برنامج الرياضة الروحية العائلية فى فترة زمن المجيئ وصوم الميلاد

من 3 ديسمبر حتى 25 ديسمبر2017

 

ان زمن المجيئ THE ADVENTحسب طقس الكنيسة اللاتينية يبدأ من الأحد 3 ديسمبر وحتى عيد الميلاد 25 ديسمبر 2017، وهو أيضا بدء السنة الطقسية في الكنيسة الغربية حيث يقع في الأحد الأول بعد 30 نوفمبر من كل عام ولمدة اربع أسابيع.  ان فترة “ألمجيئ” ليست جزء من الكريسماس او عيد الميلاد بكل ما يحمله من هدايا وفرح  كما يعتقد البعض، بل هي فترة محددة وضعنها الكنيسة منذ القرون الأولى لحث المؤمنين للاستعداد والتوبة والندامة لإستقبال الطفل الإلهي فجميع القراءات في تلك الفترة تحمل نبؤات العهد القديم عن المسيّا المنتظر وتذّكرنا بمجيئ نورنا الإلهي:”اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ”(اشعيا2:9).  أما عيد الميلاد او الكريسماس Christmas  فيبدأ في ليلة 24 ديسمبر ويستمر حتى عيد الظهور الإلهي في يوم 8 يناير وله صلواته وقراءاته وتسابيحه إبتهاجا بمولد يسوع الذي هو “الله معنا” (متى23:1) وهو الذي “سيخلص شعبه من خطاياهم”(متى19:1).

والكنيسة القبطية الكاثوليكية قد حددت فترة صوم الميلاد ليبدأ من الأحد 10 ديسمبر ولمدة 15 يوما[1]. وفي صعيد مصر تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بصوم الميلاد من 23 ديسمبر وحتى 7 يناير.

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة الأسرية فى المسيح يسوع وفى ضوء دستورنا السماوي وما حملناه من تقاليد تعلمناها وعشناها مع شفيعنا الأنبا أغناطيوس يعقوب ومع والدينا وفى أسرنا يرجى تنفيذ البرنامج التالي :

  1. طوال فترة الرياضة الروحية يتم قراءة وتأمل وصلاة حسب الأيام وكما هو وارد
  2. الساعة المقدسة يوم السبت 9 ديسمبر 2017

ويرجى مراعاة التوقيت حسب الجدول التالي:

الساعة 12 ظهراً (غرب امريكا) و الساعة 3  بعد الظهر (شرق امريكا) والساعة  2 بعد الظهر (وسط امريكا) و الساعة 10 مساء (مصر) الساعة  11 مساء (انجلترا) الساعة 9 مساء (السعودية)

يبدأ الإجتماع الأسري بصلوات من الأجبيـة أو كما يرى أفراد الأسرة (المسبحة الوردية).

+ تأمل خاص فى اشعيا الاصحاح 61

+ الصلاة الفرديـة

  1. طوال فترة الصوم يتم تقديم فعل رحمة أو محبة نحو الآخرين

(اشعيا 3:58-12)، (متى 31:25-46)، (يعقوب13:3-17)

يرجى الإعتراف والتناول -التصالح مع الآخريـن. وكل عام وأنتم فى ملء النعمة فى المسيح يسوع.

تقدمـة:

” لتكن أوساطكم مشدودة، ولتكن سُرُجكم مُوقَدة، وكونوا مثل رجالٍ ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتّى إذا جاء وقَرعَ الباب، يفتحونَ له من وقتهم” (لوقا35:12)

في زمن مجيء الرب، تأتي لنا دعوة إلى انتظار الرب، وإلى السهر. إن الربّ آتٍ، أو ” ماران اتى” ، كما كان يقول المسيحيون الأولون، في اجتماعاتهم الدينية. فكان من هنا الحوار الذي يختم الصفحة الآخيرة من العهد الجديد: ” أنا يسوع! أنا نسل سلالة داود، والكوكب الزاهر في الصباح. يقول الروح والعروس (أي الكنيسة) ” تعال! من سمع فليقل: ” تعال” ويقول الذي يشهد بهذه الأمور:” أجل، إني آتٍ على عجل!” امين، تعال أيها الرب يسوع!” تعال” صرخة تلتقي وأدعية المزامير والأنبياء:” رجوت الربّ رجاء، فجعل في فمي نشيدا جديدا، تسبحة لإلهنا! ” (مز 39: 2-4) و ” إلى اسمك وذكراك اشتياق النفس. نفسي اشتاقت اليك في الليل، وروحي في داخلي ابتكر اليك ” (اشعيا 26).

وإن أفضل مثال لهذا الإنتظار والسهر، نقتبسه من سيرة الذين عاشوا زمن المجيء هذا:

فها هي ذي عذراء الناصرة، أم المسيح، تعظم الربّ وتبتهج بالله مخلصها، لأن القدير صنع إليها أمورا عظيمة. هوذا يوسف الصّديق، لا تصدّه أشغاله اليومية، عن تأمل أحكام الله في ايمان والسكوت. هوذا يوحنا المعمدان، يتهلّل في أحشاء أمّه بمن سيولد.

وها هي اليصابات، أم يوحنا، تطوّب أم يسوع لأنها أمنت. وزكريا، والد يوحنا، ينطلق من صمت طويل، ويخاطب مولود شيخوخته قائلاً: ” وأنت، ايها الصبي، نبي العليّ تدعى. أنت تسبق أمام وجه الرب لتعدّ طرقه.  وهوذا الصِّدّيق سمعان الشيخ، ينتظر وسائر المساكين، شعب الأرض، الخلاص والفداء.فليكن هؤلاء بأجمعهم مثالا لنا، وليكونوا قادة لنا، في أيام الفرح هذه.

وأنا كيف أحيا الإنتظار في حياتي؟ فهل أنا دوما على عجلة من أمري؟ وهل انا في اشتياق حقيقي لقدوم قدوس إسرائيل في حياتي؟ مردداً قول النبي “لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ!”. فلنفحص طرقنا ونتأمل ونستعد ونسهر ونصلي ونصوم ونقدّم العطايا “فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَيُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَيُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ»(اشعيا14:58). آمين

صلاة: أيها الطفل المحبوب اشتقنا إليك، تعال ولا تتأخر. أيها الطفل الإلهي ظمأت نفسنا إليك، تعال ولا تتأخر. في وضح النهار وفي عتمة الليل، تعال ولا تتأخر. في قلوب الناس الحائرة، تعال ولا تتأخر. في الأزقة والشوارع والبيوت، تعال ولا تتأخر. في الأديرة والكنائس والرعايا، تعال ولا تتأخر.

في المهمّشين والمتروكين والمنسيين، تعال ولا تتأخر.

في بيوت الأيتام والأرامل والفقراء، تعال ولا تتأخر. في بيوت الحزانى والمستشفيات ودور العجزة، تعال ولا تتأخر. أنت، يا يسوع الطفل المحبوب، الفادي والمخلص. أنت النور الذي من خلاله نبدل ظلام قلوبنا. أنت الأمل والرجاء لكل من ينتظرك بحب وخشوع وفرح. أنت الغفران لكل قلب متواضع ومنسحق. أنت الحياة لكل إنسان على وجه الأرض. أنت الفرح لنا وللناس أجمعين. أنت الميلاد لكل مولود جديد. أنت الطفل يسوع، الإله والإنسان معاً. تعال يا رب ولا تتأخر…فنحن مع أمنا العذراء مريم والقديس يوسف في انتظارك. آمين.       ابانا والسلام والمجد.

الأحد الأول من زمن المجيئ 3 ديسمبر 2017

تأمل: “وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ”(2بطرس13:3).

