العثرات مَن يشعر بها…:  تأمل في قراءات الأحد  6 يوليو 2014 الموافق 12 أبيب 1730

العثرات مَن يشعر بها…: تأمل في قراءات الأحد 6 يوليو 2014 الموافق 12 أبيب 1730

العثرات مَن يشعر بها…

تأمل في قراءات الأحد  6 يوليو 2014 الموافق 12 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

الأحد  الثانى من أبيب

 

نص الإنجيل

في تِلكَ السّاعَةِ تقَدَّمَ التلاميذُ إلَى يَسوعَ قائلينَ:”فمَنْ هو أعظَمُ في ملكوتِ السماواتِ؟”. فدَعا يَسوعُ إليهِ ولَدًا وأقامَهُ في وسطِهِمْ وقالَ:”الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم ترجِعوا وتصيروا مِثلَ الأولادِ فلن تدخُلوا ملكوتَ السماواتِ. فمَنْ وضَعَ نَفسَهُ مِثلَ هذا الوَلَدِ فهو الأعظَمُ في ملكوتِ السماواتِ. ومَنْ قَبِلَ ولَدًا واحِدًا مِثلَ هذا باسمي فقد قَبِلَني. ومَنْ أعثَرَ أحَدَ هؤُلاءِ الصِّغارِ المؤمِنينَ بي فخَيرٌ لهُ أنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى ويُغرَقَ في لُجَّةِ البحرِ. ويلٌ للعالَمِ مِنَ العَثَراتِ! فلا بُدَّ أنْ تأتيَ العَثَراتُ، ولكن ويلٌ لذلكَ الإنسانِ الذي بهِ تأتي العَثرَةُ! فإنْ أعثَرَتكَ يَدُكَ أو رِجلُكَ فاقطَعها وألقِها عنكَ. خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ أعرَجَ أو أقطَعَ مِنْ أنْ تُلقَى في النّارِ الأبديَّةِ ولكَ يَدانِ أو رِجلانِ. وإنْ أعثَرَتكَ عَينُكَ فاقلَعها وألقِها عنكَ. خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ أعوَرَ مِنْ أنْ تُلقَى في جَهَنَّمِ النّارِ ولكَ عَينانِ.  (متى 18 :1-9  )

نص التأمل

وفي هذا النص ايضا تأملنا سويا:

  1. من الأعظم
  2. إنْ لم ترجِعوا وتصيروا مِثلَ الأولادِ

ويل للعالم من العثرات:

عثر يعثر عثرة أو عثار أي سقط أو زل او وقع…ومفردها عثرة وجمعها عثرات أي سقطات.

أما هنا فهي عثّر أي  أسقط أو أوقع

ماذا تعنيالعثرات في الإنجيل ولماذا يركز عليها المعلم ولما يحذر منها بهذه الطريقة المخيفة المرعبة؟

نحن نعلم رأي يسوع في الكتبة والفريسيين وعلماء الناموس

من حيث التظاهر والكبرياء وحب الظهور والرياء

وتحميل الناس اثقالا لا يلمسونها هم بايديهم

إلى جانب مخالفاتهم لوصايا الله وتفضيل تشريعات البشر عنها…

لذا حذّر منهم وقال: هم جلسوا على كرسي موسى

فكل ما يقولونه لكم فاعملموه اما أعمالهم فلا تصنعوا مثلها…

لأن أعمالهم تخالف اقوالهم وليسوا هم نموذج يُحتذى

وذلك بالطبع عكس قوله: ” تعلموا مني فإني وديع متواضع القلب”…

فالوداعة والتواضع والبساطة والبراءة والطهارة سمات ليسوع …

وهي عادة سمات مميزة لروح الطفولة البريئة…

لذا دعا يسوع طفلاً واقامه في الوسط

وطلب من التلاميذ التشبه بهم وتقليد سلوكياتهم

وكأنه يخاطب كل من يتبعه أن يعود بذاته إلى الجوهر والأصل

فمن منّا لا يتذكر جمال وبراءة الطفولة

وكم من العبر نتعلم من بساطة وسماحة هؤلاء

لذا يطلب منا المعلم اليوم أن نعود إلى عظمة الطفولة

تلك التي إحتقرها الفريسييون واليهود

حتى لم يحسبوا الأطفال في تعداد بني أسرائيل لأنهم ليسوا بعد مقاتلين

ولم يدخلهم الإنجيليون حتى في عدد المستفيدين من معجزات تكسير الخبز…

اما يسوع فيراهم ويحبهم ويدعوهم إليه

ويدعونا أن نقتدي بهم

أما العثرات فلها في رأي يسوع  وضع آخر

فهو يربط بين براءة الطفولة وبشاعة العثرات

فالعثرات والتعثير والتشكيك لهذه البراءة أمر رهيب…

الخطيئة حسب الناموس تحسب خطيئة بمقياس الخطيئة

أما بمقياس يسوع فهي تحسب بمقاييس جديدة منها العثرة

فإن صنعت شرا في الخفية او خالفت الناموس سرا

فربك واضع الناموس هو يرى وهو يجازيك

لكن أن تصنع ذلك علنا أمام عيون المجتمع،

فكأنك تدعو إلى الفساد وتحرض عليه

وأن تفعل ذلك في حضرة اطفال أبرياء قد يقلدوا ما تفعل

لمجرد انهم رأوك تفعله فهذا يضاعف جرم الخطيئة

خير لك حسب وصية يسوع ان تموت مغرقا

” ان يُعلق في رقبته حجر رحى”

أي تموت مثقلا بلا رجاء في النجاة

وتغمر المياة جسدك ونفسك وروحك

وما أدراك ما الغمر في الكتاب المقدس…

 يكفي قراءة صلاة يونان في بطن الحوت لنعرفه

فحذار ان تكون أنت

وللأسف كثيرا ما نكون نحن الكهنة والمكرسين

أكبر مصدر للشكوك

لإخوتنا من المسيحيين البسطاء…

فحذار حذار من العثرات