بيان في “التربية المسيحية” – Gravissimum educationis – أهمية التربية

 

أهمية التربية Gravissimum educationis 

بيان‪ ‬في‪ “‬التربية المسيحية‪”
 ‬

من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.

مقدمة

إن ما للتربية من أهمية خطيرة في حياة الإنسان، وتأثيرها المتزايد دوماً في تقدم المجتمع المعاصر، إنما هو موضوع ينظر المجمع المسكوني المقدس إليه بجدية وإهتمام (1). وفي الحقيقة، إن أوضاع الوجود اليوم تجعل من تثقيف الشباب، ومن تربية البالغين المستمرة مهمة أكثر سهولة، وأشد الحاحاً على السواء. فالبشر، وقد أصبحوا أشد وعياً لكرامتهم ومسؤوليتهم يتمنون أن يشتركوا بفاعلية أكثر، وكل يوم، في الحياة الإجتماعية، وخاصة في الحياة الإقتصادية والسياسية (2). وإذ يمكنهم تقدم التقنية والبحث العلمي العجيب، ووسائل الإعلام الإجتماعي الجديدة على التنعم بأساليب التسلية المتزايدة، تجعلهم بالوقت عينه يبلغون بسهولة زائدة الى إرث البشرية الثقافي والروحي، ويغنون بعضهم البعض بواسطة العلاقات الوثيقة التي تربط بين الجماعات وبين الشعوب بالذات. إن الجهود تبذل في العالم أجمع، لتشجيع التربية أكثر فأكثر. فالحقوق الأولية للإنسان في التربية، لا سيما تلك التي للأولاد والآباء، إنما هي حقوق معترف بها  وتذكرها المستندات الرسمية (3). وتجاه تزايد عدد التلامذة السريع، تتزايد المدارس في كل الجهات، وتتقن في كل ناحية، وتنشأ مؤسسات تربوية أخرى، وتطور إختبارات جديدة أساليب التربية والتعليم. وإن جهوداً نفسية تبذل لتوفر هذه الخيور لكل الناس، مع أن عدداً كبيراً من الأولاد والشباب لا يتلقى بعد حتى ولا تعليماً أبتدائياً، مع أن غيرهم كثيرين لا يزالون محرومين من التربية الصحيحة التي تنمي الحقيقة والمحبة معاً. لهذا على أمنا الكنيسة المقدسة، كي تؤدي الرسالة التي أوكل الرب، مؤسسها، أمرها إليها، وهي أن تحمل الى كل الناس بشارة سر الخلاص، وأن تبني كل شيء في المسيح، أن تهتم بحياة الإنسان بكاملها حتى حياته الدنيوية، على قدر ما هي مرتبطة بدعوته الفائقة الطبيعة (4). إذاً على الكنيسة أن تلعب دوراً في تقدم التربية وتطورها. لهذا يعلن المجمع المقدس المبادىء الأساسية للتربية المسيحية، لا سيما تلك التي تتعلق بالحياة المدرسية. وستغنى لجنة خاصة بنشرها بالتفصيل بعد إنتهاء المجمع. وعلى المجامع الأسقفية أن تضعها موضع التطبيق آخذة بعين الإعتبار الظروف المحلية.

حقّ كل إنسان في التربية

1- لجميع الناس، دون أي إعتبار للجنس، والعمر والحال، بما أنهم ينعمون بكرامة الإنسان الشخصية، حق لا ينقض في التربية (5) تتجاوب مع دعوتهم الخاصة (6)، وتوافق طبعهم، وإختلاف أجناسهم، وثقافتهم، وتقاليدهم العريقة، وتنفتح بالوقت نفسه على تبادل أخوي بينهم وبين سائر الشعوب لدعم الوحدة الحقة والسلام في العالم. فالغاية التي تتوخاها التربية الحقة، هي تربية الشخص الإنساني تربية تتجاوب وغايته الأخيرة وخير الجماعات التي هو عضو منها، ويبذل النشاط في سبيلها وقد غدا راشداً. ومن الواجب، أخذاً بعين الإعتبار تطور العلوم النفسية، والتربوية، والتعليمية، مساعدة الأولاد والشبان على أن يطوروا بتناغم مؤهلاتهم الجسدية والدبية والعلمية، وأن يكتسبوا تدريجياً، تحسساً أشد إرهافاً لمسؤولياتهم في إنماء حياتهم الشخصية بالجهد المتواصل المستقيم، وفي السعي وراء حرية صحيحة بتذليلهم بشجاعة متواصلة كل الصعوبات، وأن ينعموا بتربية جنسية إيجابية، فطنة تساير تقدمهم في السن. علاوة على ذلك، ليتنشأوا على المساهمة في حياة المجتمع كي يتداخلوا كما يليق، بعد أن يكونوا قد تدربوا على تقنيات راهنة وضرورية، فيصبحون جديرين أن يندمجوا إندماجاً نشطاً في الجماعات التي تؤلف المجتمع الإنساني، وينفتحون على الحوار مع الغير، ويسهمون من كل قلبهم في تحقيق الخير العام. ويعلن المجمع المقدس أيضاً، أن من حق الأولاد والشبان، أن يحثوا على أن يصدروا باستقامة الضمير حكماً يقدرون فيه القيم حق قدرها، وأن يدينوا بها في سلوكهم الشخصي؛ لا سيما عليهم أن يتعمقوا تعمقاً مضطرداً في معرفة الله ومحبته. ولهذا يلح المجمع أيضاً على جميع الحكام أو الذين يشرفون على شؤون التربية، أن يحذروا ألا يحرموا الشبيبة أبدأ هذا الحق المقدس، ويخص أبناء الكنيسة أن يعملوا بكل سخاء في حقل التربية الشامل، وذلك بغية أن تعم، بسرعة محاسن تربية وثقافة لائقة، جميع الناس في العالم أجمع (7).

