تأملات شهر قلب يسوع الاقدس يونيو ٢٠٢١

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس يونيو ٢٠٢١

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس-كاليفورنيا

جمعية جنود مريم -سلطانة الملائكة

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس[1]
                                    يونيو 2021

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة في المسيح يسوع، يرجى المشاركة في الصلوات المرفقة لتقديم الإكرام اللائق لقلب يسوع الأقدس في هذا الشهر الذي خصصته الكنيسة الكاثوليكية للتعبير عن حبنا ليسوع المسيح.                         

لوس انجلوس في أبريل 2021                            

                                                الشماس نبيل حليم يعقوب

تتلي هذه المسبحة على مثال مسبحة القديسة مريم العذراء إلا أنها تختلف عنها بالصلوات، فعوضا عن الصلاة الربية (أبانا الذي في السماوات …) تتلي الصلاة الآتية: أيها الأب الأزلي إني أقدم لعظمتك دم سيدنا يسوع المسيح الثمين للغاية وفاء عن خطاياي ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

عوض عن السلام الملائكي (السلام عليك يا مريم يا…)  يقال: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب

الرد عوض (يا قديسة مريم يا والدة الله …………) يقال: اجعل قلبي مثل قلبك

وبدلا عن المجد للأب والابن والروح القدس يقال: يا قلب مريم الحلو – كن خلاصي أمين.

البيت الأول: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح يدك اليمنى.

البيت الثاني: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح يدك اليسرى.

البيت الثالث: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح رجلك اليمنى.

البيت الرابع: ياسيدى يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح رجلك اليسرى.

 البيت الخامس: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح الجنب المقدس.

  فعل التعويض لقلب يسوع

يا يسوع مخلص البشر، ها نحن جاثون أمامك باتضاع، ومتوجعون توجعا مراً، لما لحق وما

يلحق بك كل يوم من الإهانات. فتنازل واقبل إكرامنا وخالص إتضاعنا تعويضا عما أسأنا به وعدم المعروف الى قلبك الأقدس.

يا قلب يسوع، يا أقدس القلوب وأحنها، أي شيء لم تفعل لكي تكون محبوبا من البشر. هجرت

لأجلهم جلال عظمتك ومجدك، وبذلت دونهم كل شيء، حتى أرقت دمك الطاهر إلى أخر نقطة. وجعلت نفسك إلى انقضاء الدهر تعزية لنا وحماية وقوتاً في مسالك هذه الحياة، أما نحن فماذا فعلنا مكافأة لهذه المحبة إننا بدلاً من أن نقابل الحب بالحب، لم نكف عن عصيانك و الإساءة إليك. فمن ثم نسألك المغفرة أيها الراعي الصالح، يا من لا يعرف غير المحبة والتألم عن جميع المرارات التي سببناها لقلبك القدس، وعن تراخينا ومناولاتنا الفاترة، وسيرتنا العادمة التقشف والشهوانية. يا يسوع يا حمل الله الماحي خطايا العالم تناس آثامنا تناس ضعفاتنا بنعمتك ياليت لنا قلوب كل البشر فنقدمها ذبيحة لمحبتك لتكن رغبة خدامك هؤلاء أيها السيد المسيح آئلة إلى إخماد الغضب الإلهي العادل ولتفتح لنا يوماً أبواب الفردوس. أمين.

فعل التخصيص لقلب يسوع الأقدس

يا يسوع فاديّ الحبيب، إني اهدي لكَ قلبي فضعهُ في قلبك الأقدس، إذ في هذا القلب الطاهر اشتهيت السكنى وبه قصدتُ أن احبك. بهذا القلب الأقدس رمتُ ان يجهلني العالم لتعرفني انت وحدك فقط. من هذا القلب الأقدس أستمد حرارة حب أغني به قلبي. في هذا القلب الأقدس أجد القوة والأنوار والشجاعة والتعزية التامّة. فأن ضعفتُ قوّاني، وان ذبلتُ أحياني، وان حزنتُ عزّاني، وان قلقتْ سكنّ روعي. يا قلب يسوع الأقدس ليكن قلبي هيكلاً لحبك وليعلن لساني جودك ولتثبت عيناي دائماً في جروحك. وليتأمل عقلي كمالك، ولتتذكر ذاكرتي عظم مراحمك، وليعبر كل ما بي حبي الجزيل لقلبك وليكن قلبي مستعداً لاحتمال كل شيء والتضحية بكل شيء حباً لك.

يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب ابنك الحبيب تخصيصنا به وحبنا له ومقاصدنا كلها، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا، فينجينا من بلايانا حتى اذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء

أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء، آمين.

كيـرياليسون          كريستاليسون         كيـرياليسون

يـا ربنا يسوع الـمسيح                       أنصت إليـنا

يـا ربنا يسوع الـمسيح                       استجب لنـا

أيهـا الآب السماوي الله                            ارحـمنـا

يـاإبن الله مخلص العالـم                           ارحـمنـا

أيهـا الروح القدس الله                             ارحـمنـا

أيهـا الثالوث القدوس الإله الواحد                  ارحـمنـا

يا قلب يسوع الـمصور من الروح

  القدس فى أحشاء الوالدة البتول                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمتحد جوهريـا بكلمة الله            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذا العظمة غير الـمتناهية            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع هيكل الله الـمقدس                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خباء الرب العلي                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع بيت الله وباب السماء               اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع آتون الـمحبة الـمضطرم                     اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مقر العدل والـمحبة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع لـمفعم جوداً وحبـاً                     اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع لجّة الفضائل كلهـا                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الجدير بكل تسبحة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها          اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الحاوي كل كنز الحكمة والعلم              اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مسكن ملء الـلاهوت كلـه           اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع موضوع سرور الآب                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الذى من فيضه أخذنا جميعا        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريـة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الطويل الآناة والكثير الرحمة        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الغني لكل من يدعونك                     اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنـا                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـموسع عاراً لأجلنـا                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمنسحق لأجل أرجاسنا             اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطيع حتى الـموت                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطعون بالحربـة                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مصدر كل تعزيـة                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع حياتنا وقيامتنـا                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع صُلحنـا وسلامنـا                     اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذبيحة الخطـأة                       اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خلاص الراجيـن                            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رجاء الـمائتيـن                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع نعيم جميع القديسين                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم               انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم                استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم                  ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

–     يـا يسوع الوديع والـمتواضع القلب

–     اجعـل قلبنـا مثل قلبك

صلاة: أيها الإله الأزلي القادر على كل شيء انظر إلى قلب ابنك والى الوفاء والتسابيح التي قدمها لعزتك عن الخطأة، فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وأرض عنهم باسم ابنك سيدنا يسوع المسسيح الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس إلى دهر الداهرين، أمين.

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة والصلاح. أنت تراني وتحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، وكن ملجأي طيلة حياتي وفي ساعة موتي.

إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، وأنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

  صلاة تكريس العائلة لقلب يسوع الاقدس    

يا قلب يسوع الأقدس، لقد أعلنت حين ظهورك للقديسة مرغريتا مريم رغبتك في ان تملك على البيوت المسيحية، فها اننا نلبي طلبك اليوم معلنين اياك ملكاً على بيتنا وكل الساكنين فيه. ومن الآن وصاعداً نرغب في أن نعيش حياتك وأن ننمي في نفوسنا الفضائل الإلهية الني بها نحصل على السلام وهكذا نكون قد ابتعدنا عن الملذات الدنيوية الفانية التي لعنتها.

 املك يا رب على عقولنا بواسطة الايمان، واملك على قلوبنا بحبك المضطرم نحونا في سر

الافخارستيا العجيب.

أيها القلب الالهي تبَنىً عائلتنا وبارك كل أعمالنا، نجنا من الاخطار، قدس أفراحنا، خفف آلامنا، وإذا لا سمح الله جرح أحدنا قلبك بخطيئة فذكره يا يسوع بجودك ورحمتك غير المتناهية للخاطىء التائب. وعندما تدق ساعة الفراق من هذه الدنيا ويجلب الموت والحزن لعائلتنا فكل فرد منا سيخضع خضوعاً تاماً لأحكامك الإلهية علينا، وفي نفسنا الرجاء الوطيد اننا سنجتمع ثانية كلنا في السماء لنرتل لك نشيد مجدك ورحمتك. أمين. أبانا الذي في السماوات و السلام عليك يا مريم

فعل تكريس آخر لقلب يسوع الأقدس

إنّي أهب نفسي لقلب سيّدي يسوع المسيح الأقدس، وأكرّس له ذاتي وحياتي وأعمالي وأحزاني وآلامي كيلا يبقى فيَّ شيء إلاّ إكرامه وحبّه وتمجيده.

إنّي أريد إرادة ثابتة لا رجوع عنها أن أكون بكلّيتي له وأصرف كلّ أعمالي لحبّه، وأبتعد الابتعاد الكامل عن كلّ ما لا يريده.

فكن إذَن، أيّها القلب الأقدس، موضوع حبّي الوحيد، ومحاميًا عن حياتي، وضامنًا لخلاصي، ومقويًّا لضعفي، ومطهّرًا ومنقيًا لهفواتي، وملجأ أكيدًا لي عند ساعة موتي. كن أيّها القلب الأقدس، مبرّرًا لي عند الله الآب. أبعد عنّي سهام غضبك العادل.

أيّها القلب المحبّ والمحبوب. إنّي أضع فيك كلّ رجائي، لأنّي أخشى كثيرًا من ضعفي، وأترجّى الكثير من جودك وصلاحك.

أبعد عنّي كلّ ما لا يرضيك، وأرسخ في قلبي بواسطة حبّك الطاهر، رسوخًا لا يمكنني معه أن أنساك ولا أنفصل عنك. أستحلفك بأحشاء حبّك أن يكون إسمي مرسومًا فيك، لأنّي أريد أن تكون سعادتي وغبطتي، وأن أحيا وأموت في خدمتك. آمين. (القدّيسة مرغريت ماري)

أفعال التعويض الخمسة لقلب يسوع الأقدس

الفعل الأوّل: تعويضًا عن الذين لا يزورونه في الكنائس

يا يسوع إلهيّ، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا في القربان المقدّس، وأؤمن أنّك إله وإنسان حقّ، قاصدًا أن أعوّض لك من فتور كثيرين من المؤمنين الذين لا يلتفتون إليك بمرورهم أمام كنائسك، وبحضورهم قدّام مذابحك، حيثما تشتهي بكمال الحبّ أن تهبهم ذاتك، وهم على مثال الإسرائيليّين في البريّة يكرهون هذا المنّ السماويّ.  فأنا أقدّم لك هذا الدمّ الثمين الذي سفكته من جرح رجلك الشمال، تعويضًا من هذا الفتور الممقوت. وفي هذا الجرح الأقدس أكرّر مرّات لا تحصى قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

الفعل الثاني: تعويضًا عن الذين لا يرافقونه في الدروب

يا يسوع إلهي، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا، وأؤمن أنّك حاضر في السرّ الأقدس. وأنوي أن أعوّض لك من عدم معروف كثيرين من المؤمنين، الذين إذ يرونك محمولاً إلى المرضى لتعزيّهم في سفرهم إلى الأبديّة لا يرافقونك، وبالجهد يسجدون لك ظاهرًا، فأنا أقدّم لك، تعويضًا من هذا الفتور، الدم الثمين الذي سفكته من جرح رجلك اليمين، الذي فيه أكرّر مرّات كثيرة قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

الفعل الثالث: تعويضًا عن الذين يهينونه في الزيارات

يا يسوع إلهي، الخبز الحقيقيّ للحياة الأبديّة، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا. وأنوي أن أعوّض لك من الجراح الكثيرة التي تجرح قلبك كلّ يوم بتدنيس كنائسك، حيث تقيم تحت الأشكال السريّة، ليسجد لك ويحبّك المؤمنون بك. أقدّم لك، تعويضًا من هذه الإهانات، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليسرى الذي به أكرّر في كلّ وقت قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

الفعل الرابع: تعويضًا عن الذين يهينونه في القدّاس

يا يسوع إلهي، الخبز الحيّ الذي نزل من السماء، إنّي أسجد لك سجودًا كليًّا. وأنوي أن أقدّم لك، تعويضًا من عدم المعروف هذا، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليمنى. الذي فيه أرتّل مع الملائكة المحيطين بك قائلاً: فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

الفعل الخامس: تعويضًا عن الذين يهينونه في المناولات:

يا يسوع إلهيّ، الذبيحة الحقيقيّة عن خطايانا، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا، وأقدّم لك هذا السجود، تعويضًا من هَتْك الأقداس الذي يرتكبه ناكرو الجميل الذين يتقدّمون إلى المناولة بحالة الخطيئة المميتة. فتعويضًا من هذا النفاق المكروه، أقدّم لك قطرات دمك الأخيرة المسفوكة من جرح قلبك الأقدس الذي فيه أدخل لأسجد لك وأباركك وأحبّك وأكرّر مع الذين يكرّمونك في القربان المقدّس قائلاً: فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

صلوات تعويضية

تعطف أيها الفادي الإلهي يسوع وأنظر إلينا نحن حراس قلبك الأقدس جئنا اليوم وفى هذه الساعة

ونادمين عما فرط منا نحو قلبك الأقدس لنستعطف قلبك الإلهي ونستمطر رحمتك علينا وعلى

العالم والخطأة المساكين وخاصة على التعساء الذين لسوء حظهم لا يعرفون الإنشغال بمحبتك.

نعم يارب أننا نعدك من الآن فصاعدت أن نعزي قلبك القدوس

+عن جحودنا لنعمتك وعدم تقديم الشكر       نعزي قلبك القدوس

+ عن الإهانات لعظمة لاهوتك                 نعزي قلبك القدوس

+ عن فتورنا في صلاتنا وحياتنا الروحية    نعزي قلبك القدوس

+ عن مناولاتنا بدون إستحقاق               نعزي قلبك القدوس

+ عن إهمال وصاياك وترك يوم الأحد      نعزي قلبك القدوس

+ عن إساءتنا الشخصية لك                 نعزي قلبك القدوس

+ عن إنشغالنا عنك بأمورنا الـماديـة

+ عن فتورنا في محبتك ومحبتنا بعضنا لبعض 

+ عن تقصيرنا في خدمتك

+ عن إهمال زيارتك في سر القربان الأقدس

+ عن عدم شعورنا بإحتياج الآخرين

+ عن قساوة قلوبنا وعدم توبتنا

+ عن نسيان واجباتنا الإنسانية

+ عن طول إنتظارك قارعاً باب قلوبنا         نعزي قلبك القدوس

+ عن عدم قيامنا بالشهادة عنك بأعمالنا الصالحة   نعزي قلبك القدوس

أحزان وأوجاع قلب يسوع الأقدس السبعة[2]

لكثيرون يعرفون أحزان وأوجاع مريم السبعة وقد انتشر التعبّد لسيّدة الأوجاع في جميع أنحاء العالم. بالإضافة هناك مسبحة الأوجاع التي طلبت السيّدة العذراء نشرها خلال ظهوراتها المثبتة في كيبيهو، رواندا. لكن هل تعلمون أنّ الربّ يسوع تحدّث عن أوجاع وأحزان قلبه الأقدس التي عاناها عند آلامه؟

كتبت الطوباوية الأمّ ماريا روسال للتجسّد من راهبات بيت لحم: “في الليلة بين الأربعاء وخميس الأسرار من عام 1857، بينما كنت أصلّي في الكنيسة، وكانت الساعة بين الثانية والثالثة قبل الفجر، شعرت كأنّ أحدًا يشدّ المعطف الذي يغطّيني، لكنّني لم أولِ الأمر أي اهتمام. وعندما كنت أتأمّل في خيانة يهوذا الفظيعة، سمعت في داخلي صوتًا جليًّا للرب يسوع يقول لي: أنتِ لا تمجّدين أوجاع قلبي”.

“أثار ذلك انطباعي وكنت مقتنعة أنه إنذار صوفي. وعندما ذكرته لمرشديّ الروحيين تركوا بحكمتهم الأمر معلّق في الهواء”.

“بعد بضعة أيام وبعد حصولي على المناولة سمعت نفس الصوت الداخلي الذي قال لي مجدّدًا: أنتِ لا تمجّدين أوجاع قلبي”. فأجبته: “لكن يا رب، لماذا لا تُنبّه راهبة أخرى؟” فسمعت ذات الصوت في داخلي: لأنه لا يوجد أحد أدنى منكِ

طلب منها المرشدين الروحيين علامة لإثبات صحة التجلّيات، ولم يمضِ وقت طويل حتى جاءت العلامة.

انتشر وباء الكوليرا في المدينة وتسبّب في الكثير من الوفيات، بما في ذلك العديد من راهبات الدير، أُصيبت الأمّ ماريا للتجسّد وسرعان ما بدأت حالتها تتدهور إلى أن عرضت على الرب يسوع أن تتعهّد بنشر التعبّد لأوجاع وأحزان قلب يسوع، فبدأت حالتها تتحسّن. وعندما تشكّكت في وعدها هذا، عادت حالًا وساءت حالتها مجدّدًا. فطلبت المغفرة من يسوع وأكّدت من جديد وعدها فشُفيت بالكامل.

لهمها الرب يسوع ومنحها النور لتُدرك كيف يجب أن تكون لوحة أوجاع قلبه السبعة: تخترق القلب 10 سهام، 3 في وسطه و7 حوله.

السهام الثلاثة في الوسط ترمز إلى:

  • فضائح وتدنيسات الكهنة الأشرار
  • انتهاك عرائس المسيح نذورهنّ
  • اضطهاد الأبرار

والسبعة سهام حول قلب يسوع الأقدس ترمز إلى:

  • رؤية المسيح أباه الأزلي مُهانًا للغاية
  • انتشار الهرطقات في جميع أنحاء العالم
  • جحود المسيحيين الأشرار
  • نسيان استحقاقات القلب الأقدس
  • ازدراء النِعم والأسرار
  • برودة ولامبالاة خاصّته
  • عبادة الأوثان (المال، السلطة….)

أُلهمت الطوباوية ماريا روسال للتجسّد تأملات وصلوات خاصّة تتعلّق بأحزان وأوجاع قلب يسوع الأقدس السبعة التي عانى منها منذ خيانة يهوذا وحتى موته على الصليب. وهي كالتالي:

  • الحزن والوجع الأول لقلب يسوع الأقدس

المناولة بغير استحقاق وخيانة يهوذا

  • الحزن والوجع الثاني لقلب يسوع الأقدس

نزاع قلبه الأقدس في الجسمانية

  • الحزن والوجع الثالث لقلب يسوع الأقدس

هرب الرُسل عند القبض على يسوع

  • الحزن والوجع الرابع لقلب يسوع الأقدس

نكران بطرس

  • الحزن والوجع الخامس لقلب يسوع الأقدس

لقاؤه المؤلم مع والدته القدّيسة

  • الحزن والوجع السادس لقلب يسوع الأقدس

رؤية أمّه العذراء عند أقدام الصليب

  • الحزن والوجع السابع لقلب يسوع الأقدس

شعوره بالوحدة وهو على الصليب

هذه الراهبة التي طوّبها القديس البابا يوحنا بولس الثاني في 4 مايو 1997، وُجد جسدها كاملًا لم يمسّه فساد القبر حيث يُحفظ في كنيسة راهبات بيت لحم في باستو – كولومبيا.

اليوم الأول – الثلاثاء اول يونيو ما معنى تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس؟

ما معنى تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس؟ انه ببساطة طريق لتكريم يسوع تحت رمز قلبه والذي يمثل الحب فهذا الإكرام هو في الأول عن الحب فحب يسوع عظيم لنا ولذا فإننا علينا ان نعيد ونرد له ذاك الحب بحب. في احدى الرسائل التي كتبتها القديسة مارجريت ماري الاكوك قالت انه علينا ان نسأل يسوع ان يستبدل قلوبنا بقلبه. ان تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس هو عبارة عن استجابة لحب يسوع بجعل قلوبنا محبة على مثاله. أليس هذا ما يطلبه ويحثنا عليه الإنجيل المقدس؟ وكما عبّر عنها القديس بولس قائلا:” أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا.“(2كورنثوس14:5). ان هذا الإكرام يعني ان نغيّر قلوبنا، فكيف يحدث هذا؟ انه يحدث عندما نسمح ليسوع ان يدخل لقلوبنا فهو الذي يدعونا:”هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي”(رؤيا20:3). ولكن ما الذي يعنيه ان نفتح قلوبنا ليسوع؟ لقد شرحت القديسة مارجريت ماري الاكوك هذا في احدى رسائلها فقالت ان قلب يسوع مثل نبع لا ينضب يتفرع منه ثلاث مجاري تنسكب وتتدفق، واحدة هو مجرى الرحمة للخطأة يدعوهم للندم والتوبة، والثاني مجرى المحبة لمن هم محّملون بأتعاب الحياة ومتطلباتها، والثالث هو مجرى الحب والنور نحو يسوع الصديق الحقيقي.

