العلاقات الإسلامية المسيحية: ثوابت لا تقبل التغيير

العلاقات الإسلامية المسيحية: ثوابت لا تقبل التغيير

رسالة من الدكتور محمود عكام، مفتي حلب، للبابا فرنسيس
خاص بزينيت:

روما, 20 يناير 2014 (زينيت) –

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقات الإسلامية المسيحية: ثوابت لا تقبل التغيير

أ‌-       مقدمة: توضيحات:

1-      أخرجوا هذه العلاقات من مجال السياسة، ولا تعدوها إنجازًا سياسيًّا

2-      لا بد من تحويل قواعد هذه العلاقات الى واقع معين وممارسته على الأرض

3-      لنعمل جميعًا على ترسيخ المواطنة رباطًا وثيقًا بيننا فالمواطن ركن المجتمع،

والماطنون كلهم متساوون في الحقوق والواجبات، دون اعتبار للون أو دين أو لغة

4-      زلزلت المجتمعات يوم سيّس الدين، ودُيّنت السياسة.

ب‌-   ثوابت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين:

1- الناس جميعًا مكرمون إنسانيًّا:

-قال تعالى ]ولقد كرمنا بني آدم[ الأسراء ٧۰، وقال تعالى ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ الحجرات ١۳، وقال صلى الله عليه وسلم ] يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر ، إلا بالتقوى [ أحمد ٥⁄٤١١، وقال أيضًا ]اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة[ أبو داود ٢⁄٨۳، وقد مرت جنازة أمام النبي فقام لها، فقيل: إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفسًا[ ال…١⁄٤٤١.

 2- الحصانة لجميع المواطنين:

قال تعالى ] يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى [ المائدة ٨، وقال أيضًا: ] مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [ المائدة ۳٢.

– على الدولة حماية كل المواطنين دون تمييز:

قال تعالى ]ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا[ الحج ٤۰، ويقول محمد صلّى الله عليه وسلم: ]ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة[ أبو داود ۳⁄١٧۰، والمعاهد هو المواطن تعهد الوطن وكل مواطن بالنسبة للمواطن الآخر معاهِد ومعاهَد. ولقد عاهد رسول الله نصارى نجران فسجّل ذا العهد في وثيقة يمكن أن نطلق عليها اليوم وثيقة مواطنة قال فيها: ]ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله على دمائهم وأموالهم وملّتهم وبيتهم ورهبانيتهم وأساقفتهم وشاهدهم وغائبهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير[ الأموال ٢⁄١۰۳.

4- الحرية للجميع دون استثناء:

والمقصود بالحرية حرية التعبير وحرية الرأي وحرية العمل وحرية الاعتقاد وحرية العبادة، ولعل الحرية هي التي تعطي الوطن قيمته الوطنية ولولاها كان الوطن مجرد أرض، قال تعالى: ]لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي[ وفي معاهدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أهل القدس: [أعطوهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضار منهم أحد[ تاريخ الرسل والملوك ٢⁄٤٤٩، وقد صلى نصارى نجران البالغ عددهم ستين شخصًا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم متوجهين الى غير قبلة] السيرة النبوية ١⁄٥٧٤.

وأخيرًا: كلنا ينشد السلام والأمان فقد دعينا الى ذلك من قبل ربنا جل شأنه، قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة] البقرة ٢۰٨ .

فيا أيها المواطنون السوريون من مسلمين ومسيحيين، هذا بياننا الإلهي فاقرؤوه وتدبروه وطبقوه، فإنكم- آنئذٍ- صالحون تستحقون وراثة الأرض بجدارة، وإلا فستنكرون ما أقول لكم.

١١⁄٩⁄٢۰١۳

محمود عكام