القمص منير قسيس الكاهن والمعلم وعملاق الايمان

القمص منير قسيس الكاهن والمعلم وعملاق الايمان

( 1928  –  2000 )

 –     ولد منير فايز في 22 أغسطس 1928 بطهطا سوهاج، التحق بإكليريكية طنطا في 15 أكتوبر 1947، درس الفلسفة واللاهوت،  حصل على الليسانس،  وسيم كاهناً في 12 أبريل  1953 بكنيسة قلب يسوع  بمصر الجديدة على يد الأنبا مرقس خزام.
 
 عين راعياً بقويسنا ، ثم انتدب راعيا بطهطا و مشرفاً لاكليريكية طهطا ،ثم نقل الى الاسكندرية راعيا لكنيسة سان ميشيل ، ثم نقل الى القاهرة راعيا لكنيسة الملاك ميخائيل بالحدائق ،  
 
–    أسس معهداً للتربية الدينية لتكوين العلمانيين الذى ابتدأ سنة 1968 بجمع الشباب فى مدرسة الراعى الصالح بشبرا ثم بمدرسة الدى لا سال بالظاهر فمدرسة القلب المقدس بغمرة .
 
–         سنة 1970 استقبله طيب الذكر المطران هوبير مطران اللاتين بمصر آنذاك فى مكتبه بالسكاكينى واصبح هذا المكتب مقر المعهد من سنة 1970 الى سنة 1994اى الوقت الذى تم فيه افتتاح المبنى الجديد الذى يضم حاليا معهدى التربية الدينية واللاهوت ، كان المرض قد اشتد على الاب منير فلم يحضر الافتتاح ولم يرى المبنى .
 
–     تم اختيار الأب منير قسيس ليكون مديراً للكلية الإكليريكية في الفترة من 1982 حتى 1986. وبالحوار مع الكهنة الذين عاصروا تلك الفترة كإكليريكيين أجمع الكل على ما أستطاع الأب منير أن يزرعه في نفوس الجميع من روح أسرية ومحبة كهنوتية صادقة.
 
امتاز الأب منير قسيس بقربه الشديد من صاحب الغبطة الكاردينال البطريرك (المتنيح ) الأنبا إسطفانوس الأول، وأستغل هذا القرب ليكون أداة وصل بينه وبين الكهنة،  لم يستغل هذه العلاقة يوماً للحصول على منفعة شخصية أو للوصول على أكتاف غيره، بل كان دائماً يسعى نحو الكهنة يتدخل لحل مشاكلهم،  يمكننا القول أنه كان يعيش أبوته مع إخوته الكهنة قبل أن يعيشها مع الرعية.
 
–    أسس الأب منير دار للآباء الكهنة المسنين على مساحة من أراضي الإكليريكية ، رغم كل الصعوبات التي واجهها في سبيل تحقيق هذا المشروع،  وحتى لا يظن البعض أنه يبحث لنفسه عن منفعة من هذا المشروع،  أختار أن يعيش وحيداً في شقته بحي شبرا الأيام الباقية له .
 
–          رقد في الرب في 30 أغسطس 2000.
 
  
قالوا عنه : 
 
(من كتيب “سيظل حيا ” من إصدار معهد التربية الدينية القاهرة )
  
–         كان الشماس منير وهو  شماس بالاكليريكية متميزا فى الدراسة واللغات والترانيم ومثالا فى التقوى والحياة الروحية وإكرام السيدة العذراء ،احببناه جميعا لوداعته وبساطته ورقة مشاعره وروح الخدمة فيه وكان للكثيرين مثالا يقتدى به.
 
وطوال حياته الكهنوتية : تميز بمحبة ورعاية فائضة وبالاخص نحو الفقراء والضعفاء والمرضى والمتآلمين وبطاعة الايمان تولى مهاما عديدة فى خدمة الرعايا والارشاد الروحى والتعليم الدينى وتدريس اللاهوت والكتاب المقدس وقانون الكنيسة وإدارة الكلية الاكليريكية بالمعادى ومعهدى التربية واللاهوت بالسكاكينى ، عاش وكيلا أمينا للنعم الوفيرة التى افاضها الله عليه واستثمرها خير استثمار وهبه الله فكرا ثاقبا وذكاء متقدا ،اتسع قلبه الكبير لحب الجميع بصدق و مودة وبذل ذاته فى الخدمة والرسالة واعطى بفرح وسخاء،وعندما سمح الله ان يشركه فى سر الام المسيح عاش فصحه الاخير بوداعة وشكر وحب .. ” الكاردينال البطريرك الانبا انطونيوس نجيب  “
 
