القديس بولس الرسول في التقليد القبطي

القديس بولس الرسول في التقليد القبطي

خاص بموقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي
يتميز القديس بولس في الكنيسة القبطية بنصيب الأسد في القراءات الطقسية فيوميّا له نص يقرأ من رسائله في القداس اليومي علاوة على نص يقرأ في صلاة باكر من صلوات الأجبية,بالإضافة لذلك يقرأ نص في جميع المراسيم الطقسية كالأسرار المقدسة, والثلاثة لقانات والجنانيز…

1) طفولته:
من الأرجح ولد في طرسوس, عاصمة قيليقية, في آسيا الصغري سنة 5 ميلادية, وإن اسمه مذدوج شاول الطرسوسي وهذا هو الاسم اليهودي المشتق من الفعل «سأل» أو «طلب», فيعني «المطلوب» ومعناه «منّة الله استجابة لتوسّل», وبولس هو الاسم اليوناني يعني«الصغير», ونستنتج من ذلك انتمائه لحضارتين الرومانية واليونانية. وينتمي لعائلة يهودية ومن قبيلة بنيامين, وكان والداه عبرانيين أي من اليهود الذين يتكلّمون اللّغة الآرامية ومن الفريسيين, وكان والده موطنًا رومانيًا,وختن شاول في اليوم الثامن. ولما بلغ شاول الخامسة، باتت تربية أبيه له أكثر جدية، فالدروس أشدّ دقة ووضوحًا، والعصا أثقل وطأة: فالتقاليد الفريسية كانت توصي بالشروع، منذ تلك السن المبكرة، بتلقين الصبي التوراة، ومباديء الشريعة، ومعاني الأعياد الكبرى، والمناسبات الدينية. وهكذا طيلة سنة، فُرض على شاول قضاء ساعتين، كلّ يوم، يتهجّأ الأحرف العبرية والأرامية، ويستظهر الوصايا، والصلوات اليومية، ومباديء اللغة اليونانية، وفي السادسة دخل “الكرمة” أي “أبناء المجمع الصغار” أيّ ما ندعوه اليوم “حضانة الأطفال”، وهذا ينطبق ما يقوله التلمود: “لا تتخذ تلاميذ صغار دون السادسة ولا تفرض عليهم المعرفة وتدفعهم دفعًا كما تفعل مع الثور”. وعاش طفولته في مدينة أورشليم وتثقف شاول الطفل اللغة الأرامية وكان يتكلّم بها بطلاقة, ودرس الشريعة اليهودية عن يد جملئيل: « أَيُّها الإِخوَة وأَيُّها الآباء، اِسمَعوا ما أَقولُ لكمُ الآنَ في الدِّفاعِ عن نَفْسي. فلَمَّا سَمِعوه يَخطُبُ فيهم بِالعِبرِيَّة اِزدادوا هُدوءاً، فقال: أَنا رَجُلٌ يَهودِيٌّ وُلِدتُ في طَرَسُوس مِن قيليقِية، على أَنِّي نَشأتُ في هذهِ المَدينة، وتَلَقَّيتُ عِندَ قَدَمَي جِمْلائيلَ تَربِيةً مُوافِقَةً كُلَّ المُوافَقةِ لِشَريعةِ الآباء، وكُنتُ ذا حَمِيَّةٍ لله، شأَنَكم جَميعًا في هذا اليَوم» (أع 22/1-3) وفرائض الآباء ممارسة دقيقة. وحسب العادة اليهودية, تعلّم أن يقرأ اللغة العبرية. منذ حداثته تعلم أيضًا اللغة اليونانية, لغة التعامل اليومي في طرسوس, وإلى جانب التعاليم الدينية، الأرامية واليونانية، تعلّم الجغرافيا والحساب، وهما علمان ثمينان لأمثاله ممّن تتبوّأ التجارة أولوية اهتمامهم. وتدرّب، وأيضًا، على مهمتي الحياكة وصنع الخيام، فالتقاليد الفريسية تفرض على كل يهودي، مهما بلغ من علم ومرتبة، مزاولة عمل يدويّ يطرد به البطالة التي غالبًا ما تقود إلى الرذيلة، وتوفر لصاحبها أود العيش، مهما قست الظروف، فقد جاء في التقليد الفريسي: «من لا يعلّم ابنه مهنة يجعل منه سارقًا»، وقال رابي غمالئيل الذي أمسى معلّمًا لشاول: «إنه لجميل قرن دراسة الشريعة بتعلّم مهنة، فالاهتمام بهذه وتلك يقي من الخطيئة؛ والاكتفاء بدراسة الشريعة، في معزل عن العمل، باطل، وهو مدرجة إلى الخطيئة». وبالتالي ذهب المدارس اليونانية العديدة في بلدته كانت أفسس مركزًا هلينيا هامًا خاصة تعلّم الفلسفة الرواقية, تنافس أثينا والإسكندرية وحاز من هذه المدارس على معرفة واسعة من اللغة اليونانية وأفكاره ولأساليب الجدال.