الصعود عربون رجاء: تأمل في قراءات الخميس  29 مايو 2014 الموافق 4 بؤونه 1730

الصعود عربون رجاء: تأمل في قراءات الخميس 29 مايو 2014 الموافق 4 بؤونه 1730

الصعود عربون رجاء

وفيما هو يُبارِكُهُمُ، انفَرَدَ عنهُمْ وأُصعِدَ إلَى السماءِ.

تأمل في قراءات الخميس  29 مايو 2014 الموافق 4 بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“وفيما هُم يتكلَّمونَ بهذا وقَفَ يَسوعُ نَفسُهُ في وسطِهِمْ، وقالَ لهُمْ:”سلامٌ لكُمْ!”. 37فجَزِعوا وخافوا، وظَنّوا أنهُم نَظَروا روحًا. فقالَ لهُمْ:”ما بالُكُمْ مُضطَرِبينَ، ولماذا تخطُرُ أفكارٌ في قُلوبِكُمْ؟ اُنظُروا يَدَيَّ ورِجلَيَّ: إنِّي أنا هو! جُسّوني وانظُروا، فإنَّ الرّوحَ ليس لهُ لَحمٌ وعِظامٌ كما ترَوْنَ لي”. وحينَ قالَ هذا أراهُمْ يَدَيهِ ورِجلَيهِ. 41وبَينَما هُم غَيرُ مُصَدِّقينَ مِنَ الفَرَحِ، ومُتَعَجِّبونَ، قالَ لهُمْ:”أعِندَكُمْ ههنا طَعامٌ؟”. فناوَلوهُ جُزءًا مِنْ سمَكٍ مَشويٍّ، وشَيئًا مِنْ شَهدِ عَسَلٍ. فأخَذَ وأكلَ قُدّامَهُمْ.وقالَ لهُمْ:”هذا هو الكلامُ الذي كلَّمتُكُمْ بهِ وأنا بَعدُ معكُمْ: أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يتِمَّ جميعُ ما هو مَكتوبٌ عَنِّي في ناموسِ موسَى والأنبياءِ والمَزاميرِ”. حينَئذٍ فتحَ ذِهنَهُمْ ليَفهَموا الكُتُبَ. وقالَ لهُمْ:”هكذا هو مَكتوبٌ، وهكذا كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ ويَقومُ مِنَ الأمواتِ في اليومِ الثّالِثِ، وأنْ يُكرَزَ باسمِهِ بالتَّوْبَةِ ومَغفِرَةِ الخطايا لجميعِ الأُمَمِ، مُبتَدأً مِنْ أورُشَليمَ. وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ. وها أنا أُرسِلُ إلَيكُمْ مَوْعِدَ أبي. فأقيموا في مدينةِ أورُشَليمَ إلَى أنْ تُلبَسوا قوَّةً مِنَ الأعالي”.وأخرَجَهُمْ خارِجًا إلَى بَيتِ عنيا، ورَفَعَ يَدَيهِ وبارَكَهُمْ. وفيما هو يُبارِكُهُمُ، انفَرَدَ عنهُمْ وأُصعِدَ إلَى السماءِ. فسَجَدوا لهُ ورَجَعوا إلَى أورُشَليمَ بفَرَحٍ عظيمٍ، وكانوا كُلَّ حينٍ في الهيكلِ يُسَبِّحونَ ويُبارِكونَ اللهَ. آمينَ. (لوقا 24: 36- 53).

نص التأمل

الصعود عربون رجاء

“وهكذا كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ ويَقومُ مِنَ الأمواتِ في اليومِ الثّالِثِ،

وأنْ يُكرَزَ باسمِهِ بالتَّوْبَةِ ومَغفِرَةِ الخطايا لجميعِ الأُمَمِ”

ملخص الأحداث قبل لحظة الصعود يقدمه القديس لوقا

في هذين السطرين البالغي العمق والدلالة

ثم ينتقل مباشرة الى المرحلة التالية او النتيجة المترتبة على هذه المسيرة

التي كان التلاميذ شركاء فيها ” وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ” ونركز على كلمة “شهودله إلا الله

ولا المسيحي يقدم بشهادة الحياة انه إبن لله فكلتاهما شهادة منعدمة الفاعلية

أما شهادة الإثني عشر رسولا عبق أريجها يفوح إلى اليوم معطرا أنفاس التاريخ

ومطيبا القوب المضطربة  ومنعشا للذاكرة الإنسانية سريعة النسيان

حقا لقد قدم الرسل جميعهم حياتهم ودماهم ثمنا لتلك الشهادة.

أنتقل الى النقطة الثانية في تامل اليوم وهي اللافتة للنظر في رواية الصعود

فالرب يسوع بعد ان اعدهم جيدا لتلك اللحظة لمدة اربعين يوم منذ قيامته

وشعر بعدم مقدرتهم على مواجهة العالم بدونه وعدهم ب ” المعزي”

ورفع يداه ليباركهم “وبينما هو يباركهم” صعد إلى السماء

فهو إذن صعد إلى السماء مباركا ومرفوع اليدين

لذا فيداه المرفوعتان مازالتا تباركان جميع بنيه الساجدين

وتلوح لكل العيون المرفوعة نحوه وتبارك كل القلوب الصاعدة نحوه

مازالت بركة يسوع مستمرة في حياة الرسل والكنيسة ونحن إلى اليوم

وهي ممتدة لكل من يحبه ويؤمن به ويرجوه

فإذا كانت القيامة عربون إيمان فإن الصعود هو قطعا عربون رجاء

فالصاعد اليوم امام عيوننا ذاهب ليعد لنا بجواره مكان اولا

وثانيا سوف يعود يوما من حيث رأيناه صاعدا ليدين

الأحياء والأموات وسيأخذنا معه على السحاب