التربية المسيحية

2- للمسيحيين حق تربية مسيحية وقد غدوا خلائق جديدة بعد أن ولدوا من الماء والروح القدس (8)، فدعوا بالتالي أبناء الله، وأنهم لكذلك في الحقيقة. ولا ترمي هذه التربية أن تؤمن للشخص الإنساني النضوج الذي وصفنا فيما سبق وحسب، بل ترمي خاصة كي يغدو المعمدون في بادىء الأمر وفي كل يوم، وقد دخلوا خطوةً خطوةً الى معرفة سر الخلاص، أشد وعياً لهبة الإيمان التي أقتبلوها. وليتعلموا أن يعبدوا الله الآب بالروح والحق، في العمل الطقسي أولاً فيتحولون بنوع أنهم يقودون حياتهم الشخصية وفقاً للإنسان الجديد في البر والقداسة الحقيقية، وينتهوا هكذا الى حالة الإنسان البالغ، الى ملء إكتمال المسيح مساهمين في نمو الجسد السري. علاوة على ذلك، فليتعود المسيحيون، وقد أصبحوا واعين لدعوتهم، أن يشهدوا للرجاء الذي فيهم، ويساعدوا على تحويل مسيحي للعالم، به تسهم القيم الطبيعية في خير المجتمع (9) بكامله، وقد أخذت وأدمجت في نظرة شاملة للإنسان الذي إفتداه المسيح. لهذا يذكر المجمع المقدس رعاة النفوس بواجبهم الخطير وهو ألا يألوا جهداً في العمل، كي يفيد كل المؤمنين من هذه التربية المسيحية، وخاصة الشبان الذين هم أمل الكنيسة (10).

المسؤولون عن التربية

3- يعتبر الوالدون المربين الأولين لأبنائهم وأهمهم، وعليهم يقع الألزام الخطير في تربيتهم لأنهم هم الذين أعطوهم الحياة (11). وهذا الدور التربوي هو من الأهمية بمكان، حتى إذا ما ضلوا فيه، صعب جداً أن يعوض. وعلى الوالدين أن يخلقوا جواً عائلياً تُحييه المحبة والإحترام لله وللبشر، جواً يساعد على تربية أبنائهم الكاملة، الشخصية والإجتماعية. فالعيلة اذاً هي المدرسة الأولى للفضائل الاجتماعية التي لا غنى عنها لأي مجتمع. وبنوع اخص في العائلة المسيحية الغنية بنعمة سر الزواج ومتطلباته، يجب أن يتلقن الأولاد منذ نعومة أظفارهم، تمشياً مع الايمان الذي اقتبلوه بالعماد، على أن يمجدوا الله ويكرموه وأن يحبوا القريب. هناك يختبرون لأول مرة الكنيسة والمجتمع الانساني الصحيح. وأخيراً يدخلون رويداً رويداً بواسطة العائلة في الجماعة البشرية وفي شعب الله (12). ليقدّر الأهلون اذاً اهمية العائلة المسيحية الحقّة في حياة شعب الله وتقدمه بالذات. واجب التربية العائد بالدرجة الأولى للعيلة، يتطلب مساعدة المجتمع كلّه. فعلاوة على حقوق الأهلين وسائر المربين الذين اليهم يوكل الأهلون جزءاً من دورهم التربوي، على المجتمع المدني مسؤوليات وحقوق معيّنة في تنظيم ما هو ضروري للخير العام الزمني. من واجباته أن يحث على تربية الشبيبة بأساليب عديدة، فيضمن واجبات الأهلين وحقوق سائر الاشخاص الذين يمثلون دوراً في التربية، ويوفر لهم مساعدته في هذا الصدد. ويعود للمجتمع المدني، وفقاً لمبدأ الاستطراد، ان يكمّل عمل التربية حيث يقصّر الأهلون، وحيث تنقص مبادرات المؤسسات الاخرى مراعياً في ذلك رغبات الأهلين. علاوة على ذلك، على المجتمع المدني أن يؤسس المدارس والمعاهد التربوية الخاصة على قدر ما يقتضيه الخير العام (13). وأخيراً تتعلق المهمات التربوية بالكنيسة بصفة خاصة. يجب الاعتراف لها بأهليتها في حقل التربية، لا من حيث انها مجتمع بشري فحسب، بل بنوع خاص لأن عليها تقع مهمة تبشير الناس طريق الخلاص، واعطاء المؤمنين حياة المسيح، ومساعدتهم بعناية متواصلة الى بلوغ الانفتاح الكلي على حياة المسيح هذه (14). فالكنيسة ملزمة اذاً بأن تؤمن، كأم لأولادها، التربية التي تنفح حياتهم كلها بروح المسيح. وفي الوقت عينه، تقدّم نفسها للعمل مع كلّ الناس، لتدفع الشخص البشري نحو ملء كماله، وتؤمن خير المجتمع الدنيوي وبنيان عالم دوماً اكثر انسانية (15).

