الكنيسة القبطية الكاثوليكية ما بين الإرساليات الرهبانية الكبوشية والفرنسيسكانية واليسوعية

الكنيسة القبطية الكاثوليكية ما بين الإرساليات الرهبانية الكبوشية والفرنسيسكانية واليسوعية

sanmarco

الأب اسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خاص بالموقع –

ابتداء من النصف الثاني من القرن الخامس عشر، استعادت مبادرة الكنيسة الغربية، مع إقامة الراهب الفرنسيسكاني غريفون (1455م – 1469م) وخلفه جبرائيل بن القلاعي بين الموازنة، تزايد عدد البعثات الغربية الموجهة نحو الشرقيين خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر، فأثناء ولاية حبرية البابا غريغوريوس الثالث (1572 – 1585)[1] وحوالي وقت انعقاد مجمع ترانت (1545 – 1563) تعرف الآباء الرهبان الفرنسيسكاني على مجموعات الأقباط الكاثوليك المنتشرين في بقاع الديار المصرية والاهتمام بهم، وفي سنة 1687في حبرية البابا انوشنسيوس الحادي عشر”النيابة الرسولية” في أخميم وفونجي(السودان) والحبشة برئاسة الأب أنطونيو ماريا دا بستيشي ومن بعده الأب جيوفاني باتستا ديلا فراتّا(1689)، ثم الأب فرنسيس ماريا دا ساليمي(1697)[2]. وهذه النيابة الرسولية اهتمت بشئونهم لا سيما الذين يعيشون في جنوب الصعيد، الفيوم، وصدفا وطهطا وأخميم وجرجا وفرشوط والعائلات المنتشرة في أنحاء شتي مثل الهماص والشيخ زين الدين، وبنجا، برديس، أبو تيج، أبنوب، أسيوط وغيرها[3].وكان للآباء الرهبان الفرنسيسكان مقر لهم في مدينة الإسكندرية من سنة 1325 وتأسس لهم مركزين بالقاهرة والإسكندرية وذلك سنة 1636، وفي سنة 1666 تأسس لهم دير بأخميم وفي هذه الحقبة تعرف أولئك الرهبان على مجموعات الأقباط الكاثوليك وفي سنة 1747 نجد إحصائية للأقباط الكاثوليك لهذه الأبرشية 1556 مؤمن قبطي كاثوليكي إن الكرسي الرسولي اهتم اهتماما كبيرا بشئون الأمة القبطية الكاثوليكية ,حتى كانت توجد رعايا منتظمة في أخميم وجرجا وفرشوط وطهطا والشيخ زين الدين والأقصر وغيرها وذلك عام 1714م ويسرد لنا العلامة كلود سيكار اليسوعي عام 1716م عن عمله في جنوب الصعيد فيقول”إن الخبرة التي اقتبستها مدة إقامتي الطويلة بمصر لم تغير من شعوري المماثل لأسلافي .فالقليل الباقي من الكاثوليك القدماء, هم في حالة بؤس مدقع وهول مفجع . وان انجح وسيلة لرفع مستواهم هو محاربة الجهل بفتح مدارس “ولكن غيرة وحماسة الأب سيكار اليسوعي في جنوب الصعيد جعلته يهتم بشئون الأقباط الكاثوليك حتى جعلت بعض الأقباط الأرثوذكس يعتنقون إيمان الكنيسة الكاثوليكية, ففي عام 1720م.انضم 12 شخصا ومن بينهم القمص سليمان رئيس دير الأنبا باخميوس أب الشركة الرهبانية في مدينة أخميم وعندما بدأ الأبوان بندكتوس والديفينوس الفرنسيسكانى يساعدان الأب سيكار اليسوعي , فزار جرجا وبعد وقت قصير من إقامتهما .وانضم إلى الكثلكة الكاهن القبطي الأرثوذكسي بولس وتبعه 27 شخصا من جرجا وشخص أخر من قرية الشيخ زين الدين وذلك يوم 2 أغسطس 1722م. وفى عام 1725م اعتنق الإيمان الكاثوليكي 48 مؤمنا في القاهرة.شخصان في مصر القديمة, 3مؤمنا في الفيوم. و4أشخاص في الرشيد.وفى عام 1725 عدد الأقباط الكاثوليك =230 مؤمنا, وفى عام 1730م يوجد 460 مؤمنا.وفى عام 1735 يوجد 640,وفى عام 1740م يوجد 980, وفى عام 1747 يوجد 1556 مؤمنا في جنوب الصعيد و800 في القاهرة. وكانوا الرهبان الفرنسيسكان يبشرون بالحب والسلام وكان يوجد لهم دير في أبى تيج بأسيوط, ودير في طهطا ولكن امتدت إليه يد الإهمال. وفي مدينة طهطا كان يوجد دير الإيطاليين للرهبان الفرنسيسكان امتدت إليه يد الإهمال، وبعيدًا عن النهر وحول الجبال كان يعمل رهبان الفرنسيسكان المرسلين من قبل الكرسي الرسولي.