لننتظر الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح (تي 2: 13). وهذا الرجاء

يبعث فينا وفي الكنيسة شوقًا لحياة القداسة، وشوقًا لمجيء الرب، طالبة كل يوم ليأت ملكوتك محبة لظهوره (2تي 4: 8)، مناجية إيّاه على الدوام تعال أيها الرب يسوع (رؤ 22: 20).

تنتظر سماوات جديدة، أي غير مادية بل أورشليم السماوية (رؤ 21: 2) التي هي موضوع رجاء الكل (عب 11: 10)، لهذا لا تكف عن الجهاد من أجلها! فليكن لنا هذا الرجاء وهذا الشوق حتى نلتقي بمشتهى كل الأمم قدوس إسرائيل.

صلاة:. يا راعي إِسرائيلَ، كُن سامعا لنا، يا مَن عَلى ٱلكاروبيمَ ٱستَوى أَيقِظ جَبَروتَكَ وَهَلُمَّ لِخَلاصِنا.
يا إِلَهَ ٱلقُوّاتِ، عُد إِلَينا وَتَطَلَّع مِنَ ٱلسَّماواتِ مُتبَيِّنا وَتَعَهَّد هَذِهِ ٱلكَرمَة وَٱحفَظ ٱلنَّبتَ ٱلَّذي غَرَسَتهُ يَمينُكَ
وَٱلغُصنَ ٱلَّذي جَعَلتَهُ يَنمو. لِتَكُن يَدُكَ عَلى رَجُلٍ جَعَلتَهُ عَن يَمينِكَ وَٱبنِ ٱلبَشَرِ ٱلَّذي أَقَمتَهُ لِخِدمَتِكَ مُؤَيِّدا وَنَحنُ لَن نَحيدَ عَنكَ أَبَدا، فَتُحيِينا وَنَرفَعَ بِٱسمِكَ ٱلدُّعاءآمين.

قراءة وتأمل: اشعيا16:63-17 و 19و 2:64- 7 و1كورنثوس 3:1-9 مرقس33:13-37         ابانا والسلام والمجد                

الأثنين الأول من زمن المجيئ 4 ديسمبر 

تأمل: ان انتظارنا يتشكل دائما بما تعلنه لنا كلمة الله. انه إنتظار مع علمنا بأن هناك من يريد أن يُطلعنا على شيئ ما. السؤال هو هل نحن في المكان الحقيقي والمسكن المحدد والعنوان المفروض ان نكون فيه لكي نستقبل ما ننتظره؟ وهل نحن على إستعداد لإجابة من يقرع الباب؟ نحن في الحقيقة نحتاج ان نكون معا ونحفظ بعضنا البعض في وحدانية الروح حتى اذا ما جاء “الكلمة” سيصبح جسدا فينا، لذا يجب ان نكون متيقظين “فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً”(لوقا34:21). متيقظين تعني ان نكون في حالة ترقب نرصد ونمسح الأفق لكي نتجنب ونواجه أي تهديد. هذا الموقف قد يدفعنا أحيانا للوراء او للخوف او لأسفل بل ان احسن حراسة لقلوبنا ليس الخوف بل ان نفتح قلوبنا لحضور الله فينا وهذا الحضور سيساعدنا على تخطي مخاوف هذه الحياة. ان فترة إنتظار الميلاد تدعونا ان نجدد حالة اليقظة، وليس فقط بأن نتجنب التهديدات بل ان ننتهز كل الفرص للقاء الرب هنا والآن. ان فترة الأسابيع الأربعة التي قبل عيد الميلاد قد تمتلئ أحيانا بالحفلات والشراء والسفر وأيضا حضور الرياضات الروحية والصلوات ولكن حذاري ان تكون كل تلك الإرتباطات مرهقة فتبعدنا عن مصدر الفرح الحقيقي فلا ننشغل بإحتفالات

دنياوية ونغفل الإستعداد لمجيئ قدوس إسرائيل وحضوره في قلوبنا.    

صلاة: يارب اجعل حضورك محسوس في قلوبنا وساعدنا بقوتك العظيمة لكي نستعد دائما في زمن المجيئ هذا لحضورك الدائم في حياتنا. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 1:2-5 ومتى 5:8-11          ابانا والسلام والمجد                

الثلاثاء الأول من زمن المجيئ  5 ديسمبر

تأمل: يقول لك الرب اليوم:” «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ”(ارميا3:31).  حاول ان تدخل في سر الحب هذا وهو انك ابن او ابنة محبوبة لله تعالى. ان كلمة “سر” تعني انه لا يمكنك ان تتكلم امام تلك الحقيقة. نحن نؤمن ان يسوع هو صورة حب الله المتجسد وهذا السر المُعلن والمرئي لا يمكننا ان ننكره ولو تأملنا بعض الوقت فيه فسوف نستسلم طواعية لمشيئته القدوسة في انه “هو الذي احبنا اولاً”. فلنجلس في فترة الصوم هذه الأيام وفي صمت نتأمل مدى حب الله لنا وما الذي قدمه لنا من حب شخصي وعجيب وماذا قدمت انا له؟

صلاة: أيها الرب افتح قلوبنا لكي نتفهم سر حبك العجيب لنا فنحبك من كل القلب والفكر والقدرة والإرادة. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 1:11-10 ولوقا21:10-24  ابانا والسلام والمجد                 

الأربعاء الأول من زمن المجيئ  6 ديسمبر

تأمل: “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ

وَيَعْرِفُ اللهَ”(1يوحنا7:4). ان الله روح وهو أصل لكل الحب ورحلتنا الروحية تدعونا للبحث لنجد إله المحبة الحي وذلك من خلال الصلاة والعبادة وفي القراءات الروحية او في الإرشاد والتكوين الروحي وفي تقدمة خدمة المحبة للفقير والمحتاج. البحث عن الحب والحصول عليه يتطلب عملاً وجهداً كبيراً وفي أثناء ذلك ونجن مغمورين بكل أنواع الإنشغالات وما يشتت انتباهنا وخاصة في تلك الأيام من استعدادات العيد، فتجذبنا وتغرينا ولكنها للأسف لا ترضي قلوبنا بالكامل. ان البحث عن محبة الله سيجعلنا نبحث عن اعمال الله في حياتنا فهو الذي يحبنا في كل ثانية وكل وقت وبلا عدد ولا وزن ولامقياس، وفي بحثنا عن حب الله وبتأملنا فيه ولا يشتت انتباهنا أي شيئ آخر وهنا سنجد ان محبة الله ستنسكب بطريقة طبيعية وعحيبة وتنعكس في علاقتنا نحو الأخرين من حيث الخدمة والعبادة معا وحتى الحياة معاً. في استعدادتنا لعيد الميلاد يجب ان يتضمن الاهتمام بحياتننا الروحية ونموها وكيفية

مشاركة حب الله لنا مع الآخرين فنستطعم معنى الحب الحقيقي ومعنى الميلاد المجيد. 

صلاة: هُوَذا إِلهُنا، الَّذي انتَظَرْناه، وهو يُخَلِّصُنا؛ هُوَذا الرَّبّ، الَّذي انتَظَرْناه، فلنَبتَهِجْ ونَفرَحْ بِخَلاصِه. فساعدنا يارب ان نحب أكثر في زمن مجيئك. آمين. 

