برنامج صلوات صوم السيدة العذراء

برنامج صلوات صوم السيدة العذراء

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس أنجلـوس- كاليفورنيـا

جمعية جنود مريم-سلطانة الملائكة

 

برنامج صلوات صوم السيدة العذراء[1]

من 31يوليو حتى 15 اغسطس 2018

أو من يوم 7 اغسطس حتى 22 اغسطس 2018

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة فى المسيح يسوع وفى ضوء دستورنا السماوي وما حملناه من تقاليد تعلمناها وعشناها مع والدينا وفى أسرنا يرجى تنفيذ البرنامج التالي والذي ينقسم الى صلوات يومية وتأملات في اسرار المسبحة الوردية وتخصيص ساعة مقدسة للصلاة الجماعية العائلية لإستمطار مراحم الله بشفاعة أمنا القديسة مريم. صلواتنا في هذا الصوم المبارك نقدمها الي الله مع مريم أمنا وام شعب الله والمعلّمة وسلطانة الرسل، فهي التي تقدّمنا دائما الى ابنها وترشدنا في رحلة إيماننا، طالبين منها ان ترينا كيف يمكننا ان نحقق في حياتنا ما يريده منا ابنها حتى نستحق مواعيده الإلهية ونسألها ان تشركنا معها في فرحها التي اختبرته عند انتقالها المجيد بالنفس والجسد للسماء ونحن في ثقة قلبية ورجاء ثابت في ابنها يسوع المسيح مخلصنا الصالح.

صلوات وتأملات

اليوم الأول: التأمل في بشارة الملاك جبرائيل لعذراء الناصرة

وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الممتلئة نعمة. اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!».” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ”(لوقا26:1-29 و38)

تأمل: ان مريم، قد اظهرتِ تواضعها، وخضوعها الكامل لمشيئة الآب، لما بشّرها ملاكه جبرائيل بالحبل العجيب. كان جوابها “نعم”، بدَّلت به وجه البشرية، فتحقّق الخلاص للعالم بيسوع إبنها. بكلمة “نعم” من فم مريم البتول، بهذه الكلمة صار الله جسداً. إنه يدعى “الله معنا”. استجابت مريم دعوة السماء وأعطتنا يسوع ابن الله أخاً لنا جميعاً. فبماذا نبادل محبة الله هذه؟

الله محبة ويجب أن نبادله هذا الحب. قد قال لنا يسوع: “الذي يحبني يحفظ وصاياي”. إن فعل الاتكال الكامل والمطلق وبسلامة نية وبدون خوف أو شك، إنما هو حصيلة الفضائل الثلاث: الإيمان والرجاء والمحبة. إننا نمارس فعل الاتكال، لأننا نؤمن بالحب وهذه هي فضيلة “الإيمان” وبناء عليه نشعر بثقة تامة ووطيدة تجاه هذا الحب وهذه هي فضيلة “الرجاء”. وعندما لا نبغي إلا ما يريده الله، نمارس فضيلة المحبة فعلاً. وهكذا تربطنا هذه الفضائل الثلاث وتوحدنا بالله.

وعلينا أن نمارس فعل الاتكال، ليس فقط في ظروف حياتنا الصعبة، بل كل يوم وخاصة كل مرة نقوم بإعياء أعمالنا اليومية، كما يجدر بنا أن نجيب الله بلفظة “نعم” عندما يدعونا أو يطلب إلينا عملاً نحن نستطيع على مثال مريم أن نمارس هذه الفضيلة كي نسير في درب القداسة. فلنردد مع أمنا مريم ” نعم ” أي أن نتكل على إرادة الله كمن يقول: “ربي فلتكن مشيئتك في حياتي”.

يبدو هذا الأمر صعباً لكنه في نفس الوقت معزياً للنفس التي تعرف أن إرادة الله ما هي إلا خير الإنسان وكمال فرحه. عندما نعمل بموجب إرادة الله، نسير فعلاً في طريق القداسة، وعندئذ نستطيع أن ندعى أبناء مريم أم الله وأمنا. فلنطلب من مريم أمنا، ان نكون على مثالها، نُسلم حياتنا بثقة للآب السماوي، فيتم كل شيء بحسب مشيئته القدوسة، آمين.

يا قديسة، يا والدة الله البريئة من العيب، امنحينا نعمة التأمل كي نصغي إلى نداء الله في حياتنا،

وكي تكون لنا الشجاعة والقوة كي نجيب دائماً، بتواضع وفرح: “نعم” عندما يدعونا للشهادة لاسمه في المحبة وفي خدمة اخوتنا.

النعمة المطلوبة: أن أعرف وأتمم مشيئة الله في حياتي

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، يا من أُرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بانها ستكون ام الإبن الوحيد، صلي من اجلنا نحن الملتجئين اليك. يا مريم المحبوبة القديسة نهبك نفوسنا بجملتها لكِ، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ايضا وليكن مباركا حبلك الطاهر بلا دنس يا مريم العذراء المباركة ويا ام الله. احييك ايتها البتول الدائمة، يا والدة الله، يا عرش النعمة، يا معجزة قوة العلي. أحييك يا قدس الثالوث الأقدس وملكة الكون، يا أم الرحمة وملجأ الخطأة. أيتها الأم الـمُحبة، منجذبا بجمالك وعذوبتك وعطفك ورقتك، أتجه اليك بثقة أنا الخاطئ التعيس، وأتوسل اليك أن تستمدي لي من ابنك الحبيب النعمة التى أطلبها منك في هذه الساعة (أذكر طلبك). استمدي أيضا يا ملكة السماء ندامة حقيقية عن خطاياي الكثيرة، ونعمة الإقتداء بالفضائل التى مارستيها بإخلاص خصوصا التواضع، والطهارة، والطاعة. وفوق كل شيئ، أتوسل اليك أن تكونى أمي وحاميتي وأن تقبليني فى عداد ابنائك المخلصين، وأن تقوديني الى عرش مجدك السامي. لا ترفضي توسلاتي يا أم الرحمة. أشفقي عليّ ولا تتخلي عني فى حياتي وفى ساعة موتي. آمين.

نافذة: يايسوع الوديع والمتواضع القلب عِش فيّ

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة.

اليوم الثاني: مريم تزور نسيبتها القديسة اليصابات

“وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.  فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!(لوقا40:1-42)

تأمل: ان البتول القدّيسة مريم، بمحبّتها الفائقة، زارت نسيبتها أليصابات، لكي تخدمها، وهي

تحمل من سيمهّد الطريق أمام إبنها المخلّص الفادي. ضربت لنا مريم العذراء أروع الأمثال في

الحب الأخوي، عندما ذهبت لمساعدة نسيبتها أليصابات. ها هي تقدم لها خدماتها العادية. وهذه الخدمات البيتية في متناول الجميع. غير أن مريم العذراء حملت معها في هذه الزيارة السيد المسيح أي حملت الفرح والسرور. حملت يسوع شخصيا إلى بيت زكريا. نحن نعطي يسوع في مسيرة محبتنا الأخوية. نعطي يسوع روحياً ونعطيه فعلاً. فحيث يوجد البر والإحسان والمحبة، يوجد الله أيضاً. تترنم مريم العذراء بنشيدها ” تعظم نفسي الرب.. ” ويحق لها أن تجاهر: “لأن القدير أتاني فضلاً عظيماً، سوف تهنئني جميع الأجيال”. لقد خفق فؤادها فرحاً، وبهذا الفرح عبرت عن عميق شكرها لله. يجب أن نظهر جميل عرفاننا لله وأن نشكره، مع مريم وعلى مثالها وعلى قدر طاقتنا، لأنه غمرنا ويغمرنا بنعمه وخيراته. إننا كثيراً ما نتجاهل هذه الخيرات. إننا ننسى عطايا الله وخاصة عطية يسوع لنا. فلنرنم بعد كل مناولة نشيد مريم “تعظم نفس الرب…”

والأجدر بنا أن نردد دوماً مع سيدتنا مريم العذراء: “نعم” على الأرض، كي ننشد معها “تعظم” في السماء. لهذا علينا ان نطلب من الله الله أن يمنحنا هذه النعمة، وهي محبّة وخدمة القريب، خدمة مجّانية مجرّدة، فتكون لقاءاتنا وزياراتنا كلّها، في خدمة الله ومجد اسمه القدّوس، حينئذٍ نستحقّ أن ندعى له أبناء.

