القديس اغناطيوس الانطاكي

القديس اغناطيوس الانطاكي

( أغناطيوس الثيؤفورس )
من آباء الكنيسة الرسوليين
(30 – 107 م )
إعداد / ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة – لنبدأ سلسلة جديدة حول الاباء الرسوليون .
+ وُلد حوالي عام 30 م، و قيل أنه نشأ في سوريا، لقد عرف الرسل، وتتلمذ على يد القديس يوحنا الحبيب، ويروي التقليد على لسان بعض المؤرّخين أنه سمّي بـ ” حامل المسيح على صدره ” لأنّه في صغره هو الذي أخذه الرب يسوع بين ذراعيه قائلاً: “ من قبل ولداً واحداً باسمي فقد قبلني” بينما لا يؤيد القديس يوحنا ذهبي الفم هذا التقليد ويؤكد أن اغناطيوس لم يرَ الرب.
+ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة فرسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بطرس سام أفوديوس على اليهود المتنصرين والرسول بولس سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين… وأنه لما تنيح الأول تسلم أغناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. على أي الأحوال اتسم اغناطيوس بغيرته على خلاص النفوس فكسب الكثير من الأمم للسيد المسيح.
+ اسم القديس أغناطيوس في أصله اللاتيني يعني : النار والاشتعال. و لُقِّب القديس أغناطيوس بـ “الحامل الإله” و “المتوشح بالله” كما لقب ايضا بـ”أغناطيوس النورانى ”
+ حينما رغب القيصر ترايانوس في ان يعيد عبادة الآلهة وإلزام المسيحيين بتقديم الذبائح للأوثان. واجه القديس أغناطيوس القيصر بجرأة وأدرك أن الساعة التي طالما انتظر حلولها قد أتت. وبعد حوار ونقاش دام ساعات حكم ترايانوس على القديس بأن يقيد ويساق إلى روما لتفترسه الوحوش تسلية للشعب. فهتف أغناطيوس فرحاً: “أشكرك، ربي لأنك أهلتني للكرامة إذ أنعمت عليّ أن أقيد من أجلك بسلاسل من حديد، أسوة برسولك بولس”.
وقد كانت لرجل الله فرصة التوقف قليلاً حيث لاقاه البعض من ممثلي الكنائس المحلية للتعزية والتبرك منه وكان يعضدهم و يثبتهم في إيمانهم وكتب سبع رسائل لكنائس مر بها وواحدة منها كانت لآحد أصدقائه الأساقفة. وقد تسنى للقديس اغناطيوس أن يكتب عدة رسائل لكنائس آسيا الصغرى. وهناك سبع من هذه الرسائل التي تعتبر من تحف كتابات الآباء لما تنضح به من روح الرب والإيمان القوى بيسوع المسيح والغيرة على الكنيسة.
+ حينما وصل الجنود مع القديس إلى مشارف روما. أمر الوالي أن يُساق رجل الله إلى حلبة المدرج الروماني طعماً للوحوش. دخل القديس إلى الموضع بثبات وفرح. إنها فرصة العمر ليصير تلميذاً حقيقياً للمسيح. تقدم ليواجه الوحوش كما ليطأ عتبات الملكوت، وقال عبارته الشهيرة: “اتركوني فريسة للوحوش فهي التي توصلني سريعاً إلى الله، أنا قمح الله أطحن تحت أضراس الوحوش لأخبز خبزاً نقياً للمسيح”، فانقضّت الوحوش عليه وافترسته، وبعد ذلك جاء المؤمنون وجمعوا رفاته وعادوا بها إلى أنطاكية حيث أودعت القبر.
+ كان إستشهاد القديس أغناطيوس فى 20/12/107 فى عاصمة الامبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور ترايانوس ، وكانت غاية السلطات من ذلك هو ان يجعلوه عبرة لغيره من المسيحيين لكي يخافوا ويتوقفوا عن نشر معتقداتهم.
جرى نقل الرفاة إلى كاتدرائية أنطاكية. وفي سنة 637 أُخذت رفاة القديس إلى روما وأودعت كنيسة القديس اكليمندوس.
– ويصنف إغناطيوس بشكل عام كأحد آباء الكنيسة الرسوليين وتعترف جميع الكنائس الرسولية بقداسته، فالكنيسة الكاثوليكية الغربية تعيد له في 17 أكتوبر. والكنيسة الكاثوليكية الشرقية تعيد له في 20 ديسمبر.
+ خلاصة فلسفة إغناطيوس في الحياة : هو ان يعيش عمره محاكيا حياة السيد المسيح.
رسائله:
الرسالة إلى أهل أفسس ، الرسالة إلى أهل ماجنيسية ، الرسالة إلى أهل قيصرية ، الرسالة إلى أهل روما ، الرسالة إلى أهل فيلادلفيا ، الرسالة إلى أهل سميرنة ، الرسالة إلى بوليكاربوس أسقف سميرنة
– رسائل القديس اغناطيوس مصدر اساسي لمعرفة حياة الكنيسة الاولى ومصدر لاهوتي هام يشرح لاهوت المسيح والكنيسة وسر الافحاريستيا ( سرالشكر او سر القربان ) ومكانة الاسقف والاكليروس وطبعا معنى الحياة في المسيح والموت من اجله.
– مضت قرون على كتابات القدّيس أغناطيوس الأنطاكي، ولم يطويها الزمن ،و ما زالت تحمل رسالة للكنيسة، إنّ كتابات القدّيس أغناطيوس، تبقى رائدة ومنارة وهدياً لكل مسيحي يرغب في التعمّق بجذور إيمانه وتطوّره. ففضلاً عن التعاليم الأخلاقية والسلوكية والعقائدية والروحية التي يحث المسيحيين على ممارستها والتي يستقيها من الإنجيل، هناك فكرة جوهرية قلّ أن نجدها عند غيره من الكتاب المسيحيين القدامى، إلا وهي فكرة الوحدة، فأغناطيوس في رسائله يتكلّم عن الوحدة مع الله ومع المسيح، وعن الوحدة بين الكنائس، فهو يؤمن بتعددية الكنائس ، ولكن شرط أن تكون متحدة بعضها مع بعض تحت كنف المسيح رأس كل الكنائس.