قراءة وتأمل: اشعيا 6:25-10 ومتى 29:15-38    ابانا والسلام والمجد             

الخميس الأول من زمن المجيئ 7 ديسمبر

تأمل:  “لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟”(1كورنثوس3:3)

ان فكرنا يمكن ان يخدعنا احينا عندما نفكر في إما كل شيئ او لا شيئ، سواء انا كمسيحي المملوء بحب لا متناهي ربما أكثر مما كان لأعظم القديسين او ربما افكر بانني لا استحق وينتابني شعور بأنني إنسان خاطئ لا أمل له في الخلاص، ولكننا ننسى ان نظرة الله لنا مختلفة كل الإختلاف. ربما ينتابنا الشك في انه لا يمكننا الهروب من هذا الميل البشري الذي قد يهاجمنا أحيانا ويجعلنا نشعر بأنه لا يمكن ان نحيا حياة روحية طبقا لمشيئة الله. لكن في الحقيقة ان إدراكنا لحالات الإحباط او الشعور المؤقت بالفشل يدفعنا أكثر الي اللجوء الي قوة الله التي تعين وتعضد وتقوي وتجعلنا نقوم مرة أخرى لنعود الي حضن ابانا السماوي. فلا نترك العدو يبعدنا عن طريقنا نحو الله والأبدية.

صلاة: مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ آبَائِنَا وَحَمِيدٌ وَرَفِيعٌ إِلَى الدُّهُورِ، وَمُبَارَكٌ اسْمُ مَجْدِكَ الْقُدُّوسُ وَرَفِيعٌ إِلَى الدُّهُورِ. مُبَارَكٌ أَنْتَ فِي هَيْكَلِ مَجْدِكَ الْقُدُّوسِ، وَمُسَبَّحٌ وَمُمَجَّدٌ إِلَى الدُّهُورِ. مُبَارَكٌ أَنْتَ فِي عَرْشِ مُلْكِكَ، وَمُسَبَّحٌ وَرَفِيعٌ إِلَى الدُّهُورِ. مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا النَّاظِرُ الأَعْمَاقَ الْجَالِسُ عَلَى الْكَرُوبَيْنَ، وَمُسَبَّحٌ وَرَفِيعٌ إِلَى الدُّهُورِ. مُبَارَكٌ أَنْتَ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ وَمُسَبَّحٌ وَمُمَجَّدٌ إِلَى الدُّهُورِ. اِعْتَرِفُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. فيارب أعطنا الشجاعة أن نواجه الحقيقة ودائما اجعلنا مدركين لرحمتك ومحبتك لنا التي هي بلا حدود. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 1:26-6 ومتى21:7 و24-27            ابانا والسلام والمجد

الجمعة الأولى من زمن المجيئ 8 ديسمبر (تذكار عيد الحبل بلا دنس للقديسة مريم العذراء)

تأمل:” أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي”(فيليبي13:4) عندما يقال “دع الأمر في

يد الله” فهذه الجملة عندما تقال تقوينا في بعض الأحيان وتدفعنا لنقوم بعمل الله في هذا العالم، فالرسول بولس ليس بالضخص الكسول الذي لا يعمل بل يعترف بأن الله هو منبع قوته وعمله ونشاطه. أي لانني ثابت فيه وهو له إمكانيات لانهائية، وبهذه الإمكانيات يمكنني أن افعل أي شيء. ولم يزل المسيح مصدر قوة لنا في كل شيء (في حياتنا الروحية والمادية) كما كان لبولس. وهذه الآية رد على قول المسيح بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا (يو5:15، وراجع 2كو12: 9، 10). ولكن علينا أن نعرف أن ما سيتحقق ونستطيع عمله هو ما يوافق إرادة الله ولمجد إسمه. ان زمن المجيئ ليس وقت للرثاء على شهوة التسلط على الآخرين ولا للتطلع للتحكم وقيادة من يحيطون بنا لكي ينفذوا اوامرنا حسب ارادتنا نحن، بل فلنجعل الله هو المحرك والقائد والعامل وهو القوة التي ترشد وتعلّم. الرسول بولس يذكرنا هنا بمصدر القوة في حياتنا. ان ضعف البشرية وقصورها هي إثباتنات كافية من اننا لا يمكننا تغيير العالم او إصلاحه بأنفسنا. ان الله العظيم فقط هو الذي بمكنه ان يحررنا من تلك الأوهام فالله هو القادر على كل شيئ لأنه خالق كل شيئ. 

صلاة: يارب انك وحدك مصدر كل شيئ صالح واي خير نقوم به هو منك، فساعدنا ان نعتمد أكثر وأكثر على قوتك لنتمم ميئتك وننشر ملكك على الأرض. آمين.

-تذكار عيد القديسة مريم التي حبل بها بلا دنس

صلاة: ايتها العذراء الطاهرة المحبول بها بلا خطية أصلا، ايتها المجيدة الرائعة الجمال والبريئة من الدنس منذ اول دقيقة من وجودها. يا والدة الله الممتلئة نعمة سلطانة الملائكة والناس. اننى أحبك كل الحب لأنك ام مخلصي فهو مع كونه إلها قد علمنى بما أداه لك من الجاه والإعتبار والخضوع ان اكرمك واحترمك وأحبك، فأسلك ان تقبلي جميع ما اكرمك به فى هذه الأيام لأنك انت ملجأ الخطأة التائبين فيحق لي إذا ان التجئ اليك، وانك انت ام الرحمة فيليق بك والحالة هذه ان تنظرى الى ذلي بعين الشفقة وانك غاية رجائي بعد يسوع. فاجعلينى أهلاً لأن أُدعى ابنا لك لكى يسوغ لي ان اقول اظهرى ذاتك اما لي. آمين

قراءة وتأمل: تكوين9:3-15 وافسس 3:1-6 و11-12 ولوقا26:1-38   ابانا والسلام والمجد

السبت الأول من زمن المجيئ 9 ديسمبر

تأمل: ” فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ»(لوقا10:2-12). ان الله لا يرغب ان نكون خائفين او بعيدين او يائسين من رحمته فهو يريد ان يأتي ويقترب منا اكثر واكثر ويحملنا على يديه كأم تحمل اطفالها. لقد جاء الله كطفل صغير ووُلد في مغارة فمن يمكنه ان يخاف من طفل صغير يعتمد على رعاية من والديه. نعم أراد الله ان يصبح بلا قوة حتى انه يظهر وكأنه غير قادر على أن يأكل او يشرب او يمشي او يلعب او يعمل بلا مساعدة من كثير من البشر وكل هذا لكي يشابه الإنسان في كل شيئ ما عدا الخطية.

ان مغارة الميلاد والتي يعود الفضل للتفكير فيها للقديس فرنسيس الأسيزي والتي تعتبر من تقاليد عيد الكيلاد المنتشرة في أنحاء العالم وفي المنازل والكنائس، حيث أراد القديس فرنسيس ان يتخيل كيف ان محبة الله للبشر قد اعلنه بتجسده في مغارة حقيرة، وبطاعة يسوع الطفل لأمه القديسة مريم وللقديس يوسف وظهوره العجيب والمتواضع في الجسد لكي يخلصنا من الخطيئة والخوف من الموت. فلماذا إذن نخاف بعد ان أظهر لنا الله محبته في يسوع المسيح؟ ففي فترة زمن المجيئ هذا تأمل واسأل نفسك إذا ما كانت حياة وموت وقيامة المسيح قد أزالت الخوف من قلبك ام لا؟ فإذا كانت الإجابة ب “لا” فأسأل الرب ان يحررك لأنه لهذا السبب جاء بيننا.

صلاة: يا يسوع أبعد عني جميع مخاوفي حتى يمكنني أن أحب الآخرين كما أحييتني.آمين.

