بابا الفاتيكان يطالب مسيحيي الشرق الأوسط بعدم التخلي عن أرضهم

بابا الفاتيكان يطالب مسيحيي الشرق الأوسط بعدم التخلي عن أرضهم

أ ف ب

وجه البابا فرنسيس وبطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق الخميس، من روما نداء حارا مشوبا بالقلق دعوا فيه إلى عدم الانقياد لفكرة وجود شرق أوسط خال من المسيحيين، الذين دعاهم البابا إلى عدم التخلي عن أرضهم رغم “الاضطهادات”.

وقال البابا أمام مجمع الكنائس الشرقية خلال اجتماعه في روما: “إننا نطلق اليوم نداء مع رعاة الكنائس الشرقية، كي يحترم حق الجميع في عيش حياة كريمة وممارسة إيمانهم بحرية”.

وأضاف “لا يسعنا أن نفكر بشرق أوسط خال من المسيحيين الذين منذ نحو ألفي عام يبشرون باسم المسيح وهم مواطنون مندمجون في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية لأممهم”.

وهي القمة الأولى للبابا مع بطاركة الشرق منذ عام 2009 ورغب بطاركة الشرق بشدة بعقد هذا المجمع لمناقشة تداعيات الربيع العربي على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط.

وأضاف البابا إلى نصه المكتوب تنديدا بـ”الاضطهادات المخفية” التي يتعرض لها ما بين 10 و13 مليون مسيحي يعيشون في الشرق.

وقال “من سوريا والعراق ومصر ومناطق أخرى من الأرض المقدسة تزداد الدموع” معتبرا أنه “لن يكون سلام ما دام هناك رجال ونساء من أي ديانة منتهكة كراماتهم، ومحرومون من أساسيات البقاء، وقد انتزع منهم مستقبلهم وأجبروا على العيش لاجئين أو نازحين”.

وقبل عقد هذا الاجتماع عبر العديد من البطاركة عن قلقهم إزاء نزف مسيحيي الشرق الذين يبيعون أراضيهم ويهاجرون ويشير بعضهم إلى وجود “إستراتيجية مقصودة” عبر تسهيل إعطائهم تأشيرات دخول لإفراغ الشرق من مكوناته المسيحية.

ويمثل المسيحيون في الشرق نحو 36% من اللبنانيين وعشرة بالمئة من المصريين و5,5 بالمئة من الأردنيين وخمسة بالمئة من السوريين وواحد إلى اثنين بالمئة من العراقيين ونحو 2 بالمئة من الاسرائيليين و1,2 بالمئة من الفلسطينيين.

وتضمنت دعوة البابا وبطاركة الشرق تذكيرا بـ”حق الجميع بممارسة إيمانهم بحرية” وإشارة إلى القدس، لكي تصبح المكان “الذي أراده الرب” مكانا للوحدة بين “الغرب والشرق”.

وشارك في الاجتماع بطاركة الموارنة والأقباط كاثوليك والروم كاثوليك والسوريان الكاثوليك والكلدان والأرمن كاثوليك، غضافة إلى ممثلين عن الكنائس الشرقية في الهند وأوروبا الشرقيةإلى بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال.

ولفت البابا في كلمته إلى “الروح المتجددة التي أحيت الكنائس بعد سقوط الأنظمية الشيوعية في أوروبا الشرقية، بالاضافة إلى المثابرة التي تميز الجماعات المسيحية المقيمة في الشرق الأوسط والتي تعيش غالبا في بيئة مطبوعة بالعدائية والصراعات”.

وأكد “أن نور الإيمان لم ينطفئ في تلك الأرض وان هذا الإيمان هو نور الشرق الذي أضاء الكنيسة الجامعة مذ أن أشرق عليها نور المسيح” مضيفا “بإمكاننا أن نتعلم من الجماعات المقيمة في تلك الأراضي كيفية عيش الروح المسكونية والحوار بين الأديان”.

وأعرب رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردي ساندري عن شكره للبابا فرنسيس لمساهمته “في ابعاد خطر” التدخل الاجنبي في سوريا مطلع سبتمبر الماضي، عبر إطلاقه يوم صلاة في الشرق.
الفجر