النعمة المطلوبة: أن أكون أكثر انتباعا لمن هم في احتياج

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي أوحيت إلى القدّيسة مريم البتول، وهي حامل بابنك المتجسّد، أن تخرج إلى زيارة أليصابات وهي حامل بيوحنا وتخدمها، إجعلنا ننقاد إلى صوت الرّوح القدس، فتعظمك نفوسنا وتبتهج بك أرواحنا مع البتول أمّنا للأبد.  وانت يا قديسة مريم، يا والدة الله الدائمة البتولية، امنحينا بشفاعة ابنك الإلهي، غيرة وحماسة شديدتين، لنوصل يسوع إلى الآخرين ونعرفهم به. اجعلي في قلوبنا فضيلة عرفان الجميل كي نشكر الله على جميع الخيرات التي منحنا إياها، وليغفر لنا فتورنا  في الحب، وتمادينا في اغتياب الغير، وإصدار أحكامنا الجائرة ونشر وشاياتنا الكاذبة هنا وهناك وفي كل مكان. نطلب هذا أيها الآب السماوي بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور وبشفاعة امنا مريم العذراء. آمين.

نافذة: يايسوع الحبيب عِش فيّ ّ

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة.

اليوم الثالث: ميلاد يسوع في مغارة بيت لحم

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا1:2و4-7).

تأمل:  لقد وضعت القديسة الطاهرة مريم، طفلها يسوع في مذود حقير، في مغارة، وهو من خلق العالم وكلّ ما فيه. لقد بدّل هذا اليوم وجه الأرض، فولد الخلاص لجميع الشعوب. ولدت مريم العذراء يسوع ربّها وإلها! يا لعظمة أحكامك يا الله! وكم هي عظيمة محبّتك لنا، تصاغرت وصرت منّأ، لتقرّبنا منك. إن الذي لا شك فيه هو محبة الله لنا: “ظهرت محبة الله لنا بان أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لنحيا به” (1 يو 4/9). إن ميلاد يسوع هو سر هذا الحب الذي به أعطانا الله ذاته. وهذا الحب ليس حدثاً عابراً في تاريخ البشرية. إنها حقيقة واقعية ونعيشها اليوم: الله معنا.

لطفل المغارة طبيعتان: إلهية وإنسانية. ونؤمن بهذه العقيدة كما آمنت بها السيدة العذراء والقديس يوسف. ونحن نسجد له لأنه إلهنا.

ثمرة هذا السر هو أن نؤمن بمحبة الله اللامتناهية. لقد غمرنا بمحبته: “ونحن عرفنا محبة الله لنا وآمنا بها” (1 يو 4/16) نحن نؤمن بيسوع، إذا نحن نؤمن بمحبة الله. لنطلب هذا الحب أيضاً ولنتعرف عليه أكثر فأكثر:”الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ويعرفوا الذي أرسلته يسوع المسيح” ( يو 17/3).

فالله محبة: “من أقام في المحبة أقام في الله وأقام الله فيه” (1 يو 4/16 – 17).

فلنطلب من الله أن يعطينا بشفاعة مريم، أن نفهم هذه المحبّة، لكي نعيشها مع إخوتنا كما أوصانا الرب. آمين.

النعمة المطلوبة: ان أكون اكثر انتباها الى احتياج الفقراء والمطرودين والذين بلا مأوى.

صلاة: ايها الأب الكلي القدرة والأبدي، اشكرك من أجل ابنك ربنا يسوع المسيح الذي وضع نفسه وتجسد وأصبح بشرا مثلنا ليتمم خطتك نحونا التي وضعتها منذ امد بعيد وفتح لنا الطريق للخلاص. انا الآن انظر الي هذا اليوم وكلي رجاء في الخلاص الذي وعدتنا به لكي أخلص عند مجيئ ربنا يسوع المسيح في مجده. ان مجيئه قد أعلنه الأنبياء في القديم، وها هي مريم الأم العذراء حملته في احشائها بحب لا يُوصف، وها هو يوحنا المعمدان الصوت الصارخ في البرية قد أعلن ظهوره وعرّفه للكثيرين. ها اننا قد امتلأنا بحب يسوع جميعنا وبالفرح ونحن نستعد للاحتفال بذكرى ميلاده العجيب، وآمل عند مجيئه ان يجدني مصليا وقلبي ممتلئ بالتسبيح والحمد. في تذكار مجيئ ربنا ومخلصنا يسوع، ارجوك ايها الآب ان تمنحني في عيد الميلاد كل النِعم التي احتاجها عند مجيئه لخلاص نفسي واسألك خاصة هذه النعمة (اذكر النعمة المطلوبة). ان حب يسوع ابنك قد اظهره لنا عندما صار انسانا ليخلصنا فأسألك ان تمنحني طلبتي هذه اذا ما كانت توافق مشيئتك المقدسة. آمين

نافذة: يايسوع المولود في مغارة اقبل ان تتخذ قلبي مغارة لك. ّ

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،

خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة.

اليوم الرابع: تقدّمة يسوع إلى الله على يد سمعان الشيخ في الهيكل.

وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ. وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: «الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ.وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ”(لوقا22:2-34).

تأمل: لقد حملَت القديسة مريم طاعتها للشريعة مع القدّيس يوسف بأن يقرّبا يسوع إلى الله، على يد سمعان الشيخ، الرجل البار. قدّمت ابنها إلى الهيكل وهو سيّد الهيكل، من قرّب نفسه ذبيحة لأجل خلاص العالم. مما لا شك فيه أن لوقا الإنجيلي أراد أن يلفت انتباهنا إلى قلق مريم ويوسف في التقيد الكلي بتطبيق شريعة الرب. وهو يهدف من جراء ذلك إلى وجوب تقيدنا الكلي بوصايا الكنيسة وشرائعها والعمل بموجبها. فقد العالم في عصرنا هذا روح الطاعة والامتثال لأوامر الكنيسة، لأنه لم يعد يؤمن بأن الكنيسة هي المسيح، جسد المسيح السري كما يقول مار بولس. قد نسي البعض إن الله خولها مهام التعليم والسلطة: “من سمع منكم سمع مني”.

إن الروح القدس الذي يواصل رسالة المسيح، يوجه الكنيسة وبوساطتها يرشدنا ويعلمنا. فيتوجب علينا إذاً أن نصغي إلى تعاليمها ونتمثل بكل ما تفرضه علينا كي تزداد قداسة.

علينا أن نصغي إلى تعاليم الكنيسة ليس فقط في عظائم الأمور، بل في مجريات حياتنا اليومية، وحياتنا الروحية، وأن نتجنب كل منكر وكل شيء لا تقره ولا تؤيده. ولا يتم هذا الخضوع إلا على دعائم الإيمان.

