الصلوات التقوية في الكنيسة الكاثوليكية

الصلوات التقوية في الكنيسة الكاثوليكية

 

خاص بالموقع: الأب إسطفانوس دانيال 

        الكنيسة الكاثوليكية المنتشرة في بقاع العالم شرقًا وغربًا، هي كنيسة غنية بكلّ ما تحويه هذه الكلمة، فنحن فخورين بكثلكة إيمان كنيستنا العريقة في المسيحية والكثلكة. فالكنيسة الكاثوليكية جهزت وجبات دسمة روحية للمؤمن طوال السنة حتى ينتعش روحيّا، عاملين بقول يسوع المسيح  «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»(لو10: 41و42)، فيجب علينا جميعًا أن نهتم بالنصيب الصالح على غرار مريم. فالكنيسة الكاثوليكية نظمت على مدار السنة صلوات وتضرعات وابتهالات تصاحبها  نصوص صلوات بين يديّ المؤمن حتى يعيش في جو روحي عميق يساعده على النضوج الروحي ويقوّي علاقته بيسوع المسيح، حتى يفوز بالحياة الأبدية. وهذا ما يقوله القديس بولس الرسول:«اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ، صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ»(1تس5: 16-18).

  •  مراحل درب الصليب في زمن الصوم الأربعيني المقدّس :

       اعتادت الكنيسة الكاثوليكية في زمن الصوم الأربعيني المقدّس عن عمل رياضة روحية درب الصليب أيام الجمع الواقعة في هذا الزمن المقدس ونجد كنائسنا تحتشد في كلّ يوم جمعة من كل أسبوع لتشارك في مراحل درب الصليب، وهناك عدة نصوص لدرب الصليب كنسخة الأنبا أندراوس غطاس، نسخة الأب منصور مستريح الفرنسيسكاني، نسخة الأب يؤانس لحظي، نسخة الأب دانيال أيوب، نسخة القديس بيو، نسخة القديسة تريزا، نسخة الخوري بولس الفغالي، نسخة الدكتور موريس رياض وأخيرًا نسخة جمعية التعليم المسيحي بحلب. وبه 14 أو 15 مرحلة، كل مرحلة بها بيت من ترنيمة «أيتها الأم القديسة…».

  • مراحل درب النور للقيامة المقدسة في زمن الخمسين المقدسة:

      اقترحها الأب سابينو بالومبيري في صيف 1988 واحتفل بها لأول مرة في سنة 1990، اعتمدها الكرسي الرسولي في شهر ديسمبر لسنة 2001، وقد ترجمت مراحل درب النور إلى اللغة العربية عن يد الدكتور هاني وليم، الأستاذة ميري مكرم وهما من أبرشية الأقباط الكاثوليك بالمنيا، وأول كنيسة تصليها في الشرق الأوسط في كنيسة السيدة العذراء مريم أم النور للأقباط الكاثوليك بالقطنة والأغانة – طما وذلك في يوم الجمعة 29 من شهر أبريل لسنة 2010، وثان كنيسة هي كاتدرائية يسوع الملك للأقباط الكاثوليك بالمنيا وذلك في يوم الجمعة 6 من شهر مايو لسنة 2010 وأخذت تنتشر في الرعايا الكاثوليكية. وبه 14 مرحلة، كل مرحلة نص من الإنجيل وتأمل فيه.

  • مراحل درب الصليب القرباني:

        هذا النص هو أكثر من رائع، هذه الصلوات عميقة جدًا، وبها روحانية عميقة تساعد المؤمن أن يتحد بالعريس الإلهي، وتحمل في طيها كلّ الطلبات والنيات والمشاكل، وأيضًا بها حوارات أكثر من رائعة تجعل المصلّي يندمج في الصلوات ويتلذذ بها، فمواعيد هذا الدرب هو في أيّ وقت على مدار السنة الطقسية، إذ أمكن كلّ شهر يصلّى أو يصلّى كل يوم خميس أسبوعيّا في زمن الصوم الأربعيني المقدّس كتذكار ليوم خميس الأسرار أو خميس العهد. وبه 14 مرحلة، وكل مرحلة نص إنجيلي وتأمل.