وقد وجد شولشيه في مدينة جرجا، بقايا دير للرهبان الفرنسيسكان هدمه الإنكشارية[4] في القرن الثامن عشر، ولم يبق به في ذلك الوقت سوى الأب توماس الفرنسيسكاني، وهو فرنسي الأصل، ومارس نشاطه على أطلال الدير، وكان بصحبته مائتان من الكاثوليك، وهم من أهل جرجا الذين اعتنقوا الإيمان الكاثوليكي.

وفي مدينة أخميم كان يقيم القنصل الفرنسي في منزل كبير على النيل وكان فيها أعداد من الأوربيين ودير للفرنسيسكان[5].

 ودير في أخميم, وفى جرجا قد وجد شولشيه بقايا دير الفرنسيسكان هدمه الانكشارية في القرن الماضي ولم يعد به سوى الأب توماس وهو فرنسى مارس نشاطه على أطلال الدير وكان معه (ماشتى) الذي اهتدى للكثلكة عامذاك. وكانت كراهية الأقباط اشد بالنسبة للذين يهتدون لإيمان الكنيسة الكاثوليكية وقد لاحظ سونينى هذا الشعور إذ قال “يوجد كثير من الكاثوليك من أقباط طهطا(………) وكثيرا ما كنت اذهب لزيارة اكابرهم حيث كنت التقى مسرورا بقسيس مصرة امضي 10 سنوات في دير بروما.وكان يتكلم ببعض السهولة ألاتينية والايطالية وكنت أجد لذة في التحدث إلى رجل اعتبره أوربيا وكان يقول لي إن المصريين التابعين للكنيسة الكاثوليكية يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية من مواطنيهم العديدين المؤمنين بالإلحاد “وأصبح مركز الأمة القبطية الكاثوليكية مركزا مرموقا.

وفي تقرير للأب جيرولام دا سان سافينو بتاريخ 1878 نقرأ أن الإرسالية كان لها 13 ديرًا وكنيسة في القاهرة، السويس، أسيوط، طهطا، الشيخ زين الدين، أخميم، الهماص، جرجا، فرشوط، قنا، قمولا، جراجوس، ونقادة. و7 مراكز بدون إقامة ثابتة في المنيا وقلوصنا كوم غريب، والشناينة، وطما، وسوهاج، الأقصر. وكانت تدير 11 مدرسة للبنين و5 للبنات وجميعها مجانية. ثم ازداد هذا العدد فوصل في عام 1882 إلى 24 مدرسة منها 19 للبنين وخمس للبنات.

فلما ازداد عدد الأقباط الكاثوليك يومًا بعد يومًا بفضل غيرة الآباء الفرنسيسكان المرسلين وتطلع الأقباط الكاثوليك إلي تراث وأمجاد آبائهم وفكروا في إعادة السلطات الكنسية الخاصة بهم، فأصدر مجمع انتشار الإيمان قرارًا بوضع الأقباط الكاثوليك تحت حبرية بطريرك أنطاكيا الكاثوليك في يوم 13/7/1732 إذ كان في قدرته أن يتجول في الإمبراطورية العثمانية إلا أنه لما انضم للكنيسة الكاثوليكية الأنبا أثناسيوس مطران أورشليم للأقباط الأرثوذكس في يوم 10/8/ 1739م فعينه البابا بندكتوس الرابع عشر بابا روما نائبًا رسوليًا علي الأقباط الكاثوليك ببراءة بابوية في يوم 4/8/1741م واتخذ وكيلا عاما له الأب صالح مراغي وكان عدد الأقباط الكاثوليك آنذاك حوالي ألفيّ كاثوليكي، وفي هذه الحقبة التاريخية للكنيسة القبطية الكاثوليكية كان يوجد كثير من الرعايا القبطية الكاثوليكية في جرجا وأخميم وطهطا والشيخ زين الدين والهماص وغيرها.

