تأملات في شهر قلب يسوع الأقدس

تأملات في شهر قلب يسوع الأقدس

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس- كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – سلطانة الملائكة

تـقديـــم

” تأملات في شهر قلب يسوع الأقدس” هو تجميع لمجموعة من التأملات والصلوات السابق إعدادها في عام 2021 و2022 و2023 والمخصصة لقلب يسوع والتي تقال عادة في شهر يونيو من كل عام وذلك لتكريم قلب يسوع الأقدس على ضوء وصيّة يسوع العظمى لنا أن نحب الله من كل القلب وكل النفس وكل القدرة.  هذا الكتاب هو إضافة الى ما سبق أصداره عام 2020 من تجميع لمجموعة الصلوات والتي قد أعددتها من قبل في سنوات 2013 – 2020 وذلك من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة الأسرية فى المسيح يسوع.

أرجو من الرب ان يكون هذا الكتاب سبب بركة روحيـة للجميع وأن يساعد أبناء الكنيسة الكاثوليكيـة على النمو فى الإيـمان وليأتوا بالثـمار الـمرجوة ببـركة الرب وشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء.                                                       

لوس أنجلوس فـى أبريل 2023                                    الشماس نبيل حليم يعقوب

شهر قلب يسوع الاقدس

كثيرا ما نرى في بيوتنا صور قلب يسوع الأقدس، فنرى يسوع وقلبه محاطًا بالأشواك ويعلوه صليب، وتتصاعد منه نيران الحب المشتعل. يشير بيده اليسرى إلى قلبه الأقدس، وبيده اليمنى يباركنا ويقول لنا: “هوذا القلب الذي يحبّكم حبّا جمّا. كافئوا بالحبّ حبّه العظيم لكم“. في العصور الماضية، أصبح ” قلب يسوع الأقدس” موضوع عبادة المؤمنين، يتأملون من خلاله في حب الله لهم، وما تحمّله يسوع من ظلم وآلام وموت على الصليب لخلاص البشر. وقد ظهر يسوع إلى عدد من القديسين والقديسات طالباً منهم أن يتعبدوا لقلبه الأقدس.

بدأت عبادة قلب يسوع الأقدس مع القديسة مارغريت – ماري ألاكوك، التي اختارها الرب كي تنشر غنى قلبه في العالم “غنى قلب يسوع الذي لا يدرك”. وقد عبرت عن هذا الحب بقولها:

” إن محبة الله عظيمة. وهو يريد أن يجود علينا نحن الفقراء بكلّ كنوز قلبه”.  جذب الرب القديسة مرغريت ماري الاكوك إليه كي تكون بكليتها له، وقد ظهر لها عدة ظهورات، وفي كل ظهور من الظهورات كان يؤكد لها مقدار حُبه للنفوس التي يودّ أن تخلص وعن ألمه بسبب الكثيرين الذين لا يقابلون هذا الحُب بالحب، بل بالنكران وعدم الاحترام والاحتقار لسر حُبه الإلهي، وبالأخص النفوس التي تهينه وهي التي اختارها لتكون خاصته.

وفي  ٢٨ مارس ١٦٨٧ ظهر لها يسوع وكلفها بأن تنشر عبادة قلبه الأقدس وواعدا بمراحم عديدة لمن يكرمون قلبه الأقدس. أدركت مرغريت –ماري أن يسوع اختارها لتكون تلميذة له ورسوله لقلبه الأقدس.

في عام ١٨٣٣ انطلقت فكرة تكريس شهر يونيو لقلب يسوع الأقدس من دير القديس أوغسطينوس في باريس. يأتي شهر يونيو بعد شهر مايو المخصّص لمريم العذراء منذ القرن الخامس عشر. رتبت الكنيسة ذلك لأن أمنا مريم تسهر علينا في مسيرتنا على هذه الأرض نحو الملكوت، وهي

تحتضننا في شهر مايو وتأخذ بأيدينا لتقدمنا في شهر يونيو لقلب ابنها الفادي.