الوسائل المتنوعة في خدمة التربية المسيحي

4- ان ما يشغل الكنيسة، كي تكمل رسالتها التربوية، هو ان تستخدم كل الوسائل الصالحة ولا سيما تلك التي تلائمها. واولادها التنشئة الدينية (16) التي تنير الايمان وتقوّيه، وتغذي الحياة حسب روح المسيح، وتقود الى الاشتراك الفعّال والواعي في الأسرار الطقسية (17)، وتحث على العمل الرسولي. انما تعير الكنيسة أهمية قصوى للوسائل التربوية الأخرى، التي تنتمي الى تراث الانسانية المشترك، ولها الشأن العالي في تهذيب النفوس وتثقيف الناس؛ وانها تجهد ذاتها كي تروحنها بروحها وترفعها الى مستوى أعلى، لا سيما وسائل الاعلام الاجتماعية (18). والمنظمات العديدة التي تصبو أن تنمي الجسد والروح، وحركات الشبيبة وخاصة المدارس.

أهمية المدرسة

5- تتقلّد المدرسة أهمية خاصة (19) بين كل وسائل التربية. وبقوة رسالتها، انها تنمي القوى العقلية نمواً مضطرداً، وتمكّن من اعطاء الحكم الصائب، وتدخل الى التراث الثقافي الموروث عن الأجيال الماضية، وتشجّع معنى القيم، وتعدّ للحياة المهنية، فتخلق بين الطلاب، وقد اختلفت أخلاقهم وتباين اصلهم الاجتماعي، روحاً من الصداقة تساعد على التفاهم المتبادل. زد على ذلك، انها تؤلّف مركزاً فيه يلتقي العائلات، والمعلمون، والجماعات المختلفة الانواع التي خلقت لتطوّر الحياة الثقافية، والمدنية، والدينية وأخيراً المجتمع المدني بل المجتمع الانساني بكامله، لتتقاسم مسؤوليات سيرها وتقدّمها. انه لعبء ثقيل وجميل معاً، عبء الدعوة التي دعي اليها اولئك الذين تحمّلوا مسؤولية التربية في المدارس كي يساعدوا الأهلين في اتمام واجبهم ويمثلوا المجتمع البشري. انها لدعوة تتطلب مواهب عقلية وقلبية خاصة، واستعداداً بعيد المدى وهمة دائمة للتطور والتكيّف.     

واجبات الأهلين وحقوقهم

6- للوالدين يعود الحق والواجب الأول الذي لا ينقض في تربية أولادهم. اذا يجب ان ينعموا بحرية حقّة في اختيار المدرسة. وعلى السلطات العامّة المولجة بصيانة حريات المواطنين وحمايتها، ان تتنبّه للعدالة التقسيمية في توزيع المساعدات العامّة، بحيث يستطيع الوالدون ان ينعموا بحرية حقّة في اختيار مدرسة أولادهم حسب ما يمليه الضمير (20). وللدولة دورها ايضاً في أ، تسهر كي يصل جميع المواطنين  الى أخذ قسطهم من الثقافة، وان يتهيّأوا، كما يحق، لاتمام واجباتهم وممارسة حقوقهم كمواطنين. لهذا على الدولة أن تضمن حقّ الأولاد في تربية مدرسية صالحة، فتسهر على كفاءة المعلمين، ومستوى الدروس، وصحة التلامذة أيضاً، وعلى تنظيم الجهاز المدرسي بوجه عام، واضعة نصب عينيها مبدأ الاستطراد، وبالتالي نابذة كلّ احتكارمدرسي. فكلّ احتكار من هذا النوع يتنافى وحقوق الشخص البشري الطبيعية وتقدّم الثقافة بالذات وانتشارها، وتوافق المواطنين السلمي، ويتنافى اخيراً ومبدأ التعددية السائد اليوم في كثير من المجتمعات (21). من ثمّ يحث المجمع المقدس المسيحيين، أن يعملوا على اكتشاف اساليب تربوية ملائمة وان ينظموا الدروس تنظيماً رفيعاً، ويعدّوا اساتذة كفوئين كي يهذبوا الشبيبة تهذيباً لائقاً، ويقدّموا مساعداتهم تلقائياً وخاصة بواسطة جمعيات الأهلين، وان يتابعوا كلّ عمل ويساندوه، وبنوع اخص، التهذيب الأدبي الواجب تأمينه (22).      