من اقواله :
” اياكم والاشتراك بغير سر الشكر الواحد لأنه لا يوجد غير جسد واحد لربنا يسوع المسيح وكأس واحدة توحدنا بدمه ومذبح واحد. ”
– ” إذ كان لكم إيمان كامل ومحبة كاملة فلن يخدعكم أحد، هاتان الفضيلتان هما بدء ومنتهى الحياة، الإيمان هو البدء والمحبة هي المنتهى ووحدتهما هو الله وكل الفضائل الأخرى تواكب الإنسان لتوصله إلى الله، لا يمكن أن يخطئ من يعترف بإيمانه ولا أن يكره من يحب، “الشجرة تُعرف من ثمارها” كما يعرف من يتكلم عن الإيمان من أعماله، لا يكفي أن نعلن عن إيماننا بل علينا أن نُظهره عملياً حتى النهاية.: من رسالته إلى أهل أفسس).
– ” مقطع من رسالة إغناطيوس إلى أهل روما يرجوهم فيه بأن لا يفعلوا أي شيء لإنقاذه من حكم الموت، فهو مشتاق للشهادة عن إيمانه ولو كلفه ذلك حياته : ” فضل ما يمكن أن تقدموه لي، هو أن تتركوني أُقّدَّم ضحية على مذبح الرب ، لأنه ارتضى أن يجد أسقف سوريا أهلاً، فأتى به من الشرق إلى الغرب. خير لي أن أغيب عن هذه الحياة لأستقبل شروق حياةٍ جديدة مع الله “.
– أوجد إغناطيوس الكثير من المفاهيم الكنسية الجديدة: حيث يعتبر أول من استعمل اصطلاح / كنيسة كاثوليكية أي جامعة / للدلالة على الجماعة المسيحية. كما قام بشرح وتحديد مهام الأسقف في رعيته. فالأسقف هو ممثل عن الله وبدون الأسقف لاتوجد كنيسة .
– هو من أكثر الآباء الذين اختلف الدارسون حول شخصيته وكتاباته، وقد أثارت الكتابات المنسوبة إليه جدلا بين العلماء، وذلك بسبب التحريف الذي طال هذه الكتابات بالإضافة إلي العدد الكبير من الرسائل المنحولة والمنسوبة إليه، ولهذه الرسائل أهمية كبرى في دراسة العقائد المسيحية وتطور المؤسسة الكنسية، فمن الناحية اللاهوتية أغناطيوس هو أول من وصف يسوع بالألوهوية ، ومن الناحية التنظيمية فقد ذكر أغناطيوس رتب كنسية لم تكن معروفة من قبله .