وهذ واضح من خلال كتاب أعمال الرسل: «فوَقَفَ بولُسُ في وَسَطِ الأَرْيوباغُس وقال: يا أَهلَ آثينة، أَراكُم شَديدي التَّدَيُّنِ مِن كُلِّ وَجْه، فإِنِّي وأَنا سائِرٌ أَنظُرُ إِلى أَنصابِكُم وَجَدتُ هَيكَلاً كُتِبَ علَيه: إِلى الإِلهِ المَجْهول. فَما تَعبُدونَه وأَنتُم تَجهَلونَه، فذاكَ ما أَنا أُبَشِّرُكم بِه. إِنَّ اللهَ الَّذي صَنَعَ العالَمَ وما فيه، والَّذي هو رَبُّ السَّماءِ والأَرض، لا يَسكُنُ في هَياكِلَ صَنَعَتها الأَيدي، ولا تَخدُمُه أَيدٍ بَشَرِيَّة، كما لو كانَ يَحتاجُ إِلى شيَء. فهو الَّذي يَهَبُ لِجَميعِ الخَلْقِ الحَياةَ والنَّفَسَ وكُلَّ شَيء. فقَد صنَعَ جَميعَ الأُمَمِ البَشَرِيَّةِ مِن أَصْلٍ واحِد، لِيَسكُنوا على وَجْهِ الأَرضِ كُلِّها، وجَعلَ لِسُكناهُم أَزمِنَةً مَوقوتَة وأَمكِنَةً مَحْدودَة، لِيَبحَثوا عَنِ اللهِ لَعَلَّهم يَتَحَسَّسونَه ويَهتَدونَ إِلَيه، معَ أَنَّه غَيرُ بَعيدٍ عن كُلٍّ مِنَّا. ففيهِ حَياتُنا وحَرَكَتُنا وكِيانُنا، كما قالَ شُعَراءُ مِنكم: فنَحنُ أَيضًا مِن سُلالَتِه. فيَجِبُ علَينا، ونَحنُ مِن سُلالَةِ الله، أَلاَّ نَحسَبَ الَّلاهوتَ يُشبِهُ الذَّهَبَ أَوِ الفِضَّةَ أَوِ الحَجَر، إِذا مَثَّلَه الإِنْسانُ بِصِناعتِه وخَيالِه. فقَد أَغْضى اللّهُ طَرْفَه عن أَيَّامِ الجَهْل وهو يُعلِنُ الآنَ لِلنَّاسِ أَن يَتوبوا جَميعًا وفي كُلِّ مَكان، لأَنَّه حَدَّدَ يَومًا يَدينُ فيه العالَمَ دَينونَةَ عَدْلٍ عن يَدِ رَجُلٍ أَقامَه لِذلكَ، وقد جَعَلَ لِلنَّاسِ أَجمَعينَ بُرهانًا على الأمْر، إِذ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات. فَما إِن سَمِعوا كَلِمةَ قِيامةِ الأَموات حتَّى هَزِئَ بَعضُهم وقالَ بَعضُهمُ الآخَر: سنَستَمِعُ لَكَ عن ذلكَ مَرَّةً أُخرى. وهكذا خَرَجَ بولُسُ من بَينِهم، غَيرَ أَنَّ بَعضَ الرَّجالِ انضَمُّوا إِلَيه وآمنوا، ومِنهم دِيونيسيوسُ الأَرْيُوباغيّ، وامرَأَةٌ اسمُها دامَرِيس وآخَرونَ معَهُما» (أع 17/22-34).
يقول بولس عبارات من الشاعرين اليونانيين إبمنيديسEpimenides الذي عاش قبل خمسائة سنة، وأراتوسAratus من كيليكية (315-245 قبل الميلاد) كتبا يقولان: “أننا ذرية الله”, يستشهد القديس بولس بقول بيت من أبيات الشاعر اليوناني إبمنيديس, في رسالته لتلميذه تيطس «وقَد قالَ واحِدٌ مِنهُم وهو نَبيُّهم: إِنَّ الكَريتِيِّينَ كَذَّابونَ أَبَدًا ووُحوشٌ خَبيثَة وبُطونٌ كَسالى» (تيطس 1/12). وأيضًا الكاتب الأثيني مناندر Menander (291-343قبل الميلاد) المعروف بكوميديته ظهر في (1 كو15/33) في عمل مسرحي بعنوان Thais قال هذا الكاتب: « لا تَضِلُّوا: إِنَّ المُعاشراتِ الرَّديئَةَ تُفسِدُ الأَخلاقَ السَّليمة». وكان يبلغ من العمر25سنة, وأصبح فريسيًا صادقًا, وحاز من عائلته في الوقت نفسه على جنسية المواطن الروماني الذي كان يستغلها أحيانًا بافتخار: «وهَمُّوا أَن يَبسُطوه لِيَضرِبوه بالسِّياط، فقالَ لِقائِد المائة، وكانَ قائِمًا إِلى جَنبه: أَيَجوزُ لَكم أَن تَجلِدوا رَجُلاً رومانِيًّا وتُحاكِموه؟ فلَمَّا سَمِعَ قائِدُ المِائَةِ هذا الكَلام، ذَهَبَ إِلى قائدِ الأَلْفِ وأَطلَعَه على الأَمرِ وقال: ماذا تَفعَل؟ إِنَّ هذا الرَّجُلَ رومانِيّ. فجاءَ قائدُ الأَلْفِ إِلَيه وقالَ له: قُلْ لي: أَأَنتَ رومانِيّ؟. قال: نَعم. فأَجابَ قائدُ الأَلف: أَنا أَدَّيتُ مِقدارًا كَبيرًا مِنَ المالِ حتَّى حَصَلتُ على هذه الجِنسِيَّة. فقالَ بولُس: أَمَّا أَنا فَفيها وَلدت. فتَنَحَّى عنه وقَتئِذٍ مَن كانوا يُريدونَ استِجوابَه وخافَ قائِدُ الأَلْفِ نَفْسُه لَمَّا عَرَفَ أَنَّه رومانِيٌّ وقَدِ اعتَقَلَه» (أع 22/25-28), وكانت المهنة التي تعلمها من عائلته نسج القماش الخشن المصنوع من شعر المعز, حبه للشريعة الموساوية جعلته في طريق واحد وهو خدمة الله بممارسة الشريعة وممارسة دقيقة وكان في استطاعته أن يقول: حياتي هي الشريعة.

2) اهتداؤه:
كانت خطب الرسل تهدد الأوضاع الدينية اليهودية, فشاول عزم على محاربة هذا الدين الجديد, وكان من أقسي مضطهدي تلاميذ يسوع: «وكانَ شاوُلُ مُوافِقًا على قَتْلِه. وفي ذلكَ اليَوم وَقَعَ اضطِهادٌ شَديدٌ على الكَنيسَةِ الَّتي في أُورَشَليم، فتَشتَّتوا جَميعًا، ما عدا الرُّسُل، في ناحِيَتَيِ اليَهودِيَّةِ والسَّامِرة. ودَفَنَ إِسطِفانُسَ رِجاكٌ أَتقِياء، وأَقاموا لهُ مَناحَةً عَظيمة. أَمَّا شاوُل فكانَ يُفسِدُ في الكَنيسة، يَدخُلُ البُيوتَ الواحِدَ بَعدَ الآخَر، فيَجُرُّ الرِّجالَ والنِّساء، ويُلقيهم في السِّجْن». (أع8/1-3), فوافق على إعدام استفانوس وحضر رجمه, ذهب شاول إلى دمشق ليطارد تلاميذ استفانوس الذين لجأوا لدمشق وفيما هو ذاهب ظهر له يسوع المسيح على طريق دمشق وكان عمره 30 سنة، وهذه هي الثلاث الروايات للتحول الكبير:

1- الرواية الأولى (أع 9/1-9):
«أَمَّا شاول ما زالَ صَدرُه يَنفُثُ تَهديدًا وتَقتيلاً لِتَلاميذِ الرَّبّ. فقَصَدَ إِلى عَظيمِ الكَهَنَة، وطَلَبَ مِنه رَسائِلَ إِلى مَجامِعِ دِمَشق، حتَّى إِذا وَجَدَ أُناسًا على هذِه الطَّريقَة، رِجالاً ونِساء، ساقَهم موثَقينَ إِلى أُورَشَليم. وبَينَما هو سائِرٌ ، وقَدِ اقتَرَبَ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حولَه، فسَقَطَ إِلى الأَرض، وسَمِعَ صَوتًا يَقولُ له:شاوُل ، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ فقال: مَن أَنتَ يا ربّ؟ قال: أَنا يسوعُ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه. ولكِن قُمْ فادخُلِ المَدينة، فيُقالَ لَكَ ما يَجِبُ علَيكَ أَن تَفعَلِ . وأَمَّا رُفَقاؤُه فوَقَفوا مَبْهوتين يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يَرَونَ أَحَدًا. فنَهَضَ شاولُ عنِ الأَرض وهُو لا يُبصِرُ شَيئًا، مع أَنَّ عَينَيهِ كانَتا مُنفَتِحَتَين. فاقتادوه بِيَدِه ودَخَلوا به دِمَشق. فلَبِثَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَكْفوفَ البَصَر لا يأكُلُ ولا يَشرَب».

2- الرواية الثانية: (22/1-16):
«أَيُّها الإِخوَة وأَيُّها الآباء، اِسمَعوا ما أَقولُ لكمُ الآنَ في الدِّفاعِ عن نَفْسي.
فلَمَّا سَمِعوه يَخطُبُ فيهم بِالعِبرِيَّة اِزدادوا هُدوءاً، فقال: أَنا رَجُلٌ يَهودِيٌّ وُلِدتُ في طَرَسُوس مِن قيليقِية، على أَنِّي نَشأتُ في هذهِ المَدينة، وتَلَقَّيتُ عِندَ قَدَمَي جِمْلائيلَ تَربِيةً مُوافِقَةً كُلَّ المُوافَقةِ لِشَريعةِ الآباء، وكُنتُ ذا حَمِيَّةٍ لله، شأَنَكم جَميعًا في هذا اليَوم . وَاضطَهَدتُ تِلكَ الطَّريقَةَ حتَّى المَوت، فأَوثَقتُ الرِّجالَ والنِّساءَ وأَلقَيتُهم في السُّجون، وبِذلكَ يَشهَدُ لي عَظيمُ الكَهَنَةِ وجَماعةُ الشُّيوخِ كُلُّها. فَمِنهم أَخَذتُ رَسائِلَ إِلى الإِخوَة، فسِرتُ إِلى دِمَشْقَ لأُوثِقَ مَن كانَ فيها مِنهم، فأَسوقَه إِلى أُورَشَليم، لِيُعاقَب. وبَينما أَنا سائرٌ وقَدِ اقتَرَبتُ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولي نَحوَ الظُّهْر، فسَقَطتُ إِلى الأَرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي: شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ فأَجَبتُ: مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ فقالَ لي: أَنا يَسوعُ النَّاصِريُّ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه. ورأَى رُفَقائي النُّور، ولكِنَّهم لم يَسمَعوا صَوتَ مَن خاطَبَني. فقلتُ: ماذا أَعمَل، يا ربّ، فقالَ لِيَ الرَّبّ: قُمْ فاذهَبْ إِلى دِمَشق تُخبَرْ فيها بِجَميعِ ما فُرِضَ علَيكَ أَن تَعمَل. على أَنِّي عُدتُ لا أُبصِرُ لِشِدَّةِ ذلكَ النُّورِ الباهِر. فاقتادَني رُفَقائي بِاليَدِ حتَّى وَصَلتُ إِلى دِمَشق. وكانَ فيها رَجُلٌ يُدْعى حَنَنْيا تَقِيٌّ مُحافِظٌ على الشَّريعَة، يَشهَدُ له جَميعُ اليَهودِ المُقيمينَ هُناك، فأَتاني ووَقَفَ بِجانِبي وقالَ لي: يا أَخي شاُول، أَبصِرْ. وفي تِلكَ السَّاعة رَفَعتُ طَرْفي إِلَيه . فقال: إِنَّ إِلهَ آبائِنا قد أَعَدَّكَ لِنَفسِه لِتَعرِفَ مَشيئَتَه وتَرى البارَّ وتَسمع صَوتَه بِنَفسِه. فَإِنَّكَ ستَكونُ شاهِدًا له أَمامَ جَميعِ النَّاسِ بِما رأَيتَ وسَمِعت. فما لَكَ تَتَردَّدُ بَعدَ ذلِكَ؟ قُمْ فاعتَمِدْ وتَطَهَّرْ مِن خَطاياكَ داعِيًا بِاسمِه».