  1. مجرى الرحمة نحو الخطأة

كلنا خطأة وكلنا قد اقترفنا خطايا ونحتاج ان نتوب لكي نتصالح مع الله، وكلما سرنا في هذه الحياة يمكننا ان نجد أنفسنا بعيدين عن يسوع او قريبين منه. ربما قد تكون بالفعل مررت بتغيير كبير أثناء حياتك وقد تكون قررت ان تصبح تلميذا ليسوع محاولا ان تقترب منه أكثر ولكن ربما قد تكون عند نقطة حيث تحتاج فيها الي تغيير كبير او انك واقع تحت عبء خطيّة او خطايا معتقدا انه لا يمكن للرب ان يغفر لك. اذا ما كان هذا هو الحال فلا تخف ان تقترب من يسوع بكل ثقة فطالما ندمنا وقررنا التوبة فالله سيغفر لنا مهما فعلنا. بعد موت يسوع على الصليب طعنه احد الجنود بحربة في جنبه فانسكب الدم والماء من قلبه “لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ”(يوحنا34:19) ان هذا الدم والماء يمثلان مجرى الرحمة الإلهية وماء التطهير في المعمودية والغفران. عندما نندم ونتوب ونقترب من يسوع يغسلنا ويطهرنا من جميع خطايانا، فلا يخاف أحد ويجب ان لا يخاف من الإقتراب من يسوع فهو القائل:” وَمَنْ يُقْبِلْ

إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.“(يوحنا37:6).

2. مجرى الحب لمن هم في حاجة له

عندما تكون الحياة صعبة يمكننا ان نلتجيئ بكل ثقة نحو يسوع فهو القائل:” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».(متى28:11-30). ربما قد سمعنا تلك الكلمات العديد من المرّات في الإنجيل أثناء القداس الإلهي او في العظات ولكن اذا كان لديك أي حِمل او ثِقل ما كموت حبيب لك او مرض او رفض او تعطل عن العمل او مشاكل عائلية او يأس وفتور روحي اذهب على الفور ليسوع وألق بذلك الحمل او الثِقل الي قلبه الأقدس وكلك ثقة فهو لن يخذل كل من يلتجئ اليه.

3. مجرى الحب والنور ليسوع الصديق الحقيقي والكامل

لا تدع التعبير “صديق كامل” يخيفك فالقديسة مارجريت ماري الاكوك استعملت هذا التعبير لتصف مرشدها الروحي St Claude de la Colombiere واي واحد منا من يتوق بكل شوق للوصول الي القداسة. ان السيد المسيح قال:” اَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ”(يوحنا15:15-16)، وهنا “كامل” تعني ببساطة اننا نحاول بكل قدرتنا ان نحيا حياتنا مع يسوع ونحن معه وهو معنا وفينا. نحن جميعا نحمل ضعفاتنا البشرية وسقطاتنا ولكن يساعدنا يسوع لنستمر في النمو في الحب لكي نشترك يوما ما في محبته مع الآخرين وننشر ملكوت الله. مهما كانت الحالة او الموقف الذي أنت عليه الآن فممارستك لتلك الرياضة الروحية سوف تقودك للنمو الروحي في الحب مع يسوع وتختبر حب قلبه الأقدس الذي يُشعل قلبك بحبه

ويضيئ في قلبك النور الإلهي لأن يسوع هو “نور العالم”.

اكرام: اقصد ان تكمل عبادة قلب يسوع طيلة شهر يونيو دون انقطاع مهما كانت الظروف.
نافدة: خذيني بيديك يا مريم نحو ابنك يسوع. (تقال 3 مرات)                                                             

اليوم الثاني- الأربعاء 2 يونيو: تكريم  القلب الأقدس فى تاريخ الكنيسة

 يمكن تقسيم تاريخ الكنيسة وتاريخ تقديم الإكرام للسيد الـمسيح عمومـاً إلى عدة فترات كالتالي:

1.   الفترة الأولى أو العصر الذهبي:

 وذلك من القرن الثاني وحتى السادس الـميلادي والذى يذخر بالعديد من مؤلفات آباء الكنيسة أمثال هيبوليتس الرومانى(130-235)، والقديس ايريناوس(130-202)،والقديس امبروسيوس اسقف ميلان(339-397)، والقديس يوستين الشهيد(100-163)، وترتليان(160-235)،والقديس كيرلس الأسكندري،والقديس البابا جريجورى الكبير(540-604) والتى دافعت ليس فقط عن معتقدات الكنيسة ولكن ما حوته ايضا من التأملات الروحية عن قلب يسوع ينبوع الـماء الحي الذى انسكب من جروح السيد الـمسيح:”لكن واحد من الجند فتح جنبه بحربة فخرج للوقت دمُ وماء”(يوحنا34:19)،تحقيقاً لـما أعلنه من قبل:”إن عطش احد فليأت إليّ ويشرب”(يوحنا37:7).

 وفى هذه الفترة ايضا تم نشر بعض الصلوات والـمخصصة للتعويض عن خطايا البشر فى حق الله.  وفى هذه الفترة ايضا بدء الحج للأراضى الـمقدسة وخاصة بعد عام 325م  وإكتشاف صليب يسوع وما قامت به القديسة هيلانة أم الإمبراطور هرقل من مجهودات فى تشييد الكنائس فى كل مكان، ولهذا فلقد ظهرت فى هذه الفترة الصلوات الـمقدمة للسيد الـمسيح وجروحاته على الصليب، وامتلأت بعض الطقوس السريانية والقبطية وغيرها بصلوات لدم السيد الـمسيح الـمسفوك من جنبه الـمطعون. ومن ضمن ما جاء فى هذه الفترة ما كُتب عن نشأة سر العماد وسر الإفخارستيا من هذا الجنب الـمطعون، وعموما كان يوجد دائما فى الكنيسة نوعا من الإكرام والعِبـادة الـمخصصة لحب الله و”الذى أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى تكون لنا الحياة الأبديـة”، وايضا لحب يسوع الذى بذل ذاتـه من أجل البشر، ولكن لم يكن هناك إكرام مخصص لقلب يسوع بالذات.

2.   الفترة الثانية أو العصر الـمظلم:

 وذلك من القرن السابع إلى القرن الحادى عشر الميلادى وهو يعرف “بالعصر الـمُظلم” فى تاريخ الغرب لسقوط الإمبراطورية الرومانية وغزو البرابرة وفيها إندثرت بعض الكتابات ولكن تم الإحتفاظ بالعديد منها فى أديرة الرهبانيات وأشهرها رهبنة البندكيت التى اسسها القديس بندكيت(480-553).  خلال هذه الفترة تم الإحتفاظ بنفس تعليم الآباء عن ان الماء الحي للنعم السماوية والذى ينبع من جنب يسوع الـمطعون، وهذا ما كتبه كلا من: القديس بيديه St.Bede(637-735)و Alcuin(735-804)،والقديس بطرس دميانSt.Peter Damian(مات 1072)و القديس انسلم.

   3. الفترة الثالثة أو بداية العصور الوسطى:

 وذلك فى الفترة من عام 1100وحتى 1250م وفيها نجد العديد من النصوص التى توضح كيف بدأت بعض العِبادات الخاصة للقلب الأقدس ونشر التأملات فى سفر نشيد الأناشيد كقصيدة حب الله للنفس البشرية،وفيها ايضا تم الإعتراف بإمكانية وضع الصليب وعليه الـمصلوب على الـمذبح فى الكنيسة، وتم تأليف بعض الترانيم عن قلب يسوع الأقدس.  ومن آباء هذه الفترة سوف نجد مثلاً القديس برنارد(1070-1135).

3.   الفترة الرابعـة

 من القرن الثانى عشر وحتى القرن الرابع عشر الميلادى، وفيها انتشرت الرهبانيات وانتشرت عبادة قلب يسوع مع غيرها من العِبادات وظهرت كتابات للقديس فرنسيس الأسيزي فى عام 1267م،والقديسة مارجريت مارى والقديس البرت الكبير(1206-1280م)،والقديسة لوتجراد(ماتت1246)،والقديس بونافنتورا(مات 1274)،ووجدت بعض الممارسات التقويـة ضمن رهبانيات الدومنيكان والبندكتيون والتى خُصصت لجروحات السيد المسيح ومن بينها القلب الجريح كعلامة لجرح الحب،وتم نشر بعض الصلوات لقلب يسوع الأقدس. وفى تلك الفترة وحتى القرن السادس عشر بدأ إنتشار إكرام قلب يسوع ولكن كان فى حدود ضيقة ضمن الرهبانيات او ممارسات شخصية. وبداية من القرن الخامس عشر انتشرت الصلوات للقلب الأقدس فى انحاء عديدة من اوربـا.ويرجع لرهبنة الدومنيكان والفرنسيسكان الدور الكبير فى إنتشار الإكرام لقلب يسوع وكان للقديس فرنسوا دى لاسال (1567-1622م) العديد من الـمؤلفات بهذا الشأن. وقام ايضا رهبان الآباء اليسوعيين من بدء القرن السادس عشر بنشر العديد من الـمؤلفات عن قلب يسوع الأقدس ومنهم القديس St.Francis Borgia ,St.Alphonsus Rodriguez.و فى هذه الفترة وجدت ايضاً بعض الظهورات للسيد الـمسيح لبعض قديسي الكنيسة امثال القديسة كاترين السينائية (ماتت 1380) والقديسة جرترودة وغيرهم والتى ظهر لهم السيد الـمسيح مظهراً لهم جراحاتـه الـمقدسة.  وبعد موافقـة العديد من أساقفة الكنيسة بفرنسا تم الإحتفال بعيد القلب الأقدس لأول مرة يوم 20 أكتوبر من عام 1672.

4. القديسة مارجريت مارى ألاكوك ورسالتها السماوية

 فى حـوالـي عـام 1673ترآى السيد الـمسيح لإحدى الراهبات وإ سمها مارجريت ماري ألاكـوك (1647-1690) فى فرنسا وأراهـا قلبه الأقدس مـحاطـاً باللهيب وفوقه علامة الصليب وناداها قائلاً:”ها هو قلبي الذى أحب البشر حتى تفانـى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور”.وظهر لها مرة أخرى بجروحاته الخـمـس: اليد اليمنى،اليد اليسرى،القدم اليمنى،القدم اليسرى،والجنب الأيـمـن. وأعلن لها عن حبــه الإ لهي اللا متناهي للبشر وطلب منها قائلا:”خففّــي أنت على الأقل من  آلامي بالتعويض عن خيانات البشر بقدر ما تستطعين “. وذكر لها السيد الـمسيح كيف يخونــه البشـر امــام حبــه لــهم . وتوالت الظهورات وفى كل مرة يظهر وقلبــه ملتهب كما نراه الآن فى الصور الـمرسومة. وكان رد الراهبة :كيف أستطيع التعويض عن ما لحقك يا رب من خيانات إخوتـي البشــر؟.

 وسجـّـلـت القديسة مارجريت ماري هذه الرغبات والوعود وحاولت نشرها ولكن كانت فى حدود ضيقــة وماتت بعدها فى 17 اكتوبر من عام 1690.

 وفى عـام 1833 وفى أحد اديرة راهبات القديس اغسطينوس فى باريس, أبدت أحد تلميذات الرهبنة وتدعى أنجيل دى سانت لا كروا  الى رئيسة الدير فى ذاك الوقت القديسة جيروم لماذا لا تخصص الكنيسة شهرا كاملا لتكريم قلب يسوع أسوة بالـشهر المريمي والذى بدأ فى ممارسته من القرن السادس عشر،وبالفعل بدء إعداد بعض القراءات والصلوات لقلب يسوع وتم الإستعانة بما كتبته القديسة مرجريت ماري وكذلك الأب كروازيـه والأب Galliffet وغيرهم وبعد موافقة السلطات الكنسية مثل البابا كليمنت الثالث عشر (1765) والبابا بيوس السادس (1794) تم البدء فى نشر هذه العبادة والتكريم فى الأديرة والكنائس والعائلات. 

 وفى 11يونيو عام 1899 أعلن البابا لاون الثالث عشر ضرورة تكريس كل الـمؤمنين انفسهم

لقلب يسوع الأقدس وقال:”ها انه اليوم مقدمة لنا راية اخرى الهية بها رجانا الا وهى قلب يسوع الأقدس الساطع فى وسط اللهيب والـمرتفع فوق الصليب فلنضع به ثقتنا”.

 ومن عهد البابا لاون الثالث عشر(1878-1903) وحتى البابا يوحنا بولس الثانـي (1978-2005) بدء باباوات الكنيسة الكاثوليكيـة فى حث العالم الكاثوليكي على تقديم الإكرام والتعويض اللائق لقلب يسوع الأقدس وضرورة التأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفـه وحنانـه نحــو البـــشر وذلك بإصدار العديد من الرسالات البابويـة. فلقد أصدر   كلاً من البابا بيوس العاشر فى عام 1906،و البابا بيوس الثانـى عشر فى عام 1956 والبابا بولس السادس فى عام 1965، والبابا يوحنا بولس الثانـى فى عام 1984 وعام 1986 وعام 1994 وعام 1999 العديد من الرسائل الباباويـة لحث كل الـمؤمنيـن أن يكون حب يسوع ماثلاً دائـماً أمامهـم وأن نضع حب الله فوق أي إهتمامات أخرى دنياويـة وضرورة ممـارسة الرياضات والإكرامات الضروريـة لـنمو الحيـاة الروحيـة للوصول للقداسة التى يطلبهـا الله منـا الذى “إختارنـا فيـه من قبل إنشاء العالـم لنكون قديسين وبغيـر عيب أمـامـه بالـمحبة”(افسس4:1).

 لا يـمكن القول بتاتـا ان عبادة القلب الأقدس قد ظهرت فجأة فى الكنيسة نتيجة لظهورات السيد الـمسيح للقديسة مارجريت مارى الاكوك ولكن سوف نجد انـه نتيجة لوجود العديد من الأشخاص الذى آمنوا بأهمية التعبير لقلب يسوع عن حبهم لـه وتعويضه عن تلك الإهانات التى لحقت بـه من البشر.  ولا غرابـة فـى ذلك فتاريخ الكنيسة يحوى العديد من حوادث ظهور للسيد الـمسيح من بعد صعوده إلـى السـماء لبعض الناس لتلقينهـم بعض الحقائق والسابق إيداعـها للكنيسة وذلك بقصد زيـادة إعلان ونشر لتلك الحقائـق الإيـمانيـة. فالسيد الـمسيح قد ظهـر لتلميذي عـمواس “ثـم أخذ يُفسر لهـما من موسى ومن جـميع الأنبيـاء ما يختص بـه فـى الأسفار كلهـا”(لوقـا26:24)، وظهـر لشاول الطرسوسي ويدعوه” إنـاء مختـار ليحمل إسمي أمام الأمم والـملوك وبني إسرائيل”(أع15:9).وكذلك فـى عام 312م ظهر للـملك قسطنطين وطلب منـه رسم علامـة الصليب عند حربـه ضد الـملك مكسنس الـمشهود بعدائـه للدين الـمسيحي وبالفعل إنتصر الـملك قسطنطين وآمـن بالدين الـمسيحي وشيّد الكنائس ومنذ هذا التاريخ إزداد الـمؤمنون تقوى وإكرام نحو عود الصليب الـمقدس. وظهـورات السيد الـمسيح لبعض القديسين وإن قـد إستمر حتى هذا القرن فـما هـى إلاّ تعبير حقيقي عن محبـة الله للإنسان ورغبتـه فـى عودة نفوس عديدة للإيـمان بالـمسيح مع تجديـد الحيـاة الروحيـة، فهناك مازال خطـأة كثيـرون لـم يعودوا إلـى الله ، وما زالت هناك طوائف عِدة قسّمت الكنيسة – جسد الـمسيح السريّ – وهذا مـما يسبب ألـماً للجسد كلـه. ومـا زالت هناك الـماديـة والتى هـى الإلـه السائد بين البشر وتركـوا الله فحق ما قاله السيد الرب عن علامات الأزمنـة عن أن البشر عند إقتراب الـمنتهـى “يـمقت بعضهم بعضـاً ويقوم أنبيـاء كثيـرون ويضلّون كثيـريـن ولكثـرة الإثـم تبـرُد الـمحبـة من الكثيـريـن”(متى10:24-12).

 اكرام: قبل اتخاذ اي قرار كبيرا كان ام صغيرا التجيء الى قلب يسوع واطلب منه العون والانوار
نافذة: يا قلب يسوع هيكل الله المقدس ارحمنا

اليوم الثالث – الخميس 3 يونيو: تكريم قلب يسوع

منذ عهد البابا لاون الثالث عشر (1878-1903) وحتى اليوم، يحثّ باباوات الكنيسة، العالم الكاثوليكي على تقديم الإكرام والتعويض اللائق لقلب يسوع الأقدس وضرورة التأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحــو البشر، وضرورة ممارسة الرياضات والإكرامات الضرورية لنمو الحياة الروحية للوصول للقداسة التي يطلبهـا الله منا. فقد أصدر كل من البابا بيوس العاشر ، والبابا بيوس الثانى عشر والبابا بولس السادس، والبابا يوحنا بولس الثاني العديد من الرسائل الباباوية لحث كل المؤمنين أن يكون حب يسوع ماثلاً دائماً أمامهم وأن نضع حب الله فوق أي إهتمامات أخرى دنيوية.

وفي 11 يونيو عام 1899 أعلن البابا لاون الثالث عشر ضرورة تكريس كل المؤمنين أنفسهم

لقلب يسوع الأقدس وقال: “ها إنه اليوم مقدَّمَة لنا راية اخرى إلهية بها رجانا ألا وهي قلب يسوع الأقدس الساطع في وسط اللهيب والمرتفع فوق الصليب فلنضع به ثقتنا”.

إذن الكنيسة تحثّنا في شهر قلب يسوع على تقديم:                                         صلوات إكرام (مسبحة قلب يسوع وطلبته، وصلوات متفرّقة)
 – صلوات تعويضية                                                                            – – تأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحو البشر
– ممارسة رياضات (تساعيات، رياضة التسع مناولات، رياضة ال 33 يوم قبل التكرّس الكامل ليسوع)
– التكرّس لقلب يسوع الأقدس
– زيارات متواترة للقربان الأقدس
– نشر عبادة قلب يسوع

إن عبادة، أو تكريم الرب في شهر قلب يسوع ما هي إلا رياضة دينية موضوعهـا هو قلب يسوع المشتعل حبًّا للبشر والـُمهان من هؤلاء البشر. ولا يمكن القول أنّ موضوع هذه العبادة هو هذا القلب باعتباره منفصلاً عن أقنوم الكلمة المتجسد، ولا انها توجّه فقط لهذا القلب دون باقيى ناسوت السيد المسيح، ولا انها توجّه إلى الجزء المادي من جسم المسيح المعروف بإسم القلب، ولكن إنما توجّه إلى الشيء المرموز بالقلب وهو حُبّ يسوع نحو البشر، أليس هو القائل لنا “تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب” (متى 29:11).

 ان العبادة لهذا القلب بإعتبار انه رمز لحب يسوع نحو البشر هو ضرورة لذا قال بولس الرسول: “إن كان أحد لا يحب ربنا يسوع الـمسيح فليكن مُبسلاً”(1كورنثوس22:16). وهـى أيضاً إستجابـة لدعوة الحب التى يقدمهـا قلب يسوع الـمخلّص لنـا فهـو الذى أحبنـا دائـما:”لكن الله لكونـه غنيـّاً

بالرحـمة ومن أجل كثـرة مـحبتـه التى أحبّنـا بهـا”(افسس4:2).

 وبالتأمل فى حب يسوع لنا يضرم فى قلبنا لهيب الـمحبة نحوه ويجعلنا نهتف مع الرسول:”فمن يفصلنا عن محبة الـمسيح أشدة أم ضيق أم جوع أم عريّ أم خطر أم إضطهاد أم سيف..فاني لواثق بأنه لاموت ولا حياة ولا ملائكة ولا رئاسات ولا قوات ولا أشياء حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خلق آخر يقدر ان يفصنا عن محبة الله التى هى فى الـمسيح يسوع ربنا”(رومية35:8-29).

 اكرام : حاول ان تكون في حياتك وفي كلامك وفي تصرفك تلميذا ً حقيقيا ً و مبشرا ً اصيلا ً

لمحبة قلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أملك علينا. يا قلب يسوع الأقدس ليأت ملكوتك

اليوم الرابع- الجمعة 4 يونيو: ما معنى عبادة قلب يسوع؟

حينما نذكر قلب يسوع في هذا الشهر، فإننا نذكر محبَتَه الكبيرة لنا طوال العصور، فالقلب الرحيم والمتواضع هو مركز المحبة وهذه المحبة، تظهر عظمةَ الحب الإلهي للجنس البشري

إنّ هذا الحب هو يســــوع بالذات ـ الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس ـ أنْ يتجسّدَ من العذراء مريم ، وبتواضعه أصبح واحداً منا فوُلِدَ من أجلِنا ليرسِمَ لنا طريقَ الله ،  فهو الطريق والحق والحياة  (يو 6:14) ، بل والحياة الأفضل .

ولِدَ في مغارة بيت لحم ليعلِّمَنا عَظَمَةَ التواضع، وغِنى الفقر، وبساطةَ الحياة وروح الطفولة

البريئة، التي تقود إلى السماء.   

