المُُحَرِرُ والمُكَبِّلُ: تأمل في قراءات الخميس 17 يوليو 2014 الموافق 23 أبيب 1730

المُُحَرِرُ والمُكَبِّلُ: تأمل في قراءات الخميس 17 يوليو 2014 الموافق 23 أبيب 1730

المُُحَرِرُ والمُكَبِّلُ

تأمل في قراءات الخميس 17 يوليو 2014 الموافق 23 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“ثُمَّ انصَرَفَ مِنْ هناكَ وجاءَ إلَى مَجمَعِهِمْ، 10وإذا إنسانٌ يَدُهُ يابِسَةٌ، فسألوهُ قائلينَ:”هل يَحِلُّ الإبراءُ في السُّبوتِ؟” لكَيْ يَشتَكوا علَيهِ. 11فقالَ لهُمْ:”أيُّ إنسانٍ مِنكُمْ يكونُ لهُ خَروفٌ واحِدٌ، فإنْ سقَطَ هذا في السَّبتِ في حُفرَةٍ، أفَما يُمسِكُهُ ويُقيمُهُ؟ 12فالإنسانُ كمْ هو أفضَلُ مِنَ الخَروفِ! إذًا يَحِلُّ فِعلُ الخَيرِ في السُّبوتِ!”. 13ثُمَّ قالَ للإنسانِ:”مُدَّ يَدَكَ”. فمَدَّها. فعادَتْ صَحيحَةً كالأُخرَى.فلَمّا خرجَ الفَرِّيسيّونَ تشاوَروا علَيهِ لكَيْ يُهلِكوهُ، 15فعَلِمَ يَسوعُ وانصَرَفَ مِنْ هناكَ. وتبِعَتهُ جُموعٌ كثيرَةٌ فشَفاهُمْ جميعًا. 16وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ، 17لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بإشَعياءَ النَّبيِّ القائلِ: 18″هوذا فتايَ الذي اختَرتُهُ، حَبيبي الذي سُرَّتْ بهِ نَفسي. أضَعُ روحي علَيهِ فيُخبِرُ الأُمَمَ بالحَقِّ. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، ولا يَسمَعُ أحَدٌ في الشَّوارِعِ صوتهُ. 20قَصَبَةً مَرضوضَةً لا يَقصِفُ، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لا يُطفِئُ، حتَّى يُخرِجَ الحَقَّ إلَى النُّصرَةِ. 21وعلَى اسمِهِ يكونُ رَجاءُ الأُمَمِ”.حينَئذٍ أُحضِرَ إليهِ مَجنونٌ أعمَى وأخرَسُ فشَفاهُ، حتَّى إنَّ الأعمَى الأخرَسَ تكلَّمَ وأبصَرَ. 23فبُهِتَ كُلُّ الجُموعِ وقالوا:”ألَعَلَّ هذا هو ابنُ داوُدَ؟”.(متى 12 : 9 – 23).

نص التأمل

نرقب في نص اليوم الصراع التقليدي بين المسيح المحرر والشريعة المكبلة

وهناك من يؤجج دوما نار هذا الصراع ويريدها ملتهبة متأججة

هناك من يلعب على اوتار الفتنة ويحاول دوما أن يجعلها حاضرة متيقظة

لقد أعلنها يسوع مرارا :” ما حئت لأنقض بل لأكمل”…

 لكنهم يريدون تصويره ليس فقط ناقدا بل ناقضا هادما

وليس مخالفا للناموس فحسب بل محرضا على المخالفة…

والمعلم يشرح ويفسر وينير بأمثال لعلهم يفقهون:

أيُّ إنسانٍ مِنكُمْ يكونُ لهُ خَروفٌ واحِدٌ،

فإنْ سقَطَ هذا في السَّبتِ في حُفرَةٍ، أفَما يُمسِكُهُ ويُقيمُهُ؟

والإجابة البديهية على هذه الفتوى لدى اليهود هي نعم يقيمه

شفقة بالحيوان المسكين ورحمة به وحفاظا على المال وعلى روحه

فلماذا تلتبس الإجابة وتتعثر عندهم حين يتعلق الأمر بالإنسان؟

 وهنا يحل ميعاد سؤال المعلم الثاني:

فالإنسانُ كمْ هو أفضَلُ مِنَ الخَروفِ!؟

والنتيجة البديهية لهذا الدرس هي:

إذًا يَحِلُّ فِعلُ الخَيرِ في السُّبوتِ!”

والمحصلة النهائية هي شفاء الرجل اليابس اليد

فهذا هو عمل الله الذي جاء ليحرر الإنسان

ويرد اليه رطوبة الحياة عوضا عن يبوسة الموت

واليد عند الإنسان ميزة تفرقه عن سائر الخلائق

فهي تكاد تكون رمزا من رموز تفرده وإنسانيته

فهي اداته في كل عمل راق من الزراعة إلى الصناعة إلى الصلاة

وهي وسيلته في التلاقي من التصافح والتصالح والتقارب والتحابب

وهي سبيله في الدفاع عن نفسه وعرضه ووطنه ودينه

وهي في النهاية مؤشر تمام امتلاكه لإنسانيته

وقد شاء الرب يسوع في معجزة اليوم أن يعيد لها الحياة

حتى ولو تم ذلك في يوم سبت

فالإنسان وكمال إنسانيته أفضل عند الرب من

من كل عبادة والف سبت وسبت.

لقدجاء يسوع محررا لا مكبلا

وقَبِلَ أن يكبل مسمرا على الصليب

ليحررنا جميعا من كل ما يكبلنا

فمجدا له…….