القديسة الناسكة الكساندرا

القديسة الناسكة الكساندرا

(القديسة ساندرا)

إعداد : ناجى كامل *

مراسل الموقع من القاهرة 12/07/2012

* ألكسندرا، لا احد يعرف بالضبط تاريخ ميلادها وتاريخ انتقالها إلى السماء كما لا يعرف اسم عائلتها، كل ما يعرف انها ناسكة قبطية قديمة كانت فائقة الجمال عاشت مع صديقها ميلانيا في احدي القبور خارج الإسكندرية: نقلا عن القديس بالاديوس. هذه الناسكة الشابة كانت من مواطني الإسكندرية من أبويين مسيحيين وكانت فتاه بسيطة متواضعة تقية خائفة الله وكانت جميلة المنظر وفى يوم من الايام وهى سائرة في الطريق نظر إليها شاب روماني مصارع وتدنست افكاره بسبب رؤياها. وأبتدأ الشيطان يلعب برأسه وأطاع الشاب هذه الافكار فاشتهاها في قلبه بخطيئة الزنا وأراد أن يسقط هذه الطاهرة معه.

فلما علمت هذه القديسة بما يخططه هذا الشاب تحققت انه سيهلك بسببها وسيحرم من الحياة الأبدية، أحس ذلك الشاب أن هذه الفتاة طاهرة قد اكتشفت ما يخططه لها فخاف لئلا تتكلم عنه وتشهر به.

فكرت هذه الشابة المؤمنة في زوال العالم وشهواته، فاختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات ولا هي تعثر أحد أيضاً. فذهبت إلى أحد الأماكن المهجورة خارج المدينة، وأقامت في مكان يشبه القبر. وأغلقت على نفسها تاركه نافذة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها وقد ساعدتها في هذا الأمر صديقه لها اسمها ميلاينا وكانت أمرأه مؤمنه فكانت تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح وذلك مدة اثنتي عشر عاما، وحين سألتها صديقتها ميلانية كيف تحتمل هذه الحياة دون أن تري وجه إنسان ولا تيأس، فأجابتها بكل وضوح إنها لا تعيش في قلق أو حزن أو حرمان بل هي متهللة فرحة تعمل بلا كسل ، إذ قالت “أشغل نفسي بصلواتي وعمل يدَيّ، ولا أجد لحظات بلا عمل”، منذ الصباح حتى الثالثة بعد الظهر أنسج كتانًا وأنا أتلو المزامير وأصلي.

وفي بقية اليوم أذكر في قلبي الآباء القديسين، وأتأمل بأفكاري في سير كل الأنبياء والرسل والشهداء ،في بقية الساعات أعمل بيدي وآكل خبزي، بهذا أنا مستريحة أنتظر برجاء صالح نهاية حياتي .وفى يوم ذهبت كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت على الباب فلم تجيبها بكلمة فعلمت أن روحها صعدت إلى السماء. فذهبت هذه الأخت الخادمة إلى بعض الأحباء الانقياء المسيحيين وأخبرتهم بأمر هذه القديسة وسرها (لأنه لم يعرف أحد قصتها وهى على قيد الحياه بناء على رغبتها) فكسروا الباب ووجدوها قد تنيحت فأخذوها إلى الكنيسة وصلوا علها.

يخصص السنكسار القبطي يوم 7 امشير سنويا عيدا لهذه الناسكة المباركة صواتها تكون معنا آمين.

* الى ابنتي الحبيبة ساندرا اهدى هذا المقال ولكل فتاه تدعى ساندرا طالما توصلت لأصل الاسم .