وقَبْلَ موتِهِ وقيامتِهِ رسم لنا سرَّ الافخــــارستيا المقدس ليغذينا بسر تواضــعه من جسدِه ودمِه.
وبحبُّه اللامتنـــاهي أرسل لنا الروح المعزّي (روحه المتواضعة) وروح أبيه القدوس، ليكون معنا ويشجعنا ويقوينـــا في هذه الحياة الفانـــــية لنواصلَ رسالةَ المحبة التي زرعها في قلوبِ عِبادِه المتواضعين.

نعم، هكذا أحبَّ يسوع البشر، أحبَّهم محبةً لا توصف، ويوحنا الإنجيلي يقول:”مــــا مِنْ حُبٍّ أعظمُ من هذا، أنْ يبذُلَ الإنسان نفسَه عن أحبائه” (يو 13:15)  
فقد أحبَّ والدَيه مريم ويوسف وخضعَ بتواضع لهما في الناصرة، كما سار في طريق الجليل وأورشليم مُعْلِناً ملكوت الله فشفى المرضى وأقام الموتى وطهّر البُرص وفتح أعين العميان، فكان السامريُّ الصالح ، وكان الأبُ الرحوم وأشفق على الجموع، وبــارك الأطفال، وغفر خطـــــايا المجدلية، وقَبِلَ زكّا والعشّار، وسقى السامريةَ ماء الحياة.
وعلّم الشعب بأمثالٍ كثيرة……. ومحبتُه هذه جعلته يختار أضعفَ الناس وأبسطَهم ليكونوا له رسلاً يُعلنون البشارة الإنجيلية في أقاصي المسكونة لكي يَخلُص جميع الناس على يدِه (مر 16:16).  
فكم هو حَريٌّ بنا ونحن في هذا الشهر المقدس أن ندرك معنى الوداعة التي اتصف بها يسوع وعظمة التواضع المقدس الذي امتلك قلب يسوع

فعلينا بالتأمل والصلاة للروح القدس بتواضـــع ليمنحنا نعمة إدراك المحبة التي بها أحبنا الله ، ونواصل نشر رسالة المحبة، والتواضع بين البشر الذين نعيش معهم .

فنتساءل ماهية الصفة الأساسية والمهمة أذاً التي ينبغي أن نتعلمها من الرب يسوع المسيح في هذا الشهر المبارك؟

أنا مُتأكّد أن الكثير منكم سيقول المحبّة – هذا المفهوم صحيح بالطبع، فهو أحبنا حقاً إلى أقصى الحدود. آخرون سيقولون الخدمة بصبر- وهذا أيضا صحيح، وليس خطأً.

كثيرا ما نتكلم عن الفضـــائل بل ونكتب مجلدات عنها، ولكـــن هي بعيدة كل البعد عن حياتنــا ومعيشتنــا اليوميــة، فلا يوجد إنســان أن كان رجلٍ أو امرأة في العــالم كان قادراً على تجسيد النعمة التي يعيشها، كما فعل الرب يسوع، حتّى آخر نفسٍ له.
بالرغم من أهمية كل ما ذُكِر عن صفات لدى الرب يســوع، لكن هذه الصفات ليست ما قصــده يسوع عندما وصف نفسه مرة واحدة في الكتــــاب المقدّس بقوله:” تعلموا مني، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ”(متى 11: 29) يمكن استخلاصها من قلبه الوديع المتواضع: أنه غير متكبر. وبالنسبة لشهادة الرب يسوع، تلك الصفة هي تواضعه الذي علينا تطبيقها في حياتنا.

اكرام: كم يختلف قلب الإنسان عن قلب يسوع الحبيب، فهو مثال اللطف والرحمة والوداعة فحاول في هذا الشهر ان تكتم الغضب والتشكي والتذمر، وأن تحتمل أدنى هفوة لا بل أدنى كلمة مضادة لك واصفح عن اي احتداد منك.

نافذة: يا يسوع أجعل قلبنا مثل قلبك تماما

اليوم الخامس – السبت 5 يونيو: تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس

إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او

نجوم السماء كانت اكثر عددآ وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال

خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.

ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات”. وقال لها ايضآ: “ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الإلهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين

لقلب يسوع الأقدس.

اكرام: لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

نافذة: يا قلب يسوع آتون المحبة المتأجج اشعل قلبنا بنار محبتك

اليوم السادس- الأحد 6 يونيو: نسيان البشر لإحسانات قلب يسوع الأقدس

ترى كم من الأهانات الشنيعة والاحتقارات الفظيعة إحتملها القلب الإلهي منذ قرون كثيرة وسوف يحتملها إلى منتهى الأجيال من المؤمنين وغير المؤمنين، ومع هذا كله فقد شاء يسوع ان تحل فينا كلمة الله ويدخل بيننا نحن البشر.

هذه الصرخـة التى قيلت فى القديم على لسان ارميا النبي لشعب العهد” إن شعبـي قـد نسيـني أيـامـاً بلا عـدد” (ارميا 32:2)، يقولهـا الرب لنـا نحن أبناء العهد الجديد، أخوة يسوع. يقولـها فى حب وعتاب يقطر ألـماً:” أنى بسطت يدي النهار كله نحو شعب عاص. دعوتُ ولم تجيبوا.

وتكلّمتُ ولـم تسمعوا”(اش2:65).

يقولهـا رب الجنود لـي ولك، أنـا الإنسان صديقـه وأليفـه وأنيسـه ومعى كانت تحلو العِشرة كـما صرخ داود النبي (مز14:54-15).

فكيف ننسى الرب؟ فلنتـأمـل فـى كلمات الكتاب الـمقدس لنعرف متى وكيف ننسى الرب:

1. فـى مثل العشر البرص لـم يسبّح الله إلاّ واحـد 

نقرأ فـى انجيل لوقـا أن السيد الـمسيح قد شفى عشرة برص جاءوا إليـه صارخين “فلما رأى واحد منهم انـه قد برئ رجع وجعل يمجد الله بأعلى صوته وسجد على قدميـه يشكره وكان سامريـا فقال يسوع أليس العشرة قد برئوا فأين التسعة؟. أما كان فيهم من يرجع ويُمجّد الله سوى هذا الغريب؟”(لوقا15:17).

ونحن أما كان فينـا من يرجع ويمجد الله الذى صنع فى كل لحظة من حياتنـا عطايا عجيبة؟. عندما تنتابنـا الـمحن والشدائد نهرع الى الله وعندما تأتى النجدة ننسى من أين جاءت ولهذا صدق قول الرب فينا: “لـما رَعَوا شبعوا وإرتفعت قلوبهم لذلك نسونـي”(هوشع6:23).

2. فـى مثال الغنى الجاهـل الذى إتكل على ما فى خزائنـه

فـى هذا الـمثال نجد أن الغنى قال:”يا نفسي لك أرزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة فإستريحي وكُلي وإشربـي وتنعـّمي”(لوقا18:12)، فجاء الصوت قائلاً لـه:”يـا جاهـل لـمن أعددتَ كل هذا؟”. لقد نسى هذا الغنـي أنـه بشر وأن هناك إلـه، فلـمن أعدّ كل هـذا؟.

“فـمتى أكلت وشبعت تُبارك الرب إلهـك لأجل الأرض الجيّدة التى أعطاك إحتـرز أن تنسى الرب إلهـك ولا تحفظ وصايـاه وأحكامـه وفـرائضـه”(تثنية10:8).

3. عندمـا نقول قـول “الجـاهـل فـى قلبـه أنـه ليس إلـه” (مزمور2:52). ونعيش لا نؤمـن بوجود خالق للحيـاة أو نحاول أن نفلسف وجودنـا ونتبع نظريات الإلحـاد والوجوديـة والطبيعـة وغيـرهـا. وننسى قول الـمرّنم: “اسأل البهائم فتعلّمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلّمك ويحدثك سمك البحر من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا”. ولهذا يقول يشوع ابن سيراخ لنـا:”لا تطلب ما يُعييك نَيلـه ولا تبحث عـمّا يتجاوز قُدرتك لكن ما أمرك اللـه بـه فيـه تأمـّل ولا ترغب فـى إستقصاء أعـمالـه الكثيرة فإنـه لا حاجـة لك أن ترى الـمُغيبات بعينيك”(يشوع بن

سيراخ22:3-24).

4. عندمـا نسمع الكلـمة ولا نعـمل بهـا يقول الرب يسوع لنـا:”أنتم أحبائـي أطلعتكم على كل مـا سمعت من أبـي” (يوحنا15:15)، ولكن يقول الرسول يعقوب:”إن كان أحد سامعاً للكلـمة وليس عاملاً فذاك يشبـه رجلاً ناظراً وجـه خلقتـه فى مرآة فـإنـه نظر ذاتـه ومضى وللوقت نسى مـا هـو”(يعقوب23:1). والآن هـل يصدق فينـا قول اشعيا النبي: “لقد صارت لكم رؤيـة الكل مثل كلام السِفـر الـمختوم الذى يدفعونـه لعارف الكتابـة ويُقال لـه اقرأ فيقول لا أستطيع لأنـه مختوم أو يُدفع الكتاب لـمن لا يعرف الكتابـة ويُقال لـه إقرأ فيقول لا أعرف الكتابـة”(اشعيا11:29-12).

ونحن الذين سمعنـا وقرأنـا وتعلـمـنا ..ماذا تبقـى؟

5. عندمـا نعبد آلهـة أخرى فيقول الرب على لسان ارميا النبي:”انذهلي أيتها السماوات وإقشعرّي

وإنتفضي جداً يقول الرب فإن شعبي صنع شرّين تركونـي أنـا ينبوع الـمياه الحيـّة وإحتفروا لهم آبـاراً أباراً مشققـة لا تـمسك الـماء”(ارميا12:2-13). تركنـا الرب وصنعنـا لأنفسنا آلهـة أخرى كالـمال والعالـم وصداقتـه والـمجد الزائـل، وبخّرنـا للبعْل وسِرنـا وراء تلك الآلهـة التى دفعتنـا بعيداً عن رب الأرباب. ومن العجيب أننـا أحيانـا كثيرة نعود ونقف أمام الله فـى الكنيسة ونصرخ ونطلب،ولكن يقـول الرب على لسان ارميا النبي:”أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبـا وتبخّرون للبعـل وتسيرون وراء آلهـة أخرى لـم تعرفوهـا ثم تأتون وتقفون أمامي فـى هذا البيت الذى دُعي بإسمي عليـه”(ارميا9:7-10).

غريب أمر تلك السامريـة التى عندما علمت من هو الرب أسرعت تقول لـه “أعطني من هذا الـماء لكيلا أعطش”(يوحنا15:4). الرب يسوع ينبوع الـمياه الحيـّة القائل لنـا:”إن عطش أحد فليقبـل إلـيّ ويشرب”(يوحنا37:7) ولهذا فـمن يرغب أن يعود إلـى البئر ويُدلـي بالدلو مراراً وتكراراً لعلـه يجد قطرة مـاء..قطرة من هذا الـماء الـمُحيي، فلنقبـل إليـه ولا ننسى أنـه “ينبوع الـمياه الحيّ”.

6. عندمـا لا نتبع وصايـا الله فيقول البعض أن الشرائع والطقوس والوصايـا هـى إضاعـة للوقت

وكـم أضعنـا العـمر فـى طاعتهـا. وصيّـة واحدة لـم يملك الإنسان أن ينفذهـا فـما بالنـا بهذا الفيض من الوصايـا والقوانين والتشريعات، ولهذا نجد البعض قد أشعل فـى تلك الوصايا وما تبقى منهـا ينفذ بلا روح.وهنـا يصدق عليهـم ما جاء على لسان ملاخي النبي:”أقوالكم إشتدت عليّ قال الرب وقلتم ماذا قلنا عليك، قلتم عبادة اللـه باطلة وما الـمنفعـة من أننا حفظنـا شعائره وأننا سلكنـا بالخزي قدام رب الجنود”(ملاخى13:3-14). 

وفـى هذا نجد رد الرب الإلـه على لسان اشعيـا النبي قائلاً:”فقال السيّد لأن هذا الشعب قد اقتـرب إلـيّ بـفـمه وأكرمـني بشفتيـهِ وأمـّا قلبـه فأبعده عنـيّ وصارت مـخافتهـم منّي وصيـّة الناس مُـعلّـمةً”(اشعيا13:29). ولهذا يقول القديس بولس: “فـماذا نقـول؟. هل الناموس خطيّة. حاشا. بل لـم أعرف الخطيّة إلاّ بالناموس. فإنّني لـم أعرف الشهوة لو لـم يقُل الناموس لا تشتـه”ِ(رومية7:7).ويقول أيضاً:”إذّاً الناموس مقدس والوصيـّة مقدسة وعادلـة وصالـحة”

( رو12:7)، وأيضاً يقول: “فأنـا إذن بالروح عبد لناموس الله وبالجسد عبد لناموس الخطيّة”(رو25:7). فلـماذا ننظر للوصـايـا كأنهـا سيف حــاد؟

هـل ننسى قول الرسول بولس لنـا:”أمـّا أنتم فلستم فـى الجسد بل فـى الروح إن كان روح الله ساكنـاً فيكم”(رومية9:8) و “لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبنـاء الله. إذ لـم تأخذوا روح العبوديـة أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبنّي الذى به نصرخ يا أبـّا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنـا أنّنـا أولاد الله. فإن كنـّا أولاداّ فإننـا ورثـة الله ووارثون مع الـمسيح. إن كنـّا نتألـم معـه لكي نتمجّد أيضاً معـه”(رومية 14:8-17). لهذا لا يمكن أن نقل وداعـاً للوصايـا، أو حتى لا ننفذهـا، أو ننفذهـا بفتور وعن غيـر إيـمان، بل يجب أن يكون إقتناعنـا كامـل بضروريتهـا ولا ننسى مطلقـاً بأننـا أبنـاء الله.

إن إبتعادنـا عن الوصايـا يدعنـا فـى ظلام كـما يقول لنا الوحي الإلهي على لسان اشعيا النبي:”من أجل ذلك إبتعد الحق عنّـا ولـم يدركنـا العدل. ننتظر نُـوراً فإذ ظلام.ضيـاء فنسير فى ظلام دامس. نتلّمس الحائط كعُـمي وكالذى بلا أعين نتحسس”(اش9:59-10).

فيجب أن نحب الله محبـة تفوق كل وصف “فنحن نحبـه لأنـه أحبنـا أولاً”(1يوحنا19:4) ولهذا

يدعونـا يوحنـا الرسول قائلاً:”فبهذا نعلم أنـّا نحب أبنـاء الله بأن نكون محبيـن للـه وعاملين بوصايـاه

لأن هذه هـى محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست بثقيلة”(1يوحنا2:5-4).

ويذكـر لنـا سفر الأمثال: “يا إبنـي لا تنسى شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي”(أمثال1:3).

لا يـمكن أن نحصى كم من الـمرّات ننسى فيهـا الرب..

– ننسـاه إذ فعلنـا الخطيئة لأن “الخطيئة إنـما هـى مخالفـة الشريعـة”(يعقوب4:3).

– ننساه إذا لـم نعـمل مشيئـته كهذا العبد الكسول الذى أكل وشرب وسكر وهو يقول “إن سيّدي يُبطئ فـى قدومـه”(لوقا45:12-46).

– ننساه إذا لـم نحبـه فـى القريب كـما يقول لنا يوحنا الرسول:”من يحب أخاه يثبت فـى النور وليس فيـه عثرة وأمـّا من يبغض أخـاه فهو فى الظلـمة وفـى الظلـمة يسلم ولا يعلم أين يـمضى لأن الظلـمة قد أعـمت عينيـه”(1يوحنا10:2).

– ننساه فـى أحزاننـا على الرغـم من قول يعقوب الرسول لنا:”احسبوه كل فرح يا إخوتـي حينما تقعون فـى تجارب متنوعـة عالـمين ان إمتحان إيـمانكم يُنشئ صبـراً”(يعقوب2:1-3).

– ننساه فـى أفراحنـا ولا ندعوه إلـى عُرسنـا كـما دُعـى هـو إلـى عُرس قانـا الجليـل(يوحنا2:2)، ولا نباركـه مرنـمّين “باركي يانفسي الرب ولا تنسي كل حسناتـه”(مزمزر2:102).

– ننساه عندمـا لا تُثـمر أعـمالنـا فنشابـه الشياطين الذين يؤمنون بالله ولا يعـملون أعمالـه “أنت تؤمن أن الله واحد. حسنُ تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تحب أن تعلم أيهـا الإنسان الباطل الرأي أنَّ الإيـمان بدون أعـمال ميّت”(يعقوب19:2-20).

– ننساه كما فعل آدم فـى القديـم فنسى الوصيّة وسقط فـى خطيئة الكبـرياء.

– ننساه كـما فعل داود الـملك عندما عاش فـى الرفاهيـة ولـم يمنع عينيه من النظر الى إمرأة أوريـا الحثيّ وهكذا سقط هذا البناء الكبيـر وسقط النبي العظيم لأنـه نسى الرب.

– ننساه كـما فعل شمشون الجبـّار عندما كسر نذره وأسلم قيادتـه لإمرأة فضاعت قوتـه وجـّر الطاحون كالحيـوان.

– ننساه كـما نسيه سليمان الحكيم الذى أخذ الحِكمة من الله مباشرة،عندما سمح ببناء معابد لآلهـة نساءه وجاملهم وبخّر للآلهـة الأخرى خلاف الله فسقط هذا الحكيـم.

– ننساه كـما فعل الشعب العبـرانـي فـى القديم “نسوا الله مخلصهـم الذى صنع العظائـم فـى

مصر”(مزمور21:105) على الرغم ان الله قد “خلّصهـم من يد الـُمبغض وإفتداهم من يد العدو”(مزمور10:105).

– ننساه كـما فعل بطرس عندما هرب من وجـه الجنود ولـم يقوى أن يتحمل الألـم ويعلن أنـه من أتباع هذا الـمعلّم فسقط وأنكر سيـّده.

هكذا يقول الرب لنـا اليوم على لسان ارميا النبي: “قفـوا على الطرق وأنظروا وإسألوا عن السُبل القديـمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيـه فتجدوا راحـة لنفوسكم”(ارميا16:6).

لهذا فالرب يريدنـا أن نحيـا نحن وذريـتنـا فنتذّكره دومـاً ولا ننساه ومن أجل هذا أوصانـا قائلاً:” “بأن تُحب الرب إلهك وتُطيع أمره وتتشبث بـه لأن بـه حياتك وطول أيامك” (تث 20:30)، وكانت هـى أيضاً وصيـّة الرب يسوع لنـا ” أحبب الرب إلهـك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتـك وكل ذهنك وقريبك كنفسك”(لوقا27:10).

اكرام: تحمل اخطاء الاخرين بوداعة وتواضع ليتحملك الآخرون بحب المسيح
نافذة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب اجعل قلبي شبيها بقلبك الاقدس

اليوم السابع- الأثنين 7 يونيو: الوعد الكبير

ما هو الوعد الكبير ؟

هو الوعد الثاني عشر الذي أعطانا الرب يسوع من خلال القدّيسة مارغريت ماري ألاكوك رسولة قلبه الأقدس: إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيء سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر مدّة تسعة اشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، ويكون لهم قلبي ملجأ أميناً في تلك الساعة الأخيرة .

شرح الوعد الكبير

حين تراءى الرب يسوع للقديسة مارغريت ماري ألاكوك، فاه بتلك الكلمة أعدكِ وهو يبتغي إفهامنا أنه لما كان موضوع الكلام نعمة خارقة العادة، فقد شاء أن يُلزِم نفسه على شرف كلامه الإلهي، الكلام الذي قال عنه في الإنجيل: “السماء والأرض تزولان، وكلامي لا يزول” وأضاف على الفور: في فرطِ رحمة قلبي، كي يُفهمنا أنّ المسألة هنا ليست مسألة وعد عادي هو ثمرة رحمته الاعتيادية، بل مسألة وعد جدّ عظيم، بحيث لا يمكن صدوره إلّا من فرط رحمةٍ لا حدّ لها.

فكأنه أراد أن يقول لنا: “أيتها النفوس المفتديات بدمي، الوعد الذي أعدكنّ به، عظيم للغاية، حتى أن كنوز رحمتي تكاد تنفد معه. فعليكم أن تنتفعوا به.

ولكي نكون على يقين تام من أنه سيُنجز وعده على كل حال، فهو يستند إلى حبّه القادر على كل شيء، إلى الحبّ الذي يستطيع كل شيء، مراعاة للمتّكلين عليه.

ومعنى ذلك، أنّ جميع الحِيَل التي ينصبها إبليس لإبعاد النفس الواثقة بمحبّته عنه، إنما يُبطلها

هو إبطالًا، معينًا تلك النفس أن تعيش عيشة مسيحية، وتعمل بموجب نعمته، لئلا يدركها الهلاك

الأبدي.

ولما قال أنه سيمنح نعمة التوبة الأخيرة، أراد بقوله الحاسم، تلك النعمة الأخيرة الموقوف عليها الخلاص الأبدي – وهي أعظم التعم وأفضلها – ويُثبتها بقوله: لن يموتوا في نقمتي أي سيفوزون دون شك، بسعادة الفردوس.