وصارت الكنيسة القبطية الكاثوليكية لها مركز مرمـوقا حتي أن الـدكتور بورنج [Bowring] يقول: إن مطران الأقباط الكاثوليك كان يتجول في أنحاء المدينة معلقا صليبه على صدره بحيث يراه الجميع ولم يحاول أحد سبه أو اهانته[6]. وقد تمكن البابا بندكتوس الرابع عشر (1740م – 1758م) من تشكيل طائفة قبطية كاثوليكية مؤلفه من أتباع الفرنسيسكان وسارت الأمور على هذا النحو حتي القرن التاسع عشر وقد جاء في تقرير “أوربانوشيري” سكرتير انتشار الإيمان عن الحالة المسيحية في مصر عام 1760م: “إن عدد الكاثوليك لا يزيد عن ألف وثلاثمائة، وعدد الأرثوذكس أربعين ألفًا” ويقول: “أنه في مصر القديمة يوجد ست أو سبع كنائس كاثوليكية، وأما اللاتين كنائسهم في القنصليات: قنصلية فرنسا وقنصلية البندقية، وللرهبان الكابوشيين كنيسة في مقرهم”[7]. ويذكر كارستن نيبور في كتابه “…ولا تخلو مصر من الرهبان الأوربيين، ففي القاهرة يسوعيون وكبوشيون وفرنسيسكان وكلهم متحمسون غاية الحماس للتبشير”[8]

فنمت طائفة الأقباط الكاثوليك بتأثير الحركة الإرسالية عليها، ويقال إن كلمة كثلكة عرفت في مصر بعد الحملة الفرنسية 1798م حيث كتبها الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر ورئيس ديوان القاهرة، على أثر التأثير الثقافي للحملة[9].

ولكن يرقي أول ذكر للأقباط الكاثوليك في عام 1722 في صعيد مصر، وعلى وجه الخصوص في أخميم وطهطا والشيخ زين الدين والهماص حيث تركزت إلى جانب جرجا ونقاده وفرشوط.

فعندما انضم الأنبا أثناسيوس مطران الأقباط الأرثوذكس إلى الكنيسة الكاثوليكية، فصار أول أساقفة الكنيسة القبطية الكاثوليكية، إلا أن إرسالية الآباء الرهبان الفرنسيسكان ذهبت تتوغل وتنمو وتزدهر ولا سيما في نواحي أسيوط وصدفا وجرجا وأخميم وطهطا والشيخ زين الدين والهماص وغيرها.

حيث تزايد عدد الأقباط الكاثوليك وتولي علي رأس هذه الجماعة القبطية الكاثوليكية عدد من النواب الرسوليين وفي عام 1822م أخفقت محاولة قام بها البابا لاون الثاني عشر لتكريس النائب البابوي الأنبا مكسيموس جويد بطريركا على السدة المرقسية للأقباط الكاثوليك ولم يتجاوز عدد الأقباط الكاثوليك آنذاك عام 1831م الـ 2624 مؤمنا و14 كاهنا موزعين على ثمانية مراكز مختلفة مثل: جرجا وأخميم والهماص ونقاده وفرشوط والشيخ زين الدين وطهطا، وعندما عين الكرسي الرسولي  الأنبا أغابيوس بشاي المدير الرسولي لبطريركية الأقباط الكاثوليك فضّل قداسة الحبر الأعظم البابا بيوس السابع فصل شئون البطريركية عن ولاية النيابة الرسولية الفرنسيسكانية ومنحها الحكم الذاتي منذ سنة1814[10]. وعلى أثر ذلك وقع كل من الآباء الفرنسيسكان والأنبا أغابيوس بشاي المدير الرسولي لبطريركية الأقباط الكاثوليك اتفاقية أيدها مجمع البروباغندة – تنص على إعطاء الإكليروس القبطي الكاثوليكي الكنائس والبيوت الآتية: في القاهرة الكنيسة وجزء من الدير، وفي طهطا الكنيسة مع الدير والمدرسة، ثم الكنائس مع السكن التابع لها، بكل من الهماص، والشيخ زين الدين، وأخميم، وجرجا، وفرشوط، ونقادة، وقمولا، وجراجوس، وطما، وسوهاج[11]. ويخبرنا الأب فرنسيس داساليمي مؤسس إرسالية الفرنسيسكان بالوجه القبلي بأن عدد طلبة مدرسة الفرنسيسكان بالقاهرة في سنة 1697 كان 55 تلميذا، يتلقون دروسهم في فناء الدير، وكان يقوم بالتدريس مدرسان علمانيان، أما مواد التدريس فهي: اللغة العربية، والتعليم المسيحي، واللغات القبطية والإيطالية، والألحان الكنسية. ثم في سنة 1736 كانت قد أسست مدارس جرجا وأخميم وفرشوط، وفي سنة 1760 أنشئت أيضًا مدارس طهطا ونقادة، وقد وبلغ عدد المدارس التابعة للإرسالية في سنة 1839 ستة عشر مدرسة نظامية، يقوم بالتدريس فيها مدرسون مدربون جلهم من الأقباط. وقد افتتحت الإرسالية من سنة 1860إلى 1864 مدرسة بالسويس وأخري بقمولا وثالثة بجراجوس. وقد بلغ عدد الطلبة بمدرسة طهطا 133 طالبًا وطالبة 60 من الذكور و73 من الإناث[12].