قراءة وتأمل: 2يوحنا4:1-9 ولوقا26:17-36            ابانا والسلام والمجد

الأحد الثاني من زمن المجيئ 10 ديسمبر

تأمل:” أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا”(1كورنثوس9:1)

آمين = الله يفي بكل ما وعد به، وهو أن نشترك في مجد ابنه، فهو إذ دعاهم = الذي به دعيتم = فهو من المؤكد أنه سيحقق لهم حياة الشركة في ابنه لينالوا كل النعم السابقة، والله سيعطيهم كل ما يلزم لخلاصهم ويقويهم للثبات في القداسة للنهاية. هذا طبعًا لمن يريد ولا يرفض عمل الله. وقال القديس يوحنا ذهبي الفم: “دُعيتم” لا تعني مجرد دعوة مقدمة لنا، إنما تحمل إمكانية النعمة والقوة الإلهية لتحقيق الدعوة إن قبلناها. دعينا إلى شركة ابنه يسوع، لكي نصير شركاء مع المسيح في الميراث (رو17:8-30)، نصير مثله كأبناء اللَّه (2تس14:2؛ 1بط13:4؛ 1يو3:1)، لكن ليس بالطبيعة بل بالتبني، باتحادنا معًا فيه.   آمنوا بالمسيح دائمًا، فإنكم قد دعيتم لا لغرض آخر سوى أن تكونوا واحدًا فيه”. بقوله “شركة ابنه” نصير شركاء معه في الآتي: 1. نصرته الدائمة على قوات الظلمة: “ولكن شكرًا للَّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته

في كل مكان” (2 كو  2 :  14). 2. الطبيعة الإلهية، حيث يقدم لنا بروحه القدوس أن نصير أيقونة له، حاملين سماته. “لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2 بط 1 : 4). 3. في آلامه وصلبه (1بط13:4؛ كو24:1؛ في10:3). “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته”(في10:3). 4. في حياته المُقامة (مت28:9). 5. وفي الميراث الأبدي وشركة المجد: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاءٍ حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراثٍ لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم”(1بط 1 :3-4). فهل ندرك معنى دعوتنا؟

صلاة: بَارِكُوا الرَّبَّ يَا بَنِي الْبَشَرِ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ.بَارِكُوا الرَّبَّ يَا إِسْرَائِيلُ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا كَهَنَةَ الرَّبِّ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا عَبِيدَ الرَّبِّ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا أَرْوَاحَ وَنُفُوسَ الصِّدِّيقِينَ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكُوا الرَّبَّ أَيُّهَا الْقِدِّيسُونَ وَالْمُتَوَاضِعُو الْقُلُوبِ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ، اِعْتَرِفُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 1:40-5 و 9-11 و2بطرس8:3-14 ومرقس 1:1-8     ابانا والسلام والمجد

الأثنين الثاني من زمن المجيئ 11 ديسمبر

تأمل: ” وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ”(فيلبي9:1-10)

من خلال القراءة الروحية هناك بعض الكلمات التي قد تخترق قلوبنا وعقولنا بينما في كل يوم يقذفنا المجتمع بعدد لا يُحصى من الصور والأصوات والكلمات، وكل صورة او كلمة تجذب إنتباهنا لكل نوع من الإهتمامات من الألوان والإشارات والضوضاء والكلمات التي تصيح وتصرخ نحونا قائلة:”خذني وكلني والبسني وحاولني واشربني والبسني وانظر الي..والخ” من دعوات للإمتلاك والشراء. لا يمكننا ببساطة ان نبتعد بدون ان نبتلع تلك الكلمات والصور والتي تدفع نفسها بقوة نحونا في عقولنا وهذا سيتطلب مجهودا شاقاً لتركها ونصغي فقط لنداء ودعوة وكلمات وهمسات الله لنا وليس العالم بجميع مغرياته فالعالم يصور لنا انه السيد وإله هذا العالم فيدفعنا نحوه لنرتمي بين يديه تاركين وناسيين إلهنا الحي الحقيقي والأزلي. ليس هناك يوما يمضي بلا إختيارا وهذا صحيح حتى لو تركنا الآخرين يقومون بالإختيار او يتخذوا قرارات لنا وما هو الأصلح لنا. ولكن كيف يمكننا ان نفعل هذا؟ وأين نذهب لنحصل على الإرشاد الذي نحن في أشد الحاجة اليه؟ انه بلا شك الإختيار الصالح الذي اختاره الله لنا عندما ارسل لنا ابنه الوحيد، فهو لم يتركنا في الظلمة او تركنا لخيالاتنا ولكنه جاء ليشع النور في قلوبنا وعقولنا وشوقنا الروحي ولحياة الأبد. بالمسيح يسوع وفيه جعلنا انقياء وبلا عثرة وكما اختار لنا الله الفرح والسلام والنور والحياة فعلينا نحن أيضا ان نختار ونتمسك بالإيمان وبوعده الصادق والأمين. ان ثقتنا في ذاك الحب الإلهي سيجعل جميع اختيارتنا تتحول لتتبع وتسير طبقا لمشيئة الله فحب الله سيحقق التغيير لهذا العالم في كل يوم. فلنثق في حب الله لنا وفي وعوده ومواعيده الإلهية.

صلاة:   أيها الأب السماوي انت تعلم ما هو الصالح لنا فانت اخترتنا بحبك لنا فاجعل حبك هذا يقودنا ويرشدنا ويحول جميع إختياراتنا في كل يوم لتوافق مشيئتك القدوسة لنا وحتى تكون هي الصالحة لعالمك ولمجد اسمك القدوس. آمين.   

قراءة وتأمل: اشعيا1:35-10 ولوقا17:5-26                ابانا والسلام والمجد    

الثلاثاء الثاني من زمن المجيئ 12 ديسمبر – تذكار سيدة جوادالوب

تأمل: ” شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»(اشعيا3:35-4).

نحن نًجرب دائما بال”القدرية” او مفهوم “القضاء والقدر” وهو المفهوم الذي يجعلنا ضحايا لظروف خارجية بعيدة عن قدرتنا، وعكس هذا المفهوم هو الإيمان وهو يعني الثقة في حب الله والذي هو اقوى من أي قوى غير معلومة في هذا العالم والتي يمكنها تحويلنا من ضحايا الظلمة لخدام للنور الإلهي. في حادثة طرد يسوع للشيطان من غلام قدموه له وعندما سألوه تلاميذه:” ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ”(متى19:17-20). الإيمان هو تلك القوة والثقة والرجاء الذي يهبه الله القادر لكم من يؤمن بيسوع المسيح.  وهناك أوقات نشعر فيها بأننا مهلكين، تعابى، مثقلين وبلا قوة وركبنا لا تقوى على حملنا وايادينا مرتخية وضعيفة وقلوبنا خافتة وخائرة والخوف قد تحكم في حياتنا. التخلي واليأس قد يظهر لنا انه الحل الوحيد والباب المفتوح امامنا فنترك كل ما نؤمن به. ولكن ها ان كلمة النبي تصيح فينا لتوظنا قائلة ” الله موجود” “هوذا الهكم” حتى ولو اننا يئسنا وتركنا الله وابتعدنا عنه ولكن الله لم ولن يتركنا وحتى انه لم يدعنا في هذا اليأس المرعب، فالله جاء لينقذنا ويعيدنا الى بيته فقلوبنا تجد راحته فيه وبين يديه. فالإيمان هو القوة التي تدعو يد الله لتحيطنا فترفعنا وتعطينا الثقة ان نعرف مدى الصعوبة فنتفهمها جيدا فتصبح لا شيئ لأنه ” مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟”(رومية35:8).

