تأملات روحية وصلوات فى فترة الصوم الكبير

تأملات روحية وصلوات فى فترة الصوم الكبير

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس أنجلوس-كاليفورنيا

جمعية جنود مريم -فرقة سلطانة الملائكة

تأملات روحية وصلوات فى فترة الصوم الكبير

من 26 فبراير حتى 12 أبريل [1]2020

في كل عام، بمناسبة زمن الصوم، وهو 40 يوما والتي تمثل الوقت الذي قضاه يسوع

في البريّة وجرّب من الشرير (متى1:4-2 و مرقس 12:1-13 و لوقا1:4-2)، و إذ تذكرنا الكنيسة بذاك الحدث وتدعونا الى إعادة نظر صادقة بحياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل لإستقبال الفصح.

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة فى المسيح يسوع، يرجى تنفيذ البرنامج التالي حسب ما يلى:

  1. قراءة وتأمل وتلاوة الصلوات المرفقة حسب اليوم[2]
  2. صلاة عائلية امام صورة مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب يوم 12 مارس في ذكرى الرحيل
  3. الساعة المقدسة يوم السبت23  مارس 2019

                     الساعة12 ظهراً (غرب امريكا) ويرجى مراعاة التوقيت

  • تتلى صلوات من الأجبية او صلوات شخصية 
  • التأمل في سفر اشعيا النبي الإصحاح 53
  • ممارسة وتأمل في مراحل درب الصليب إما يوميا او في يوم الجمعة طوال الصوم

الصوم الاربعيني

قبل ان ندخل في عمق الصوم الاربعيني لا بد وان نعود الى الكتاب المقدس لنتعرف على ما يقوله بخصوص الصوم، فقد توجه دانيال النبي الى الرب بالصلاة والصوم والتضرعات ليتفتح قلبه بالنور الالهي، وكان الشعب يصوم ويتذلل امام الرب قبل القيام بمهمة شاقة ليستجيب الى طلباتهم، كما صام اخاب طلبا للصفح، وصام داؤد النبي ملتمسا الشفاء لصبي اشرف على الموت، كما صام هو وغيره اثناء المناحة على شاؤل ويوناثان ابنه، وكذلك بكى الشعب وصاموا بعد حرق اورشليم، وبعد كل نكبة وطنية، ولوقف اية كارثة وشيكة، وكذلك لترقب النعمة الالهية لاتمام رسالة ما، والاستعداد الى ملاقاة الله.

وفي العهد الجديد تعتمد الكنيسة على الشواهد الواردة في الكتاب واهمها صوم المسيح والرسل من بعده وقد بدا الصوم منذ القرون الاولى للمسيحية كما تؤكد المخطوطات والتقليد والقوانين الكنسية ذلك.

ولماذا سمي هذا الصوم بالصوم الاربعيني؟ إن عدد الأربعين تحدد في القرن الرابع تحت تأثير الرموز الكتابية، دام الطوفان أربعين يوما ، صام موسى وإيليا ويونان أربعين يوما ، قطع الشعب اليهودي في الصحراء أربعين سنة ، صام يسوع أربعين يوما ولذلك سمت الكنيسة الصوم الكبير ” بالصوم الأربعيني.

وامام هذه الشواهد الكتابية والتقليد المسيحي ماذا نحن فاعلون بخصوص الصوم وكيف يتوجب علينا فهم معاني الصوم ومن اجل ذلك لنتأمل فيما يلي:

اذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فانهم يكحلون وجوههم، ليظهروا للناس انهم صائمون. الحق اقول لكم انهم أخذوا اجرهم. أما أنت فاذا صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لئلا تظهر للناس بأنك صائم. فالسيد المسيح رسم لنا الخطوط الرئيسية للصوم، ناهيا ايانا عن الصوم الشكلي والظاهري، تاركا التفاصيل للكنيسة لتبت فيها، ولتفسر للمؤمنين كيفية الصوم بحسب البيئة والظروف، وبما تراه مناسبا لتحقيق مفهوم وهدف الصوم.

ويبقى السؤال المهم، كيف نسمع كلمة الرب، ونفهم معنى الصيام، وكيف نطبقه

ونعيشه، لنتقرب منه، ولنجني فوائد الصيام المتعددة؟.

الصوم في المسيحية هو صوم روحي بوسائل مادية، مثل الانقطاع عن الطعام والشراب لمدة من الوقت، وتخصيص وقت للصلاة، وتوفير ما نصوم عنه وبعض المال للاخرين.

انه تجدد ودخول في سر المسيح الفادي، نموت معه لنحيا معه في قيامتنا من عبودية الخطيئة الى حرية أبناء الله، انه استحضار لعيد الفصح وهو تجلي تدريجي له، كأن نصعد السلم درجة درجة الى ان يحين العيد، الصوم الاربعيني هو فترة تبدأ بتحويلنا الى فصحيين حتى اذا جاء الفصح نعيد العيد متهللين فرحين، انه شوق وانتظار للقيامة المجيدة بفرح ورجاء كبيرين.

الصوم هو عبارة عن ممارسات استغفارية، واستدرار لرحمة الله أمام خطايانا البشرية، والكتاب المقدس حافل بالادلة على ذلك، انه نكران الذات، والتقرب من الله وسماع كلمته والعمل بمشيئته،وسماع وصاياه ووصايا الكنيسة والعمل بها، انه هبة من الله يمنحها لمؤمنيه ليدخلوا من خلالها الى بحر المحبة والتسامح والعطاء.

اذن مقومات الصوم الاربعيني هي الرجوع الى الله وطلب رحمته بكل لجاجة من خلال اعمال التوبة والصلاة والصدقة، وبالطبع هناك اعمال روحية ذات صلة بهذا المثلث وهي الاهتداء ،المصالحة الغفران، محبة القريب، والابتعاد عن الكراهية والحقد والانتقام، الصوم يعني طلب القوة الروحية الإيمانية للانتصارعلى قوة الشر والشيطان والخطيئة، كما يعني الخدمة والمهام الجليلة التي يكلفنا بها الرب، كما ان الصوم يعني الابتعاد عن الغضب والمشاحنة والكراهية، وعن محاكمة الاخرين وادانتهم، وكذلك نبذ اليأس والاحباط والتذمر، انه يعني باختصار التعبير عن الايمان والعمق الروحي والنمو في محبة الله.

  1. اليوم الأول- الأربعاء 26 فبراير [3]  Ash Wednesday

تأمل: ” «اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. «وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. «وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.”(متى1:6-6و16-18).

مالذي تنوي عمله في فترة الصوم؟ عندما كنا أطفال كان غلينا كل سنة الإجابة على هذا السؤال فنقول اننا سنحرم انفسنا من الحلويات او التليفزيون اواللعب الإلكترونية او شرب مشروب محبب وتلك القائمة كلها مكونة عادة من معظم الأشياء المحببة للنفس والتي تجلب لنا السعادة. وطوال تلك الفترة من الأربعين يوما للصوم نقاسي لكي نضبط حياتنا الروحية ونقويها حتى نصل لخط النهاية لذلك السباق الا وهو عيد القيامة. وتحن كبار فلقد استقر الأمر بعض الشيئ الي صوم روحي منتظم ولكن غالبا ما ننتهي الي الإستغناء عن بعض الأشياء التي كنا نمارسها ونحن شباب ربما آملين لفقد بعض الوزن او الحصول على بعض الوقت. ان قراءة الإنجيل اليوم تحثنا الي الغوص اكثر الي العمق وتضعنا في منتصف المسرح فكأننا مشاهير صغار لحياتنا الخاصة متخيلين ان هناك معجبين يتبعوننا ويمكننا حتى ان نجعل من الصوم كإنتاج هوليود فنكتب وننتج ونمثل ونخرج كل ما نراه نحن لكسب اعجاب او إرضاء ذاتي وليسدل الستار عند النهاية في عيد القيامة دون لمراعاة لمعنى الصوم الحقيقي الذي يريده الله من اجلنا. ربما كلمات يسوع اليوم لنا التي تكلم بها سائلا كلا منا للرجوع لخلف المسرح وآخذين المقعد الأخير ونجلس وننتظر ما يكشفه لنا الله من سيناريو والمقدم لنا في هذا اليوم وفي هذا الصوم. ربما ككبار علينا ان نسأل في البداية ما الذي اعده الله لي في تلك الأربعين يوما القادمة؟ ما الذي ارغبه انا ان يفعله الله من اجلي في رحلة الصوم الأربعيني؟ بدلا من التمثيل، يدعونا يسوع الي امانة بسيطة وشبئ صغير الا وهو ان نكون معه شاعرين بنعمه وفي هدوء متقبلين روحه القدوس التي ستهز كياننا الي تجديد كامل والتخلص من كل المعوقات لكي ننمو في العلاقة الثمينة لنجد لحظات يومية لنقرأ كلماته المقدسة ونستسلم لها ونسلّم اليه كل مخاوفنا وضيقاتنا. ما الذي سيعمله الله في حياتك لا يمكن وصفه او ادراكه.     

تدريب: اليوم، حاول ان تدخل الي أعماق قلبك وابحث عن مكان هادئ وقدم ذاتك وحياتك وفكرك وقلبك الي الله طالبا منه ان يقودك في هذا الصوم لتجديد علاقتك معه حتى تبدأ ان تشعر بذاك الحب الذي يهبه لك.  

صلاة: يا يسوع لم اتعود ان اطلب منك ان تفعل أي شيئ انت تريده في حياتي ولكن في الحقيقة كنت أخاف ان ادعك تقود حياتي لأنني كنت اعتقد انني ادبر حياتي بطريقتي انا وبفكري وفهمي ومشيئتي انا لا انت. ولكن يبدو انك تطلب شيئا ما مني

الآن اكثر مما اعتقد وبدلا من ان يكون الصوم هذا العام بطريقتي انا التي اعهدها فها

انا اطلب منك ان تريني انت وتقودني في هذا الصوم لكي اتبعك فأنت وحدك اعلم مني

اكثر بما احتاجه لخلاصي، فافعل بي ما تشاء فانا واثق بك يا يسوع.آمين. ابانا والسلام والمجد

قراءة وتأمل: يوئيل12:2-18 و2كورنثوس20:5-21 و1:6-2 ومتى1:6-6 و16-18   

  • اليوم الثاني-الخميس 27 فبراير -الخميس بعد أربعاء الرماد

تأمل: “ «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟”(لوقا22:9-25).

ان انجيل اليوم يتحدانا عن المعنى الحقيقي للتلمذة ولكي نتبع المسيّا والذي فاق كل تصواراتنا البشرية. عندما نقرأ الأيات السابقة لذلك النص سأل يسوع تلاميذه:” «مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ أَنِّي أَنَا؟» وسألهم مرة أخرىْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ أَنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ: «مَسِيحُ اللهِ!»(لوقا18:9-20). في هذه الإجابة اعتراف ايماني من بطرسعن من هو يسوع. لقد عرّف يسوع تلاميذه حقيقة من هو المسيّا متحديا بطرس وأيضا كلا منا عن ايماننا بمن هو يسوع. ان يسوع يذّكرنا هنا انه لم يأتي الي عالمنا كمسيّا المجد والإنتصار بل اختار ان يأتي للعالم كمسيّا الألم والذي سيُرفض ويُقتل ويقوم في اليوم الثالث. ان يسوع يدعو تلاميذه ان يتبعوا طريقه وان نحمل صلباننا “كل يوم”. ان كلمة “كل يوم” هنا تقف شاهدة قوية امامي فيسوع يسألنا ضرورة الإلتزام – قرار حازم لحمل صلباننا – ليس فقط في زمن الصوم هذا او عندما تأتي معاناة عظيمة في طريقنا ولكن “كل يوم”، ترى كيف يمكننا ان نفعل هذا؟

لمن منا من يريدون ان يحيوا حياة مسيحية ليس علينا ان نبحث لكي نجد الصليب. نحن مدعوون ان نضع حياتنا “كل يوم” وان نترك ما قد نفضله او نحبه او نرغبه بإرادة قوية وبدون تردد. علينا عندما نختار ان نبني اختيارنا من اجل المسيح وانجيله وليس على أساس رغباتنا الحالية او تفاعلنا الفوري مع احداث اليوم. في كل يوم هذا يعني أشياء عديدة فربما تعني ان نتنازل جانبا عن احتياجي الشخصي للشكر من الآخرين او يكون عملي معروفا للجميع بل عليّ ان ابحث لكي اشجع ان تكون الهبة او العطية او العمل المنسوب لي هو من الآخر وليس مني، او ان اختار مثلا ان لا انفعل او تنتابني مشاعر الغضب عندما يفعل او يعمل احد افراد العائلة شيئا قد يصيبني بأذى معنوي. في كل ظرف من الظروف نحن مدعوون ان نختار المسيح وان نضع ما هو صالح وممجد للآخر قبل ان ينسب المجد لي. ان الصليب ليس له كلمة أخيرة فكل موت لذواتنا يقودنا الصليب الي القيامة وحياة جديدة في المسيح يسوع.   

تدريب: ردد دائما اليوم وكل يوم “لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ”(فيليبي21:1).

صلاة: يا يسوع، انا دائما لا افهم طرقك فأحيانا يكون صليبك ثقيلا عليّ. لماذا اخترت المعاناة والألم والموت عن المجد والإنتصار؟ علمني يا يسوع سر طرقك وكيف اختار الصالح للآخرين قبل ان يكون لي. في هذا الصوم انا اجدد التزامي ان احمل صليبي كل يوم حتى يكون استسلامي لمشيئتك وتسليم حياتي لك بكليتها سببا لإتحادي بك ومنح الحياة للآخرين، واسمح لي يا سيدي ان اشترك معك في فرح القيامة حتى اذا ما مت معك احيا أيضا معك لحياة الأبد. آمين. ابانا والسلام والمجد.

قراءة وتأمل:  تثنية15:30-20 و لوقا22:9-25          

  • االيوم الثالث- الجمعة 28 فبراير- الجمعة بعد أربعاء الرماد

تأمل: “حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.”(متى14:9-15).

يشير النص اليوم الي صورة العريس والتي تم استخدامها عدة مرات في الكتاب المقدس فيسوع أشار الي نفسه بالعريس وقال مثلا عن ملك اعد مأدبة للعُرس لإبنه(مت 22: 1- 14)، وفي نص آخر القصة المعروفة عن العذاري الحكيمات والجاهلات والتي تركزت على وصول العريس (مت 25: 1-13)، والمستعدات دخلن معه الي وليمة العُرس. في انجيل يوحنا اعلن يوحنا المعمدان:” مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ.”(يوحنا29:3). واكبر عُرس تم ذكره أيضا في انجيل يوحنا والذي كان في قانا الجليل عندما حول يسوع الماء الي خمر(يوحنا1:2-11). وفي العهد القديم نجد سفر نشيد الأنشاد وفي كتب النبؤات نجد حب الله لشعبه الذي ابتعد عنه وزنا بإتباعه آلهة أخرى زائفة. لقد استخدم القديس اغسطينوس تلك الصورة التخيلية في وصف مجيئ يسوع ثانية في تعبيرات زواجية، فكانت تعكس علاقة العروس والعريس كمثال لرغبة يسوع في عودة نفوسنا لحبه اللامحدود فهو الذي قدم ذاته ليفتدينا بدمه وموته وقيامته ليدخلنا معه للمجد والفرح السماوي.

عندما يصوم التلاميذ اليوم فهو صوم الإيمان لأن يسوع رُفع الي السماء، انه اكثر من قلة الأكل او تغييره بل انه حرمان من رؤية العريس. انه بحث مستمر عن العريس والشوق لعودته ثانية. الصوم عن الطعام او الTV او الشكوى او أي شيئ آخر فنحن قررنا الصوم من أي شيئ كتلاميذ ليساعدنا في التركيز على البحث عن لماذا نحن هنا فنحن مدعوون الي وليمة العُرس – وليمة الحمل- الدائمة وليس فقط كضيوف بل كعروس ينتظرها عريسها السماوي ليفرح ويتهلل بها.   

تدريب: فكر في انك قد اتيت لهذا العالم لكي تتزوج وترتبط بعريس نفسك فكيف تعد لذلك اللقاء الأبدي.

صلاة: يا يسوع، عندما لا نقدر ان نأتي اليك اتيت انت الينا لتكسر الحاجز المتوسط ما بين السماء والأرض وبين الله والإنسان، وأعدت رابطة الحب التي ستبقى للأبد، ففي بدء هذه الأيام المخصصة للتوبة والندامة اشعر بتلك الرابطة بقوة واشعر بأنك تهتم بي انا شخصيا وانك تريدني أنا بكل ما فيّ من ضعف وشهوة وتمرد لكي أتأكد وأؤمن بأنك قريب مني بل انت فيّ وفي كياني كله. ساعدني يارب ان اترك كل ما يعيقيني من عادات او ميول او رغبات تبعدني عنك وقد تعيق قربي واتحادي بك ولأحيا فيك وبك ومعك للأبد. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا1:58-9 و متى14:9-15 ابانا والسلام والمجد

  • اليوم الرابع-السبت 29 فبراير- السبت بعد أربعاء الرماد “

تأمل: وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».(لوقا27:5-32).

ترى هل يمكنني ان أدعو يسوع في منزلي هذه الليلة؟ ومن ترى الذي سأدعوه ليأتي مع يسوع؟ وترى من الذي سيقبل ان يأتي؟ هل لدي من الشجاعة او الأعصاب لدعوة هؤلاء الجمهور المزدحمين حول يسوع؟ أم سأحاول ان اسحب نفسي تماما من تلك المناسبة. وكم من الوقت يمكنني ان ابقى على ذلك الحدث؟

نحن أحيانا نقول الي الله أخذنا لكي نحيا معه؟ هل حقيقة أحاول عند صلاتي ان أقول “كما انا”؟ وهل اسمح للرب ان يدخل داخل قلبي بكل ما فيه من سكان يعيشون ويملكون عليه؟ اذا ما كنتُ امينا مع نفسي فعليّ ان أعترف بأن هناك أناس يحييون في قلبي وبالطبع هم أناس من احبهم ويعيشون ويشتركون في حياتي كأعضاء عائلتي واصدقائي المقربين سواء اكانوا قريبين او بعيدين، احياء او منتقلين وهناك من احبهم ومازالت ذاكرتهم في فكري وقلبي وحتى في صلواتي، وهذا جيد وصالح ولكن من ناحية أخرى هناك آخرين اقل ترحيب ممن اقتحموا مخيلتي وذاكرتي اشباح غير محسوسين او اصنام غير مرئية موجودة هي الأخرى في ذاكرتي تربكني من التحدث بكل ما اريده او ارغبه عند لقائي مع يسوع، او هم من سيعاتبونني عندما أوجه الدعوة ليسوع. اذا ما الذي سيحدث اذا ما احضرت يسوع الي مكان سيحدث فيه جدال وتلاعب وخيانة وخصام ومحادثات غبية وتكرار للحديث؟. لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى” لقد دعا لاوي يسوع الي منزله وقدمه الي أناس جلسوا معه على مائدة العشاء وأناس آخرين بالطبع تذمروا، ولكن جاء يسوع على اية حال في تواضع عجيب وسط كل ذلك الجمع داخل وخارج المنزل وجلس على مائدة لاوي. ربما قد احتاج ان ابحث عن أناس احيا انا معهم في هذا العالم ومن يملئون حياتي الداخلية من اهتمامات بشرية غريبة او شهوات دنياوية وادعهم للجلوس مع يسوع الطبيب الشافي فربما هناك من يحتاج لتلك المائدة او تلك الفرصة للتحادث مع يسوع، فلا تتردد في الدعوة.

تدريب: فكّر في هذه الآية:” لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى” فهل انت في حالة روحية صحية؟ وهل ترغب في إيجاد الطبيب الشافي والبحث عنه والإلتقاء به؟ ادخل الي مخدعك واغلق بابك واطلب يسوع بدموع قائلا له:” اريد ان أبرأ يا طبيبي”.

صلاة:. يا يسوع تعال الي منزل قلبي وسِر داخل غرفه وذاكرتي وعقلي وارادتي ونقيهم من اي اشياء ارضية واسكن انت فيهم . آمين.

قراءة وتأمل: اش9:58-14 ولوقا27:5-32  ابانا والسلام والمجد 

  • اليوم الخامس-الأحد اول مارس- الأحد الأول من الزمن الأربعيني “

تأمل:” ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.”(متى1:4-11).

يمكننا ان نتفهم وبعمق مع يسوع وخبرته في مواجهة “التجربة” والتي نتعرض اليها دائما في حياتنا اليومية، ففي لحظة ما من حياة يسوع وقبل آلامه صّور لنا كاتب الأنجيل ضعفه كإنسان بشري وفي نفس الوقت إظهار الوهيته بصورة واضحة.  في التجربة الأولى قال المجرّب: ” قُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا”، نحن أيضا نجرّب في ملء جوعنا الطبيعي ورغباتنا في اشباعها بكل ألأشياء المادية. حتى الآن هناك بعض الأشياء التي تبدو على انها احتياج طبيعي والتي  تمتلئ بكلمة الله وحضوره فينا فالإنسان لا يحيا فقط بالخبز بل بكل كلمة تأتي من فم الله. الجسد يطعم بالخبز ولكن لا ننسى أن لنا روحًا تطعم بكلمة الله. فالجسد المأخوذ من التراب يتغذي على ما تخرجه الأرض، أما الروح لأنها على صورة الله فهي تتغذى بكلمة الله. ومن لا يتغذى بكلمة الله هو ميت روحيًا. لقد أراد إبليس أن يجذب المسيح للاهتمام بالماديات فحوَّل المسيح الكلام إلى الروحيات.

في التجربة الثانية قال المجرّب: “ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ”، كم مرة غالبا نضع كلمات على فم الله؟ “الله سيباركك اذا ما …”، “انها بالفعل مشيئة الله…” او قد نبدأ بالقول “بانني سأترك .. اذا ما فعلت … لي” في كل تلك الأمثلة وغيرها نحن نختبر محبة الله لنا، وفي الحقيقة اننا نضع حدود لمحبة الله ونملي عليه شروطنا ورغباتنا. نحن نقول له اننا نريد منه ان يفعل شيئا ما ولكن في الحقيقة ” لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». الله يحفظنا من التجارب التي أتعرض لها وليس التي اصنعها بنفسي حتى أجرب محبته. وعلينا أن نثق في محبة الله دون طلب إثبات.

وفي التجربة الثالثة قال له المجرّب:” أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».نحن غالبا ما نحيا في عالم مملوء “إن” او “إذا ما” مثل “اذا ما ربحت فقط اللوتاريا او ورقة اليانصيب..؟”، “اذا ما حصلت فقط على وظيفة احسن..”، او ” اذا ما أصبحت فقط…” فنحن غالبا ما نتخيل انفسنا في أوضاع غير التي نحن عليها الآن او فيها فعلا الآن. ان هناك تكاليف يجب دفعها لكي نحصل على حقيقة تلك التخيلات والتصورات وعلينا في كثير من الأحيان اعادتها مرارا وتكرارا في احلامنا وتخيلاتنا وبالتالي تصبح هي مركز عباداتنا. ان الرب امرنا : “لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ”، وان احب الرب الهي من كل القلب والفكر والإرادة والقدرة. لقد لخص معلمنا القديس يوحنا في رسالته الأولى الخطايا التي في العالم في ثلاث فئات هي شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1يو16:2) وهي بعينها نفس الثلاث التجارب التي قام بها إبليس ضد آدم الأول وضد المسيح آدم الأخير. لقد أعطانا الرب بمثاله كيف نستطيع أن ننتصر كما انتصر هو حين جُرِّب لذا قال بولس الرسول:”من ثَمّ كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيمًا، ورئيس كهنة أمينًا في ما لله حتى يكفر عن خطايا الشعب، لأنه في ما هو قد تألّم مُجرَّبًا يقدر أن يعيّن المجرّبين” (عب 2: 17-18).

تدريب: “تكلم يارب فعبدك يسمع” ابحث اليوم في داخلك عن حقيقة الوثن الذي يملأ قلبك وعقلك وفكرك دائما وادخل الى مخدعك وصلي مقراً بخطاياك وطالبا قوة الرب لتعينك في معركتك مع ذلك الوثن ثم اذهب الي اب اعترافك واعلن توبتك.

صلاة: يا روح الله القدوس كن معي في بريتي وامنحني نعمة ان تسمح لنفسي ان تنقاد بك في تلك البريّة حيث تخفت الضوضاء ولا يمكن لأي شيئ ان يصرف انتباهي عنك مبعدا اوثاني واصنامي وشياطيني المحاربة بعيدا عني. عندما يكون كل شيئ أكون معتمدا عليه لكي يحفظ حياتي بعيدا حينئذ تكون كلماتك يا رب هي الوحيدة خبزا لي فهي خبز الحياة. وعندما أشك في محبة الله الأب لي وعندا اضعه في اختبار فجدد يارب ثقتي وزِد ايماني، وعندما اريد ان اهرب من الضيقات والتجارب في حياتي بالبحث عن المرح والتهريج فساعدني يا قدوس ان اخدمك واعبدك حتى تكون بريّتي مكانا حيث اواجه ضعف بشريتي وفيها اجد الراحة معك وبك وفيك. آمين.

قراءة وتأمل: تك8:9-15 و1بطرس18:3-22 ومرقس12:1-15   ابانا والسلام والمجد 

6.اليوم السادس-الأثنين 2 مارس- الأثنين من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني

تأمل:” «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ

يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي. حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ فَيُجِيبُهُمْ قِائِلًا: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»(متى31:25-46).

ان التفكير في الدينونة الأخيرة قد يصيبنا باليأس ويثير في داخلنا احاسيس مخيفة ويتركز تفكيرنا كثيرا على فكرة الخراب العظيم والدمار الشامل، ولكن هنا يبحث السيد المسيح على تهدئة النفوس وفي وصف بسيط يعرفنا معنى التلمذة الحقيقي، وهو أيضا مراجعة سريعة لأهم اختبار سوف نجتازه او اختبار يضعنا اين سنكون فيما بعد هذه الحياة. سواء قد قوبلنا في ملكوت الله أم نفينا منه للأبد سوف يعتمد على اجاباتنا لذلك الإختبار، واننا لا يمكننا ان نعيد ذلك الإختبار مرة أخرى او يمكننا ان نغش فيه بوضع علامات على أيدينا للتذكرة وذلك لأن جميع اجاباتنا مسجلة ومكتوبة قبل المثول امام الله الديّان العادل. عندما نقف هناك في حضرة الرب القدير سيرى اجاباتنا مسطرة ومكتوبة في ضمائرنا وارواحنا، ومع ذلك ستثار حيرتنا وتساؤلاتنا “متى؟”، متى رأيناك” وهنا سيجيبنا يسوع بقوة قائلا:” عندما كنت جائعا وعطشانا وعريانا وسجينا ومريضا ولم تفعلوا بي شيئا، كل هذا كنت اتوقعه منكم انتم تلاميذي واحبائي ان تحبون بلا شروط

أي شخص تقابلونه في حياتكم. ألم تُعلن أنك معي أنا المسيح..المعلّم..القدوس..الحب؟

ألـم أوصيك بالحب؟ أن تحب قريبك مثل نفسك؟. أنت ملح الأرض والجنس المختار وأحد خدّام الله وأنت من الفعلة وصيّاد للناس والراعي والخمير والكارز بالبِر وأحد رسل رب الجنود، وأنت أحد شهود الرب ووارث الملكوت وأخ بين أخوة كثيرين مُشابهين صورة الله، فهل فعلت ما أمرت به”؟

ان يسوع لن يسألنا عن الأشياء المادية التي تملأ ساعات سيرنا وليالينا الساهرة، ولن يسألنا ما إذا كنا ناجحين او حافظنا على شبابنا او دوافعنا للحياة، وهو أيضا حتى لن يسألنا ان كنا صلينا ام لا فهذا سوف يثبت بمشابهتنا لله في اعمالنا.

اليس مكتوب :

-“بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ وَأَمَّا مَنْ آَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجاً، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقّ”(1يوحنا16:3-18).

-“ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانا ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه.إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام، استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة”(يعقوب14:2-16).

