المنشور الأسقفي الأول للمتنيح مثلث الرحمات غبطة الأنبا كيرلس الثاني مقار

المنشور الأسقفي الأول للمتنيح مثلث الرحمات غبطة الأنبا كيرلس الثاني مقار

بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية

 خاص بالموقع – الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

كيرلس بنعمة الله وبمنة الكرسى الرسولى أسقف قيصرية فيلبس ونائب رسولى على كنيسة القديس مرقس الاسكندرانية:

إلى أولادنا الأعزاء ورثاء إيمان أبينا القديس مرقس وبطاركتنا الموقرين أثناسيوس وكيرلس ورهباننا القديسين أنطونيوس وباخوميوس، سلام وبركة رسولية، وإلى عموم الطائفة القبطية، صلح ونور من قبل أبى الأنوار.

   حيث بانتخاب الكرسي الرسولي قد خولتنا العناية الإلهية، رغمًا عن عدم أهليتنا، أشغال عموم كنيسة الأقباط الاسكندرانية، نرغب من بدء الشروع في تتميم مهام حبريتنا أن نكشف لديكم أيها الأخوة المحترمون والأبناء الأعزاء ما يلج ذهننا من الأفكار. ونؤكد لكم الحب العظيم الذى لنا فيكم بالسيد المسيح. إلى الآن عقلنا لم يخامره إلا فكر واحد. وقلبنا لم تشغله إلا رغبة واحدة، وهى ارتفاع شأن كنيسة آبائنا وإحياء كل مكارم كرسي القديس مرقس. وحيث الآن قد سلم الله في يدنا السلطان وأقامنا رئيسًا على كنيسة الإسكندرية المقدسة هذه العزيزة لدينا.لابد أن تزداد غيرتنا نموًا وجهدًا وسعًا في تتميم هذا الفكر السامي وإلا فسقطنا في محذور عظيم أمام الله والشعوب المسيحية. وحيث أننا بفرائضنا المتوجبة علينا نحوكم عارفون. وإلى إتمامها بكل أمانة راغبون. نؤمل بنعمة الله أن نبين لكم الغاية الشريفة التى هي ارتقاء الكنيسة الإسكندرية إلى أوج الكمال. ونسبقكم بكل فرح في الطريق الصعبة المؤدية إليها.

آه،…. لو كان أخوتنا المنفصلون عنا، يمعنون الفكرة في حالة الوطن التعيسة والشرور التى لا تحصى النابعة من الانشقاق والمؤيدة في بلادنا، ويرغبون الرجوع إلى الوحدة الثمينة التى كانت على عهد القديسين أجدادنا سببًا لكل المكارم التى تتحلى بها جيد مصرنا، لكنا غير منوطين بإجراء أعمال كثيرة وتكبد أتعاب جسيمة شاقة الآن لابد منها، وصار أحياء مصر المسيحية أتم وأمجد. إن الديانة المسيحية بأسرها، تستند على قاعدتين هما الأساس: المسيح عمانوئيل والبابا نائبه. لا ريب أن في هاتين القاعدتين علاقة شديدة، وفى الحب الغير المنقسم الرابط بينهما قوة حقيقية وسعادة الطوائف المسيحية. إن لقبنا الأسقفي قد جعلنا بينكم رمزًا سريًا، وكرازة حية ناطقة بارتباط هاتين المسألتين الموقرتين، لأنه قد تم في قيصرية فيلبس إشهار هاتين الحقيقتين الغير مفترقتين: قد أعلن بطرس مقام المسيح السامي وأعترف أنه ابن الله، وابن الله أعلن مقام بطرس السامي مقيمًا إياه رئيسًا على بيعته. قد أقر بطرس باتحاد اللاهوت والناسوت في أقنوم الكلمة، وأشهر الكلمة اتحاد عمود الكنيسة في شخص بطرس. إننا لا نزال نذكركم بهذا الإيمان الكامل إلى أن يشاء الله فيرد لنا وحدة أجدادنا ويدخل الفرح قلوبنا بإحياء طائفتنا العزيزة. يا ليت القديس مرقس المجيد الذى حتى يكون لنا أبًا ابتدأ أن يكون مبشرًا للكلمة وتلميذًا للقديس بطرس. يا ليته يملأنا من روحه المقدس ويجعلنا أولادًا له حقيقيين ولإيمانه كما لاسمه وارثين.