التهذيب الأدبي والديني في المدرسة

7- علاوة على ذلك، بما انّ الكنيسة تعي وتقدّر الواجب الخطير الذي يدعوها الى ان تسهر دوماً على تهذيب جميع ابنائها الأدبي والديني ، ترى ذاتها ملزمة ان تكون حاضرة بعطفها ومساعدتها الخاصة، الى جنب ذلك العدد الكبير من أولادها الذين يتربون في المدارس غير الكاثوليكية. وتؤمّن حضورها الى جانبهم بشهادة سيرة اساتذتها ومديريها على السواء، وبعمل رفاقهم (23) الرسولي وخاصة بخدمة الكهنة والعلمانيين الذي يحملون اليهم تعليم الخلاص بأساليب تتناسب وعمرهم واوضاعهم، والذين يساعدونهم روحياً بمبادرتهم حسب ظروف المكان والزمان. ولكنها تذكّر الوالدين بالالزام الثقيل الذي يقع على عاتقهم أن يعملوا، وبالاحرى أن يطالبوا بكلّ ما يمكن أولادهم من أن يفيدوا من هذه المساعدات، وأن ينموا تنشئتهم المسيحية بحيث تجاري تنشئتهم الدنيوية. لهذا تهنئ الكنيسة السلطات والمجتمعات المدنية التي تأخذ بعين الاعتبار طبيعة مجتمعها الحديث المتعدّد الفئات، وتهتمّ بالحرية الدينية الواجبة فتساعد العيل كي يؤمنوا لأولادهم، وفي كلّ المدارس، تربية تتناسب ومبادءهم الخاصة الأدبية منها والدينية (24).

المدارس الكاثوليكية

8- ويتجلّى حضور الكنيسة في الحقل المدرسي بنوع خاص، بواسطة المدرسة الكاثوليكية التي تصبو مثل سائر المدارس الى أهداف ثقافية، والى تنشئة الشباب تنشئة انسانية. ومن اختصاصها أن تخلق للجماعة المدرسية جواً تحييه روح انجيلية من الحرية والمحبة، وتساعد المراهقين على انماء هذه الخليقة الجديدة التي غدوها بالمعمودية. واخيراً عليها أن توجّه الثقافة الانسانية كلّها لنشر الخلاص بنوع ان الايمان ينوّر المعرفة التدريجية التي يتلقّاها التلامذة عن العالم، والحياة، والانسان (25). وهكذا بانفتاحها، كما ينبغي، على تقدّم العالم الحديث، تربي المدرسة الكاثوليكية التلامذة على العمل المجدي لخير المدينة الدنيوية، وتعدّهم، في الوقت عينه، الى العمل على نشر ملكوت الله بنوع انهم، بفضل تمرّسهم بحياة مثالية رسولية، يصبحون ضمير خلاص للبشرية. وتحتفظ المدرسة الكاثوليكية في ظروفنا الراهنة بدورها الخطير، لأنه بامكانها ان تكون مفيدة للغاية، كي تكمل رسالة شعب الله وأن تصلح للحوار بين الكنيسة والمجتمع الانساني لخير الاثنين معاً. لذلك يعلن هذا المجمع المقدّس مجدّداً حقّ الكنيسة الذي اقرته السلطة التعليمية (26) في اكثر من وثيقة بحرية تأسيس المدارس  وادارتها من كلّ نوع ودرجة. ويذكّر ان استعمال هذا الحق يقتضي، في بادئ الأمر، حرية الضمير، وتأمين حقوق الأهلين، وتطور الثقافة ذاتها على السواء. ولا ينس المعلمون ان عليهم قبل ايّ شخص آخر، يتوقف نجاح المدرسة الكاثوليكية في تحقيق أهدافها والبلوغ الى غاياتها (27). وعليه يجب ايلاؤهم عناية خاصة، كي يحصلوا العلوم الدنيوية والدينية معاً تثبتها شهادات مختصة، وتدعمها معرفة تربوية تتناسب والاكتشافات العصرية. واذ يجمعهم رباط المحبة بعضهم بالبعض الآخر وبتلامذتهم، واذ يمتلئون من الروح الرسولي، فليشهدوا للمسيح السيد الأوحد بحياتهم وتعليمهم على السواء. ليتعاونوا معاً ولاسيما مع الوالدين وبالاتفاق معهم ليأخذوا بعين الاعتبار، في شتّى مراحل التربية، اختلاف الجنس والدعوة الخاصة التي حدّدتها العناية لكلّ من الرجل والمرأة في العيلة والمجتمع. وليعنوا في أن يوقظوا روح المبادرة الشخصية عند الطلاب. وليبق هؤلاء بعد نهاية دروسهم بالقرب من معلميهم يسترشدون بهم ويتصادقون معهم، ويخلقون لهم جمعيات مختصة يملؤها روح الكنيسة الحق. ويعلن المجمع ان الدور الذي يقوم به هؤلاء المعلمون هو رسالة أصلية، ضرورية لعصرنا وموافقة له بالوقت ذاته. وهذا الدور هو خدمة حقّة يؤدّونها الى المجتمع. ويذكّر المجمع الوالدين الكاثوليك بواجبهم في أن يوكلوا أولادهم، حيث وكلّما استطاعوا، الى المدارس الكاثوليكية بواجب مساندتها على قدر طاقتهم والتعاون معها لخير اولادهم (28).

