بابا الفاتيكان يحيي عيد الميلاد في أجواء حروب وتشدد ديني

بابا الفاتيكان يحيي عيد الميلاد في أجواء حروب وتشدد ديني

نقلا عن أ. ف. ب

 أطلق البابا فرنسيس اليوم دعوات لتسوية أوضاع الحروب والظلم، كما تحدث عن التشدد الديني ومعاناة المسيحيين وغيرهم من الاقليات الدينية المضطهدة في الشرق الاوسط.

دعا البابا في مباركته التقليدية لمناسبة عيد الميلاد الخميس الى وقف “الاضطهاد الوحشي” والمجازر واحتجاز الرهائن، من الشرق الاوسط الى نيجيريا، وكذلك اعمال العنف وعمليات الاتجار والتعديات التي يقع ضحيتها الاطفال.

وفي رسالته “الى روما والعالم” التي يشدد فيها على عنف الاصوليين المتطرفين في العالم، دعا الحبر الاعظم الى انهاء “الاضطهاد الوحشي” لـ “المجموعات الاتنية والدينية” في العراق وسوريا، كما ندد لتعرض “كثيرين من الاشخاص للاحتجاز رهائن او القتل” في نيجيريا وايضا لوقوع “الكثير من الاطفال ضحايا العنف والاتجار” خاصة اولئك الذين قتلوا مؤخرا في مدرسة في باكستان.

واضاف “هناك الكثير من الاطفال الذين يتعرضون لتجاوزات ويتم استغلالهم امام اعيننا ووسط صمتنا”. واشار الى “الاطفال الذين يقتلون تحت القصف بما في ذلك حيث ولد المسيح (في الارض المقدسة)”. ومنددا ايضا بـ “اللامبالاة” اسف البابا للاطفال “الذين يقتلون قبل ان يبصروا النور” في ادانة ضمنية للاجهاض. وقال البابا “فلينقذ المسيح الاطفال الكثيرين ضحايا العنف والاتجار او الاطفال الجنود”.

واضاف “فليواسي المسيح اسر الاولاد الذين قتلوا في باكستان الاسبوع الماضي” في اشارة الى الاشخاص الـ 149 وبينهم 133 طالبا الذين قتلوا في بيشاور على يد مجموعة من طالبان. كما دعا الاوكرانيين الى “تجاوز الخلافات والانتصار على الحقد وسلوك درب جديد من الاخوة والمصالحة”.

وشدد الحبر الاعظم على عنف المجموعات الجهادية في العراق وسوريا. وقال البابا في الرسالة التي نقلتها تلفزيونات العالم “اسأل الله المخلص ان ينظر الى اخواننا واخواتنا في العراق وسوريا الذين يعانون منذ زمن من آثار النزاع الحالي والى الذين يتعرضون لاضطهاد وحشي لانهم ينتمون الى مجموعات اتنية ودينية مختلفة”.

واشار ايضا الى “الاشخاص المشتيين النازحين واللاجئين من اطفال وراشدين ومسنين في المنطقة والعالم اجمع”. واعرب عن الامل في “ان يحصلوا على المساعدات الانسانية اللازمة للاستمرار في فصل الشتاء وان يعودوا الى ديارهم”.

ودعا البابا الى ان يعم “السلام منطقة الشرق الاوسط برمتها” طالبا “دعما اكبر للجهود التي يبذلها المؤيدون للحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين”. كما تطرق الى افريقيا واميركا اللاتينية. ودعا “لان يعم السلام في نيجيريا حيث تتم مجددا اراقة الدماء وينتزع العديد من الافراد من كنف اسرهم ويحتجزون رهائن او يقتلون”.

كما دعا الى الحوار في ليبيا وجنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية لكي يعم السلام. واعرب عن تضامنه مع الضحايا الافارقة لفيروس ايبولا مجددا “دعوة ملحة لتقديم المساعدة والعلاج اللازمين”.

وخلص الى القول “حقا هناك الكثير من الدموع في عيد الميلاد هذا” آملا في ان تلمس “الارادة الالهية القلوب القاسية للرجال والنساء الذين يهتمون بالامور الدنيوية ولا يكتثرون لاخوانهم”.
وهذه السنة الثانية التي يترأس فيها البابا فرنسيس، الذي بلغ الثامنة والسبعين من العمر ويتمتع بشعبية كبيرة في العالم، قداس عيد الميلاد. وحرصًا على اختصار الوقت، الغى البابا عادة قراءة تهاني عيد الميلاد بأكثر من مئة لغة.

وليل الاربعاء الخميس وفي قداس منتصف الليل، طلب البابا فرنسيس من الكاثوليك مواجهة الاوضاع “الصعبة جدًا” بـ”المحبة والاعتدال”. وقال البابا “كم يحتاج العالم الى المحبة اليوم. هل نملك شجاعة أن نقبل بمحبة الاوضاع الصعبة والمشاكل القريبة منا أو نفضل الحلول الموضوعية وربما الانجع ولكنها تفتقد الى حرارة الانجيل؟”.

وبينما يشهد الشرق الاوسط حروباً ونزوحًا للمسيحيين، دعا بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال في بيت لحم مساء الاربعاء الى احلال “السلام في القدس” واعادة اعمار قطاع غزة الذي دمره هجوم اسرائيلي هذا الصيف.
واكد البطريرك طوال انه يتوجب “على كل المؤمنين– يهوداً ومسلمين ومسيحيين ودروزاً– العيش معًا في مساواة واحترام متبادل” خصوصًا في القدس التي تشهد توترًا كبيرًا.

وتطرق بطريرك اللاتين في عظته الى اعمال العنف في الشرق الاوسط خصوصًا في سوريا والعراق. وقال “في ليلة الميلاد هذه، لا يكفي التحدث عن السلام ولكن يجب خصوصًا الصلاة من اجل السلام” و”المصالحة في الشرق الاوسط” و”من اجل اللاجئين” و”المضطهدين بسبب ايمانهم وعرقهم”.

ويبدو عيد الميلاد صعباً خصوصاً لـ150 الف مسيحي نازحين في العراق “الذين لا يعرض عليهم أي حل سريع”، على حد قول البطريرك الكلداني لويس ساكو لوكالة فرانس برس في بغداد.

وقد اتصل البابا فرنسيس هاتفيًا الاربعاء ببعض اللاجئين العراقيين المسيحيين في مخيم قريب من اربيل في كردستان العراق، لجأوا اليه فرارًا من هجمات تنظيم “داعش”، مؤكدًا لهم انه يفكر خصوصًا في الاطفال والمسنين في عيد الميلاد.

وقال البابا لهؤلاء اللاجئين الذين وصلوا الصيف الماضي من الموصل ونينوى الى هذا المخيم، “لنفكر في الاطفال في هذا الوقت الذي يأتي فيه المسيح الينا. افكر ايضا في الاجداد وفي المسنين الذين عبروا بالفعل الحياة والذين يتعرضون لحمل هذا الصليب”.

وفي سوريا قال السفير البابوي ماريو زيناري لاذاعة الفاتيكان إن قداديس منتصف الليل نظمت ظهراً لخفض مخاطر أي اعمال عنف.

ووجه البابا رسالة بالفيديو الى الكوريين الذين ذكرهم بزيارته في آب/اغسطس الماضي الى كوريا الجنوبية. واكد في هذه الرسالة التي بثتها القناة الكورية الجنوبية كي بي اس أن “الاحتفال الكبير على شرف الشهداء (الكاثوليك في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في كوريا) واللقاءات ما زالت حيّة في ذاكرتي”.