ولكن انتخاب الحبر الأعظم البابا لاون الثالث عشر في يوم 20/2/1878م وكان رغبة قداسته تدعيم الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمدرسة إكليريكية لتخريج الكهنة لهذه الطائفة، التي كان عدد أفرادها آنذاك لا يتجاوز أربعة أو خمسة آلاف شخص، ثماني مائة منهم في القاهرة وكان أيضًا الحبر الأعظم مهتما بالعمل التربوي لخدمة شباب الديار المصرية وتأسست مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالقاهرة وكان بها قسم خاص بتثقيف وتكوين الإكليريكيين الذين يكونوا كهنة الغد. ففي عام 1879 جاء الأب نورمان اليسوعي ومعه الأب هنري اليسوعي، من سوريا إلى القاهرة، ونزلا ضيوفًا على الرهبان الفرنسيسكان، وإذ لم يكن آنذاك مرسلون يسوعيون بمصر. واستأجرا منزلا بالموسكي، ثم قصر باغوص باشا، فكان المقر الأول للإكليريكية[13]. وقد دعا قداسة البابا لاون الثالث عشر الآباء اليسوعيّين العام 1878 وطلب منهم تأسيس مدرسة إكليريكيّة في القاهرة لطائفة الأقباط الكاثوليك. وقد تم افتتاح هذا المعهد الإكليريكيّ عام 1879. وكان الآباءُ اليسوعيّون يزورون عائلات الطلبة الإكليريكيّة ويتّصلون بأهل القُرى الّتي تسكنها هذه العائلات ويقومون فيها بالوعظ والتعليم المسيحيّ في أثناء زيارتهم، وسرعان ما اتّضح لهم بعد اختلاطهم بأهل الصعيد، موطن معظم الطلبة الإكليريكيّين، أنّه لابدّ لهم من تأسيس مقرّ للآباء اليسوعيّين في الصعيد، يجعلهم أكثر قربًا من أهله ويسهّـل لهم القيام بأعمال الرسالة فيه. وشاء الله أن يستأجر الأب “أوتيفاج” في تشرين الأوّل “أكتوبر” العام 1887 بيتًا صغيرًا في المنيا، ثم اشترى حديقةً واسعةً كانت مُلكًا للمديريّة، بنى عليها الكنيسة ومقرًّا للآباء وجزءً من المدرسة الحاليّة وانتهت هذه المباني العام 1890. فكانت أوّل مدرسة هي مدرسة البنات في مدينة المنيا ذاتها – وهي مدرسة الراعي الصالح حاليًا – وتأسّست العام 1888، قام بإدارتها ثلاث راهبات لبنانيّات من راهبات القلبين الأقدسَين، وسُرعان ما أنضمّ إليهن مبتدئات مصريات، وكان هذا نموذجًا سارت عليه رهبانيات أُخرى. وبعد مدرسة البنات تأسّست في المنيا أيضًا العام 1890 مدرسة الذكور في الدير الحالي للآباء بالمنيا[14] .