إننا في انتظار هذا الوقت السعيد الذى نناديه بكل اشتياقاتنا وإلى أن يشرق في سماء كنيستنا نوجه إليكم الخطاب على وجه خصوصي أيها الأقباط الكاثوليك القطيع المبارك والأمين، في كل آن، في المحنة وفى الإقبال، في الشدة وفى الرخاء. لم يستطع خليفة معلم القديس مرقس أن ينساكم بين اهتماماته في الكنائس بأجمعها، لا بل لا يزال يتذكر أنكم له بأوجه كثيرة خصوصية، وأن أجدادنا كانوا باكورات الكرسى الرسولى. نتذكر دائمًا أنكم بقية كنيسة كانت في الأيام السعيدة من أول الكنائس منصبًا وعلمًا وفضيلة. إن مدرسة الإسكندرية المقدسة وهيبة الكرسى المصري وفضل رهبانه الذى لا مثيل له يكر قداسته كل ما حق له من الجودة والحب؛ لينس واكليمس وأوريجانس، وأثناسيوس وكيرلس وأنطونيوس وباخوميوس.

أي نعم، عددكم قليل لا يفوق الاثنى عشر ألفًا، ولو كان أقل من ذلك لرأينا بخصوصكم في قلب لاون الثالث عشر العظيم، المحبة ذاتها والشفقة عينها. لأن البابا حبرنا الأعظم يزن الذين له، ولا يهمه إن كثروا أو قلوا.

إن الكهنة الذين في يدهم أزمة تدبيركم وسياستكم، هم على الأكثر ثلاثون. إلا أنهم نخبة الكهنة، وفضلهم لا ينكر عند أهل العلم والخبرة منهم اثنا عشر تثقفوا بكل المعارف الدينية، وخمسة تلقوا العلوم في مدرسة بروباغندا الأوربانية بروما، وثلاثة جهابذة في علم الفلسفة، وسبعة فطاحل حازوا على شهادة “دكتور” في العلوم الفلسفية واللاهوتية. بلا شك هذا إكليروسًا يفتخر به حتى أثناسيوس وكيرلس. عقلهم ثاقب، ذهنهم وقاد، غيرتهم رسولية. ومن حيث أنهم مزدانون بهذه الخصال الشريفة، لنا الأمل أن يأتوا أمورًا عظيمة، وموانع جسيمة مادية كانت أو أدبية، ولكن إن شاء الله من الآن فصاعدًا تمتد حركتهم بكل حرية. ويرافق لاون الثالث عشر بنظره الأبوي كل أشغالهم كما كان سابقًا القديس بطرس يرافق بحب عظيم كل خطوات القديس مرقس.

لقد أوضح هذا البابا العظيم شعائره الأبوية بخصوص الطائفة القبطية. نعم إنه في المؤتمر الديني الأخير الذي التأم فيه كل بطاركة الشرق في روما لم يكن من ينوب عن كنيستنا. ولكن لا عتاب في ذلك إلا للظروف التي ما ساعدتنا من مدة طويلة لحصول على راع. ورغمًا عن ذلك، ما أرسله إكليروس كنيسة إسكندرية من الخطابات كان له عند الكرسى الرسولى أحسن قبول وأسر موقع. حتى إن سيدنا البابا أمر بتلاوتها احتفاليا أمام هيئة المجمع الموقرة. مشيرًا بذلك إلى شديد اعتنائه بكنيسة القديس مرقس واهتمامه في أن يحفظ لها مكانًا في مجلس شورى الفاتيكان. ثم إنه ما تحرر ضمن هذه الرسائل بخصوص الشرق، وجد بعناية إلهية مطابقًا لأفكار نائب السيد المسيح غاية المطابقة، وذلك رغمًا عن ابتعادنا الشاسع من محل المباحثات الفاتيكانية وقبل ما تعلن آراء الكرسى الرسولى، إنكم تعلمون نتيجة هذه المحاورات الشهيرة. قد مضت أربعة أشهر من يوم أعلنت الرسالة الرسولية الباحثة عن كنائس الشرق، وحيث بتالى خلو كرسي كنيستنا ما كان لأحد السلطان فينشرها في كل الجهات المصرية، فعذب لدينا أن نفتتح حبريتنا، أيها الأخوة الأجلاء والأبناء الأعزاء، بإعلان هذا الدليل الثمين الذي وضع تشريفًا لكنائس الشرق وتعزيزا لها اقبلوا إذن مع منشورنا هذا الحالي ترجمتها الصحيحة والأمينة فتتلى احتفاليًا في كل كنائس أقاليمنا، وحيث أنه قد صار في الرسائل الباباوية، تأويلات مختلفة، رأينا من الصواب أن نضيف ثلاث ملاحظات على النص الأصلي إيضاحًا له. ونأمر طائفتنا القبطية ألا تتخذ لها رأيًا يخالف رأينا وتتمسك بشعائر تضاضد شعائرنا حيث نظن بأن فينا روح الكرسى الرسولى.