  • الشهر المريمي:

       تفتخر الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله بأنها خصصت شهر مايو لإكرام لأمنا مريم العذراء، في هذا الشهر تعج الكاتدرائيات والكنائس  بالمؤمنين  لتلاوة المسبحة الوردية، والقراءات الروحية لكي يتعمق المؤمن في الروحانية المريمية ويطبقها في حياته اليومية. ينقسم اليوم إلى تأمل مريمي، ويليه خبر، صلاة، وإكرام…

  • شهر قلب يسوع:

       خصصت الكنيسة شهر يونيو لعبادة قلب يسوع، ودخلت عبادة قلب يسوع في كنيستنا القبطية الكاثوليكية في عهد الأنبا كيرلس الثاني مقار، بطريرك كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية، وصدرت براءة بابوية في يوم 25 مايو 1899 أن يكرس في ذلك الوقت العالم أجمع لقلب ابن الله فتكون هذه العبادة ختام للقرن التاسع عشر وعربونًا يضمن للمؤمنين السعادة والعمل في القرن العشرين. ينقسم اليوم إلى تأمل مريمي، ويليه خبر، صلاة، وإكرام…

  • شهر القديس يوسف البتول:

      خصصت الكنيسة الكاثوليكية شهر مارس للقديس يوسف النجار، وحسب رأي يجب أن يتم تخصيص هذا الشهر في الكنيسة القبطية الكاثوليكية في شهر أبيب لأجل نياحة هذا القديس في 26 من شهر أبيب أي يقع 24 يوما منه في شهر يوليو 6 أيام تقع في شهر أغسطس ينقسم اليوم إلى تأمل للقدّيس، ويليه خبر، صلاة، وإكرام…

  • الشهر الكيهكي المبارك:

       هو رابع شهر من السنة الطقسية، وأصل تسميته «مأخوذ من الإله كاهاكا إله الخير أو الثور المقدس»، وذاك الشهر ذي العلاقة الوثيقة بتكريم العذراء مريم، وهذا الشهر الحلو المبارك الغزير بتعزياته، شهر الموعد الذي أشار إليه الأنبياء، شهر يلذ للمؤمن أن يحييه بشوق وفرح ويتأمل فيه بعين الإيمان إتمام سر التجسد وإقبال ملء الزمان وتحقيق الأقوال النبوية ويتبع فيه كيف أن كلمة الله المتجسد بلغ من خلاله إلى كمال نموه الجسداني وأخذ صورة الإنسان الكاملة يحل فيه ملء اللاهوت مستترا، وكيف صار الحشاء البتولي للعذراء القديسة بفعل عجيب من الروح القدس مستودعًا لملك الملوك وكرسيا أفخر من كرسي داود مزينا للرب المتعالي وهيكلاً للروح القدس لم تصنعه يد بشرية أفخم وأعلى وأطهر من هيكل سليمان. ويُسمى هذا الشهر بالشهر المريمي نسبة للقديسة العظيمة أمنا مريم العذراء، وهذا الشهر له لحن خاص في الكنيسة يسمى باللحن الكيهكي. ويعتبر أول من جمّع كتاب «مدائح كيهك» في العالم الغربي والشرقي هو المتنيح مثلث الرحمات الأنبا أثناسيوس ميخائيل الزيات طوخي الأسقف الفخري لكرسي الفيوم والنائب الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك (1761-1787)كتاب الثاودوكيات أيّ إبصلمودية شهر كيهك في مدائح أم الله – ويحمل الكتاب عنوانًا «كتاب الثاودوكيات وكترتيب شهر كيهك»، طبع في روما سنة1764ثم توالت الطبعات.