الرواية الثالثة: (26/12-20):
«فمَضيتُ على هذه الحالِ إِلى دِمَشق، وليَ التَّفويضُ والتَّوكيلُ مِن عُظَماءِ الكَهَنَة. فرَأَيتُ أَيُّها المَلِكُ على الطَّريقِ عِندَ الظُّهرِ نورًا مِنَ السَّماءِ يَفوقُ الشَّمسَ بِإِشعاعِه قد سَطعَ حَولي وحَولَ رُفَقائي. فسَقَطْنا جَميعًا إِلى الأَرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي بِالعِبرِيَّة: شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ يَصعُبُ عَليكَ أَن تَرفِسَ المِهْماز. فقُلتُ: مَن أَنتَ يا ربّ؟ قال الرَّبّ: أَنا يسوعُ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه. فانهَضْ وقُمْ على قَدَمَيكَ. فإِنَّما ظَهَرتُ لَكَ لأَجعَلَ مِنكَ خادِمًا وشاهِدًا لِهذِه الرُّؤْيا الَّتي رَأَيتَني فيها، ولِغَيرِها مِنَ الرُّؤَى الَّتي سأَظهَرُ لكَ فيها. سأُنقِذُكَ مِنَ الشَّعبِ ومِنَ الوَثَنِيِّينَ الَّذينَ أرسِلُكَ إِلَيهم، لِتَفتَحَ عُيوَنهم فيَرجِعوا مِنَ الظَّلامِ إِلى النُّور، ومِن سُلطانِ الشَّيطانِ إِلى اللّه، ويَنالوا بِالإِيمانِ بي غُفْرانَ الخَطايا ونَصيبَهم مِنَ الميراثِ في عِدادِ المُقَدَّسين. ومِن ذاك الحين لم أَعْصِ الرُّؤيا السَّماوِيَّة، أَيُّها المَلِكُ أَغْريبَّا، بل أَعلَنتُ لِلَّذينَ في دِمَشقَ أَوَّلاً، ثُمَّ لأَهلِ أُورَشَليمَ وبِلادِ اليَهودِيَّةِ كُلِّها، ثُمَّ لِلوَثَنِيِّين، أَن يَتوبوا ويَرجِعوا إِلى الله، بالقِيامِ بِأَعمالٍ تَدُلُّ على التَّوبَة».

3) المسيرة الحياتية لبولس الرسول مع شخص يسوع المسيح:
بعد الظهور الإلهي لبولس بقي ثلاثة أيام أعمى البصيرة,تتلمذ على يد حنانيا و أيضًا اعتمد على يده: «وكانَ في دِمَشقَ تِلميذٌ اسمُه حَنَنْيا. فقالَ له الرَّبُّ في رُؤْيا: يا حَنَنْيا! قال: لَبَّيكَ، يا رَبّ. فقالَ له الرَّبّ: قُمْ فاذهَبْ إِلى الزُّقاقِ المَعروفِ بِالزُّقاقِ المُستَقيم، واسأَلْ في بَيتِ يَهوذا عن شاوُلَ المُسَمَّى الطَّرَسُوسيّ. فها هُوَذا يُصَلِّي، وقَد رأَى في ُرؤياهُ رَجُلاً اسمُه حَنَنْيا يَدخُلُ ويَضَعُ يَدَيه علَيه لِيُبصِر فأَجابَ حَنَنْيا: يا رَبّ، سَمِعتُ بِهذا الرَّجُلِ مِن أُناسٍ كَثيرين كم أَساءَ إِلى قِدِّيسيكَ في أُورَشَليم . وعِندَه ههُنا تَفويضٌ مِن عُظَماءِ الكَهَنَةِ لِيوثِقَ كُلَّ مَن يَدعو بِاسمِكَ. فقالَ له الرَّبّ: اِذهَبْ فهذا الرَّجُلُ أَداةٌ اختَرتُها لكِي يَكونَ مَسؤولاً عنِ اسْمي عِندَ الوَثَنِيِّين والمُلوكِ وبَني إِسرائيل. فإِنِّي سأُريه ما يَجِبُ علَيه أَن يُعانِيَ مِنَ الأَلَمِ في سَبيلِ اسْمي فَمَضى حَنَنْيا، فدَخَلَ البَيتَ ووَضَعَ يدَيهِ علَيه وقال: يا أَخي شاوُل، إِنَّ الرَّبَّ أَرسَلَني، وهو يسوعُ الَّذي تراءَى لَكَ في الطَّريقِ الَّتي قَدِمتَ مِنها، أَرسَلَني لِتُبصِرَ وتَمتَلِئ مِنَ الرُّوحِ القُدُس . فتَساقَطَ عِندَئذٍ مِن عَينَيهِ مِثلُ القُشور. فأَبصَرَ وقامَ فاعتَمَد، ثُمَّ تَناوَلَ طَعامًا فَعادَت إِلَيه قُواه»(أع 9/10-19), وبعد مسيرة سبع سنوات في دمشق وبلاد العرب, اختبر فيها صليب وقيامة يسوع المسيح,والإتحاد الوثيق بين يسوع وتلاميذه من خلال الظهور:شاول! شاول! لماذا تضطهدني؟, فدخل بولس أحضان الكنيسة, وتبنى تقليدها.

4) رحلاته الرسولية:
1- الرحلة الأولي: (44-49)- (أع 13/1-14/28):
2- الرحلة الثانية:( 49-52)- (أع15/36-18/22).
3- الرحلة الثالثة:( 53-58) – (أع18/23-21/14).