أما ما وعد به الرب يسوع، من “أنهم لن يموتوا بدون قبول الأسرار المقدّسة” فلا ينبغي أن يُفهم الوعد على معناه المطلق، بل الإضافي لا غير. أي متى كان المحتضر في حال الخطيئة المميتة، سهّل له الحصول على المغفرة بالاعتراف الجيّد. وإن حُلرم النطق بسبب داء مفاجئ، أو تعذّر عليه قبول الأسرار لأي سبب كان، تعرف حينها قدرته الإلهية كيف تساعده على إنشاء فعل الندامة الكاملة، فتعيد إليه صداقته. إذ يكون قلبه الأقدس لكل من تناول أول تسع جمع من الشهر، ملجأً أمينًا في تلك الساعة الأخيرة.

شروط الوعد الكبير

للحصول على الغاية من الوعد الكبير وهي الفردوس حدّد الرب أربعة شروط، وهي كالآتي:

1) أن يُتناول تسع مرّات – من كانت تناولاته أقل من تسعة، فقد أخلّ أحد الشروط وعليه أن يبدأ من جديد.

2) أوّل جمعة من الشهر – لا بد أن نتناول في أول جمعة من الشهر. إن تناولنا في يوم آخر

من الأسبوع، يوم الأحد مثلًا أو يوم جمعة ليس أول جمعة من الشهر، لا تخوّلنا هذه المناولات

الحقّ في الوعد الكبير.

حتى المرشد الروحي لا يستطيع إبدال اليوم، وإن أبدله، فلا يكون للإبدال قيمة. الكنيسة لم تعطِ أحدًا هذا السطان. حتى المرضى أنفسهم لا يُعفوا من مراعاة هذا الشرط.

3) مدّة تسعة أشهر متوالية – هذا الشرط الثالث يفرض أن نتناول التسعة تناولات في أول جمعة من تسع أشهر متتابعة، بحيث لا يكون انقطاع. فإذا تناول أحد خمسة تناولات مثلًا أو ستّة، ثم أهمل التناول شهرًا واحدًا، ولو اضطرارًا – إمّا لعدم إمكانه، أو لنسيان منه – لم يرتكب أدنى خطأ، ولكن عليه أن يعيد رياضته من البدء.

أمّا التناولات التي تناولها، فلا يجوز، ولو مقدّسة ذات استحقاق، أن تدخل في عداد التناولات

السابقة.

4) بالاستعداد الواجب – يتحقّق هذا الاستعداد، متى تناولنا في حال النعمة. أمّا من تناول ولو مرّة واحدة مع علمه بأنه في حال الخطيئة المميتة، فلا يضمن لنفسه السماء، بل يستوجب أشدّ العقوبات، لأنه يسيء استعمال الرحمة الإلهية.

من المستحسن تكرير النية كل مرة: أن نتناول هذه التناولات، لاجتناء ثمرة الوعد الكبير. وأن نُعوّض قلب يسوع من كفران الناس بجميله، وإهمالهم إياه في سرّ الحبّ هذا.

اكرام: اذا كانت الكنيسة قد ولدت من الجنب المطعون فهل تشعر بذلك ؟ وهل تقدر ذلك ؟ وهل تشترك بإنعاش خورنتك وهي جزء من كنيسة المسيح ؟
نافذة :يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا

اليوم الثامن – الثلاثاء 8 يونيو: كيفية التجائنا إلى قلب يسوع الأقدس[3]

ان إلتجائنا إلى قلب يسوع الأقدس هو من اخص واجبات المتعبدين له الذين يريدون ان يحسنوا

عبادته، لأن هذه العباده هي طريق السماء، وهذا الطريق وعرة وليس في إستطاعة الانسان ان يسير فيها ويدخل ملكوت الله بدون ان تقوده ذراع الرب القديرة على كل شيء. فاذا اردنا إذن الألتجاء إلى قلب يسوع الأقدس فليكن إلتجاءنا هذا اولاً بروح تواضع، ومعنى ذلك ان نتجنب كبرياء الفريسي في صلاتنا إلى قلب يسوع ونقرع باب رحلته بتواضع العشار، لانه جل إسمه لا يفيض نعمته إلى على المتواضعين العارفين سوء حالهم والمقرين بشرورهم الخفية والضاهرة فبالتواضع خلص القديسون وتمجدوا، وبالكبرياء هلك الهالكون وتدهوروا.

اكرام: فكر عند اتخاذك اي قرار : هل يقبل الله به ام لا ؟
نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض                              
اليوم التاسع – الأربعاء 9 يونيو: ان قلب يسوع الأقدس دواء ناجح لجميع أمراض النفس أياً كانت

ان شرورآ من داخل رذائلنا، وشرورآ من الخارج من قبل الخلائق تبعدنا عن الله وعن محبته وعبادته، فلذلك يدعونا قلب يسوع الأقدس ليخلصنا من شرورنا كافة ويعيد إلينا برارتنا الأولى. ففي عبادة قلب يسوع الأقدس نجد دواءآ ناجحاً يشفي جميع امراضنا واسقامنا لأن قلب يسوع هو لجة حب لنا تفوق وسع البحار عظمة. وقد جاء إلى عالمنآ، اخذ جسدنا ومارس جميع الفضائل البشرية ليعالج رذائلنا ولاسيما محبة الخلائق الفاسدة والدنسة. فأن كنت يا هذا مصابآ بداء الكبرياء فادخل قلب يسوع لجة التواضع واسمعه يقول لك: “تعلم مني فأني وديع القلب. اني العظيم وحدي قد صرت مع ذلك وضيعآ وخادمآ للكل، فأن شئت ان تكون كبيرآ وأولأ كن خادمآ وعبدآ للجميع”

وان شعرت بداء الغضب لاهانة اصابتك، فهلم إلى يسوع وتعلم منه وداعة القلب فعليك في كل أمر وفي كل مكان ان تلجئ لهذا القلب، بحر الجودة والحب، فتجد فيه دواء ناحجآ لكل مرض فيك.

اكرام: تعلم صلاة التقدمة اليومية وحاول ان تتلوها يوميا
نافذة: يا قلب يسوع المستحق كل حمد وثناء ارحمنا

اليوم العاشر- الخميس 10 يونيو: مواعيد قلب يسوع الأقدس

إنّ عبادة قلب يسوع تعني عبادة حبّه اللامتناهي لنا. وتقوم بتخصيص أوّل يوم جمعة من كلّ

شهر للقلب الأقدس، بتناول القربان الأقدس وممارسة أعمال التقوى.

أمّا ثمرة هذه العبادة فقد لخّصها المخلّص نفسه في مواعيده للقدّيسة مرغريت ماري ألاكوك:

1. أهبهم النعمة اللازمة لحالتهم.
2. أضع السلام في عيالهم.
3. أعزّيهم في ضيقاتهم.
4. أكون ملجأهم الأمين في حياتهم وخاصّة في مماتهم.
5. أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.
6. يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة غير المتناهي.
7. تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.
8. ترتقي الأنفس الحارّة سريعًا إلى قِمّة الكمال.
9. أبارك البيوت التي تُعرض وتكرَّم فيها صورة قلبي الأقدس.
10. أمنح الإكليروس موهبة يليّنون بها القلوب الأشدّ صلابة.
11. من ينشر هذه العبادة، يكون اسمه مرسومًا في قلبي لا يُمحى منه أبدًا.
12. من يتناول أوّل جمعة من كلّ شهر، مدّة تسعة أشهر متوالية، فإنّ رحمة قلبي العظيمة تمنحُه نعمة التوبة الأخيرة فلا يموت في حال غضبي. لكنّه يقبل الأسرار المقدّسة ويكون له قلبي ملجأ أمينًا في الساعة الأخيرة.

اكرام: ان كنت متعلقا بامور تسبب لك الالم والمرارة والخيبة , فاعلم ان يسوع وحده هو الينبوع الذي يروي نفسك فيجعلها حديقة جميلة مزهرة . فكر وحاول !
نافذة :ياعطش الارواح ارنا محياك َ          قلبنا لن يرتاح الا بلقياك َ

اليوم الحادي عشر- الجمعة 11 يونيو: ان العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة

ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته. وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة، عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم.

وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً. ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض. فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا. فهذه طلبة لا يردها قط واياها خاصة عنى بقوله: “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، أقرعوا يُفتح لكم”.

اكرام: لنتجنب كل ما من شأنه ان يشكك القريب بالقول او بالفعل
نافذة: الرب راعي َّ فلا يعوزني شيء  

اليوم الثاني عشر – السبت 12 يونيو: فحص الحياة اليومي

عندما يقترب النهار من نهايته، وتنسحب انوار الشمس وراء الافق ليحل الظلام محلها، فنعود الى بيوتنا طلبا للراحة بعد يوم طويل من العمل والجهد، ولكي نسعد في عائلاتنا ومع اعز الناس الى قلوبنا، لابد ان نسترجع في داخلنا وبنظرة سريعة ما فعلناه، وما حققناه في ذلك اليوم من الارباح والخسائر بمختلف المعاني والمستويات: المادية منها والمعنوية. اما المادية فهي من الامور الضرورية التي لابد منها من اجل العيش الكريم، والتي يحثنا الرب عليها من اجل احب الناس الينا.

واما المعنوية او الادبية وبالاحرى الروحية فهي عن مدى تطابق اعمالنا وتصرفاتنا خلال ذلك اليوم مع رغبات قلب يسوع الاقدس طالما نحن قد خصصنا هذا الشهر لاكرام هذا القلب السامي الحب. ان القاعدة الذهبية في الحياة الروحية هي اننا عندما نريد ان نفحص حياتنا للتأكد من حسن سيرتنا، علينا ان نحلل ما في قلبنا: هل هو مطابق مع رغبات قلب يسوع ام لا؟ وهل هو بعيد وما مدى بعده؟ فنشكره في حالة قربنا منه ونحاول الاقتراب بالاكثر وفي حالة

ابتعادنا نقصد اصلاح الحال.

فحص الضمير على ضوء نور كلمة الله

1- الخطايا ضد محبة الله :

هل احب الرب من كل قلبي؟ هل هو أساس حياتي؟ هل عندي إيمان عميق بالله؟ هل عندي جحود من العناية الالهية؟ هل أنا مؤمن بمحبته رغم الصعوبات؟ هل احتقر ايماني بفكري او بحديثي او بمطالعتي الالحادية؟ هل غذيت ايماني بكلام الله وبتعليم الكنيسة؟ ما مدى ثبات إيماني؟ هل ألتجئ إلى العبادات الباطلة؟ هل انتمي إلى البدع ومنظمات سريّة؟ هل امارس السحر والعرافة والشعوذة والخرافات؟ هل اخللت بواجباتي الدينية عن حياء؟ هل قطعت الرجاء من رحمة الله؟ هل اتكلت على رحمة الله لا تمادى في الشر؟ هل اهملت صلواتي صباحاً ومساءً او صليتها بفتور مشتت الفكر؟ هل اخللت باحترام بيت الله والأشخاص المكرسين له؟ هل اقرأ الانجيل باستمرار، واستنير فيه بأقوالي واعمالي؟ هل حلفت صدقاً او حلفاً كاذباً؟ هل جدّفت؟ هل اهملت وفاء نذوري؟ هل اشتغلت ايام الاحاد والاعياد دون مسوًغ؟ هل كنت سبباً لغيري في عدم تقديس يوم الرب؟ هل تخلفت عن الاشتراك بالقداس ايام الأحاد والأعياد ؟ هل شاركت بالقداس بانتباه، وحضرته كاملاً؟ هل عندي لامبالاة دينية وكسل روحي ؟

2 – الخطايا ضد الآخرين :

هل قلّلت الإحترام او الطاعة لوالدي؟ هل اساعدهما، اخدمهما،احبهما؟ هل اعرضت عن مساعدتهما روحياً وماديا؟ هل اثق بهما؟ هل انا صادق معهما ؟ كيف ابني علاقتي مع اخوتي في المنزل؟ هل هنالك خصام ، غيرة ، تنافس ، عدم محبة، خلاف… بسبب الميراث او غير ذلك؟ نحن كأهل هل نعطي المثل الطيب لاولادنا، هل نتفهم اوضاعهم ونصغي اليهم ؟ هل نتذمر امامهم ؟ هل نتحلى بالصبر في علاقتنا بهم ؟ هل نعتني بتربيتهم من كل النواحي ؟ … هل انظر إلى الآخرين، إلى كل الناس كأنهم اخوة لي ابناء الله الأب الواحد؟ هل احترم الآخرين من كل قلبي ام لا ابالي بهم ؟ هل اشتهي الضرر لغيري ؟ هل قتلت احداً ؟ هل احترمت الحياة في الآخرين ؟ هل اجهضت ؟ هل اشتهيت الموت لنفسي او لغيري ؟ هل اتاجر بالمخدرات او اتعاطى ذلك ؟ هل سببت شكاً او كنت سبب عثرة للقريب باقوالي او اعمالي ؟ هل اكره احداً ؟ هل اشهر بصيت غيري وافتري على احد ، هل عندي نميمة او دينونة باطلة ؟ … هل أهزء بالآخرين؟ هل جرحت احداً باقوالي؟ هل ارى المسيح في كل مكان؟ هل توقفت على افكار مضادة للطهارة؟ هل سمحت لنفسي بشهوة ، نظر ، كلام ، او عمل ضد الطهارة ؟ وحدي او مع غيري ؟ هل قمت بواجبات الزواج حسب ارادة الله ؟ هل تجنبت اسباب الخطيئة (مطالعات ، مشاهد ، عشرة رديئة ) ؟ … هل للقريب في ذمتي حق ؟ هل آخذ اموالاً او اغراضاً لا حق لي فيها ؟ هل رددت المسلوب وعوضت عن الضرر؟ هل آحذ ربحاً غير مشروع؟ هل عندي تبذير؟ اذا كنت رب عمل هل اظلم العامل بالاجر الذي اعطيه؟ اكنت عاملاً هل اعمل بدقة وامانة وحب واتقان ؟ هل اساعد المحتاجين مادياً ومعنوياً ؟ هل عندي غش في عملي، في الإمتحانات …؟ هل عندي تزوير؟ تملق؟ هل اشهد بالزور؟ هل كذبت؟ هل تكلمت بحق القريب؟ هل اتهمت باطلاً؟ هل عندي مديح كاذب ؟ اذا اراد احد أن يتصالح معي ، فهل أنا مستعد أن اسامحه واغفر له ؟ هل اتعاطى المقامرة ؟ السكر؟

3 – الخطايا ضد الذات :

هل اعمل من اجل راحتي الشخصية فقط؟ هل أنا متكبّر؟ أناني؟ غضوب ؟ شتام ؟ هل اتيت عملاً عن بخل ؟ عن حسد ، عن شراهة ، عن كسل ، او سعياً للظهور ؟ هل حاربت عاداتي القبيحة ؟ كيف أقوم بمسؤولياتي في البيت والعمل والكنيسة والوطن ؟ كيف استعمل مواهبي ، وقتي وصحتي ؟

اكرام: لنقرأ بانتباه وتركيز كلام الله ولنتأمل به
نافذة: يا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم ارحمنا

اليوم الثالث عشر- الأحد 13 يونيو: ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق

إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ. ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً ، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة”.

على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق. فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم: “من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر”.فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ. فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه.  إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله.

اكرام: لنحث الاخوة على التقرب من القربان الاقدس في هذا الشهر المبارك
نافذة : المجد والشكر في كل آن ليسوع في سر القربان

اليوم الرابع عشر- الإثنين 14 يونيو: القداسة دعوتنا

لقد احب يسوع كنيسته وبذل نفسه من اجلها، ليقدسها وغمرها بمواهب الروح القدس، لذا

فالجميع في الكنيسة مدعوون الى القداسة. ان الرب يسوع معلمنا الالهي هو مثال كل كمال وقداسة، وقد حثنا ودعانا الى القداسة بقوله: “كونوا كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل”. واعطانا كل الوسائط للسير في درب القداسة فبالمعموذية اصبحنا ابناء الله وبالميرون تكرسنا هياكل مقدسة للروح القدس، وبالافخارستيا اتحدنا بمصدر القداسة، وهكذا بالاسرار الاخرى، وما علينا الا ان نزيد من هذه القداسة بحياتنا وممارساتنا فتثمر ثمار الروح التي يذكر بعضها بولس الرسول بقوله: “اما ثمار الروح فهي: المحبة والفرح والسلام وطول الاناة واللطف ودماثة الاخلاق والامانة والوداعة والعفاف”.

فواضح اذا ان الدعوة الى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجهة الينا جميعا، الى المؤمنين بالمسيح كافة ايا كانت حالهم وايا كان نهج حياتهم. وان هذه القداسة تسهم حتى في المجتمع الارضي في ان تزيد اوضاع الوجود انسانية، فعلينا ان نسعى بكل قوانا للحصول على

هذا الكمال فتشع قداسة شعب الله عن ثمار واسعة في الكنيسة وفي المجتمع.من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة الله هي قداستنا. أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة. وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.

اكرام: لنشكر الرب على جميع خيراته نحونا
نافذة : يا قلب يسوع العزة غير المتناهية ارحمنا

                           
اليوم الخامس عشر- الثلاثاء 15 يونيو: على خطى يسوع

يذكر لنا الانجيليون بكلمات مقتضبة دعوة يسوع لتلاميذه الاولين: رأى اخوين صيادين بطرس واندراوس على شاطيء بحر الجليل يلقيان الشبكة فقال لهما: “اتبعاني فاجعلكما صيادي الناس. فتركا الشباك وتبعاه. واخوين آخرين يعملان في المهنة ذاتها هما يعقوب ويوحنا ابني زبدى فدعاهما ايضا فتركا اباهما والأجراء الذين كانوا يعلمون عندهم وتبعاه. وهكذا وبطريقة مماثلة دعا فيليبس وتثنائيل ومتى بينما كان يعمل على مائدة الجباية فأدى كل منهم الرسالة التي ارادها منه المعلم حتى النهاية وحتى بذل الذات.

وعلى مر الزمان تستمر دعوة يسوع لان رسالته عبر كنيسته. انه يدعونا للخدمة حسب الموهبة التي يعطيها لنا. فان كنا نحب يسوع علينا ان نلبي دعوته ونؤدي الخدمة التي يطلبها منَّا: التعليم او الترتيل او التأليف او مساعدة الكاهن في الخورنة.

ثم انه يدعو الابوين المسيحيين لان يكملا الرسالة الابوية في العائلة من خلال المثال الصالح والتوجيه الحسن والكلمة الخيرة. انه يريدنا ان نكون كالخميرة في العجين وكالملح في الارض وكالنور على المنارة.

اكرام: اذا داهمنا الضيق والالم فلننظر الى قلب يسوع ولنستمد منه القوة
نافذة : يا قلب يسوع الصبور والغزير الرحمة ارحمنا

                          
اليوم السادس عشر- الأربعاء 16 يونيو: ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب

يفزع الأنسان من كلمة الصليب، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح.

عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقوا اليه، كالقديس اندراوس الرسول، فإنه لما رأى الصليب المعدّ لعذابه وموته صرخ متهللاً: يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك. يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي. إني احييك بالسلام. وهتف مثله القديس بولس الرسول: “أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي”.

وصرّحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو: “أما التألم وأما الموت”. ومثلها القديس يوحنا الصليبي فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير.

فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً، نظير سمعان القيرواني. إن القديسين استقوا محبتهم للصليب من قلب يسوع الأقدس نفسه الذي أحب الصليب في حياته كلها ومات عليه شهيد حبه له، ولذا لما ظهر لأمته القديسة مرغريتا مريم كان فوق قلبه صليب للاشارة الى شديد حبه له فإنه قد فضله على طيبات الدنيا ومسراتها، كما شهد لنا بذلك القديس بولس الرسول فقال: “ان المسيح قد أحبنا وتخلى عما عُرض عليه من هناء وتحمل الصليب مستخفاً بالعار”.

ومن أجل ذلك يجب علينا نحن تلاميذه ان نحب الصليب كما أحبه هو لأنه لا يليق برأس مكلل بالشوك ان تكون اعضاؤه في جنة ونعيم.