– لكي لا يكون انشقاق في الجسد، بل تهتم الأعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرم، فجميع الأعضاء تفرح معه وأما أنتم فجسد المسيح، وأعضاؤه أفرادا”(1كورنثوس14:12-17).

تدريب: ابحث اليوم في محيط حياتك عن أناس امن هم ضحايا، من هم تعساء الى أبعد حدود التعاسة لأنه محكوم عليهم أن يخيوا فى زوايا انسيان فى هذا العالم الواسع. انهم بشر، علينا أن نتحسس ألمهم هذا لكي نتمكن من مساعدتهم على التخلص منه، لأن ألـماً على هذا الشكل ليس إلاّ إختباراً لجهنم بالذات.

صلاة: يا يسوع اعطني قلب مثل قلبك، ساعدني دائما ان اتعرف على الفرص في حياتي لكي اشهد لك بمد العون لإحتياج الأخرين، ودعني اكثر ان أرى أهمية كل شخص فيما يحتاجه او يطلبه. دعنى اردد في نفسي: ” اريد ان اساعد هذا الشخص اخي او اختي بدون أي تطلع لجزاء او ثواب او حتى لكلمة شكر. اريد ان اخدم كما كنت تخدم انت يارب وتجول تصنع خيرا عندما كنت على الأرض. قويني يا يسوع وقدني في هذا اليوم لكي أعرّف أخوتي عنك انت القدوس وأن أبث روح جديدة فى الإنسانية السائرة للدمار، وساعدني فى نشر مُلك عدالتك ومحبتك، واقبل يارب أن أكون شاهداً أميناً لك فى هذا العالـم. آمين.

قراءة وتأمل:احبار1:19-2 و11-18 و متى31:25-46   ابانا والسلام والمجد 

7.اليوم السابع- الثلاثاء 3 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني “

تأمل:” وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ.”(متى7:6-15).

ان الكثير من نص القديس متى البشير لصلاة الأبانا و ما تحتويه ملخص في المغفرة، وفي ختام تلك الصلاة يقول لنا يسوع انه اذا ما غفرنا للآخرين سوف تغفر لنا زلاتنا. في بعض الآيات التي جاءت قبلا في هذا الأنجيل قال:” لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” (متى45:5)، أي ان الله بدون تفصيل او فرق يهب الجميع ولهذا يطالبنا يسوع ان نكون رحماء ونشابه ابيه السماوي في رحمته. من خلال الكتاب المقدس سنرى رحمة الله قوية وواضحة في شخص يسوع الذى يغفر الخطايا ويحرر الناس من ضعفاتهم ويندمج اجتماعيا مع المهمشين. في هذه الأيام الحديثة شكرا للقديسة فوستينا وللقديس البابا يوحنا بولس الثاني فلقد نمت الكنيسة الكاثوليكية في تعرفها واعلانها لعمق رحمة الله اللامتناهية، وفي الحقيقة ترى الكنيسة ان الرحمة هي قلب رسالة الكنيسة. فـى موعظـة السيد الـمسيح على الجبل جاء قولـه:”طوبـى للرحـماء فإنهم يُرحمون”(متى7:5)، ويجب دائـما أن نتذكر قول القديس يعقوب:” إن الدينونـة بلا رحـمة تكون على من لا يصنع رحـمة”(يعقوب 13:2)، وفـى أمثال السيد الـمسيح عن السامري الصالـح(لوقا25:10-37) وعن الغني ولعازر(لوقا19:16-31)، تحـمل كلهـا تعليـماً أساسيـاً وهو أن الرحـمة لـمن يرحـم ومن أن الله يكافـئ فقط من  يرحـم فهو القائل: “حينئذ يقول الـملك للذين عن يـمينه تعالوا يا مباركي أبـي رِثوا الـمُلك الـمُعدّ لكم منذ إنشاء العالـم. لأنـي جُعت فأطعمتمونـي وعطشت فسقيتمونـي وكنتُ غريبـاً فآويتـمونـي وعُريـانـاً فكسوتـمونـي ومريضاً فعُدتـمونـي ومحبوساً فأتيتـم إلـيّ”( متى34:25-40).

ان المغفرة يمكن ان تكون مخيفة فمثال مغفرة يسوع لكل شخص هي المسؤولة عن موته على الصليب وكثيرا من اتباع يسوع شابههوه وكونهم قد غفروا للآخرين اعتبر ذلك أخطاء عظيمة في نظر البعض. انت وانا غير مدعوون لمثل ذلك ولكن الرب ربما يدعونا ان نقبل أقارب او انسباء او أصدقاء لهم قيمهم التي يمكن ان تكون معاكسة لما لنا وبالتالي يكونوا كغرباء للكتاب المقدس وهذا غالبا ما يكون صعب علينا ان نفعله ولكن من يدري ما هي النِعم التي يمكن ان نحصل عليها اذا ما حاولنا قبول الآخر كإنسان خلقه الله واحبه. وهناك سنواجه صعوبة ومعاناة شخصية لنا في تعاملنا مع الآخرين الذين قد يختلفون معنا سواء بنميمة وشائعات وظنون وتلك كلها في الحقيقة تبدو اسهل ان تُغفر بدلا من ان يصيبنا الكبرياء. ربما الفضيلة الحقيقية يمكنها ان تنمو وتثمر بأن نضع بعض الصعاب القليلة التي ليست بخطايا كالغضب ورغبة في الإنتقام والرد لمن يسيئون الينا وذلك بتحملها ولا نجعلها تتعمق داخل وجداننا بل نصلي من اجل كل من يسيئ الينا ونغفر ونصلي من اجلهم. الزوجة او الزوج او الصديق او القريب يمكن ان يستمر في اثارتنا كعادته رغما من اننا واجهناه بمحبة وإخلاص بما يصيبنا من افعاله فماذا لو نظرنا الي مزايا ذلك الشخص وصفاته الصالحة الأخرى بدلا من التركيز على عيوبه وننسى ما يثيره فينا من مشاعر سلبية. الرب يسوع يدعونا ان نغفر لأخي سبعين مرة سبع مرات ونصلي من اجله كما فعل يسوع لصالبيه وقاتليه.   

تدريب: “كما نغفر للمذنبين الينا…” شرط مغفرة اللَّه لنا وهو مغفرتنا نحن لأخوتنا الذين يسيئون إلينا شرط يتمشى تمامًا مع العدل الإلهي، إذ كيف يصفح اللَّه عن ذنوب إنسان قاسي القلب لم يرحم أخاه، وبالتالي فهو لم يعش بعد حياة التوبة؟! ولهذا ربط اللَّه مغفرته لنا بمغفرتنا لإخوتنا بالإيجاب والسلب قائلًا: “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ” (مت 6: 14، 15). ابحث اليوم في داخلك عن شخص ينتظر ان تغفر له ما ظننته انت إساءة، فأغفر له من كل قلبك ثم اذهب وتقابل معه واربح أخاك.

صلاة:.  يا يسوع ساعدني ان اتحقق وأعرف وأؤمن بالخقيقة من اننا جميعا أبناء لأبيك السماوي – اسرة واحدة في احتياج للرحمة. ساعدني ان أرى أصدقائي ومعارفي ومن يحيطون بي من اين أتوا وكيف وضعتهم انت يارب في حياتي وساعدني ان اغفر لمن قد آساء اليّ كما غفرت انت يا من جلست وشربت واكلت مع الخطأة وكما فعل أبانا السماوي في مغفرته ورحمته لي ولنا جميعا والذي يشرق شمسه على الأبرار والأشرار أجمعين بلا تفرقة. اجعلني اغمض عيناي لغلطات الأخرين ودعني ان أرى شيئا من صلاحك في اي شخص أكون معه ومن وضعته في طريق حياتي حسب مشيتك.آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا10:55-11 و متى7:6-15  «. ابانا والسلام والمجد 

8.اليوم الثامن- الأربعاء 4 مارس – الأربعاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني

تأمل:” وَفِيمَا كَانَ الْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ، ابْتَدَأَ يَقُولُ: «هذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ. مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا! رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا!(لوقا29:11-32).

العلامة تعني شيئ يشير الي حقيقة أخرى، فمثلا حرف H داخل علامة مرورية زرقاء مستطيلة تشير الى مستشفى قريبة. ان الصوم الكبير (Lent) له علاماته المميزة الخاصة به في الطقس الغربي مثل رماد يوم الأربعاء واللون البنفسجي وغياب الحان Glorias في القداس. لقد ذكر يسوع يونان النبي ذلك النبي المتردد، والذي سأله الله ان يذهب ويبشر في مدينة نينوى ولكن يونان عاند وهرب حينئذ ابتلعه حوت وانقذه من الغرق. ان بعض علماء الكتاب المقدس قد يشيروا بأن قصة يونان النبي هي نوع من الأمثال قدمه يسوع ليشير للإسرائيليين ولنا بأن الله لا يحفظ محبته ورحمته لنوع واحد من البشر فهو يريد ان الجميع ان يتوبوا وان يخلصون من الهلاك الأبدي حتى من غير اليهود من اهل نينوى.  سواء أكانت قصة يونان النبي حقيقية ام خيالية لكنها علامة يونان تلك والتي دفن في بطن الحوت تشير الي صورة كيفية ان يسوع سوف يوضع في القبر ثم يخرج كما خرج يونان من بطن ذلك الحوت بعد ثلاثة أيام كعلامة انتصار لنا ومجد لإلهنا الحقيقي. هكذا يسوع الذي خرج من القبر اخرجنا معه من بطن الحوت والذي قد نتخذه ليخفي خطايانا الصغيرة او الكبيرة والتي تبعدنا من رؤية النور الحقيقي، نور العالم ، نور المسيح المملوء حبا ابديا لنا.   

تدريب: “ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا – هل انا مؤمن حقيقة من ان يسوع الذي مات وقبر وقام من بين الأموات وصعد للسماء قد صنع شيئا عظيما من اجلي انا شخصيا”. هل انا خائف وهارب من وجه الرب باحثا عن ظلمة تخفي زلاتي؟ افحص اليوم بتدقيق لم التردد والهرب والخوف من نور العالم؟ اذهب الي النور وتصالح مع الله في سر المصالحة.”

صلاة:. ربي وإلهي يسوع، إنني لا أختلف كثيرًا عن هذه الجموع المزدحمة التي وصفتها

بأنها جيل شرير وقلبها قاسي، لأنك أنت الأعظم من يونان قريب جدًا مني، موجود على المذبح كل يوم، وما زلت ابحث عن حلول لمشاكلي الجسدية والأسرية والاجتماعية والروحية بعيدًا عنك. أعطني أن أقترب من مذبحك دائمًا، لآخذك في داخلي، وأحيا بقوتك، بل أعطني يدًا تعرف كيف ترتفع بالصلاة لك في كل الظروف، وتخرج ملآنة من فيض نعمتك.آمين

قراءة وتأمل: يونان1:3-10 و لوقا29:11-32 ابانا والسلام والمجد 

9.اليوم التاسع- الخميس 5 مارس- الخميس من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني”

تأمل: «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.”(متى7:7-12).

لقد سمعنا او قرأنا تلك الكلمات عدة مرات سواء في القداس الإلهي او اثناء رياضة روحية او اذا ما قرأنا الكتاب المقدس. بمعنى ان تلك الكلمات أصبحت شائعة ويمكن ان تفقد تأثيرها ما لم نتعمق نحن في حقيقة كل كلمة وما تعنيه. ان الرب يسوع يتفهم احتياجاتنا ورغباتنا وكل ما نريده فكيف لا نلمس تأكيد يسوع انه يسمعنا نطرق الباب ويرانا ونحن نبحث عنه؟.

ان تلك الآيات ليست فقط في ذلك المكان من الكتاب المقدس حيث يقدم لنا يسوع فيها وعوده، ففي انجيل القديس يوحنا مثلا يقول لنا:” وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ” ثم يؤكد ذلكمرة اخرى “إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.”(يوحنا13:14-14)، ومرة أخرى قال لنا:” إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ.”(يوحنا7:15)، وكذلك “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي.”(يوحنا16:15). حتى انه يمكن القول انه متشوق ان نسأله عن ما نرغبه ونتمناه في قلوبنا “إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.”(يوحنا24:16). ان تلك الكلمات من يسوع تقوي ايماننا وتجعله قوة في حياتنا، فهي مصدر حقيقي صادق للفرح والرجاء والراحة والتشجيع والإلهام والتوجيه.

تدريب: اسألوا.. اطلبوا.. إقرعوا= هي درجات الإصرار واللجاجة في الصلاة. فدرجة إقرعوا هي أعلى درجة، هي درجة الصراخ لله ليفتح، والعجيب أن الله صوَّر نفسه هكذا صارخاً أو قارعاً لنفتح قلوبنا له (رؤ20:3) فإن كان المسيح يقرع هكذا على باب قلبي، أفلا أثابر وأقرع وأصلى له بلجاجة!.

صلاة:يارب ساعدني ان اضع دائما ايماني وثقتي فيك. ساعدني ان اؤمن دائما في كلماتك ووعودك وان اثق في انك ستمنحني ما اريده لفائدة حياتي الروحية. ساعدني خاصة ان أتذكر وعدك عندما اجد نفسي قلقا بالنسبة لإحتياجاتي او احتياجات من احبهم والتي سألتك إياها، وبدلا من الشك واليأس ساعدني ان أتذكر من ان اهرع اليك ملتجئا فتذكرني بكلمتك “سأفعل من اجل اسمي”. آمين.

قراءة وتأمل: 1ملوك3:19-8 ومتى7:7-12 ابانا والسلام والمجد 

10.اليوم العاشر:الجمعة 6 مارس – الجمعة من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني”

تأمل:” فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ

حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!(متى20:5-26).

هذا النص هو اول نص من ستة نصوص مختصرة أخرى والتي فيها تمم يسوع الوصايا التي أعطيت لشعب إسرائيل على جبل سيناء. لقد احضر الديانة الي مستوى التطويبات والتي اعلنها من قبل في نفس الموعظة على الجبل. لقد تعمق يسوع الي جذور أفعال الشر- وهي هنا الأفكار الشيطانية والمشاعر الغير منضبطة. مثل تلك الأفكار الشريرة والمشاعر يمكن ان تصبح خطيرة نحو الأخرين كما هي خطر على انفسنا لأنها غالبا تقود الي فعل – الغضب يقود الي هجوم بالكلام  او العنف. الغضب يزداد عندما اتعرض لظلم او يهيئ لي انني قد ظلمت ولذلك ليس كل غضب هو خطأ ولكن الخطأ هو الغضب الذي لا يمكن السيطرة عليه، والقديس بولس ينصحنا قائلا:”اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.“(افسس26:1-27)، وينصحنا القديس يعقوب قائلا:” إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ،”(يعقوب19:1). فانا احتاج ان اضبط مشاعري ولا ادع للغضب ان يزداد داخل قلبي. إذا يوجد نوعان من الغضب: أحدهما الغضب الخاطئ، الذي نعتبره خطية واضحة، أو مجموعة من الخطاياعلى أنه يوجد غضب آخر سليم، لا عيب فيه.  بل قد يكون غضبًا مقدسًا أو غضبًا واجبًا. الغضب الباطل هو غضب لأسباب شخصية، أو لأمور مادية أو عالمية، وليس لسبب مقدس.  والمظهر الثاني له أن هذا الغضب يتم بطريقة باطلة، يفقد فيها الإنسان أعصابه ويخطئ. ومن الآيات التي تناولت هذه الخطية:

“قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومَنْ قتل يكون مستوجب الحكم.  وأما أنا فأقول لكم إن كل مَن يغضب على أخيه باطلًا، يكون مستوجب الحكم” (إنجيل متى 22،21:5)، و”لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله” (يعقوب 20:1) و”الرجل الغضوب يهيج الخصام، والرجل السخوط كثير المعاصي” (سفر أمثال 22:29)، و”لا تسرع بروحك إلى الغضب.  لأن الغضب يستقر في حضن الجهال” (الجامعة 9:7)، “لا تستصحب غضوبًا، ومع رجل ساخط لا تجيء” (الأمثال24:22). أما الغضب المقدس: وهو غضب لأسباب مقدسة من أجل الحق، ولا تدخل فيه الذات، ويكون بأسلوب سليم، وليس بعصبية أي ليس بنرفزة، ولا يكون بجهل، ولا بسرعة. والكتاب المقدس يعطينا أمثلة من غضب الله، وغضب الرسل والأنبياء.  كما يعطينا التاريخ

أمثلة من غضب القديسين.

ليس الغضب مجرد خطية بسيطة، بل هو مجموعة من الخطايا مركبة معًا في أسبابها وتشعباتها ونتائجها. خطية فيها الحدة والعصبية، ومع الغضب يوجد عدم المغفرة، ويحمل الغضب داخلة قسوة في القلب، ولذلك يحمل الغضب أيضًا لونًا من البغضة،  وخطية الغضب تتنافى مع الوداعة واللطف، وفي الغضب يفقد فضيلة التواضع أيضًا.  خطية الغضب ترتبط دائمًا بخطية إدانة الآخرين، يقع الغضوب أحيانًا في خطية الظلم، وفي غضبه قد يقع في الشتيمة والإهانة، وقد يقع في كثير من خطايا اللسان،وإذا ترسب الغضب في القلب يلد حقدًا. والغضب هو ثورة تهدف إلى الانتقام، ويحمل داخله خطية أخرى هي عدم الاحتمال. وقد يتحول الغضب إلى خصومة وإلى معارك. وتدخل في خطية الغضب أيضًا خطية إعثار الآخرين، ومع الغضب قد تكمن خطية التهور والاندفاع. وفي الغضب فقدام للصورة الإلهية، وقد يفقد الغضوب كثيرًا من علاقاته. و خطية الغضب أيضًا ضد فضيلة السلام ، وضد فضيلة الفرح، التي هي من ثمار الروح.

تدريب: متذكرا دائما قول الرب:” اما انا فأقول….”.

إننا عندما نغضب حينما يسيء الناس إلينا، لا تكون راسخة فينا الأمثولة التي تركها الله أمامنا: إذ يسيء الناس إليه بكل أنواع الإساءات، ويكسرون كل وصاياه، ويغضبون عليه أحيانًا ويجدفون، ومع ذلك فهو يغفر، ولا يرد عليهم بنتيجة أخطائهم. فإن حوربنا بالغضب على أحد، فلنتذكر كم مرة أخطأنا إلى الله، ولم يغضب علينا..!  ولنتعلم من الله: الصبر، والاحتمال، والمغفرة، وعدم الغضب، وعدم المعاملة بالمثل، وعدم المجازاة عن كل خطأ. هناك وسائل كثيرة لتفادي الغضب، ولمقاومته، ولعلاجه بالكلية، ومن بين هذه الوسائل: تواضع القلب، لوم النفس، اعتبار المسيء كطبيب يكشف عيوب فينا لا نراها، احفظ الآيات الخاصة بذم الغضب، ورددها، ولتكن موضع تأملاتك،الإبطاء في الغضب يعطي فرصة للتحقق، ولتهدئة النفس من الداخل، والتحكم في الأعصاب وفي اللسان، الجواب اللين فيقول الوحي الإلهي في سفر الأمثال: “الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط” (أمثال 1:15)،والأمر يحتاج إلى حكمة: متى تتكلم؟  ومتى تصمت؟، وتذكر نتائج الغضب السيئة وأخيرا وليس آخرا اطلب معونة مرشدك الروحي مع ممارسة تداريب روحية.

صلاة: يا رب، عندما اشعر بالغضب وتهيج ثورته في داخلي فساعدني ان اصمت وان اصلي في ارشاد روحك القدوس الساكن فيّ واعنّي كي انظر الى الصورة الحقيقية لما آراه ظلم واذا ما كان الظلم هذا ظاهرا انه حقيقة فعرّفني كيف ومتى يمكنني ان اشير اليه. ساعدني في خلال تلك الأوقات الصعبة ان افكر بوضوح وان ارتب مشاعري وافكاري بصورة صادقة حتى لا انسى ابدا ان الشخص الذي قد أثار مشاعر الغضب فيّ هو آخي او اختي فانه اذا ما علم انني قد غضبت فاعطني الشجاعة ان اسأل المغفرة منك انت أولا ثم من اخي او اختي.آمين.

قراءة وتأمل: حزقيال21:18-28 ومتى20:5-26    ابانا والسلام والمجد  

11.اليوم الحادي عشر: السبت 7 مارس- السبت من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني” تأمل:” «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.”(متى43:5-48)

عندما يطلب منا يسوع ان نكون “كاملين” كأبانا السماوي فهو لا يعني اننا لا يكن فينا

أي عيب فالله لا يتوقع اننا كاملين بمعنى انه لا يمكننا ان نقترف أي خطأ. ان الله

يتوقع منا ان نحاول وان لا نيأس وان لا ننهزم في معركتنا مع النفس في النمو الروحي. ان الكلمة اليونانية والمستخدمة في كتابة الأنجيل المقدس عن “كاملين” (تيليتس) أي ان ننمو وننضج. هناك أشياء تصل للكمال اذا ما جهزت جيدا مثل شجرة الفاكهة فتحمل ثمارا طازجة وشهية ذات طعم جميل. ان يسوع لا يطلب منا ان نصل لحالة الكمال كأنها حالة ساكنة بمجرد الوصول اليها تتوقف المحاولات والجهود، ولكن بدلا من ذلك ان نداوم في نمونا الروحي في جهاد مستمر وان لا نكف عن ذلك الجهاد بأن نتصور اننا قد وصلنا وبالتالي نكف ونرتاح والرب يسوع هنا ينذرنا ان العدو لن يتركنا حتى نستسلم.  

تدريب: “أحبب عدوك وصلي من اجل الذين يسيئون اليكم”. فتش في حياتك وعلاقاتك وابحث اليوم عن شخص او أشخص تشعر نحوهم بعدم الرضى حاول ان تصلي ان الرب يغفر لهم ما تظنخ انت إساءة نحوك. يرىالقديس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح قد جاء ليرفعنا إلى كمال الحب، الذي في نظره يبلغ الدرجة التاسعة، مقدّمًا لنا هذه الدرجات هكذا:

الدرجة الأولى: ألا يبدأ الإنسان بظلم أخيه.

الدرجة الثانية: إذا أصيب الإنسان بظلم فلا يثأر لنفسه بظلم أشد، وإنما يكتفي بمقابلة العين بالعين والسن بالسن (المستوى الناموسي الموسوي).

الدرجة الثالثة: ألا يقابل الإنسان من يسيء إليه بشر يماثله، إنّما يقابله بروح هادئ.

الدرجة الرابعة: يتخلّى الإنسان عن ذاته، فيكون مستعدًا لاحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا.

الدرجة الخامسة: في هذه المرحلة ليس فقط يحتمل الألم، وإنما يكون مستعدًا في الداخل أن يقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل به، فإن اغتصب ثوبه يترك له الرداء، وإن سخّره ميلًا يسير معه ميلين.

الدرجة السادسة: أنه يحتمل الظلم الأكثر ممّا يودّه الظالم دون أن يحمل في داخله

كراهيّة نحو العالم.

الدرجة السابعة: لا يقف الأمر عند عدم الكراهيّة وإنما يمتد إلى الحب… “أحبّوا أعداءكم”.

الدرجة الثامنة: يتحوّل الحب للأعداء إلى عمل، وذلك بصنع الخير “أحسنوا إلى مبغضيكم”، فنقابل الشرّ بعمل خير.

الدرجة التاسعة والأخيرة: يصلّي المؤمن من أجل المسيئين إليه وطارديه.

صلاة:يا يسوع، أشكرك من انك كنت صبوراً معي وأشكرك من اجل معونتك لي بنعمتك الفائقة الوصف حتى وانا اسقط ثانية وثلاثة واكثر من مرة أحيانا في نفس الخطايا طوال تلك السنين. ساعدني ياربي ان اصعد فوق ذلك التل وامسح الطين واستمر في تطهيري. انا اعلم واؤمن ان يدك هي دائما من حولي تحيطني وتقيمني من سقطاتي. اسألك النعمة التي تساعدني للوصول الي هدف دعوتي وان لا تدع نفسي في راحة حتى تصل الي بغيتي وشوقي في ان أكون معك. قد اقف او ارتاح بعض الشيئ في معركة الحياة تلك التي احياها ولكي اؤمن يا سيدي انك ستبقى معي فبك ومعك يارب سأصل الي سماءك الأبدية .آمين.

قراءة وتأمل: التثنية 16:26-19  ومتى 43:5-48                  ابانا والسلام والمجد 

12.اليوم الثاني عشر: الأحد 8 مارس –الأحد الثاني من الزمن الأربعيني-“

تأمل:” وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ»(متى1:17-9).

خذ لحظة وتذكر وقت عرفت فيها ان الله حاضر ويعمل في موقف ما في حياتك، فربما

كانت لحظة خبرة حضور الله في جمال خلقته عند حضورك واستقبالك لمولود لك ابن

او اخ او اخت، او لحظة تعزية شعرت بها في وقت الشدة او الحزن او اثناء صلاتك و امتلأ قلبك بالفرح، او لحظة بهجة بنجاح في اختبار لم تتوقع اجتيازه. تلك اللحظات التي سمح بها لتشعر بحضور الله فيها هي خبرة تجلي لنا على الجبل مثال بطرس ويوحنا ويعقوب على جبل التجلي. نحن أيضا اختبرنا لحظات نعمة عميقة وظهور في حياتنا -لحظات عندما نعلم ان الله يكون في وسطنا بكل مجده فنراه ونلمسه ونشاهد مجده يتجلى. ولكن مثال بطرس يمكننا ان نجرب بأن نطمع في دوام ان نبقى على ذلك الجبل فلا نريد لتلك اللحظات من التعزية او النعمة او الفرح ان تنتهي ونحن على استعداد ان نبني مظال. على الرغم من اننا لا يمكن ان نبقى على قمة الجبل ولا اظن ان الله يريدنا ان نحضر تلك الخبرة الي اسفل معنا. ان التجلي وضع ما بين فترة توقع ما قبل الآلام وموت يسوع. تلك اللحظة من النعمة وعمقها لتجلي يسوع كانت تعني للتلاميذ اعدادا لرحلة الصليب ولتشجيعهم وتقوية ايمانهم للمعاناة التي سيتعرضون لها في وقت قريب. في الحقيقة عقب التجلي جاءت تعليمات يسوع لهم و”أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ» ثم بدأ يقول لهم: «ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا. ومن قبل تلك الحادثة كانت وصية يسوع لتلاميذه:” حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي”(متى24:16). بذلك التجلي والذي هو صورة لمجد المسيح فيما بعد فلم يكن التجلي يعني انكار لقول يسوع عن الصلب والمعاناة والموت بل ليعطينا نحن القوة بأن نحياهم عارفين بأننا في يد اله قديرالمسيح الرب. أراد بطرس ان يبقى على تلك اللمحة او اللحظة ولا يغيرها لمجد المسيح ويبني مظال وربما كان ان الله الأ اربك خطط بطرس بتذكيرنا جميعا “هذه هو ابني الحبيب فله اسمعوا” ويسوع يذكرنا أيضا ان قد اختار ان يأتي ليس كملك في مجد بل كخادم متألم  فيسوع اختار المعاناة وان يقدمها وان يسير معنا هنا على الأرض

طاعة لأبيه السماوي ولخلاصنا الأبدي.

تدريب: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا» حاول ان تتذكر لحظة او موقف ما شعرت فيه بالخوف ولكن يد الرب انقظتك فقم الآن واسجد شاكرا حتى لو كان ذلك الحدث مرت عليه أيام او سنوات. فقط قم واشكر الله وطالبا منه المغفرة.

صلاة:. ياربي يسوع ما الذي سيكون عليه الأمر اذا ما تذكرت حقيقة نعمتك ورحمتك وحضورك في أيام الشدة والظلمة والمعاناة؟ في اثناء زمن الصوم هذا ساعدني ان أتذكر صلاحك وعملك في حياتي، وبينما انا أتذكر هباتك وعطاياك الصالحة لي املأ قلبي بالشكر والإعتراف بالجميل والحب لك حتى يصبح ذلك الحب تجديدا لقوتي وايماني بك، ثم اذا ما أتت أوقات الظلمة تعال وساعدني ان أتذكر انك دائما معي وانه معك وانت بجانبي لا يوجد أي شيئ يخيفني. َآمين.