صلاة: أيها الأب السماوي انت تعلم اين نحن وتعلم اننا نخاف من الظلمة ولكن معك وبك لا يمكننا ان نخاف فلا تتركنا ولا تدعنا نبتعد عنك مهما كانت الأحداث والضيقات فقوينا في لحظات الضغف وارسل روحك القدوس ليقوينا ويعزينا ويشددنا ويعيد ايماننا بك حتى النهاية. آمين

قراءة وتأمل: اشعيا 1:40-11 ومتى 12:18-14                ابانا والسلام والمجد

الأربعاء الثاني من زمن المجيئ 13 ديسمبر

تأمل:” مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي”(مزمور20:66).

بدون الصلاة نصبح اصم لسماع صوت الحب الإلهي ونتحير ما بين تلك الأصوات المنافسة لتجذب انتباهنا. كم يكون هذا الموقف صعب للغاية عندما نجلس مثلا لنصف ساعة بدون ان نكلم احد او نستمع لأحد او لموسيقى او مشاهدة تليفزيون او قراءة كتاب ونصبح في قلق فنجد انفسنا أحيانا مضطربين ومجبرين لسماع صوتنا الداخلي وهو في عجلة لسماع صوت ضجيج او همس ما. ان حياتنا الداخلية في صراع دائم متنقلة بين مشاعر عديدة ولا تهدأ إلا عند سماع صوت يناديها “يا بني او يا ابنتي” من الله المحب. ان واحدة من الهبات المباركة التي وهبنا الله إياها هي الصلاة، فالصلاة هي تذكرة يومية لسر عمادنا المقدس وتأكيد ان الله هو ابونا السماوي. من خلال الطفل الإلهي الذي تجسد وعاش بيننا والذي مات وقام من بين الأموات اصبح لنا علامة وتأكيد بأنه يمكننا ان ندعو الله يوميا كأبناء بلا تحفظ ولا خوف ولا تردد فنحن ننادي ابانا الذي في السماء فيسمع لنا في حب عندما نصلي. فيسوع يشجعنا على الصلاة والتحادث معه بلا خجل:” اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ”(متى7:7).  حاول ان تغلق عينيك وارفع يداك واستعد لتقبل بركات السماء واقضي بعض الوقت مع اباك السماوي فالمحادثة معه لها فوائد جمة، فأفعل ولن تندم فهذا وعده لنا وهو آمين وصادق.

صلاة: بَارِكِي الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِ الرَّبِّ، سَبِّحِي وَارْفَعِيهِ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَةَ الرَّبِّ، سَبِّحُوا وَارْفَعُوهُ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكِي الرَّبَّ أَيَّتُهَا السَّمَوَاتُ، سَبِّحِي وَارْفَعِيهِ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكِي الرَّبَّ يَا جَمِيعَ الْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاءِ، سَبِّحِي وَارْفَعِيهِ إِلَى الدُّهُورِ.بَارِكِي الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِ الرَّبِّ، سَبِّحِي وَارْفَعِيهِ إِلَى الدُّهُورِ. بَارِكَا الرَّبَّ أَيُّهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، سَبِّحَا وَارْفَعَاهُ إِلَى الدُّهُورِ.بَارِكِي الرَّبَّ يَا نُجُومَ السَّمَاءِ، سَبِّحِي وَارْفَعِيهِ إِلَى الدُّهُورِ. اِعْتَرِفُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

أيها الأب السماوي اصغ لصلاتي وكلمات قلبي فأنت تعرفني كإبن عزيز لك وأنت تعرفني أكثر مما

أعرف نفسي فتعال يا ربي وباركني باسم ابنك يسوع المسيح. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 125:40-31 ومتى28:11-30                ابانا والسلام والمجد

الخميس الثاني من زمن المجيئ 14 ديسمبر

تأمل:” فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ”(اشعيا10:54).

ان حضور يسوع هو حضور لرئيس السلام، فحياته وموته وقيامته كانت ارسالية وتبشير لسلام الله للكل. أينما سار اظهر محبته وعطفه للأشخاص الذين فقدوا طريق حياتهم. واينما قام بشفاء المرضى احضر السلام والحياة لكل منهم. وعندما مات على الصليب تكلم بكلمات عجيبة عن السلام والمغفرة حتى لصالبيه. لقد سمعنا مثل ذلك السلام فوق السهول عندما شاهد الرعاة جوقة الملائكة وهم يسبحون:” «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»(لوقا14:2). لم نعد في خصومة او عداء مع الله ولكن نحيا في سلام وتوافق وبركة. هذا السلام هدأ من الخوف وسط الظلمات واليأس وتذكرنا دائما وتنعش نفوسنا وتملأنا بالفرح والرجاء من أن رئيس السلام قد وُلد كما قال النبي: “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ”(اشعيا9:6)، فجعلنا صنّاع للسلام ورسل السلام في العالم. .

صلاة: يا ملك السلام. اعطينا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا. لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الآبد آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 13:41-20 ومتى11:11-15            ابانا والسلام والمجد

الجمعة الثانية من زمن المجيئ 15 ديسمبر

تأمل:” الرَّبُّ إِلهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ. يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ»(صفنيا17:3)

ان الحياة هي هبة من الله لنا لكي نصبح بما نحن فيه الآن وما نحققه من نمو روحي او اجتماعي حسب مشيئته المقدسة. كم من أشياء نفكر فيها اثناء حياتنا نعتقد انها ستساعدنا لكي نتعرف على حقيقة تلك الحياة ومن نكون ربما وظيفتنا، اموالنا، تعليمنا وشهاداتنا،ما حققناه، فرص العمل، شريكنا، أو عائلتنا، بينما كل هذا يمكن اعتبارها بركات ويلزم الشكر عليها ولا يجب ان ننظر اليها على انها “آلهة” نمضي حياتنا من اجلها هي فقط ناسيين مصدر تلك البركات. كل تلك المظاهر لا يمكن ان تحدد هويتنا او تعرّف من نحن في الحقيقة. لكي ندرك ونقدّر في الحقيقة من نحن، علينا ان نتفهم من هو المصدر الحقيقي لحياتنا ومن وهبنا الحياة والعقل والحكمة والقدرة والفِكر لنحقق ما قد حققناه. الله هو الذي أحبنا وجبلنا وخلقنا ونفخ فينا نسمة الحياة وأوقفنا أمامه ودعانا لحبه حتى ولو اعتقدنا اننا غير مستحقين. الله هو الذي ارسل ابنه الوحيد ليكون بيننا كطفل صغير فقير ويسكن في مغارة ويكبر وينمو ويتقوى أمامنا ثم يجول معلما وصانعا لكل خير ثم مقدما ذاته ضحية عن أثامنا ومائتا على الصليب ومرتفعا للسماء ليهبنا مغفرة الخطايا والحياة الأبدية. ان الله الرحوم قد اعلن ذاته لنا وعرّفنا من نكون، فنحن أبناء لله:”ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ» (غلاطية6:4).  أن الله هو مصدر بهجتنا وتهليلنا وسعادتنا، وأيضا الله يبتهج ويُسر بنا فهو الأب الذي يفرح باحتضان أبنائه، وتقديم أمجاد سماوية لهم. فلنعيد معرفة من أكون؟ ومن هو الله بالنسبة لي؟

صلاة: سامحني يا الله اذا ما ابتعدت عنك او تجاهلت من أنت ومن أكون. انت مصدر كل شيئ في حياتي. أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي وصَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. بِك أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي أنت. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 17:48-19 و متى16:11-19            ابانا والسلام والمجد

السبت الثاني من زمن المجيئ 16 ديسمبر

تأمل: “أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ»(لوقا38:6).