أنواع المدارس الكاثوليكية المختلفة

9- على كل المدارس، التي تتعلق بالكنيسة بنوع أو بآخر ان تقترب جهدها من صورة المدرسة الكاثوليكية التي سبق ورسمناها، وان يكن في وسعها ان تتردّى بأشكال مختلفة رهن الظروف المحلية (29). وكم هي عزيزة على قلب الكنيسة تلك المدارس القائمة على أرض الكنائس الفتية والتي تقبل طلاباً غير كاثوليك. علاوة على ذلك، تجب مراعاة حاجات العصر وتطوره في تأسيس المدارس الكاثوليكية وتنظيمها. فالى جنب الاهتمام بالمدارس الابتدائية، ومعاهد التعليم الثانوي التي تكوّن اساس التربية، يجب الاهتمام بنوع خاص بالمدارس التي تتطلبها الظروف الراهنة: منها المدارس التقنية، والمهنية (30)، ومعاهد تلقين البالغين، ومع نمو المساعدة الاجتماعية، المدارس الخاصة بالطفولة المتخلفة، ودور المعلمين التي تهيء اساتذة يدرّسون التعليم الديني وغير ذلك من انواع التربية. ويلح المجمع المقدس، على الاّ يوفر الرعاة والمؤمنون جميعهم اية تضحية في سبيل مساعدة المدارس الكاثوليكية على القيام بمهمتها كل يوم وبأكثر امانة، فتجاوب أولاً على حاجات الذين هم محرومون من خيور الأرض، أو من عطف عائلة وعضدها، أو من هم غرباء عن الايمان.

المعاهد والجامعات الكاثوليكية

10- وكذلك تحيط الكنيسة المدارس العالية بعناية ساهرة. علاوة على ذلك، ترغب الكنيسة الى الجامعات والمعاهد التي تتعلق بها في ان يدرّس كل فرع من العلوم حسب المبادئ والاساليب المختصة به، وحسب الحرية الخاصة بالتنقيب العلمي وفقاً لتنظيم عقلي، وما ذلك الاّ للوصول الى اكتناهها اكتناهاً يتزايد ويتعمق كل يوم. وبعد أن تدرس درساً دقيقاً المشاكل الجديدة والتنقيبات التي يثيرها تقدّم العالم الحديث، نتوصّل الى معرفة أعمق لكيفية وحدة الايمان والعقل في البلوغ الى الحقيقة الوحيدة. واذ تقوم بذلك، تسير الكنيسة على خطوات ملافنتها لاسيما القديس توما الأكويني (31). وهكذا يحقّق الفكر المسيحي حضوراً علنياً، ثابتاً وشاملاً في النشاط الفكري نحو الثقافة السامية. ويثقّف طلاب هذه المعاهد تثقيفاً يخوّلهم أن يصبحوا رجالاً متفوقين بعلمهم، ومستعدين ان يتحملوا المسؤوليات الجسام في المجتمع، وفي الوقت عينه، يكونون شهود الايمان في العالم (32). ولتعن الجامعات الكاثوليكية التي ليس لها معهد لتعليم اللاهوت، ان يكون لها معهد أو منبر للاهوت، يؤمن تعليماً ملائماً للطلاب العلمانيين. ولمّا كانت العلوم تتقدّم خاصة بفضل ابحاث مختصة ذات قيمة علمية رفيعة، فعلى الجامعات والمعاهد الكاثوليكية، ان تعزّز معاهد غايتها الأولى تشجيع التنقيب العلمي. ويوصي المجمع المقدس بالحاح، بان تشجّع الجامعات والمعاهد الكاثوليكية الموزعة، توزيعاً ملائماً، في أربعة أقطار العالم. ولتشعّ ، لا بعددها، بل بقيمة تعليمها، وليسهّل الدخول اليها للطلاب الذين تعلق عليهم الآمال، حتى ولو كانوا من طبقة فقيرة، وعلى الأخص اذا كانوا من ابناء الأوطان الفتية. وبما ان مصير المجتمع والكنيسة نفسها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقدّم الشباب الذين يتابعون دروسهم العالية(33)، فليعن رعاة الكنيسة ألاّ يألوا جهداً في الاهتمام بحياة طلاب الجامعات الكاثوليكية الروحية فقط، بل ويهتمون بتنشئة كلّ أبنائهم الروحية فيعملون جهدهم، بعد أن يكون قد تداول الأساقفة فيما بينهم في الوقت الملائم، ليؤسسوا قرب الجامعات غير الكاثوليكية، بيوتاً ومراكز جامعية كاثوليكية تستقبل الشبيبة الجامعية ويجد فيها الطلاب دوماً العون الروحي والفكري الى جانب كهنة ورهبان وعلمانيين، منتقين لهذه الغاية ومعدين لها. ويحاط الشبان الموهوبون في الجامعات الكاثوليكية وغير الكاثوليكية بعناية خاصة اذا أظهروا مؤهلات للتعليم والتنقيب. وليشجعوا كي يصبحوا اساتذة.

معاهد اللاهوت

11- وتنتظر الكنيسة الشيء الكثير من نشاط معاهد العلوم المقدسة (34). لقد ائتمنتها الكنيسة على مهمة تهيئة طلابها الخطيرة، لا للخدمة الكهنوتية فقط ، بل بنوع خاص للتعليم في منابر العلوم الكنسية العالية أو ايضاً للعمل الشخصي في التنقيب العلمي أو أخيراً للمهمّات الملحّة في الرسالة الفكرية. وانها تضطلع بمهمة اخضاع مجالات هذه العلوم المقدسة المختلفة، للمزيد من التعمّق في تفهّم الوحي الالهي يوماً بعد يوم، وتمهيد الطريق واسعة الى تراث الحكمة المسيحية التي تركها لنا أسلافنا، والسير قدماً في الحوار مع اخوتنا المنفصلين ومع غير المسيحين، واسداء الجواب على الاسئلة التي يثيرها تقدّم العلوم (35) . لهذا على المعاهد الكنسية أن تعيد النظر، بصورة ملائمة، في قوانينها، وأن تطوّر تطويراً قوياً العلوم المقدّسة أو التي ترتبط بها وذلك باستعمالها الأساليب والوسائل العصرية الأكثر جدّة وان تثقف طلابها على التنقيب.