قراءة وتأمل:  تكوين5:15-12 و17-18، وفيليبي17:3-1:4، ولوقا28:9-36. ابانا والسلام والمجد 

13.اليوم الثالث عشر: الأثنين 9 مارس – الأثنين من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني”

تأمل:” فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ. «وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ»(لوقا36:6-38).

الرحمة او الرأفة كما تترجم هي أساسية في معظم الديانات الرئيسية في العالم، ولكن يسوع لا يقدم هنا قاعدة بسيطة على الرغم من دعوته لنا “كونوا رحماء” ففي النص الأنجيلي اليوم بدأ تعليمه بمفهوم أساسي الا وهو “كونوا رحماء” ثم تبعه بقائمة صعبة من وصايا أخلاقية ترفع الإنسان الى مكانة اعلى مع وعد واضح وقوي.  في كل وصية يطلبها منا يسوع لأعمال الرحمة هناك وغد:” “ولا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد، فلا يُقضى عليكم. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. أَعْطُوا تُعْطَوْا”. هنا يسوع يبدو انه يقدم لنا ملحوظة بشرية أساسية فيمكننا ان نسجن انفسنا في عالم من الإدانة والحكم عندما تكون تلك هي طريقتنا عندما نتعامل مع الآخرين او حتى مع انفسنا (لوم ومعاتبة وتحقير وإدانة وخصام ومعاندة ..الخ). بكلمات أخرى اننا نعيد العالم الذي خلقناه لأنفسنا سواء اكان عالم رحمة او عالم إدانة فإن كنا رحماء سنُرحم وإذا حكمنا سيُحكم علينا. وهذا ما علّمه لنا يسوع بصورة فريدة وعجيبة وواضعا لنا مقياس يريدنا ان نضعه دائما امام اعيننا الا وهو:” كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ”. ان علماء اللاهوت يفسرون تلك الدعوة  وذلك المقياس الإلهي بأنه الشيء الذي يجعلنا مساوين لله ليس سِوى فعل الصلاح (الرحمة). انه يمكن ان يكون ذلك مغريا لنا بأن نستبعد الفكرة بكاملها كأنها شيئا مستحيلا وغير قابل للتطبيق وهذا ممكن ان لم يكن الله هو المحرك بنعمته ومحبته لكل اعمالنا. ان يسوع يقول لنا: لا تستصعبوا وصاياي، فإنَّني أقدِّم لكم ما يليق بكم كأبناء للملكوت، فأطالبكم بحياة فاضلة فائقة للطبع البشري، لأني عامل معكم وفيكم، “فيكون أجركم عظيمًا وتكونوا بنيّ العليّ”. انه يمكننا ان نعمل كل شيئ بالمحبة عندما نتيقن علامات وآيات صلاح الله ورحمته في حياتنا اليومية لذا فبولس الرسول يدعونا قائلا: “فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا”(افسس1:5-2)

تدريب: ابحث اليوم في ذاكرتك عن شخص تحمل له بعض المشاعر السلبية او لم تسأل عنه منذ مدة لأي سبب من الأسباب ثم اطلب من الله ان يمنحك الحكمة وحاول ان تطلب ذلك الشخص للسؤال عنه وتدعوه للصلاة من اجلك بمناسبة الصوم المقدس.

صلاة:يارب أحيانا كثيرة لا اريد ان اسمع أي كلمة أخرى من كلامك المقدس في انجيلك فهي تبدو كلمات جميلة ومثالية ولكن اميل ان انظر اليها على انها كلمات تتطلب قوة لتنفيذها وهنا يصيبني اليأس بسرعة حينما تكون ارادتي وقوتي في فتور وضعف فيصبح ما تطلبه مني من المستحيلات. عندما تطلب مني يارب ان أكون رحيما كأبانا السماوي هو رحيم فانك بذلك توقفني على حقيقة بأن الله هو مصدر كل رحمة وان أي عمل رحمة قد يمكنني القيام به لن يكون مني وحدي. انت تريد ان تحيا فيّ مستمرا في رحمتك نحوي ومغفرتك ومحبتك التي بلا حدود. ان كل شيئ يبدأ معك وبك ساكبا رحمتك في حياتي، لذا فأريد يارب ان اشكرك أولا  بكل ما فعلته وتفعله وستفعله في حياتي من حب وعطاء ومغفرة وساعدني ان انشر محبتك الساكنة فيّ نحو الآخرين وافتح عيناي اليوم كي المس حضورك الدائم في قلبي ورحمتك وحبك في كل حياتي. آمين.  

قراءة وتأمل: دانيال4:9-10 و لوقا36:6-38  ابانا والسلام والمجد 

14.اليوم الرابع عشر: الثلاثاء 10 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

تأمل:” حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.”(متى1:23-12).

انه من الممكن ان نقول “آه هؤلاء الفريسيين” ونستكمل حياتنا فالتفكير في ذلك النص ليس له صلة في هذه الأيام ولكن هل هذا في الحقيقة صحيح؟ فلنتقترب اكثر نحو الفريسيين. من قاموس الكتاب المقدس نجد ان كلمة فريسي أي مفرز، فهم كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وهم فئة تضم كهنة وعلمانيين. وكانوا يعلّمون ويعظون ولكنهم تمسكوا بحرفية الناموس في التفسير والتشدد في حفظ عوائد تسلموها ممن سبقوهم (مت2:15+ مر 7: 3 – 5). وكانوا يؤمنون بالقيامة والخلود. ووبخهم المسيح بسبب ريائهم (مت20:5+ 6:16+ لو38:11-54). وكانت لهم يد قوية في صلب المسيح. ولكن كان منهم أفراد مخلصين كبولس الرسول وغمالائيل (أع34:5). وكان الفريسيين متكبرين يفتخرون بمعارفهم الدينية ويزدرون بالعامة. ولقد ظهر الفريسيون في القرن الثاني ق.م. اذن هم كانوا قادة دينيين أرادوا مراقبة شريعة وقانون الله وتطبيقها حرفيا وانشأوا لأنفسهم شريعة وقوانين خاصة كي تساعدهم في تطبيقها وأيضا كانوا يريدون ان يضموا أناس آخرون ليتبعوهم وينفذوا قواعدهم الخاصة. تلك القواعد كانت صعبة لذا فإن الأمر قد تحول مع الوقت إلى الزهو والخيلاء والتفاخر على الباقين، بل والأكثر من ذلك: الاتجاه القوى إلى الأمور الشكلية والممارسات الجوفاء، فقد وصل بهم الأمر إلى تعشير (تخصيص العشور) الشبت والنعناع والكمون (متى 23: 23 ولوقا 11: 42) في حين أكلوا حقوق الأيتام والأرامل، كما اهتموا بلبس “التيفيلن” والذي كان يثبت على الجبهة كعلامة تقوى وكذلك بإطالة أهداب الثياب مما كان يجلب لهم المديح والكرامة من عامة الناس، وإطالة الصلوات بنفس الدوافع (راجع متى 23: 5 ومرقس 12: 40 ولوقا 20: 47) وهكذا استبدلوا مجد الله بمجد الناس. كل ذلك وغيره استوجب توبيخ السيد المسيح لهم بسبب ريائهم.

وعلى الرغم من كل هذا فإن الرب يسوع كان منفتحا نحوهم وقبل دعوة البعض منهم (سمعان الذي دعا المسيح للعشاء معه) وتقابل ايضا مع نيقوديموس والذى اتى اليه باحثا عن الحقيقة (يوحنا1:3)، ومع هذا كانت ليسوع مواقف صلبة مع تلك الطائفة وكيف يخيون ويطبقون شريعة الله ولقد سجّل القديس متى البشير بعض من تلك المواقف لفائدة جماعته المسيحية. في الحركات الدينية هناك خطورة بأن القانون يحرّف والشعب يصبحون باحثين كيف يعوضون بحثهم عن الكمال وهم مخنوقين بقائمة طويلة من النواهي والأوامر تمنع وصولهم للحقيقة، لذا فلقد اقتبس القديس متى من اقوال يسوع وتوصياته عن وصايا الله ومعناها الحقيقي والتى هي اهم من تلك المفاهيم والتفسيرات البشرية. وايضا قد اقتبس القديس متى توجيهات يسوع لتجنب الألقاب ومراكز الشرف وان يحيا الإنسان في تواضع وخدمة الآخرين. انها تذكرة مهمة لأي شخص في مركز قيادي قهو مطالب اكثر بأن يعطي أكثر مما يأخذ ويكون مثالا صالحا لمن حوله.  ان ذلك النص لم يقف عند حد القادة فنحن جميعا مدعوون ان نحيا بما نؤمن به فكل واحد منا يمكنه ان يسأل نفسه او نفسها كم من المرات في ال 24 ساعة السابقة انا اعطيت مثالا سيئا؟ وكيف اصبح تابعا احسن ليسوع؟ وكيف اشهد لمسيحي؟ وكيف يمجدون الله ولا يمجدوا اعمالي البشرية؟  

تدريب: “وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ” حاول اليوم ان تتذكر ما الذي قمت به من عمل او اعمال فيه مجد الله قد أُظهر وليس مجدك. هل قدمت خدمة ما لشخص وتقبلها بكل شكر؟ هل قمت بخدمة آخ او زميل لك في العمل او المدرسة دون ان يطلب منك؟.

صلاة:.  يارب اغفر لي فغالبا ما افكر من انني صالح ولا يمكنني ان اتفهم لماذا الآخرين لا يقومون بعمل جيد كما افعل انا او لماذا لا يمكنهم ان يتجنبوا الخطأ كما تجنبته انا. عندما افكر في ذلك فأنت يارب أحيانا برحمة تدعني اسقط على زجهي وعندئذ أرى كيف كنت غير مثالي. اشكرك يا الهي لتلك اللحظة التي توقظني فيها من كبريائي، فأرجوك استمر يارب في انارتي بنورك العجيب في كل وقت حتى لا انزلق في طريق الزهو والفخر. ساعدني ان احيا في الحقيقة بما اؤمن به ودعني اتعرف على أي شخص كأخ او أخت لي واحترمه واحبه واخدم بتواضع كمثالك. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا16:1-20 و متى1:23-12    ابانا والسلام والمجد

15.اليوم الخامس عشر: الاربعاء 11 مارس الأربعاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني “

تأمل: “ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»(متى17:20-28).

من خلال الأناجيل نجد ان يسوع يعرف ما الذي يفكر فيه الشعب فيما بينهم بدون حتى ان يسألهم، وعندما يسأل ام ابني زبدى ما الذي تريده مع انه كان يعرف بالفعل ما الذي كانت ترغبه لولديها. ربما يسوع قد سألها لكي تتكلم بصوت مسموع عن رغبتها وبهذا الأسلوب يمكنه توجيه فكرها بعد المحادثة معها. لقد بدأ ذلك التبادل بطلب ام ابني زبدى طالبة من يسوع ما الذي تريده لولديها ولم تكن تهتم ما الذي سيجدث الى بطرس ونثنائيل فكان اهتمامها فقط يدور حول ما يختص بها وحدها وابناها. ان إجابة يسوع سوف تساعدها ليمتد تفكيرها وقلبها الي شيئ أكبر وأعظم. ان المفهوم الذي ينطوي على “كل شيئ لي” والذي هو ظاهر الآن في أيامنا هذه ليس بجديد “انا فقط” وليس لأحد غيري، وها هوذا قد امتد لباقي تلاميذ يسوع الذين “اغتاظوا”. لطلب الأم هذا أجاب يسوع بأن كل شيئ هو حسب إرادة الآب. ان يسوع دائما يعرف ويطيع مشيئة الآب السماوي وما يطلبه او يرغبه ويدعونا نحن لتنفيذ نفس الشيئ ولهذا غلمنا عندما نصلي نقول “لتكن مشيئتك”. كما تكلم يسوع لتلاميذه الإثناعشر أشار بأن ارادةالله ليست بمبدأ “كل شيئ لي”، بل بمبدأ “كل شيئ عن الآخر والله”. ان الله دائما فاتحا ذراعيه ومنصتا لكل ما نرعبه ويريد اسعادنا بتلبية رعباتنا واشواقنا واحلامنا اذا ما كانت لخلاصنا وليست لمتعة أرضية مؤقتة وزائلة. نحن نصلي من اجل من نحب ولإحتياجاتنا واحتياجات من نحبهم ونصلي من اجلهم واحيانا نصلي شاكرين عندما يستجاب لنا.  ولكن الصلاة هي صلة منا الي الله ومن الله لنا. نحن مدعوون في محادثاتنا ان نسأل قائلين:” يا الله ما الذي ترغبه مني ان اعمله في هذا الموقف؟” او ” يارب ما هي ارادتك لي في هذا اليوم؟” وكما أشار يسوع نحن مدعوون لكي نكون خدام وان نكتشف كيف وبأي قدرة يمكننا ان نخدم حيث اننا مطالبين بصورة خاصة ان نسأل ” ماذا تريد يارب” وليس “اريد انا”.       

تدريب: “لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ” – حاول ان تقدم اليوم خدمة لشخص او اشخاص هم في اشد الحاجة اليها. لقد قيل طوبى للإنسان وهو في قمة تعبه يقدم راحة للآخرين، وهو في قمة حزنه يقدم ابتسامة للآخرين، وهو في قمة عطشه وجوعه يطعم الآخرين بالشبع، وهو في قمة مرضه وآلامه يزور المرضى ويصلي من اجلهم.

صلاة: أيها السيد الرب يمكنك ان تعرف رغباتي واحتياجاتي وما في قلبي احسن من كوني انطق بهم. انا اثق في عظمة حكمتك من ان رغبتك من اجلي هي كمال الحياة لأخوتي واخواتي ونفسي. لذلك انا اسألك يارب ان تعطيني اليوم ما تريده انت لا ما انا اريده وما تراه انت في داخل اعماقي من احتياج وقدني انت في الفرص التي تأتي في يومي هذا لكي تكون رغبتك وارادتك انت هي التي تتم من خلالي. مهما كانت رغبتك يارب بالتأكيد هي رغبتي. آمين.

قراءة وتأمل:  ارميا18:18-20 ومتى 17:20-28      ابانا والسلام والمجد  

16.اليوم السادس عشر:الخميس12 مارس – الخميس من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني (ذكرى رحيل مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب)

تأمل: “”«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ»(لوقا19:16-31).

قد يقول قائل: يا يسوع لقد سمعت ذلك المثل عدة مرات حتى انه قد فقد تأثيره. لعازر اصبح ايقونة امام محنة الفقراء فلقد رأيت الكثير مثل لعازر في التليفزيون وعلى الطرقات وحتى في مدينتي ومن جهة أخرى يبدو من العمق انني انا أيضا أصبحت مثل ذلك الغني لم اتحرك امام صراخاتهم الغير مسموعة، ولا اعلم لماذا؟. اليوم انا سمعت قصتك يا يسوع أعلنتها لي مرة أخرى ولكنني لم اهتز هذه المرة من موقف الغني او لعازر ولكن لفت انتباهي اخوة الرجل الغني. لقد توسل الرجل الغني لأبانا إبراهيم ان يرسل لعازر لأخوته على الأرض حتى ينذرهم وحتى لا يأتون الى مكان العذاب. لقد أجاب إبراهيم من انهم استلموا رسالة موسى والأنبياء وانهم يجب ان ينصتوا ويسمعوا ويعملوا بما قيل لهم. الرحل الغني يعلم ان اخوته لم يسمعوا لموسى ولا للأنبياء وانه سيسمعون اذا ما جاءهم من عاد من الموت. ولكن بحكمة أجاب إبراهيم:” إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». بالنسبة لي انا سأقول في قلبي انا سأسمع اذا ما عاد شخص من الموت، وفي الحقيقة ان هناك  شخص قد عاد من الموت- وهو انت يا يسوع – فلقد مت وقمت من الأموات ولكن هل سمعت انا أيضا لتعاليمك ام انا مخدر وغائب واصم امام العديد أمثال لعازر في حياتي! هل انا اشابه اخوة ذلك الرجل الغني فلا اسمع لمن قام وعاد من الموت؟ ان جذور المشكلة هي حب الذات والتي هي مدفونة في الطبيعة البشرية حتى ان قيامة يسوع لم تستطع بعد ان ترفع تلك الجذور فهي ما زالت في قلبي. ان محبتي لذاتي تدخل تدريجيا وتلقائيا فيما أقول وكيف اتصرف. انه شيئ عميق في داخلي يقودني للبحث عن راحتي الشخصية وقضاء رغباتي وإرضاء ذاتي ولا ابالي بغيري وراحتهم. اضع كل طاقتي في طرد أي فكرة او محاولة لأسمع لهؤلاء من هم على مثال لعازر من حولي وحتى لا استجيب لهم. ترى احقا راحتي في تلبية رغباتي واشواقي فقط ام في تقديم حتى مجرد ابتسامة او كلمة تشجيع او ان أكون يد لمشلول ورجلا لكسيح؟     

تدريب: ابحث اليوم في منطقتك عن المهمشين او من يعيشون في الطرق بلا مأوى وحاول ان تقدم له او لهم بعض المعونة.

صلاة: يا يسوع لقد وعدت بأن الروح القدس سوف يذكّرنا بكل ما قلته وعلمته واوصيتنا به في حياتك على الأرض ارجوك ان ترسل روحك القدوس ليذكرني برسالتك وان يفتح قلبي ان استقبلها وان اعمل بها حسب مشيئتك القدوسة.  بحق قيامتك من الموت المس قلبي واشفني من محبة الذات. في فترة الصوم هذا ساعدني ان انكر ذاتي أكثر وأكثر وان أأخذ صلييبي حتى يمكنني ان اتبعك بدلا من اتبع نفسي ورغباتها واشواقها.آمين. قراءة وتأمل: ارميا5:17-10 و لوقا19:16-31  ابانا والسلام والمجد 

صلاة امام صورة مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب في ذكرى رحيله للسماء

17.اليوم السابع عشر:الجمعة  13 مارس – الجمعة من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

تأمل:” «اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ (متى33:21-43 و45-46).

ما هذا المثل الحزين الذي قاله لنا يسوع في قراءة انجيل اليوم عن قصة تصف رفض الإبن وموته. ان الله لا يسمح ان خطته لخلاص البشرية ان تحبط، فملكوت الله سيعطى للناس يأتون بثمار كما يرغبه الله. من خلال سر العماد المقدس اصبحنا أعضاء في شعب الله فكيف يمكن ان ننتج ثمار حسب رغبة الله؟  يمكننا ان نجد مفتاح في النص الأنجيلي مما قاله يسوع:”الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية”. ان يسوع هو رأس الزاوية او حجر الزاوية على قياسه ينضبط البناء كله في حياة الكنيسة، هو المثل والقدوة والمقياس مثلما تقول الوصية الرسولية “نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة” (1بط 1: 15)، فحياتنا وبشريتنا يجب ان تثبت فيه، وكما قال معلمنا بولس الرسول عن الكنيسة: “مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر للزاوية” (أف 2: 20). وهذا يبدأ بسر معموديتنا حيث نصبح أعضاء في جسد المسيح ومن هنا نطلب ان ننمو فيه حتى نصبح مشابهين يسوع في كل يوم.  وعملياً كيف يمكننا ان نفعل هذا؟ نبدأ بأن نحاول ان نعرف المسيح معرفة اعمق واحسن من خلال التحادث معه ومن خلال قراءة الكتب المقدسة وخاصة الأناجيل، وعندما نكون اكثر دراية بتعاليم يسوع فنحاول ان نفكر كما كان يفكر هو حتى يكون ايماننا وافكارنا ومواقفنا وتصرفاتنا تصبح مشابه له كقول بولس الرسول:”فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا”(فيليبي5:2).  ان حياتنا اليومية مملوءة بالأفعال والكلمات والإختيارات وفيها كلها نطالب بأن نتمثل بالفضائل التي مارسها يسوع وطوال تلك المحاولات بقدر ما نستطيع ونتحقق اننا مهما فعلنا لا يمكننا ان نشابه المسيح بواسطة قوتنا نحن فقط. نحن نحتاج الي معونة الله ونعمته ولقد حصل لنا يسوع على تلك النعمة  بموته وقيامته ولذلك نبحث ان ننمو في النعمة خاصة من خلال صلواتنا اليومية ومشاركتنا الفعلية في القداس الإلهي وتناولنا من سر القربان الأقدس وتقدمنا لسر المصالحة باتوبة والندامة.. كلما زاد حجر الزاوية يسوع في حياتنا سنحمل اكثر ثمر حسب رغبة الله. فلنفرح بالرب الذي صنع معنا هذا. ان القديس يوحنا الرسول يدعونا قائلا:” وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.”(1يوحنا3:2-5).

تدريب: “يسوع هو حجر الزاوية” هل تعي جيدا معنى ان يسوع هو الأساس؟ حاول ان تقترب اكثلر وأكثر في معرفتك بيسوع المسيح بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس واللجوء الي مرشدك الروحي.

صلاة: كم هي عطية لا يمكن قياسها يارب ان أكون واحدا من شعب ملكوتك قد اخترته انت يالهي ووثقت بي وادخلتني الى حضيرة الخراف الناطقة أي بيعتك المقدسة. كم اشتاق ان احمل ثمر فأنا تيقنت انه يمكنني ان اقعل هذا بمعونتك ونعمتك يا يسوع. املأني بنعمتك حتى اثبت اليوم فيك وهنا ستكون كل افكاري وقدراتي ورغباتي وتصرفاتي كلها تشابهك. عندما اصبح يائسا او فاترا ساعدني ان اعيد ثقتي فيك اكثر واكثر بكل صدق.عندما ابدأ ان اعتمد على قواي ومصادري الشخصية وحدها عندئذ1 ساعدني يارب ان اعود اليك فورا. يا يسوع كن انت وحدك حجر زاويتي الوحيد والأساسي. آمين. قراءة وتأمل: تكوين3:37-4 و12-13و 17-28 ومتى33:21-43 و45-46    ابانا والسلام والمجد.  

18. اليوم الثامن عشر: السبت 14 مارس – السبت من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني ”                                                                            تأمل:” وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!».فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلًا: وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ»(لوقا1:15-3 و11-32). ان المثل الذى جاء ذكره في انجيل القديس لوقا عن الإبن الضال يذكرنا كل مرة نصغي اليه عن انه اننا نحب ان نكون قريبين من البيت بيت العائلة او البيت الذي نجد فيه الراحة والهدوء والحماية. من منا يا ترى لا يعرف الفرق أو التحدي الذي يجعل منا ان ننظر لكل منا كغرباء اكثر من اخوة او اخوات؟ نحن نخاف ان لا يكون هناك فائض (أيا كان) ومن الأفضل ان نحمي نصيبنا. من منا لا يتطلع الي رقم 1 اذا لم يكن انا؟ من نحبهم قد ينظروا بأسف نحونا ولكننا نأخذ نصيبنا وننطلق ولا يهم من يقول او يفكر عنا. الإبن الأصغر يريد ميراثه ويريده الآن. وبدون سؤال وهب الأب طلب ابنه واعطاه نصيبه من الميراث ودعه يذهب. انه يعرف ابنه جيداً وانه لم ينضج بعد وليس لديه الخبرة او الحكمة في الإختيار الصحيح. كيف يصبح ذلك الأب مسؤولا في هذا العالم البارد والخطير؟ الإبن عليه ان يصنع خطأه وربما كثيرا من تلك الأخطاء وهي ستصيب وتؤذيه ومع هذا تركه الأب يمضي وهو يأسف ولكن ودّعه بكل سخاء وكثرة من الحب والثقة آملا ان الإبن يتعلم شيئا من اختياره هذا. الثقة في الصلاح الكامن في قلب ابنه سوف ينتصر في النهاية وان الله سيعمل في قلب الإبن وسيرعاه في الطريق الذي اتخذه. ان محبة الأب لم تنكسر وثقته في ابنه اثبتت صحتها فالإبن عاد الي نفسه والي بيت ابيه. “وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ” واضح من تلك الآية ان الأب كان على إنتظار وتطلع لعودة ابنه وهو متأكد انه سيعود ومتيقن ان حبه له قد يفيض في قلب الإبن وسيدفعه هذا لأن يعود الي أحضان الأب. في الحقيقة نحن لدينا آب لم يحتفظ بكل شيئ لنفسه ولكن رغبته العميقة هي ان يشركنا في كل شيئ لديه.                                                               تدريب: ان ابي السماوي يعرف كل ما احتاج اليه “لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.”(متى32:6). هل تؤمن بتلك الحقيقة. ادخل الي مخدعك واطلب العودة الي ابوك السماوي فهو في انتظارك مهما كانت حالتك وثيابك وعوزك وخطيتك، فهو ينتظر.                                                           صلاة: أيها الآب السماوي هل انت أيضا تعمل فيّ وفي من احبهم؟ هل وضعت صلاحك فيّ وانت متأكد انه يمكنني وانني سوف اعود الي البيت برحمتك؟ حتى وانا بعيد وفي كورة غريبة؟ هل انت دائما تنتظرني؟ ودائما مستعد في الترحيب بي عائدا وان تعيد لي ثروة النعم والمكانة والتي أحيانا ابعثرها؟ ساعدني يا ابي ان اثق في حبك في داخلي وفي داخل كل احد في رحلة حياتي ودعني ان اثق في حبك الذي يكفي العالم اجمع. يا ابتاه يــا من أحببتني دائمـا..هـل تقبلني مرة أخرى بعد أن شككتُ فيك؟ يـا من غفرتَ لـي أكثر من سبعين مرة سبع مراتن،هـل تقبلني مرة أخرى وتغفر لي وترحم وترأف وتضمني إلـى صدرك كعادتك معى يا أبي السماوي؟.ألا يـكفـي يا سيدي عذاب الحرمـان ومرارة الـكأس الفارغة وشقاء الإحساس ببعدك؟.بـُعدك عنـي ياربي هـو الـجحيم وصمتك هـو صدى للهاوية، فياليت لـي فى عيني ينابيع دموع تكفي الغفران.وحـدي لا أستطيع أن أصنع شيئا..سيقوى علي الوحش والتنين والنبي الكذاب وأصحاب الوسم ولكن بك وحدك سيكون الإنتـصار…فلتكن يارب أيام تجندي على الأرض هي صفحة إنتصار جديدة لـنعمتك على قوات الجحيم. آمين. قراءة وتأمل: ميخا14:7-15 و18-20  ولوقا1:15-3 و11-32  ابانا والسلام والمجد  

19.اليوم التاسع عشر: الاحد 15 مارس – الأحد الثالث من الزمن الأربعيني “             تأمل:” فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» لأَنَّ تَلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَامًا. فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟» فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ. وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». فَقَالَ التَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا. لأَنَّهُ فِي هذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِدًا يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ». فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ كَلاَمِهِ. وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: «إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ»(يوحنا5:4-42).                                                                                                                                                                                                                    