فأول ملحوظ من شأنه أن يكشف لنا رأى لاون الثالث عشر في الكنائس الشرقية من حيثية أصلها. لقد تكلم واضحًا عن هذه المسألة المهمة، هذا البابا المعظم أبو كل الكنائس، ومستودع الحق الأمين الذي أقاه الله لجمع شتات البنين، لا لتبديد الأبناء المنضمين. فإنه يعرف ويعلن أن الكنائس الشرقية قد نمت في مهد الديانة المسيحية، وأن أقدمية وشهرة ذكرها تشهد لها بالفضل. يعرف ويعلن أن الكنيسة الرومانية من عهد الرسل لم تزل تحيط شرفًا، هذه الكنائس المتنوعة وتكتنفها انعطافًا أبويًا. وان الكرسى الرسولى، من ابتداء النصرانية في فرح من خضوعهم البنوى له. يعرف ويقول بأقدمية طقوس ولغات هذه الكنائس الشرقية المشكلة، وإنها لجديرة أن تجل وتكرم. وأنها ما نبعت من أصل نجس. بل استعملها الرسل والآباء القديسون وفى هذا كفاية لوضعها في مكان الإجلال. يعرف وينادى علنًا بأن الطقوس الشرقية على اختلاف أجناسها تساعد كثيرًا في إشهار علامة الكثلكة في كنيسة الله.

ها كم الحقيقة في مسألة أصل كنائس الشرق وطقوسها. ها كم تعليم نائب السيد المسيح الموضح في الرسالة الرسولية، وحيث الأمر كذلك ننهى أولادنا الأقباط أن يرتاؤا ويتكلموا بخلاف ما ذكر لا بل نأمرهم أن يظهروا في حديثهم علامات الاعتبار الواجب أداؤها لكل هذه الكنائس والطقوس، والمصادق عليها من الكرسى الرسولى.

أما الملحوظ الثاني، فيبين لنا كيف نسلك، وأي طريقة نتخذ مع المرسلين اللاتين المنتشرين في كنائس الشرق. إذا كان الحبر الأعظم، لأسباب صوابية، رأى ضروريًا أن يحصر السلطان المتسع الممنوح سابقًا للمرسلين اللاتين، ليس هذا دليلاً لعدم تأدية ما يلزم من الاعتبار لهؤلاء الرسل الموقرين الذين هذبوا كنائس كثيرة شرقية، لا بل هذا مما يزيد فينا احترامهم ويقوى في قلوبنا حبهم، لأن الابن الكريم العود، كلما نما وترعرع سنًا، نما أيضًا مودة واشتد تعلقًا بمن اهتم به، وهو إذ ذاك في ريعان شيبوبيته. وحيث تقرر ذلك فسبيلنا إذن أن نؤدي علنًا واجبات الاحترام لكل المرسلين الذين تحملوا أعباء المشاق في التنقيب على ما يصلح مصرنا. وأولاً نقدم فرائض الثناء لحضرات رهبان القديس فرنسيس الذين لم يزالوا يضحوا راحتهم وحياتهم لصالح الطائفة القبطية ثم نشكر فضل أبناء الطوباوى “لاسال” أعنى بهم “الفرير” الموقرين، الذين من خمسين سنة يصرفون عنايتهم في تهذيب أولاد مصرنا. ثم نقرأ الحمد على آباء رسالة “ليون” الأفريقانية الذين يفرغون ما عندهم من الجهد لإدخال الوجه البحري في حظيرة السيد المسيح ورده إلى إيمانه القويم الصحيح. أخيرًا نؤدي الشكر الجميل لأبناء أغناطيوس الكرام، الذين يجولون أقاليمنا المصرية ليرشدوها في طريق الخلاص “ولا يزالون ساعين بحكمة في عملهم الأهم أعنى به تعديد الإكليروس القبطي وترقيته إلى ما كان عليه من المنصب والرف على عهد بطاركة الإسكندرية العظام. نرغب إذن أن يكون في جهاتنا لهؤلاء المرسلين أحسن استقبال. نريد أن تؤدى لهم رعيتنا مزيد الاعتبار ونحفهم بإكرام اكتنف به بطريركنا أثناسيوس ورهبانه لما كانوا إذ ذاك في إيطاليا وغالبا.