ان العطاء يعني الحياة فبدون القدرة على العطاء او على اقل تقدير الإعلان بما لديك سوف نجد انفسنا نحتضر كالكرمة، مثل الحرمان من الأكسيجين الذي نحتاجه. لابد ان نتحقق اننا لا نعطي لكي نبرر حياتنا ووجودنا بل عندما نكون أسخياء في العطاء نثّبت جذورنا أكثر في أصل ومعطي هذه الحياة ألا وهو الله، وخاصة ان إبن الله بذل ذاته لخلاصنا حتى نتحد به ونستعيد الملكوت. هذه الهِبة أُعطيت للجميع حتى لو رفضها البعض، ولكن إذا ما قوبلت تلك العطيّة بإيمان فسوف تنعش في داخلنا طاقة ورجاء حتى انه من غير المقدور أن لا تشاركها مع الآخرين. نحن لا نعطي لننتظر مكافأة، لكننا نعطي لأننا حصلنا على عطيّة مجانية، فالله سخي وكريم وعطاؤنا هو مشاركة منا في هذا السخاء والكرم الإلهي.

إن العطاء هو أحد ركائز مشاركتنا فى الخِدمـة كوكلاء، فالسيد المسيح تكلم عن دور الوكلاء فى التعامل مع المال (لوقا1:16-13)، فإيماننا وخدمتنا كوكلاء فى كرم الرب وتعاملنا مع القليل والذى هو المال يحمل لنا مسؤلية أكبر “فالأمين فى القليل يكون امينا فى الكثير”(لوقا9:16-12). والعطاء هو إستثـمار كم قال السيد المسيح “اكنزوا لكم كنوزا فى السماء” (متى19:6-21) وذلك لكى يشجع المؤمنين لأن يعطوا للرب. فإستثمار مال الأرض من أجل الحصول على ملكوت السموات هو إحدى الطرق لحصولنا على الكنوز الروحية السماوية. والعطاء هو فعل تضحية بالذات كما قال بولس الرسول:”قرّبوا اجسادكم ذبيحة حيّة مقدسة مرضيّة عند الله”(رومية1:12-2)، وعندمـا نُعطى لا نطلب مديح الناس بل الله “لتكون صدقتك فى خُفية وابوك الذى يرى فى الخُفية هو يجازيك”(متى2:6-4). ولا يجب ان نُعطى ويكون لنا رجاء فى هذا العالـم ولكن لنا ثقة فى الله ومن انه سوف يكافئنا فى السماء “فتكون مكافأتك فى قيامة الصديّقين”(لوقا12:14-14). ولا يجب علينا أن نعطى ونحن تحت ضغط ولكن بكل سرور القلب وإمتنانـا لنعم الله علينـا وعلى حسب مقدرتنـا(2كورنثوس8و9).

صلاة: الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ.. آمين.

قراءة وتأمل: يشوع بن سيراخ 1:48-24 و9-11 ومتى 10:17-13  ابانا والسلام والمجد

الأحد الثالث من زمن المجيئ 17 ديسمبر

تأمل:” فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا”(اشعيا10:61)

الرب يدعونا للفرح وليس أي فرح بل فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. ويدعوني ليس فقط للفرح بل لأن نَبْتَهِجُ، أي  الفرح الداخلى الذي ينتصر على كل ألم كقول يسوع “وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ (يو16: 22).

ويا تُرى ما سبب الفرح ؟ الخلاص = سكنى الروح القدس بعد عمل المسيح الفدائى، والذي يشهد في داخلنا برجوعنا لحضن الآب فنصرخ قائلين “يا آبا الآب” (غل4: 6). هو شعور بالبنوة لله ومشاعر الفرح بأحضان الآب وغفرانه كما فرح الابن الضال بأحضان أبيه عندما وقع على عنقه وقبله حينما عاد. ان غفران الخطايا بدم المسيح كما جاء ” وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ (رؤ7: 14)، والحصول على خليقة جديدة تسلك ببر المسيح، فلقد صارت لنا حياة المسيح، وصار المسيح يستخدم أعضائى كألات بر، لعمل البر. وهذا البر الذي بالمسيح يكون كتاج على رأس من هو ثابت في المسيح يراه الآخرون ويشهدوا للمسيح العامل في هذا الإنسان. فلنفرح في كل حين كما يدعونا بولس الرسول:”اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُو”(فيليبي4:4).

صلاة: بارِكي ٱلرَّبَّ، أَيَّتُها ٱلجِبالُ وَٱلتِّلال، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي ٱلرَّبَّ، يا جَميعَ أَنبِتَةِ ٱلأَرض، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي ٱلرَّبَّ، أَيَّتُها ٱليَنابيع، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي الرَّبَّ، أَيَّتُها ٱلبِحارُ وَٱلأَنهار، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي ٱلرَّبَّ، أَيَّتُها ٱلحيتان وَجَميعُ ما يَتَحَرَّكُ في ٱلمِياه، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي ٱلرَّبَّ، يا جَميعَ طُيورِ ٱلسَّماء، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. بارِكي ٱلرَّبَّ، يا جَميعَ ٱلوُحوشِ وَٱلبَهائِم، سَبِّحيهِ وَٱرفَعيهِ إِلى ٱلدُّهور. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا 1:61-11 و 1تسالونيكي16:5-24 و لوقا46:1-55 ويوحنا6:1-8 و13-28 ابانا والسلام والمجد

الأثنين 18 ديسمبر– اليوم الثاني من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي

سَلاَمٍ”(2بطرس14:3)

عندما تحدث يسوع عن نهاية الأزمنة تكلم بكل دقة عن أهمية الإنتظار ففكرة الإنتظار ستسمح لنا بأن نكون أناس يمكنهم الحياة في كل ظروف هذا العالم الفوضوي وفي نفس الوقت يمكننا ان نبقى حريصين على نمو حياتنا الروحية. انه يوجد امامنا “الكلمة” و”الكلمة” كما هي في الكتاب المقدس و في شخص يسوع كلمة الله الحية. ان كلمة الله المتجسدة يسوع المسيح هو دعوة لنا لكي نكون حريصين بعناية فائقة في كل كلمة يمكن ان ننطق بها في زمن المجيئ هذا. كيف ان كلمة الله المكتوبة او المتجسدة يمكنها ان تقودني الى اختيار الكلمات التي بها يمكنني ان اتعامل بها مع الآخرين فلا تسبب لهم أي عثرة او شبه يأس او خوف. إذا ما حرصنا على مراقبة شفاهنا وبكل ما تنطق بها ألسنتنا فتحمل فقط كلمات الرجاء والفرح والسلام والعزاء والتشجيع والصبر والمواساة. كلمات تعكس شوقنا القلبي الحقيقي للسماء وحياة الأبد فنبعث الطمأنينة في القلوب القلقة والمضطربة واليائسة والحزينة في هذا العالم المجروح. بهذه الطريقة ستصبح الكلمة جسداً مرة ومرات عديدة وحياة جديدة في داخلنا وفي الآخرين.  

صلاة: أيها الرب المحبوب تكلّم من خلالنا اليوم ولتكن كلمتنا هي كلمتك وافكارنا هي افكارك وما ننطق ونعمل كلها كشاهد لوجود كلمتك الحيّة فينا. أمين.