كانت المرأة السامرية تتسلق التل حاملة جرتها كعادتها،  وكانت الساعة السادسة أي الساعة 12 ظهرا حسب توقيتنا الحالي. عند هذه الساعة لن يأتي احداً لاستقاء المياه عند حدة الشمس و الحرارة. لكن هذه المرأة لم يكن لها سمعة جيدة في المجتمع التي كانت تنتمي له في السامرة، اذ كانت مشهورة بقلة اخلاقها، فكانت تتحاشى أن تستقي المياه مبكراً لكي تتجنب نساء عديدات قد يذمونها او ينظرون لها بنظرات غير جميلة و يدينوها بسبب سمعتها الرديئة. لذلك كانت تتخفى عن المجتع: عندما يكون الناس ببيوتهم هي تطلع خارج البيت، و عندما يخرج الناس من بيوتهم كانت تخرج من بيتها. وعند ذلك الحين عندما اتت تستقي لم تكن تتوقع حضور أي انسان في ذلك المكان. لقد كانت تشعر في قرارة نفسها انها حرة وانه ليس هناك اي شخص سوف يزعجها. ولكن رأت رجلا غريبا هناك، وتساءلت ترى من كان ذلك الرجل الجالس على جانب البئر وفي الظل؟ وفكرت في نفسها حينذاك انه لا شيئ يهم فهذا الغريب ليس لديه أي شيئ يمكن ان يعمله معها. ربما كان جليليا فلقد تقابلت مع بعضهم من قبل وبالطبع تجاهلوها وهي أيضا فعلت نفس الشيئ لأن اليهود كانوا لا يخالطون السامريين.  ولمعرفة سبب تلك العداوة فلقد كانت مدينة السامرة قد أحتلها الآشوريين فقام الملك أشور بنيبال بنقل ناس من السامرة كسبايا وجاء بأنا س أخرون من الآشوريين والبابليين وأسكنهم السامرة، فحصل تزاوج بين اليهود وهؤلاء الإغراب الجدد فنتج عن ذلك جنس خليط وليس يهود أصليين. أما أهالي أورشليم ظلوا أمناء لتقاليدهم ولم يختلطوا بهؤلاء الأغراب لذلك قامت عداوة بينهم وبين أهل السامرة. كان هذا قبل حوالي 500 سنة من قدوم المسيح. حيث قطع أهل أورشليم صلتهم بأهل السامرة. لذلك بنى أهل أورشليم الهيكل في أورشليم أما أهل السامرة فقاموا ببناء هيكل على جبل جرزيم وسط السامرة. فأي مسافر يريد أن يعبر السامرة ليذهب الى أورشليم للعبادة في الهيكل يمنعه أهل السامرة طالبين أن تكون العبادة على جبل جرزيم وأهل أورشليم لا يعترفون بالعبادة على ذلك الجبل في السامرة لذلك فا لمسافر من أورشليم إلى الجليل او بالعكس أقصر طريق له هو المرور بالسامرة لكن نتيجة لهذه العداوة فكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة فيمرون بمحاذاة نهر الأردن ثم يعبرون الأردن ليصلوا إلى السامرة وهو ضعف الطريق بالمسافة. لكن يسوع أخذ الطريق الأقصر إلى الجليل فعبر السامرة.                                        ها هي قد اقتربت ووصلت عند البئر ووصلت الي الدلو، ولكن كم هو غريب هذا الرجل اليهودي فلقد بدأ يتكلم معها وهي امرأة وسامرية لأنه على اليهودي أن لا يتحدث مع امرأة في الطريق مهما كانت قرابتها له ويعتبرون المرأة أقل شأناً من الرجل وليس من حقها تعلم الشريعة. ها هو يطلب منها ان يشرب ولكنها اجابته بسرعة اجابة مقتضبة ولكنه استمر في حديثه. وها هو يتكلم ليعطيها “ماء حيا منعشا وجاريا!، هذا مستحيل من اين له ان يعطيها ذلك الماء؟ هذا الرجل من المؤكد حالما! لقد ابتدأت تستغرب اكثر وأكثر وها هو الآن يتكلم عن ماء ابدي ليس في احتياج لتجديده او البحث عنه مرة أخرى وبدأت تقول في نفسها لكم تصبح الحياة أسهل بذلك النوع من الماء وبدأ خيالها يجمح ولكن بدأت تتعجب مما قاله ذلك الرجل عن “الحياة الأبدية”؟. ثم فوجئت بقوله:”اذهبي استدعي زوجك” كيف عرف؟ انه من المؤكد قد عرف كل شيئ عنها فلقد قال انه كان لكِ خمسة ازواج! انه من الواضح ان هذا الجليلي يعرف كثيرا عني، وبدأت المرأة في استرجاع كل ما قاله عنها وشعرت بأنه لم يدينها او يلومها ولم ينظر لها نظرة اقل احتراما وفي صوته نبرة قوة عجيبة وواضح انه قد قبلها كإنسانة تبحث عن الخلاص. لقد تحققت الآن انه لم يوبخها او يقلل من شأنها وعارفا بكل شيئ فربما كان نبياً. لقد سألت حينئذ سؤال عن العبادة وكانت اجابته لها عجيبة وبدأت تتساءل “لعله المسيّا”؟ وبدلا من الهروب من تكملة الحديث بدأت في الإستسلام وهنا جاءها التأكيد من ان ذلك الرجل هو المسيّا:” أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ”. ها هو قد قالها واعلنها ومقرا بأنه هو المسيّا فلكم كان هذا الإعلان عظيما وعليها الآن ان تخبر كل شخص فتركت جرّتها واسرعت تهرول صارخة :”«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». انها لم تفعل ذلك من قبل مطلقا ولكن اهل المدينة خرجوا وقبلوا كلامها وقبلوها هي أيضا لأنها كانت البشير لقدوم المسيا لبلدتهم.        تدريب: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟»هل تملك تلك الجرأة لتعلن وتبشر عن المسيح الذي تقابلت معه وعرفته وترغب ان الجميع يعرفوه كما عرفته انت؟. حاول اليوم ان تبحث عن طريقة واحدة وشخص واحد تتحدث معه عن المسيح الذي عرفته انت.

صلاة:يارب دعنى لا انسى بتاتا كم مرة سقطت وكم من المرات اهنتك واغظتك وبعتك وانكرتك وهربت بعيدا عنك لكنك مازلت تحبني وتقبلني. واكثر من ذلك انت معي لتساعدني للقيام من سقطاتي وفتوري. فساعدني يا ربي ان تزيد ايماني فيك واعطيني النعمة ان ابدأ بداية جديدة وخليقة تستحق وجودك فيّ وساعدني لكي يروك فيّ بأعمالي واقوالي وافكاري ومعونتي للآخرين فيمجدوك انت الرب القدير وساعدني ان اجذب افراد عائلتي نحوك. آمين.

قراءة وتأمل:  خروج1:20-17 و 1كورنثوس22:1-25 ويوحنا13:2-25 ابانا والسلام والمجد

20.اليوم العشرون: الاثنين 16 مارس – الأثنين من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني”

تأمل:” وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِهِ. وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا، فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى”(لوقا24:4-30). في قراءة نص الأنجيل اليوم نرى يسوع مرفوض من أهل الناصرة البلدة التي نشأ فيها وكان تعليق يسوع “ليس نبي مقبولا في وطنه”. بقول لنا القديس لوقا في نص سابق لقراءة اليوم من يسوع بدأ رسالته في الجليل وان خبره قد ذاع:” وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّدًا مِنَ الْجَمِيعِ.” وها هو قد عاد الي الناصرة وتكلم في المجمع وتعجب منه الجميع وحتى جيرانه من كلماته. لقد وجدوا ان هذا كثيرا عليهم وكانوا يقولون في انفسهم:«أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» وكانوا يمكنهم القول لقد رأيناه ينمو ونحن نعرف عائلته ومن اين اتى و وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ فمن اين جاء بتلك الحكمة والكلمات؟ انهم كانوا يتوقعون اذا أراد الله ان يكلمهم كان يجب ان يكون بطريقة غير اعتيادية ولكن يسوع كان عاديا جدا.  لقد ذكّرهم يسوع بقصة نعمان السوري والذي تم شفاؤه من البرص بواسطة النبي اليشع النبي مع انه أولا قد غضب نعمان من النبي الذي قال له ان يغتسل في الأردن ولم يكن هذا الطلب شيئا خاصا، ألا كان يمكنه ان يغتسل في بيته؟ ولكن خادم نعمان اقنعه قائلا له اذا ما سأله النبي ان يفعل شيئا خاصا فعليه ان ينفذه وهكذا لماذا كان عليه ان يفعل ما قد سؤل منه اذا كان هذا الطلب بالنسبة له شيئا عاديا؟ لكن نعمان قبل ذلك الأمر ونزل الى النهر واغتسل وشفي من برصه. أحيانا الله يكسر كل توقعاتنا بالعمل بطرق عادية من خلال أناس عاديين، ولكن يمكن ان نفقد ما الذي يعمله الله اذا ما كنا دائما ننظر وننتظر الي شيئ غير عادي او نتوقع عملا خارقا. ان اسرار الكنيسة المقدسة تستخدم أشياء عادية كالماء والنبيذ والزيت والخبز والكلمات فهي كلها أشياء عادية يمكننا ان نأخذها كأنها منح ونستقبلها برويتينية غريبة ولكنها تحمل بركات وتقديس وشفاء وثبات وتطهيروحياة جديدة. ان زمن الصوم هووقت جيد ان نقف ونتأمل ما الذي نفعله عندما نشترك في القداس الإلهي ونقبل بكل حب وعيون يقظة وبقلب شاكر تلك النعم التي يمنحها الله لنا في كل يوم.

تدريب: “ليس نبي مقبولا في وطنه” – هل تشعر بانك مرفوض من ذويك واصدقاؤك وزملائك في العمل او الدراسة لأنك تؤمن بيسوع الناصري؟ راجع كل اقوالك وافعالك وحاول ان تجد سبب لذلك الرفض. ربما تقول كلمات لا تعمل بها او ربما ايمانك ظاهري. ارجع الي ذاتك واطلب مشورة كاهنك وصل لأبيك السماوي لكي يقودك بروحه القدوس فيعمل هو لا انت.

صلاة: يا يسوع، ساعدني ان أرى واقدر كل الطرق التي تقوم بها وتعمل فيها في حياتي من خلال أناس عاديين قد وضعتهم في مسيرة حياتي. افتح عيناي لأرى اذا ما كان لدي أي أفكار مسبقة عما يمكنك ان تعمله وانا اجهلها فانا لا اريد ان افقد أي فعل لنعمتك لأنها يمكن ان تكون بالنسبة لي أمور عادية. انا لا اريد ان أكون مثل اهل الناصرة الذين رفضوك لأنهم لم يتمكنوا ان يروا ما وراء أفكارهم نحوك، ولكن بدلا من ذلك ساعدني ان أكون مثل نعمان السوري راغبا ان اترك أي توقعات خاصة حتى يمكنك ان تعمل بكل حرية في حياتي كلها. آمين.

قراءة وتأمل: 2ملوك1:5-15 ولوقا24:4-30    ابانا والسلام والمجد 

21.اليوم الواحد والعشرون: الثلاثاء17  مارس – الثلاثاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني”

تأمل: “حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلًا: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلًا: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟ وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ»(متى21:18-35).

يمكننا ان نتفهم مدى ما يشعر به الشخص عندما يكون في حاجة شديدة لحل خلاف في علاقة ما او سداد فاتورة حساب لا يقدر على دفعها او اتهام لا يمكن ابطاله. لدى أي شخص بطريقة او أخرى في وقت ما يكون تحت سيطرة لموقف ما آملا في شخص ما على الأقل ان يمهله هدنة. عندما نستمع لهذا المثل المذكور في قراءة الأنجيل اليوم ربما يتركز نظرنا على العبد الذي غفر له السيد دينه ولكن في زمن الصوم هذا يريد منا الله ان نركز على الملك فلنلاحظ بشدة ما الذي فعله ذلك الملك؟ عندما قال له العبد بعدما خرّ وسجد عند قدمي الملك:”  يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ” قد ذاب قلبالملك وتحرك نحو محو الدين كله، محا الدين بكامله. زمن الصوم لكي نستيقظ الي ما فعله الله لنا في المسيح يسوع كما يقول لنا القديس بولس الرسول:” مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ”(كولوسي13:2-14). انه لا يمكننا اصلاح الكسر في علاقتنا بالله والذي سببته اصرارنا الخاطئ في إتباع طرقنا الأرضية، لكن الله صالح لنفسه ومحا يسوع ديوننا ووقف بدلا منا وفعل ما الذي كان لا يمكننا عمله لأنفسنا:” وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ”(2كورنثوس18:5). نحن نريد في زمن الصوم ان نتذكر تلك الحقيقة هذا لأننا غالبا ما ننسى ما الذي فعله الملك نحونا والذي هو مختلف كل الإختلاف عما نختبره نحن من الآخرين وحتى لا يمكننا ان نحصره في عمل رحمة بل عن تقديم نفسه ضحية وذبيحة من اجلنا.  هذا الحب الذي لا يمكن وصفه او التعبير عنه او تجزئته مختبئ خلف ضوضاء حياتنا اليومية. فزمن الصوم هو ايقاظ ودعوة لنا لأن نتذكر محبة الله لنا فإذا غفوت او تناسيت ستفقد بركة الصوم الحقيقية.                     تدريب: ابحث اليوم عن شخص قدم لك عمل رحمة او نصيحة او ساندك في مشكلة ما وحاول ان تحادثه متذكرا بكل شكر ما قدمه نحوك ثم صل للرب ان يمنح ذلك الشخص بركاته السماوية.

صلاة: يارب ما الذي يمكن اذا ما عشت عارفا من أكون؟ كيف يمكنني ان اسير في حياتي يوما بعد يوم ناسيا او متناسيا الأساس الذي يقوم عليه حياتي. انا آمنا وانا بين يديك فلقد اثبت لي ان حبك بلا عدد ولا وزن ولا مقياس. عندما تصبح الحياة قاسية مرة أخرى انا اؤمن انك معي وستساعدني وستذكرني بانك معي وبجانبي ولن تفارقني ترشدني وتقودني وتحملني على كفيك حاميا لي وتسير معي في طرق عجيبة نحو الآمان فأنت ربي والهي ومخلّصي. آمين.

قراءة وتأمل: دانيال 25:3 و34-43 ومتى21:18-35 ابانا والسلام والمجد 

22.اليوم الثاني والعشرون: الاربعاء 18 مارس- الأربعاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني

تأمل:” «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.

فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ”(متى17:5-19).

من اجل ان نعلّم الآخرين يجب علينا ان نطيع الوصايا الأهية ونعمل بها نحن أولا قبل ان ننادي او نعلّم بها. ان طريقة حياتنا تحتاج ان تكون ثابتة مع من نؤمن به ولذلك قال يسوع: فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ”. ان تعطي مثلا سيئا أي ان تعلم الآخريثن ان يكسروا الوصايا خاصة اذا ما كان المثال السيئ يُعطى بواسطة شخص له تأثير عظيم. والعكس أيضا صعب ان نجده فيمن يقدم مثالاً صالحاً. واحد يكون ضمن من يطيعوا الوصايا ويحيا حياة صالحة ولكن يسقط سريعا ربما من الخوف او الضعف او الأغراء رغما من انه يقوم بجزء فعال في المساهمة او نقل تعليم يسوع. كثيرا منا تبارك بوجود شخص او اشخاص في حياتهم  اطاعوا الوصايا وعلّموها، فمعظمنا تعلم أولا عن يسوع من امهاتنا او أباؤنا. ومن المحتمل انه يمكننا ان نفكر في العديد منن الأشخاص كانوا نماذج ومعلمين لنا من خلال حياتنا-كمدرسينا-كهنة-أقارب وأصدقاء. ان الإيمان يكون دائما منقول من خلال تأمل او عظة او تعليم قد سمعناه او تلقيناه من الآ خرين وبتعليمهم ومثالهم وكما تلقينا فنحن مدعوون ان نعطي. ان الله يدعـونـي أن أمجّد الله فى كل ما أفعل أو أقول

لهذا دعانا الرسول قائلاً: “فإذا أكلتم أو شربتم أو عملتم شيئاً فأعملوا كل شيئ لمجد الله”(1كورنثوس31:10). لهذا أوصانـا السيد الـمسيح قائلاً:”فليضيئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويُمجّدوا أباكم الذى فى السماوات”(متى16:5). والله يدعوني أيضا أن أعـمل على نشر رسالة الـمسيح كـما أرسل الرب يسوع تلاميذه للعالـم أجمع قائلاً لهم: “اذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم.. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم بـه”(متى19:28). فهل من عـمل أعظم وأشرف وأسمـى وأكثـر مشابهـة لأعـمال السيد الـمسيح نفسه والذى كـما يقول الكتاب “كان يجول يصنع خيـراً”. والله يدعوني أيضا أن أسلّم للرب ذاتـي ليعـمل بـي كـما يقول الرسول بولس:”لأن الله هو العامل فيكم الإرادة والعمل حسب مرضاتـِه. افعلوا كل شيئ بغير تذمّر ولا جدال لتكونوا بغير لوم وبسطاء وأبناء الله بغير عيب بين جيل مُعوج ملتو تُضيئون فيهم كأنوار فـى العالـم”(فيليبي13:2-15)، ولهذا يعلن الرسول لتلميذه تيموثاوس”الرب وقف معي وقوّانـي لكي تُتم بـي الكرازة ويسمع جميع الأمم”(2تيموثاوس17:4). وأيضا ان الله يدعوني . أن نكون وكلاء صالحـون على بيعتـه كذلك العبد الصالح  والأمين (متى45:25) فتعـمل أعـمال السيد الذى وكلّك وتتكلم عنـه وعن أعـمالـه. والرسول بطرس يدعونا قائلاً : “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبـه يخدم بهـا بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعـمة الله الـمتنوعـة.إن كان يتكلّم أحد فكأقوال اللـه وإن كان يخدم أحد فكأنـه من قوة يـمنحهـا اللـه لكي يتمجد اللـه فـى كل شيئ بيسوع الـمسيح الذى لـه الـمجد والسلطان الى الأبـد” (1بطرس10:4-12). وكما يدعونا القديس بولس قائلا وناصحا لنا:”لا نجعل عثرة فى شيئ لئلا تُلام الخدمة. بل فى كل شيئ نُظهر انفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات فى ضربات فى سجون فى اضطرابات فى اتعاب فى اسهار فى اصوام فى طهارة فى علم فى اناة فى لطف فى الروح القدس فى محبة بلا رياء…….كأن لا شيئ لنـا ونحن نملك كل شيئ”(2كور3:6-10). 

تدريب: حاول اليوم ان تقيّم اعمالك واقوالك فهل هي مطابقة لوصايا الله؟ وهل كنت يوما ما عثرة للآخرين؟

صلاة: يا يسوع، انا أحيانا اجد نفسي في موقف حيث يمكن ان اشرح او أفسر شيئ عن الكنيسة او تعاليمك المقدسة لصديق او قريب او عضو معي في الكنيسة او المدرسة او العمل ومنهم من هم ليسوا بكاثوليك وغالبا ما أكون مدفوعا للحديث والشرح والتعليم كأني احد علماء كتابك المقدس وفي بعض الأوقات الأخرى ابتعد وانسحب من اتباع وصاياك بينما اعلّم بها فساعدني يا سيدي ان احيا بأمانة واجعل مني تلميذك ورسولا لك . آمين.

قراءة وتأمل:     تثنية 1:4و5-9  ومتى 17:5-19            ابانا والسلام والمجد 

23.اليوم الثالث والعشرون: الخميس 19 مارس – الخميس من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني-” “

تأمل: وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ،

فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ». وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا، تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ(لوقا14:11-23). ان الأنجيل حسب القديس لوقا البشير يسجل المنظر الجميل للزيارة التي قامت بها القديسة مريم العذراء لنسيبتها اليصابات عندما أعلنت بالروح القدس عن مجيئ الرب ليكون بين شعبه، وهناك على مدخل الباب لمنزل يهودي بسيط أعلن الخبر السار أولا بين امرأتان. ان تلك اللحظة كانت فرحة عظيمة تختلف كل الإختلاف من رد الجموع في قراءة اليوم، فبدلا من التعرف على ان الله في منتصفهم البعض اتهم يسوع انه متواطئ مع الشيطان بينما آخرون أرادوا تجربته كما فعل الشرير مع يسوع في البريّة.  انهم لم يتعرفوا على لحظة زيارتهم – اللحظة عندما جاء الله ليسكن بينهم. في فترة الصوم هذا اعتقد ان رغبات الرب من اجلنا بأن يذكرنا بأن “ملكوت الله قد اتى بيننا فهو ليس ببعيد في الحقيقة ولكن هو حاضر الآن وهنا حتى وان كنا نحن ما زلنا في انتظار وعده. هل تعرفنا على تلك اللحظات التي جاء فيها لزيارتنا فنفرح بحضور ربنا وعمله ىالخلاصي فينا ومن حولنا خلال أيامنا؟ ليس بعد نحن كمسيسحيين التعرف هو فقط البداية! نحن مدعوون ان نكون شعب مملكته وان نجعل ملكوته حاضرة في عالم اليوم بينما نحن نقدم شفاء المسيح وحضوره وحبه للآخرين. في قراءة اليوم أوضح يسوع عمليا وفعليا وبكل وضوح ان على كل فرد منا يجب ان يختار بالنسبة ان نكون معه او لا:” مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ”. بمواجهة ذلك الجانبان المتناقضان يجب ان نختار من سنتبع. لا يمكننا ان نبقى في السور الذي يفصلهما اذا ما اخترنا ان لا نتبع المسيح فنصبح بذلك محسوبين مع من هم ضده. انه ما زال متوازي ان نتحقق ان مع من منا اختار ان يتبع المسيح فالنصر سيكون من نصيبهم فإذا ما سلّمنا حياتنا ليسوع فهو سيغلب على “الرجل القوي” مزيلا للظلام في قلوبنا ويحررنا لكي نحبه ونخدمه.     

تدريب: بالنسبة لك هل تطلب آية او علامة لكي تتبع وتختار المسيح؟ اذا ما اخترت المسيح كيف ولماذا؟. حاول ان تطلب معونة الرب حتى يمكنك ان تعلن بكل جرأة وثقة “انا اخترت المسيح”.                                                                 صلاة: يا يسوع، انا اخترتك وانا اريد ان أكون كليّ لك وان اقضي حياتي اجمع من حولك الآحرين من خلال شهادة حياتي ومحبتي. مثل الجموع في انجيل اليوم انا اعرف انا غالبا افشل ان اتعرف على حضورك في داخلي ومن حولي فساعدني ان اصبح دائما ااكثر يقظة في طرق عديدة تعمل فيها في كل لحظة في يومي حتى يمكنني ان آتي لأعرفك اكثر واتعرف على حبك لي العظيم.  وكلما زاد ذلك المفهوم فاسمح لقلبي ان يتفاعل بشكر وحب مع ذلك الحب وساعدني ان اقدم ذلك الحب الي كل من اقابلهم في حياتي. آمين.

صلاة للقديس يوسف: إليكَ نلتجئُ في ضيقنا أيّها القدّيس يوسف، ونلتمِسُ حِمايتكَ بِثقة، فبِحقّ رِباط الحُبِّ المُقدّس، الذي جَمَعَ بينَكَ وبينَ العذراء البريئة من كلّ دنس، وبِحقِّ المَحبَّةِ الأبويَّة التي أحببتها الطفلَ يسوع، نسألكَ أن تنظُرَ بعينِ الرأفةِ، إلى الميراث المحبوب الذي اقتناهُ يسوعُ المسيح بدمِهِ، وأنْ تُسعِفُنا بِقضاءِ حاجاتنا لِما لكَ من المقدِرة. يا حارس العائلة الإلهيّة الجزيلَ العناية، دافِعْ عن سُلالةِ يسوع المسيح المُختارة، أبعد عنَّا أيُّها الآب الودود، وَباء الأضاليل والرذائِل المفسِدةِ في العالم. تلطّف يا نصيرنا القويّ، واعضدنا من السَّماء في الجهاد الناشب بيننا وبينَ سُلطانِ الظَّلام. وكما سَبقَ لكَ أنْ نجَّيتَ مِنَ الموت، حياة الطفلِ يسوع المُهدّدة، هكذا نجّني الآن ونجِّ كنيسة الله المُقدّسة من مكايد الأعداء ومن كلّ شِدّة، وابسُط على كُلٍّ مِنَّا ظِلَّ حِمايتكَ، حتى إذا ساعدتّنا، عِشْنا على مِثالِكَ حياةَ قداسة، ومُتنا موت الصالحين، فنفوزَ بالسعادةِ الأبديّةِ في السَّماء. آمين.

قراءة وتأمل:  ارميا23:7-28 ولوقا14:11-23  ابانا والسلام والمجد 

24.اليوم الرابع والعشرون:الجمعة 20 مارس – الجمعة من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني- “

تأمل: فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!(مرقس28:12-34).

أولا لنبحث اولا من هم الكتبة: هم معلّمو الشريعة وخبراء الناموس المتعمّقون في معرفتها، نسخها وشرحها ، ويشار لهم أحيانًا بالناموسيين ولهم صلات وثيقة مع الفريسيين. كانوا مشيري الشعب في الأمور الدينية، ومنهم أعضاء في السنهدريم، أصحاب نفوذ قوي، وعليهم تقع مع الفريسيين مسئولية صلب المسيح واضطهاد الكنيسة الأولى. وبخهم السيد المسيح مرات كثيرة بسبب ريائهم (إقرأ متى 23 ).
عنهم قال:«كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم، وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس: سيدي

سيدي!».

والآن نتأمل في نص الأنجيل- لكثير من الناس يحبون الفرصة لكي يتحدثون مع شخص مهم او مشهور، وقد يتذكرون اليوم وما المناسبة وتفاصيل ذلك الحدث، وحتى قد يكون لدينا صورة قد اخذناها ونريها  للأصدقاء والمعارف.  احد الكتبة كما جاء في قراءة انجيل اليوم يبدو انه قد شعربذلك عند مقابلته ليسوع فأنه قد سمع عن يسوع صانع المعجزات ومن المؤكد انه كان سعيداً لنواله ذلك الشرف ان يقترب ويسأل سؤاله. ذلك الكاتب لم يكن مثل باقي الكتبة فواضح من النص لم يكن يحاول ان يجد شيئ يمكن ان يدين به يسوع. ربما كان ذلك الكاتب من النوع الذي ينجذب نحو النجوم والمشاهيرومع ذلك فلقد كان مهتما بصدق لإجابة يسوع وعلينا ان نتخيل كيف انه قد ركّز كل انتباهه على يسوع منتظرا كلامه وتعاليمه. ما الذي ياترى كان يتوقع ان يقوله يسوع؟. هل يا ترى قد اندهش من اجابته؟ هل كان له رأيه الخاص قبل ان يطرح سؤاله هذا؟ ربما معلموا إسرائيل في القديم لو تم سؤالهم لأجابوا بما جاء في سفر التثنية:” اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ”(تثنية4:6-5)، عندما كانوا يسألونهم عن ما هي اول الوصايا، وككان اليهود المؤمنون والمتمسكون بالشريعة يصلّون تلك الصلاة ويرددونها كل يوم لأنها تحتوي على مركز كل تعليم للإيمان. يمكننا ان نتخيل ان ذلك الكاتب كان يهز رأسه عندما يجيب يسوع بذلك النص المشهور والمعروف. لكن قد حدث شيئا لم يكن يتوقعه ذلك الكاتب فلقد استمر يسوع وأجاب عن السؤال الذي سأله ليسوع وأضاف بعد آخر هو ان تحب قريبك كنفسك. لقد انبهر ذلك الكاتب وأيد ما قاله يسوع ولقد كانت كلمات يسوع تلك الأخيرة بمثابة موافقة قد سُرّ بها ولمست قلبه بشدة وخاصة عندما قيل له:”انك لست بعيدا عن ملكوت السموات”. من المؤكد اننا سنفرح بمثل ذلك التأكيد من نجدم مشهور او شخصية عامة إذا ما قيلت لنا فكم بالحري اذا ما جاءت لنا من الرب يسوع.

تدريب:” يارب ماذا تظن عن ………؟” هل تساءلت يوما ما الذي سيقوله لك الرب اذا ما تقبلت معه في طريق حياتك او في منتصفه او حتى في نهاية الطريق؟ هل سيدعوك بالوكيل الآمين كذلك العبد الصالح  والأمين (متى45:25) فتعـمل أعـمال السيد الذى وكلّك وتتكلم عنـه وعن أعـمالـه. والرسول بطرس يدعونا قائلاً : “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبـه يخدم بهـا بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعـمة الله الـمتنوعـة.إن كان يتكلّم أحد فكأقوال اللـه وإن كان يخدم أحد فكأنـه من قوة يـمنحهـا اللـه لكي يتمجد اللـه فـى كل شيئ بيسوع الـمسيح الذى لـه الـمجد والسلطان الى الأبـد”(1بطرس10:4-12). افحص ذاتك اليوم ولا تتأخر فالرب ينتظرك.

