الصعود من بيت عنيا.. بقلم الاب هانى باخوم

الصعود من بيت عنيا.. بقلم الاب هانى باخوم

“ثم خرج بالتلاميذ إلى القرب من بيت عنيا، …. واِنفصل عنهم ورُفع إلى السماء” (لو 24: 50- 51).

تحتفل الكنيسة بعيد الصعود ومكان الصعود: بالقرب من بيت عنيا.
بيت عنيا والتي يعني اسمها: “بيت العناء” أو “بيت الألم”. توجد بالقرب من جبل الزيتون، حيث المسيح صلى وعرق دم. هناك كان يسكن لعاذر. هناك تم مسح المسيح بالعطر، كعلامة ونبوة على ألامه وصلبه. هذا هو بيت عنيا: مكان الألم، مكان الصراع الداخلي. المكان والذي يبدو ان هناك ليس بالله. فأين الله وسط الألم؟ لماذا يسمح به؟ أين الله في بيت عنيا؟
هل هي صدفة؟ يأتي المسيح بتلاميذه بالقرب من هناك، من بيت عنيا، كي يصعد أمامهم إلى السماء. هذه السماء التي أُغلقت بسبب خطيئة الإنسان الأول، ها هي تنفتح، ويصعد فيها الإنسان الجديد، باكورة لكل إنسان. ومن أين يصعد؟ من بيت عنيا. من نفس المكان الذي نزل فيه الإنسان بسبب الخطيئة. فبسبب الخطيئة دخل الموت إلى العالم. وكأن هناك سقط الإنسان من السماء، سقط في وادي الألم، في بيت عنيا. وها هو المسيح، يصعد من نفس المكان.
صعود المسيح ودخوله إلى المجد، يبدأ من بيت عنيا. مكان التقاء السماء بالأرض. كم هو سر عظيم. هذا المكان الذي يشكك الإنسان في وجود الله، يصبح مع المسيح، مكان الالتقاء بالله، مكان الوصول إليه. هذا هو سر الصليب، والذي هو عثرة لليهود وحماقة للوثنين كما يقول بولس (1 قور 1: 23)، بالفعل هو قدرة وقوة لمن يؤمن.
في عيد الصعود المسيح يدعونا ان نذهب معه، بالقرب من بيت عنيا. فلكل مننا بيت عنيا الخاص به. فلنذهب معه، ولا نخاف، فهناك سنراه يرفع يديه ويباركنا، ويرفعنا معه.
عيد صعود مبارك.