الطريق والحق والحياة (1) : تأمل في قراءات السبت 24 مايو 2014 الموافق 29 بشنس 1730

الطريق والحق والحياة (1) : تأمل في قراءات السبت 24 مايو 2014 الموافق 29 بشنس 1730

الطريق والحق والحياة (1)

تأمل في قراءات السبت 24 مايو 2014 الموافق 29 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“لا تضطَرِبْ قُلوبُكُمْ. أنتُمْ تؤمِنونَ باللهِ فآمِنوا بي. في بَيتِ أبي مَنازِلُ كثيرَةٌ، وإلا فإنِّي كُنتُ قد قُلتُ لكُمْ. أنا أمضي لأُعِدَّ لكُمْ مَكانًا، وإنْ مَضَيتُ وأعدَدتُ لكُمْ مَكانًا آتي أيضًا وآخُذُكُمْ إلَيَّ، حتَّى حَيثُ أكونُ أنا تكونونَ أنتُمْ أيضًا، وتعلَمونَ حَيثُ أنا أذهَبُ وتعلَمونَ الطريقَ”.قالَ لهُ توما:”يا سيِّدُ، لسنا نَعلَمُ أين تذهَبُ، فكيفَ نَقدِرُ أنْ نَعرِفَ الطريقَ؟”. قالَ لهُ يَسوعُ: “أنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحياةُ. ليس أحَدٌ يأتي إلَى الآبِ إلا بي. لو كنتُم قد عَرَفتُموني لَعَرَفتُمْ أبي أيضًا. ومِنَ الآنَ تعرِفونَهُ وقد رأيتُموهُ”. قالَ لهُ فيلُبُّسُ:”يا سيِّدُ، أرِنا الآبَ وكفانا”. قالَ لهُ يَسوعُ:”أنا معكُمْ زَمانًا هذِهِ مُدَّتُهُ ولم تعرِفني يا فيلُبُّسُ! الذي رَآني فقد رأَى الآبَ، فكيفَ تقولُ أنتَ: أرِنا الآبَ؟ ألستَ تؤمِنُ أنِّي أنا في الآبِ والآبَ فيَّ؟ الكلامُ الذي أُكلِّمُكُمْ بهِ لستُ أتكلَّمُ بهِ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الحالَّ فيَّ هو يَعمَلُ الأعمالَ. صَدِّقوني أنِّي في الآبِ والآبَ فيَّ، وإلا فصَدِّقوني لسَبَبِ الأعمالِ نَفسِها. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فالأعمالُ التي أنا أعمَلُها يَعمَلُها هو أيضًا، ويَعمَلُ أعظَمَ مِنها، لأنِّي ماضٍ إلَى أبي. ومَهما سألتُمْ باسمي فذلكَ أفعَلُهُ ليَتَمَجَّدَ الآبُ بالِابنِ. إنْ سألتُمْ شَيئًا باسمي فإنِّي أفعَلُهُ.إنْ كنتُم تُحِبّونَني فاحفَظوا وصايايَ، وأنا أطلُبُ مِنَ الآبِ فيُعطيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ ليَمكُثَ معكُمْ إلَى الأبدِ، روحُ الحَقِّ الذي لا يستطيعُ العالَمُ أنْ يَقبَلهُ، لأنَّهُ لا يَراهُ ولا يَعرِفُهُ، وأمّا أنتُمْ فتعرِفونَهُ لأنَّهُ ماكِثٌ معكُمْ ويكونُ فيكُم. ( يوحنا 14: 1-17)

نص التأمل

يستحيل المرور على هذا النص دون التوقف طويلا

أمام تلك الكلمات الخلدات الخالباث للعقول والألباب

من يستطيعن في الدنيا والعالم والتاريخ ان يدعي على نفسه

مثل هذا الكلام الخطيرظ فمذ عرفت البشرية الأديان

وهي تتوسم الأنبياء والقادة الملهمين ان يرسموا لها خارطة

طريق تقوها الى معرفة الحق ومن ثم الى الحياة الأبدية

حاول الجميع واجتهد العديدون ، افلح البعض وضل الكثيرون

وعبثا ظلّت البشرية تتوسم من يوصف لها الطريق الى الله

وجاء الوحي الأعظم بموسى كليم الله “الذي كان يخاطبه وجها لوجه”

ورسم الرب الطريق وانزل الناموس والشريعة التي إن إتبعها إنسان

خلص وسعد ونال البركة في الحياة والأبدية في النهاية

لكن ظلّت الشريعة قاصرة لأنها غقتصرت على اليهود وحدهم دون غيرهم اولا

وثانيا لإستحالة تطبيقها وعسر منهجها فمن خالف وصية واحدة صار مخالفا للناموس كله

فلم تك قادرة على الوصول لا اليهود ولا البشرية الى الكمال المرجو

على هذا المنوال ظلّت البشرية تتقلب تأن وتتمخض إلى أن جاء المسيح

وهو إذ يقول اليوم عن نفسه أنه

–  الطريق: يعني السبيل الوحيد المعتمد المرسوم من العناية الإلهية للوصول الى الملكوت 

                     وأن أي طريق آخر مختلف لن يؤدي بالحتم إلى الوصول لهذا الملكوت المنشود

–   الحق: الحق هو الله وحده فهو الحق والحقيقة المطلقة

                 ولم يسبق لإنسان او نبي او رسول أن إدعى على نفسه هذا اللقب

                 قال الكثيرون انهم يتكلمون بالحق او يخبرون بالحقيقة التي كشفها الله لهم

                لكن لم يتجرا إنسان مهما بلغ ان ينسب لنفسه هذا اللقب المحجوز لله وحده

–   الحياة: من أنت ومن تجعل من نفسك يا رجل؟

              يقول عنك يوحنا الإنجيلي ط فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس”

             لكن الله وحده هو الحياة التي لا تعرف غروبا ولا موتا ولا زوال

            فكيف تجرؤ خليقة أو  نسان أن ينسب لنفسه هذا اللقب

             نقبل ان يقول احد أنا حي أن سأحيا لكن ” أنا الحياة”

             فهذا هو المستحيل بعينه…

وحيث سنطالع نفس النص في قراءات الغد فسنستكمل التأمل سويا غدا