صلاة:يا ربي يسوع، أنت أكثر وأهم شخص في حياتي وان تأكيدك لي هو أهم شيئ يفوق ما يقوله او يفكّر فيه أي شخص آخر. عندما آت اليك اريد ان اعرف حقيقة ما الذي تفكر فيه عما قمت وافوم به من عمل وما الذي كان يمكنني ان اعمله ولكن من المؤكد انني وحدي لا استطيع فأنت وحدك سوف تنير فكري وتقوي ارادتي في ذلك العمل، فساعدني دائما ان أتمم مشيئة أبيك السماوي كما أتممتها أنت في حب واستسلام.آمين. قراءة وتأمل: هوشع2:14-10  و مرقس 28:12-34   ابانا والسلام والمجد 

25.اليوم الخامس والعشرون: السبت 21 مارس: السبت من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني-“

تأمل وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»(لوقا9:18-14).

يقول لنا يسوع اليوم عن قصة جابي الضرائب أو العشّار والفريسي لكي يقارن ما بين نوعان من الناس اواقفين اما الله. الأول وصف وضع الصلاة الذي اتخذه الفريسي والذي يُعتبر شخص مقدس في نظر القادة الدينيين أيام يسوع. والفريسي يدل أصل الكلمة الأرامي على الإعتزال والإبتعاد عن الخاطئين. كانوا متصلبين متشددين في الحفاظ على الشريعة وسنّة الأقدمين فيما يتعلق بالطهارة ومراعاة السبت. كانوا يؤمنون بالقيامة والملائكة والأرواح. كثير من علماء الناموس كانوا ينتمون اليهم.
كره فيهم المسيح رياءهم وكبريائهم وقسوتهم على الشعب وتعلّقهم بالألفاظ أكثر من المعاني وروح الألفاظ. تعامل مع بعضهم من الذين توسّم فيهم الصدق مثل: سمعان الفريسي ونيقوديموس.

والشخص الثاني الذي ذُكر عن عشّار او جابي الضرائب والذي يعتبر خارج الجماعة اليهودية بسبب عمله، فالعشّار هو الذي يجني الضرائب والأعشار المفروضة. وكان الشعب يبغضهم ويعتبرهم خطأة سارقين. تعاملوا مع الرومان المسيطرين على البلاد في جمع الضرائب مما زاد كراهية الناس لهم، فأصبحوا يتجنّبون التعامل معهم.

ان وقوف الفريسي والعشّار امام الله كان عكس الآخر، فالفريسي اخذ موضعه في الأمام نسبيا مفترضا ان وضع الصلاة مناسب لوضعه الديني ولكن كانت وقفته للصلاة خارجيا وتعكس موقفه الداخلي الغاش نحو الله والأخرين. وها ان يسوع قال ان الفريسي قد صلّ في نفسه وهذا التعبير يعني شيئا واحدا انه قد صلىّ بهدوء لنفسه وليس الي الله. لقد حاول الفريسي ان يضع نفسه بعظمته وبإستحقاقاته وبقداسته في مكانة كأنه يجبر الله على سماعه واضعا نفسه ومذكرا الله بأنه احسن من جابي الضرائب في مقياس الله. لكن جابي الضرائب وبدرجة وبإعلان ضمني بالإدانة ومعلقا ذلك فوقه ومتخذا وضع التواضع والإنكسار قارعا على صدره ولم يرفع عينيه مطلقا ومصلياً “وقف بعيدا ولم يرفع عينه الي السماء …”. لقد تكلّم بصلاته الي الله ولم يقل الى الله أي شيئ عن نفسه ولكن بدلا من ذلك ذكّر نفسه بطريقة كيف ان الله اظهر رحمته مرة وعدة مرات كإله رحيم وواضعا نفسه في يد اله الرحمة وبهذا سمح جابي الضرائب الي الله الرحوم وحده ان يحاكمه وليس أي شخص آخر. لقد سمح ان يكون الله هو الله القاضي العادل والرحمة الفياضة وسلّم كل الحكم له وحده. هكذا فجابي الضرائب وليس الفريسي هو حقا في علاقة صحيحة مع الله فالله هو إله الذي في يديه نضع جميع خطايانا وكل افعالنا وافكارنا الشريرة ونعترف بإهمالنا وتقصيرنا ومنتظرين رحمته وخلاصه كقول النبي: “لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.”(اشعيا7:55).

تدريب: “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.”(اشعيا8:55-9). ردد هذه الآية اليوم وتمعن في كلماتها واعرف من هو الله ومن أنا ثم افحص ضميرك جيدا واعترف بخطاياك وزلاتك وتقصيرك طالبا المغفرة والرحمة.  

صلاة: ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصي، اغسلني كثيرا من إثمي، ومن خطيتي طهرني لأني عارف بمعاصي، وخطيتي أمامي دائما. إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت. انا اريد يا الله ان أكون مِلكا لك كلية في افكاري واقوالي وارادتي ولكنني أرى ضعفي وشروري وميولي الأرضية فدعني وعلمني كيف احبك لأني ضعيف وخاطئ وفقير واعمى وعريان. ساعدني يا الله ان اضع ذاتي بكليتها لك قلبا نقيا اخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في داخلي ولا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني. دعني ان أكون لك للأبد وانت تكون في ومعي دائما. آمين.قراءات: هوشع 1:6-6 ولوقا9:18-14 ابانا والسلام والمجد

26.اليوم السادس والعشرون:الاحد 22 مارس – الأحد الرابع من الزمن الأربعيني-

تأمل:” وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا. فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ».فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» أَجَابَ ذَاكَ وقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ». فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلًا أَعْمَى.وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ». فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ!». فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: «أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ؟» أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالاَ: «نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ». قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ. لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ». فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا للهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ». فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ». فَقَالُوا لَهُ أَيْضًا: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» أَجَابَهُمْ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضًا؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاَمِيذَ؟» فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ». أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ فِي هذَا عَجَبًا! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهذَا يَسْمَعُ. مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا». أجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا. فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجًا، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟» أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ». فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.(يوحنا1:9-41).عندما سألوا ابوي من كان أعمى عن ابنهما قالوا:” : «نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى”، ان هذه الكلمات تعكس زمن الحزن: بداية التحقق ان وليدهما الأول لن يرى،؟ ثم الألم عند مراقبته وهو ينمو محرووما من كل ما يتمتع به الأطفال من مرح ولهو، والمعاناة من رؤية هذا الإبن القوي البنية وصحيح البدن ينحني ليستعطي لأنه لا يمكنه العمل لسد احتياجاته. “ولد أعمى” هل سألوا انفسهم يوما ما “لماذا”؟ هل ظنوا ولو لوهلة ان ذلك قد حدث لوجود خطية ما فيهما او في اجدادهما؟، وهل توسلوا الي الله لشفاء وليدهما؟

ان السيد المسيح أوضح بصورة قاطعة ان ذلك النوع من المعاناة ليس عقابا من خطيّة ولكن الشرح او التفسير الذي قدمه يسوع من ان تلك المعاناة يمكنه أيضا ان يصيبنا بالإرتباك:” لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ”. ان معاناته ستساعدنا لكي نرى اعمال الله وفي نهاية تلك القصة بالفعل نرى اعمال الله في شفاء المولود اعمى،ولكن طوال تلك السنوات من العمي الرجل وابواه لم يكن يعرفوا ان النور والبصر سيأتيان. اثناء ما كان الرجل مازال اعمى والداه كانا ايضا اعميان – اعميان عن معرفة رحمة الله والتى ظهرت لهما فيما بعد. هل تلك الحادثة احيانا تحدث لنا عندما نعاني من بعض الألم او صعوبة او مرض او ضيقة او كارثة؟ في تلك الأوقات فإنه من الصعب ان يكون لنا إيمان وننتظر عمل من أعمال الله لكي نراه ونلمسه بصورة جليّة. نعم يمكننا ان ندرك كيف ان الله قد عمل من خلال الألم في الماضي وان ذلك الشيئ الصالح خرج من شيئ غير صالح وان تلك المعاناة جعلتنا اقوى واحسن. ولكن في لحظة المعاناة نحن عمي لا يمكننا ان نرى أعمال الله التى تأتي الي النور ويمكن لذلك العمى ان يبقى للعميان ولا يُرفع لعدة سنوات وربما لأخر العمر.

تدريب: هناك اسئلة نسألهـا لأنفسنا عندما نتألـم، فـما هـى؟ وماذا نفعل إذا كان الجواب:”نعـم”. إن كان سؤالك: هل أعاقب من الله لأجل خطيـة؟، إذن أعترف بالخطية الـمعروفة لك. ان كان سؤالك: هل يهاجمني الشيطان لأني أحاول أن أحيا كـمسيحي؟ فأطلب من الله القوة. إن كان سؤالك: هل يعدّني الله لخدمة خاصة، فأتعلم أن أكون عطوفـاً على الـمتألـمين؟ فقاوم رثاء الذات، واطلب من الله أن يفتح الأبواب للفرصـة، وأن يعينك على إكتشاف آخرين ممن يتألـمون مثلك. إن كان سؤالك:هل وقع عليّ بالذات الإختيار للإمتحان مثل أيوب؟ فاقبل معاونـة جماعة الـمؤمنين، وثق فى الله أن يتمم قصده من خلالك. إن كان سؤالك: هل الامـي نتيجة لأمور طبيعية لست مسئولاً عنها مسؤلية مباشرة؟ فاعلم انه فى عالم خاطئ، يتألـم الناس الصالحون والطالحون، ولكن الصالح عنده الوعد من الله بأن آلامـه ستنتهى يوما من الأيام. إن كان سؤالك: هل آلامـي نتيجة سبب غير معروف؟فلا تتقوقع فى داخلك من الألـم، بل جاهر بإيمانك بالله عالـماً أنـه يعتني بك، وانتظر معونتـه بصبر.

صلاة: يا يسوع، ان هذا الرجل الأعمى حتى لم يسألك ان تشفي عيناه ولم يرك من قبل وحتى لم يكن لديه اي رجاء انه يمكنه ان يرى.  انا أرى ولدي خبرة عمل قوتك في حياتي وخاصة في ضعفي وظلمتي وألمي، فساعدني ان أتذكر ان انظر الي صعوبات حياتي بعيون الإيمان، ولمن هم يعانون العمى الآن اعمل في ظلامهم وأنر عيونهم ليروك أنت نور العالم وخاصة من هم فاقدي للرجاء من اي شفاء. آمين.

قراءة وتأمل: 2 اخبار 14:36-17و19-23 وافسس4:2-10 ويوحنا14:3-21 

ابانا والسلام والمجد

27.اليوم السابع والعشرون:الاثنين  23 مارس – الأثنين من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-”

تأمل: “« وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ، لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: «لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ». فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْجَلِيلِ قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ، إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْعِيدِ، لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا جَاءُوا إِلَى الْعِيدِ. فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ابْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ. هذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ، انْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ابْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ» قَالَ لَهُ خَادِمُ الْمَلِكِ: «يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ. وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ اسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». فَاسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: «أَمْسِ فِي السَّاعَةِ السَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ الْحُمَّى». فَفَهِمَ الأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ. هذِهِ أَيْضًا آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ لَمَّا جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ”(يوحنا43:4-54).

ان هذه القصة عن خادم الملك تصيبنا بالدهشة، انها تبدأ بكلمة تنبؤية كافية: الكلام قد انتشر في كفر ناحوم بأن يسوع قد عاد، ذاك الذي حول الماء الي خمر في عرس قانا وانقذ اسم اسرة الزوجان من الخجل.  لما ابتدأت القصة حسب رواية الأنجيل كان يسوع قد قال بعض الأقوال الغير عادية ولكنه لم يقم بعمل اعجازي بعد كما هو موصوف في الأنجيل، وها اننا سنرى “آية” او “علامة” أخرى سيجريها يسوع يذكرها انجيل يوحنا. ان ابن ذلك الخادم الذي يعمل في بيت الملك كان مريضا بشدة على وشك الموت ولقد جاء الي يسوع طالبا منه ان يأتي الى بيته ليشفي ابنه، ولكن تحداه يسوع قائلا:” لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ». هنا نجد والد في اشد الرغبة والإهتمام والقلق على ابنه المريض ويسوع بعد يتكلم عن آيات وعجائب. ان الرجل لم يضيّع أي وقت ومتجاهلا ما قاله يسوع وبهدوء وثبات واستمرارية طلب الوالد من يسوع وبلهجة تبدو انها كأمر قائلا:” «يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي». عندما اهتمامنا بالأخر ومحبتنا له تكون شديدة للغاية ونكون قلقين تماما سيكون تركيزنا مركز عليه كلية ولا نفكر في أي شيئ آخر فسيكون بلا جدوى فكل ما نفكر فيه حينذاك هو الحل والإنقاذ والخروج. هل هناك أي شيئ يربك الوالدين اكثر من ان طفلهما يتألم؟ ان الوالد تدافع نحو يسوع متوسلا ان يأتي معه، وعلى الرغم من ذلك جاء رد يسوع العجيب له ” «اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». في الحال شفي الصبي من بعيد. في هذه الحالة انه يسوع الذي تلقى العجيبة فإيمان الوالد كان عميقا ولا يحتاج الي شرح او تفسير او اثبات فلقد “ذهب” مؤمنا بكلمة يسوع فالدعوة لزيارة يسوع لمنزله ليست ضرورية الآن فالوالد ذهب مباشرة الي منزله بدون ان يتكلم كلمة. لكم نحن في اشد الإحتياج ان نؤمن بكل كلمة قالها ويقولها لنا يسوع مع وعوده التي تتحقق في حياتنا دائما.

تدريب: يارب انا اؤمن زِد ايماني – ردد هذه الكلمات طوال اليوم وابحث في جوانب حياتك عن تلك المواقف التي قد تكون سببت لك بعض الإهتزاز في ايمانك بالرب.

صلاة: لقد آمنتُ بك يا ربّ، فزدني إيمانًا، وعليك اتكلتُ يا إلهي فزدني اتكالاً، وإنّي أحبّك يا ربّ فزد حبّي اضطرامًا، وها إنّ نفسي نادمة على آثامها فزدها ندامة. أرشدني يا ربّ بحكمتك، أضبطني بعدلك، عزّني برحمتك، أسترني بقدرتك. إنّي أريد يا ربّ كلّ ما تريده، وما دمتَ تريده ولأنّك تريده. إجعلني يا ربّ حارًّا في صلاتي، قنوعًا في مأكلي، أمينًا في وظيفتي، ثابتًا في مقاصدي. صيّرني يا ربّ أنيسًا في معاشرتي، مؤدّبًا في تصرّفي، عفيفًا في حديثي، مستقيمًا في سيرتي. فها أنا يا ربّ أقدّم لك أفكاري وأقوالي وأفعالي، فاجعلني أفتكر فيك، وأتكلّم عنك، وأشتغل لك وأتعب من أجلك. إملأ يا ربّ قلبي من المحبّة لك، ومن البغض لي ولرذائلي، ومن الرحمة لقريبـي، ومن الازدراء لكلّ شيء عالميّ. إجعلني يا ربّ أنتصر على اللذّة بالإماتة، وعلى البخل بالصّدقة، وعلى الغضب بالوداعة، وعلى الفتور بالحرارة في العبادة. صيّرني يا ربّ رصينًا في أموري، شجاعًا في مخاطري، صبورًا في شدائدي متواضعًا في نجاحي. أنِر يا ربّ عقلي، وأضرم إرادتي، وطهّر جسدي، وقدّس نفسي. عرّفني يا ربّ ما أحقر الأرض، وما أعظم السماء، وما أقصر الزمان، وما أطول الأبديّة. أنعِم عليّ يا ربّ أن أستعدّ للموت، وأخاف من الدينونة، وأنجوَ من الجحيم وأنال النعيم. آمين.(البابا كليمنضوس الحادي عشر). آمين. قراءة وتأمل:اشعيا17:65-21 ويوحنا43:4- 54  أبانا والسلام والمجد

28.اليوم الثامن والعشرون:الثلاثاء 24 مارس: الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-

تأمل: “ وَبَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. فِي هذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ الْمَاءِ. لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلًا بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ. وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». فَحَالًا بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ. فَقَالَ الْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: «إِنَّهُ سَبْتٌ! لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ». أَجَابَهُمْ: «إِنَّ الَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». فَسَأَلُوهُ: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي قَالَ لَكَ: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟». أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ. بَعْدَ ذلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ». فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ الْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ. وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ”(يوحنا1:5-16).

سأل يسوع رجلا عند البركة سؤالا هاما:”اتريد أن تبرأ؟” على الرغم ان الرجل لم يرد ان يبرأ لكنه أقرّ ليسوع انه في حاجة لمساعدة، حينئذ شفى يسوع ذلك الرجل المقعد منذ 38 سنة بأن أمره قائلاً:” «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ“. بينما نحن نتطلع لخبرة ذلك الرجل ينعكس ذلك على عدم قدرتنا ان نشفي انفسنا من العجز الروحي وشرورنا وخطايانا. نحن ضعفاء وغير قادرين ان نتخطى ذلك الضعف بأنفسنا فنحن نحتاج لمعونة يسوع ويمكننا القول بانه “ليس لنا انسان يلقينا في البركة”. ان زمن الصوم هو فرصة لنا لنتأمل اكثر وأكثر وبعمق على الحقيقة العجيبة من ان الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس تجسد واصبح إنسان خاصة لذلك الهدف الا وهو خلاص البشر من ذلك العجز. يسوع قد مات وقام ليخلصنا من خطايانا وليقدسنا. هذا المفهوم الإيماني سيحثنا ويقودنا ان نلتجيئ اليه في كل احياجاتنا، فهو يسألنا:” هل تريد ان تبرأ؟” ونحن نصرخ قائلين “نعم يارب اشفني”. من خلال خبرتنا نحن نعلم اننا لن نتغير في لحظة درامية ولكن عبر حياتنا اليومية فنعمة الله واعماله فينا وبيننا تحررنا من شرورنا تدريجيا خطوة بخطوة في الأفكار والميول والرغبات والكلمات والأعمال حتى نصبح قديسين، وكلما حبنا والتزامنا نحو الله يتعمق نفقد تلك الرغبة في ان نفعل كل شيئ بإرادتنا وحدنا وهذا سيحررنا حتى يمكننا بثقة ننكر ذواتنا ونسلّم انفسنا لتكون في يد ورعاية الله القدير. ان ذلك الأمر سيمكن الله من ان يكون تأثير اعماله فينا بروحه القدوس اكثر فاعلية في الشفاء والتحول لحالة القداسة التي يطلبها الله. أحيانا يمكن ان نسقط ولكن تلك تكون فرص نطلب فيها السماح من الله ونجدد عهدنا من خلال سر المصالحة ولنسمع كلمات يسوع مرة أخرى:”هل تريد ان تبرأ”؟ ونردد ونجيب:”نعم يا سيد اشفني” عالمين ان كلمات الشفاء من اجلنا سوف تتم ويتمجد اسمه على الدوام.   

تدريب: يسوع هو الشافي- التجئ الي يسوع اليوم وكل مرة تشعر فيها بالضعف والفتور والقلق والخوف واصرخ اليه طالبا الشفاء:”يا يسوع اشفني”.

صلاة: عندما اتأمل يا يسوع في شفاء ذلك المقعد عند البركة اقف ساكنا لأدعوك ان تكون انت هو من يشفيني، فأحيانا أكون منشغلا في عملي اليومي حتى انني افقد حتى رغبتي في ان أكون انسانا كما تريد انت انسانا روحيا لا ارضيا، واحيانا اتعجب اذا ما انه حتى يمكنني ان اتغلب على ضعفي واهوائي فأظل قابعا في الجب أو مقعدا وعلى بعد بعيد من بِركة الشفاء ومدركا انه لا يمكنني وحدي ان افعل شيئا. أنت يا يسوع هو املي وطبيبي فأنت ترى ضعفي وشروري الروحية والجسدية ولكن بكل ثقة وإيمان التجئ اليك وطالبا لمسة او كلمة شفاء “نعم يا يسوع انا اريد ان أبرأ”.امين. قراءة وتأمل: حزقيال 1:47-9 و12  ويوحنا1:5-16   أبانا والسلام والمجد

29.اليوم التاسع والعشرون: “الاربعاء 25 مارس: الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني

تأمل: فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.4 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي”(يوحنا17:5-30).

نحن اليوم نحيا في عالم ملئ بالأحمال فنحن مثقلين بمئات رسائل الإعلانات والعلامات التجارية لبضائع متعددة واختيارات لا حصر لها وبعض الناس بدءوا في مرض عصري جديد اطلق عليه “عجز في ملاحقة الرسائل الألكترونية”. نحن نحيا في لحظة ترقب لما هو آت next – رئيس قادم – تقنية جديدة قادمة- دواء جديد قادم-فيلم قادم-اوكازيون قادم- موضة جديدة وهكذا حتى تصل وفي دقائق نبحث عن غيرها وغيرها. انها حمى “ماذا بعد” او “ما هو الجديد” ونمل مما في أيدينا ونتطلع لما هو مثير وجديد وغامض. نجن أطفال تلك الثقافة ولا يمكننا الهروب من تلك الحمى “ماذا بعد – next” وهذا يجعلنا غير صبورين بالعمل بطريقتنا. في نص الأنجيل اليوم والمملوء بأوامر وقائمة طويلة ومعقدة من المطلوب ان نتممه ونعمل به ويلزمنا بالتركيز فيه ولكن قد يكون من السهل ان نمر من خلالها سريعا دون الإلتفات بجدية وهذا من الخطأ. في ذلك النص الأنجيلي يسوع يقول لنا بأنه ابن الله وبدلا من ان نعتبر ان تلك المحاضرة مملة وليست ذات قيمة لكن علينا بكل تأكيد ان نتفهمها بعمق فماذا يعني بالنسبة لي ولك ان يسوع هو ابن الله. كإبن لله ومن السماء قد تجسد ليستمر في عمله من اجل شفائنا فهو قد أقامنا معه واعطانا الحياة الجديدة وسيدين المسكونة كلها وسيحاكمنا في نهاية الأزمنة ويعطينا الحياة الأبدية. ان يسوع كإبن لله يقدم لنا كنوز لن نجدها في أي مكان او مع أي كائن آخر. ليس علينا ان ننتظر شيئا عظيما آخر فيمكننا ان نستقر وننغمر في بحر العطاء والحب والمغفرة والحياة الأبدية المجانية المعطاة لنا الآن، وكل ما يطلبه يسوع هو اننا ننصت لكلماته ونؤمن وهو سيضع السلام في قلوبنا فهو رئيس السلام.   

تدريب: يا يسوع يا ابن الله انا اؤمن – فكر وتأمل اليوم فيما يعني بالنسبة لك ان يسوع هو ابن الله فهل حقا تؤمن بذلك؟

صلاة: يا يسوع انت قلت اسمع وآمن ولكن ان افكاري دائما تتطلع الى المستقبل وان

اؤمن بأشياء عندما اراها فكيف اجد سلام بالإستماع لكلمات الأنجيل مرة أخرى وعدة مرات واؤمن بشيئ لا استطيع ان أراه الآن؟ انه من المؤكد يلزم ان يكون هناك شبيئ ما اجدر او اقوى من ذلك – فهناك مؤلف يكتب ناصحا انه احسن ان تفعل… وهناك واعظ يقول ويعلن انه من المستحسن ان ….،، وهناك من يدلنا على صلوات او تسعاويات معينة، ومن ينصح بممارسات تقوية معينة وغيرها من الوسائل والمقترحات والتي اتنقل بينها كالفراشات آملا ان استقر على واحدة منها تجعلتى مستسلما ومؤمنا. لكم انا ضعيف وليس في حكمة ان لدي كل شيئ واعطي لي كل ما اريده. فساعدني يا يسوع ان اهدأ من فِكر غير مستقر واغلق كشف مواعيدي وبريدي واعبر عني كل تلك الملصقات والدعايات والنشرات وساعدني لكي ادخل الي مخدع نفسي اغلق بابي ساكبا نفسي امامك حتى اسمعك واؤمن فأنت الطريق الحقيقي للحياة الأبدية. امين. قراءة وتأمل: اشعيا8:49-13  ويوحنا17:5-30  ابانا والسلام والمجد

صلاة عيد البشارة:   يا مريم العذراء القديسة، يا من أُرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بانها ستكون ام الإبن الوحيد، صلي من اجلنا نحن الملتجئين اليك. يا مريم المحبوبة القديسة نهبك نفوسنا بجملتها لكِ، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ايضا وليكن مباركا حبلك الطاهر بلا دنس يا مريم العذراء المباركة ويا ام الله. احييك ايتها البتول الدائمة، يا والدة الله، يا عرش النعمة، يا معجزة قوة العلي. أحييك يا قدس الثالوث الأقدس وملكة الكون، يا أم الرحمة وملجأ الخطأة. أيتها الأم الـمُحبة، منجذبا بجمالك وعذوبتك وعطفك ورقتك، أتجه اليك بثقة أنا الخاطئ التعيس، وأتوسل اليك أن تستمدي لي من ابنك الحبيب النعمة التى أطلبها منك في هذه الساعة (أذكر طلبك). استمدي أيضا يا ملكة السماء ندامة حقيقية عن خطاياي الكثيرة، ونعمة الإقتداء بالفضائل التى مارستيها بإخلاص خصوصا التواضع، والطهارة، والطاعة. وفوق كل شيئ، أتوسل اليك أن تكونى أمي وحاميتي وأن تقبليني فى عداد ابنائك المخلصين، وأن تقوديني الى عرش مجدك السامي. لا ترفضي توسلاتي يا أم الرحمة. أشفقي عليّ ولا تتخلي عني فى حياتي وفى ساعة موتي. آمين.

30.اليوم الثلاثون: الخميس 26 مارس- الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني “ إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌ. أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً. وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ. «مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟»(يوحنا31:5-47).

يبدو ان يسوع في وضع للمحاكمة فلقد شفى انسان مريض في يوم السبت واتهم بأنه قد كسر وصية السبت. ان يسوع وهو متطلعا لعمل الأب السماوي في يوم السبت كإعطاء حياة جديدة وهذا ما قام به يسوع ببساطة ولكنه بكلامه قد أثار لمن يتهمونه إضافة لتهمة جديدة بدعوة ان الله الأب هو ابوه فلم يكتفي بكسر وصية السبت فقط بل هاك تجديف آخر. هذا بالإضافة انه استقر في وجدانهم ان يسوع يضع نفسه مساويا للأب وواضعا نفسه في مكان منافسا لله. في نص الأنجيل بالأمس شرح يسوع بأنه الإبن المطيع للأب والذي يعمل فقط مشيئة الأب وهذا يعني انه ليس منافسا لله وفي نص الأنجيل اليوم حيث ان الشريعة تتطلب ان من هو خاضع للمحاكمة ان تحضر الشهود ولقد قبل يسوع ذلك الشرط. لقد أراد يسوع ان يعطى المشتكين عليه كل فرصة لكي يؤمنوا به ويخلصون ولقد أثار كشهود له ليس فقط الأب الغير منظور ولكن أيضا يوحنا المعمدان ومعجزات الشفاء التي أجراها ومازال أصحابها شهود احياء وأيضا أشار يسوع الى ما هو مكتوب عنه في الكتب والتي هي تشهد عنه. ولم يكتفي يسوع بهذا فاستمر في دفاعه ولكن المشتكون عليه قاوموا الكتب وبذلك رفضوا ان يأتوا اليه لتكون لهم الحياة. بعد ان قدّم يسوع دفاعه قبل الإتهامات ومعلنا انه سيأتي يوما المشتكون عليه سيحاكمون فموسى سيتهمهم امام الأب السماوي لأنه “كتب عني” –  لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟. عندما نقرأ ذلك الكلام نتذكر ما جاء في سفر تثنية الإشتراع:” «يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ.”(تث15:18) عندما قال موسى لشعبه انه يوما ما ان الله سيرسل لهم نبيا آخر كموسى والذي سيقول للشعب كل شيئ عما يريده الله ليكون معروفا ومحبوبا. لقد عرف المسيحيين هذا وان تلك النبؤة تشير الي يسوع المسيح. نحن الذين حصلنا على نعمة الإيمان بالمسيح قبلنا وآمنا بالله الكلمة ولكن هل اننا نقدر ذلك الكنز ونحبه؟ وهل عمقّنا ذلك الإيمان في داخل قلوبنا؟ ان زمن الصوم هو وقت لكي ننمو في محبتنا للكلمة والذي سيجذبنا هو نحوه ويقودنا الي الأب السماوي.