وفي سنة 1891 تأسّست مدرسة للبنات في ملوي، وفي العام 1893 بدأت تعمل مدارس القرى في الغنائم وأبو تيج في محافظة أسيوط وفي كوم غريب في محافظة سوهاج، وكثُر عدد المدارس وازداد النشاط الرسوليّ للآباء اليسوعيّين. ففي العام 1895 كان لهم 18 مدرسة، وفي العام 1904 أي بعد خمسة عشر عام من بدء عملهم الرسوليّ في الصعيد، كان لهم 30 مدرسة وارتفع العدد إلى 47 مدرسة العام 1907.

وازدهرت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في حبرية البابا لاون الثالث عشر الذي أعاد لهذه الكنسية مجدها الغابر وسمي عصر هذه الكنيسة في عصر حبريته بالعصر الذهبي للكنيسة القبطية الكاثوليكية وذلك بتجديد الكرسي الرسولي البطريركي للسدة المرقسية للأقباط الكاثوليك وتثبيته بإصدار البراءة الرسولية المصدرة بالعبارة “المسيح الرب” في يوم 26/11/1895م([15]).وأمر قداسته بتنظيم الكنيسة القبطية الكاثوليكية الناشئة تنظيمًا شاملاً. فرد نظامها الإكليريكي الأصلي، بكامل رتبه ودرجاته الكهنوتية.

وقدم الآباء طلباً إلى روماً للموافقة على إنشاء مدرسة إكليريكية مخصصة للأقباط الكاثوليك[16].

وتم تأسيس الاكليريكية بمدينة طهطا في عام 1899م للأقباط الكاثوليك ثم برزت مرحلة الاستقرار للكنيسة القبطية الكاثوليكية وأخذت تنمو وتزداد نموًا طبيعيًا حتي كان تعداد الأقباط الكاثوليك بين 1897م، 1907م، 1917م[17].

1897

1907

1917

القاهرة

الإسكندرية

الدلتا

489

101

80

3026

391

855

الجيزة

الفيوم

بني سويف

المنيا

أسيوط

جرجا

قنا

01

14

35

111

418

926

254

105

61

77

1722

4352

2762

1130

4231

6151

5772

2554

مجموع الصعيد

1759

10209

18708

المجموع العام

2429

14481

18708

فنستلهم من هذه الإحصائية أن نمو عدد الأقباط الكاثوليك السريع بين عامي 1897م – 1907م.

ثم تباطؤ هذا النمو بين عامي 1907م – 1917، ولكن ازداد عدد الأقباط الكاثوليك بالقاهرة في عام 1907م وذلك بسبب عامل الهجرة بانتظام من الريف إلى المدينة وبفضل عملية قيام الإرساليات الفرنسيسكان، تجلت في ازدياد عدد الرعايا وبالتالي ازداد عدد الأبرشيات الكنسية وتحرر الإكليروس الأبرشي المتزايد من مساعدات الرهبانيات الإرسالية الفرنسيسكانية فإن منطقة الصعيد هي الأعظم لأن فيها كثافة الأقباط الكاثوليك وأغلب الرعايا القبطية الكاثوليكية الأولي فيها مثل أخميم وجرجا والهماص والشيخ زين الدين وطهطا ونقادة وفرشوط وغيرها.

وبسبب غيرة الآباء على الكنيسة القبطية الكاثوليكية ازدهرت ونمت حتي كان تعداد رعايا الأقباط الكاثوليك بين 1920م و1946م و 1975م و1996م[18].

الأبرشيات

1920

1946

1975

1996

البطريركية 1896

5

11

30×3[19]

41×4

الإسماعيلية 1983

6×1+4

المنيا 1896

11

12+2[20]

23×3

26×1

طهطا 1896

25

31

أسيوط 1947

34×2+2

37×3+1

سوهاج 1949

32×4+10

18+1

الأقصر 1982

17×11

ويضاف إلى أبرشية البطريركية كنائس في المهجر و2 في أوربا و 2 في استراليا و2 في كندا و 2 في الولايات المتحدة.

وأعيد تأسيس أبرشية طيبة التي كانت تشمل كل وادي النيل من ملوي حتي أسوان في عهد حبرية البابا لاون الثالث عشر وكان مقرها الأبرشية في مدينة طهطا، فلما ازداد عدد الأقباط الكاثوليك قسمت أبرشية طيبة إلى قسمين، وفي 9/8/1949م تأسست أبرشية أسيوط واستقطعت أبرشية طيبة حدودها من مركز ملوي إلى مركز صدفا وتم تعيين الأنبا الكسندروس اسكندر مطرانًا عليها ومديرًا رسوليًا لطيبة الأقصر.

