركُه الإنسان حقّاً إلاّ بقلبِهِ، بقلبِ السّامريّ الصالح الذي رأى، فتحنّن.. وانحنى، واعتنى، وضمّد، وسكب بلسمَ الشفاء والعزاء… وأنهى يسوع سردَ المثل قائلاً لكلِّ مَن أرادَ أن يتبعَه، أنْ يلبسَ أحشاء الرّحمة ويصنع كما صنع ذاك السّامريّ الصالح.

إنّ طُرُقات الحياة مليئة بجراحِ الجسد والرّوح. ألا أكثر الله من السامريين الصالحين. وليس أكثر من اختبارِ المرض والألم، ما يستطيعُ أن يكونَ مدرسةً للحياة والرّجاء.

ليس الهروبُ من الألم ما يشفي الإنسان، بل ما يشفي الإنسان هي المقدرة على قبول المحن وإعطاؤها معنىً باتّحادِها بالمسيح الذي تالّم بمحبّةٍ لامتناهية. إنّ خدمة المريض هي “رسالةُ الرّحمة الإلهيّة”. هذه الرّسالة الإنسانيّة – الرّوحيّة مارستْها الكنيسة عبرَ الأجيال، والتزمت بها الجمعيّات الرّهبانيّة على اختلاف مواهبِها.

إنّ البطريرك الياس الحويّك، عندما نوى تأسيس جمعيّة رهبانيّة وطنيّة رسوليّة، أعطى أهمّيةً كبرى لخدمة المرضى ، وجعلها هدفاً من أهداف أعمال الجمعيّة الرسوليّة، فكتب إلى بنات الجمعيّة سنة 1929، سنتين بعد تأسيس المستشفى الجعيتاوي واستلام راهبات العائلة خدمتهنّ فيه، قال: “الحياة البشريّة… تحتاج إلى عناية خاصّة في إثنين من أطوارِها وهما: طَورُ الصبوّة وطَوْرُ الأمراض والأسقام… في طور المرض يقتضي للمريض قلبٌ يؤاسيه ويدٌ مُحِبّة مستعدّة بلطفِها أن تخفّفَ عنه وطأةَ الداء والألم… فليس في الخدمة الجسديّة بحدّ ذاتها ما هو فائق الطبيعة، غير أنه في هذا كما في سواه، إنّ الغاية الفائقة الطبيعة ترفعُ الواسطة إلى ما فوق الطبيعة. فالخدمة الجسديّة واسطة لإنعاش الشعور الدينيّ عند المريض، خاصةً عند مَن تحوّلَ من المرضى عن الإيمان أو كاد يفقدُه… وكان الحويّك يقول لبناتِه الراهبات: تذكّرنَ قول الربّ في آخر الأيام :”كنتُ مريضاً فزرتموني، تفهمنَ خطورةَ عملكنّ في خدمة المرضى وأجرَه العظيم… إنّكنّ تقُمنَ بخدمةٍ روحيّة… فليكن كلامُكُنّ وغيرتُكنّ وعملُكنّ ما يحملُ المرضى على الإيمان والرّجاء والمحبّة وتمجديدِ الله لأعمال الرّحمة التي تأتينها بالفرح والسرور…لأنّ المستشفى هو أيضاً مشفى للنفس، فيه تجد النفسُ راحتَها التامّة.

هذه هي رسالةُ التمريض ، رسالة إنسانيّة روحيّة إنجيليّة، رسالةُ رجاءٍ وحياة، رسالة لا أسمى ولا أجمل، لكنّها شاقّة ومُتعبة، إذ ليس من السهل العيش مع آلام الآخرين الجسديّة والنفسيّة، وهاجسُ التخفيف من وطأتِها على المريض يلاحقُ الممرّضة. لكنْ، تنسى الممرّضة تعبَها، وفرحُها لا أحد يستطيع أن ينتزعَه منها عندما ترى بصيصَ الرّجاء يعودُ وابتسامةَ الحياة تعود وبريقَ العينِ يعود… ويحيا المريضُ من جديد.

كلّ ذلك يستقطب كلّ قِوى الممرّضة، العقليّة والنفسيّة، العلميّة والتقنيّة، العاطفيّة والرّوحيّة… تُجنّدُها كلَّها لإعادة الرّجاء والحياة لمن كاد يفقدُهما، فتُصغي للهواجس والتجارب والمخاوف، تحفظُها في قلبها وتحملُها في صلاتِها… تحاولُ التنشيط والتشجيع، محافظةً بكلّ أمانة على قيمةِ الإنسان وكرامتِه، في الدفاع عن الحياة وحمايتِها واسترجاعِ معناها الذي يتخطّى آفاق المادّيات والأعمار، ويُعيدُها إلى جوهر غايتِها.

ليس بالغريب أن تُدعى الراهبة “ملاكَ الرّحمة”، لِما يُطلَبُ منها من حنانٍ ولطف، وصبرٍ وجهوزيّة، وتضحية، مقرونة بابتسامةٍ بشوشة ووجهٍ مشرقٍ بفرحِ العطاء المجّانيّ، عطاء دون مقابل، إلاّ الّلهمّ أن ترى بريقَ الرجاء يعود، وحبَّ الحياة ينتصر على كلّ عواملِ الموت التي تهدّدُ الإنسان.

