” بصَبرِكُمُ اقتَنوا أنفُسَكُمْ ” : تأمل في قراءات الأربعاء 23 يوليو 2014 الموافق 29 أبيب 1730

” بصَبرِكُمُ اقتَنوا أنفُسَكُمْ ” : تأمل في قراءات الأربعاء 23 يوليو 2014 الموافق 29 أبيب 1730

بصَبرِكُمُ اقتَنوا أنفُسَكُمْ “

تأمل في قراءات الأربعاء 23 يوليو 2014 الموافق 29 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

وقَبلَ هذا كُلِّهِ يُلقونَ أيديَهُمْ علَيكُمْ ويَطرُدونَكُمْ، ويُسَلِّمونَكُمْ إلَى مَجامِعٍ وسُجونٍ، وتُساقونَ أمامَ مُلوكٍ ووُلاةٍ لأجلِ اسمي. فيَؤولُ ذلكَ لكُمْ شَهادَةً. فضَعوا في قُلوبِكُمْ أنْ لا تهتَمّوا مِنْ قَبلُ لكَيْ تحتَجّوا، لأنِّي أنا أُعطيكُمْ فمًا وحِكمَةً لا يَقدِرُ جميعُ مُعانِديكُمْ أنْ يُقاوِموها أو يُناقِضوها. وسَوْفَ تُسَلَّمونَ مِنَ  الوالِدِينَ والإخوَةِ والأقرِباءِ والأصدِقاءِ، ويَقتُلونَ مِنكُمْ. وتكونونَ مُبغَضينَ مِنَ الجميعِ مِنْ أجلِ اسمي ولكن شَعرَةً مِنْ رؤوسِكُمْ لا تهلِكُ. بصَبرِكُمُ اقتَنوا أنفُسَكُمْ..(لوقا 21: 12-19)

 

نص التامل

ما احوجنا اليوم إلى الصبر…كثير من الصبر

العالم حولنا يخور ويتخبط كثور نشب فيه الجزارون سكاكينهم

وتختص منطقتنا العربية والشرق اوسطية بالويلات الموجعات

فنحن ارباب التطرف ونحن اسياد المغالاة

تركنا عقولنا وعقول أبناءنا لأجيال طويلة

بين يدي إرهابيين يشكلونها ويحددون ملامح مستقبلنا من خلالها

وفجأة صحونا على ما تراه العيون اليوم وتأبى أن تصدقه

فكيف يبرز القرن الحادي والعشرين “أكلة لحوم البشر” من الماضي السحيق

وكيف يتوازى التقدم الهائل في وسائل الإتصال مع خروج أهل الكهف

يرديدون جرجرة المجتمع جميعه إلى غياهب كهوفهم السحيقة المظلمة النتنة

كيف لحضارة تباهي العالمين جمالا وإنقاً أن تنجب سفاحين يتلهون بلعب الكرة برؤوس القتلى

وكيف لدين حنيف كالإسلام تعايش وتزامن مع جميع الشعوب والحضارات

وكان له في زمن الخلافة وزراء من المسيحيين واليهود واهل الذمة

ان يصل إلى هذا المستوى الرهيب من إنسداد الفق ورفض كل مختلف حتى لو كان من نفس الدين

كيف لدول متقدمة تكنولوجيا وعلميا وثقافيا أن تسكت وتصمت عما يجرى أمام انظارها

من سلب ونهب وقتل وذبح بل وسلخ والتهام اكبادا وقلوبا حتى دون طهيها

ما الذي اوصل غنسان القرن الحاديي والعشرين إلى مستوى ترفعنا عنه حضارات وشعوبا

منذ فجر تاريخ البشرية ورفضته جميع حضاراتنا…

لا تفسير لذلك سوى تلك الهجمة على العقول التي أنجبت الإنتحاريين ومن ويفجرون انفسهم

وضخت في عروق العالم مغسولي الأدمغة ومقنني جميع انواع الجرائم بما فيها نكاح الجهاد

اقولها كإنسان مسيحي شرق أوسطي وكاثوليكي

ما كانت الأديان يوما دافعا لكل هذه الوحشية

وأبريء الإسلام كدين من أولئك االقتلة لأشقياء

فها هم حولنا ومعنا وبيننا منذ الدهر: إخوة واشقاء

شركاء في الفرح والترح في السراء والضراء

يعرفون الله ويخافونه ويسعون في الأرض كباقي البشر

من الذي حول المسلمين والإسلام إلى هذه الصورة المرعبة

حتى انه بإسم الدفاع عن الإسلام ترتكب هذه المجازر

اقولها صريحة بعلو الصوت

لو اتفق سحرة العالم وأشد أعداء الإسلام  ضراوة

مع كل الشعوب وباقي الديان لضرب الإسلام في مقتل

لما استطاعوا أن يخرجوا بسيناريوا اشد فتكا مما يقوم به الان

أؤلئك المحاربون بإسم الإسلام