“بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ “:  تأمل في قراءات الإثنين 31 مارس 2014

“بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ “: تأمل في قراءات الإثنين 31 مارس 2014

“بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ “

تأمل في قراءات الإثنين 31 مارس 2014 الموافق 5 برمودة 1730 

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“وكانَ حاضِرًا في ذلكَ الوقتِ قَوْمٌ يُخبِرونَهُ عن الجليليِّينَ الذينَ خَلَطَ بيلاطُسُ دَمَهُمْ بذَبائحِهِمْ. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”أتَظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ الجليليِّينَ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِنْ كُلِّ الجليليِّينَ لأنَّهُمْ كابَدوا مِثلَ هذا؟ 3كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ. أو أولئكَ الثَّمانيَةَ عشَرَ الذينَ سقَطَ علَيهِمُ البُرجُ في سِلوامَ وقَتَلهُمْ، أتظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ كانوا مُذنِبينَ أكثَرَ مِنْ جميعِ الناسِ السّاكِنينَ في أورُشَليمَ؟ 5كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ“. (لوقا 13:1-5)

نص التامل

إنجيل اليوم إنعكاس لأحداث نعيشها في زمننا المعاصر

فنحن ننام كل يوم على الأخبار والأحداث ومعنى ومغزى وتحليل الحدث

ونستيقظ في الصباح نبحث عن جهاز اليموت كنترول أين سقط منا بالأمس

ونحن في غمرة النوم والوسن …نديره لندخل مجدداً في دائرة الأحداث والأخبار

وهكذا تمضي بنا الحياة ننطلق من منازلنا غلى اعمالنا لا يشغلنا سوى الحدث

في الطريق والمواصلات واماكن العمل، في المدارس والمستشفيات والمصالح والمتاجر

باتت المتاجرة بالحداث والتفنن في التعمق في مفرداتها وكشف غوامض اسرارها

والتمعن في معانيها العنكبوتية الشباك…. همنا الأول وشاغلنا الأوحد

حتى غاب الحوار في البيت والعمل وضعف افقبال على ما هو مفيد وبناء وفاعل

وتقلص زمن قراءة الكتب المقدسة وراح زمان التامل والخلوة

اليوم يلتقي يسوع بك مع هؤلاء التلاميذ

 الذين ينقلون له الأخبار منتظرين تفسيره وتعليله وتحليله

فإذا بهم يتلقون منه ما نستحق اليوم من درس قاس:

أتَظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ …َ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِنْكُم لأنَّهُمْ كابَدوا مِثلَ هذا؟

كلا لا تظنوا انفسكم خارج الموضوع ولا تحكموا من الخارج كانه لا يمسكم من قريب او بعيد

لا تعتقد انك افضل من الآخرين سواء هيرودس القاتل أو الضحايا المسفوك دماؤها

إرجع إلى ذاتك وضع نفسك اليوم أنت في مكان ميري سامح التي لقيت مصرعها بصورة بربرية بشعة

على يد اناس عن الدين يتشدقون وباسم الله يهتفون وفي سبيل الله يخرجون!!!

او ميادة اختها أو اطفال الكنيسة في فرح غمبابة ام ضباط وعساكر وجنود الشرطة والجيش

ام الأطفال الذين أُلقي بهم من فوق الأسطح باألسكندرية مصحوبين بالتهليل  لله والتكبيرلإسمه القدوس

ورفرفة أعلام منقوش عليها” لا إله إلا الله” بل وطلب من الضحايا التشهد قبل تنفيذ حكم الإعدام…

الحقيقة التي يريد المعلم ان يضعنا امامها واحدة هي ان كل تلك الأحداث

 يجب ان تكون مدعاة لنا إلى التوبة… التوبة….التوبة

” كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ”