الـموانـع التى قد تعيق الإنسان عن الثبات في المسيح

الـموانـع التى قد تعيق الإنسان عن الثبات في المسيح

الشماس نبيل حليم يعقوب

1. الفتــور والجفــاف

هو الشعور بعدم الـميل للصلاة والتحجج بأعذار كأن نقول إننا لا نعرف كيف نصلي؟ أو لمـاذا نصلى؟ أو ليس لي حاجة من الرب؟، أوأنا بأحضر القداس وهذا يكفي. ولا يلزمني قراءة الكتاب المقدس فانا لا افهمه أصلا وغيرها من الاقوال والافعال التي تقود الي ترك الله، ولكن تــذّكر قول الكتاب: “إنك فاتر لا حـار ولا بارد فقد أوشكت أن أتقـيـأك من فمـي” (رؤيا 16:3).

2.حب الذات

نردد احيانـا كثيرة قول قايين فى القديم “ألعلي حارس لأخي”(تك9:4)

وتـتملّكنا الأنانية ونسينا من دعانا قائلاً:” من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه” (مت 24:16). هذا هو قول السيد الـمسيح لرسله، وفى مثل الفريسي والعشـّار دروس لنـا فى هـذا الموضوع: “وقال هذا المثل لقوم كانوا يثقون بأنفسهم بأنهم صدّيقون ويحـتقرون غيرهم( لو10:18). ” مـن يـمـيـزك وأي شـيئ لك لم تأخــذه وإن كنـت قد أخذت فلمـاذا تفتخر كأنك لم تأخذ”(1كورنثوس7:4). حبك لذاتك اكثر من حبك للمسيح. حب بالكلام واللسان. حب ظاهري. حب مرهون. فيـه محبة العـالم: “أما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله فمن أثر ان يكون حبيباً للعالم فقد صار عدو لله” (يعقوب 4:4).

3.مــيل متــملــك

غريزة الإمتلاك،حب الشـهرة،أو التســلط على الآخرين وهى كلهـا غرائز طبيعية فى

الإنسان،او عادات مكتسبة مثل الشتيمة – النميمة – الحلف – شرب الخمر – الطمع – عين الإشتهاء.وفى تجربة ابليس ليسوع فى البّريـة (متى 1:4-11) سوف نجد مثال كيف يستخدم الشرير الغرائز الإنسانية للسيطرة على الإنسـان . فغريزة التملك نجدها فى تجربة ان تصير الحجارة خبزاً وقد حاربها السيد المسيح بقبول الحياة فى فقر “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” فحب المـال هو أصل كل الشـر. وغريزة الشهرة نجدها فى تجربة السقوط من أعلى الهيكل فيراه الناس ويؤمنوا وكم من مرة حاولوا أن يملّكــوه ولكن السيد المسيح كانت مملكـتـه هى قلوب البشر، وغريزة التسلط على الآخرين ونجدها فى تجربة طلب السجود للشيطان للحصول على سلطان هذا العالم ولقد حارب الرب يسوع هذا بالتواضع”لأنـي أعطيتكم قدوة حتى إنكم كما صنعت انا بـكم تصنعـون انتم أيـضا” (يو15:13). فلنبحث فى نفوسنــا ونـفـتــش مـا هو الـميل الذى يـبعدني عن حـب يــسوع.”لكن أثـامكم فرّقـت بينكم وبين إلهـكـم وخطايـاكـم حجبت وجهـ ـه عنكم فلا يسمــع” (أشعيا 2:59).

4.كبريــاء ســرّيــة

تظاهر – مسرّة عند المديح – مسرّة أن يُعرف بين الناس بالتقوى من الاهتمام الفعلى بخلاص الآخرين –   غـم خــفي بسبب نجـاح الآخرين أو حصولهم على ثمرة من ثمار الروح القدس – حزن شديد بعد السقوط فى الزلات – صفر اليدين من الآعمال الصالحــة – قشـرة رقيـقة تخفى شهوات حقيقية، عدم الإنتمـاء الى الكنيسة، بدع وهرطقات، الدفاع عن الكنيسة بروح فردية لا جمــاعـيـة. اعمال فردية بدون روح المسيح.

” إنك لا تفطن لـما للـه لكن لـمـا للناس” (متى 23:16).

“إحـذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بلباس الحملان وهم فى الباطن ذئاب خاطفـة , من ثمارهم تعرفونهم “(متى15:7).

الذي فيه لا يشعر الإنسان إنه مخطئ والذي حياته جميله في عينية، كيف يغيرها ؟! إنه إن لم يشعر بسوء حالته، فلا يمكن أن يتوب ويغير حياته. لا يبكت نفسه، و يرفض تبكيت الآخرين. ومن يظن أنه دائماً علي حق، وأن عبارات (توبوا، وارجعوا) هي موجهه إلي غيره. ومن يفسر وصايا الله حسب هواه ويرفض أن يتبكت ضميرة بسببها.

واحيانا يؤدي هذا الى عدم الإكتراث: كما أعلن العبد الكسلان:”قال يارب اني علمت انك رجل عنيف تحصد من حيث لا تزرع وتجمع من حيث لم تبذر فخفت وذهبت ودفنت وزنتك فى الأرض” (مت 24:25). وكما جاء فى مثل الملك الذى أولم وليمة ودعا أحبائه “ملك أولم فى عرس ابنه ولكنهم لم يـبالوا ومنهم من ذهب الى تجارته والأخرون امسكوا عبيده فشتموهم وقتلوهم” (مت 2:22،5).

  1. عدم الإيمان

نجد أنفسنا محاصرين من قبل أفكار وآراء تدعي بأنها علمية ومنطقية وهي تصور لنا عالماً لا علاقة له بالله أو بوحيه المقدس. الإيمان بالله وبالمسيح الذي أرسله الله ليكون مخلص العالم لأمر هام للغاية. قد نتخيل بأننا قادرون على تتميم مسيرتنا بقوانا الخاصة وبحكمتنا الفردية. وإذ أخذ المسيح هذه الأمور بعين الاعتبار قال: فإنكم بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً. تذهب جميع جهودنا أدراج الرياح إن لم نستعن بقوة المسيح والايمان بها. ولهذا شدد المسيح على هذا المبدأ الجوهري قائلاً:

إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق. لهذا قال الرب لنا: “اثبتوا في الإيمان (في الإيمان به)” (يو15: 9).

  1. عدم حفظ الوصايا والعمل بهاإن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، وأثبت في محبته”.
  2. عدم الثبات في محبته “من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه” (1يو4: 16). مرهون بعدم وجود مشاكل او ضيقات او آلام.

9.عدم محبة الناس فبمحبة الناس نثبت في الله “إن أحب بعضنا بعضاً، فالله يثبت فينا” (1يو4: 11).

  1. عدم الحصول على التناول ووسائط النعمة “من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فىَ، وأنا فيه” (يو6: 56).
  2. عدم السير حسب سلوك المسيح، في التضحية والبذل، والمحبة، والرحمة، والإتضاع. “من قال إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك، يسلك هو أيضاً” (1يو2: 6). صــوتنا يجب أن يكون هو صوت يسوع وقولنا هو قوله ومحبتنا هى محبتــه وقداســتنا هي قداستــه
  3. عدم الصلاة فلا تستطيعون القول بأنكــم ليســوع إذا لم تكونوا مستعدين على إعطاء وقتا يوميا للرب فالصلاة هى صلـة الـمحـبين.

                                   ————————————————————