التنسيق في المجال المدرسي

12- ان التنسيق الذي غدا كلّ يوم اشدّ ضرورة وفعالية على صعيد الأبرشيات والشعوب وما بين الامم، ليفرض ذاته بشدة في المجال المدرسي. ولذلك يجب بذل الجهود البالغة ليتمّ بين المدارس الكاثوليكية التناسق الملائم، وينشأ بينها وبين المدارس الاخرى تضافر جهود يتطلبها خير البشرية العام (36). ومن هذا التنسيق المتزايد من الجهود المشتركة على صعيد المدارس العالية، تجنى الثمار الغزيرة. ولتتعاون المعاهد المختلفة في كلّ الجامعات، كل واحد منها في نطاق اختصاصه. بل اكثر من ذلك، لتتفق الجامعات كي توحّد اعمالها، وذلك بتنظيم مؤتمرات عالمية، مقتسمةً فيما بينها قطاعات التنقيب العلمي، مطلعة بعضها البعض على الاكتشافات، متبادلة اساتذتها الى وقت، ناشرة أخيراً كل ما من شانه ان يعزّز التعاون المتزايد.  

خاتمة

يناشد المجمع المقدس الشبان بالحاح ان يعوا ويقدّروا أهمية وظيفة المربي. وأن يكونوا متأهبين للاضطلاع بها بكل شجاعة وسخاء، خاصة في المناطق التي فيها يشكّل النقص في عدد المعلمين خطراً على تثقيف الشبيبة. ويعبّر المجمع المقدّس عن شكره العميق للكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين الذين ينصرفون بكلّ تجرّد انجيلي الى القيام بهذا العمل، فيثقفون ويعملون في المدارس على اختلاف انواعها ومستوياتها. وهو يشجعهم كي يثابروا بكل سخاء على اداء هذه المهمّة المباشر بها، ويجهدوا انفسهم حتى الابداع فينفحوا روح المسيح في تلامذتهم في الفن التربوي وبدرس العلوم، بنوع انهم لا يساعدون الكنيسة على تجديد داخلها فقط بل ينمون ويخدمون حضورها الخيّر في عالم اليوم وخاصة في المجال الفكري.

ان كل ما ورد في هذا القرار، جملة وتفصيلاً، قد نالرضى
آباء المجمع، ونحن، بما لنا من سلطان رسولي اوتيناه من المسيح، 
وبالاتحاد مع الآباء الأجلاء، نوافق عليه ونثبته 
ونقره في الروح القدس. ونأمر بأن ينشر لمجد الله ما اثبتناه مجمعياً.

أعطي في روما، قرب القديس بطرس، في 7 كانون الأول 1965
 

أنا بولس أسقف الكنيسة الكاثوليكية

(تلي توقيعات الآباء)

 

ـــــــــــــ 

1) من الوثائق العديدة التي تدل على اهمية التربية: يحسن ان نذكر بندكتوس الخامس عشر في رسالته الراعوية: الرسالات العامة 10 نيسان 1919 اعمال الكرسي الرسولي 11(1919) صفحة 172

–  بيوس الحادي عشر في رسالته: المعلم الالهي 31كانون الأول 1929 اعمال الكرسي الرسولي عدد 22(1930) صفحة 49-86

– بيوس الثاني عشر في خطاب الى شبيبة العمل الكاثوليكي الايطالي 20 نيسان 1946: خطابات واذاعات عدد 8 صفحة 53-57؛ خطاب الى ارباب العيل الفرنسيين 18أيلول 1951: خطابات واذاعات عدد 13 صفحة 241-245

– يوحنا الثالث والعشرون: رسالة بمناسبة مرور 30 عاماً على “المعلم الالهي”، 30 كانون الأول 1959 اعمال الكرسي الرسولي عدد 52(1960) صفحة 57-59

– بولس السادس: خطاب الى أعضاء (اتحاد المؤسسات الخاضعة للسلطة الكنسية)، 30 كانون الأول 1963: رسالات وخطب للبابا بولس السادس، الجزء الأول، روما 1964 صفحة 601-603

– أنظر أيضاً الأعمال والوثائق التحضيرية للمجمع الفاتيكاني الثاني المجموعة الأولى وايضاً اعمال اللجان السابقة لهذه المجلد الثالث صفحة 363-364؛ 370-371؛ 373-374

2) راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته “ام ومعلمة” 15 ايار 1961: اعمال الكرسي الرسولي عدد 53(1961) صفحة 413؛ 415-417، 424؛ رسالته “السلام في الأرض” 11 نيسان 1963 أعمال الكرسي الرسولي عدد 55(1963) صفحة 278 وما يتبع.

3) الاعلان العام لحقوق الانسان اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة في 10 كانون الأول 1948 واعلان حقوق الطفل، 20 تشرين الثاني 1959.