لنفكر بفرح سمعان الشيخ الذي حمل يسوع بين ذراعيه. وها نحن أقرب إلى يسوع من سمعان فنحن نتغذى من يسوع في القربان الأقدس! يجب إذن أن توازي فرحتنا فرحته وأن نبارك الله دوماً ونسبحه على مثاله. كما يجب أن نعمل بحسب وصاياه التي تذكرنا بها الكنيسة أمنا في الإيمان والرجاء والمحبة .

فلنطلب من الله ان يساعدنا أن ندرك عظمة هذا السرّ العجيب، سرّ افتداء البشر، فنعيش طوال حياتنا، في محبّة الله تعالى، الذي وهبنا دون استحقاق، ابنه الوحيد لافتدائنا.

النعمة المطلوبة: ان افتح قلبي لحكمة الله وان اتمم شريعته

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، أتيت اليوم لأتذكر تقريب ابنك الوحيد المتجسّد في الهيكل، فاسمح لي أنا ايضاً أن أمثل بين يدي عزّتك وجلالك، بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين. اللّهم، منبع النّور ومصدره، يا من أرشدت اليوم سمعان القدّيس الشّيخ إلى المسيح، النّور السّاطع لهداية الأمم: قدّس، ببركتك الواسعة صلاتنا هذه التي تسبّح اسمك الكريم وسِر بها، يا رب، بسبل الفضائل، إلى النّور الأبدي الذي لا غروب له. بالمسيح ربنا. آمين. يا سيّد الأزمنة والدّهور، يا من حقّقت رغبة سمعان الشيّخ، فلم يذق الموت قبل أن يعاين المسيح ويحمله على ذراعيه، أتمّ، بحقّ تناولنا الخبز الحيّ، نعمتك علينا، فنبلغ الحياة الأبدّية، نحن الذين خرجنا للقاء المسيح الرّبّ، الحيّ المالك إلى دهر الدهور. آمين. يا أم الله المباركة، يا من صعدت الى الهيكل وتقدمتك زوجي يمام طبقا للشريعة، صلي لأجلي حتى يمكننى أنا أيضا أن أحافظ على الوصايا وأن أكون نقي القلب مثلكِ. يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي. آمين.

نافذة: يايسوع ساعدني ان انمو في النعمة والحكمة امامك وامام الناس ّ

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة.

اليوم الخامس- لمّا وُجدِ يسوع في الهيكل بين العلماء يسمع إليهم ويسألهم.

وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ.وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!”(لوقا42:2-48)

تأمل: بعد ثلاثة أيّام، من العناء والقلق واللهفة، وجدت الأم الحنون، ابنها يسوع في الهيكل بين العلماء. فزال خوفها، وحلَ السلام والفرح والطمأنينة في قلبها الطاهر. نستمد إيماننا من عمادنا. الإيمان عطية مجانية تؤهلنا لأن نقبل ونؤمن بالحقائق الدينية التي يعلمنا إياها السيد المسيح، بواسطة الكنيسة. لماذا نؤمن؟ سؤال علينا طرحه وإيجاد الجواب عنه كي يزيد إيماننا فينا.

إذا ألقينا نظرة على مجتمعنا، وجدنا فريقاً لم تطرح عليه هذه الأسئلة، منذ جلوسه على مقاعد الدراسة وتلقيه مبادئ دينه، كما لم يمارس أبداً أفعال الإيمان.

وينظر فريق آخر إلى الدين نظرة سطحية عاطفية، لا تقوم على ركيزة الإيمان نفسه.

وتتواجد أيضاً في مجتمعاتنا نفوس تقية، لا تحاول أن تتعمق في أمور الدين، وتعيش ضمن

معلومات دينية مكتسبة، ولهذا فان مثل هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى ذوق سليم، ورغبة ملحة في قبول عقيدة الإيمان الصادرة عن الله والتي تعرفنا به وتقربنا إليه.

إذا توقف عازف البيانو عن ممارسة فنه، فقد مهارته. قس على ذلك حياة الإيمان. فإنه لزاماً علينا أن نحافظ على هذه العطية ونرعاها ونغذيها وذلك بالقراءات الروحية ومضاعفة الممارسات الدينية.

فلنطلب من أمنا مريم، أن تعلمنا أنّه لا نقدر أن نجد يسوع، إلّا بالاجتهاد والسعي المتواصل، والعمل والسير بصبر في مسيرة حياتنا الشاقّة. وقتئذٍ فقط، نجد الطمأنينة والسلام، والفرح الحقيقي الذي لا يزول، فرح اللقاء مع يسوع. آمين.

النعمة المطلوبة: أن أحمل مصاعب أي مهمة في حب

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، يا من حافظت على تنفيذ الوصايا والشرائع الإلهية علمينا ان

أنفذها ونعمل بها بقلب مملوء حبا لله تعالى. آمين.

نافذة: يايسوع الحي مشّرع الوصايا، عِش فيّ

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم السادس – اعتمد يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»”(متى13:3-17)

تأمل: عندما يقتبل المسيحي سر العماد، يصبح عضوا ً في جسد المسيح السري، الذي هو الكنيسة. وبقوة هذا السر ينال ختما ً روحيا ً لا يمحى هو علامة انتمائه الى المسيح، ورمز اشتراكه بكهنوت المسيح، هذا الاشتراك الذي يخوله نيل الاسرار الاخرى والاشتراك بحياة الجماعة المسيحية. ان هذا الانتماء للمسيح الذي بدأ بالعماد، يجب ان ينمو ويصبح نشطا ً في حياة المؤمن، بحيث يصبح كل مسيحي رسولا ً في محيطه، كالخميرة في العجين حسب تعبير ربنا له المجد. ويعطي شهادة حية لايمانه وانتمائه وذلك باعماله الصالحة وتصرفاته الحسنة مع الآخرين. في داخل الاسرة مع الكبار والصغار، ومع زملائه في محيط عمله، بحيث تكون اعماله ونشاطاته مطابقة لارادة الرب وتعاليمه وبذلك يحقق قول ربنا: ((ليضيء نوركم قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات)) (متى 5 : 16). وفي حادثة العماد نجد يسوع ينحني أمام يوحنّا في نهر الأردن ليعتمد. فانفتحت السماوات، وهبط الروح القدس عليه كأنّه حمامة، وإذا بصوت الآب يعلن إبنه الوحيد للعالم: “هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت”. ويرسله لكي يتمّم محبّته وعهده لمن أحبّهم. ونحن أيضا يكشف لنا الآب السماوي رسالتنا لكي يُسر بنا. فأطلبي لنا يا أمّنا، نعمة لنفهم مشروع الله في حياتنا، ونتمّم مشيئته فينا، فنسمع صوته يقول لكل منّا: “هذا هو ابني الحبيب…”..ان مريم ام الكنيسة تساعد بكل تأكيد كل من يلتجيء اليها طالبا ً عونها في تأدية رسالته، وتلهمه طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب. آمين.