تدريب: تعالوا الي لتكون لكم حياة- حاول اليوم ان تقترب اكثر واكثر لمعرفة يسوع الكلمة الألهية وذلك بقراءة الكتاب المقدس بحب وسير القديسين وحاول ان تقرأ الكتب الروحية حتى تتعمق في معرفتك بواهب الحياة. اذا لم تشعر ان معرفتك قد زادت وان تلك المعرفة جعلتك تقترب اكثر من يسوع اطلب منه ان يساعدك واطلب معونة من مرشدك الروحي.

صلاة: يا يسوع الرب القدير والسيد والمعلّم ان كلمتك تحوي حقائق ابدية لترشدنا الي الطريق للخلاص. ان نصوص كثيرة في كتابات العهد القديم والتي تحققت فيك تحوي ابعاد إضافية عنك انت المسيّا المنتظر وفي نصوص العهد الجديد والتي تحتوي الكثير عن حياتك وتعاليمك وموتك وقيامتك فبقراءتي لتلك النصوص والإنصات لكلمتك بإهتمام وبإرشاد الروح القدس سأقترب نحو حبك اكثر واكثر واحاول ان احفرها في قلبي وفكري وعقلي وارادتي حتى تقرّبني منك فأنت وحدك مصدر الحياة بل انت هو الطريق الي الحياة الأبدية.آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا10:7-14 و يوحنا31:5-47. ابانا والسلام والمجد  

31.اليوم الواحد والثلاثون: الجمعة27 مارس: الجمعة من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-”

تأمل:” وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هذَا فِي الْجَلِيلِ، لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ. وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ، عِيدُ الْمَظَالِّ، قَرِيبًا. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ. فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَارًا وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقًّا؟ وَلكِنَّ هذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ». فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ قِائِلًا: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي». فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.”(يوحنا1:7-2و10و25-30).

ان اول الأشياء التي نسألها عند مقابلتنا لأناس هو من اين هم ومع معرفتنا لأسم الشخص فتصبح تلك المعلومة مهمة لكي نتعرف على الأخرين وكان ذلك مهم أيام يسوع كما هي مهمة في أيامنا هذه. في هذا النص الأنجيلي من القديس يوحنا بعض سكان اورشليم يعتقدون انهم يعرفون من اين يسوع كان ومن الواضح ان مكان يسوع وأصله متصلين بالإدعاء بأنه هو المسيح او المسيا ام لا “هذا الذي هو آت” باسم الرب. ولكن هناك آخرون لكي ينكروا ذلك الادعاء استخدموا تلك الحقيقة بانهم عالمين من اين اتى يسوع. لقد أجاب يسوع وصاح مفسرا تعاليمه في الهيكل وكل مرة يسوع يجيب بمثل تلك المشاعر نحن نحتاج ان نكون في شدة التركيز والإنتباه بسبب عمق ما اظهرته تلك المشاعر.” تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ”، بذلك الإعلان صحح يسوع الأخطاء الخاصة بمعرفة البعض عنه ومن اين جاء. ان وضع يسوع ليس مثلنا فلقد أوضح اصله ومن اين بدأ ولم يكن ذلك البدء مكان بل في شخص الأب وكما اعلن القديس يوحنا:” في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.”(يوحنا1:1-2). ان معرفة أي انسان من اين مهم لأنها تساعدنا في تحديد هوية ذلك الشخص ولكن اذا لم نعرف الأب سوف لا نقدر ان نتعرف على هوية من هو يسوع. انه لن يمكننا ان نضع أفكار مسبقّة او احكام مبنية على معرفة مكان شخص ما لمكان مولد يسوع واذا في الحقيقة اردنا ان نعرف يسوع فيجب ان نحرر امفسنا من تلك الطرق البشرية ان نربط معرفة الأخرين عن يسوع ونسمح له ان يظهر ذاته لنا فهو وحده الحق وعنده الحقيقة الكاملة.

تدريب: “ «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي.”(يوحنا23:14). هل تحب يسوع؟ هل محبتك له بالكلام واللسان؟ حاول اليوم ان تقيّم علاقتك بيسوع وكن امينا مع نفسك واذا اكتشفت ان محبتك ليسوع مظهرية فقط فاسرع لأن تقترب منه طالبا معونته لكي يكشف لك عن ذاته.

صلاة: انا اريد اعرفك يا يسوع فلقد قلت لنا انك اتيت من الأب وهو الذي ارسلك لنا وأيضا قلت لنا انه اذا ما عرفناك انت ستعرف الأب السماوي أيضا فساعدني يا يسوع ان استبعد أي اراء او افتراضات كانت لدي عنك والتي تمنعني ان اعرفك حتى يمكنني ان اعرفك واميزّ صوتك من بين تلك الأصوات الغير امينة والتي تتواصل معي محاولة طبع فكرة ما عنك مخالفة للحقيقة او مشوشة. افتح عيناي حتى أراك بوضوح وافتح اذناي لكي اسمع لكلماتك ببساطة وافتح قلبي ليستقبلك بكليتك لتسكن فيه.آمين. قراءة وتأمل: خروج7:32-14  و .يوحنا1:7-2و10و25-30. ابانا والسلام والمجد

32.اليوم الثاني والثلاثون: السبت 28 مارس: السبت من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني- “

تأمل:” فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا: «هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ الْمَسِيحُ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ الأَيَادِيَ. فَجَاءَ الْخُدَّامُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ. فَقَالَ هؤُلاَءِ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟» أَجَابَ الْخُدَّامُ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!». فَأَجَابَهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ ضَلَلْتُمْ؟ أَلَعَلَّ أَحَدًا مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ وَلكِنَّ هذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ». قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ». فَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.”(يوحنا40:7-53).

نجد في النص الانجلي اليوم نموذجان من الناس من انتقدوا يسوع من وجهة نظرهم وعلومهم وخبرتهم السابقة وتحيزهم او خوفهم مع هؤلاء الذين استمعوا وحاولوا ان يكتشفوا ويعلموا ما الذي يفعله يسوع. هاتان الطريقتان ما زالتان الطرق المحتملة للإقتراب من يسوع، ففي الحقيقة أيضا مازالتان الطرق المحتملة للإقتراب من الكنيسة واحداث العالم والأوضاع العائلية او نحو الآخرين. فمن قد رأوا يسوع من خلال عدساتهم الشخصية الجدلية فهم منقسمون لأنهم لا يمكنهم إلا ان يروا ويسمعوا من وجهة نظرهم الشخصية فقط التي تسمح لهم ان يروا او يسمعوا فإذا لم يعجبوا بشخص ما فانهم يمكنهم بأمانة ان لا يروا او يسمعوا منه أي شيئ وفي كل الأوقات افتقدوا يسوع وكلماته وتعاليمه وحتى وجوده ومن المؤكد لم يشعروا به. اما من هم استمعوا ليسوع مثل الحراس ونيقوديموس جاءوا في البداية ليتحادثوا مع يسوع في الليل او بمراقبة ما يعلمه او يعمله. لقد ذكروا ما قد شعروا به ولم يجادلوا مع الأخرين ولكنهم كانوا اكثر اشتراكا في محادثات مجزأة وهادئة مع يسوع. في الاصحاح الثالث من انجيل يوحنا تعلم نيقوديموس انه مهما كان ما قد عرفه وتعلمه كعالم فريسي فعليه ان يبدأ من جديد ليولد ثانية وبقى صامتا امام حدث سيكشف له كبيرا وعظيما اكثر من أفكاره و خبراته واحكامه. هذا درس هائل لنا في كنيسة اليوم والتي عليها ان تكون في حكمة وتتصل بمصاد المعرفة حتى يمكننا ان نسمع ونعرف اكثر ولا نكون مثل هؤلاء من هم متحزبين او لديهم اجندتهم الشخصية او المخاوف. اننا لا نحتاج ان نعتمد على تفسيربعض اخبار ونشرات علمانية للحصول على معلوماتنا عن الكنيسة بل علينا الحصول عليها من مصادر موثوقة مثل الدخول الى مواقع اليكترونية www.vatican.va ونقرأ نشرات ورسالات تعليمية للحصول على المعلومات الصحيحة بأنفسنا. انه يمكننا ان نفقد الوقت بمجادلة ومباحثات سخيفة مع الأخرين عن كيف اننا نرى الأشياء او يمكننا ان نقضي الوقت نغذي انفسنا بقراءة الكتاب المقدس او سير القديسين وكتابات اباء الكنيسة ومعلميها او الإستماع الي عظات وتراتيل روحية ويمكننا ان نتصل بالرب مباشرة في سر القربان الأقدس وممارسة العبادات التقوية لسر القربان وغيرها من اللمارسات التقوية ِلإنعاش حياتنا الروحية.                

تدريب: ان سيّدتنا القديسة مريم العذراء تهدف من خلال زيارتها لأرضنا في الآ ونة الأخيرة إلى إرشاد كلٍّ منّا كي يعود إلى ابنها يسوع. حان وقت القرار الآن! إنّ نداء سيّدتنا ملحّ! علينا أن نفتح قلوبنا ونبدأ بتبديل حياتنا منذ اليوم، علينا أن نبدأ الآن. لقد اعطتنا امنا مريم أسلحة تساعدنا على الوصول لحالة القداسة التي يطلبها منا يسوع:

الصلاة النابعة من القلب، فالصلاة من القلب هي الصلاة بحب، وثقة، وتجرّد، وتركيز.  من دون الصلاة، لا يمكننا أن نعيش اختبارًا مع الله، ومن دون الصلاة المتواصلة، لا يمكننا اختبار جمال وعظمة النعمة التي يفيضها الله علينا. 2. الصوم ففي العهدين القديم والجديد، هناك أمثلة كثيرة حول الصوم. فقد صام يسوع بشكل متكرّر. بحسب التقليد، الصوم محبّذ خاصّةً في أوقات التجربة الكبيرة أو المحن الصعبة. وقد قال يسوع أنّ بعض أجناس الشرّ “لا تُطرَد إلا بالصلاة والصوم” (مرقس 9:29). فمن خلال الصوم، يستطيع الانسان أن يصغي إلى الله والانسان بشكل أفضل ويفهمهما بوضوح أكبر. 3. القراءة اليومية للإنجيل إنّ الإنجيل كتاب مختلف عن كلّ الكتب على الأرض. بحسب المجمع الفاتيكاني الثاني كلّ الأناجيل في الكنيسة “كتبت بوحيٍ من الروح القدس، فإنّ الربّ هو كاتبها.” (الدستور العقائدي في الوحي الإلهي) مما يعني أنّه لا مجال للمقارنة بين هذا الكتاب والكتب الأخرى. 4. الإعتراف شهريًّا. الإعتراف هو دعوة إلى التبدّل. علينا أن نصيرشخصًا جديدًا! على الإعتراف أن يعطي دفعًا لإيماننا. ينبغي أن يكون حافزًا لنا ويجعلنا أقرب من يسوع. 5. حضور الذبيحة الإلهية يوم الأحد، وعند الإمكان يوميًّا. الذبيحة الإلهية هي الفترة الأهمّ والأكثر قداسةً في حياتنا. علينا أن نكون على استعداد ونكون أنقياء لنستقبل يسوع باحترام كبير. يجب أن تكون الذبيحة الإلهية محور حياتنا. خلال الذبيحة الإلهية، نتناول المسيح الحي وفيه نحصل على السرّ الكامل لخلاصنا الذي يحوّلنا ويتجلّى فينا. الذبيحة الإلهية هي التعبير الكامل لسرّ المسيح الذي من خلاله نستطيع أن نشاركه حياته بشكل كامل. إن الذبيحة الإلهية هي أعظم صلاة لدى الله. لذلك، علينا أن نكون كاملين ومتواضعين في الذبيحة الإلهية، وعلينا أن نعدّ أنفسنا لها.

صلاة:انه من الصعب يا يسوع ان اقيس طول واتساع عالمي وكل ما عرفه انه شيئ صغير للغاية ولا يمكنه يحتوي سرك او سر كنيستك او أي شيئ آخر فساعدني ان اتغير من التحليل المشلول للسماع والملاحظة والتساؤل والتعجب والتشبه بدون معرفة كاملة لشخصك.آمين. قراءة وتأمل: حكمة1:2-22  و يوحنا 40:7-53)   ابانا والسلام والمجد

33.اليوم الثالث والثلاثون: الأحد 29 مارس – الأحد الخامس من الزمن الأربعيني

وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا. وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ». وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ.فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ.ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لِنَذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ أَيْضًا».قَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ: «يَا مُعَلِّمُ، الآنَ كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ، وَتَذْهَبُ أَيْضًا إِلَى هُنَاكَ». أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي النَّهَارِ لاَ يَعْثُرُ لأَنَّهُ يَنْظُرُ نُورَ هذَا الْعَالَمِ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي اللَّيْلِ يَعْثُرُ، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيهِ». قَالَ هذَا وَبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ!». فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!». فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ. وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً. وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا. فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي الْبَيْتِ. فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ». وَلَمَّا قَالَتْ هذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرًّا، قَائِلَةً: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ». أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعًا وَجَاءَتْ إِلَيْهِ. وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ، بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلًا وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ». فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!». فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ». بَكَى يَسُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!». وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟». فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ». فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ.”(يوحنا1:11-45).

يعطينا هذا النص الإنجيلي الكثير من المعلومات عن يسوع فهو كان يحب تلك العائلة المكونة من مريم ومتى ولعازر، ومن ان لعازر كان صديقا ليسوع وان يسوع كان يمكث في منزلهم عندما يكون في بلدتهم. لقد استدعوا يسوع للحضور فورا عند مرض لعازر فكانت مريم ومارتا تعلمان جيدا ان يسوع يريد ان يعرف عن مرض لعازر هذا الذي كان يحبه ومن المؤكد انه كانت لديهن الرجاء من ان يسوع سيأتي ليكون بجانب لعازر في تلك الأوقات الصعبة ولأن يسوع هو يسوع كانا رجاؤهن اكيد أيضا من ان يسوع سيستعمل قوته لمساعدة لعازر في مرضه. ولكن لم يرسلن الي يسوع رسائل للحضور لأنهن سمعن بأنه يصنع المعجزات فلم يكن فعلهم هذا نتيجة سمعة يسوع او يقال او يشاع عنه ولكن من منطلق صداقتهم معه فيسوع احب زيارتهم في منزلهم وتمتع بصحبتهم. لقد تكلّم يسوع بصداقة ومعرفة مع مارثا عندما قال لها ان لا تقلق كثيرا نحو واجبات الضيافة كما جاء في انجيل يوحنا (الاصحاح 10) وفي تلك الحادثة أيضا عندما تكلم معها قليلا وكأنه يقول :” ألا تذكري ما قلته لكِ من قبل؟”. انه ليس ممكنا ان نحسد تلك العلاقة ما بين لعازر ومريم ومارثا مع يسوع وما تمتعوا به من صداقة معه فمثل ذلك النوع من العلاقة الوثيقة مع يسوع فنحن أيضا لنا مثلها أيضا. فمن جهة يسوع فهو يأتي ليمكث معنا في كل مرة نتناول جسده ودمه الأقدسين وهو مهتم في ان يعرف كل معلومة عنا وعن حياتنا هذا إذا ما اشركناه فيها وهو يتحدث بصراحة وبوضوح معنا اذا ما رغبنا في الإنصات له وهو يأتي بقوة ونعمة للشفاء متى احتجنا لها واذا ما شككنا فيه او تناسيناه في مشغولياتنا اليومية فصداقته لا تفتر او تبرد او تتغير فهو فقط يبتسم ويذكّرنا به قائلا: ” الم اقل لك….؟”.  

تدريب: يا يسوع انا واثق بك. ردد هذه الكلمات اليوم وكل يوم من كل قلبك وفكرك.

صلاة: يايسوع اشكرك كل الشكر من انك صديقي العزيز ولكن لماذا أحيانا افعل أشياء كما لو كنت انت لست بصديقي واحيانا ينتابني الشعور انك بعيد جدا وانه عليّ ان ارسل لك الرسائل ولمن يخبرك زاتعجب اذا ما وصلوا لك وسلّموك رسالتي. لا انا اعرف انهم قد وصلوا اليك وانك تحبني وتعمل على الحضور او ان تقوم باي عمل يكون في صالحي حتى لو كان ذلك العمل سيتأخر في رحلته لي ولقدومك لترى لعازر حبيبك ولكن كل ما تفعله انا على يقين انه الأحسن بالنسبة لي. انا لن اقلق وارتبك ويضيع رجائي فانت آت بلا شك لنجدة من تحبه.. آمين. قراءة وتأمل: ارميا 18:11-20  و يوحنا1:11-45 ابانا والسلام والمجد.

34.اليوم الرابع والثلاثون:الاثنين 30 مارس – الأثنين من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

تأمل:” ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا». أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَدًا. وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌ: أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا». هذَا الْكَلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.(يوحنا12:8-20).

ربما اختبر البعض انقطاع الكهرباء لعدة ساعات واحيانا أيام وكيف كانت الحياة صعبة سواء داخل المنازل او خارجها في الطرقات، وغلى من تلك الخبرة الموحشة فهى لا شيئ اذا ما قورنت بالظلمة الروحية. كم من الناس على دراية ويتأثر بظلمة عدم الإيمان وخاصة من لا يترددون على الكنائس ويرفضون كل شكل من اشكال العبادات بل ويحاربون من يمارسها. ان يسوع يعلن عن نفسه انه نور العالم مؤكدا لنا اذا ما كان لدينا ‘يمان فيه سيقودنا بآمان طوال حياتنا. في بعض الأوقات يمكننا ان نأخذ عطية الإيمان والمعمودية كمنحة ويمكن ليسوع ان يصبح لنا تقريبا مثل مفتاح النور المثبت في الحائط ولا نفكر فيه ابدا حتى اذا ما عم الظلام او انقطع تيار الكهرباء. ان زمن الصوم يقدم لنا الفرصة لتجديد علاقتنا بيسوع حتى لو نسيناه او تناسيناه فهو سيظل معنا. من خلال الصلاة والصوم والعطاء علاقتنا بيسوع ستنمو. أشياء صغيرة يمكننا ان نعملها لها تأثيرات فعالة مثل قاطع النور تلك القطعة او السلك الرفيع الذي يعيد لنا شعلة النور بعد وضعها. لقد مرت اربع أسابيع من زمن الصوم فإذا ما كانت محاولاتنا في بدء الصوم غير مثمرة كما كنا نخطط فالأسبوعان القادمان يوفران فرصة جديدة لنبدأ فسوف نسير مع يسوع على الطريق الى صليبه وقيامته ولنتأكد ان نعمته ستصاحبنا.

تدريب: لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ – هل تعلم حقا من اين اتيت والى اين تذهب؟.  فـى صـلاة يسوع الأخـيـرة قـبـل الرحيـل قال هذه العبارة: ” انـهـم ليـسوا مـن العـالـم كـمـا إنـي أنـا لستُ مـن العـالـم” (يوحنا16:17)، أي ليس من الأرض، بـل من السـماء  “مـن فـوق” . فالأرض التى نسير عليها هـى ليست أرضـاً انـهـا “سـماء” ولا يوجد عائق يـمكن أن يمنع من  أن يـمارس فيهـا أعمـال من هـم فـى السماء. هـو وجــود دائــم إلــى الأبــد مـع الرب، ولا يـكـون هـذا الوجـود فقط فـى مـحـنـة،أو تـجـربـة، أو منـاسبـة  أو أي ظـروف مـن ظـروف الـحـيـاة،بــل هـو وجــود دائـــم،لأن الرب دائــم الـوجـود. “الي اين أذهب؟ جاء الوعد لنا الي حيث المسيح:””من يغلب فإنّي أؤتيـه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله”(رؤيا7:2) و “من يغلب فلا يؤذيه الـموت الثاني(رؤيا11:2) و “من يغلب قسأعطيه أن يأكل من الـمنّ الـمخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذى يأخذ”(رؤيا17:2) و”من يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فسأعطيه سلطاناً على الأمم”(رؤيا26:2) و”من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاً ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته” (رؤيا5:3) و “من يغلب فسأجعله عموداً فى هيكل إلهي فلا يعود يخرج وأكتب عليه اسم إلهي وإسم مدينة إلهي”(رؤيا12:3) و “من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي فى عرشي كما غلبت أنا وجلستُ مع أبي على عرشه”(رؤيا21:3). أيــوجــد تــأكـيـد أكـثـر مـن ذلـك؟ فلنسـيـر فـى هـذا الإيـمان دائـمـا متذكـرين بأن القـدوس قـد فـدانـا، والفـداء شـمـل كـل شيئ..غـسـلـنـا بـالدم،وبـهـذا الـغـسـل كان التـطهـيـر،الذى يـُبـعـد عـنـا كـل نـجـاسـات الـعـالـم، وكـل مـغـريــاتـه وكـل كـبـريـائـه. فـهـل عـرفـنـا الآن مـن نـحن يـا أحبـائـي والي اين ذاهبون؟

صلاة: اشكرك يا يسوع لأنك انت نور حياتي ولا يمكنني ان اخفي هذه الحقيقة او اعتبرها انها شيئ عادي فأغرس فيّ روح الشكر الدائم والحكمة التي تعلمني والحق الذي يحررني. ساعدني ان اثمن واقيّم كل كلمة في الكتاب المقدس واتأمل فيها يوميا في النهار والليل حتى اعمل بها حسب مشيئتك القدوسةّ فكلمتك يارب” سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي”(مزمور105:119)، فساعدني ان انصت لكلامك واضعها في قلبي زقدني انت لأعمل مشيئتك لا مشيئتي.آمين. قراءة وتأمل: دانيال1:13-62 ويوحنا1:8-11 ابانا والسلام والمجد.

35.اليوم الخامس والثلاثون:الثلاثاء 31 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

تأمل: ” قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.(يوحنا21:8-30).

آمن به كثيرون فالشعب قد انجذب ليسوع ليس فقط في الجليل ولكن أيضا في السامرة وبيريه واليهودية وفي تلك الحالة كلها مناطق خارج هيكل اورشليك وبعضهم اعلن انهم لم يسمعوا مثل ذلك الكلام والتعليم من قبل. ولكن كيف اصبحوا هؤلاء مؤمنين؟ لا توجد إجابة ولكن من المتوقع انهم مثل تلك البذور التي القيت “على الطريق” او على ” الصخر” او وسط “الشوك” فكلهم لم تثمر الكلمة في قلوبهم بدرجة كبيرة واختنقت. ولكننا لا يمكن ان نحكم على الكل فمنهم كان مثل التربة الصالحة اصغوا ليسوع وفرحوا عندما جاء الهمس بالقيامة وبدء ينتشر خبر قيامة يسوع من بيت الي بيت وابتدأو يتجمعون والتفوا حول الرسل في يوم العنصرة واصبحوا من أوائل التابعين ليسوع “الطريق”. على أي حال قال لنا كتبة الأناجيل ان هناك أناس قد آمنوا بيسوع وبنعمة من الله هؤلاء اليهود الذين آمنوا فتحوا قلوبهم الي تلك الحقيقة العجيبة لأن في ذلك المعلّم هناك شيئ اكثر من بشري انه إلهي. وليس بعيدا أعداد المؤمنين سيزداد وسينتشروا وشجاعة الرسل ستشتعل كالنار وتعلن البشارة. ان إيمان هؤلاء المؤمنين سيتأكد بالشهادة الصامتة للقبر الفارغ وبعدها بالشهادة الدرامية من الشهود الذين عُذبوا وقتلوا بسبب إيمانهم. من مدينة الي مدينة انتشرت الأخبار في ربوع الأمبراطورية الرومانية  والشعب الذي من اصل يهودي او من اصل أممي يجتمعان معا للصلاة الي يسوع الله المتجسد.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            

تدريب: ” الذي ارسلني هو حق” – هل تشعر في داخلك بدعوة الله لك؟ هل تميز تلك الدعوة؟ وتعرف من الذي دعاك ولِم دعاك؟ حاول اليوم ان تسترجع وتتأمل ما هو في الحقيقة دورك في هذه الحياة وما هي رسالتك.

صلاة: أيها الرب يسوع انا يمكنني ان أكون ارض صالحة لبذور كلمتك فإجعلني أتأمل الكتب المقدسة والتي تتكلم عنك لتدخل الي اعماقي بعمق لتطبع فيها حقيقتك الإلهية. ان المؤمنين الأوائل ربما لم تكن حقيقة ألوهيتك واضحة لهم بعض الشيئ لكنها تثبتت فيما بعد ولكنني بدلا من ذلك ها انني اتمتع بثمر أفكار الآباء الأوائل وكتاباتهم والتي تطورت عبر الأجيال بإرشاد الروح القدس، فيايسوع عمّق ايماني اكثر واكثر بذلك السر العجيب عن الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد الحي والحق الله الذ يحبني ومقدما كل شيئ لسعادتي الأبدية.آمين. قراءة وتأمل: سفر العدد 4:21-9 ويوحنا 21:8-30 ابانا والسلام والمجد.

36.اليوم السادس والثلاثون:الأربعاء أول ابريل-الأربعاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

تأمل: “ فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». أَجَابُوهُ: «إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ! كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا؟» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كَلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي، وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.”(يوحنا31:8-40)

أثناء زمن المجيئ قرأنا في الأنجيل كما رواه القديس لوقا عن حالة أخرى عن البحث عن غرفة و كما جاء “لم يكن لهم موضع”. فالقديسة مريم والقديس يوسف كانا يبحثان عن مكان في بيت لحم، مكان حيث يمكن لمريم ان تلد يسوع. تلك الحادثة بوضوح ترتكز في إيجاد مكان لعائلة صغيرة. هنا يسوع يتكلم عن “غرفة” في قلوبنا وعن ان نفتح آذاننا “صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ”(1ملوك12:19)، هو صوت الله فينا والموجه لنا وعلينا ان نستمع ليس فقط بأذاننا ولكن أيضا بقلب منفتح ومستسلم جتى يمكننا ان نسمع لدعوات الله اليومية لنا ونعمل بها. ان رغبة الله الشديدة هي ان يُصغى لتلك الهمسات وان تُفهم ويٌعمل بها حتى يحلّ الله فينا. كلما نصلي نجد انفسنا في حالة نكتشف فيها من هم الذين يحاولون أن يجدوا غرفة في قلوبنا ومن ينتظرون مبادة وفعل محبة منا. اذا ما اردنا ان نعطي يسوع ككلمة الله فعلينا ان أولا نزيد من الغرف في قلوبنا حتى يحل هو فيها بكل قوته المجددة عندئذ سنجد غرفة لكل شخص يبحث عن مكان. قد أحيانا لا يمكننا دائما ان نعطي ما يكفي الإحتياجات الطبيعية ولكن يمكننا ان نعطي دائما لشخص مكان ما في قلوبنا ويمكننا أيضا ان نعامل كل شخص دائما عندما نقابله بكل احترام وحب كأخ او كأخت. على الرغم ان العائلة البشرية تتضمن عدد واسع من الناس فنحن لا نختلف في احتياجات كلا منا، فنحن نحتاج ان نُحب وان نُقدر بما نحن عليه وليس بما يمكننا عمله. وكلا منا يحتاج ان يعامل بإحترام ونرغب في ان نكون معروفين ومفهومين سواء ان كان ذاك الشخص هو شخص مهمش او بلا مأوى او زميل عمل او فرد من الأسرة او شخص ما مشهور. أنه يمكنني ان احب واحترم كل شخص طالما انا قد وضعته في قلبي فأنا أؤمن ان الله الساكن فيّ يرعب ان يصنع مكانا لكل شخص فأحمله في قلبي وهنا اتعامل مع الجميع كما كان يسوع هو الذي يتعامل فلست انا الذي يحيا بل المسيح هو الذي يحيا فيّ كقول بولس الرسول.  