قراءة وتأمل: ارميا5:23-6 ومتى 18:1-24 ابانا والسلام والمجد

الثلاثاء 19 ديسمبر– اليوم الثالث من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ خَالِداً، وَصَنَعَهُ عَلَى صُورَةِ ذَاتِهِ”(حكمة23:2)

كيف تبدو حياة الأبد؟ شكلها؟ كلمتها؟ الشعور بها؟ كيف يمكن لعقل صغير للغاية ان يكسر ويفتح هذا اللغز الغامض عن حياة الأبد؟ وماذا عن الأبدية او اللانهاية؟. انه ببساطة لا يمكن ان نستوعب بعقلنا البشري هذه الحقيقة ومهما حاولنا فلن يقوى هذا العقل على الفهم وعندها سيخور ويضعف ويملّ وقد ييأس. ولكن مفهوم اننا تابعين لله سيكون مقبولا ومفهوما فهو جزء من تحديد هويتنا وطريقة تقديم انفسنا للآخرين ووسيلة للتواصل مع أناس لا يعرفوننا. نحن نتبع عائلة فريدة هي مجتمعات وجيران وهيئات. نحن نتبع كنيسة ونعترف بإيمان مغروث فينا وفي تلك العضوية، فيسوع جاء بيننا وبتجسده قد فتح الطريق لنتفهم ما معنى اننا صُنعنا على صورة ومثال الله واننا ننتمي لهذه العائلة البشرية التي أحبها الله وبذل ابنه الوحيد لكي يخلصها ويهبها الحياة الأبدية.

صلاة: أيها الرب المحبوب نشكرك لأنك دعوتنا شعبك وغرس يداك ورحبت بنا في ملكوتك فلا تسمح

ابدا ان نبتعد عنك. آمين.

قراءة وتأمل: قضاة 2:13-7 و24-25 ولوقا5:1-25             ابانا والسلام والمجد

الأربعاء 20 ديسمبر– اليوم الرابع من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا.اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا”(1يوحنا11:4-12).

“أيها الأحباء” هو من أعذب الأسماء والألقاب وتشير الي اننا مميزون وذات علاقة نعتز بها وهذا ما نحن عليه في تصميم الله وفي عمق قلبه وفي محبة ابدية لا تتغير ولا يمكننا ان نتخيل مدى الرقة التي ينطق بها بتلك الكلمة ليحملنا في حبه العجيب.  حتى انه في تلك الأيام التي نحن فيها في الخطأ والخطيئة وممتلئين بالعيوب ما زلنا محبوبين عند الله، وحتى في أوقات خجلنا وسقوطنا ما زلنا محبوبين لديه وحتى في أوقات تهورنا وتمردنا وانكارنا ما زلنا محبوبين. حب الله أبدي: فهو القائل:”محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك آدمت لك الرحمة” (أرميا 3:31)، وحبه رفعنا إليه:فهو القائل:” لا أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يصنع سيده ولكننى سـمّيتكم أحبائي لأنـي أعلمتكم بكل ما سمعت من أبي”(يو 15:15)، حب لا يدين: فهو القائل:” انـي لـم آت الى العالـم لأدين العالـم”(يو47:12)، حب معزّي:فهو القائل:”لا أدعكم يتامى”(يو 18:14)،وحب شخصي: فهو القائل:”انا الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني”(يو14:10)،  وحب لا مثيل لـه:” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديـة”(يو 16:3)، وحب جعلنا أبناء الله: ” فأمـا كل الذين قبلوه فأعطى لهم سلطاناً أن يكونوا أبناء الله” (يو12:1)، وحب فيه رجاء: فهو القائل:” ان سألتم شيئا بإسمي فإني أفعله”(يو 14:14)، وحب يخلّص “ويدعون اسمه يسوع لأنه هو الذى يخلّص شعبه من خطاياهم”(متى 21:1).

فهل يمكننا في هذه الأيام أننتأمل في مثل ذاك الحب ونستطعمه ونطلبه لكي نحياه؟

 صلاة: أيها الرب المحبوب اجعل حبك وشفقتك مرئيين وخاصة نحو من هم في ضيقة او مشكلة او فتور او يأس فيروا وجهك في هذه الأيام. أمين.

قراءة وتأمل: اشعيا10:7-14 و لوقا26:1-38    ابانا والسلام والمجد

الخميس 21 ديسمبر-اليوم الخامس من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ”(1تسالونيكي4:1).

ان كل تعاليم يسوع ومعجزاته وكلماته وأعماله تثبت هويته كإبن لله القدير. هناك شاهد آخر فلقد قال يسوع:” وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»(يوحنا18:8) وعند إعتماد يسوع في نهر الأردن قال الأب السماوي:” وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(متى17:3) وعند جبل التجلي جاء صوت الأب السماوي أيضا”قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا»(مرقس7:9). في العماد المقدس نُدفن مع يسوع ونقوم الي حياة جديدة واصبح موته وقيامته هو موتنا وقيامتنا وكما قال بولس الرسول:” لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ”(غلاطية27:3) فنحن قد لبسنا المخلّص والتحفنا به وفيه كما نعمل بهدايا الكريسماس من غلاف ورقي جميل وشريط زاهي. والآن كما شهد الأب السماوي بيسوع ابنه هو أيضا يشهد لنا فائلا:طهذا هو ابني الحبيب” وهذه “ابنتي الحبيبة”. لعلنا ندرك عظمة تلك الشهادة ونعمل بكل الفكر والقدرة والقلب وبمعونة الروح القدس وشفاعة امنا مريم العذراء وجميع القديسين على ان نستحق ان نكون أبناء لأبونا السماوي.

صلاة: أيها الأب السماوي أصبحت في المسيح ابنك المحبوب فساعدني ان أشارك حبك مع الآخرين.

آمين. قراءة وتأمل: صفنيا14:3-17 و لوقا39:1-45

الجمعة 22 ديسمبر- اليوم السادس من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ” (نشيد الأناشيد 3:6)

نحن نحب ان نرى رد الفعل لمن نعطيهم هدايانا في عيد الميلاد فأنه من الأشياء المرضية والمفرحة ان نرى الأصدقاء وأفراد العائلة وخاصة الأطفال متشوقين لفتح الهدايا ويعبرون بفرح عن سعادتهم لهدايانا التي اخترناها لهم. أن الله الذي وهبنا عطيّة إبنه الوحيد سيًسر بإستجابتنا وهو الذي أعدنا وومكننا من قبول هديته وينتظر تلك الفرحة منا. لقد فُقدنا بالخطيئة ولم نستطع ان نستجيب لهديته العظيمة ولكن “اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”(افسس4:2-6). فبكلمته وروحه مكننا الله ان نقول “نعم” لأنه في المسيح ربنا كما يقول الرسول:” لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ «النَّعَمْ» وَفِيهِ «الآمِينُ»، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا”(2كورنثوس20:1). فلنقل “نعم” و”آمين” و “ليكن لي حسب قولك” و”تعال” ونقبل بفرح ومحبة وإمتنان هدية الله في محبته لنا في ابنه الوحيد يسوع المسيح.

صلاة: يا يسوع يا هبة الأب السماوي لنا، لقد أتت كل وعود الله بكلمة “نعم”، فأجعلني مستسلما

لمحبتك الفائقة وأقبلني في ملكوتك السماوي. أمين.

قراءة وتأمل: ملاخي1:3-4 و23-24 ولوقا 57:1-66       ابانا والسلام والمجد

السبت23 ديسمبر-اليوم السابع من أيام المجيئ الكبرى

تأمل:” كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ”(يعقوب17:1).