النعمة المطلوبة: ان احيا وعود معموديتي

صلاة: يا يسوع، أنت هو الله الرحوم مخلص كل أحد الذى تجسد من الروح القدس و من القديسة مريم العذراء والذي ولدته في بيت لحم. الذي نما قليلا قليلا بشبة البشر بغير خطية واحدة. الذي أتى الى الأردن واعتمد من يوحنا المعمدان. الله الجالس على الشاروبيم قد أتى الى الأردن واعتمد فيه. الذي زين السماء بكثرة النجوم تعرى من ثيابه، والصورة التى فسدت وماتت بالخطية جددها مرة أخرى بعماد الماء. الذى شهد لة يوحنا بن زكريا قائلا: أن الرب يسوع المسيح لما تعمد و صعد من الماء اذ السموات قد انفتحت لة و رأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا علية وصوت من السموات قائلا: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت. وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا الية فقال: هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم. فيا حمل الله حامل خطية العالم اغفر ذنوبنا واترك خطايانا وأقمنا على جانبك اليمين. و اذ قد أنعمت علينا يا سيدنا بالميلاد الذى من فوق بواسطة الماء وروحك القدوس, فاجعلنا مستحقين بداله بغير خوف أن ندعو الله أباك أبا لنا و نرفع أصواتنا

و نقول: أبانا الذي في السموات…..

نافذة: أيها الروح القدس زِد رجائي

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم السابع- يسوع أظهر مجده في عرس قانا الجليل

وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ.وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ0 وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً”(يوحنا1:2-12)

تأمل: ان مريم العذراء تهتم بالمتعبدين لها، وتهرع لمساعدتهم في مختلف احتياجاتهم روحية كانت ام زمنية، وتسهر عليهم وتحافظ عليهم. وفي حادثة قانا تظهر لنا اهتمام مريم الوالدي، لقد لاحظت مريم ارتباك اهل العرس لان الخمر قد نفذ. فرقت لحال العريسين وارادت ان تفعل شيئا لهما، فبادرت الى يسوع ودنت منه هامسة بكلمات اعربت له فيها عن ضيقة اهل العرس وحاجتهم الماسة، فحركت شفقته، مستنجدة قدرته بقولها: ((ليس عندهم خمر)). فاجاب: ((مالي ولك يا امرأة، لم تأتي ساعتي)). لكن مريم كانت واثقة من تلبية ابنها لطلبها، لذلك التفتت الى الخدم وقالت لهم بحزم: ((مهما يأمركم فافعلوه)). لقد حقق يسوع امنيتها فحول الماء الى خمر معبرا عن احترامه الفائق لامه.وهذه اول معجزة يجترحها يسوع في قانا في بدء حياته الرسولية، وقد جاءت تلبية لطلب امه لا غير. ويضيف الانجيل ان هذه الاعجوبة ثبتت ايمان التلاميذ بيسوع. وهذا يعني ان اهتمام مريم بنا يقوي ايماننا ويزيد من تعلقنا بيسوع. وان كانت مريم قد تدخلت لحل مشكلة آنية وحاجة مادية عابرة في قانا الجليل، فكيف لاتتشفع من اجل البشر في حاجاتهم الروحية ومن اجل خلاصهم؟.

لقد حان الوقت ليظهر يسوع مجده أمام الجميع. ولم يكن حضور مريم صدفة في العرس، لأنّها كنت دائمًا بقربه حتّى الصليب. فهمت وأدركت كلّ شيء منذ لحظة بشارتها. ولم يستجب يسوع طلبها تحويل الماء إلى خمر رغم أنّ “ساعته لم تأت” إلاّ إجلالاً لها لأنها أمّ الملك، واحترامًا فائقًا لرغبتها. فكما سارعت وطلبت مريم معجزة لمّا نفذت الخمر، فلنطلب منها دائما ان تسرع  لتلبية حاجاتنا الروحيّة والزمنيّة عندما نسألها بإيمان وثقة. وهو سيعطينا بشفاعتها أكثر فأكثر؛ لأنّ هذا الخمر، سيحوّله فيما بعد، إلى دمٍ يسفكه كلّ يوم لأجل خلاصنا، غذاءً أبديًّا لنفوسنا.

النعمة المطلوبة: ان اكون أكثر انتباها لعلامات أعمال الله في حياتي

صلاة: يا يسوع، أنت هو كلمة الأب الأزلي والذى اجتمع مع أمه العذراء مريم وآبائنا الرسل الأطهار فى العرس بقانا الجليل و لما فرغت الخمر قالت مريم لك يا يسوع ليس لهم خمر. ستة أجران ماء حولتها يا سيدي الى خمر مختار بقوة لاهوتك وكانت هذه هي بداية الآيات التي فعلتها يا يسوع في قانا الجليل وأظهرت مجدك فآمن بك تلاميذك ورسلك الأطهار. أنت هو المسيح الحي حمل الله حامل خطية العالم، فأغفر ذنوبنا واترك خطايانا، وأقمنا عن يمينك. أنت الذى من الشاروبيم ومن الساروفيم يتقدس ويتبارك أسمك، ومن ألوف ألوف و ربوات ربوات خدامك الناطقين يتعظم مجدك، قدس أيضا أجسادنا وأرواحنا كلنا، لكى بقلب طاهر ووجه غير مخزى نصرخ نحو أبيك القدوس الذى فى السموات و نقول: أبانا الذى……..

نافذة: أيها الروح القدس زِد إيماني

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،

خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الثامن: يسوع يعلن ملكوت الله ويدعونا للتغيير

وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ»”(مرقس14:1-15)

تأمل: إنّها الرسالة التي جاء من أجلها يسوع، وهي إعلان مجيء الملكوت، ودعوة الجميع إلى توبة صادقة ومصالحة حقيقيّة مع الربّ: “حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”. إنّ سرّ محبّة الله للعالم لا يدرك، إلاّ عندما ندخل في أعماقه من خلال سرّ الفداء والصليب. هنا تتجلّى محبّته ويتمّ زمن التوبة والمصالحة. لذلك علينا أن نجيب على نداءاته المتكرّرة لنا، وأن نفهمها كما فهمتها مريم منذ البشارة، وسارت بوحيها إلى أسمى المراتب عندما اختيرت أمًا للرب. فلنصلي الي أمّنا القديسة مريم لكي تساعدنا ان نفتح أعيننا على النور الحقيقيّ، فنتصالح مع الله من خلال إخوتنا. هكذا فقط نلبّي نداءه بيسوع إبنك. آمين.

النعمة المطلوبة: ان تكون حياتي مثمرة بالأعمال الصالحة

صلاة: أيها الآب القدوس، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أشكرك لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لنا في ابنكِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ. فعرّفتنا كُلُّ شَيْءٍ كما نْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ فلك المجد والتسبيح والشكر الآن وكل آوان والى دهر الدهور. آمين.

نافذة: أيها الروح القدس هبني ان أكون رسولاً حقيقيا ليسوع

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم التاسع: تجليّ يسوع

وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ. وَكَانَتْ سَحَابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا»”(مرقس2:9-3و7)

تأمل: إنّ يسوع مرّة أخرى يظهر مجده لتلاميذه، فتنفتح أعينهم، ويدركوا سرّ علاقته بأبيه. “لقد تألّق مجد الألوهيّة على وجهه”. فعلى الجبل، “بينما هو يصلّي، تغيّر وجهه، وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق، وانطلق صوت من الغمام يقول: هذا هو إبني الذي اخترته، فله اسمعوا”. ماذا يريد صوت الآب: “هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا” إلا أن نقبل كلمة الله المتجسد في حياتنا، نسمع له، ونثبت فيه فنصير نحن أنفسنا أبناء الآب المحبوبين له. نسألك يا ربّ، بشفاعة أمّ الطهارة مريم، أن تجعل قلوبنا تتلألأ طهرًا، وضمائرنا نقاء، ونور تجلّيك يخرق عيوننا، فلا نعد عميان البصيرة عن سرّ حبّك الكبير، وشوقك الأزليّ لنا ونصغي إلى صوتك لنعكس

نورك للآخرين. فنصعد جميعًا جبل القداسة، ونتجلّى حبًا وطهرًا وسلامًا. آمين

النعمة المطلوبة: ان يكون أي عمل أقوم به يعكس دائما نور المسيح

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي يوم تجلّي ابنك المجيد، دعمت أسرار الإيمان بشهادة موسى وإيليّا، وأشرت إلى تبنّيك لنا تبّنياً كاملاً عجيبا، منّ علينا نحن عبادك بأن نسمع لصوت ابنك الحبيب، فنكون شركاءه في الميراث السّماويّ. هو الاله الحي. آمين.