أخيرًا نحب في ملحوظنا الثالث أن نظهر ما يتمناه البابا لاون الثالث عشر من السمو والرفعة لكنائسنا الشرقية، لا يخامرن فكر أحد، كون هذا البابا العظيم يشتهى لكنائسنا هذا العلو الكاذب والشرف الباطل الذي ما هو إلا رونق ظاهري وبهاء وشيك زواله. ولكن ما يرغبه لبلادنا إنما هو هذا المجد الحقيقي الذي يشعل في قلوبنا حرارة الإيمان ويجعله فينا مخصبًا ناميًا، ويمكنا من تجديد سيرة أجدادنا. فنماثلهم فضلاً وفضيلة. ها العلو الذي يحرضنا عليه نائب المسيح، أن نطلب آثار أجدادنا، فنحذوا حذوهم. والحال ما من أحد يجهل تاريخ آبائنا فيمكنا حصره في ثلاث كلمات وهى: مدرسة الإسكندرية والعيشة الرهبانية وطغمة الإكليروس مزدانة كل ترتيباتها البهية، إلا أن إتمام مقاصد لاون الثالث عشر الجليلة يقتضى ضرورة تأسيس مدرسة كلية كاثوليكية وتجديد العيشة الرهبانية وترجيع الطغمة الكهنوتية الموقرة، إنا لا نجهل كون إدخال هذه المشروعات الشريفة في حيز العمل عسرًا جدًا. ولكن الله الذي وضعنا عليه اتكالنا، يزيل كل الموانع ويبطل كل العوائق. ويجعلنا أن نعاين قريبًا كل أمجاد آبائنا. وربما لا يكون بعيدًا منا هذا اليوم، يوم إشراق هذه المكارم في سماء مصرنا. وها أننا نشرع في العمل. فتتميمًا لرغائب قدس سيدنا البابا والحبر الأعظم قد شكلنا نيابتنا الرسولية بهذه الصفة.

أننا في أمل وطيد كون الكرسى الرسولى التفاتًا لشعائر الحب نحونا يشيد أننا عن قريب مدرسة الإسكندرية المجيدة. غير أنه سدًا لحاجة مصر وافتقارها إلى تعديد الكهنة، قد أنشأنا مدرسة لاهوتية برضا الكرسى الرسولى ومسرته التامة بهذا المشروع وقد وضعنا هذه المدرسة تحت إدارة حضرة رئيس الآباء اليسوعيين بالمنيا وأحد كهنتنا الحائزين على الشهادة الدكتورية في علمي الفلسفة واللاهوت.

ثم امتثالا لمراسيم الكرسى الرسولى التي بعث لنا بها أخيرًا نيافة الكاردينال “ليدوكوفسكى” رئيس المجمع المقدس، نعلن بإعادة رهبنة آبائنا فيما بيننا فتجمع رهبنتنا مع التأملات العقلية التي كان يمارسها نساكنا العظام، غيرة القديس أثناسيوس النشيطة. وهذا مما يمكن أبناء طائفتنا أن يجددوا فيهم حياة أجدادهم ويماثلوهم فضلاً وفضيلة.

