بحقّ آلامه المقدّسة إرحم داعش وارحم العالم أجمع

بحقّ آلامه المقدّسة إرحم داعش وارحم العالم أجمع

وُلدت كريستينا شابو تحت شجرة في مخيّم اللاجئين وما لبثت أن غادرت عائلتها من العراق عام 1991. واليوم قُتل العديد من أقاربها على يد الدولة الإسلامية ومنهم من قُطعت أجسادهم إربًا إربًا وأُرسِلت إلى عائلتها في حين أنّ البعض منهم لا يزال يحارب الدولة الإسلامية ويناضل ليبقى في العراق.

في ظلّ هذه الأجواء، عوض أن يسكن الحقد في قلب كريستينا شابو تجاه من اضطهدوا عائلتها فضّلت أن تصلّي على نية الدولة الإسلامية في العراق والشام حتى يهتدوا. وتقول وبحسب ما ذكر موقع وكالة الأنباء الكاثوليكية: “سألت يسوع نعمة المسامحة في كل مرّة كنتُ أصلّي مسبحة الرحمة الإلهية. إنما عوض الصلاة “بحق آلامه المقدّسة ارحمنا وارحم العالم أجمع” كنت أقول “ارحم داعش وارحم العالم أجمع”.

هكذا تعلّمت شابو البالغة من العمر 25 عامًا أن تصلّي كوسيلة لتتعلّم أن تسامح الإرهابيين الذين يعذّبون شعبها. وقد أدلت بشهادتها في يوم الشبيبة العالمي في فترة التعليم المسيحي مفصّلةً الأحداث الموجعة التي قادت عائلتها إلى مغادرة العراق في المكانة الأولى وكل الأحداث المرعبة التي نشأت بعد قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام عام 2014.

فسّرت شابو بأنّها قرّرت أن تتحدّث أثناء يوم الشبيبة العالمي في الدقيقة الأخيرة وطُلب منها أن تجسّد المسامحة في حديثها. وتفسّر لتقول: “لقد ناضلت كثيرًا لأنني لم أستوعب الأمر بعد. أنا أذكّر نفسي بذلك كل يوم” مشيرة إلى أنها لا تزال حتى اليوم تتخبّط بالألم والغضب لذا كان طريق المسامحة أمرًا صعبًا وهو عمل كنت كل يوم أسعى إلى تحقيقه”.

وقالت شابو بإنه في خلال الاعتداء قُتل واحد من أقربائها بشكل عنيف جدًا… لقد تقطّع إربًا إربًا وأُرسل إلى عائلتي في كيس. وقالت: “تخيّلوا شخصًا تحبّونه كثيرًا تصلكم جثّته في كيس إربًا إربًا. إنه أمر جنوني. فعندما أسمع قصصًا مثل تلك كيف يمكنني أن لا أشعر بالغضب؟”

وتضيف: “إنه من خلال السجود للقربان حتى راودتني فكرة الصلاة من أجل الدولة الإسلامية في العراق والشام مفسّرةً بأنها عندما كانت تصلّي يومًا واظبت على ترداد مسبحة الرحمة الإلهية. سمعت صوتًا يقول لها: “صلّي من أجلهم. إستخدمي هذه الطريقة كوسيلة للتفكير بهم بشكل إيجابي”. ثم عبّرت قائلة: “إنّ الغضب يزيدك غضبًا أكثر ولا شيء جيّد يصدر من الغضب. إنما عندما تأخذين الغضب وتحوّليه إلى رحمة وغفران تلمسين كم هو مثمر ذلك حتى من أجل نفسك فلن تفكّرين بشكل سلبي في الغير”.

وأضافت شابو بأنّ الأحداث التي جرت في يوم الشبيبة العالمي ساعدت كمحفّز لكلّ من يريد أن يقوم بأمر ما من أجل المساعدة بفضل التمثيل التام للشبيبة والروابط التي يمكن أن يقوم بها الناس مع بعضهم البعض. “إنها نعمة أن يتواجد الإنسان في يوم الشبيبة العالمي مفسّرًا بأنّ قريبًا لها لم تكن قابلته من قبل كان هناك أيضًا وبأنها حاولت أن تجد وقتًا لتقابله. “من الجيد أن نعلم أنّ أشخاصًا آخرين يصغون إليك ويتواصلون معك متأثّرين بقصّتك. ما من كلمات تصف ما تشعر به لأنّ ذلك يصدر من الله. نحن جسد واحد في المسيح. إنه لأمر رائع أن يعجز المرء أن يفسّر ذلك بكلمات”.