نافذة: أيها الروح القدس هبني ان احمل نور الأنجيل ليصل الي كل ركن مظلم من العالم

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم العاشر:  يسوع بؤسس سر الإفخارستيا

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي». ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ»”(مرقس22:14-25)

تأمل: إنّه منتهى الحبّ، هذا الذي أحبّنا به الله. “ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه”،حتّى قدّم لنا جسده ودمه غذاء أبديًا تحت شكلي الخبز والخمر، “فأعطى حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل للبشريّة”. نطلب منك أيّتها العذراء القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما تقدّمنا من سرّ القربان، بأنّنا نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لاستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق،ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين

النعمة المطلوبة: ان أكون حاملاً المسيح الى العالم

صلاة: اللهم، يا من ترك لنا ذكرى آلامه في هذا السرّ العجيب، هبْ لنا أن نُكرِّم جسدك ودمك المقدَّسين، فنجني في نفوسنا ثمرة فدائك على الدوام. أنت الحي المالك إلى دهر الدهور. آمين.

أيها الإله ربَّنا، إنَّنا نؤمن ونُقرّ بأنَّ يسوع المسيح، الذي ولدته مريم البتول، وقاسى آلام الصليب، حاضرٌ في سرّ القربان المقدّس، فهب لنا أن نستقي من هذا الينبوع الإلهيّ، ما يجعلنا أهلاً للخلاص الأبدي. بالمسيح ربنا. آمين.

أيها الإله ربَّنا، اجعلنا نرفع إلى الحمل الذبيح من أجلنا، والمحتجب في سر القربان المقدّس، ما يليق به من الحمد والشكر، فنكون أهلاً لأن نراه في جلال المجد السرمدي. هو الحيّ المالك إلى دهر الدهور. آمين. لقد أعطيتنا، يا إلهنا الكريم، خبز السماء الحق، فهب لنا أن نحيا معك بقوّة هذا الغذاء الروحي، ونقوم قيامةً مجيدةً في اليوم الآخر. بالمسيح ربنا. آمين.

نافذة: أيها الروح القدس أرني كيف ان أخدم بأمانة الآحرين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الحادي عشر: يسوع يُصلب

فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ”(يوحنا17:19-18 و25-27).

تأمل: حملت أيّها المسيح صليب الفداء، ومشيت على طريق الجلجلة الطويل، دون أن تفتح فاك؛ وأنت عالم بأنّ هذا ما ينتظرك، لأنّك لأجل ذلك جئت إلى العالم، كي ترفع بصليبك خطايا البشر.

وصرخ للآب السماوي قلئلا:”يا أبتِ، في يديك اجعل روحي”. فلنتأمل مع مريم، بهذه الكلمات الأخيرة، التي بها أسلم ابنهاِ الروح وهو معلّق على الصليب؛ ذاك الذي خلق السماء والأرض، من جاء ليرفع عارَنا، رُفع على خشبة العار؛ فغلب الموت بالموت، وهو ربّ الحياة، لكي نحيا معه للأبد. إنّ حزن الأم القدّيسة، يوازي كلّ العذابات في العالم. أي عزاء يخفّف عن ام الحزانى هذا الألم، الذي يعصر قلبها الرؤوف، اي عزاء يمحي من قلبها أوجاع الأم المفجوعة، وهي ترى ابنها الوحيد ينوء تحت ثقل صليبه وحده. ان مار يوحنا الانجيلي اراد ان يذكرنا في سرده حوادث الآم المسيح بوجود مريم قرب يسوع في ساعاته الاخيرة عندما اختتم رسالته الخلاصية واتم عمل الفداء. لقد كانت هناك لتقدم ابنها ذبيحة للاب الازلي مشتركة بعمل الفداء لا من بعيد بقبولها بتضحية ابنها فحسب، ولكن من قريب بحضورها المباشر تحت الصليب. ولذا قيل ان مريم. اشتركت فعلا ً بالفداء عندما اعتصر الألم قلبها الوالدي وهي ترى البريء يتجرع كاس العذاب ويقتل، فقبلت بملء ارادتها اتمام مخطط الله الخلاصي بشخص ابنها وقبلت بطواعية كاملة ذبيحة الجلجلة الدموية، وصمدت الى جانبه راضية بالمحرقة. لنطلب من مريم ان تهبنا قليلا ً من محبتها وعونها في المحن والآلآم التي نمر بها في حياتنا. فلا بد للانسان ان يمر بفترات صعبة في حياته. ففي تلك الساعات الحرجة الاليمة لنرفع افكارنا نحو مريم ونتأملها وهي تحت الصليب فنستلهم منها قوة للصمود . واذا كان لابد من التضحية احيانا ً فلنقدمها مع مريم لتكتسب قيمة في نظر الله.  فلنطلب من الله أن لا نهين بعد اليوم صليب من أحبّنا وافتدانا، وليكن وعدنا له صادقاً، بعدم الرجوع إلى الخطيئة. فنكون أمناء لهذا الافتداء المجيد، إلى آخر أيّام حياتنا، آمين.

النعمة المطلوبة: ان افهم قيمة الألم وان لا أذوق الموت فجأة بل أكون دائما على استعداد

صلاة: يا يسوع المسيح، الله الإنسان، يا من كُللت بالأشواك حاملاً خشبة العار ومرتديا الحلّة

الملوكية الأرجوانية، ها أنا بدمك الثمين أمجدك يا رجل الأوجاع وأعترف بك الهي وملكي.

يا يسوع الـمصلوب، ها أني أجحد الشيطان وأكره الشر والخطيئة التي أبعدتني عن ربي والهي المحبوب واعترف بولائي لك كمخلص ورب واتوسل اليك ان تجعلني مِلكا لك بقوة حبك العجيب. أعدك أن أكون أمينا كي تُسر بي وان اهرب من كل سبب خطيّة وبأن أحمل مسؤوليتي بأمانة كمؤمن صالحاً تابعاً لكنيستك الكاثوليكية، وأن أمارس بمعونتك الفضائل الإلهية. يا يسوع المصلوب، اقبل صلاتي التي ارفعها اليك اليوم كتعبير عن امتناني الخالص لكل الأحزان والآلام التي عانيتها وحملتها نيابة عني وتكفيرا عن جميع خطاياي وبرهانا لحبك العظيم لي. أعترف بك أنت إلهي وملكي يا من شئت أن تتجسد لكي تنقلني من الموت الأبدي للحياة الأبديـة. أشكرك كأخ حقيقي وضع نفسه وحياته من أجلي وبرهانا ان الحب العظيم يمكن تحقيقه، فأسألك المغفرة عن ضعف تذكّري لك وفي صليبك وسامحني لأنني كنت سبب أحزانك وآلامك بخطاياي العديدة التي اقترفتها طيلة حياتي. ها أنا أمجدك خاصة في القداس الإلهي والذي هو صورة تقدمتك على الصليب، فعلّمني كيف أوحد آلامي ومتاعب حياتي مع آلامك وأحزانك. آمين.

