الكاثوليك واللوثريّون إلى المصالحة

الكاثوليك واللوثريّون إلى المصالحة

ضمن زيارة الحبر الأعظم الرسولية التي بدأها قبل ظهر اليوم في السويد، شهدت منطقة لوند لقاء مسكونيّاً جمع البابا فرنسيس باللوثريين في كاتدرائيّة لوند. وقد ألقى الأب الأقدس خلال اللقاء كلمة، شدّد فيها على إظهار الرغبة المشتركة بأن نبقى متّحدين بالله لنحصل على الحياة، بعد إشارته إلى أنّ يسوع والآب واحد، قائلاً إنّه “علينا أن نسأل الله أن يساعدنا بنعمته لنكون متّحدين على الأرض كي نحمل معاً شهادة أكثر نفعاً”. كما وقال البابا إنّ هذا اللقاء مناسبة لشكر الرب على جهود العديدين الذين يؤمنون بالله الواحد.

وأضاف الحبر الأعظم: “كاثوليك ولوثريّون، بدأنا بالسير معاً على طريق المصالحة. وضمن إطار ذكرى الإصلاح، أمامنا فرصة جديدة لنسلك الطريق المشترك الذي اتّخذ خلال السنوات الخمس الأولى شكل الحوار المسكوني بين الاتحاد اللوثري العالمي والكنيسة الكاثوليكية. وأمامنا الآن فرصة للتعويض وتخطّي سوء التفاهم الذي منعنا غالباً من فهم بعضنا البعض”.

في السياق عينه، قال البابا أيضاً إنّه كما يقلق الآب على علاقتنا بيسوع ليعرف إن كنّا حقاً متّحدين به، علينا نحن أيضاً أن ننظر إلى ماضينا بحبّ وصدق وأن نعترف بخطأنا وأن نطلب السماح، بدون أن ننسى الاعتراف بأنّ انقسامنا جعلنا نبتعد عن القصد الأساسي الخاصّ بشعب الله الذي يحتاج باستمرار إلى راعيه.

إلّا أنّ الحبر الأعظم أقرّ بوجود إرادة صادقة من الطرفين للدفاع عن الإيمان الحقيقي، تطبيقاً لرغبة الآب الذي يريد أن نبقى متّحدين بابنه.

كما وقال الأب الأقدس إنّ الانفصال كان مصدراً كبيراً للمعاناة ولسوء التفاهم، لكنّه أدّى إلى التوصّل لفهمنا أننا بدون الله لا نستطيع شيئاً. “بكلّ امتنان، نعترف أنّ الإصلاح ساهم بوضع الكتابات المقدّسة في حياة الكنيسة، ممّا أسفر عن تقدّم في الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والاتحاد اللوثري العالمي. فلنطلب إلى الله أن تُبقينا كلمته متّحدين، لأنّها مصدر للغذاء وللحياة، وبدون إلهامه لا يمكننا فعل شيء”.

ثمّ أشار الحبر الأعظم إلى الاختبار الروحي الخاصّ بمارتن لوثر، الذي كان دائماً يتساءل “كيف يمكنني الحصول على إله رحوم؟” وأضاف البابا أنّ لوثر وجد الجواب في البشرى السارّة.

“إنّ يسوع يتشفّع لنا لدى أبيه، وهو مَن طلب وحدة تلاميذه كي يؤمن العالم. هو من يشجّعنا لنتّحد بيسوع كي نطلب باستمرار هبة الوحدة. إنّها الشهادة التي ينتظرها العالم منّا… معاً، يمكننا أن نعلن بفرح رحمة الله”. وختم البابا قائلاً: “لوثريّون وكاثوليك، نحن نصلّي معاً في هذه الكاتدرائيّة، مدركين أنّه خارج الله، لا يمكننا أن نفعل شيئاً. نحن نطلب مساعدته لنكون أعضاء متّحدين به ومحتاجين إلى نعمته، لنحمل معاً كلمته إلى العالم المفتقر إلى عطفه ورحمته”.

عن زينيت