اليوبيل المئوي لمدرسة القديس يوسف للراهبات الكومبونيات بالزمالك

اليوبيل المئوي لمدرسة القديس يوسف للراهبات الكومبونيات بالزمالك

كتب : عصام عياد

في احتفال رائع غلبته روح البهجة علته روح شبابية متجددة في نظام وترتيب غير مسبوقين، تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد ( 2015 – 2016 )، في رحاب المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، وسط كوكبة من رجال الدولة وسفراء الدول وأهل الفكر والثقافة والاعلام والفن والتربويين وبعض الشخصيات العامة، ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات يتقدمهم غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، وسعادة المطران برونو موزارو سفير الفاتيكان بمصر، وسيادة المطران منير حنا أنيس مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الأفريقي، وسيادة المونسينيور ماثيو كوريان مستشار القصادة الرسولية بمصر، وأعضاء الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الى جانب أسرة مدرسة القديس يوسف من مربين ومعلمين واداريين وفنيين وأعضاء مجلس الأمناء والطالبات تتقدمهم الأخت سميحة راغب مديرة المدرسة، وأولياء الأمور، والخريجات والأصدقاء والمحبين، جاءت فعاليات الاحتفال باليوبيل المئوي الأول للمدرسة ( 1915 – 2015 ) في يوم الاثنين 28 سبتمبر الجاري على مدى الساعتين والنصف، وقدمت له الاذاعية اللامعة الفنانة دينا عبد الكريم.

في سابقة تعد الأولى تاريخيا وعالميا… تفضل الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بتهنئة أسرة المدرسة والأخوات الراهبات ابتهاجا باليوبيل المئوي ومانحا بركته الرسولية، وكانت قد أرسلت عبر الحقيبة الدبلوماسية.

جاءت فقرات الحفل متنوعة… بدأت بالسلام الجمهوري، ثم كلمة الأخت سميحة راغب مديرة المدرسة تحدثت من خلالها عن هذا الصرح التعليمي ورحلة العطاء والحب على مدى قرنا من الزمان في خدمة المجتمع، عبر رسالة التعليم على خطى الأب المؤسس المطران دانيال كومبوني ومن تبعوه وحملوا مشعل الرسالة في خدمة الانسان دون أي تفرقة، وأضافت في ذات السياق أن الأطفال هم المستقبل المشرق لهذا الوطن الغالي على قلوبنا، فالشكر لله تعالى على عنايته ومرافقته لنا، وتابعت حديثها بالإشارة الى شجرة ” القيم ” الحب.. العدالة.. السلام.. التضامن.. المساواة… نحو 32 قيمة والتي تسعى المدرسة لزرعها وتنميتها بين الطالبات، أيضا أشارت الى تجربة ” استضافة بعض الأولاد في فترة الصيف ومتابعتهم علميا وثقافيا وتربويا وتكريمهم مع ذويهم في نهاية فترة التدريب.

بعدها أنشد فريق ” كورال المدرسة ” ببعض الأغاني باللغات المختلفة في أداء راق ومتميز… ” دعنا نتكلم عن المحبة “.. ” أطفال بلدان العالم “.. ” بيت واحد “.

عبر ” فيلم وثائقي ” بتقنية عالية واخراج فني متميز يؤرخ لمسيرة المدرسة على مدى ال 100عام… منذ البدايات في سنة 1915 مع الأب المرسل كومبوني ومراحل تاريخ وتطور المدرسة حتى ما وصلت اليه الآن تخلله العديد والعديد من المداخلات من الطالبات أنفسهن ورجال التعليم والأخوات الراهبات والخريجات وأولياء الأمور، يوثق ل ” رسالة المدرسة “، و” رؤية المدرسة “، ولمختلف الأنشطة والفاعليات والمسابقات والمهرجانات والمؤتمرات والزيارات الميدانية وخدمة المجتمع والمعارض، الى جانب معرض للجوائز والشهادات التي احرزتها المدرسة وحصلت عليها، وأيضا فتح معامل المدرسة بكافة امكانيتها في خدمة تدريب مدرسي العديد من المدارس الأخرى.

ثم جاء وقت كلمات السادة الضيوف… كلمات شكر وامتنان.. كلمات دافئة تحمل سعادة بالغة… البطريرك اسحق، الفنانة درية شرف الدين، الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني……

من خلال أوبريت ” انسانة….. حياة ” اعداد واخراج الفنان المبدع جون ميلاد، على مدى نصف الساعة عبرت نحو 60فراشة من طالبات المدرسة عن الواقع الذي تعيشه الفتاة في مجتمعاتنا من تعصب وتشدد واقصاء وتحويلها لسلعة تباع وتشترى و….. عبر أداء راقص في حرية وثقة وجمال وحياة… والعرض نتاج لورشة الرقص والتعبير الحركي للطالبات… نال اعجاب الحضور عبر عاصفة من التصفيق الحاد.

بعدها كانت الفقرة الختامية… مع تكريم بعض الشخصيات من الخريجات والخريجين وأيضا لكل من ساهم وشارك في هذه المناسبة اليوبيلية الغالية وكل من كان له تعب المحبة لانجاح هذا الجهد العظيم، وكان من بين المكرمين الأب انطوان رفيق جريش راعي كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك الماكيين بالكوربة ورئيس المكتب الاعلامي للكنيسة الكاثوليكية في مصر، بصفته احد أبناء خريجي مدرسة القديس يوسف بالزمالك، أيضا الأستاذ ناجح فرج المحامي والذي قدم ” قصيدة زجلية ” رائعة للأخت سميحة راغب.

و كانت قد قامت ادارة المدرسة باعداد ” كتابا تذكاريا ” يوثق لهذه المناسة اليوبيلية المئوية.

ثم جاءت لحظة العرفان بالجميل وسط تصفيق حاد وتهنئة من القلب لصاحبة القلب الكبير والعقل المفكر.. الأخت سميحة راغب على مسيرة الحب والعطاء وبذل الذات من خلال علاقة حميمية مع كل الطالبات ومعرفتهن بالاسم من الحضانة وحتى المرحلة الثانوية.. ومنحها ” درع اليوبيل ” يحمل اسم مدرسة القديس يوسف للغات بالزمالك.

ثم عزفت الموسيقى ” السلام الجمهوري ” والتقطت الصور التذكارية وتبادل التهاني بين الحضور الكريم….

تهنئة من القلب في اليوبيل المئوي للمدرسة وكل التمنيات الحارة برسالة مثمرة والنجاح لهذا الصرح التعليمي في رسالته التربوية والتعليمية.. ولتبقى وتدوم شعلة العطاء والحب..

بارك يارب مدرستنا.. ووفقها دايما في رسالتها…