نافذة: أيها الآب السماوي عزي كل من يتألم واجعلني دائما مؤمنا بقيامة الجسد والحياة الأبدية

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الثاني عشر-يسوع يقوم من بين الأموات

وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ”(متى1:28-2 و5-6)

تأمل: سر القيامة، وهو وان كان يذكرنا بقيامة المسيح، لكنه يشير ايضا ً الى قيامتنا. فأن المسيح

قد قام من القبر، وكان لقيامته بالغ الأثر في مصير البشرية، لانه هو راس الكنيسة ونحن اعضاؤها، فكما انتصر المسيح على الموت بقيامته، هكذا سنقوم معه من وهدة الأثم وننتصر على الموت. ان المسيح هو آدم الجديد الذي اصلح ما افسده آدم الاول بمعصيته، فشق للانسان الطريق الى السماء والى السعادة في ظل الله، ولهذا يردد مار بولص قائلا ً: ((كما ان المسيح قد قام هكذا نحن سنقوم معه)). ليس الموت نهاية الانسان او تلاشيه، والا لما بقي معنى للحياة، ولما بقي قيمة للعمل والانشطة، بل هو مرحلة عبور للقاء الله، هو اغماضة عن هذه الدنيا من اجل انفتاح في اللامتناهي وفي الكمال حيث لاخوف ولا ألم، بل الخير الكامل والجمال الكامل، وحيث لاصراع بين شر وخير، بل حب كامل، والانسان طالما يتوق الى الكمال وهو على الارض لكن لايناله الا في السماء. ما أجمل ان نتأمل بهذه الحقائق التي تبعث الامل والفرح في النفس المؤمنة حين تلاوة مسبحة الوردية. من كان للعذراء مكرما ً لن يدركه الهلاك ابدا إنّنا نفرح معِ العذراء المجيدة، بقيامة ابنهاِ يسوع منتصراً على الموت، قاهراً سلطانه. فأثبت أنّه وحده ربّ الحياة والموت، ولا أحد سواه. بالقيامة ابتدأ عهد جديد، عهد المحبّة والمصالحة والغفران. بالقيامة فُتحت أبواب السماء وأشرقت أنوار الربّ على المعمورة. إنّه الفرح الحقيقيّ بعد الحزن والألم. اجعلنا ربّي، بشفاعة والدتك القدّيسة، أن نعيش فرح القيامة مع إخوتنا طوال حياتنا، آمين.

النعمة المطلوبة: ان تزداد فيّ فضيلة الرجاء

صلاة: يا يسوع، أنا أؤمن بأنه بقوتك وحدك قد قمت من الموت بنصر مجيد كما وعدت. أسألك

ان يكون هذا السر العجيب سبباً في تقوية رجاءي في حياة اخرى افضل فيما بعد الموت ولقيامة جسدي في اليوم الأخير لسعادة أبديـة. أرجوك يا سيدي أن تقيمني في المجد بقوة قيامتك المجيدة، وأن تجعل جسدي مماثلاً كجسدك في مجده، وان تمنحني الدخول للسماء وللحيـاة معك في الأبديـة. أنا أؤمن بأن قيامتك يا يسوع هي أكليل وتمجيد لحياتك وعملك على الأرض كابن الإنسان كما طلبتها من الأب السماوي في صلاتك الشفاعية الأخيرة. أن قيامتك هي بداية الحياة المجيدة كإبن الله وهي أيضا اكليل لحياتِك المتألـمة التى عشتها على الأرض.

يا يسوع، يا ملكي وربّي القائم من الموت، ها أنا أكرّم وأقدس بشريتك المقدسة تلك التي نالت الملكوت الأبدي والتمجيد والقوة والفرح، وها أنا أفرح معك يا سيدي ومجدي وأبديتي وكل قوتي.

باستحقاقات سر قيامتك المجيدة أسألك ان تساعدني أن أقوم معك روحيا وأن أحيا حياة خالية من الخطيّة حتى أتمكن من أن أتمم مشيئة الله فى كل الأشياء، وأن أتحمّل الألم بكل صبر بمعونتك وبواسطة أسرار كنيستك المقدسة فتتقوي نفسي أكثر وأكثر وتتقدس بالنعمة التى هي الطريق الى الحياة الأبديـة في السماء، ولتكن مشيئتك يا الله دائما وابداً. آمين.

نافذة: يارب أنا واثق في وعدك بالحياة الأبدية

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الثالث عشر: يسوع يصعد للسماء

وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ.وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى

السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ،وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ»”(اعمال9:1-11)

تأمل: انتهت رسالة يسوع على الأرض بجسده البشريّ، بعد أن عرّفنا على الله الآب. وكان لا بدّ أن يعود من حيث أتى. لقد أتمّ رسالته. فكانت أن علّمنا كيف نتوق إلى السماء، وأنّ منزلنا الحقيقيّ ليس على هذه الأرض. فلنطلب من أمّنا مريم العذراء، أن نترفّع عن كلّ خيرات الأرض، فيكون اهتمامنا فقط، الاستعداد للقاء الآب السماويّ، حيث الحياة الأبديّة، وحيث الملكوت معدّ لنا، آمين

النعمة المطلوبة: ان اكون رسولا للأنجيل لكل من أقابلهم في حياتي

صلاة: يا يسوع، أكرمك في يوم صعودك الى السماء وأفرح من كل قلبي من أجل المجد عند دخولك لتملك ملكك على السماء والأرض، فامنحني النعمة بعد أن تنتهي معركة الحيـاة أن أشترك معك في فرحك وانتصارك في السماء الى الأبد. يا يسوع، أؤمن بأنك دخلت الى مُلكك المجيد لتُعد لي مكانا لأنك وعدت أن تأت ثانية لتأخذني اليك، فامنحني أن أنال فقط فرح أن أكون أخاً لك وحبك لكي أستحق أن أتحد بك ومعك في السماء، وحينما تأت ساعة عودتي الي وطني السماوي وعندا أظهر أمام أبوك السماوي لأقدم حساب حياتي على الأرض فارحمني يا يسوع ولا تتركني. ان حبك لي يا يسوع قد نقلني من الشر الي الخير، ومن التعاسة الي السعادة، فاعطني نعمة أن أعلوا فوق ضعفاتي البشرية فإن بشريتك هي التي تعطيني الشجاعة والقوة عند ضعفي وتحررني من خطاياي. امنحني بنعمتك يا يسوع، الثبات لأنك دعوتني ووهبتني الإيمان بك، فاجعلني أحيا به وآت الي النعيم الأبدي هذا الذي وعدت به مؤمنيك. لقد أحببتني يا يسوع فساعدني أن أحبك وأسألك ان تمنحني نعمة الثبات في حبك. أن عنايتك الدائمة بي تضع في الثقة في طلبتي هذه، فارشد خطواتي يا سيدي وقدني الي حياة المجد التي أعددتها لـمحبيك، واجعلني أنموا في القداسة فأقدم لك دائما الشكر بحياتي وخدمتي الأمينة لك. آمين.