اكرام: لنجتهد في ان نزيل الفتور والحقد بين الاسر والاقارب
نافذة :يا قلب ربي يا رجائي يا حبيبي يا عزائي                         
اليوم السابع عشر- الخميس 17 يونيو: التعويض للقلب الاقدس
بعد اللقاء بين يسوع والسامرية , وكتكملة لذلك الحوار نسمع يسوع يقول لتلاميذه :” يفرح الزارع والحاصد معا” ( يوحنا 4 : 36 ) فاراد من خلال ذلك ان يفهم التلاميذ ويفهمنا باننا جميعنا مدينون للاخرين عن الخير الذي نعمله , وهكذا فمن يزرع ومن يحصد يفرحان على حد سواء اذ هناك روح الجماعة والتعاون , هذا الروح يجعلنا “نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين” على قول القديس بولس ( رومية 12 : 15 ) وهذا الروح يحثنا الا نكون سبب عثرة لاخينا ( رومية 14 : 13 ) فان فعلنا شيئا من هذا القبيل وجب علينا ان نعوض بالمثل الصالح وبالاستغفار , فهذه روحية العبادة للقلب الاقدس . نقرأ في الانجيل المقدس قصة زكا العشار الذي ظلم الناس بجشعه، لكنه عندما قبل يسوع في بيته , واصبح مع يسوع هدفا لانتقاد الفريسيين , اراد ان يعبر عن فرحه وان يقدم برهانا ملموسا لتوبته , فاذا به يقف امام الجميع دون وجل معلنا : “يا رب , ها اني اهب المساكين نصف اموالي , واذ كنت قد غصبت احدا شيئا ارده عليه اربعة اضعاف”( لوقا 19 : 1 _ 10).
وبذلك عوض عن الضرر الذي الحقه بالاخرين واستحق ان يسمع من فم الفادي : “اليوم حصل الخلاص لهذا البيت”. ان عبادة قلب يسوع تحث على امور روحية عديدة , منها : التناول المتواتر  والاكثار من السجود للحب اللامتناهي , والتعويض لهذا الحب الالهي اكان التعويض عن خطايانا ام عن خطايا الاخرين لاننا كلنا اخوة وكلنا اعضاء في جسد واحد “فاذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء” ( 1 كور 12 : 26).
اكرام: عوَّد نفسك على تلاوة فعل التعويض لقلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اني اضع فيك رجائي

                            
اليوم الثامن عشر- الجمعة 18 يونيو: حــــب يــســـــــــــــــوع

عند التأمـل فـى حب يسوع للإنسان يظهـر سؤالاً هـامـاً كيف يـمكن للإنسان أن يجاوب على حب يسوع حتـى يُسر الله للإجـابـة على هذا السؤال علينا أن نتأمـل فـى النقاط التاليـة:

أولا-ركائـز الحب   

ثانيا- حب يسوع      

ثالثا- كيفية التجاوب مع حب يسوع

أولا: ركائز الحب

يقوم الحب على ركائز ثلاث هى:

(1) الجودة         (2) الـمعرفـة         و (3) التشابه أو الـمشابهة

(1) الجـودة:  يـميل الإنسان عادة إلى الشيئ الجيّد فى ذاتـه. فأي إنسان يرغب فى شيئ يـميل إليه إذا آمن بأنه جيّد. هذه الجودة التى نعشقها فى الغير قد تكون جودة خارجية ، أو جودة ذات نفع وفى هذه الحال نحب الغير بسبب ما يجلبه لنا من نفع أو ربح أو لأي باعث آخر لنا فيه مصلحة مـا. خير نسعى إليه ومادام الخيـر يأتـي يظلّ تـمسكنا، وحيث لا نلمح شيئا من الخيـر يظلّ القلب على غير إكتراث. وقد نحاول دوماً فى أمور حياتنا أن نـملأها بأمور تلوح لنا أحياناً بأنها جيّدة من أحد الوجوه ولكن قد تكون تقديراتـنا خاطـئة أحيانـاً.

(2) الـمعرفـة: لا بـد من الـمعرفـة،إذ يستحيل أن نحب ما ليس لنا بـه معرفة. الـمعرفـة ضرورية فى البدء، وكلمـا إزدادت العلاقة يزيد الحب وتزيد الـمعرفـة.

(3) الـتشـابـه:   قد لا يعني هذا ضرورة أن يكونا الـمتحابـان متماثلين حقيقة وفعلاً، بل قد يعنى أن الواحد منهما حاصل فى الحال على ما بوسع الأخر أن يحصل عليه فيما بعد، فإبن الإنسان نفسه تأنس وأحب الإنسان وصار إنساناً ليتمكن الإنسان من مماثلة الله سبحانه وتعالـى.

بعد أن عرفنا ركائز الحب والتى هـى الجودة، الـمعرفة، والتشابـه، فهل ياترى سوف نجد فى حب يسوع لنا تلك الركائز الثلاث؟

ثانيا: حب يسوع

جودة حب يسوع ومعرفته لنا ومشابهته لنا فى كل شيئ ما عدا الخطية نجدها فـى الصِفات التاليـة:

– حب يسوع أبدي: فهو القائل:”محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك آدمت لك الرحمة” (أر 3:31)

” قد أحب خاصته أحبهم الـى الـمنتهى” (يو 1:3).

-حب يسوع رفعنا إليه:فهو القائل:” لا أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يصنع سيده ولكننى سـمّيتكم أحبائي لأنـي أعلمتكم بكل ما سمعت من أبي”(يو 15:15).

– حب يسوع لا يدين: فهو القائل:” انـي لـم آت الى العالـم لأدين العالـم”(يو47:12).

– حب يسوع معزّي:فهو القائل:”لا أدعكم يتامى”(يو 18:14)،وأيضـاً “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يوحنا6:14).

-حب يسوع شخصي: فهو القائل:”انا الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني”(يو14:10)  و ايضاً: “أنا الذى اخترتكم”(يو16:15).

– حب يسوع لا مثيل لـه:” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديـة”(يو 16:3).

  – حب يسوع جعلنا أبناء الله: ” فأمـا كل الذين قبلوه فأعطى لهم سلطاناً أن يكونوا أبناء الله” (يو12:1).

– حب يسوع فيه رجاء: فهو القائل:” ان سألتم شيئا بإسمي فإني أفعله”(يو 14:14)،” كما أحبني الآب كذلك أنـا أحببتكم ” (يو 9:15).

فـــلــمْ يأتــي يسوع الـى العالـم لكي يـملأ بطون الآلاف من الخبز والسمك..

ولـم يأت الى العالم لكي يفتح عيني أعمى أو لكي يبرئ أبرصــاً أو يشفي مفلوجـاً..

ولـم يتجسد لكي يقيم موتى من موتاهــم.

فـلـم تكن تلك هى الأسباب التى دعت يسوع أن يتجسد.

إنه حب يسوع للإنسان حب يخلّص.

” ويدعون اسمه يسوع لأنه هو الذى يخلّص شعبه من خطاياهم”(متى 21:1).

حب يسوع جيّد للإنسان فلقد أعطاه مـجد البنين

“أخذتم روح التبني الذى ندعو به أبا أيها الآب”(رو 15:8-16).

حب يسوع جيـّد للإنسان لأنه أعطاه الحياة الأبدية.

حب يسوع أعطى الإنسان الـمعرفة..معرفة الآب والإبن والروح القدس.

حب يسوع أعطى الإنسان معرفة ما لـم تراه عين ولم تسمع به أذن أورشليم السماوية.

حب يسوع أعطى الإنسان معرفة كلمة الله وفكر الرب وحياة السماء.

حب يسوع أعطى الإنسان أن يشابهه..خليقة جديدة..إنساناً جديداً “ها قد مضى القديم وها أن كل شيئ قد تجدد” (2كو 17:5).

الحب والـمحبـة:

عـن معـنى الـمحبـة كـما جاءت فـى العهـد الجديـد والذى قد كُتب باللغة اليونانيـة سوف نجد أنـه جاءت فيـه ثلاث كلمات تحمل معنى الـمحبة وهى:EROS,PHILEO, and AGAPE ،ولكن كل كلمة تختلف فى مضمونها. فكلمة EROS تعنى ان الشخص يحب ولكن بشروط معينة ولا يـمكنه الـمساعدة، وكلمة PHILEO تعنى ان الشخص يحب إذا وجد شيئ يجذبـه نحو الشخص الآخر،أما كلمة AGAPE فتعنى ان الشخص يحب بلا شروط وهذا هو نوع حب الله للإنسان والذى لا يعتمد على مشاعر حسية بقدر ما يرتكن الى الفعل ذاتـه.

وعـن صفات الـمحبـة فلقد تم وصـفهـا على لسـان القديـس بولس فى رسالته الأولـى الى كورونـثوس: 

“الـمحـبـة تـتأ نـى وتــرفـــق ..

  المحـبـة لا تحـــسد ولا تتباهــى ولا تنـتـفـــخ..

ولا تـأتـي قــباحــة ولا تـلتـمـس مـاهـو لـهـا..

ولا تحــتد ولا تـظـن الســوء.. ولا تفــرح بالظــلـم , بل تفــرح بالحــق..

و تحـتـمـل كـل شـيئ ..وتــصــدق كـل شـيئ.. وتـرجـو كـل شـيئ..وتـصــبـر على كــل شـيئ .. المحــبـة لا تـــســقط أبـداً “(1كو4:13-8).

ونشـيد الإنـــشـاد يــصـف الـمحبـة بـإنهـا “قــويـة كالـمـوت..مــيــاه كثيرة لا تستطيع ان تـطفئ الـمحـبـة والسـيـول لا تـغـمـرهــا” (نـش 7:8).

وبتأملنـا فى هـذه الصفات نجـدهـا فى هـذا القلــب،قلب الحبيـب الذى أحبــنا الى الـمنتهــى.

لقد قال السيد الـمسيح ان كل الوصايا والشرائع يـمكن ان تتلخص فى كلمة واحدة ألا وهى “الـمحبة “(متى36:22-40).

والرسول بولس يقول ان هناك ثلاث فضائل تثبت “والذى يثبت الآن هو الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة وأعظمهن الـمحبة”(1كورنثوس13:13).

والرسول يوحنا يعرّف لنا الـمحبة قائلاً:

“وانـما الـمحبة فى هذا اننا لم نكن نحن أحببنا الله بل هو الذى أحبنا فأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا”(1يوحنا10:4)،ويقول أيضا “من لا يحب فانه لا يعرف الله لأن الله محبة”(1يوحنا8:4).

ان الله محبة ولقد خلقنا نحن لكي نَحب ونُحب ولكن خطايانا هى التى فصلتنا عن الله وعن الآخرين وأيضا عن أنفسنا لهذا قال الرسول بولس:”فإنـي لا أعرف ما أنـا عامله لأنّ ما أريده من الخيـر لا أعـمله بل ما أكرهـه من الشر إيـّاه أعـمل”(رومية 15:7)، ولهذا صرخ قائلاً: “الويل لي أنـا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد الـموت هذا”(رومية24:7).

اكرام: لنستعد حسنا للتناول ولنحرض الاخرين على فعل ذلك
نافذة: يا قلب يسوع سلامنا ومصالحتنا ارحمنا

اليوم التاسع عشر- السبت 19 يونيو: كيف نتجاوب مع حب يسوع؟

نرجع الى ركائز الحب الثلاث: الجودة..الـمعرفة..الـمشابهـة

حب الإنسان ليسوع من جهة الجودة:

حب الإنسان ليسوع هو إما لأمر مـا،وإما فقط فى الضيقات،وإما فى الـمناسبات،أو حباً للظهور والحصول على مديح الناس.

_ أقـول بأنـي أحب يسوع فهل حبي بلا غرض؟ أم أشابـه شعب الخمس خبزات الذى قال عنهم السيد الـمسيح:” انكم تطلبونني لأنكم أكلتم الخبز وشبعتم” (يو 26:6) ، أو أشابـه الشاب الغني الذى مضى حزينا؟.

– أقول اني أحب يسوع فهل حبي ليسوع حب يبقـى للنهايـة؟ أم أعمل مثل نيقوديموس الذى جاء اليه سراً خوفاً من اليهود؟ وأخاف أن أردد قول الرسول ” من يفصلنا عن محبة الـمسيح أشدة أضيق…” (رو25:8).

– أقول اني أحب يسوع فلماذا أتهـرب من مسؤوليـة الخدمـة فـى الكنيسة وبهـذا أقول انى لست من الجسد؟، أو انى لست عضواً،أو انى لست رِجلاً،أو يـداً أو عيناً فى جسد يسوع وأقف مشلولاً فى جسد الـمسيح السري،الكنيسة،فلا أخدم أو آتي للكنيسة وأشارك بـمواهب الروح القدس التى فـيّ والتى وهبهـا لـي الله؟. لقد نسينـا قول الرسول: “فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو” (1كورنثوس 27:12).

– أقول اني أحب يسوع فلماذا أخفي مواهبي وخدماتي وعطائي وصلاتي وبدلاً من التنافس فى رفع إسم يسوع يكون الجسد فى شِقاق وضعف؟

وعن حب الإنسان ليسوع من جهة الـمعرفة:

– أقول اني أحب يسوع فهل أعرفـه مثل معرفة بولس الرسول الذى قال:”عرفته وعرفت قوة قيامته”. كانت معرفـة بولس الرسول ليسوع معرفة عميقة،قويـة،وليست معرفة وقتيـة،سطحية أو عابـرة. ولكى تكون لدي هذه الـمعرفـة هـل أقرأ الإنجيل،كلمة الله الـمقروءة؟، وهـل أستعمل الوسائط التى تـمنحها الكنيسة لـي لأقترب من يسوع لأعرفه جيداً؟.

هـل أحضر النهضات الروحية؟،وهل أتـمم الفرائض من صلوات وأصوام وصدقـات؟؟..وهل..وهـل؟ . فالرب يدعونا ” فليكن فيكم من الأفكار والأقوال التى فى الـمسيح يسوع “(فيليبي5:2)، ومن أجـل أن يكون لنا هذا لابد أن نعرف يسوع حتى نفهم ونعي ونتعلم ما هى أفكار وأخلاق يسوع

– أقول اني أحب يسوع فهل أعرّفـه للآخرين بأعمالي وتصرفاتي ومحبتي؟

“فنحن سفراء الـمسيح كأنّ الله يعظ على ألسنتـنـا”(2كورنثوس20:5).

– أقول اني أحب يسوع فهل أحمل أسمه بفخر كـما يطالبنـا ” باركوا إسمه” (مز5:96) ، “افتخروا بإسمه القدوس” (مز 3:105) فلا نجعل اسمه سبب عـار.

أمـا عن حب الإنسان ليسوع من جهة التشابه:

-أقول انى أحب يسوع فهل أشابهه فى محاربة الشر والخطية فلا أكون فى شركة مع بليعال؟. لقد قال الرب “أخرجو من بابـل” (اشعيا20:48) ، “إعتزلوا يقول الرب”(2كورنثوس 17:6).

  – أقول أنا أحب يسوع فلماذا لم نترك العالم وكل شيئ فى العالم؟ ونسينـا قول الرسول لنـا: ” لا تحبوا العالم ولا ما فى العالم لأن كل ما فى العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة

“(1يو 15:2-16)؟

  • أقول انى أحب يسوع فهل حملت الصليب؟ وهل نسينـا القول”من لا يحمل صليبه ويتبعني لا
  • يكون لي تلميذا”(متى38:10)؟.
  • أقول أنا أحب يسوع فلماذا لم أثبت فى كرمته ” فالغصن لا يستطيع أن يأتى بثمر من عنده إن لم يثبت فى الكرمة” (يو 4:15-15). والثبات فى الكرمة يعني الثبات فى الكنيسة لأن الكنيسة هى كرم الرب.

والآن يأتـى السؤال كيف يكون التجاوب الحقيقي مع حب يسوع :

  1. أن نحبه                                  2.أن نصغي لصوته  

3.أن نتبعه دون غرض عالـمي           4.أن نحمل اسمه بفخر

5.أن نحمل صليبه برضى وشكر           6 .أن نعيش لأجله 

  • أن نعمل لأجله                        8. أن نتحادث معه بالصلاة

فهل يأخي وأختي من منظري ولغتي وتصرفاتي وهدوئي ومحبتي وطاعتي وخدمتي ورعايتي لأسرتـي ينظر الناس الـمسيح فـي ” فيمجدوا الله” (مت 16:5)  “فنحن سفراء الـمسيح” (2كو20:5).

فلنعود الى تقييم حبنا ليسوع هـل هو حب حقيقي أم…..؟

إن لـم نعرف الحب و نثبتـه فـى قلوبنـا وأفعالنـا فإننـا لا شيئ ..

فلنـملأ بالحب قلوبنـا لأن النعمة فينـا. فنـحن مــدعوون للقداسة فلا شيئ يلهينـا عن ذلك لأننـا لسنـا من العالم (يوحنـا 19:15)، فلا نترك أسلحتـنـا وسلاحنـا هو حب يسوع “فـمن يفصلنـا عن محـبّة الـمسيح أشّدة أم ضيـق أم جوع أم عري أم خطر أم إضطهاد أم سيف”(رومية35:8

اكرام: لنتحمل بلطف نقائص القريب حبا بيسوع
نافذة: يا قلبا جريحا بالحربة اضرمنا بنار المحبة

         
اليوم العشرون- الأحد 20 يونيو : ماذا يطلب منّي قلب يسوع غير العبادات الخارجيّة؟ 

+يسوع يطلب منّي أن أملك عطشاً للرب الإله الحيّ وأستمد منه الحياة لأن الحياة وحدها تكسر

العطش أي الموت. مطلوب منّي الذهاب إلى الينبوع الحيّ أي قلب يسوع الذي نستقي منه الحياة التي تتدفّق من على الصليب حيث طعن. ولم يذكر يسوع عبثاً كلمة أنا عطشان. لقد سبق وقالها للسامريّة، وعلى الصليب يردّد أنا عطشان أي أنّه عطشان للحب. 

+الذي يطلبه منّي قلب يسوع هو أن أقتدي بقلبه الوديع والمتواضع. يسوع هو نور وتعليم أي أنّه المرجع. يطلب منّا مار بولس أن نشعر مثل يسوع أي أن نملك نفس الشعور ونفس الإحساس الذي ليسوع لأنّه هكذا نقتني قلباً مثل قلب يسوع بأفكار ورغبات سامية. إن عبادتنا لقلب يسوع تكون ناقصة وباطلة إن لم تكن مدعومة بهذا القلب الإلهي. يقوم الإقتداء على التأمّل أي أن أنظر إلى قلب يسوع وأحدّد جرحه، أعرف ما يجرحه مجدّداً ويسبّب له النزف وأتحاشاه. والتأملّ هو الخروج من الذات أي الأنانيّة، للتفرّغ بالنظر إلى من نحب، وأعني بنظر البصيرة أي الإيمان. نتيجة الإقتداء والتأمّل بقلب يسوع أحصل على قلباً جديداً منفتحاً ومضحيّاً، لأن تعليم يسوع لنا ليس تعليماً نظرياً فيسوع شخص عملي وبكلامه لنا كان يقصد فعلياّ ماذا يقول.  في الإرتداد والتوبة، القلب الجديد يجب أن يقوم على أنقاض القلب الحجري أي الإنسان القديم، وهو لا يتحقّق ونحصل عليه إلاّ عندما نقوم بعمليّة زرع قلب يسوع مكان قلبنا. 

+الثقة به “إذا كان الله معنا فمن يقدر علينا”، “من الذي يستطيع أن يفصلنا عن محبّة المسيح أضيق أم أجوع أم اضطهاد…”. يسوع يدعونا إلى الثقة به أي “لا تخف أيّها القطيع الصغير”. الثقة تتطلّب معرفة تقودنا إلى التسليم الكامل بين يديّ الرب. من متطلبات وشروط هذه الثقة، التنكّر للأنانيّة واشتهاء ما هو أساسي وجوهري. وإليكم طلبة جميلة وهي أن نطلب الله من الله لأنّ لا أحد يستطيع أن يقدّم الله سوى الله. 

+التكرّس لا يقتصر على الرهبان والراهبات بل كل مَن يجعل ذاته حصّة الله وخاصة الله وينتمي إليه هو مكرّس. التكرّس الصحيح لا يقوم على تكريس بيت أو مسبحة أو سيّارة إنّما الإنتماء إلى يسوع وعيش شعاره ولتكن مشيئته. الإنتماء هو عمليّة داخليّة اي تسليم الذات وقبول كل ما يحدث لي من مرارة على ان أقدّمها ليسوع كفعل حب. الإنتماء والتكرّس الصحيحين هما التسليم الكامل للربّ بالسجود والصلاة ألخ… . لا يتمّ التكرّس بقراءة نص أو كلمات يقولها المتكرّس الراهب أو المنتسب إلى جمعية أو أخويّة ما، إنّما بعيش حياة جديدة وإعطاءها معنى جديداً أي أن أترك مكاناً للمسيح ليكبر وينمو حبّه وحضوره فيَّ، فلا أفسح في المجال لأشياء أخرى لتنمو فيّ وذلك بالتخلّي والتجرّد ونكران الذات.

+الإتحّاد بالمسيح من خلال القربان. فالقربانة هي قلب وجسد يسوع وعبادة القلب الإلهي مرتكزة على عبادة القربان فهاتان العبادتان تتكاملان ويقول أحد الباباوات: “القربان هو العطيّة الثمينة لقلب يسوع”.

+المحبّة الأخويّة. فالصلاة وحدها لا تكفي يجب أن تكون مقرونة بالعمل، “فليس كل من يقول لي يا ربّ يا ربّ يدخل ملكوت السماوات” والعمل بمشيئة الله يعني المحبّة الاخويّة. وهذه هي أصول المسيحيّة: الله والقريب. والإنسان الذي يتكرّس داخلياّ وحقيقةً لقلب يسوع يعرف تماماً معنى العيش مع الآخر. 

+العطاء الكامل اقتداءً بقلب يسوع الذي أعطى قلبه وسمح بأن يُطعن.

اكرام لنحاول ان نزرع كلمة حب وامل في نفوس الاخرين خاصة الحزانى والمرضى والمتضايقين
نافذة ليأت ملكوتك يا قلب فادي َّ الحبيب

اليوم الحادي والعشرون- الإثنين 21 يونيو : نبع ماء يتفجر حياة ابدية 

عندما حل يسوع بيننا اراد ان يكون كلّاً للكل، وان يختبر في ذاته الذهاب الى الاخرين كما فعل

مع متى، او مع قائد المئة، وان يكون مع الكل ليربح الكل كما فعل مع الخطاة. لم يشأ ان يكون بحيرة منزوية وهادئة يسعى الناس الى اكتشلفها بل اراد ان يكون نبع ماء يتفجر بالحياة ويستمر بالتدفق ويصل الى كل الناس.

هذه هي رغبته وهذه هي رسالته ان يكون نبع ماء متفجر، ومصباحا مشعا، ونارا مانحة للدفء. فطبيعته محبة والمحبة عطاء دون حدود. ولذا فمنذ ان تجسد منح ذاته كليا للبشرية. وفي حياته مر في وسط الناس وهو يفعل الخير مع الجميع. رغبته من كل واحد منا – ونحن في هذا الشهر المبارك – ان نرتوي من الماء الحي المتفجر من قلبه فنكون شهودا لحبه ورسلا حقيقيين له. وهو بدوره يعمل في داخلنا، يلهمنا وينير طريقنا، ويشجعنا في رسالتنا ويسندنا في خدمتنا. انه يريد ان يعمل في العالم من خلالنا، وان يصل نوره الى الامم بواسطتنا .فما مدى استعدادنا للعمل في رسالته وحسب رغبته يا ترى؟

اكرام: علينا ان نضع باعتزاز صورة القلب الاقدس او مريم العذراء في احسن مكان في بيتنا لتكون تحت انظارنا وموضوع اكرامنا
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اجعلني في حماك كل حين

                          
اليوم الثاني والعشرون- الثلاثاء 22 يونيو: الـحـيــاة مـع اللــه

مـاذا يعـنى الحـيـاة مـع اللـه؟!..ومـا هـى فـائدتـهـا للإنسان الـمؤمـن؟!..

الـحـيـاة مـع اللـه تعطـى الإنسان:

1. قـوة وثـقـة: “إن سرت فـى وادى ظلّ الموت لا أخاف شراً لأنك معـى”(مز4:23)..

وبنفس القـوّة يقول الـمرنّم “الرب نوري وخلاصـى مـمن أخاف” (مز1:27).

2.قـوة أن لا يخطئ: هكذا كان يوسف الصّديق يشعر دائـما إنـه واقف أمام الرب واللـه يراه

فكيف يخطئ فصرخ صرختـه الـمعروفـة عند محاولـة زوجـة فوطيفار إغراءه بالشر:”كيف أصنع

هـذا الشر العظيم وأخطئ إلـى اللـه” (تك 9:39)

3. الإيـمان بأن اللـه موجود معـنا:  وجود دائـم للـه فـى حياة الـمؤمن وليس وجوداً مؤقـتـا

“كل الأيام وإلـى إنقضاء الدهـر”

4. الـفـرح بالأبـديـة لـهـذا أعلـن القديس بولس “لـي إشتهـاء أن أنطلق وأكون مع الـمسيح فذاك أفضل جداً” (فيليبى 23:1)

5. أن يـدعـو الآخـريـن: فالإنسان الـمؤمن يدعو الكل إلـى العِشـرة مع اللـه ويقول لهـم ما قالـه الـمرّنم “ذوقـوا وأنظروا ما أطيب الرّب”… أو عندمـا عرف فيلبس يسوع دعا نثنائيل قائل ” وجدنـا الذى كتب عنـه موسى فـى الناموس والذى كتب عنه الأنبياء”(يو45:1).

6. الشعور بوجود اللـه فـى الأماكن الـمقّدسة: كـما قال يعقوب عن بيت إيـل “إن اللـه فـى هـذا الـمكان”(تك 28)..

7. حب الصلاة الدائـمة والحديث مع اللـه: كـما كان يفعل أباءنا القديسين “صلوا بكل صلاة ودعاء كل حين فـى الروح” (أف18:6) ..وكـما طلب الـمرّنم “واحدة طلبت من الرّب وإياها ألتـمس أن أسكن فـى بيت الرب كل أيام حياتـى لكى أعاين نعيم الرّب وأتأمـل فـى هيكله” (مز4:26).

8. حـب الوجـود مـع اللـه

“إلـى مـن نذهب وكلام الحياة الأبديّة هـو عندك” (يو68:6)

9. حـب تـنفيذ وصايـا الرب: ” مـا أشّد حبّي لشريعتك. هـى تأملي النهار كلـه” (مز97:118)

  إذا فبـالـخطيّة يزول الإحساس بالوجـود والحياة مع اللـه ..ويشعر الـخاطئ بإنفصال عن اللـه . وقـد ظهـر هـذا الإنفصال فـى عـمقه حيـنما صرخ قايـين قائلا للرب ” ذنبى أعظم من أن يُـحتـمل إنك طردتنى اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفـى” (تك13:4)

فأحرص يـا أخـى ويا أختـى علـى تكون حياتك هـى “فـى اللـه” و”مع اللـه” و”للـه”  وللـه الـمجد والكرامـة إلـى الأبـد أميـن.

اكرام: لنعط لاخوة يسوع الصغار المحتاجين مما افاضه يسوع علينا
نافذة : يا قلب يسوع مصدر الحياة والقداسة ارحمنا

اليوم الثالث والعشرون – الأربعاء 23 يونيو: “تــأمـلــوا”

قيلت ذات يوم من الرب يسوع “تأملوا الغربـان” و “تأملوا الزنابـق”(لوقا24،27:12)،وطالبنا الرسول بولس بالتأمـل قائلا: “تأملوا رسول إعترافنـا وحَبره يسوع”(عبرانيين 1:3)، وأيضا “وليتأمل بعضنـا فى بعض تحريضاً لنا على الـمحبة والأعمال الصالحة” (عبرانيين14:10)، فـمــا مـعـنى الـتأمـل؟!

يـتـأمـل الإنسان شيئـا يعنـى إنـه يـمعن النظر فيـه،يدقـق،يفحص، ويحلـله.

الـتأمـل،هـو إذن الدخـول إلـى العـمق سواء فـى عـمل الفكر أو الروح. هـو الوصـول إلـى لـون مـن الـمعرفـة فوق الـمعرفـة العادية بكـثير،كـمعرفـة بولس الرسول “عرفته وعرفت قوة قيامتـه”.

التـأمـل،هـو تفتح العقـل والقلب والروح لإستقبال الـمعرفـة الإلهيـة الجديدة الـتى تأتـى مـن فـوق أو من روح اللـه الساكن داخـل الإنسان.

والـتأمـل،يناسبه السكون والهدوء والبعد عن الضوضاء التى تشغل الحواس وبالتالى تشغل العقل وتبعده عن عـمل الروح فيـه. ويزداد التأمل عـمقا كلـما تحرر الإنسان من سيطرة فكره الخاص.

مـجـالات الـتأمـل:

التأمل فـى الكتاب الـمقدس والصلاة والتراتيل والألحان،فـى الخليقـة والطبيعـة،فـىالسماء والـملائكـة والقديسين،فـىالـموت والدينونـة وما بعدهـا،فـى الأحداث،فـى سير القديسين،فـى الفضائـل،فـى الكتب الروحيـة،فـى وصايـا اللـه وفـى صفاتـه وكـمالاتـه.

فعندمـا نقرأ الكتاب الـمقدس نفهم ونعـى ويستنيـر العقل بالروح القدس “حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب”(لوقا45:24).

والتفكيـر العقلي الـمحض الخالـى من عـمل الروح لا ينتج تأملا بل إنـه ينتج علـما أو فلسفة،فهناك فرق ما بين العالـِم والعابـد.

والقارئ السطحى قد يقرأ كثيـرا ولكنه لا يتأمـل،أما القارئ الروحى فالقليل من قراءاته يكون كنبع ملئ بالكنوز الروحيـّة،فيـمكن أن تأخذ آيـة واحدة كل يوم للتأمل وتصبح مجالا للتفكيـر طوال اليوم،وهذا الفكر يتعـمق فـى القلب.

وليس فقط الحفظ أو ترديد الآيـة يعتبـر تأملا،بـل حاول أن تطبقهـا على حياتك.

التأمـل فـى الطبيعـة والخليقـة ” السموات تحدث بـمجد اللـه والفَلك يخبـر بعـمل يديه”

(مز1:19)،والرب يسوع دعـانـا قائلا “تأملوا زنابق الحقـل..طيور السـماء ” (مت 26:6و 28).

وإذا كانت السماء الـماديّة مجالا عظيما للتأمل فكم تكون السماء “التى هى عرش اللـه” (مت 34:5)،وكذا التأمل فـى كل القوات السماوية التى أمام العرش الإلهى.

وماذا عـن القيامـة والأجساد النورانية السماوية (1كو42:15-50).

التأمـل فـى الأحداث وما تدلّ عليه من حكمة اللـه وتدبيره وعنايته وتدخله فنلمس عِظم محبـة اللـه

للإنسان ولنـا خاصّـة.

التأمل فـى الصلاة وكلماتها،فالصلاة ليست ترديد لألفاظ،بل هـى حياة مع اللـه.

قد نتأمـل فـى الكثيـر،ونستمع للكثيـر،الـمهم أن نـأخذ من هذا التأمـل القوة الروحيّة للعـمل. فالرب يسوع بعد أن ألقـى عظته على الجبل ختمهـا بقولـه ” كل من يسمع أقوالـي هذه ويعـمل بها أشبه برجل عاقل بنـى بيته على الصخر…وكل من يسمع أقوالـي هذه ولا يعـمل بها يشبه برجل جاهل بنـى بيته على الرمـل” (مت24:7-26).

وأكّد هذا بقوله “وليس كل من يقول لـي يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يعمل إرادة أبى الذى فـى السموات” (متى21:7)

فدرّب نفسك على التأمـل ولا تتضايق وتيأس مـما فيك من عيوب أو فتور.ولا تغتـر وتقول إنـى أعلـم كل العـلم فتبرير النفس أوإلتماس الأعذار هو بداية السقوط.

جاهـد بإستمرار طالبـا معـونـة اللـه لأنه قال “بدونـى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا” (يوحنا5:15).”فلاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت َهذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك” (1تـيموثاوس 16:4).

ونحن الذى قيـل لنـا “أنهم ليسوا من العالم” ولديـنـا كنـز إلهـي،سماوي هو الكتاب الـمقدس الذى لا ينضب من الأقوال والبـركات والنِعـم الـتـى تدفعـنـا للتأمـل ما بقـى لـنا من أيام الغربـة وليس تأملا فاتـراً،خامـلاً،غيـر مـثـمر،بـل تـأملاً عامـلاً علـى تنفيذ إرادة السـماء لـمن هـم مـن السـماء.

فأنـت يا من دُعيت لأن تكون مـن فـوق  تحتاج أولا لأن تعـرف وتـعـى وتفهـم جيدا:مـن أنـت؟،ومـن أي شعب؟،ومن أي أرض؟(يونان 8:1)،ولـماذ كان الإختيـار؟،ومـن هـو الذى إختـار ودعى؟(يوحنا16:15).

وتأمـل فـى كل ما حـملـته السـماء لك من بركات ونِعـم وإختيـار خاص وروح حـي ومـحيي تـتحرك بـه دون أن تدرى،وفِكر سماوي،وبتوليـة فـى القلب والروح والعقـل،وصحـة فـى الجسد وحـكـمة فـى العقـل قـوة فـى الإرادة،وفـرحُ دائـم،وصفح ومغـفـرة بلا عقاب،وسـماء مفتوحـة تـنـتظـر مـن يدعـوهـا،وأبـوّة أبـديـة لا تقف عند حـد.

وأمـومـة حانيـة وحاميـة تـمسح الدمع وتغّيـر الثوب وتشفق علـىالأبنـاء، وأخـوّة مـن القديسين تقف

متشفعـة،راجيـة،ومصّليـة.

أبعـد هـذا نقف ونصـّم الأذان ونغلـق القلب وندنّس الإختيـار

ولانـتـأمـل؟،فتــأمـلـوا، لــتعـمــلوا “الأعمال الصالحة” (عبرانيين14:10).

لقـد مضـت الأيام والسنون ومـا زلـنا نتحجج بالقـول إننـا ما زلنـا لا نعـى،”لا نفـهـم ما يقول”(يو18:16)،ولا نعـرف ما هـو التأمـل أو كيف نـتأمل.

عـهد كثيـر مضـى والوقت قـريب،والخـوف أن يـأتـى العريس ويجدنـا ما زلنـا فـى طور التأمـل،نـُعد الـمصابيح كالعذارى دون أن نـرى الطريق للعـمل لنصبح “من فوق”.

اكرام: لنجتهد ان نجذب الاخرين الى ممارسة عبادة قلب يسوع
نافذة : ربي وآلهي

                               
اليوم الرابع والعشرون – الخميس 24 يونيو: الجائزة العُظْـمى

“أما تعلـمون ان الذين يسابقون فـى الـميدان كلهم يسابقون ولكن واحداً ينال السبق فسابقوا أنتم حتى تفوزوا”(1كور24:9). الجائزة او الجوائـز أصبحت الدافع القوي فـى حياة الإنسان عامـة، وفـى حياة الـمسيحي خاصـة، ولكن لا بد من فهم طبيعة تلك الجائزة لنفهم طبيعة دوافع الإنسان للحصول عليها.

الجوائـز التى يحصل عليها الإنسان الـمسيحي نتيجـة إتباعـه لوصايـا اللـه عديدة كـما جاء ذكرهـا فـى الكتاب الـمقدس:

  1. الوعد بالكنـز السماوي: كـما جاء فـى انجيل القديس متى: “كنوزا فـى السماء حيث لا يُفسد
  2. سوس ولا أكله ولا يُنقب السارقون ولا يسرقون” (مت20:6)، ورسالة القديس بطرس الأولـى : “لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بط4:1).
  3. الوعد بالـمديح من اللـه: يـمكن أن نرى ذلك فـى رسالة القديس بولس الرسول الى أهل كورنثوس:” إلى أن يأتى الرب الذى سينير خفايا الظلام ويوضح أفكار القلوب وحينئذ فكل أحد يكون مدحـه من اللـه”(1كور5:4)، وأيضا فـى انجيل متى:”ومتى جاء إبن البشر فـى مجده وجميع الـملائكة معه فحينئذ يجلس على عرش مجده وتُجمع لديـه كل الأمم فيميّز بعضهم من بعض كـما يميّز الخراف من الجداء”(مت21:25-22)، وأيضا كـما جاء فـى انجيل لوقا:”فقال له أحسنت أيها العبد الصالح قد وُجدت أمينا فى القليل فليكن لك السلطان على عشر مدن”(لو17:19).
  4. الوعود بجوائـز النصـرة

كـما جاء فـى كتاب رؤيا القديس يوحنا اللاهوتـى:”من غلب فإنـى أؤتيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فـى وسط فردوس إلهي”(رؤ7:2)،”من غلب فلا يضره الـموت الثانـى”(رؤ11:2)،”من غلب فإنـى أؤتيه الـمن الخفي وحصاة بيضاء مكتوبا عليها إسم جديد لا يعرفـه أحد إلاّ من أخذ” (رؤ17:2)، “من غلب وحفظ أعمالى إلى المنتهى فإنـى أوتيه سلطانا على الأمم”(رؤ26:2).

  • الوعد بالحصول على مسؤليات خاصة وسلطانا من قِبل الرب

كما جاء فـى انجيل القديس متى:”متى جلس ابن ابشر على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا معى على اثنى عشر كرسيا وتدينون أسباط اسرائيل الإثنى عشر”(مت28:19)،

” من ترى ذلك العبد الأمين الحكيم الذى أقامه سيده على أهل بيته ليعطيهم الطعام فى حينه، طوبى لذلك العبد الذى يأتـى سيده فيجده يصنع هكذا الحق الحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله”(مت45:24-47).

  • حضور وليـمة الحَـملْ “طوبـى للـمدعويين إلـى عشاء عُرس الحمل”(رؤ9:19).
  • الوعد بالإكليل الإكليل هو رمز للنصر والسلطة والجـاه، وهناك أنواع منها:

إكليل الـمجد: “وحين يظهر رئيس الرعاة تحصلون على إكليل المجد الذى لا يذوى”(1بط4:5)

إكليل العدل:”وإنما يبقى اكليل العدل المحفوظ لـي الذى يجازيني به فى ذلك اليوم الرب الديـّان العادل”(2تيمو8:4)

أكاليل من ذهب:” وحول العرش أربعة وعشرون عرشا وعلى العروش أربعة وعشرون شيخا لابسين ثيابا بيضاء وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب”(رؤ4:4)

اكليل الحيـاة: ” كن أمينا حتى الـموت فسأعطيك اكليل الحياة”(رؤ10:2)

اكليل الشوك رمز النصرة على الشر:”وضفّروا إكليلا من الشوك وجعلوه على رأسه” (مت29:27).

قـد يقول البعض ان السبق والتنافس من أجل الحصول على الجائزة العظـمى ينفـي ان خلاص

الإنسان إنـما هو هِبـة من  اللـه، وليس نتيجة عـمل أو فعل الإنسان، وأن على الإنسان أن يخدم اللـه لأنـه يحبـه أولا، ولـمجد اللـه ثانيـا،وليس من أجل جائزة أو مكافاة. وللرد نقول فلـماذا يعلن الوحي الإلهـي عن ضرورة مشاركة الإنسان وعـمله لإستحقاق هذا الخلاص الـمجانـي؟    

يقول القديس بولس الرسول:”لكنى بنعمة اللـه صرت على ما أنا عليه ونعمته التى فـيّ لـم تكن باطلة بل تعبت….لكن لا أنا بل نعـمة اللـه التى معي”(1كور10:15)،

“فإن عـمل كل واحد سيكون بيّنـا لأن يوم الرب سيظهره إذ يُعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو.فـمن بقى عمله الذى بناه على الأساس فسينال أجره” (1كور13:3-14)،” إن ذلك من أصدق ما يُقال وإياه أريد أن تُقرر حتى يكون الذين آمنوا ذوى إهتمام فـى القيام بالأعمال الصالحة فهذه هى التى تحسن وتنفع الناس”(تيطس8:3)، والقديس يعقوب يقول:”ترون إذن أنّ الإنسان بالأعمال يُبررّ لا بالإيـمان وحده”(يع 24:2)، والسيد الـمسيح يعلن فـى رؤيا يوحنا قائلاً:”هـآنذا آت سريعا وجزائـي معـي لأكافـئ كل واحد حسب أعـمالـه”(رؤ12:22)، واللـه يعلن لإبراهيـم قائلا له:”أنـا أجرك العظيـم جـداً”(تك1:15).

ان من نال سر الـمعموديـة قد صاربالنعـمة عضواً فـى جسد السيد الـمسيح”نحن الكثيرين جسدُ

واحد فـى الـمسيح”(رو4:12)،”لأنكم أنتم جملة من اعتمدتم فـى المسيح قد لبستم الـمسيح”(غلا27:3)، وبهذا أصبح ضـمن الـمتسابقون فـى السبق لنوال الجائزة العظمى..فهـل عرفت الآن لأي شيء تـتسابق؟.

مـا أسعدك ايها الـمسيحي إن كان اللـه هـو جائـزتـك العظـمى، فلا تتوان، أو تتكاسل، أو تخور فـى ميدان السبق، فـما أعذب وأقوى الإعلان بأنك قد نلت الفوز.

إذا أعوزتـك القوة فوّجـه نظرك إلـى يسوع فهو القائل لك: “لا تخف أنا أعينك لأنـى أنا الرب إلهك فإنـى قد نصرتك” (اش10:41،13)، وإذا مـا أصابك ضعف، أو فتور، أو ملل، أو خوف فتذكر قول الـمرنم: ” الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتـي فممن أرتعب”(مز1:26-5)، وإذا ما قلت اننى إنسان لا يمكننى الإنتصار،فأنظر إلـى السيد الـمسيح هذا الذى داس الـموت وإنتصر بصليبه وقام من بين الأموات وأتـمم العـمل الذى أعطاه له الأب السماوي” أنـا مـجّدتـك علـى الأرض وأتـممت العمل الذى أعطيتنى لأعمله” (يو4:17)، ولهذا جاء ان الأب السماوي قد “أخضع كل شيئ تحت قدميه وجعله رأسا فوق الجميع للكنيسة” (أف21:1) ،وأيضا أنظر إلـى القديسة مريم، ابنة الناصرة التى صارت آية فـى السماء (رؤ 1:12) بعد أن نفذت مشيئة الأب السماوي عندما دعاها لأن تكون أمـا للكلـمة الإلهية.

إن الفتـور والعثـرات والسقوط هـى نتيجة حتـميه لعدم محبـة اللـه، فإن كان حب اللـه فينـا فلن نجد أي صعوبـة فـى التسابق،ولهـذا فلكى نضـمن الفوز فـى السبق يجب أن نضع مـحبّة اللـه فـى قلوبـنـا.نـضع فـى قلوبـنـا أولا اللـه،وتكوين علاقـة معـه وتعـميقهـا يوما بعد يوم،وهذا لـن يتأتـى بـمجرد مـمارسات خارجيـة وقوانين ونواميس،بـل هـو عـمـل اللـه فيـنـا.