ومع الانتظار كون خليفة القديس مرقس يصدر بخصوص البطريركية الإسكندرانية أوامره الناتجة عن فطنته السامية. نضع للنيابة الرسولية هذا النظام الذي مع توزيع الوظائف وانضمان القوى، يمكنها من تأدية أشغالها بترتيب واستقامة. فمن جهة قد تحقق لنا بالخبرة عدم إمكانية النائب الرسولى بسد احتياجات أقاليمنا روحية كانت أو مادية. ومن الأخرى قد قيض لنا الرب مساعدين في العمل، كهنة في غاية الكمال، يمكنا أن نستند على عملهم ونركن على غيرتهم فيما يتعلق بالإدارة في بعض أجزائها. وحيث جل رغائبنا أن نتمم ما علينا من الفرائض الرعائية بحكمة وأمانة، ونظهر لإخوتنا وشركائنا في الخدمة الروحانية والدرجة الكهنوتية، كم هي عظيمة ثقتنا بهم وارتياحنا إليهم، قسمنا النيابة الرسولية إلى خمسة أقاليم كنائسية كل منها يقوم بتدبيرها رئيس بالنيابة عنا، ويرد كل سنة حسابًا مدققًا عن إدارته وجعلنا الخمسة رؤساء أعضاء مجلسنا الكنائسى. فيجتمعون على القليل مرة في السنة طبقًا للقوانين. وذلك ليفصلوا بين المسائل المهمة. وينظروا فيما جرى من الفوائد على يد كل منهم، ويتداولوا في الطرق الواجب اتخاذها لاستئصال التصرفات السيئة وامتداد الأرثوذكسية الكاثوليكية. ثم ينبغي لرؤساء الأقاليم أن يسهروا على كل أحوال بلادهم فينظموها. ويهتموا بالكهنة الخاضعين لسلطتهم، كي هؤلاء يتمموا بالتدقيق ما عليهم من الفرائض الرعائية، ويفتقدوا كل ثلاثة أشهر الإقليم المسلم لعنايتهم. وبعد ذلك يقدمون تقريرًا للنائب الرسولى فيه يعلمونه بالتفصيل عن حالة كنائسهم المتنوعة وعن احتياجاتها المختلفة الروحية والمادية.

أما الخمسة أقاليم الكنائسية التي بالقطر المصري فهي:

  • أولاً إقليم الوجه البحري الذي يقوم بإدارته حضرة القس يوسف صدفاوى وكيلنا العمومي الحائز على شهادة دكتور في علم الفلسفة واللاهوت.
  • ثانيًا إقليم المنيا المحتوى على ثلاث مديريات: الفيوم وبني سويف والمنيا. يقوم بتدبيره القس بولس قلاده كاتم سرنا الحائز على شهادة دكتور في علمي الفلسفة واللاهوت.
  • ثالثًا إقليم أسيوط المؤلف من مديرية أسيوط وجزء من مديرية جرجا أعنى من طما إلى سوهاج ويكون تحت إدارة القس أثناسيوس سبع الليل الحائز على شهادة دكتور في علمي الفلسفة واللاهوت.
  • رابعًا إقليم جرجا، أعنى الجزء الباقي من مديرية جرجا يكون تحت سياسة القس أنطون كابس تلميذ المجمع المقدس.
  • خامسًا إقليم قنا المركب من مديريتى قنا وإسنا يقوم بتدبيره القس أنطون بسطوروس الحائز على الشهادة في علم الفلسفة.

أما بخصوص إدارة القاهرة وصوالح الطائفة عمومًا فارغب شديدًا اتحاد العمل بين الإكليروس والشعب فيكونان يدًا واحدة وقلبًا واحدًا وهذا مما يمكنهم من قهر المصاعب واجتلاب خير الوطن. وحيث أننا قد رأينا بعين مسرورة الاتحاد سائدًا بين الرعاة والقطعان، تعهدنا أن نراعى هذه الألفة ونسندها على ركن متين وأساس مكين. وبما أن جل رغائبنا وأعظم ما ترتاح إليه قلوبنا هو أن لا نأتي عملا لا يجلب على طائفتنا الخزي والعار، أقمنا مراسيمنا على دعائم قوانين آبائنا والشرائع الرسولية. جعلنا قوانين الكنيسة أمام أعينكم فتعرفون الحدود التي ليس في وسعنا أن نتجاوزها.