 –         هو دائما رجل احلام ورجل عملى ورجل المستقبل ورجل التنفيذ الفورى ، اقام مشاريع ولم يستفد منها مثل دار الكهنة المسنين التى  لم يزرها بعد انشائها و مبنى معهدى التربية الدينية واللاهوت بالسكاكينى       :  ” الاب ميشيل ليبوردي”
  
–         كان منير ذكيا ،حساسا، شغوفا بالموسيقى ،عاطفيا للغاية ،كان يجذبنا اليه بابتسامته المعهودة، ويثبتنا فى كل سعى الى الخير، كان طموحا كبيرا ،ثقف نفسه بنفسه ، كان مديرا ناجحا واستاذا باهرا ،كم لاقى من صعوبات فى حياته الشخصية ولكنه كان ذا عزيمة قوية ويعرف ما يريد ولا يبالى بالصعاب وعندما داهمه المرض قبله برضى واصبح فى آخر ايامه بحق الكاهن والذبيحة “المتنيح الانبا اندراوس سلامة –  اول مطران  لحلوان و الجيزة وبنى سويف “
  
–         ما خفى وما لايعلمه إلا المقربين اليه فهو فكره الملهم فقد زرع روحا جديدة فى كل مكان خدم فيه ويتسم بالحب والسخاء والسماحة والعمل الجماعى والاكليريكية تدين له بما غرسه فيها من العمل بروح الفريق وفى ديمقراطية واللوائح التى يعود اليه الفضل فى العمل على صياغتها وكانت اول لائحة تنظم الحياة والعلاقات وجائت ثورة فى تاريخ الاكليريكة اذا اتاحت لاول مرة للآباء العاملين بالاكليريكية فرصة ابداء رأيهم وترشيح رئيس الاكليريكية دون المساس بحقوق سلطة السينودس البطريركى . “الانبا كيرلس وليم – مطران اسيوط”
  
–         “منير ” هو إسمه بالميلاد …و “توما” إسمه بالكهنوت ولانه كان “منيرا ” فعلا وكانت حياته تشع أنوار المحبة والطيبة والوداعة فقد غلب عليه إسم منير وصار إسما على مسمى ،كان الاب منير يردد قول معلمه المفضل القديس بولس الرسول “كل الامور تعمل معا للخير للذين يحبون الله ” حين انشئ دار المسنين للاباء الكهنة كان يريد ان يوفرافضل رعاية للاباء فى شيخوختهم بعد ان افنوا حياتهم فى الخدمة وان يكون الاكليريكيون الشباب سندا نفسيا لابائهم الذين سبقوهم على الطريق ، ابونا منير كان مدعوا لحمل صليب الآلم والسير على درب المحبة الكاملة ،لقد تالم فى صمت ورضى وكان عظيما فى آلامه لانه ادرك انها الآم المحبة التى توحده بالحبيب الوحيد يسوع ،وقد احتمل الآمه فى مهابة وخشوع وفى ابتسامة ورضى وخضوع  …
 
” الانبا مكاريوس توفيق  – مطران الاسماعيلية “.
  
–         انه مؤسس دون مقر ثابت ، انه مؤسس كنيسة حية وليس مبانى مثل المسيح،  مثل القديس بولس كان يذهب إلى الناس ويتحمل المصاعب ليوصل كلمة الله لهم ، كان مديرا من نمط غيرعادى،مدير يشارك ويسأل ويسمع،  كان ابونا منير دائما ياخذنا معه فى مشاريعه واحلامه الواسعة وكانت المشاركة بيننا بسيطة وعميقة وودية حتى عندما لا نكون على رأى واحد، كان إنسانا بمعنى الكلمة ،يحب الحياة ويحب كل ماهو جميل ، يحب الموسيقى ويحب العالم الذى يعيش فيه بميزاته وعيوبه ،يحب كل انسان كبيرا كان ام صغيرا دون تفرقة دينية أو اجتماعية كل انسان كان يشعر أنه مهم بالنسبة لابينا منير ،ابونا منير الكاهن والمدرس والمؤسس والمدير هو إنسان حاول ان ينمى فى شخصه صورة المسيح الانسان الذى بذل ذاته من آجل الاخرين … ” الاخت إميلى شبلى – من راهبات العائلة المقدسة “
  
–         إذا كانت الكنيسة الكاثوليكية قد شهدت فى السنوات الاخيرة بعض التقدم والازدهار فان هذا راجع الى عناية الله التى اوجدت هذا الرجل ووهبته الحكمة والنبؤة والانفتاح ،فسقى بعرقه والآمه هذه الكرمة فاينعت ، لقد خلق الله القمص منير فابدع واختار القمص منير فاحسن .
 