الروح القدس الساكن فيـنا هـو الذى يعطى الكلـمة،والقـوة،وثـمر الروح الإيـمان، والعزاء، والقداسة،

وهو الذى يدفعك للإنتصار. إذن كل شيئ بالروح. فدافعك ليس من ذاتك، بل دع الروح القدس يحركك ويعـمل بك وفيـك ومعـك.

الروح القدس مستعد أن يعـمل فيـنا ولكننا بتهاونـنا وإهـمالـنا نطفئ حرارة الروح فيـنا فنخسر

السبق. فصلي لأبيك فـى السـموات طالبـا منـه العون والقوة وأن يجعل روحـه القدوس حي فيك عاملا ودافعـا لك للفـوز بالـمجد السـماوي.

“فلذلك أيها الإخوة اجتهدوا بالأحرى أن تجعلوا دعوتكم وانتخابكم ثابتين بالأعمال الصالحة فإنكم إذا فعلتم ذلك لا تزِلّون أبداً. وهكذا تُمنحون بسخاء أن تدخلوا ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع الـمسيح الأبدي” (2بط10:1-11). آميـن.

اكرام: لنكتب مواعيد قلب يسوع فنجعل منها نظاما ً لحياتنا الروحية
نافذة : يا قلب يسوع ينبوع كل تعزية ارحمنا

اليوم الخامس والعشرون – الخميس 25 يونيو: رحـمـة الرب

الحنان والرحـمة هـى من صفات اللـه تعالـى. وإن الرحـمة الإلهيـة هـى قلب الكتاب الـمقدس فمن خلال أعمال الله وتعاليـمه التى اختبرهـا شعب الله فـى العهد القديـم سواء فرديـاً أو كجماعـة، وأيضاً فـى العهد الجديـد وكيف أن الله أظهـر عِظم مـحبـتـه ورحـمته لنـا فـى تجسده وموتـه على الصليب وقيامتـه ليعـطى الحيـاة الأبديـة لكل من يؤمن بـه فيـمكننا بتلك الثقـة أن نسأل رحـمتـه تعالـى وفـى

نفس الوقت يلزم أن نثبت هذا عـمليـاً بأن نرحـم نحن الآخريـن، لهذا قال يوحنـا الرسول:

“بهذا قد عرفنـا الـمحبّة أنّ ذاك قد بذل نفسه من أجلنـا فيجب علينـا أن نبـذل نفوسنـا من أجل الإخوة”(1يوحنا16:3).

لقد أعلن الله لـموسى فـى العهد القديـم عن ذاتـه قائلاً لـه: أن “الرب إلـه رحيـم ورؤوف طويل الآنـاة كثيـر الـمراحم والوفاء”(خروج6:34). و”لأن الرب إلهك إلـه رحوم لا يخذلك ولا يُـبيدك ولا ينسى عهد آبائك الذى أقسم به لهم”(تثنية31:4). ورحـمة الرب “جديدة فى كل صباح”(مراثى ارميا22:3).وفـى قصة شعب الله الـمختار وتعامل الله معـهم وفى تعاليم الأنبيـاء نجد أنهـا تحمل معنـى واحد كيف أن الله مملوء رحـمة،فالشعب حتى وإن خان العهد مع اللـه كان يعود يرحمهـم:

–”وفعل بنو اسرائيل الشر فى عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والعشتاروت. فإشتد غضب الرب على اسرائيل وباعهم الى يد كوشان ….فصرخ بنو اسرائيل الى الرب فأقام الرب لبني اسرائيل مخلصـاً فخلصهـم..”(قضاة7:3-9). البعليم والعشتاروت هما أوثان كانت تُعبد

– صلاة سليمان عند تدشين الهيكل (3ملوك22:8-53).

– صلوات ميخـا النبي:”من هو إلـه مثلك غافر للإثم وصافح عن الـمعصيـّة لبقية ميراثـه لا يُمسك الى الأبد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثامنـا ويطرح فى أعماق البحر جميع خطايانـا”(ميخا18:7-20).

– “إذ قال إنهـم شعبي حقاً بنون لا يغدرون فصار لهم مخلصاً. فى كل مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصّهم. بـمحبتـه وشفقتـه إفتداهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديـمة”(اشعيا8:63).

– “وقد دعاكِ الرب كامرأة مهجورة مكروبـة الروح وكزوجـة الصبـآء إذا استرذلت قال الرب. هنيهـة

هجرتكِ وبـمراحم عظيـمة أضُـمكِ. فى سورة غضب حجبتُ وجهـي عنكِ لحظـة وبرأفـة أبديـة أرحمكِ قال فاديكِ الرب”(اشعيا6:54-8).

وفـى العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحـمة الله ومحبـتـه فجاءت كلـمات القديس يوحنا:”لأنـه هكذا أحبّ الله العالـم حتى إنـه بذل ابنـه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بـه بل تكون له الحيـاة الأبديـة”(يوحنا16:3). ولهذا جاءت أيضاً كلمات القديس بطرس:”مبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته الكثيرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حي بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بطرس3:1-4). وجاءت أيضاً كلمات القديس بولس:”لكن الله لكونـه غنيّاً بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التى أحبنا بهـا. حين كنّا أمواتـاً بالزلاّت أحيانا مع الـمسيح”(افسس4:2-5).

رحمة الله التى أظهرهـا لنـا الـمسيح “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبـر”(يوحنا18:1).

الرحـمة الإلهيـة كانت تعنى قوة خاصة للحب تفوق الخطيـّة وخيانـة الشعب، فعندما يرى الرب ندامة وتوبـة كان يعيد الخاطئ للنعـمة أليس هو القائل:”أليس افرائيم ابنـاً لـي عزيزاً ولداً يلذّ لـي فإنـي منذ كلّـمته لـم أزل أتذكره فلذلك حنـّت أحشائـي إليـه. إنـّي سأرحـمه رحـمة يقول

الرب” (ارميا20:31).

وكان كلا من الشر الطبيعـي أو الأدبـي إذا ما أصاب الإنسان أحيانـا سبباً لأن يعود الخاطـئ الى اللـه، كما فعل داود وصرخ قائلاً:”قد خطئتُ إلـى الرب” عندما أخبره ناثان النبي بالشر الآتى عليـه نتيجة خطيئـته مع إمرأة أوريـا الحثي (2ملوك 1:12-15). وكقول نحميا عن الشعب  “فصبرت عليهم سنين كثيرة وأشهدتَ عليهم بروحك على ألسنة أنبيائك فلم يصغوا فدفعتهم إلـى أيدي أمم الأرض….وأنت عادل فـى كل ما جُلب علينـا لأنك بالحق عـملتَ ونحن أثـمـنا”(نحميا30:9-32). وكما صرخ طوبيـا للرب قائلاً:”فالآن أذكرنـي يارب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبـي ولا ذنوب آبائـي لأنـا لـم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلـمنا إلـى النهب والجلاء والـموت وأصبحنـا أحدوثـة وعاراً فى جميع الأمم التى بددتنـا بينهـا”(طوبيا2:3-4). وكما قال الرب على لسان هوشع النبي:””إنهـم فى ضيقهـم سيبتكرون إلـيّ هلّموا نرجع الى الرب لأنـه يفترس ويشفـي يجرح ويعصِب”(هوشع1:6-2).

رحـمة الرب عظيـمة فهو القائل على لسان هوشع النبي:”إنـيّ أشفى إرتدادهـم وأحبهـم تبرعـاً لأن غضبي فارقنـي”(هوشع5:14) وأيضاً” أنظروا الى الأجيال القديـمة وتأملوا. هل توّكل أحد على الرب فخزي أو ثبت على مخافتـه فخُذل أو دعـاه فأُهـمل. فإن الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايـا ويُخلّص فى يوم الضيـق”(يشوع بن سيراخ11:2-13).

فلنسأل الرحـمة من اللـه بثقـة فهو القائل: “إسألوا فتعطوا..لأن كل من يسأل يُعطى ومن يطلب

يجد ومن يقرع يُفتح لـه”(متى7:7-8). وهو أيضاً القائل:” طوبـى للرحـماء فإنهـم يُرحـمون”(متى 7:5). وهـو أيضاً “أبو الـمراحم وإلـه كل تعزيـة”(2كورنثوس3:1).

ويمتلئ الكتاب الـمقدس بالعديـد من الأمثلـة على رحـمة اللـه على الخطـاة، ففى سفر التكوين وعلى الرغم من أن الله قد أخرج على الفور آدم وحواء من جنّة عَدْن بعد السقوط والعري، إلا إنـه يُذكر أنـه قد “صنع الرب الإلـه لآدم وامرأتـه أقـمصة من جلد وكساهـما”(تكوين21:3). وبدلاً من  أن يعاقب الله البشريـة على الفور بعد أن رأى “الرب أن شرّ الناس قد كثُـر على الأرض”(تكوين5:6)، إنتظر 120 عامـاً قبل أن يجلب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان يذكر الكتاب “فتنّسم الرب رائحة الرِضـى وقال الرب فـى نفسه لا أعيد لعن الأرض أيضا بسبب الإنسان بـما أن تصّور قلب الإنسان شريـر منذ حداثتـه ولا أعود أهلك كل حـي كـما صنعت”(تك21:8) مع أنـه يُذكـر ان الرب قال من قبـل “أمحو الإنسان الذى خلقت عن وجـه الأرض” (تك 7:6).

الله رحيـم فهو الذى أعلن ذلك لشعبـه: ” الربّ الربّ إلـه رحيم ورؤوف طويل الأنـاة كثيـر الـمراحم والوفـاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفـر الذنب والـمعصيـّة والخطيئـة”(خروج 6:34-7).

وفـى حوار الله مع إبراهيـم من أجل سدوم وعـمورة وكيف انـه كان من أجل عشرة باراً أن يصفح عن المكان كله (تك 26:18-33).

وشفقة الرب فـى إنقاذ لوط وأسرتـه وأخرجهـم خارج الـمدينـة (تك16:19).

وفـى خطيئـة داود الـملك الذى قتل أوريـّا الحثـيّ بالسيف وأخذ زوجتـه بتشبّع زوجـة لـه، نجد أن

رحـمة الله قد شملت داود بعد أن عرف خطيئـته وقال “قد خطئتُ إلـى الرب”، فنقل الرب عنـه

خطيئته ومات الـمولود ولـم يـمت داود (2ملوك 12).

وبنو اسرائيل وعلى الرغم من تذمّرهـم على الرب وعلى موسى وهارون حتى أن الجماعـة قالت “ليرجـما بالحجـارة” وغضب الرب وقال:”هآنذا أضربهم بالوبـاء وأقرضهم”، إلاّ ان صلاة موسى لله التى يعترف فيهـا قائلاً:” إنك أنت الرب الطويل الأنـاة الكثير الرحـمة الغافر الذنب والإثـم”، جعلت الرب يقول:”قد صفحتُ بحسب قولك”(عدد13-14).      

ويونان النبـي الذى ذهب ليحذّر شعب نينوى من غضب الرب، ثار وساء الأمر لديـه من رحـمة

الله فقال:”أيهـا الرب ألـم يكن هذا كلامـي وأنـا فـى أرضي ..فإنـي علمت أنك إلـه رؤوف رحيم

طويل الأنـاة كثيـر الرحـمة ونادم على الشر”(يونان2:4).

ولهذا أعلن الوحـي على لسان صاحب الـمزامير :” هو الذى يغفـر جميع آثـامك ويشفـي جميع أمراضك. يفتدي من الفساد حياتك ويكللّك بالرحـمة والرأفـة. الرب رؤوف رحيم طويل الأنـاة وكثيـر الرحـمة. ليس على الدوام يسخط ولا إلـى الأبـد يحقـد. لا على حسب خطايـانـا عاملنـا ولا على حسب آثامـنا كافأنـا بل بـمقدار إرتفاع السماء عن الأرض عظـمت رحـمته على الذيـن يتّقـونـه. بـمقدار بُعد الـمشرق عن الـمغرب أبعد عنـّا معاصينـا. كرأفـة أب ببنـيه رئف الرب بالذيـن يتّقونـه. لأنـه عالـم بجبلتنـا وذاكرُ أنـّا تُراب”(مزمور 102). وفـى مزمور آخـر يرنـّم قائلاً:”الرب رحيم رؤوف طويل الأنـاة وعظيم الرحـمة. الرب صالح للجميع ومراحـمه على كل صنائعـه”(مزمور8:144-9). ويقول أيضاً:”من رحـمتك يارب قد إمتلأت الأرض”(مزمور64:118)، وأيضاً: “الرب حـنّان وصدّيـق وإلهـنا رحيم”(مزمور5:114)، وأيضاً “الرب بـار فـى كل طرقـه ورحيـم فـى كل أعـمالـه”(مزمور17:144). يكفـى أن نتذكـر كلمات الرب يسوع لنيقوديـموس:”لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”(يو16:3) ، “أنتم من الله أيها الأبناء وقد غلبتم أولئك لأن الذى فيكم أعظم من  الذى فـى العالم”(1يو4:4).  

اكرام: لنهتم بالمرضى والمدنفين اكراما لقلب يسوع ولا نهمل تكميل واجباتهم الدينية .
نافذة :الهي رجائي اليك التجائي ++++++ علمتَ شقائي فكن لي حنون
اليوم السادس والعشرون – الجمعة 26 يونيو صلاة التساعية

يا يسوع أنتَ قلتَ: “إسألوا فتعطوا. أطلبوا فتجدوا. إقرعوا فيفتح لكم” (متى7:7)، هوذا أنـأ أقرع وأطلب وأسأل منك يا رب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا يسوع أنتَ قلت: “فكل ما تسألون الآب بإسمـي أفعلـه ليتمـجد الآب فـى الإبـن”(يوحنا12:14)، فهوذا بإسمك يارب أسأل الآب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا يسوع أنت قلتَ: “السـماء والأرض تزولان وكلامـي لا يزول”(لوقا33:21)، هوذا قد تشجعت بتلك الكلـمات الأكيدة وأسألك يارب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا قلب يسوع الأقدس يا من هناك شيئ واحد فقط مستحيل لديك وهو أن لا تقدم الرحـمة والـمحبـة لنـا من خلال قلب مريـم الطاهـر ، الأم الحبيبـة فأقبل طلبتـنـا هذه بشفاعتهـا وشفاعـة القديس يوسف وجـميع القديسيـن ليتـمجد إسمك. آميـن.

يا قلب يسوع الأقدس، أندفع آتياً إليك، وألقي بنفسي في أحضان يداك الرحيمة، فأنت الملجأ الأكيد، وأملي ورجائي الثابت والوحيد. أنت شفاء لجميع شروري، والإغاثة لجميع مأسي والتعويض عن جميع أخطائي، من أجل الحصول على كامل النعم لنفسي وللآخرين فأنا لا يمكنني أن أفي بما ترغبه مني. أنت مصدر النور بالنسبة لي، وبالنسبة لنا جميعا، والقوة، والمثابرة، والسلام والعزاء. أنا على يقين من أن عدم إستحقاقي سوف لا يمنع معونتك لي وحمايتك وحبك، لأن حبك لي ايها القلب الإلهي لانهائي وهو رحمه لي. يا قلب يسوع، أني أضع كل طلباتي أمام رحمتك، وكلي ثقة وإيمان بأنك لن تتخلى ابدأ عنا حتى منتهى الدهور.  أمين. أبانا والسلام والمجد.

اكرام: لنمارس بكل اجتهاد عادة التناول في الجمعة الاولى من كل شهر ولنحث الاخرين على فعل ذلك
نافذة : يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا

اليوم السابع والعشرون -الأحد 27 يونيو: صفات رحمة الله

1.طبيعيـة: أي من صفاتـه الطبيعيـة حيث يوصف الله بأنـه رحيـم:”الربّ رؤوف وصِدّيق وإلهنـا رحيم”(مزمور5:116) و “الرب إله رحيم ورؤوف طويل الأناة كثير الـمراحم والوفاء يحفظ الرحمة لألوف ويغفر الذنب والـمعصيّة والخطيئـة ولا يتزكّى أمامـه الخاطئ.”(خروج6:34-7). وعلى الرغم من انهـا صفة طبيعيـة إلاّ انـه يقدمهـا للجميع (الأبرار والأشرار) حسب سلطان مشيئتـه “فإنه قد قال لـموسى أصفح عـمن أصفح وأرحم من أرحم. فليس الأمر إذن لـمن يشاء ولا لـمن يسعى بل لله الذى يرحم”(روميـة 15:9-16).

2. أساسية لله فهى نابعـة منـه وليست خارجـة عنـه.

3. لا نهايـة لهـا لأن طبيعة الله لا نهائيـة “إلهنـا عظيم وقوتـه كثيرة ولا إحصاء لعلـمه” (مزمور5:146).

4. أزليـة لأن الله أزلـي “رحمة الرب منذ الأزل وإلـى الأبد على الذين يتقونه وعدله لبني البنيـن”(مزمور17:102) لأنـه كما يقول الـمرّنم: “من قبل أن تولد الجبال وأنشأت الأرض والـمسكونة من الأزل إلـى الأبد أنت الله”(مزمور2:89).

5. ثابتـة لأن الله لا يتغيـر “فإنـي أنا الرب لا أتغيـر وأنتم يا بني يعقوب لـم تفنوا”(ملاخي6:3).

6. متساويـة بين الأقانيم الثلاثـة لله الآب والله الإبن والله الروح القدس “مُبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته وَلدنـا ثانيـة لرجاء حيّ بقيامة يسوع من بين الأموات” (1بطرس3:1).

“واحفظوا أنفسكم فى محبة الله مُنتظرين رحمة ربنـا يسوع الـمسيح للحياة الأبديـة”(يهوذا 21).

“وكذلك الروح أيضاً يُعضد ضعفنـا فإنـّا لا نعلم ماذا نُصلّي كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع

فينـا بأنات لا تُوصف”(رومية26:8).

7. ظاهـرة فى الـمسيح يسوع- “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبر”(يوحنا18:1).

وكـما يقول القديس بولس ان الله “غنيـّا بالرحـمة” (افسس4:2) فلنلتجئ بكل ثقـة نحو الله صارخين وضارعين كمثل العشّار:”إرحمني أنا الخاطئ”(لوقا13:18)، ولنعترف للرب “لأنـه صالح لأن إلى الأبد رحمته”(مزمور1:106).

اكرام: كن رسولا لقلب يسوع عاملا على بعث الامل في نفوس الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا

اليوم الثامن والعشرون.– الأثنين 28 يونيو “ليتقدس إسـمك”

لقد علّـمنا الرب يسوع فـى الصلاة الربانيـة أن أول طلبة بهـا هـى ” ليتقدس اسـمك”،أي اننا فـى كل مرّة نصليهـا يجب أن نتذكـر أن نقدس أسم الرب فـى أفكارنـا وكلامنا وأعـمالنـا كـما أن السرافييم يقدسونه مسبحين “قدوس قدوس قدوس “(اش 3:6).

فكيف نقدس إسم الرب:

تقديس اللسان

    “فـم الصديق ينبوع حياة” (أم11:10)،”ومن أراد حب الحياة وأن يرى أيامـا صالحة فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه عن كلام الـمكر” (1بط10:3).

  1. تقديس الـمظهر والـملبس

جسدنا هو هيكل اللـه “أنتم هيكل اللـه وروح اللـه ساكن فيكم” (1كو16:3).

فـما معنى أن جسدنا هو هيكل اللـه،أي انـه مقدس،ومكان سكنى اللـه ولهذا يوصينا الرسول بولس “أن يعرف كل واحد منكم كيف يصون اناءه فـى القداسة والكرامـة (1تس 4:4)،ويطالبـنا “فمجّدوا اللـه واحملوه فـى اجسادكم” (1كو19:6-20).

تقديس الفكـر:”فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى الـمسيح يسوع ” (فيليبى 5:2) و “أما نحن فلنا فكر الـمسيح” (1كو16:2).

  •  تقديس البصـر:” من نظر الى إمرأة وإشتهاهـا فلقد زنـا فـى قلبـه” (مت 28:5).

” سراج الجسد العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً” (مت23:6).                    أن نظهـر اسـمه للناس:فـى صلاة يسوع الأخيـرة قبل الصلب قال “أنا أظهرت اسمك للناس” (يو6:17) فلا بد أن نظهر اسمـه العظيم للناس ولا نخجل منه لأن فيه كل إحتياجات البشر. “محبوب هو اسمك بارب فهو طول النهار تلاوتـى” (مز118).                                           أن تكون كل أفعالنا وأقوالنـا بإسم الـمسيح: “كل ما عملتم بقول أو فعل فاعمملوا الكل بإسم الرب يسوع” (كولوسي 17:3).

أن نتعب من أجـل اسـمه: يقول الرب لملاك كنيسة أفسس أي اسقفها فى أولـى رسائله السبع كما جاءت فى سفر الرؤيـا “أنا عارف اعمالك وتعبك وصبرك..وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمي ولـم تكلّ” (رؤ 3:2). إن الرب يكافئ كل تعب حتى ولو كان بسيطا مثل تقديم كأس ماء بارد بإسمه فلن  يضيع أجره (مت 11:5-12).