5) كتاباته:
1- الرسالة إلى أهل رومية
2- الرسالة الأولي والثانية إلى أهل كورنثوس.
3- الرسالة إلى أهل غلاطية.
4- الرسالة إلى أفسس.
5-الرسالة إلى أهل فيلبي.
6-الرسالة إلى أهل كولوسي.
7- الرسالة الأولى والثانية إلى أهل تسالونيكي.
8-الرسالة الأولى والثانية لتلميذه تيموثاوس.
9- الرسالة إلى تلميذه تيطس.
10-الرسالة إلى تلميذه فليمون.
11- الرسالة إلى العبرانيين.

6) كتابات منحوله نسبت للقديس بولس:
1-أعمال بولس.
2-أعمال بطرس وبولس.
3-رؤيا بولس.
4-رؤيا بولس واندراوس.
5- رسائل بولس لسينيكا.

7) شخصيته:
يتميز بولس بمسيحية فلسفية لاهوتيه عميقة وهوشخص جذّاب وغنية ومتحمس وغيور ومندفع ومتشدد ومتعصب,متأثر بالثقافة الهلينية أي بالصيغة اليونانية مثل الحرية والعقل والضمير والفضيلة, ولغة الجدل مثل اليونانيين. ويحب النقائض (الله والعالم, الإيمان والشريعة, الروح والجسد, البر والخطيئة, الروح والحرف, الإنسان الأول والإنسان الآخر, الإنسان الجديد والإنسان العتيق, النور والظلام, السماء والأرض…) وفي الحقيقة هوشخص استولي عليه يسوع المسيح وأصبح محور حياته,فاكتشف أن الله يحبّه حبا مجانيا رحيما حتى استطاع بولس يقول:«لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ» ويرد في رسائل بولس« يحيا المسيح فيّ »166 مرة.

8) استشهاده:
يسرد لنا التاريخ التقليد الروماني أن القديس بولس الرسول قطعت رأسه خارج المدينة قرب مياه سيلفيا(اليوم الينابيع الثلاثة).ودفن قرب طريق أوستيا سنة 67 في عهد نيرون.