“الاب كميل وليم سمعان “
  
–         عرفته “رجل الافاق الشاسعة ” فلم يحصر حياته فى بلده او طائفته ولم يقصر خدمته على مشروع واحد مريح بل غامر وتجاوز دائما حدوده بل وحدود المعقول واللامعقول فالاب منير كان سعيا دؤوبا ليخدم المسيح فى خدمة جميع كنائس مصر ، و كان الاب منير” نورا على الطريق ” نورا على طريقى وعلى طريق الذين سايرهم وسايروه.
 
  ” الاب فاضل سيداروس اليسوعى “
  
–         الاب منير قسيس : احيى فيه القديس وعملاق الايمان ، كان بالنسبة لى انجيل حى ، إنجيل سائر على قدمين . كان يكفى ان تراه حتى تفهم ان الله محبة فهو مثل القلب المفتوح لكل إحتياج لكل نداء لكل شفاء، كان الاب منيرنموذجا من الصلاح والرحمة ،وكانت اصابته بالمرض فى عينه ثم بقية جسده مثل ايوب البار قبل بهدوء وبتسليم الذات ، عاش سنين فى الوحدة  والعزلة  والايمان المجرد “الرب اعطى الرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا ” …
 
” الاب هنرى بولاد اليسوعى”  
  
–         ابونا منير ،ميزت علامات الازمنة ورايت احتياج الكنيسة ومنها انطلقت ولها عملت هى امك ومنها ولدت ولها بذلت حياتك  تضامنت معها فى ضعفها كما فى قوتها احببتها بكل ما فيها ، فى رسالتك لم تتكل على زراع بشر بل استندت الى قوة كلمة الله لترفع كلمة الحق ومع ذلك بقيت متواضعا ،كنت صوتا لا ينحاز لفئة واحدة ، كنت تعرف خرافك وخرافك تعرفك احببت بصدق كل من قابلته على طريقك ، كنت سندا للضعيف فى انسانيته وفى ايمانه حتى يقوى وللصغير حتى يكبر وللخائف حتى يتشجع ويثق فى نفسه وفى عمل نعمة الله فيه ، كنت تجول تصنع خيرا لم تتملق احدا انما احترمت واحببت كل انسان ، اوقفت حياتك لمصالح الله فلا مطلب لك سوى ملكوته ،عشقت الانسان وعشقت المسيح فشهدت له بحياتك مهما كلفك ذلك من الام واوجاع … ” الاخت ماري نادية سعيد  – من راهبات قلب يسوع المصريات – مديرة معهد التربية الدينية بالسكاكينى .
 
–         عرفت قديسا .. عرفتك ايها الاب الحنون كاهنا وقد امتلآت حيوية ونشاطا فكنت قدوة لخادم المذبح المخلص الامين  عرفتك رسولا مجاهدا فى سبيل الرب والكنيسة فكنت مثالا لكل من يهب نفسه للخدمة بدون مقابل ،عرفتك إنسانا كريما عطوفا لا ترد  سائلا بل تبسط يديك للمحتاج فكنت رمزا للمحبة والعطاء ،تعلمت منك كيف يحب على الانسان ان يتحمل الالام ويتقبلها بشكر وتسليم مطلق وكما شاركت المسيح فى الامه فانت تشاركه الان فى مجده .
 
” مرفت ميشيل قسيس “
 
–         ابى الحبيب منير اهدى إلى روحك ثمار مشروعاتك التى طالما حلمت ان تنفذها واهديك طموحى ان تكون اول المطوبين من كنيستنا الحبيبة القبطية الكاثوليكية وانا على يقين انه مهما قيل من كالمات لا توفيك حقك وكما كنت امينا الى الموت فسيعطيك الله إكليل الحياة . ابونا منير صللى من اجلنا.

One thought on “القمص منير قسيس الكاهن والمعلم وعملاق الايمان

  1. أتشرف بكونه إبن عم أبي الراحل .. و أختال فخراً كلما زرت الكنيسة التي يوجد بها المعهد .. و ألقى ترحيباً غير مسبوق عند تعريف الآخرين حولي أنه أحد أقاربي .. خاصة أنني أقتدي به في مجال الخدمة وأشعر بالفخر كلما أمسكت أحد كتب الدين المسيحي لأرى إسمه في مقدمة المؤلفين .. أذكرني امام عرش النعمة .. أنت و أبي

Comments are closed.