أن نتـمسك باسمه ولا ننكره: يقول الرب لملاك كنيسة برغامس مشجعا له وسط الإضطهاد “أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان وأنت متمسك باسمي ولـم تنكر إيـمانـي” (رؤ13:2)

  • أن يكون اسم المسيح هو أعظم كنـز لنـا: “الذى لـي إيـاه أعطيك بإسم يسوع الناصري ” (أع 6:3)
  • أن نتجنب الإثـم والخطية والعثـرات طالـما نحمل اسمه:”ليتجنب الإثـم كل من يسمـى بإسم الـمسيح” (2تى 19:2)
  • أن نمجده ونبارك اسمه حتى فى الضيق والحزن والـمرض والخسارة فعندما انهالت التجارب على أيوب الصديق من خسارة ثروته وأولاده قال مباركاً الرب فى شكر وتسليم “الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً” (أي 21:1).
  • تقديس الذات فى الممارسات الطقسية داخل البيوت او فى الكنائس. أولادنا يروننا فى وضع الصلاة..فى الصوم..فى الذهاب الى الكنيسة كل أسبوع..فى العطاء..فى الـمحبة الـمتبادلة ما بين الزوجين..فى الطاعـة..فى روح الخدمـة..

فـى النموذج الـمثالـي فى البيت ..فـى الإلتزام بالمواعيد..فى الرعاية الروحية. والآن..فهل من منظري ولغتـي وتصرفـاتـي وهدوئـي ومحبتـي وخدمتـي ورعايتي لأسرتـي ينظر الناس الـمسيح فـيّ “فيمجدوا اللـه” فالرسول بولس يقول “اننـا صرنـا منظراً للعالـم للملائكة والناس” (1كو9:4) “فنحن سفراء الـمسيح” (2كو 20:5).

فهـل نقدس اسـم الرب ..ونعلن أسمـه القدوس ..أم تكون صلاتنـا بأن “يتقدس اسمك” هى تمتمات شفاه لا نعنيهـا وهنا يصدق علينا قول اللـه “هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فـمبتعد عني بعيداً”(اش 13:29).

اكرام: لنعمل بنصيحة القديس بولس “افرحوا دائما بالرب , واقول لكم ايضا : افرحوا “(فيليبي 4:4)

نافذة : يا قلب يسوع كن رجائي

                            
اليوم التاسع والعشرون – الثلاثاء 29 يونيو: “إعـملوا كل شيئ لـمجد الله” (1كورنثوس31:10)

فـى صلاة يسوع الأخيـرة قبـل الرحيـل أتت هـذه العبارة :” أنـا مـجّدتـك علـى الأرض وأتـممت العمل الذى أعطيتنى لأعملـه” (يوحنا4:17)، تـرى مـا هـو الـعـمل الذى “أتـمه” يسوع والذى كان هـو هدفـه الوحيد،لدرجـة إنـه كان هـو شغلـه الشاغـل ؟

” إن طعامي أن أعمل مشيئة من أرسلنى وأتـمم عملـه”(يوحنا34:14).

يطلب من الله على لسان القديس بولس قائلا:”إعـملـوا”،هـو أمـر بالعـمل، ولكن مـاذا نعـمل؟!

هذا هـو تساؤلنـا. مـاذا نصنع؟!،مـاذا نعـمل؟!

انـه هـو نفس السؤال الذى طرحـته الـجموع للـمعمدان “ماذا نصنع” (لوقا10:3)،وكان أيضا نفس السؤال الذى طُرح على يسوع “ماذا نصنع حتى نعـمل أعـمال اللـه” (يوحنا 28:6).

فـى موعظـة السيد الـمسيح على الجبل جاء قولـه:”طوبـى للرحـماء فإنهم يُرحمون”(متى7:5)، ويجب دائـما أن نتذكر قول القديس يعقوب:” إن الدينونـة بلا رحـمة تكون على من لا يصنع رحـمة”(يعقوب 13:2)، وفـى أمثال السيد الـمسيح عن السامري الصالـح(لوقا25:10-37) وعن الغني ولعازر(لوقا19:16-31)، تحـمل كلهـا تعليـماً أساسيـاً وهو أن الرحـمة لـمن يرحـم ومن أن الله يكافـئ فقط من  يرحـم فهو القائل: “حينئذ يقول الـملك للذين عن يـمينه تعالوا يا مباركي أبـي رِثوا الـمُلك الـمُعدّ لكم منذ إنشاء العالـم. لأنـي جُعت فأطعمتمونـي وعطشت فسقيتمونـي وكنتُ غريبـاً فآويتـمونـي وعُريـانـاً فكسوتـمونـي ومريضاً فعُدتـمونـي ومحبوساً فأتيتـم إلـيّ”( متى34:25-40).

ولكن كيف يـمكننـا أن نعـمل أعمال الرحـمة تلك دائـما وفى كل وقت؟

ان تفكيـرنـا وتـأملـنا فـى اللـه هـو العـمل الإيجابـى الأول الذى يجب أن يكون فـى حياتـنا الروحيـّة.

فلنـفكّر كثيـرا فـى اللـه،وهذا التفكيـر فـى اللـه يلد مـحبتـه فـى القلب،لهذا بُـدء بالتـأمـل ،أي فكّروا فيـه كثيـراً،فكّروا فـى “إنكم من فوق”،أي من اللـه،وإذا مـا أكثـرتم التفكيـر والتأمـل فـى اللـه وسماءه وملائكته وقديسيه وفـى كلامـه ووصاياه ودستوره و معاملات اللـه مع الناس ومعاملته معـنا خاصـة،حينئذ سينشغل الفِكر باللـه،وهذه الـمشغوليـة ستجعلنا نفكّر فيـه بالأكثـر،وهنا تزداد محبته فـى القلب. إنـهـا دائـرة فكر وحب.

لهذا قيـل:”ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو فـى الـمسيح يسوع” (فيليبى 5:2)و “أحبب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك” (تثنية5:6). نتيجة التأمـل سنعرف “محبّة الـمسيح الفائقـة الـمعرفـة لكى نـمتلئ إلـى كل ملء اللـه” (أفسس 18:3).

إن الفتـور والعثـرات والسقوط هـى نتيجة حتـميه لعدم محبـة اللـه،فإن كان حب اللـه فينـا فلن نجد أي صعوبـة فـى العـمل.

ولهـذا فقبـل البدء فـى العـمل هـو أن نضع مـحبّة اللـه فـى قلوبـنـا.  أن نـضع فـى قلوبـنـا أولا اللـه،وتكوين علاقـة معـه وتعـميقهـا يوما بعد يوم،وهذا لـن يتأتـى بـمجرد مـمارسات خارجيـة وقوانين ونواميس،ولا يصلح لـها مظاهر خارجية ولا الشكليّات ولا السلوك الروحى كـمجرد واجب،بـل هـو عـمـل اللـه فيـنـا،دع اللـه يعـمل فيـك..دعـه يسكن فـى قلبك..لا تقاوم..إنـه هـو الذى يدعـو أن يسكن فـى قلبك يا أخـى ويا أختـى..”يـا إبنـى أعطنـى قلبك” (أمثال 26:23)،لأنـه مكتوب “لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك” (متى 21:6).

إن أول طريق العـمل هـو خـطوة، إبدأ إذن بهذه الخطـوة.مهما كانت قصيرة، ومهما كانت فاترة أو ضعيفـة. أغصب نفسك على إتخاذ هذه الخطوة..الآن..”قـم”..”عُـد”..

أطلب من اللـه أن يسكن فـى قلبك،لأن أي عـمل ظاهـر هو نتيجة ما فـى القلب و قـل لـه : “أنـا يارب غير قادر أن أصل إلـى محبتك،إذ توجد مـحبات أخرى عالـمية ومادية وجسدية تجتذبنـى بعيدا عنك،وأنا ضعيف أمامها،لذلك أريد أن تـمنحنى مـحبتك حتى تعـمل مـحبتك فـيّ فأتمم العـمل الذى أردته أنت”، وعندما يرى اللـه رغبتك فـى الحياة معه والعـمل معـه سيـرسل لك معونته الإلهية وتفتقدك نعـمته ويعـمل فيك روحه القدوس بكل قـوة.

الروح القدس الساكن فيـنا هـو الذى يعطى الكلـمة،والقـوة،وثـمر الروح (غلاطية22:5) ،والإيـمان

(1كورنثوس3:12)، والعزاء (يوحنا26:14)، والقداسة (رومية4:1)،والحرارة فـى الخدمـة والعـمل.

“لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلـم فيكم”(متى20:10)، إذن كل شيئ بالروح،فعـملك ليس من ذاتك،بل دع الروح القدس يحركك ويعـمل بك وفيـك ومعـك،لهذا يدعونا الرب “إمتلئوا بالروح” (أفسس 18:5).

الروح القدس مستعد أن يعـمل فيـنا ولكننا بتهاونـنا وإهـمالـنا نطفئ حرارة الروح فيـنا،ومـا أسهـل إطفاء الروح بالبيئة الخاطئة والجو الغيـر روحى وبالـمشاكل والأحداث إذا مـا إستقطبت الإنسان وإستولت على فكره ومشاعره، بالفكاهات العابثة ، باللهـو والكسل والتـراخـى والتقصيـر فـى الصلوات ، بالفراغ، بالشهوات وخاصـة مـحبة العالـم.

فإبحث يا أخـى ويا أختـى أيّـة شهوة فـى القلب تلك التى أطفأت روحك؟!

الروح القدس ينشط بالقراءات الروحيـة التى تشغل الفكر باللـه،بالصلوات والخلوات الروحيـة التى يكون لها فاعليتها بكل ما فيها من تأملات وصلوات وقراءات وتراتيل وألحان وجو روحـى نافع وينشّط،وكذلك بالصداقات الروحيـة التى تقوى القلب وتقوده إلـى اللـه،وكذلك ينشط الروح القدس بالتناول من سر القربان الـمقدس وما يصحبه بإستـمرار من توبـة وإعتراف فهو “طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنـا” كـما نردد فـى القداس الإلهـى ومن أجل هذا “نثـبت فيـه وهـو فينـا” (يوحنا56:6).

ولهذا فلنحذر أن نطفئ الروح القدس لهذا صرخ الـمرنّم “روحك القدوس لا تنـزعـه منـي” (مز50)،والرسول بولس دعانا ” لا تحزنـوا روح اللـه الذى به خـتـمتم” (أفسس 30:4).

الأعـمال أنواع ” ولكن اللـه واحد الذى يعـمل الكل فـى الكل” (1كورنثوس6:12).

1. عـمل روحــي :

  • ” هـذا هـو عـمل اللـه أن تؤمنوا بالذى أرسله” (يوحنا29:6)
  •  ” لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك” (1تى 16:4)
  •  “من ردّ خاطئـا عن ضلال طريقه يخلّص نفسا من الـموت ويسـتر كثـرة من الخطايـا” (يع 20:5)
  •  “قد أعلنت إسـمك للناس الذى أعطيتهم لـي من العالـم”  (يو 6:17)
  •  “يروا أعـمالكم الصالحـة فيـمجدوا أباكم الذى فى السـموات” (مت 16:5)
  •  “ولأجلهـم أقّدس ذاتـي ليكونوا هـم أيضا مقدسيـن بالحق”    (يو 19:17)
  •  “فإذا أكلتم أو شربتم أو عـملتم شيئا فإعـملوا كل شيئ لـمجد اللـه” (1كو31:10)
  •  “فإن مشيئة اللـه هـى أن تُسكّتوا بأعـمالكم الصالحة جهالة القوم الأغبياء” (1بط 15:2)
  • “إفـرحـوا فـى الرب”(فيليبى1:3).إضحكوا،إبتسمـوا،ففرحكم هو عـمل الروح فـى داخلكم ودليل إيـمانكم وإختياركم وسلامكم فهو القائل:”ولكنـنى سأراكم فتفرح قلوبكم ولا ينـزع أحـد فـرحكم” (يو 23:16)
  •  “إبـتـغـوا ما هـو فوق حيث الـمسيح” (كولوسى 1:3)
  • “أن نواظب على ما سمعناه أشد مواظبـة لئلا يسرب من قلوبنا” (عب 1:2)
  •  دراسة كلـمة اللـه ” (2تيمو15:2)

وغيـرهـا مـن الأعـمال الروحيـة التى تعـمل على تـمجيد اللـه.

2. عـمل إجـتـماعـى:

  • “الديانـة الطاهـرة عند اللـه الأب هـى هذه إفتقاد اليتامـى والأرامل فـى ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالـم”      (يع 27:1).

– ” ومن كانت له الـمعيشة العالـمية ورأى أخاه فـى فاقـة فحبس عنه أحشاءه فكيف تحـل مـحبـة اللـه فيـه” (1يو17:3).

3. عـمل إداري:

وهـى كل ما يتعلق بإدارة مسؤلياتك فـى بيتك وعملك ومدرستك وكنيستك كلها يجب أن تخضع لروحانيـة الخدمـة “إن إبن الإنسان لـم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه” (مت 28:20).

وكل الأعـمال الأخـرى الحسنة “فـمن يعرف أن يعـمل حسنـا ولا يفعل فتلك خطيّة لـه” (يع17:4)،”فكن عينـا للأعـمى ورجلاً للأعرج وأبا للمساكين” (أيوب 15:29)،وكن إنسانـا معطاء فكـما قيل عن السيد الرب “إنـه كان يجول يصنع خيـراً” (أع38:10).

عـمل لا يـأتـى منـه العثـرات لأنـه “ويل لـمن تأتى بواسطته العثرات” (لو1:17).

فإعـمل فـى أي مجال،فـى البيت،فـى مكان العـمل،فـى الكنيسة،فـى النادى،مع كل أحـد،الـمهـم أن تعـمـل ولا تكن خامـلا تدفـن الوزنـات.

هدف العـمل هـو تـمجيد اللـه..”أنـا مـجّدتك على الأرض”..

عندمـا نبدأ العـمل فلا بد من الإستـمرار” كونوا راسخين غيـر متـزعـزعـين مكثـرين فـى عـمل الرب كل حيـن” (1كو58:15)

فلنبـدأ فـى العـمل..لأن الرب “سيأتى كلا منكم على حسب أعماله”(رؤ23:2)

فلا تكن أعـمالنا باردة أو بالفاتـرة (رؤ15:3) بل دائـمة وقـوية..فعّالـة ومقدسة.

وإحذر فـى أعـمالـك من الكبـريـاء لأن “قبل الكسر الكبـرياء وقبل السقوط تشامخ الروح” (أم 18:16).

“فـمهـما أخذتم فيـه من قـول أو فعل فليكن الكل بإسم يسوع الـمسيح شاكرين بـه للـه الأب” (كولوسى 17:3).

” ومـتى فعلـتم كل مـا أُمرتـم بـه فقـولـوا إنـنـا عبيد بطالّون” (لو10:17) ودائـما فلنتذكـر القـول ” لا لنـا يارب لكن لإسمك أعطِ الـمجّد” (مز1:113).

“فـمن عند الرب كان ذلك وهو عجيب فـى أعيننـا” (مت 42:21)..

“إعـملـوا” ..”فلا شدّة ولا ضيق ولا جوع ولا عري أو خطر أو إضطهاد أو سيف” (رو38:8) يـمكن أن أن يوقفـنا عـن العـمل.

قيـل ليونان النبـى يومـا “مـا عـملك ومن أين جئت وما أرضك ومن أي شعب أنت” (يونان 8:1) فـماذا يـمكن أن نقـول أو نجاوب إذا ما سألـنا الرب يومـا مـا؟!.

“فلـيختـبـر كل واحـد إذن عـمـلـه” (غلا4:6).

فـإنـه “لكل واحد منـا أعطيت النعـمة علـى مقدار مـوهـبة الـمسيح وهـو الذى جعل بعضا رسلا وبعضا أنبياء وبعض مبشرين وبعض رعاة ومعلـمين لأجل تكـميل القديسين ولعمل الخدمـة وبنيان جسد الـمسيح” (أف7:4، 11-12).

إن عـملنـا هـو تـميم إرادة اللـه، لأنـنـا “مـن فـوق”.فـأرضـنـا هـى السـماء،ونـحن مـن أهـل السـماء.

ولـيـتمجد الرب فـى كل شيئ الآن وإلـى الأبــد أميـن.

اكرام : اشترك ببعض نشاطات خورنتك
نافذة : يا قلب يسوع لجة كل الفضائل ارحمنا

                           
اليوم الثلاثون – الأربعاء 30 يونيو: الى الامام مع مريم

كما بدأنا هذا الشهر بعبادة قلب يسوع تحت اشراف وعناية مريم الكلية القداسة هكذا نختتمه تحت انظارها الوالدية لان يسوع نفسه اختتم رسالته الخلاصية على الصليب ممليا على تلميذه المقرب يوحنا وصيته الأخيرة بقوله” هذه أمك”، مشيرا الى امه مريم العذراء وبشخص يوحنا فان كل مسيحي هو ابن مريم .هذه الهبة الكريمة من قلب يسوع نتقبلها بفرح وامتنان وكما اخذ يوحنا مريم الى بيته منذ تلك الساعة ( يوحنا 19 : 27 )، هكذا نفعل نحن ايضا , اعني نسلم الى عنايتها الوالدية وحمايتها القديرة : حياتنا واعمالنا , لا بل حتى صعوباتنا و مشاكلنا بثقة بنوية عالية اذ ليس في الكون قلب يخفق بالحب والحنان كقلب الام , انه قادر ومستعد للعطاء , للحب والصفح , للنسيان والغفران . لذا يشار دائما وباعجاب عال الى القلب الوالدي كرمز للتضحية والحنان .هكذا هو قلب مريم الطاهر، فكم نحن بحاجة اليه . ان سر التجسد السامي تم في احشاء الام البتول، وفي قلبها الطاهر بدأ سر الفداء عندما ابدت قبولها وخضوعها الكلي لارادة السماء معلنة بكل كيانها : ” ها انا امة الرب فليكن لي كقولك” ( لوقا 1 : 38 ).ان مريم هي التي جذبت اليها يسوع من السماء. فإذا اقتربنا منها، نرى يسوع بواسطتها. انّ العالم لم يعرف يسوع إلا بواسطة مريم. فلماذا لا نبحث إذا عن الطريق الحقّ التي توصلنا إلى يسوع؟!

إنّ مريم هي “خاطفة القلوب”، كما يدعوها القديس برنردوس. فقد خطفت أولا قلب الله إليها، ثمّ تخْطف قلوب بني البشر بمحبّتها الوالديّة لتقدّمها لله. ويحدث ذلك في ارتدادات يوميّة تصنعها مريم مع الخطأة. وقد قال الربّ يسوع يوماً للقديسة كاترينا السيانيّة: “لقد خُلقت مريم، تلك الابنة المحبوبة، لتكون نظير طعم لذيذ، يصطاد القلوب ويأسرها لي, وخصوصا قلوب الخطأة”…

إنّ مريم لا يمكنها أن تحفظ شيئا وتخصّه لذاتها. فكلّ ما يصل إلى يديها تقدّمه لابنها، وريثها الوحيد. وكما انّ مريم كانت على وجه الأرض تعتني بتغذية وحيدها، كذلك هي اليوم في السماء لا تزال تواصل عنايتها. وهي تعرف، اكثر من الجميع, انّ طعامه هو المحبّة. وقد صرّح الرب يسوع نفسه لرسله، عندما قالوا له: “يا سيّد، كلْ”, فأجاب: “لي طعامٌ آخر لا تعرفونه”! أي إرتداد المرأة السامريّة الخاطئة، فبقدر ما تجذب مريم إليه من القلوب، تكون قد سمعت إلى تغذيته. وهذا ما تصنعه مريم، كلّ يوم, حتى انتهاء العالم.

وقد وضعت الكنيسة المقدّسة على فم مريم هذا الكلام النبويّ كما جاء في سفر الحكمة: “عندي هو الغنى، لكيما أغني الكثيرين” وذلك، لتُبيّن أنّ مريم تغني الملتجئين إليها بالنعم العديدة التي تفرغها في قلوبهم, لأنّ عندها كلّ كنوز الله. ولهذا تضيف أيضا قائلة: “تعالوا أيها الراغبون فيّ, واشبعوا من ثماري”!

فلنسرع إذاً إلى مريم، راجين, منها أن تقودنا هي إلى قلب يسوع لنتأمل فيه, هذا الشهر المقدس, ونعرفه حقّ المعرفة, فنزداد حباً له, وننال وعوده الصادقة.

لنتذكر في اختتام هذا الشهر المبارك ان امنا القديرة مريم هي معنا، وان انظارها الوالدية تتبعنا وتحرسنا اذا ما حافظنا على الامانة نحو ابنها الحبيب يسوع ونحوها وليكن حبنا لها ليس في هذا الشهر فحسب بل في كل ايامنا آمين

اكرام : لنشجع الكتاب المقدس والكتب الدينية التي تنشرها كنيستنا حبا بقلب يسوع فنقتنيها , ونقرأها , ونضعها تحت تصرف الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع مسكن العلي العظيم ارحمنا                                                                
لوس انجلوس في ابريل 2021


[1] “Sacred Heart of Jesus” Prayer Book (2016)

[2] https://mariantime.org/

[3] (popefrancis-ar.org)