9)طقس دورة القديس بولس الرسول في القداس القبطي:
يعتبر في القداس القبطي بعد قراءة التحليل من فم مترأس الذبيحة تبدأ ليتورجية الكلمة في قداس الموعوظين وهذا ما يقوله العلامة أوريجانيوس السكندري: « أنه في قداس الموعوظين تخطب النفس للرب يسوع المسيح, وفي قداس المؤمنين تدخل النفس معه في رباط الزوجية» ففي قداس موعوظين تتعرف النفس البشرية على عريسها من خلال القراءات, ثم تتحد بالرب يسوع المسيح في قداس المؤمنين وتعيش مرحلة الزواج حيث تدخلإلى السماء وتوجد في الحضرة الإلهية وسط السمائيين, وتتذوق النفس هنا السماء وجمال العشرة المقدسة مع الرب. ثم يصعد مترأس الذبيحة بعد قراءة التحليل إلى الهيكل ويقبله ويقدم له أحد الشمامسة من جهة اليمين المجمرة ودرج البخور ويرشم عليه ثلاث رشومات ويضع خمس أيادي بخور في المجمرة, وبعد الانتهاء من وضع البخور في المجمرة يرشم الكاهن الشعب بالصليب. وبعد ذلك يدور الكاهن حول المذبح ثلاث مرات وهو يدور حول المذبح يمينا ثلاث دورات. ويدور الشماس دائما مقابله من الجهة الأخرى من المذبح ويقول وهو يبخر على المذبح ومتجه نحو الشرق:أوشية السلام, ثم يقبل الكاهن المذبح بفمه ويتوجه قبلي المذبح ويقول: « هذه الكائنة من أقصاء… » ثم ينتقل إلى شرقي المذبح وجهه نحو الغرب ويبخر ويقول أوشية الآباء, ثم ينتقل إلى غربي المذبح ويجعل وجهه نحو الشرق ويبخر ويقول أوشية الإجتماعات في أول الدورة الثانية, ثم ينتقل إلى شرقي المذبح ويجعل وجهه نحو الغرب ويبخر ويقول: « بيوت صلاة,بيوت طهارة… » ثم ينتقل إلى غربي المذبح ويعل وجهه إلى الشرق وويبخر ويقول في أول الدورة الثالثة ويقول: « قم أيها الرب… » ثم ينتقل إلى شرقي المذبح ويجعل وجهه إلى الغرب ويقول: « وأما شعبك فليكن بالبركة… » ثم ينتقل إلى غربي المذبح وجهه إلى الشرق ويبخر ويقول: « بالنعمة والرأفات… ». وبعد تمام الدورة الثالثة يقبل المذبح وينزل من الهيكل ووجهه إلى الشرق.ثم ينزل بقدمه اليسرى من الهيكل ويعطي البخور أمام الهيكل إلى الشرق ثلاث أياد, ثم يبخر إلى جهة بحري لأجل العذراء مريم, ثم يبخر جمهة الغرب للآباء الرسل والشهداء والقديسين , ثم إلى جهة قبلي للقديس يوحنا المعمدان, ثم يعطي البخور للمؤمنين جميعا. إذ يبتديء بالرجال من بحري إلى باب الهيكل ويدور يمينا ويقول: «بركة بولس رسول يسوع المسيح. بركته المقدسة تكون معنا.آمين». ويكمل دورة البولس ويقول: « يالله العظيم الأبدي الذي بلا بداية ولا نهاية… »
وأثناء ذلك يقول الشمامسة لحن المجمرة والهيتينيات وختامها, ثم يقرأ أحد الشمامسة البولس قبطيا وهذه مقدمته: « بولس عبد ربنا يسوع المسيح الرسول المدعو المفرز لبشرى الله»( أثناء ذلك يتم تكريس أواني المذبح أو أغطية المذبح إذا وجد) ثم يقرأ البولس ويختم كالآتى في حضور الآب البطريرك أو المطران: « نعمة ربنا يسوع المسيح تكون مع روحك الطاهرة يا عظيم الأحبار البابا(فلان) وأبينا البطريرك الأنبا(فلان) وشريكهما في الخدمة الرسولية أبينا المطران(فلان) فليكن الإكليروس وكل الشعب معافين بالرب. آمين يكون.أما إذ لم يحضر الآب البطريرك أو الأسقف يختم: النعمة معكم والسلام معا.آمين يكون »ثم يفسر البولس عربيا ويبدأ كالتالي: « من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية أو غلاطية أو إلى تلميذه فيلمون أو تيطس أو تيموثاوس الأولى … بركاته فلتكن معنا آمين». وفي ختامها يقول: « نعمة الله الآب تحل على أرواحكم يا آبائي وإخوتي آمين» وأثناء ذلك يقول الكاهن هذه الأوشية سرا للابن وهي: « يارب المعرفة ورازق الحكمة. الذي يكشف العمائق من الظلمة.والمعطي كلمة للمبشرين بقوة عظيمة. الذي من قبل صلاحك دعوت بولس هذا الذي كان طاردًا زمانًا. إناء مختارًا. وبهذا سررت أن يكون رسولاً مدعوًا وكارزًا بانجيل ملكوتك أيها المسيح إلهنا. أنت الآن أيضًا أيها الصالح محب البشر. نسألك أنعم لنا ولشعبك كلّه بعقل غير مشتغل وفهم نقي لكي نعلم ونفهم ما هي منفعة تعاليمك المقدّسة التى قرئت عينا من الآن من قبله. وكما تشبه بك أنت يارئيس الحياة. هكذا نحن أيضًا اجعلنا مستحقين أن نكون متشبهين به في العمل والإيمان ممجدين اسمك القدوس ومفتخرين بصليبك كل حين. وأنت الذي نرسل لك إلى فوق المجد والإكرام والسجود. مع أبيك الصالح والروح القدس المحي المساوي لك. الآن وكل أوان. وإلى دهر الدهور كلها آمين. » وفي دورة البولس في القداس القبطي يطوف الكاهن الكنيسة كلها.لأن القديس بولس الرسول تعب في الكرازة والتبشير والأسفار الرسولية التي قام بها لأجل التبشير بالبشارة المفرحة وعبّر عن ذلك في رسالته: «وأَقولُ ثانِيَةً: لا يَعُدَّني أَحَدٌ غَبِيًّا، وإِلاَّ فَاحسَبوني شِبْهَ غَبِيِّ لأَستَطيعَ أَنا أَيضًا أَن أَفتَخِرَ قَليلاً . وما سَأَقولُه لا أَقولُه وَفْقًا لِروحِ الرَّبّ، ولكِنَّه قَوْلُ غَبِيّ، وأَنا على يَقينٍ بِأَنَّ لي ما أَفتَخِرُ بِه . فلَمَّا كانَ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشَرِيَّة، فسَأُفاخِرُ أَنا أَيضًا . وبِحُسْنِ الرِّضا تَحتَمِلونَ الأَغبِياء، أَنتُمُ العُقَلاء.نَعَم، تَحتَمِلونَ أَن يَستَعبِدَكمُ النَّاسُ ويَلتَهِموكم ويَسلِبوكم ويَتَعَجرَفوا علَيكم ويُسيئوا مُعامَلَتَكم عَلَنًا . أقولُ هذا وأَنا خَجِل، كأَنَّنا أَظهَرنا الضُّعْف. فالَّذي يَجرُؤُونَ علَيه ـ وكَلامي كَلامُ غَبِيّ ـ أَجرُؤُ علَيه أَنا أَيضًا. هُم عِبرانِيُّون؟ وأَنا عِبرانِيّ، هُم إِسرائيليّون؟ وأَنا إِسرائِيليّ، هُم مِن نَسْل إِبراهيم؟ وأَنا أَيضاً، هُم خَدَمُ المسيح؟ ـ أَقولُ قَولَ أَحمَق ـ وأَنا أَفوقُهُم: أَفوُقهُم في المَتاعِب، أَفوقُهُم في دُخولِ السُّجون، أَفوُقهُم كَثيرًا جِدًّا في تَحَمُّلِ الجَلْد، في التَّعرُّضِ لأَخطارِ المَوتِ مِرارًا. جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرَّاتٍ أَربَعينَ جَلْدَةً إِلاَّ واحِدة ، ضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات، رُجِمتُ مَرَّةً واحِدَة. اِنكَسَرَت بِيَ السَّفينةُ ثَلاثَ مَرَّات، قَضَيتُ لَيلَةً ونَهارًا في عُرْضِ البَحْر. أَسفارٌ مُتَعَدِّدة، أَخطارٌ مِنَ الأَنهار، أَخطارٌ مِنَ اللُّصوص، أَخطارٌ مِن بَني قَومي، أَخطارٌ مِنَ الوَثنِيِّين، أَخطارٌ في المَدينة، أَخطارٌ في البَرِّيَّة، أَخطارٌ في البَحْر، أَخطارٌ مِنَ الإِخوَةِ الكَذَّابين، جَهْدٌ وكَدّ، سَهَرٌ كَثير، جُوعٌ وَعَطَش، صَومٌ كَثير، بَرْدٌ وعُرْيٌ، فَضلاً عن سائرِ الأُمورِ مِن هَمِّي اليَومِيِّ والاِهتِمامِ بِجَميع الكَنائِس. فمَن يكونُ ضَعيفًا ولا أَكونُ ضَعيفًا؟ ومَن تَزِلُّ قَدَمُه ولا أَحتَرِقُ أَنا؟ إِن كانَ لا بُدَّ مِنَ الاِفتِخار، فسأَفتَخِرُ بِحالاتِ ضُعفي. إنَّ اللّهَ أَبا الرَّبِّ يسوعَ ـ تَباركَ لِلأَبَد ـ عالِمٌ بِأَنِّي لا أَكذِب. كانَ عامِلُ المَلِكِ الحارِثِ في دِمَشْق يَأمُرُ بحِرسةِ المَدينةِ لِلقَبْضِ علَيَّ، ولكِنِّي دُلًّيتُ في زِنْبيلٍ مِن كَوَّةٍ على السُّور فنَجَوتُ مِن يَدَيه»كو11/16-33.وعندما يبخر الكاهن من الشمال إلى اليمين اشارة إلى كوننا قد نقلنا القديس بولس بكرازته من الشمال إلى اليمين عن طريق الإيمان فانتقلنا من موضع الجداء (اليسار) إلى موضع الحملان(اليمين)أيّ من الظلمة إلى نور الله العجيب, ومن مكان الجداء المرفوضة إلى مكان الحملان المقبولين.