فإن من شأن هذه القوانين أن نفصل فيما بين الأشياء المختصة بالإكليروس دون سواهم وبين الأشياء التي يمكن للعوام التداخل فيها فنسلم لكم إدارة هذه ونوسع لكم نطاقها على قدر الإمكان. أما تلك فيلزمنا أن نراعى حرمتها التامة. فإن شرف كنيسة الإسكندرية يقتضى أن نحافظ من بدء حبريتنا على القوانين ولا نكون لها مخالفين. والحال ثلاثة أشياء تتعلق برؤساء البيعة دون غيرهم: تدبير الإكليروس والنظر في مسائل رباط الزواج. وأخيرًا إدارة أملاك الكنيسة الخاصة. إن القوانين لأسباب هي عين الصواب قد قررت بأن الإكليروس على وجه الإطلاق في كل المواد في الأمور الزمنية والمسائل الروحية لا يحاكم إلا من أسقفه. وقد وجد هذا الأمر مهمًا وأي أهمية حتى التزم المجمع الخلقدونى المقدس بأن يمنع كل مكرس لله أن يستجير بمحكمة العوام ويلتجئ إليها. وحكم على كل مخالف لهذا القانون بتنزيله من الدرجة الكهنوتية. (المجمع الخلقدونى قانون 8) ثم أعلنت القوانين بأن كل المسائل المتعلقة بصحة عقد الخطبة وافتراق المتزوجين هى كنائسية محضًا (بنديكتوس الرابع عشر سينودس إقليمى كتاب 7 فصل 34). وأخيرًا قد سنت الشرائع الرسولية بأن نظام البطريركخانات الداخلى وإدارة إيرادات الأملاك الخاصة للكنيسة المعينة لسد حاجات الكنائس يقوم بتدبيرها الأسقف والكهنة شركاؤه في الخدمة (القوانين الرسولية 41 المجمع الخليقدونى جلسة 15 قانون 25) فطبقًا للقوانين وحفظًا لشرف الإكليروس خصصنا هذه الأمور الثلاثة لشخصنا وحفظناها لمجلسنا الكنائسى المؤلف من كاتم سرنا ووكيلنا العمومي وما عدا ذلك نحب أن نشرك فيه أولادنا العوام، أهل الخبرة والغيرة ونطلب منهم أن يمدونا بيد المساعدة فنقوم بإدارته حسن القيام. وتتميمًا لمقاصدنا هذه ندعو تحت رئاستنا محفل أعيان طائفتنا بالحضور يوم الجمعة 10 مايو في دار الأسقفية، فيشرعوا في تشكيل مجلسين: أحدهما لإدارة أملاك الوقف، والآخر للقضاء في الأحوال الشخصية. ولنا الرجاء الوطيد في أن هذه الجمعية العمومية تقوم بصوالح الطائفة وتهتم فيما يؤول إلى مجد شعبنا وارتفاع شأن كنيسة آبائنا.

وفى الختام نرجوكم أيها الأخوة الأجلاء، والأبناء الأعزاء أن تلتمسوا لنا من جودة الله الغير المتناهية كي يمنحنا نعمته، فنتمم بكل أمانة ما علينا من الفرائض الرعائية ولنا الأمل في أن الله يجعلنا بصلواتكم المتواترة الحارة على مثال الوكيل الأمين الذي أقامه الرب على بيته، يصيرنا نشيطًا لا متراخيًا في الاهتمام بكنيسته كارهًا للتكبر، محبًا للتواضع، محافظًا على الحق لا خائن له، منزهًا عن التملق مجردًا عن الخوف. ثم من جهتنا نسأل الرب أن يجدد فيكم روح آبائكم، وأن يملأكم بركة ويحيطكم شرفًا، أيها الشعب المبارك شعب القديس مرقس. أخيرًا عربونًا لأدعيتنا، وشاهدًا لحبنا لكم الأبوي، باسم القديس مرقس أول بطاركتنا والكرسي الرسولى الذي أقامنا نائبه بينكم، نمنح لكم من صميم الفؤاد البركة الرسولية.

أعطى من دار النيابة الرسولية بمصر في 19 برموده سنة 1611 للشهداء الموافق 7 مايو سنة 1895 مسيحية عيد القديس مرقس تلميذ القديس بطرس ومؤسس البطريركية المصرية.

الأنبا كيرلس مقار

أسقف قيصرية فيلبس

ونائب رسولى على الكنيسة المرقسية المصرية

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com