بروتوكول اضافي الى الاتفاق الموضوع لحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية، باريس 20 اذار 1952، فيما يخص هذا الاعلان لحقوق الانسان راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته “السلام في الأرض” 11 نيسان 1963: اعمال الكرسي الرسولي عدد 55 (1963) صفحة 295 وما يتبع.

4) راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته “ام ومعلمة”، 15 ايار 1961: أعمال الكرسي الرسولي 53 (1961) صفحة 402. المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 17: اعمال الكرسي الرسولي عدد 57(1965) ص. 21؛ – دستور راعوي: الكنيسة في عالم اليوم (1965).

5) بيوس الثاني عشر في رسالته الاذاعية التي القاها في 24 كانون الاول 1942 اعمال الكرسي الرسولي عدد 35(1943) صفحة 12، 19. – يوحنا الثالث والعشرون في رسالته “السلام في الارض” 11 نيسان 1963: اعمال الكرسي الرسولي عدد 55(1963) صفحة 259 وما يتبع. راجع ايضاً اعلان حقوق الانسان الحاشية 3

6) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” 31 كانون الاول 1929 اعمال الكرسي الرسولي عدد 22(1930) صفحة 50.

7) راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته “ام معلمة” 15 ايار 1961: اعمال الكرسي الرسولي عدد 53(1961) صفحة 441 وما يتبع.

8) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” ص 830

9) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني: دستور عقائدي في الكنيسة عدد 36: اعمال الكرسي الرسولي عدد 57(1965) ص 410 وما يتبع. 

10) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني: قرار في مهمة الاساقفة الراعوية في الكنيسة عدد 12-14. اعمال الكرسي الرسولي 58 (1966) ص 678-679

11) راجع بيوس الحادي عشر “المعلم الالهي” ص 59 وما يتبع؛ “باهتمام بالغ” 14 اذار 1937: اعمال الكرسي الرسولي عدد 29(1937) ص 164 وما يتبع.

– بيوس الثاني عشر: خطاب في المؤتمر الوطني الاول لاتحاد المعلمين الايطاليين الكاثوليك 8 ايلول 1946: خطب ورسالات اذاعية مجلد 8 صفحة 218

12) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 11 و35 اعمال الكرسي الرسولي مجلد 57 (1965) صفحة 16 و40 وما يتبع.

13) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” ص 36 وما يتبع – بيوس الثاني عشر في رسالته الاذاعية 1 حزيران 1941: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 33 (1941) صفحة 200، خطاب في المؤتمر الوطني الأول لاتحاد المعلمين الايطاليين الكاثوليك 8 ايلول 1946: خطب ورسالات اذاعية مجلد 8 صفحة 218- وفي ما يتعلق بمبدأ الاستطراد راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته “السلام في الأرض” 11 نيسان 1963: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 55(1963) صفحة 294

14) راجع بيوس الحادي عشر في “المعلم الالهي” صفحة 53 وما يتبع 56 وما يتبع ورسالته “لسنا بحاجة” 29 حزيران 1931: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 23 (1931) صفحة 311 وما يتبع.

– بيوس الثاني عشر: رسالة من امانة سر الدولة الى الاسبوع الاجتماعي الايطالي الثامن والعشرين في 20 ايلول 1955: جريدة الفاتيكان 29 ايلول 1955

15) ان الكنيسة لتثني على السلطات المدنية والمحلية والوطنية والدولية التي، وقد وعت الحاجات الملحة والحالية، تعمل جهدها لكي تستطيع كل الشعوب ان تشارك بصورة اكمل في التربية والثقافة. (راجع بولس السادس في خطاب الى الجمعية العمومية في هيئة الامم المتحدة 4 تشرين الأول 1965 اعمال الكرسي الرسولي 57 (1965) ص 877-885

16) راجع بيوس الحادي عشر في الارادة الرسولية “العالم الكاثوليكي” 29 حزيران 1923: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 15(1923) صفحة 327-329؛ “بعناية صحيحة”، 12 كانون الثاني 1935: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 27(1935) صفحة 145-152

– راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار في مهمة الاساقفة الراعوية في الكنيسة عدد 13 و14 اعمال الكرسي الرسولي 58(1966) ص 678-679

17) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الليترجيا عدد 14: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 56(1964) ص 104

18) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني قرار في وسائل الاعلام الاجتماعية عدد 13 و14 اعمال الكرسي الرسولي مجلد 56(1964) صفحة 149 وما يتبع.

19) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” صفحة 76

– بيوس الثاني عشر في خطاب الى اتحاد المعلمين الكاثوليك في “بافاريا” 31 كانون الأول 1956: خطابات ورسالات اذاعية مجلد 18 صفحة 746

20) راجع المجمع الاقليمي الثالث في سينسيني في 1861 مجموعة لاشنسية المجلد الثالث العمود 1240 ج / د

– بيوس الحادي عشر في “المعلم الالهي” صفحة 60 و63 وما يتبع.

21) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” صفحة 63 وفي رسالته “لسنا بحاجة” 29 حزيران 1931: اعمال الكرسي الرسولي مجلد 23(1931) صفحة 305

– بيوس الثاني عشر رسالة من امانة سر الدولة الى الاسبوع الاجتماعي الايطالي الثامن والعشرين 20 ايلول 1955: جريدة الفاتيكان 29 ايلول 1955

– بولس السادس خطاب في اتحاد العمال الايطاليين الكاثوليك 6 تشرين الأول 1963 رسالات وخطب بولس السادس المجلد الأول، روما، 1964 صفحة 230

22) راجع يوحنا الثالث والعشرين رسالة في الذكرى الثلاثين لرسالة بيوس الحادي عشر “المعلم الالهي” 30 كانون الاول 1959: اعمال الكرسي الرسولي 52 (1960) ص 57

23)  ان الكنيسة تقدر العمل الرسولي الذي يقوم به، حتى في هذه المدارس، المعلمون والتلامذة الكاثوليك.

24) راجع بيوس الثاني عشر: خطاب في الاتحاد البافاري للمعلمين الكاثوليك، 31 كانون الاول 1956، خطب ورسالات اذاعية المجلد 18 ص 745 وما يتبع.

25) راجع المجمع الأقليمي الاول في وستمنستر، سنة 1852: في مجموعة لاشنسيس المجلد 3 عمود 1334 ا/ب. – بيوس الحادي عشر، رسالة “المعلم الالهي” ص 77 وما يتبع. – بيوس الثاني عشر: خطاب لاتحاد المعلمين الكاثوليك في بافاريا، 31 كانون الاول 1956: خطب ورسالات اذاعية المجلد 18 ص 746. – بولس السادس: خطاب في اعضاء اتحاد المؤسسات المتعلقة بالسلطة الكنسية، 30 كانون الاول 1963: رسالات وخطب بولس السادس، المجلد الاول، روما 1964 ص 602 وما يتبع.

26) راجع بادئ ذي بدء الوثائق المذكورة في الحاشية الأولى. – علاوة على ذلك فان حق الكنيسة هذا قد أعلن عنه في العديد من المجامع الاقليمية وفي احداث بيانات للجماعات الأسقفية.

27) راجع بيوس الحادي عشر في رسالته “المعلم الالهي” ص 80 وما يتبع. – بيوس الثاني عشر: خطاب في الاتحاد الإيطالي لمعلمي المدارس الثانوية الكاثوليكية، 5 كانون الثاني 1954: خطب ورسالات اذاعية المجلد 15 ص 551-556. – يوحنا الثالث والعشرون: خطاب في المؤتمر السادس لاتحاد المعلمين الطليان الكاثوليك 5 ايلول 1959 – خطب ورسالات ومحادثات المجلد الاول، روما 1960 صفحة 427،431

28) راجع بيوس الثاني عشر: خطاب في الاتحاد الإيطالي لمعلمي المدارس الثانوية الكاثوليك 5 كانون الثاني 1954 ص 555

29) راجع بولس السادس: خطاب في هيئة التربية الكاثوليكية الدولية، 25 شباط 1974، رسالات وخطب بولس السادس: المجلد الثاني ، روما 1964 ص 632

30) راجع بولس السادس: خطاب في الاتحاد الكاثوليكي لعمال ايطاليا، 6 تشرين الاول 1963. خطب ورسالات بولس السادس، المجلد الاول، روما 1964 ص 229

31) راجع بولس السادس: خطاب امام المؤتمر السادس التومائي الدولي، 10 ايلول 1965: اعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 788-792

32) – راجع بيوس الثاني عشر: خطاب في معلمي وتلامذة المعاهد الكاثوليكية العليا في فرنسا، 21 ايلول 1950: خطب ورسالات اذاعية المجلد 18 ص 219 – 221. – بيوس الثاني عشر: – رسالة الى مؤتمر اتحاد “السلام الروماني” الثاني والعشرين، 12 آب 1952: خطب ورسالات اذاعية المجلد 14 ص 567-569-. يوحنا الثالث والعشرون: خطاب في اتحاد الجامعات الكاثوليكية، 1 نيسان 1959: خطب، رسالات، محادثات المجلد الاول، روما 1960 ص 226-229. – بولس السادس: خطاب في مجمع اكاديمية جامعة ميلانو الكاثوليكية 5 نيسان 1964: رسالات وخطب بولس السادس، المجلد الثاني، روما 1964 ص 428-443

33) راجع بيوس الثاني عشر: خطاب في مجمع اكاديمية وفي طلاب جامعة روما، 15 حزيران 1952: خطب ورسالات اذاعية، المجلد الرابع عشر، ص 208: “ان قيادة مجمع الغد يقوم اولاً في عقل جامعيي اليوم وفي قلبهم”.

34) راجع بيوس الحادي عشر: الدستور الرسولي “الرب اله العالم” 24 ايار 1931: اعمال الكرسي الرسولي، المجلد الثالث والعشرين (1931) ص 245-247

35) راجع بيوس الثاني عشر: رسالة “الجنس البشري” 12آب 1950: اعمال الكرسي الرسولي، المجلد الثاني والاربعون (1950) ص 568 وما يتبع ص 578. – بولس السادس: رسالة كنيسة المسيح ” القسم الثالث، 6 آب 1964: اعمال الكرسي الرسولي المجلد 56(1964) ص 637-650 المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار في الوحدة المسيحية: اعمال الكرسي الرسولي المجلد 57(1965) ص 90-107

36) راجع يوحنا الثالث والعشرين: رسالته “السلام في الارض”، 11 نيسان 1963: اعمال الكرسي الرسولي المجلد 55(1963) ص 284 وغيرها.

الموسوعة العربية المسيحية