نافذة: يارب فليأت ملكوتك

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الرابع عشر: حلول الروح القدس على التلاميذ

وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا”(اعمال1:2-4)

تأمل: صعد يسوع إلى السماء، ولكنّه لم يتركنا وحدنا. بل كما وعد، أرسل لنا الروح المعزّي، الذي يرشدنا ويدلّنا دوماً على طريقه، كي لا نضيع في مجاهل هذا العالم. ان سفر ((اعمال الرسل)) الذي يروي لنا خطوات الكنيسة الاولى بعد صعود ربنا الى السماء، يخبرنا ان الرسل كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة، وان مريم أم يسوع كانت معهم (اعمال 1 : 12 – 15 ). فهي كما اتمت دورها قرب يسوع طوال حياته، فقد ارادت أن تكمل دورها كأم لتلاميذه، فعملت على جمع شملهم ورفع معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة، بانتظار موعد الروح القدس. ويخبرنا هذا الكتاب النفيس ايضا ً ان الروح القدس هبط على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة فأستقر عليهم واحدا ً واحدا ً، فأشتدت عند ذاك عزيمتهم، واخذوا ينادون بأسم المسيح بلا خوف. وافادته روحيا ً وقربته من الكنيسة ومن فهم الحقائق الدينية فقرر ان يعيد الكرة في السنوات اللاحقة. اننا نعتقد كل الاعتقاد ان مريم لاتزال تكمل دورها الوالدي مع الكنيسة. فكما ساعدت الرسل فهي لاتزال تساعد كنيسة اليوم. كما نؤمن ايضا ً أن الروح القدس لايزال يمنح مواهبه لنا. فمنذ قبولنا العماد والميرون حل الروح القدس فينا ونلنا به المواهب أما ثمر الروح فهي على حد قول الرسول بولص: ((المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأيمان والوداعة والعفاف)). (غلاطية 5 : 22 – 23). فلنحيا اذا ً حسب هذه المواهب السامية التي حلت فينا بحلول الروح القدس، وبظل مريم العذراء أم الكنيسة. فلنطلب من مريم امنا لتتشفع وتطلب لنا من الله، مواهب هذا الروح القدّوس، فلا نضلّ الطريق، بل يكون لنا النور، الذي يهدينا بثبات نحو الملكوت. وكما أمطرت السماء نعماً غزيرة، عليها وعلى التلاميذ يوم العنصرة، هكذا  فتيكن لنا هذا، باستحقاقات قيامة المسيح. آمين.

النعمة المطلوبة: نعمة ثمر الروح القدس

صلاة: يا حبيبي يسوع، عين الجود والصلاح، الذي قَبْلَ صعودِه إلى السماء قد وعد الرسل

والتلاميذ بإرسال روحه القدوس ليعزيَهم ويشددَهم، تعطَّف وارسل الينا هذا الروح الذي يقدّس النفوس ليحلَ فينا ويملأنا من مواهبه السنيَّة. فتعال، يا روح الحكمة، وحل فينا لتطلعنا على الخير الحقيقي وتوفّر لنا وسائل الحصول عليه. هلمَّ وحلَّ فينا، يا روح الفهم، وأنرْ عقولَنا لنُدركَ حقائقَ ديانتنا المقدسة واسرارَها العميقة. هلمَّ وحلَّ فينا، يا روح القوة، واشغفْ قلوبَنا بحُبِ الله وقوّنا على العمل بواجباتِنا حيث لا يثنينا عنها شيء من امور الدنيا. تعالَ، يا روح المشورة، وحلّ فينا ليتسنى لنا ان نعرف ما يجب علينا عمله بحسب مشيئة الله تعالى. تعال، يا روح العلم، وحلَّ فينا لنعرف الله وذواتنا على اكمل نوع.  فمنك نطلب بكل لجاجة هذا العلم الالهي الضروري لنا وهو اساس كل فضيلة.  ثم اكرر الطلب بالحاح مع القديس اوغسطينوس قائلاً: “الهي انعم عليَّ بان اعرفك واعرف ذاتي”. هلمَّ، يا روح التقوى، وحلّ فينا لنقوى على اتمام الوصايا الالهية والمشورات الانجيلية بكل نشاط وسرور.  وانعم علينا بان نختبر ان نير الرب في الحقيقة هيِّن وخفيف، فلا نستنكف من حمله. هلمَّ، يا روح مخافة الله التي هي رأس الحكمة، وحـلَّ فينا واعضدنا لكي نفضّلَ دائماً احتمال العذاب على اقترافِ الخطيئة. المجد لك ايها الآب الازلي الذي يحيا ويملك مع ابنه الوحيد وروحِهِ القدوس المعزي النفوس إلى ابد الآبدين. آمين

نافذة: يارب احفظ وحدانية جميع المسيحيين معا

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

اليوم الخامس عشر: انتقال مريم بالنفس والجسد الي السماء

حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ»(يوحنا2:14-

3) و “وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا”(رؤيا1:12).

تأمل: قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليصابات أن الرب ((رفع المتواضعين)) ولقد تحقق هذا القول في شخصها، اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق، وحياة الألم التي عاشتها، وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.انها مكافأة خاصة بمريم، اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية. كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه؟ ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب. ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم. فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد. فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء. آمين.ما أجمل ذكرك يا بنت الناصرة، ما أجمل فضائلك وما أسماها. لم، ولن يأتي بطن امرأة بمثلك يا أطهر الطاهرات. إنّ جسدك المقدّس، الذي حمل الإله، أبى الله أن يمسّه أي فساد؛ فحملته الملائكة، إلى قرب من كنت له أمّاً، من أرضعته ثدييك وحملته على يديك. لا تنسِ أولادك يا مريم، لا تنسِ كل من يطلب معونتك، ويلتمس شفاعتك. كلّ من يتلو ورديّتك، بكلّ إيمان ومحبّة. أطلبي لنا العون من ابنكِ، فنتحمّل بصبر آلامنا، لنحظى بالسعادة الأبديّة، آمين

النعمة المطلوبة: نعمة الفرح السماوي الدائم

صلاة: يا مريم، الملكة التي انتقلت إلى السماء، أنا أتهلل فرحاً لأنّك بعد سنوات من الاستشهاد البطولي على الأرض، أُخِذت أخيراً إلى العرش الذي أعدّه لك الثالوث الأقدس في السماء.

ارفعي قلبي معك في مجد انتقالك فوق وصمة الخطيئة المفزعة البغيضة. علميني كم تبدو الأرض صغيرة عندما تشاهد من السماء.   اجعليني أدرك أنّ الموت هو بوابة النصر التي سأعبر منها إلى ابنك، وأنّه يوماً ما سيتّحد جسدي مع نفسي في سعادة السماء التي لا تنتهي.

من على هذه الأرض التي أسير عليها كمسافر، أرفع عينيّ إليك طالباً العون وأسألك هذه النعمة (اذكر طلبتك). عندما تحين ساعة موتي، قوديني بسلام إلى حضرة يسوع، لأتمتع برؤيا ربي معك للأبد. آمين.

أذكري، يـا مريم العذراء الحنون،أنـه لـم يُسمع قطّ أنَّ أحداً التجأ الى حمايتك وطلب معونتكِ والتـمس شفاعتك ورُدّ خائبـاً. فأنـا الخاطي أتقدّم اليكِ بهذا الرجاء وبهذه الثقة،وأرتـمي على قدميكِ متنهداً تحت نيـر خطاياي، مُلتجئـاً اليكِ. فلا ترذلـي تضرعاتـي، يا والدة الكلـمة الإلهيـة، بل استجيـبيهـا وأقبليهـا بحنـو. آميـن

نافذة: يارب امنحنا ان نكون معك لنتمتع بأمجادك السماوية

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.