ان عيد الميلاد هو مناسبة للعطاء ولكننا أحيانا نقلق من ان نعطي فقد نهتم بميزانيتنا وموقفنا المالي وكم يمكننا ان نعطي أوننفق ولمن سنعطي أولا وقيمة أي هدية ونفكر ما إإذا اعطانا العام الماضي صديق لنا هدية ثمينة فيلزم تقديم هدية له على الأقل بنفس القيمة دون مراعاة لإمكانياتنا وبهذا تتحول المناسبة الى قلق من اجل العطاء وتقديم الهدايا بدلا من الشعور بالفرح.  ان عيد الميلاد هو مناسبة للإحتفال بميلاد ربنا الذي اخذ جسداً بشريا ليخلصنا، يسوع الذي هو بلا خطيئة حمل خطايانا في جسده الي الصليب وتحمل عقوبة الموت الذي نستحقه حتى نحصل نحن على الحياة الأبدية. ان ربنا يدعونا الآن ان نتبعه في خطواته ونعطي ذواتنا للآخرين في حياة كلها حب وخدمة وعطاء، فنحن عطية لمن حولنما كما ان المخلّص كان هِبة لنا ” فَشُكْرًا للهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”(2كورنثوس15:9).   

صلاة: تعظِّم نفسي الرب * وتبتهجُ روحي بالله مخلِّصي. لأنه نظر إلى تواضع أمَته * فها منذ الآن تطوِّبني جميعُ الأجيال. لأن القدير صنعَ بي عظاَئمِ * واسمُه قدُّوس. ورحمَتُه إلى أجيالٍ وأجيال * للَّذين يتَّقونه. صنعَ عزَّاً بساعِدهِ * وشتَّتَ المتكبِّرين بأفكارِ قلوبهم. حطَّ المقتدرين عن الكراسي * ورفعَ المتواضعين. أشبعَ الجياعَ خيراً * والأغنياء أرسلهم فارغين. عضدَ يعقوبَ عبدَهُ * فذكرَ رحمتَه.

كما تكلَّم لآبائنا * ابراهيم ونسلِه إلى الأبد. المجد للآب والإبن * والروح القدس

كما كان في البدء والآن وكل أوان * وإلى دهر الداهرين. آمين

قراءة وتأمل: اشعيا1:9-6 ولوقا 1:2-14

الأحد الرابع من زمن الميلاد 24 ديسمبر

تأمل:” أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ“(متى18:1-25)

عند تأملنا فيمن هو “يسوع” و”عمانوئيل” سنعرف معنى ميلاده العجيب. يسوع= هذا هو النطق اليوناني لاسم يشوع أو يهوشع أي الرب يخلص. أي كل من يقبله سواء يهود أو أمم فهو يستطيع أن يخلص القلب من محبة الخطية وسلطان الخطية وقوتها، وهو يخلصنا من عقوبة الخطية ويصالحنا مع الله الآب، وأن عشنا في حضرة الله الآب تهرب الخطية. واليهود فهموا الخلاص بطريقة خطأ، فهم فهموا أن الخلاص يكون من الرومان أو من أي مصائب وقتية، ومازال البعض حتى الآن يفهمونها هكذا. وكان هذا هو الفهم الخاطئ لتلميذيّ عمواس (لو21:24). أن المسيح جاء وتجسد في ملء الزمان، ولكن كان هذا في خطة الله الأزلية وسبق وكشفه على لسان النبي اشعيا.

اما “عمانوئيل” كلمة عبرية معناها “الله معنا” أو بالحري “معنا الله”. وهو اسم رمزي. ولقد تنبأ اشعياء بمولد عمانوئيل أي المسيح المنتظر قبل مولده بسبعة قرون وثلث وكانت تنبؤاته رمزًا للمسيح، لأنه كان هو الله الذي “ظهر في الجسد” (1 تى 3: 16)، والذي ” فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا” (كو 2: 9).  فهل ادركنا من هو يسوع الذي نحتفل بمولده؟

صلاة: أيها الإله العظيم في فرح وتعجب تأملنا في معجزة مجيئك بيننا ورغما اننا لا يمكننا ان نتفهم سر مجيئ يسوع الي عائلة بسيطة مريم ويوسف ولكننا نعرف انها معجزة حب لا يمكن قياسها. لقد احتضن حياتنا البشرية ثم قدّمها على الصليب حتى تكون لنا ملء الحياة. ساعدنا لنستقبل تلك الحياة ونعيدها اليك في خدمة حب من اجل ملكوتك. آمين.

قراءة وتأمل: صموئيل الثاني 1:7-16 و رومية25:16-27 و لوقا26:1-38

عيد الميلاد الأثنين 25 ديسمبر

ايها الأب الكلي القدرة والأبدي، اشكرك من أجل ابنك ربنا يسوع المسيح الذي وضع نفسه وتجسد وأصبح بشرا مثلنا ليتمم خطتك نحونا التي وضعتها منذ امد بعيد وفتح لنا الطريق للخلاص. انا الآن انظر الي هذا اليوم وكلي رجاء في الخلاص الذي وعدتنا به لكي أخلص عند مجيئ ربنا يسوع المسيح في مجده. ان مجيئه قد أعلنه الأنبياء في القديم، وها هي مريم الأم العذراء حملته في احشائها بحب لا يُوصف، وها هو يوحنا المعمدان الصوت الصارخ في البرية قد أعلن ظهوره وعرّفه للكثيرين. ها اننا قد امتلأنا بحب يسوع جميعنا وبالفرح ونحن نستعد للاحتفال بذكرى ميلاده العجيب، وآمل عند مجيئه ان يجدني مصليا وقلبي ممتلئ بالتسبيح والحمد. في تذكار مجيئ ربنا ومخلصنا يسوع، ارجوك ايها الآب ان تمنحني في عيد الميلاد كل النِعم التي احتاجها عند مجيئه لخلاص نفسي واسألك خاصة هذه النعمة (اذكر النعمة المطلوبة). ان حب يسوع ابنك قد اظهره لنا عندما صار انسانا ليخلصنا فأسألك ان تمنحني طلبتي هذه اذا ما كانت توافق مشيئتك المقدسة. آمين. 

 

  • بعض التأملات مأخوذة من From “Jesus God’s Promise-Advent Devotions” by Heneri J. M. Nouwen-2017 ومترجمة بتصرف

 

لوس انجلوس في 7 نوفمبر 2017

الشماس نبيل حليم يعقوب

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس انجلوس

 

 

 

[1] الصوم بحسب طقس كنيسة الأقباط الكاثوليك https://coptcatholic.net/p4201/

أن الصوم هو تشريع الإلهي ولكن كيفية الصوم هو تشريع كنسي ويحق فقط للكنيسة، كأم ومعلمة، أن تحدد الطريقة التي ترى أن الأنسب لأولادها لكي يحيوا زمن الاستعداد بروحانية وبطريقة تليق بإيمانهم المسيحي القويم. ويبقى الصوم تعبير عن الإيمان وعن العمق الروحي، لأن المسيحية لا تقوم على التظاهر بل أن السيد المسيح نفسه يأمر المؤمنين بأن يدهنوا رأسهم بالزيت لكي لا يظهروا للناس أنهم صائمون بل لأبيهم السماوي الذي يرى في الخفاء ويجازي علانية، فالمهم ليس ما يدخل الفم بل ما يخرج منه، فصوم بلا إيمان وبلا توبة حقيقة لن يفيد صاحبه. وبالتالي فالكنيسة تقدم لأبنائها نظاما معتدلا تاركة لمن يريد المزيد أن يفعله دون احتقار للآخرين ودون إدانة.

 المادة 94 (ق.882): يجب على المؤمنين في أيام التوبة أن يحفظوا الصوم بالطريقة التالية:

الفقرة 1: الصوم

الصوم هو الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) وإنما يجوز أكل السمك. والصوم واجب في الأيام الآتية:

1- صوم الميلاد ومدته خمسة عشر يوماً.

الفقرة 2: الانقطاع

الصوم الانقطاعي: هو الامتناع عن الأكل والشرب، من منتصف الليل إلى الظهر، إلى جانب الامتناع عن أكل اللحوم، وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) وهو واجب في الأيام التالية:

1- برامون الميلاد