تدريب: “أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ”(يوحنا14:15). ترى ماذا يريد مني الرب أن أفعله؟ وما الذي اوصاني به؟ وكيف يمكنني احتفظ بحب السيد لي؟ فكّر اليوم في الإجابة لتلك التساؤلات من الله لك. “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.”(يوحنا12:15)، فأبحث ثانية داخل نفسك عن شخص ما لا تشعر نحوه بمحبة وحاول ان ترسل له خطاب او كارت للمعايدة وتصلي من اجله.

صلاة: يا رب الحب والمحبة والمغفرة فلتحل كلمتك فيّ وتقودني ان استمع لهمساتك واقوالك وتعايمك في هذا اليوم. ساعدني يارب ان اري في الحقيقة الناس من حولي وان استمع لهم ولمشاكلهم ومتاعبهم او حتى تمجيدهم لك واجعلنى ان أكون بالنسبة لهم ملجأ على الرغم من مشاغلي اليومية زمشاكلي. وسّع قدرتي في ان أحب فأستطيع ان اجد غرفة لهم في قلبي وبإعطائي لهم لمكانة اعطيك انت أيضا يارب مكانا.  عش فيّ بحبك وبنورك وبقدرتك فأنا وحدي لن استطيع ان اقدم أي شيئ للآخرين وافعل انت معهم من خلالي كل ما تريد فيمجدوك انت الإله القادر على كل شيئ. آمين.

قراءة وتأمل: دانيال14:3-20 و91-92 و95  ويوحنا 31:8-42 ابانا والسلام والمجد,

37.اليوم السابع والثلاثون:الخميس 2 ابريل- من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

تأمل:” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا.”(يوحنا51:8-59).

أجاب يسوع الجمع متحديا عندما سألوه من تجعل نفسك قائلا:” إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي”، فكان سائليه يفكرون ان يسوع يضع نفسه فوق الجميع وانه كان عليه ان يكون اكثر تواضعا ولا يجعل من ذلك فرصة للتعاظم. ولكن ما هو في الحقيقة معنى “التواضع”؟ قد نفكر انه ببساطة تعني لا تفاخر عن الإنجازات والهبات او حتى ان ننزل بهم ونبخسها. لا فالتواضع هو الحق كما ذكر العديد من الكتاب الروحانيون. فإذا كنت موهوب في شيئ ما أيمكنني ان اذهب لكل من هم حولي كلما امكن معلنا عما اتميز به وطالما انها الحقيقة؟ لا، فهذا ليس نوع من الحق انها حقيقة عميقة والتي فيها علي ان أقول ان موهبتي هي هبة او عطية فهي لم تأتي مني  حتى لو كنت قد ساهمت في الوصول اليها بمجهوداتي وصبري حتى اجعلها عطية صالحة وكاملة. الحقيقة العميقة انني ليس لدي شيئ في ذاتي وكل قدرة ومقدرة فيّ أتت من الله. كل النعم الجسدية أيضا من الله وبهذا مظهري الجيّد وافعالي الجيدة وحظي الجيد كلها أعطيت لي من الله بل ان وجودي هو عطية من الله فأبانا السماوي يحبنا ومشيئته هي خلاصنا الأبدي. يقول الكتاب “يقاوم الله المستكبرين. أما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يع4: 6). النعمة تمنح المواهب. ولكن المتكبر يفتخر بالمواهب، ويرتفع قلبه بها. لذلك يأتمن الرب المتواضعين على نعمته وعلى مواهبه، لأنهم يقولون باستمرار “ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعطِ مجدًا” (مز115: 1). ونفس الوضع حينما تساعد النعمة إنسانًا على اكتساب فضيلة: إن كان متواضعًا، ينسب الفضل لله وليس لنفسه. ويقول كما قال القديس بولس الرسول “ولكن بنعمة الله أنا ما أنا” (1كو15: 10). ويخشى أن يفتخر أو يتكبر، فتسحب النعمة عملها منه فيسقط. بل هو بالأكثر ينكر ذاته، ويحاول أن يخفي فضائله: لا على الناس فقط، بل حتى على نفسه. ولا يتأمل ما هو فيه من فضيلة. بل يحاول أن ينساها. ويتحول شعوره إلى الشكر، لا إلى الفخر.  

أما الفضيلة عند المتكبر، فهي عرضة للضياع. ولا تكون فضيلة حقيقية. بل لا يتبرر

بها، كما حدث في قصة الفريسي والعشار (لو18: 9-14). الله هو الذي يُمجّد وهو الذي يمجدنا وكل شيئ لدينا هي اتية منه ولتمجيد اسمه وليس لنا. ترى ما هو اعظم مجد لي؟ وما هي اعظم شهرة يمكنني ان ادعيها؟ هي ان يسوع المسيح يحبني وبذل نفسه من اجليووهبني حياة أبدية فإذا حصلنا على أي مجد فهو من تلك الحقيقة حب يسوع اللانهائي والذي لا يتغير فهذا هو مجدي وافتخاري لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ….حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ»(1كورنثوس29:1و31).

تدريب:حاول اليوم ان تبحث داخل نفسك لتكتشف هل انت من محبي المديح والمجد؟. الذى يشتهى المديح ، ويظل صامتاً حتى يصله ، أو يعمل أعمالاً صالحة – أمام الناس – حتى يُمجدوه عليها؟، او الذى لا ينال المديح الذى يريده ، فيكره من لا يمدحه ، أو قد يتجاهله ، أو يقابله بجفاء ، أو بلا كلام لطيف ، وبدون مبرر؟، او الذى يمدح نفسه بما ليس فيه ( فضائل ، أو صفات جميلة ) أو ينسب العمل لنفسه دون المشاركين معه ، أو يدين ( يشنع ) بالآخرين؟، أم الذى يأتيه المديح ، دون أن يسعى إليه ، فيفرح به؟. المجد الباطل يقود إلى خطايا آخرى: الرياء – الغضب – الكراهية – الحقد – الحسد – الغيرة – النقد والإدانة والذم – الأنانية – الكذب – تدبير مكائد ( مقالب ) – اشتهاء خراب الغير ( الفرح فى المصائب والشماته ) – التلون حسب الضرورة. قد هاجم السيد المسيح رجال الدين ، الذين مارسوا العبادات طمعاً فى جذب إنتباه الناس ، وليس حُباً لله ، أو للعبادة ذاتها وبركاتها ( مت 23 )، ودعا للعبادة فى الخفاء ، وعمل الخير فى السر ، وعدم الفرح بالمادحين المرائين والمنافقين. اذا اكتشفت ذاتك جيدا فأسرع الي مرشدك الروحي واطلب معونة الله.

صلاة: يا يسوع لقد اتضح لي انني اتأرجح ما بين الإفتخار بكل ما أقوم به من عمل او خدمة طالبا مديح الناس وافتخارهم بما حققت وبين استيائي من كل من ينتقد او يوبخ اعمالي، فساعدني يا سيدي من ان انجو من تلك الكرامة الزائفة وان أرى واحيا بحقيقة حبك المطلق والأبدي لي والذي به أُوجد واتحرك واعمل فكل شيئ هو منك ولك. آمين.

قراءة وتأمل: تكوين3:17-9 و يوحنا 51:8-59 ابانا والسلام والمجد.

38.اليوم الثامن والثلاثون:الجمعة 3 ابريل- جمعة ختام الصوم

تأمل: “ فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلًا وَمَكَثَ هُنَاكَ. فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.”(يوحنا31:10-42).

ان نص الأنجيل اليوم يبدأ بأن يعدنا الي أحداث الجمعة العظيمة والذي سيأتي بعد أسبوع واحد من اليوم، فهو يصف ما الذي يحدث للذين سيلتقطون حجارة لرجم يسوع. لقد أشار بأنه قد أراهم كثير من الأعمال الصالحة من ابيه السماوي وسألهم قائلا:

بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» ولكنهم اجابوه قائلين:” لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»، على الرغم انهم قد رأوا العلامات والآيات ولكنهم لم يؤمنوا. ان الناس الذي وصفهم القديس يوحنا في نهاية ذلك النص قائلا:”فآمن كثيرون به” فما هذا التناقض ما بين “غير مؤمنين ومؤمنين”؟. لقد حصلنا على هبة الإيمان والتي بها نؤمن بكل ما كشفه واعلنه الله. كيف يمكن لإيماننا ان يؤثر في حياتنا اليومية؟ فمثلا نحن نعلم ان يسوع قد خلصنا فهل ايماننا بأن الله يحبنا بلا شروط يشعل ثقتنا في عظمة رعايته وعنايته بنا وبمن نحبهم؟ ان الإيمان ينمو معنا والحياة تقدم لنا الكثير من الفرص فعندما نتصارع مع أسئلة صعبة او سهلة او معاناة او ظلمة فذلك هو الوقت الذي فيه يتعمق ايماننا او ببساطة نكافح لكي يثبت ايماننا وقد نتوقف عن الصلاة مع انه تلك الفترة التي نحتاج فيها الى الإكثار من الصلوات والثبات. في النص الإنجيلي اليوم حاول يسوع ان يشرح الأسباب مع من هم حاولوا رجمه لكي يساعدهم ان يتعرفوا على الحقيقة ليؤمنوا، وهو يرغب أيضا ان يفعل نفس الشيئ معنا.  دعنا نذهب الى يسوع لنسأله عن الإجابة التي نحتاجها ليساعدنا ان نعرفها فلا يتزعزع ايماننا به، انه لن يعيدنا يائسين حتى لو تأخرت يد المعونة فرحمته تحيطنا فسوف ننال النعمة والقوة والفهم حتى لو كانت ببطء فتصبح حياتنا مثبتة بقوة وبعمق بإيماننا ولنصلي دائما “يارب انا اؤمن فأعن قلة إيماني”.

تدريب: حاول اليوم ان تتعرف ما الذي يجعلك في بعض الأحيان غير مؤمن؟ اتبحث عن علامات او آيات حتى تؤمن؟ هل في الحقيقة ايمانك مرهون بظروفك واحوالك ان كانت جيدة ام لا؟ اذهب الي يسوع طالبا منه العون والفهم والقوة.

صلاة: كلما اتأمل في نص الأنجيل اليوم اتأكد كيف ان ايماني مهزوز ومزعزع أحيانا ولكنني اريد ان اكون مؤمنا بعمق. ربما جزء من السبب انني لا اعتقد ان اظهارك للحقائق كان أحيانا غير كاف بالنسبة لي. ويتبادر الي ذهني لماذا احيا ولماذا خلقتني وما هي مشيئتك و حتى أحيانا لا اشعر بلمسات يدك في حياتي. يارب انا اؤمن ولكن ارجوك ساعدني اكثر في ان امحو أي سبب او أسباب لعدم الإيمان. ساعدني ان اؤمن اكثر واقوى وبعمق وليس ايمانا صوريا او مظهريا.آمين. قراءة وتأمل: ارميا7:20-13 و يوحنا 31:10-42   ابانا والسلام والمجد

39.اليوم التاسع والثلاثون: السبت 4 ابريل

تأمل: “ فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَمَضَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ يَسُوعُ. فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعًا وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةً. إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا». فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!». وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضًا يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ عَلاَنِيَةً، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكُورَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَفْرَايِمُ، وَمَكَثَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ. فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوعَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي الْهَيْكَلِ: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ هَلْ هُوَ لاَ يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ؟»(يوحنا45:11-56).

ان انجيل القديس يوحنا هو الوحيد الذي اخبرنا بمكان توطن يسوع وتلاميذه في افرايم في الجزء الأخير من خدمته. ان هذه القرية كانت قريبة من الصحراء وكانت الصحراء المكان التقليدي للرجال والنساء للتحادث مع الههم ومن المؤكد ان يسوع أراد ان يتحادث مع اباه السماوي وخاصة في قرب انتهاء رسالته على الأرض. قد نتسأل مالذى تبادر في اذهان تلاميذ يسوع واتباعه في تلك الأيام التي فيها يسوع كان يذهب لتلك البراري، كان هناك بالطبع البعض من تلاميذه يدركون مقدار الخطر الذي كان معرضا له يسوع. قبل ان يذهب يسوع متجها لإقامة لعازر قال توما الرسول لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!»(يوحنا16:11). يمكننا ان نتصور ان يسوع كان يحاول ان يبعد تلاميذه عن الإضطراب الذي يعانيه هو شخصيا فسوف يكون هناك وقت كافي لهم سيعانون فيه شيئا ما مما يختبره يسوع، فهم قريبا جدا سيكونوا شهودا لألمه ويذوقون طعم الحزن من انفصاله عنهم والخوف المميت الذي سيخضعون له.  يبدو ان يسوع في تلك اللحظة كوالد محب حنون أراد ان لا يظهر اضطرابه في حضور تلاميذه ومظهرا كل هدوء ومشاعره الإنسانية ما بين ان يظهرها ورغبته الشديدة في السير في طريق الآلام. من المحتمل ان يسوع كان يبتعد عن تلاميذه بين الحين والآخر ليختلى في تلك البراري فهو امام الأب السماوي يمكنه ان يكون كما هو بدون إخفاء ومعبرا عما يعانيه وطالبا عزاء وقوة لإكمال مسيرة الخلاص وهذا ما نراه فيما بعد قد عبّر عنه في نزاع بستان الزيتون ولا يمكن لأي بشر ان يتخيل ذلك الصراع او يفهمه جيدا. وهذا عزاء لكل منا ان يفكر انه مهما تعرض الى أي ضيقة او الم او صراع داخلي فيسوع كان هناك مارا بنفس المعاناة “لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ”(عبرانيين18:2).    

تدريب: مهما يحدث في العالم من حولك فإن الله سوف يكون دائماً إلى جانبك، ومع أن الناس لا تسير في الطريق التي يريدها الله إلا أنه يستخدم الظروف الصعبة لتحقيق مخططاته فهو الإله المسيطر على كل الأمور وإذا كنت ممن لهم علاقة شخصية معه فيمكنك أن تطمئن وتثق بالوعد الذي يقول “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.” (رومية 8: 28)

قال يسوع المسيح: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالـم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ” (يوحنا 14: 27) “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا.أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 33: 16) وقال يسوع أيضاً “لا أهملك ولا أتركك” (عبرانيين 13: 5). اذا كنت تمر الآن في ضيقة او ألم فأطلب على الفور معونة الروح القدس لتقويك.

صلاة: يا يسوع انت تعلم وتتفهم القلق والمخاوف التي أعانيها ويعانيها افراد عائلتي واصدقائي والإحباط في شخص غير قادر على إيجاد وظيفة والقلق الذي تعانيه الزوجات اللواتي لا يمكنهم اصلاح المشاكل الزوجية وأيضا الرعب الذي يجابه من هو مريض بمرض عضال. عندما يكون هناك قلق وخوف ورعب قد احتاج لأن أخفي تماما مشاعري ممن هم من حولي. ولكن يمكنني دائما ان اأتي اليك واضعها امامك لأنك ستتفهمها تماما. يا يسوع أدخل الى أعماق قلبي والي صحرائي الداخلية وساعدني ان اذهب الى اباك السماوي لأطلب منه القوة كما فعلت انت خاصة في اوقات الشدة وفي تلك الأيام الأخيرة لك في قرية افرايم وبستان الزيتون.”آمين. قراءة وتأمل: حزقيال 21:37-28 و يوحنا 45:11-57

40.الاحد  5 ابريل (أحد الشعانين):

تأمل: وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ قَائِلًا لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:«قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».(متى1:21-11)

حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي».فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ». وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ،”(متى14:26-27). “مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا : «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ»”(متى66:26).

لكم هي بداية صعبة للرسل في عيد الفصح فلقد ابتدأ لحظة انتصار ومجد غير متوقعة عندما كان كل اسرار طموحات المجد والشهرة تبدو لهم انها قادمة وستتحقق فيسوع سار الي اورشليم وسط هتاف وتسبيح من الشعب والجموع تصيح وتهلل لإبن داود. على الرغم من ان الرسل قد استمعوا لتعاليم المعلّم عن التواضع والمتكأ الأخير الا ان جذور الطموحات المثيرة قد باتت مختفية ولم تُذكر وسط هتاف الجموع. في الحقيقة ان الإستماع لتعاليم يسوع فقط كان غير كاف فطموحاتهم ستموت مع موته هو عندما سيختبئون معا في مكان مغلق ومظلم آملين ان يهربوا وينجوا بحياتهم.

ان تلك القراءتان تظهر لنا مدى واسع من حياة الرسل ما بين لحظات الإثارة في التحول و النجاح في رسالتهم او نشاطهم الكثيف وبين نقطة التغيير والذي يتضمن الموت. ان موت يسوع على الصليب تعني موت طموحات الرسل والتي أيضا سوف تعني موت توقعاتنا وطموحاتنا من اتباع يسوع. ان هناك شيئا ما قد حدث قد قلب الأوضاع رأسا على عقب، المرض او أزمة مالية او فشل الخدمة او اليأس او الشكوى من العمل الى آخر تلك القائمة. ان لحظة الشهرة لأحد الشعانين قد تبخرت وزحفت نحوهم ظلمة الخوف من الألم في بستان الزيتون وسحابة عدم الإدراك للجلجثة. في ذات الطريق نجد انفسنا نحلّ مكان الرسل ونقوم ببعض الأجزاء التي جاء ذكرها في النص الأنجيلي فمن خائن يسلّم سيده الى قائد ذات ثقة ثم ينكر معرفته بيسوع الي رسل ابعدوا انفسهم عن الحقيقة والى رسول شاب صغير قد صاحب مريم حتى اقدام الصليب. واحدا تلو الآخر في حدث تلو الحدث في حياتنا نحاول مثل هؤلاء الرسل في الحجم والفعل في الوقت الذي نكتشف أوجه التشابه عند اتباعنا للسيد والرب. في رحلة الحياة نسقط ويُغفر لنا ونسقط مرة ثانية ويُغفر لنا مرة ثانية بل عدة مرات، وأيضا في رحلتنا نكتشف ان الصليب ليس له الكلمة الأخيرة ولن تكون فنحن لسنا شعب الصليب ولكن شعب

القيامة.      

تدريب: حاول اليوم ان تتأكد من محبة الله لك شخصيا وابحث في جوانب حياتك هل تشعر وتلمس ذلك الحب الإلهي الذي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس ولا شروط. ان لم تكتشف ذلك الحب انظر الي الصليب واطلب من الله ان يفتح قلبك لتكتشف حبه لك.

صلاة: يا يسوع في لحظة هادئة اسألك ان تقترب مني وتنظر الى عيناي وساعدني ان افهم انه لا شيئ قد حدث في حياتي مهما كان ومهما كنت انا في حياتي صغيرا ام كبيرا فيمكنني ان استمر في ان أكون كأحد تلاميذك واحباؤك فهل تقبلني في حالتي تلك المتدنية والفاترة والمترددة وعندما يكون ثقل صليبك صعب عليّ فاجعل أي طموحات أرضية واشواق دنياوية تتلاشى من داخل قلبي ودعني اعلم انني فعلا محبوب منك مهما كانت قائمة خطاياي وهذ كل مطلبي فلا تتركني اقتات الخرنوب بل عصير كرمِك. آمين. قراءة وتأمل: اشعيا4:50-7 وفيليبي6:2-11 ومتى14:26-75

يوم الاثنين 6 ابريل من البصخة المقدسة[4]

تأمل:” ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.”(يوحنا1:12-11).

كم مرة غالباتقع هذه الكلمات وتتبادر الي اذهاننا “وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ»، خاصة عندما نحاول ان نصلياو ونحن نسجد في الكنيسة او نجلس حتى في هدوء لنستعد للصلاة ولكن لا شيئ يحدث فلا تنطق شفاههنا وتتيه افكارنا بعيدا “ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ “.وقد يعمق عدونا ذلك الإحساس ان صلاتنا لن تستجاب فنقع في حالة من الصمت والقلب يبدو ميتا والرغبة تتجمد ويواجه العقل حائطا مسدودا. هنا يجب ان نشكر مريم من بيت عنيا فمن خلالها شرح يسوع طريقان للعبادة والموجودة في الوصايا العشر بجانب الصلاة والتي هي خدمة الله وخدمة القريب. لقد قال يسوع لكي تقوم بعمل الإثنان بطريقة متساوية فيكون ذلك بكل الفكر والقلب والإرادة والقوة فالصلاة والعبادة الى الله تكون بكامل الإنتباه ومن كل الفكر والقلب والقوة كخدمة القريب. من الوهلة الأولى يكون بطل القصة هو يهوذا والذي علّق على اتلاف ذلك الناردين الغالي الثمن ولكن يسوع عاتب يهوذا ليس في اقتراحه ولكن بسبب انه هيبوكراتيك وانه يتكلم عن شيئ لا يملكه بل يملكه الفقراء، لذا فيسوع لم يقل ليهوذا ان ينسى احتياجات الفقراء وان يسرف في الأشياء الثمينة. ان يسوع يشيرالي رحيله النهائي عنهم ويعد اصدقاؤه والحباؤه ان يستمروا في خدمته في الفقير وان يفعلوا ذلك بكل جدية وعدم انانية وبذل الذات كما فعلت مريم عندما خدمته وعسلت ارجله ومسحتهما بشعر رأسها. ان قراءة اليوم من انجيل يوحنا يوجهنا من ربنا يعلم اننا سيكون لدينا فرص كثيرة لخدمة الآخرين اكثر مما سيكون لدينا للصلاة. وهو يتفهم أيضا اننا غالبا ما قد نيأس ونصاب بالإحباط في الصلوات فهو قد يبدو انه ليس معنا ولكن اخوتنا واخواتنا هم دائما معنا. بفهمنا هذا نحن مباركون بمثال الأم تريزا من كلكتا فكتاباتها الشخصية تكشف ان هذا الذي كانت تقوم به هو تماما ما كان يطلبه يسوع فهي لم تكن تشعر مطلقا ان يسوع حاضر في الصلاة ولكنها وجدته حاضرا في المحتاجين. ان يسوع يسألنا أيضا ان نوجه انظارنا واهتماماتنا نحو المحتاجين والذي فيهم سنرى شخصه.

تدريب: ان بيت صلاتي ممتلئ برائحة من يعتنون بإحتياجات الآخرين. حاول ان تبحث فيمن حولك عن من هو في احتياج لكلمة او نصيحة او معونة مالية او حتى للإنصات له فتصبح يداً لأشل ورجلا لكسيح وقائدا لأعمى.  

صلاة: يارب انك تؤكد لنا دائما ان الفقراء هم عندنا في كل حين واننا نحن أيضا فقراء، فنحن غالبا فقراء في الأشياء الروحية ونناضل لكي نتحلى بالفضائل وأيضا في الصلاة. التعزية في الصلاة قليلة وبعيدة ما بين التشتت والقلق واللذان هما مكونات عامة عندما نصلي. علمنا ان نملأ ارواحنا بتفريغ انفسنا من كل شيئ لا يخدمك. آمين.

الك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. عمانوئيل إلهنا وملكنا
لك القوة والمجد والبركة والعزة. يا ربي يسوع المسيح

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الآبد، أمين. 

قراءة وتأمل:    اشعيا1:42-7 ويوحنا 1:12-11       

الثلاثاء 7 ابريل (البصخة المقدسة

تأمل:” لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ. فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلًا. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا. يَا أَوْلاَدِي، أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي، وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي، وَلكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا». قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ!». أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.”(يوحنا21:13-33و36-38).

يا يسوع، عندما أتأمل في ذلك النص الأنجيلي اشعر بالحزن عندما اراك في ضائقة، فأنت قلت: “لا تدع قلوبكم تضطرب” والآن انت في اضطراب. ان سفر الجامعة يقول لنا “ان هناك وقت لكل شيئ” ويشمل “وقت للبكاء” :” لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.”(الجامعة1:3-4). والآن هذا هو وقتك لكي تغرق في الحزن وحتى في مشاعرنا فلقد اخترت ان تشابهما في كل شيئ ما خلا الخطية”بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.”(عبرانيين15:4). في أوقات اشعر بعواصف الحزن ومشاعر مضطربة وانت لم تحفظ نفسك وتقيها من طعن الألم لخيانة صديق. لقد بكيت امام قبر لعازر وبكيت على اورشليم وقلبك قد تحرك برحمة عندما رأيت ارملة نايين. انت تعرف فرح الصداقة في منزل متى والراحة في ضيافة مارثا ومريم. والآن يارب انت غارق في الأحزان وتتكلم عن الخيانة وبدأ كل واحد يندهش حتى خائنك. لقد قلت ليهوذا: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». ان حزنك على يهوذا ذكّرني بمن مر في حياتي من احزان على صديق او زميل او أخ باعني بالقليل. ان التفكير في الخيانة والتخلّي والهجر يكسر قلبك مع انك تعلم بخيانة يهوذا من قبل ان يفكر فيها. لقد نظرت لباقي رسلك والذين يبدو انهم أبرياء وغير مدركين ما الذي سيواجهونه بعد قليل. لا يمكنك ان ترغم حبك لمن يخونك ولكنك حاولت ان تنقذه فلقد غسلت قدميه وقدمت له اللقمة المنغمسة من صفحتك واكلها يهوذا ثم غادر الغرفة وكل ما فعلته كان جيداً وابتعد يهوذا من حضرتك وادار ظهره للنور وابتلعه الظلام والشيطان رئيس الظلمة.

 تدريب: أنت، إن كنت تشعر فى داخلك بقساوة الخيانة أو المعاناة التى تتسبب فيها الحروب الأهلية والانقسامات بين الإخوة، قدم ذاتك ليسوع فهو، بقبوله قبلة يهوذا، يقبل كل الخيانات الأكثر ألماً. في هذا الأسبوع تأمل كل يوم في مرحلتين من مراحل درب الصليب.

صلاة: يارب ان القديس يوحنا شرح لنا في انجيله تفاصيل الحب الذي قدمته لكل رسول حتى لمن هو كان ينوي خيانتك. أسألك ان تكون دليلي ومرشدي حتى وانا اشعر بالسقوط وبأنني بعيد عنك وثقل صلبان حياتي اليومية يبعدني عنك. يا ربي والهي المتألم والمرذول انا احبك ولكن أيضا انا اعلم انني سببت لقلبك الأقدس الإضطراب بخيانتي فساعدني لكي اري خطيئتي بأمانة في الأسبوع المقدس هذا حتى يمكنني ان اتركها بمعونتك وان احتفظ بحبك لي واسير معك الي الصليب لأشارك مجد انتصارك المجيد. آمين. قراءة وتأمل: اشعيا1:49-6 ويوحنا 21:13-33 و36-38   

يوم الاربعاء 8 ابريل من البصخة المقدسة

تأمل: “ حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».(متى14:26-25)

على مدى الأنجيل ارانا يسوع ان الإخلاص الي الدعوة يحيا دقيقة واحدة في كل مرة ولكن اخلاص يسوع عاش بصورة مستمرة ومتواصل في فيض لا ينقطع وخاصة في تلك اللحظات التي اعلن فيها ملكوت الله وعند شفائه للمرضى وغفرانه للخطاة فكلها تقود الى الساعة المنتظرة، ساعة الخلاص. بدأ الفصح والحجاج قدموا الي اورشليم ومن ضمنهم يسوع والرسل المقربين. كان يسوع يعرف ما هو القادم وان ساعته قد اقتربت. في الإصحاح ال 26 من انجيل متى قال لتلاميذه:” «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ»(متى2:26) واعلن عندما كان في بيت عنيا عن الطيِب الذى سُكب عليه انه اعداد لتكفينه”فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي.”(متى12:26)، وكان يعلم أيضا ان احد تلاميذه سوف يخونه. في مواجهة الخيانة والتعذيب والموت ما الذي يفعله يسوع؟ لقد استمر في دعوته لكشف حب الله الأمين نحو شعبه. في تلك اللحظة الثمينة والتي تعني الإعداد والإحتفال بعشاء الفصح استمر في حبه العجيب وفي رسالته التي تجسد من اجلها. ان الخيانة مدمرة ومن الصعب ان يقال ما هو الأصعب ان تكتشف الخيانة او ان تراها قادمة فكلا الطريقان فخطية الخيانة تدفعنا وتضربنا في مقتل اذا ما اختبرناها. ان مثل يسوع لهو اكثر ذهولا لأنه بينما هو يعترف بخيانة يهوذا كأنها قد حدثت فهو لا ينوي تغيير خطته لكي يتجنب مثل ذلك الموقف بل خرج يهوذا مسرعا لتنفيذ ما نوى عليه رغما من ان امره قد كُشف من يسوع. سواء انه فشل في تغيير يهوذا او ينتقم بأي طريقة منه فيسوع هو صورة حيّة لحب الله المطلق فهو لم يتسلط على الأمر او يغيره ولكن يسوع استمر في بذل ذاته طواعية وبحرية من اجل ساعة الفداء.  اليوم نحن نقف في بداية الثلاثي الفصحي والكنيسة اذ تعطينا صورة حية لمسيرة يسوع نحو جبل الجلحلثة لإتمام مهمته الخلاصية وهو عالما بأن الطريق سيقوده لموت الصليب. علينا ان نتأمل أيضا ونحسب تحركات يهوذا ليصل لموقف قبلته الشريرة. ان الإلتزام او العكس موجود في حياتنا ويتغير لحظة بعد أخرى حسب اختيارنا ومدى ايماننا برسالتنا فما الذي يدعوني اليه الله يا ترى في هذه الساعة، ساعة خلاصي؟

تدريب: اليوم مع كلام يهوذا ليسوع:”هل هو انا يا سيدي” ان تلك المقولة الحزينة من يهوذا قد اصابت قلب يسوع وهو يرى انكار تلميذه الذي كان معه في رسالته وتأمل أيضا في المرات العديدة التي انكرت انت فيها خطيئتك وتكاسلت عن الإعتراف بها ورفضت التوبة والندم. حاول ان تجعل هذا الأسبوع المقدس فترة للخلوة وفحص الضمير بأمانة مسترشدا بالروح القدس واعترف بها طالبا الرحمة والمغفرة وثق ان باب الرحمة مازال مفتوحا والرب يسوع مازال ينتظرك.