أمرٌ ضروريّ جدّاً للراهبة الممرّضة، كما لكلّ نفسٍ مكرّسة، أن تستقي من نبعِ الحياة، من المسيح، القوّة والشجاعة في إداء رسالتِها، تستقي خاصّةً الفرح بالخدمة والعطاء، من المسيح الساكن في قلبها، والمحرّك لكلّ كيانِها. قوّتُها في صلاتِها وتأمّلاتِها واتّحادِها بالمسيح الذي يجعلُها تراه في وجه كلّ ِ مريض وكلِّ ضعيف وكلِّ محتاج… تفهم بعمق معنى قول يسوع :” من سقى كأسَ ماء بارد أحد هؤلاء الصغار، الحقّ أقول لكم إنّه لن يفقد أجرَه1. “كلّ ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي عملتموه”.

ماذا تبغي الراهبة في حياتها سوى التماس وجهِ الرّبّ؟ إنّ جلوس الرّاهبة الممرّضة قرب المريض لمؤاساتِه وسكبِ الوقت معه، تملأه بالاحترام لسرِّه وعمقِ معاناتِه، يختصر سموّ عملِها وغاية رسالتِها في حياتِها المكرّسة .

إنّ حياةً تسمو بالإنسان إلى أسمى القيم تحتاج أيضاً، علاوةً على كلّ ما تقدّم من مزايا إنسانيّة وروحيّة، تحتاج إلى أرضيّةٍ عمليّة تنظيميّة خاضعة لمعاييرَ دائمةِ التجدّد والتقدّم والتطوّر.

فرسالتُنا في الإدارة من أجل تأدية أحسن خدمة للمريض هي أيضاً صعبة. صعبة خاصّةً عندما لا تستطيعُ الراهبة أن تلبّي شعورَها لتساعد المريض من الناحية الماديّة. رسالتها صعبة عندما تحاول أن تجمع بين إسعاف المريض الفقير العاجز عن تسديد تكاليف الاستشفاء وتأمين المال الضروريّ للمستشفى للاستمرار في إداء خدماتهِ وتأمين كل وسائل التقدّم التقنيّ والعلمي والخدماتيّ والإعماريّ! كلُّ شيء يتطوّر وبسرعة، ويجب اللحاق بالقطار السريع… والجميع على علم بما تعانيه المستشفيات…

إنّ المستشفى اللبنانيّ الجعيتاوي “مؤسّسة لا تبغي الرّبح”، هو وقفٌ كنسيّ غايتُه الخدمة. وكم أودّ أن أضيف: غايتُه الخدمة المجانيّة ، لكن لا أستطيع ذلك، مع كلّ ما تتطلّبُه الإدارة الجيّدة من مصاريف باهظة، كما ذكرت، لتأمين كلّ ما يلزم من طاقات بشريّة ذات مستوى، ما يلزم من جودة تقنيّة من أجل حسنِ سير العمل ، وتأمين راحة المريض، المريض الذي له يجب أن تُعطى الأولويّة. وضعٌ يُثقلُ كاهلَنا لإيجاد الحلول والتخفيف من وطأة الوضع الاقتصاديّ. مع ذلك فإنّ خدمتَنا نعتبرُها مجّانية بمعنى قول المسيح: مجّاناً أخذتم، مجّاناً أعطوا. ممّا لكَ ربِّ، يُهدى لكَ . نعم، إلى جانب حملِ همِّ المريض وشفائه، هناك همٌّ ماليّ كبير، مُقلق ومخيف. تقفُ الراهبة أمامَه مكتوفةَ الأيدي ، تؤاسي أهلَ المريض في الحالات الحرجة، وتشعر معهم، لكنها تعجز أحياناً عن القيام بكلّ ما ترغب أن تقوم به من مساعداتٍ أخرى…

في النهاية، إنّنا نشكرُ الله على كلّ شيء، على عنايته التي ترافقُنا، نحن بنات العناية، لأننا بنات “رجل العناية”، البطريرك الياس الحويّك. نتّكل على العناية التي تعرف متى وكيف تقدّمُ العون، فإنّ المحسنين لا يزالون موجودين ، والحمدُ لله، يقدّمون ما يقدّمون، معترفين أنّ كلّ ما لهم هو من جودِ الله، مختبرين كم قول الربّ يسوع الذي أتى على لسان بولس هو صحيح: إنّ العطاء أعظمُ غبطةً من الأخذ”. فمجّاناً أخذتم، مجّاناً أعطوا”.

مكّننا الله أن نؤدّي الرسالة التي أوكلها إلينا، نؤدّيها بعطاء القلب المُحبّ الفرحان، بقوّة الرجاء الذي لا يخيّب، وبثبات الإيمان الذي لا يهابُ الصّعاب. نؤدّيها في قلب الكنيسة لمجد الربّ يسوع وخير الإنسان، كلّ إنسان، دون تفرقة ،لأنّ مجدَ الله هو الإنسانُ الحيّ، جاعلين نفوسَنا كلاًّ للكلّ لنربحَ الكلَّ للمسيح.

ثم تحدث الدكتور شارل جزرا فشدّد على ضرورة العمل بضمير في مهنة الطب رافضاً كل أشكال الإجهاض والعقاقير لأن الأفضلية هي للحياة، والمسيحي يرفض من حيث المبدأ فكرة الإجهاض والموت الرحيم وختم مشدداً على ضرورة المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق مهما كانت الظروف صعبة ومعقدة.

ملاحظة : هذه الندوة تبث ضمن برنامج “قضايا” على شاشة تلفزيون “تيلي لوميار” و”نور سات الفضائية” الخميس في 21 تشرين الأول الجاري الساعة السادسة مساءً ، الجمعة 22 تشرين الأول الجاري الساعة الخامسة صباحاً والأحد 24 تشرين الأول الجاري في الثانية عشرة والنصف ظهراً. وتذاع على إذاعة “صوت المحبة” الجمعة 22 تشرين الأول الجاري الساعة السادسة مساءً.