+ تلاوة طلبة العذراء المجيدة

صلاة الي مريم العذراء سيدة الإنتقال

ايتها العذراء الطاهرة، انت ام الله وام كل البشر، نحن نؤمن ايمانا صادقا انكِ قد انتقلت جسدا

ونفسا للسماء لتملكي كسلطانة على الملائكة والقديسين ومتحدين معهم ها اننا نسبح ونبارك الرب

الذي اختارك فوق كل الخلائق ونقدّم لكِ كل الإكرام وتحية الحب والتمجيد. نحن نثق في رحمتك تلك التي هي دائما على اسنعداد دائم لمساعدتنا في وقت الضعف والحزن والألم. قوينا يا مريم في وقت التجربة وافرحي معنا في فرحنا وانتصارنا. كوني قائدتنا وقوتنا وعزاؤنا خلال رحلة الحياة. امنحي معونتك السماوية ورحمتك الي ابناؤك المتألمين في هذا العالم، وخلّصيهم من نيران الحرب والإعتقال والجوع والطرد والتشرد. عزّي قلوبهم واشفي أجسادهم  واحضريهم الي مكان أكثر أمنا وسلاما.  نحن على ثقة وإيمان في وعد الله بقيامتنا وها اننا نتطلع اليكِ لأنكِ أنتِ حياتنا ورجاؤنا وسعادتنا فقودينا نحو هذا اليوم حتى بعد بعد ان تنتهي رحتنا في ارض الغربة هنا على اأرض فترينا يسوع ثمرة بطنكِ المباركة. يا شفوقة يا رؤوفة يا مريم البتول. آمين.(البابا بيوس الثاني عشر)

15 أغسطس – عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد

عيد انتقال في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدّسة عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء كما حدّدها عقيدةً إيمانية البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.
بعد رجوع المسيح إلى الآب عاشت العذراء على الأرض حوالي 23 سنة. وقبل حلول الروح القدس كانت مع الرسل “المثابرين على الصلاة بقلب واحد” (اعمال 1/ 14).
ماتت العذراء بين أيدي الرسل بعمر يقارب ال 72 سنة. يقال انها دفنت قرب بستان الزيتون حيث نازع يسوع.
إذا كان الموت نتيجة الخطيئة فلماذا ماتت مريم وهي التي حفظها الله من كلّ خطيئة؟
ماتت مريم اولاً – لأن يسوع ذاته مات ليخلّص الإنسان من الخطيئة، وبما أن مريم هي شريكة يسوع بفدائنا كان عليها أن تموت مثله.
ثانياً – ان موتها يجعلها اكثر تشبّهاً بنا. فهي مثل يسوع اختبرت كل ما في طبيعتنا البشرية ما عدا الخطيئة.
ثالثا – كانت مريم مثالاً لنا في الحياة والموت، فهي شفيعة الحياة الصالحة والميتة الصالحة.
ماتت مريم ومثل ابنها لم تخضع لفساد الموت.
ويعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني: “ان مريم بعد أن كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وعظّمها الرب كملكة العالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها ربّ الأرباب (رؤيا 19/ 16) المنتصر على الخطيئة والموت”.

ونحن نقول لها: يا قديسة مريم صلّي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

نص عقيدة الانتقال
“إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي”.

عقيدة انتقال السيدة العذراء في التقليد المسيحي

WhatsAppPinterestالبريد الإلكتروني

فى كتابات الأباء الأوائل في الكنيسة وخاصة ما هو معروف بـ “إنتقال مريم Transitus Marie والموجود بعدة لغات سريانية ويونانية ولاتينية وقبطية وعربية وحبشية والذي يرجع تاريخ كتابته الى القرن الرابع والخامس الميلادي وكلها تجمع على الإيمان بإنتقال مريم للسماء.
حين قرُب موعد انتقال العذراء أرسل السيد المسيح الى أمه ملاكا يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة . وبمعجزة إلهية “وٌجدوا جميعا” في لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذي كان يكرز في الهند. كان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل وقالت لهم: أنه قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم. وبعدما ودَعتهم حضر إليها إبنها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين ورفعها الرسل ووضعوها في التابوت وهم يرتلون والملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها في القبر. ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة بخور ذكية كانت تعَطّر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضا. وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة. وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ما عدا القديس توما الرسول الذي لم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء.

كان القديس توما في الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية لم يحضر إنتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية ولكن سحابة حملته لملاقاة جسد القديسة مريم في الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له “تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمره الملاك”. ثم أرتفع الجسد الى السماء وأعادته السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازته هناك. فكّر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقي الرسل. فوصلها بعد اشهر فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: “إنه توما الذي لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يديه في آثار المسامير”. فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جاءوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: “بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدي الملائكة”. فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذي إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور. ولقد ظهر من القبر الذي كانت قد وضع فيه جسد العذراء عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.

 

 

طلبـة العذراء مريـم الـمجيدة

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                            أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                            إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                       ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                  ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                     ارحـمنـا يا رب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد           إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريـم                           صلـى لأجلنــا

يـا والدة الله                               صلـى لأجلنــا

يـا عذراء العذارى                         صلـى لأجلنــا

يـا أم سيدنـا يسوع الـمسيح                  صلـى لأجلنــا

يـا أم النِعمـة الإلهيـة                       صلـى لأجلنــا

يـا أمـا طـاهـرة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عفيفـة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا غيـر مدّنـسة                              صلـى لأجلنــا

يـا أمـا بغيـر عيب                          صلـى لأجلنــا

يـا أمـا حبيـبة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عجيـبـة                            صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمشورة الصالـحـة                    صلـى لأجلنــا

يـا أم الخـالـق                             صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمخلّص                           صلـى لأجلنــا

يـا أم الكنيسة                                   صلـي لأجلنــا

يـا بتولا حـكـيـمة                           صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـكّرمـة                                  صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـمدوحـة                                 صلـى لأجلنــا

يـا بتولا قـادرة                             صلـى لأجلنــا

يـا يتولا حنـونـة                            صلـى لأجلنــا

يـا بتولا أمـينـة                             صلـى لأجلنــا

يـا مرآة العـدل                            صلـى لأجلنــا

يـا كرسي الحـكمة                         صلـى لأجلنــا

يـا سبب سرورنـا                          صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء روحيـا                                   صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء العِبـادة الجليلـة                           صلـى لأجلنــا

يـا وردة سـرّيـة                                   صلـى لأجلنــا

يـا أرزة لبنـان                             صلـى لأجلنــا

يـا برج داود                              صلـى لأجلنــا

يـا برج العــاج                             صلـى لأجلنــا

يـا بيت الذهـب                           صلـى لأجلنــا

يـا تابوت العـهـد                           صلـى لأجلنــا

يـا باب السـماء                           صلـى لأجلنــا

يـا نجـمة الصـبح                          صلـى لأجلنــا

يـا شفـاء الـمرضى                        صلـى لأجلنــا

يـا ملـجـأ الخطـأة                          صلـى لأجلنــا

يـا معـزيـة الحزانـى                         صلـى لأجلنــا

يـا معونـة النصارى                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـملائكـة                             صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأبـاء                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأنبيـاء                        صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الرسـل                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الشهـداء                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـمعتـرفيـن                     صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العذارى                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة جمـيع القديسيـن                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة السـموات والأرض              صلـى لأجلنــا

يا سلطانة حُبل بهـا بلا دنس الخطيئة الأصلية   صلى لأجلنـــا

يـا سلطانة إنتقلت للسماء بالنفس والجسد    صلى لأجلنـــا

يـا سلطانـة الورديـة الـمقدسة                صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العـائلات                      صلـى لأجلنــا

يا سلطانة الأخوة الأصاغر                صلي لأجلنـا

يا سلطانة جميع الشعوب                  صلي لأجلنا

يـا سلطانـة السـلام                        صلـى لأجلنــا

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم          انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم          استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

 

[1] إعداد وتجميع الشماس نبيل حليم يعقوب