وفي يوم 26/5/1982م بقرار من السينودس البطريركي للأقباط الكاثوليك بتأسيس أبرشية سوهاج وتعيين الأنبا مرقص حكيم زخاري مطرانا لها وفي عام 1982م انفصلت عن أبرشية سوهاج أبرشية الأقصر وتم تعيين الأنبا إغناطيوس يعقوب مطرانًا لها[21].

ونستلهم من هذه الحقبة التاريخية الهامة تزايد عدد الأقباط الكاثوليك وبالتالي تزايد عدد الرعايا القبطية الكاثوليكية بين عامي 1946م و1975م في أسيوط وسوهاج وأخيرًا بفضل الآباء الرهبان الفرنسيسكان والرهبنة اليسوعية الذين تمكنوا من تقديم الخدمات الروحية تم تنشيط الأقباط الكاثوليك وإعادة الكرسي البطريركي السكندري بكلّ امتيازاته.

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما – سوهاج

stfanos2@yahoo.com



[1] راجع، برنار هيبرجية، “تطور الكثلكة”، «المسيحية عبر تاريخها في الشرق»، مجلس كنائس الشرق الأوسط، لبنان، ص 632 – 648.

[2] عمانوئيل ماكن غبريال الفرنسيسكاني (الأب)، «أضواء على تاريخ الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر»، الجزء الأول، القاهرة، 2006، ص27-29.

[3] راجع، يوحنا كابس (الأنبا)، «المعلم غالي وعصره»، 1976م، ص 50

[4] “الإنكسارية” أو “الإنكشارية” هو اسم جيش في الدولة العثمانية وأصله من تركيا.

[5]  راجع إلهام محمد على ذهني، « مصر في كتابات الرحالة الفرنسيين في القرن التاسع عشر» القاهرة، 1995، ص382-385.

[6]  ـ راجع Bowring Report on Egypt and Candia P 149 – London 1840

[7] ـ راجع Les Missions d Egypt et enthiopie en 1678 d apres Ie rapport de Mgr Cerri, Secretaire de  lacangnegatio de peap, de propaganda Fide, au pape nnocent X 1 – Dans Documents omnis Terra gg – 4, Novembre 1973

[8] راجع، كارستن نيبور، «رحلة إلى مصر»، الجزء الأول(1761-1762)، ترجمة من اللغة الألمانية للغة العربية الدكتور مصطفى ماهر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2012، ص246.

[9] راجع، أحمد حسين الصاوي، «فجر الصحافة في مصر»، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1975م، ص261.

[10] يوحنّا كابس (الأنبا)، «لمحات تاريخية عن النواب الرسوليين  لطائفة الأقباط الكاثوليك في القرن التاسع عشر»، القاهرة، 1987، ص88.

[11] راجع، مجلة الصلاح، «نبذة تاريخية عن الآباء الفرنسيسكان»، يناير،(السنة 29)، القاهرة، 1958، ص5.

[12] راجع المرجع السابق، ص6.

[13] راجع، عمانوئيل ماكن غبريال الفرنسيسكاني (الأب)، «المرجع السابق»، ص32.

[14] راجع، مدرسة العائلة المقدسة، «مائة عام في خدمة التربية في مصر (1879م – 1879م) »، الفجالة، القاهرة ص 9- 14.

[15] ـ راجع، مجموعة من المؤلفين، «تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية»، أعمال المجمع السكندري، القاهرة، 2001م، ص65 – 83.

[16] راجع، مدرسة العائلة المقدسة، «مائة عام في خدمة التربية في مصر (1879 – 1879م) الفجالة»، القاهرة، ص9.

[17] راجع، موريس بيار مارتان اليسوعي (الأب)، «الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مئويتها الأولي: الهوية والرسالة»، مجلة المشرق، بيروت، لبنان، الجزء الثاني، 1998م، ص 343 – 356.

[18] راجع، «المرجع السابق»، ص 350 – 356.

[19] × = تعني إضافة رعية يخدمها راهب.

[20] + = تعني إضافة كنيسة يخدمها كاهن رعية أخري.

[21] راجع، مقالنا المنشور، «سوهاج المحافظة والايبارشية»، مجلة الصلاح، العدد 74، القاهرة، 2003م ص 244.