10) القدّيس بولس في النصوص الطقسية القبطية:
تحتفل الكنيسة القبطية بعيده مع بطرس الرسول في يوم 5أبيب وأننا نسرد كل النصوص التي تخصه:
1- نص الهيتنية التي تقال في عيده: «بصلوات سيدي الأبوين الرسولين بطرس ومعلّمنا بولس يارب أنعم علينا بمغفرة خطايانا»
2-نص الأسبسمس الآدام: «السلام لأبينا بطرس ومعلّمنا بولس العمودين العظيمين مثبتي المؤمنين».
3- نص الأسبسمس الواطس: «السلام للطبيب الحقيقي بولس سراج الإيمان الذي صنع الآيات باسم المسيح… ».
4- نص قسمة الرسل: «…أما بطرس وبولس هامتا الرسل… ».
5- نص آخر عن قسمة الرسل: «… أما بولس هذا الذي ظل طاردا زمانا طويلا, صيرته إناء مختارا يحمل اسمك القدوس. فيما هو ذاهب إلى دمشق ليقبض على المسيحيين ويعذبهم , بغتة أشرق حوله نور من السماء وسمع صوتا من السماء , يقول له: «شاول! شاول! لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس! », لسان العطر هذا الذي كرز وبشر وعلم وأسس كنيستك المقدسة. وفي آخر الكل أنعمت علي رسوليك بطرس وبولس بما لم تراه عين, ولم تسمع به أذن, وما لم يخطر على قلب بشر.فاستشهد القديس بطرس مصلوبا منكس الرأس وبولس بحد السيف, ونالا إكليل الرسولية وإكليل الشهادة…».
6- نص مديح يقال في صوم الرسل الأطهار:
«ظهر جندي آخر للمسيح, لسان العطر حافظ الناموس, يسمي شاول من طرسوس, معاندا لطريق الرب, عمل بتعاليم الآباء, وحفظ التوراة والأنبياء, وفاق أترابه الأصفياء, في حبّ الإله واهب النعمات, غمالائيل معلم الناموس, لقن بولس كل الطقوس, وبغيرة قيد تلاميذ القدوس, وساقهم للحبس والضيقات, في احدي المرات كان سائر, لطريق دمشق وهو مسافر, يتمشي كالأسد الزائر, على تلاميذ رب القوات, قد رأي نورًا من السموات, فسقط وجهه كالأموات… ».
7- نص مديح هباشي لعيد الرسولين بطرس وبولس:
«بولس كان في مدينة طرسوس, لسان عطري وأساس الإيمان,سابقا كان مطاردا للقدوس, وجاحدا ليسوع الديان,… بعد إن كان آخر صار أول, ثابت على صخرة الإيمان, حصنا قويا لا يتحول, كاروزا باسم الثالوث إعلان,… ».
8-نص القطعة السادسة تقال في عشية آحاد الصوم الكبير:
«قول الرسائل ياما أحلاه, ألذ من شهد الخلايا, بولس رد به كل عصاه, أحرارا وعبيد ذكور وأنوث… ».
9- نص إبصالية آدام لربي يسوع تقال في يوم الثلاثاء: «… معوزين متألمين كقول بولس الرسول… ».
10- نص إبصالية آدام لربي يسوع تقال في يوم الأربعاء : «… وأيضًا أن المحبة لا تسقط أبدًا كقول الحكيم بولس الرسول… ».
11- نص أرباع الناقوس للآباء الرسل: «… السلام لأبينا بطرس ومعلمنا بولس العمودين العظيمين لثبات المؤمنين…».
12- نص الذكصولوجية الثانية للآباء الرسل: « الرب يسوع المسيح اختار رسله وهم بطرس وأندراوس…ومتياس وبولس ومرقس ولوقا. وبقية التلاميذ الذين تبعوا مخلّصنا… ».
13- نص ذكصولوجية القديس البار الأنبا بولا: «… وجاهدت في ميدان العبادة ونال جائزة الغلبة بقوة المسيح. صارخًا قائلاً: مثل بولس الحكيم … ».
14- ذكصولوجية تقال في حضور الآب البطريرك أو الأسقف أو في وقت الوسامات أو في وقت تلبيس الإسكيم: «…كما قال بولس الرسول كمثل هرون كذلك المسيح… ».
15- نص ذكصولوجية تقال في عيديّ الصليب: «… بولس الرسول ينطق بكرامة الصليب قائلاً: ليس لنا أن نفتخر إلا بصليب المسيح… ».
16-ذكصولوجية تقال في عيد الختان: «… وليسمعوا بولس قائلاً: أنا المختون في اليوم الثامن…».
17- نص ذكصولوجية الصوم الأربعيني الرابعة: «… وبولس الرسول لسان العطر يقول: إني بصوم وسهر في الأيام والليالي… ».
18- نص كتاب الدفنار: اليوم الخامس من شهر أبيب المبارك شهادة الرسولين بطرس وبولس
أ- نص طرح بلحن آدام:
«التفسير : أجتمعوا كلكم اليوم يا أباءنا القديسين في هذا اليوم. في تذكار كيفا وبولس الرسولين. الراعيين العظيمين اللذين ليسوع المسيح. هذان اللذان رعيا المسكونة كلها. في المراعى الحلوة جدًا. كيفا هو اسمه باللغة العبرانية. الذي هو بطرس. الصخرة غير المتزعزعة. وأيضاً بولس ذو الصوت العظيم. قد بلغ صوته إلى أقطار الأرض. رد الشعوب من الضلالة التي لعبادة الأوثان. إلى الملك المسيح. ولما أكملا خدمتهما التي أؤتمنا عليها أراد الرب أن يأخذهما إليه. فأما بطرس فقد صلب منكساً من أجل اسم المسيح. هكذا أكمل جهاده في مدينة روميه. ومضى إلى النياح. وبولس هكذا في هذه المدينة نزعت رأسه بأمر نيرون الملك. ومضيا إلى المسيح إلى الحياة الأبدية. والفرح الغير الفاني إلى كمال الدهور. فمن أجل هذا . نحن الشعب المؤمن. فكمل تذكارهم بتسابيح عظيمة».