        ما أروع هذا الشّهر فهو يتضمن استعداداً لميلاد الرب يسوع المسيح, وإكراماً لمريم العذراء أم الله من خلال طقسه الجميل؟، وألحانه العذبة التي تُرتل بلحنها المعروف باللحن الكيهكي، وهو لحن يميل إلى الفرح . وهو يبدأ من 10ديسمبر وينتهي ببرامون عيد الميلاد المجيد، ويبدأ اليوم البسملة، المجد للآب والابن….، الصلاة الربانية، صلاة الشكر، المزمور الخمسون، الهوس ومدائحه، وكل يوم من الأسبوع له طقسه الخاص حسب الكتاب الطقسي لشهر كيهك المبارك.

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com

2 thoughts on “الصلوات التقوية في الكنيسة الكاثوليكية

  1. نشكر الاب الغيور على اهتمامه بعودة الكنيسه الكاثولكيه الى تراثها العريق الذى بدا يندثر واضيف الى هذه الصلوات شهر الملاك الحارس وايضا صلوات الطفل يسوع فى شهر ديسمبر استعدادا لعيد الميلاد ايضا صلوات الانفس المطهريه فى شهر نوفمبر وهو مخصص للموتى وكل هذه الصلوات نظمها اباء كنيستنا القبطيه الكاثولكيه العظام وهى صلوات تقوويه رائعه تجدد الحياه الروحيه وكل هذه الصلوات لها تاملات يوميه وكل تامل يتكلم عن عقائد الكنيسه وايضا التسعويات مثل تسعاويةالقديسه تريزه وتسعاويةالقديسه ريتا والقديس انطونيوس البدوانى ونظرا لان الاكليريكيه مرت بقاده منهم الضعيف ومنهم المسكونى الذى طمس الهويه فبعد ان كان الطلبه الاكليركيين يمارسونها فى كنيسة الاكليركيه ثم يمارسوها فى رعاياهم بعد التخرج فى عهد احد المديرين اندثرت واصبح الطلبه الاكليريكيين لا يعلمون عنها شيئا ولا ادرى ما الوضع الحالى علما بان كنيستى فى قريتى التى انتمى اليها ما زالت تمارس كل هذه الصلوات التقوويه لان الشعب نفسه عنده الغيره ويجبر الكاهن على ان يتعلمها ويمارسها لهم

    تقيم كنيسة العائله المقدسه الجزويت صلاة الساعه المقدسه الخميس الاول من الشهر وتدعى فى كل شهر كاهن وانا منتظم على حضورها لاننى تعودت عليها منذ طفولتى وهى من الصلوات الرائعه وهى لها مصدر كتابى عندما رجع المسيح من بستان الزيتون ووجد الرسل نائمين فقال لهم الم تستطيعوا ان تسهروا معى ساعة واحده كاهن الرعيه التى اتبعها لا يعرفها وعندما طلبنا منه ممارستها فكانت حجته لا يوجد عنده كتاب الصلوات الخاص بها فتولى احد الافراد تصوير نسخه واعطاها له وقال اعطونى فرصه افكر ومضى عليه اكثر من ثلاث سنوات ومازال يفكر وفى ذات يوم دعى كاهن قبطى كاثوليكى لممارسة هذه الصلوات فى الجزويت فوجئنا انه لا يعرف عنها شيئا وحجته انه لم يمارسها من قبل

    لذا اطالب الكليه الاكليريكيه ممارسة هذه الصلوات الرائعه للطلبه الاكليريكيين واطالب الكهنه بممارسة هذه الصلوات فى كنائسهم لتعود كنيستنا الى سابق عهدها

  2. اصدرت كنيستنا بلوس انجلوس كتب كثيرة تحوي تساعيات مريمية وتساعيات موجهة للثالوث الأقدس وتساعيات موجهة للملائكة والقديسين حسب الشهور وهي موجودة بموقعكم بالاضافة الي كتب اخرى لفائدة ابناء كنيستنا القبطية الكاثوليكية.

Comments are closed.