صلاة: يـا آبت القدوس، هـل تسمع لقاتلك المجنون ومُسلمك وناكرك أن يحادثك؟. أرفع اليك صلاتي، حديثي، مأساتي، انا لم اعرفك حق المعرفة كنت اتبعك فقط ليقولوا انني احد اتباعك وامراء مملكتك. لقد سلّمتك بكل ما في من دنس وشر وخطيئة وتمرد وتراب. يا من أذقتني حلاوة القرب منك فى تلك السويعات التى عشتها معك هل لك أن تشعرني مرة أخرى بلمسات يدك الـمعزية. ان عنايتك بي ستطيح بيأسي.همسك سينسيني الخوف.رحمتك ستجذبني ونور قبرك الفارغ هو رجاء لا ينطفئ لي. يا معلم ساعدني فأنا مسكين إذا ابنعدت عني وشقي وبائس لو فارقتني حمايتك وتعيس اذا ما فقدت حبك وحنانك. ارحمني يا يسوع انا الخاطئ هذا الذي كان خير لي ان لم أولد .آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا4:50-9أ و متى14:26-25

الخميس 9 ابريل (خميس العهد)-” سر الفخارستيا”

تأمل:” لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي».فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ”(1كورنثوس23:11-26).

نبدأ اليوم الثلاثي الفصحي المقدس وهو الثلاث اجتفالات العظيمة في ايماننا الكاثوليكي. نعم هناك عدة احتفالات تقام طوال السنة الطقسية ولكن هذه الثلاث احتفالات هي قلب إيماننا وتنعكس في كل عباداتنا وطقوسنا. نبدأ اليوم بالإحتفال بهدية الرب لسر القربان الأقدس الذي اعطي لنا من خلال سر الكهنوت الذي اسسه السيد المسيح. غدا سندخل الي سر صليبه والسبت بعد الغروب سندخل مجد قيامته. في مساء الخميس المقدس نبدأ احتفالية الثلاثة أيام القصحية بتذكار العشاء الأخير، ذلك الحدث في التاريخ قد اخذ مكانه في ليلة عشاء الفصح حيث اشترك يسوع مع رسله وبدأ إعطاء الهدية التي جلبت لنا الخلاص. ففي الخميس المقدس نستمع للرب يسوع يقول لأول مرة:”هذا هو جسدي” ويشير الي عطية سر القربان المقدس كهبة لنا اعطي لقداستنا وتكميلنا. انه العطية الي لا يمكن ابدا ان نقدر ان نفهمها او نستوعبها فهي عطيّة إعطاء ذاته بالكلية لنا كذبيحة حب.  إذا ما أمكننا ان نفهم فقط سر الإفخارستيا واذا ما استطعنا ان ندرك ونفهم هذه الهبة الثمينة والمقدسة. ان سر الإفخارستيا او سر القربان الأقدس هو الله نفسه حاضر في عالمنا واعطي لنا ليحولنا الي ما يجب ان نكون. سر الإخارستيا هو الطريق الحقيقي ليحولنا لنشابه السيد المسيح نفسه، فإننا بأخذنا للقربان الأقدس ننجذب الي حياة سمائية الهية في الثالوث الأقدس فنصبح واحدا مع الله ونُعطى خبز الأبدية. أسس الرب يسوع هذا السر لان به الثبات فيه “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه” (يو6 : 56) وبه ننال الحياة الأبدية “أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم” (يو6 : 51).  وبه ننال الخلاص والاستنارة “الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كولوسي 1 : 14).

 

وقد قال الرب للتلاميذ “هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم، اصنعوا هذا لذكري” (لوقا 19:22). وفي خميس العهد وفي نفس الليلة قدم يسوع أيضا مثالا للتواضع الكامل والخدمة ونحن جميعا مدعوون ان نتمثل به اذا ما اصبحنا واحدا فيه، فلقد غسل ارجل تلاميذه لكي يعلمهم ويعلمنا ان جسده ودمه قد أُعطي لنا لكي نستطيع ان نحب كما احبنا هو. سر الإفخارستيا اذا سيحولنا الي خدام حقيقيين مدعوون للتواضع وعمل الرحمة نحو الأخرين فالخدمة لها اشكال عديدة ولكن هي ما يجب علينا ان نغمله ان كنا ثابتين فيه.  لذلك فالتناول من جسد ودم الرب له أهمية قصوى: الثبات في الرب: “من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه” (يو56:6). وكذلك التناول هو الخبز الروحي: “من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). “من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد” (يو58:6). وهذا التناول هو عملية تطعيم كما في الأشجار (رو17:11؛ يو5:15). كما نقول في القداس: “يُعطى عنّا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه”، مثل قول الكتاب في (عب22:9؛ 1يو7:1). والتناول أيضًا هو عهد مع الله: فنقول في القداس الإلهي قول الكتاب “لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجيء” (1كو26:11).

والآن هل انت تخدم من حولك؟ هل تتواضع قبل ان تعتني بأهم احتياجاتهم؟ هل تظهر لهم انك تحبهم بفعل الخدم هذا؟ ان هذا كله هو قلب الخميس المقدس خدمة التواضع هو تعبير جميل لتشبهنا واتحادنا بإبن الله.  انه أحيانا كثيرة العظمة يساء فهمها فهي في الغالب تفهم على انه تحقيق الذات والنجاح والإعجاب وغالبا أيضا نحن نريد ان الأخرين يعجبون بما نحققه ونطلب منهم المديح. لكن يسوع قدم معنى آخر عن العظمة ففي خميس العهد ارانا ان العظمة الحقيقية نجدها في فعل الخدمة المتواضعة. ان نشابهه يتطلب ان نسلّم ذاتنا ونخضع كبرياؤنا وهذا سيجعلنا نتناول من سر القربان الأقدس ونحن في حالة ايمان حقيقي فالحب والخدمة هما فعل سيفوز بقلوب ونفوس الأخرين لملكوت السموات. وعلينا اذا ان نحرص ان لا نخضع للدينونة كقول بولس الرسول:” إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ.لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ”(1كورنثوس27:11-29).

تدريب: في هذا المساء سواء انك حاولت ان تشابه الرب يسوع ام لا في أعماله البشرية، هل تتعهد ان تبحث عن الطرق التي تساعدك لخدمة الآخرين وان تظهر لهم محبة الرب لك ولهم وتعتني بهم؟ دع أحداث الخميس المقدس ان تحولك حتى يمكنك مشابهة اعظم شيئ قدمه يسوع لنا في تلك الليلة. حاول ان تزور سبعة كنائس في هذه الليلة في متذكراً ومتأملا في مراحل تنقّل يسوع المسيح السبعة ليلة الامه: من العلية إلى البستان (متى 26)، من البستان إلى حنّان (يوحنا 18)، من حنّان الى قيافا (يوحنا 18)، من قيافا الى بيلاطس (متى 27؛ يوحنا 18)، من بيلاطس الى هيرودس (لوقا 23)، من هيرودس الى بيلاطس ثانيةً (لوقا 23)، وعند بيلاطس كان الجلد والمحاكمة، واطلاق برأبّا، فإلى الصلب (متى 27؛ مرقس 15: لوقا 23؛ يوحنا 19). 

صلاة: يا ربّنا، في بستان الزيتون، سيسأل كل واحد منا، من أعلى الهرم إلى آخر شخص فينا، في الكنيسة والعالم: “مَن أنا أمام ربي الذي يتألّم؟”.

أأنا من الذين دعوتهم للسهر والصلاة معك، فَنِمتُ ؟! )متى 26 / 40 .)

أأنا مثل يهوذا، أدّعي الصداقة لك والحب، وفي داخلي النفاق والرياء والكذب، أقبّلك

وأسلمك؟! )متى 26 / 48 – 50 .)

أأنا التلميذ الذي يريد حلّ كل شيء بالسيف كبطرس )متى 26 / 51 (، واللعن كإبني زبدى )لو 9 / 54 .)

أأنا من وعدك باتباعك حتى الموت(لو 22 / 32)، لأجد نفسي ضعيفًا، فأنكرك وأحلف وألعن؟ (متى 26 / 69 – 74).

أأنا مأأنا من الذين هربوا خوفًا، فتركتك في الساعة الأكثر مأسويّة؟! )متى 26 / 56 .)

أأنا من يبحث عن شهود الزور لأدينك؟! )متى 26 / 59 .)

أأنا مثل بيلاطس، أغسل يدي عندما أكون في موقف صعب )متى 27 / 24 (، أو عندما أسمع بوجع الآخرين، فلا أتحمّل مسؤوليّاتي؟!

أأنا من بين الشعب الذي لا يعرف إذا كان في حفل ديني أو سيرك، فإذلالك يكون أمراً  مسلّيًا، فأختار بأ رباس؟!(متى 27 / 21).

أأنا من الجنود الذين نكلوا بجسدك واقتسموا ثيابك؟! (يو 19 / 23).

أأنا من المستهزئين أمام صليبك، أدعوك لتنزل فأؤمن؟! (متى 27 / 42).

أأنا من الذين يريدون وضع الأختام والحراسة على قبرك (متى 27 / 64)، فلا أسمح بنشر بشارة الحياة؟!

هل حياتي هي حياة سبات؟!

يا ربّنا وإلهنا، أعطني أن أكون تلميذك بحق، أنكر ذاتي، أحمل صليبي وأسيروراءك إلى جبل القيامة. آمين..

قراءة وتأمل: الخروج1:12-8 و11-14 و 1كورنثوس23:11-26 و يوحنا1:13- 15  ابانا والسلام والمجد.

الجمعة 10 ابريل (الجمعة العظيمة)

في هذا اليوم لا تقام قداسات في أي مكان في العالم وبدلا من ذلك يتم الإحتفال بتذكار آلام الرب والتي تكون عادة بعد ظهر هذا اليوم. طقس هذا اليوم ينقسم عادة الي الآتي:

+ ليتوجية الكلمة

الساعة الأولى- محاكمة المخلص:

النبوات: تث 8: 19 الخ 9: 1-24 و إش  1: 2-9 و إش 2: 10-21 وأر 22: 29 الخ و 23: 1-6 وأر 18: 2-6، 20: 2، 3 ، زك 11: 11-14 و إش 24: 1-13 و حك 2: 12-22 و أي 12: 18 الخ، 13: 1 وزك 11: 11-14 و

 

ميخا 1: 16 ، 2: 1-3 و ميخا 7: 1-8

المزمور 26: 12، 34: 11، 12 

الأناجيل: مت27: 1-14 و مر 15: 1-5 و لو 22: 66 الخ، 23: 1-12 و يو 18: 28 الخ

الساعة الثالثة- الحكم على المخلص بالصلب:

النبوات:تك 48: 1-19 وإش 50: 4-9 و إش 3: 9-15 و إش 63: 1-7 وعا 9: 5-10 و أي 29: 21-الخ، 30: 1-10

المزمور 37: 17، مز21: 15

الأناجيل: مت 27: 15-26 و مر 15: 6-25 ولو 23: 13-25 ويو 19: 1-12

الساعة السادسة- صلب المسيح:

النبوات:عدد 21: 1-9 و إش53: 7 إلخ وإش 12: 2- إلخ، 13: 1-10 وعا 8: 9-12

البولس غل 6: 14-18

المزمور 21: 16، 17، 8، 9

الأناجيل: مت 27: 27-45 ، مر 15: 26-33، لو 23: 26-44، يو 19: 12-27

الساعة التاسعة – موت المخلص على الصليب

النبوات: أر11: 18-الخ، 12: 1-13 ،زك 14: 5-11 ،يؤ 2: 1-10، 3: 11.

البولس فيلبي 2: 4 – 11

المزمور: 68: 19

الأناجيل: مت 27: 46: 50 ،مر 15: 34-37 ، لو23: 45، 46 ، يو 19: 28 – 30

الساعة الحادية عشر- الخلاص بموت المسيح

النبوات: خر 12: 1-14 و لا 23: 5-15

المزمور: 142: 6، 7 ثم مز 30: 3، 4 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأناجيل: مت 27: 51-56 و مر 15: 38-41 ولو 23: 47-49 ويو 19: 31-37

الساعة الثانية عشرة: تكفين المخلص ودفنه

النبوات:مرا 3: 1- الخ و يون 1: 10 – الخ، 2: 2-7

المزمور 87: 6، 22:44: 6

الأناجيل: مت 27: 57-61 و مر 15: 42 الخ و 16: 1 و لو 23: 50 الخ و.

يو 19: 38-الخ.  

+ ايقونة الصلبوت واكرامها

+ الميطانيات التي تنتهي بها اليوم 100 ميطانية metanoia في كل اتجاه فيها يصرخ الشعب كله طالبًا الرحمة بصوت واحد  وبنفس واحد قائلين، كيرياليسون وذلك لاستمطار مراحم الله ورأفته وتبدأ بالشرق ثم الغرب ثم الشمال ثم الجنوب (الجهات الأربعة) ثم 50 ميطانية أخري جهة الشرق إشارة إلى اليوبيل والحرية التي نلناها بالصليب،

+ (الطواف): إشارة لحمل جسد المسيح ودفنه وفي الزفة يطوف الكهنة والشمامسة وكل الشعب بأيقونة الصلبوت وكتاب البصخة والإنجيل المقدس حاملين الشموع والصلبان والمجامر في الكنيسة  والهيكل وهم يرتلون بالدفوف كيرياليسون.

+ تذكار الدفن: يوضع ستر أبيض علي المذبح، نضع فوقه صورة الدفن والصليب مع خمس فصوص مر + الحنوط والورود (إشارة للحياة) ثم نثني الستر الأبيض من جهاته الأربع ثم وضع شمعدانات جهة اليمين وجهة اليسار إشارة إلى الملاكين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين. والدفن يمثل ما فعله يوسف ونيقوديموس وقت وضع جسد الرب في القبر

+ المزامير:· تصلي الكنيسة المزامير 1، 2، 3 إلى قوله ” أنا اضطجعت  ونمت بل أيضًا أنام (4: 8) وبعض المزامير أو صلاة الستار حيث تشير هذه المزامير إلى موت الرب ودفنه.

+ شرب الخل الممزوج بالمر حتى نتذكر ذلك الشراب المر الذي شربه الرب علي

الصليب (أنجيل متى 27: 48) فنفكر في الأحزان والآلام التي احتملها الرب من أجلنا فنقدي بصبره عالمين إننا غذ تألمنا معه فسنتمجد أيضًا معه.

+ الختام يصرف الشعب والبركة.

تدريب: في هذا اليوم تفهم ذبيحة حب يسوع من اجلك وتأمل بعمق في كل مراحل الألم فحبه غزير لا توقفه سدود او جبال.

صلاة: يارب ان اعلم انك عطشان لروحي وانك قد اتممت ما بدأته بموتك على الصليب من اجل خلاصي وخلاص العالم، فساعدني لكي افهم حبك واقبله في حياتي، وساعدني ان اغفر وان ادعوك الي عمق ظلمات خطاياي فتبددها بنورك. أشكرك يا سيدي من اجل عطية دمك المقدس لمغفرة خطاياي وفتح باب فردوسك لأجلي. آمين.

قراءة وتأمل: اشعيا13:52-53 و عبرانيين 14:4-16و7:5-9 ويوحنا 1:18-19 و 42أ  ابانا والسلام والمجد.

السبت 11 ابريل(ليلة عيد القيامة)

تأمل:” وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».(متى1:28-10)

ان رحلتنا الطويلة في هذا الصوم المبارك قد قادتنا في النهاية لفرح القيامة. في انجيل

القديس متى نجد امراءاتان مريم المجدلية ومريم الأخرى تذهبان الي قبريسوع. لقد أشار القديس متى ان ذلك الحدث كان في اول أيام الأسبوع وفي الفجر-ان الخليقة الجديدة بدأت. ان لغة النص الأنجيلي تشير أيضا ان قيامة يسوع هو حدث قد هز الأرض فذكر الزلزلة وظهور مجد الملاك وظهور يسوع القائم والممجد كلها تخدم صورة بزوغ فجر الخليقة الجديدة. ان كلا من الملاك ويسوع قالا للمريمتان ان تذهبا وإعلان البشرى والخبر السار للرسل. لقد اعتبرت مريم المججدلية الرسولة للرسل لأنها قد رأت يسوع المقام قبل ان يروه واسرعت لإبلاغهم عن ذلك الحدث المجيد. لقد كانت المجدلية ممتلئة بالفرح ولم تتمالك نفسها وبكل قوتها اسرعت لنقل البشرى المفرحة. ان نفس المهمة تنتظرنا نحن في هذه الأيام  فكثير من الناس لم يسمعوا بالأخبار السارة عن يسوع المسيح. ان الإيمان هو عطية تنمو اذا ما شاركناها مع الأخرين فأنت لا تعرف ابدا ما الذي سيحدث عندما تتكلم للأخرين عن يسوع. ان يسوع المقام من الأموات سيغير القلوب ويجذب منكسري القلوب ويعين الضعفاء والمتألمين وما علينا الا ان نقدم يسوع بدون خوف او خجل او تردد وهو وحده قادر على كل شيئ.

تدريب: اقضي بعض الوقت اليوم في صمت وحاول ان تدخل الي فهم ما حدث في يوم السبت المقدس واسمح للرجاء السمائي ان ينمو في داخلك لتعرف بقيمة القيامة المجيدة. “انه ليس ههنا” هذا ما يجب ان نؤمن به ان يسوع قد قام من بين الأموات واعطانا الغلبة والإنتصار على ضعفاتنا.

صلاة: يا يسوع المسيح ذا الإسم المخلص الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عز الموت انت هو ملك الدهور غير المائت الأبدي كلمة الله الذي على الكل راعي الخراف الناطقة رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذي صعد إلى السموات وصار فوق السموات ودخل داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية وسار سابقًا عنا صائرًا رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق انت هو الذي تنبأ من أجلك أشعياء النبي قائلًا: مثل خروف سيق إلى الذبح ومثل حمل بلا صوت أمام الذي يجزه هكذا لا يفتح فاه رفع حكمه في تواضعه وجيله من يقدر أن يقصه جرحت لأجل خطايانا وتوجعت لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليك وبجراحاتك شفينا كنا ضالين مثل خراف أتيت يا سيدنا وأنقذتنا بمعرفة صليبك الحقيقية وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي من أجل هذا نسبحك ونباركك ونخدمك ونسجد لك ونمجدك ونشكرك كل حين نسأل ونطلب إليك يا محب البشر اللهم إقبل ذبيحتنا منا يا سيدنا كما قبلت قرابين وبخور وسؤالات رؤساء الآباء والأنبياء والرسل وجميع قديسيك طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا ونياتنا لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نجسر بدالة بغير خوف أن نقول الصلاة المقدسة التي سلمتها لتلاميذك القديسين ورسلك الأطهار قائلًا لهم إذا صليتم فأطلبوا هكذا وقولا يا أبانا الذي في السموات…. الخ

قراءة وتأمل: تكوين1:1-2:2 ورومية3:6-11 ومرقس1:16-8

الأحد 12 ابريل – عيد القيامة

تأمل:” وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.(يوحنا1:20-9).

ان الظلمة تغطي الأرض والفجر لم يظهر بعد ونور الإيمان لم يبزغ بعد في قلب مريم المجدلية، فالليل مازال يحكم وما هذا الا وهم وخيال. ان هناك شيئ ما غير ظاهر بعد جديد وينبض بحياة جديدة قد افرغت القبر قبر الموت هذا في تلك الليلة. لقد كانت المجدلية مصدومة فلا شيء كما كان بعد وغير مفهوم ما قد حدث. ان فكرة ان المسيح حي – قام كانت لا تزال غير قابلة للتفكير وبعيدة عن الإحتمالات. لقد ركضت مريم نحو الرسل وليست في رجاء ولكن في يأس صارخة وباكية قائلة: وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».لقد ركضت في خوف وهى على ثقة ان القبر قد تعرض للسرقة فجسد من احبته قد تم سرقته في تلك الليلة ولقد ركضت لأنها كان لا يمكنها وحدها مواجهة هذا الحدث وحدها. لماذا يقاوم قلبنا حقيقة القيامة؟ لماذا لا نستطيع ان نستوعب احتمالية الحياة الجديدة؟ انه من الصعب أحيانا ان نقبل القيامة عن الصليب! ما الذي يبعدنا من ان نرى ونؤمن كما فعل يوحنا؟ ربما لأنه بقبولنا بالقيامة فهذا يعني قبول كل ما يأتي قبلها. كل الألم والفوضى والإرتباك يكون ضروريا لكي يحضرنا الي حياة الفرح الجديدة الخالية من الحزن والمملوءة بالحرية والرجاء. ان القيامة لا يمكن ان توجد بدون الصليب ونحن نثور امام تلك الحقيقة ولكنها ستظل حقيقة باقية في كلا من حياة المسيح وفي حياتنا نحن.  بطريقة ما غالبا في أيامنا والتي نتعرض فيها الى ظلمة عميقة وفي صمت سرّي للقبر ان المسيح يهبنا نِعم عميقة من النضوج والنمو والبصيرة والحكمة عندئذ يأتي يسوع محطما قبورنا للموت بنعمته ومعطيا لنا حياة جديدة ابدية وعندئذ نجد اننا خليقة جديدة في المسيح وفي الحقيقة نتغير لنشابهه. انه أحيانا نجد انفسنا مع مريم نبكي امام القبر الفارغ ولكن ليس بعد نعرف في ساعات قليلة بعدها ان حزن مريم وخوفها قد تعير الي تعجب وفرح وتسبيح.

تدريب: مــــــاران أثـــــا” (1كورنثوس 22:16)

لقد عاش الـمؤمنون الـمسيحيون فى أجيال الـمسيحية الأولـى فى سهر مستمر توقعاً لـمجئ الرب وكانت التحية الرائعة التى يحييون بها بعضهم بعضا هى عبارة “ماران أثا” وهى عبارة آراميه ومعناها “تعال أيها الرب”.وهى نفس العبارة التى جاءت فى ختام سفر الرؤيا وهى ايضا ختام الكتاب الـمقدس كله (رؤيا 20:22).  حاول طوال فترة الخماسين المقدسة ان تفكر دائما في مجيئ الرب في مجده.

صلاة: يا يسوع، ترى كيف كان الرسل في صباح اول عيد للقيامة. انا يمكنني ان اتخيل فقط ان أرى منظر الفقد والضياع والخوف الغير متوقع والذي تغلبوا عليه بلحظة غير مسبوقة لقيامة يسوع. انا اعلم انك تعمل في حياتي أيضا فاتحا قبر حياتي المختوم وواهبا لي حياة جديدة. فافتح عيناي يارب لمجد قيامتك من حولي وفي داخل قلبي وساعدني ان أرى وأؤمن، وفي ايماني اجعل روحي تتفبل فرح وسلام قيامتك فحبك يا يسوع قد قهر الموت. آمين.

قراءة وتأمل: أعمال 34أ:10و37-43، كولوسي1:3-4ومزمور 1:118-2ويوحنا1:20-9

وكل عام وأنتم فى ملء النعمة فى المسيح يسوع.        

                                                    اخوكم الشماس نبيل حليم يعقوب

النصوص والتأملات مأخوذة  ومترجمة بتصرف من كتاب LENTEN GRACE-Daily Gospel Reflections- by the Daughters of St Paul لوس انجلوس في فبراير2020


[1]يبدأ الصوم في الكنيسة الكاثوليكية الغربية من 26 فبراير وحتى 12 أبريل 2020 بينما يبدأ الصوم الكبير في طقس الكنيسة القبطية بمصر من 11 مارس وحتى عيد القيامة يوم  28أبريل 2019

[2] جميع القراءات الواردة حسب الطقس اللاتيني

[3]يستمد الرماد رمزيته من رواسب ما تتركه النار أو ما يتبقى من الإنسان بعد مماته. يرمز أيضاً الى هشاشة الوجود البشري. في الكتاب المقدس، يضع المؤمن الرماد على رأسه يوم اربعاء الرماد، للدلالة على توبته وبدء مسيرة عودته الى الله:”أذكر يا إنسان أنك من التراب والى التراب تعود.”(تك ٣ / ١٩). الرماد يرمز الى خطيئة الإنسان وهشاشة كيانه. أما جلوس التائب على الرماد, مثل أيوب، فيدل على صدق شعوره(أي ٤٢ / ٦)،  وتغطية رأسه بالرماد تمثل نوعاً من الإعتراف العلني والإقرار بخطئه وضعفه مستمطراً بذلك رحمة الله ووعد المسيح بالمكافأة، أي بالتاج بدل الرماد…(أشعيا٦١/  ١ – ٣). تبدأ أيّام الصيّام والتوبة في الكنيسة  مع حفلة تبريك الرماد ورسمه بشكل صليب على جباه المؤمنات والمؤمنين. وليس هذا من قبيل الصدفة أو الاصطلاح بل هو اتّباع تقليد عريق في الكنيسة ينبع من الكتاب المقدّس. فالمراحل الصياميّة الكبيرة في الكتاب المقدّس العهد القديم، كان يرافقها رشّ الرماد على الرأس وبكاء ونحيب (راجع ١مل،٢١ ٢٧-٢٨؛ أيوب ،١٦ ١٥-١٦؛ ٢صم ،١٥ ١٦؛ استير ،٤ ٣؛ عزرا ،١٠ ١؛ يهوديت ،٩ ١؛ مزمور ،٣٥ ١٣-١٥؛ يونان ،٣ ٧٥؛ يوئيل ،١ ١٣-١٤؛ لاويين ،٢٣ ٢٦-٣٢؛ دانيال ،١٠ .١٢)

[4] سواعي البصخة :كلمة بصخة في كل اللغات تعنى العبور (تذكار لحادثة عبور الملاك المهلك (خروج 12:23). تم تقسيم اليوم إلى خمس سواعي نهارية وخمس ليلية

الخمس النهارية تحتوى على (باكر – ثالثة – سادسة- تاسعة – حادية عشر)

الخمس الليلية تحتوى على (أولى – ثالثة – سادسة – تاسعة – حادية عشر)

(أما في يوم الجمعة العظيمة فتصلى الكنيسة صلاة سادسة وهي صلاة الساعة الثانية عشر).