ب- من هنا يقال أمام أيقونة التلاميذ:
«السلام للرسل الذين يسوع المسيح جعلهم رؤوسًا في الكنيسة. السلام لأبينا بولس لسان للعطر. معلّم الأمم ومبشرهم. السلام لبطرس وبولس الرسولين اللذين ردًا الأمم إلى معرفة المسيح. السلام للرسل أصحاب السلطان ليربطوا ويحلوا الخطايا. السلام لأبينا بولس الذي بلغت أقواله إلى أقطار المسكونة، بارتفاع غيرته، السلام للذين جعلوا العالم جديدًا، من أجل القوات العظيمة وكثرة العجائب. السلام للذين سعوا في الميدان كسحب الدعوة الرسولية. السلام للذين أرضت خدمتهم المسيح، والعرق الذي قبله هؤلاء المجاهدون. السلام للفعلة والعمال اللذين ردوا العالم إلى الله دفعة أخرى. السلام للذين أبطلوا الخدمة الفاسدة. وثبتوا الإيمان المقدس الباقي، السلام للذين أئتمنهم الله على أعماله، ومنحهم مفاتيح ملكوت السموات، السلام للمجاهد الذي من طرسوس. الشاهد للمسيح أمام الشعوب، بصلوات سادتي الآباء الرسل. يارب أنعم لنا يغفران خطايانا».
ج- نص طرح بلحن واطس:
«التفسير : بطرس الرسول. وبولس ذو الحكمة. من يقدر أن يخبر بسيرتهما، وبمحبتهما في المسيح بطرس وبولس أبطلا قوة إبليس، وردا الأمم إلى الإيمان بالثالوث. بطرس وبولس أيضًا الفلاحان الروحانيان هدما البرابى وعبادة الأوثان. بطرس بولس معًا. الفاعلان العاملان، الذين ردًا كل الأمم إلى خالفهم دفعة أخرى. بطرس وبولس الأجناد. سعيا في المعركة الرسولية بجهاد عظيم. بطرس وبولس بالحقيقة . احتملا أتعاباً كثيرة وعذاباً عظيمًا لا يحصى. وكمل أبونا بطرس بموت الصليب. بالمدينة العظيمة رومية. من أجل اسم يسوع المسيح. صلبوه منكس الرأس. وهكذا أسلم الروح بفرح وتهليل. وهكذا أيضًا بولس في رومية كذلك نزعوت رأسه هناك من جهة الملك نيرون. وذهبًا إلى الملك المسيح إلى ملكوت السموات. حيث لا حزن هناك ولا نوح ولا بكاء. وتنيحوا معه في ملكوته الأبدية. والحياة الباقية والفرح الدائم. ونحن المؤمنين فلنكمل تذكارهما ببهجة عظيمة. بفرح بغير حزن. أطلبوا من الرب عنا. يا سادتي الآباء الرسل. بطرس وبولس ليغفر لنا خطايانا».

19- استشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس وفطر صوم الرسل (أبــيب) (على حسب نص كتاب السنكسار، كتاب أخبار القدّيسين، بقلم القدّيس يوليوس الأقفهصي):

«في مثل هذا اليوم استشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس و بولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صيادا فانتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه أندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا : ” إيليا أو أرميا أو أحد الأنبياء ” فقال بطرس ” أنت هو المسيح ابن الله ” وبعد أن نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه . فطلب أن يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب.أما بولس الرسول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين، وهو من جنس يهودي من سبط بنيامين، فريسي ابن فريسى وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين. ولما رجموا إسطفانوس كان يحرس ثياب الراجمين. وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين في دمشق للقبض علي المسيحيين . وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط علي الأرض وسمع صوتا قائلا له : ” شاول شاول لماذا تضطهدني (أع 9 /4 ) ” فقال : ” من أنت يا سيد ” . فقال الرب ” أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس ” ثم أمره أن يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة المعزي، وجاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالمصلوب وناله كثير من الضرب ” الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن علي يديه جمهور كثير. وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له. وأخيرًا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرًا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت علي يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم. فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه وكان ذلك في سنة 67 فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها: ” أنه ملقي حيث تركته. ورأسه ملفوف بقناعك ” فقالت له: ” كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان مرصعان باللآلئ وناولني القناع. وها هو ” وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح. وقد أجري الله علي يدي بطرس وبولس آيات عظيمة حتى أنّ ظل بطرس كان يشفي المرضي (أع 5 / 15 ) ومناديل ومآزر بولس تبري الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19/ 12). صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين».

بنعمة الله

مراسل الموقع بإيبارشة سوهاج
أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما
stfanos2@yahoo.com