في سنة ١٨٩٩ طلب البابا لاون الثالث عشر (1878-1903) أن يكرس المؤمنون أنفسهم لقلب يسوع الاقدس. وبعدها حث الباباوات الشعب على اللجوء لقلب يسوع والتعبد لقلبه الأقدس.

في سنة ١٩٥٦ أصدر البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958) رسالة بابوية بعنوان”تستقون

المياه”، حث فيها المؤمنين على العبادة لقلب يسوع الأقدس وعلى تكريس الذات والعائلة له.

يظهر البعد اللاهوتي لقلب يسوع في سر الفداء، فبآلام يسوع وموته على الصليب وقيامته المجيدة وصعوده الى السماء، ندرك مقدار حُبه اللامحدود لكل منا. يستطيع كل واحد منّا القول إن يسوع مات لأجل خلاصي وفتح لي وللبشرية جمعاء أبواب الحياة الأبدية. 

إن الحب الذي يحمله يسوع لنا هو حب إلهي لا يستطيع الإنسان أن يدركه. وقد أصبح قلب يسوع المفتوح بالحربة رمزا لهذا الحب الإلهي للبشر.

لقد أصدر كل من البابا بيوس العاشر(1831-1914)، والبابا بيوس الثانى عشر، والبابا

بولس السادس (1963-1978)، والبابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005).

العديد من الرسائل الباباوية لحث كل المؤمنين أن يكون حب يسوع ماثلاً دائماً أمامهم وأن نضع حب الله فوق أي إهتمامات أخرى دنيوية.

إذن الكنيسة تحثّنا في شهر قلب يسوع على تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس بالتوبة والندامة وممارسة الصلوات والتأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحو البشر.
إن عبادة، أو تكريم الرب في شهر قلب يسوع ما هي إلا رياضة دينية موضوعهـا هو قلب يسوع المشتعل حبًّا للبشر والـُمهان من هؤلاء البشر. ولا يمكن القول أنّ موضوع هذه العبادة هو هذا القلب باعتباره منفصلاً عن أقنوم الكلمة المتجسد، ولا انها توجّه فقط لهذا القلب دون باقيى ناسوت السيد المسيح، ولا انها توجّه إلى الجزء المادي من جسم المسيح المعروف بإسم القلب، ولكن إنما توجّه إلى الشيء المرموز بالقلب وهو حُبّ يسوع نحو البشر، أليس هو القائل لنا “تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب” (متى 29:11).

صلوات شهر قلب يسوع الأقدس

مسبحة قلب يسوع

تتلي هذه المسبحة على مثال مسبحة القديسة مريم العذراء إلا أنها تختلف عنها بالصلوات، فعوضا عن الصلاة الربية (أبانا الذي في السماوات …) تتلي الصلاة الآتية: أيها الأب الأزلي إني أقدم لعظمتك دم سيدنا يسوع المسيح الثمين للغاية وفاء عن خطاياي ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

عوض عن السلام الملائكي (السلام عليك…)  يقال: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب

الرد عوض (يا قديسة مريم يا والدة الله …………) يقال: اجعل قلبي مثل قلبك

وبدلا عن المجد للأب والابن والروح القدس يقال: يا قلب مريم الطاهر– كن خلاصي أمين.

البيت الأول: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح يدك اليمنى.

البيت الثاني: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح يدك اليسرى.

البيت الثالث: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح رجلك اليمنى

البيت الرابع: ياسيدى يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح رجلك اليسرى.

 البيت الخامس: يا سيدي يسوع المحبوب والمصلوب اقدم لك هذا السر إكراماً لجرح الجنب المقدس.

فعل التعويض لقلب يسوع

يا يسوع مخلص البشر، ها نحن جاثون أمامك باتضاع، ومتوجعون توجعا مراً، لما لحق وما

يلحق بك كل يوم من الإهانات. فتنازل واقبل إكرامنا وخالص إتضاعنا تعويضا عما أسأنا به

وعدم المعروف الى قلبك الأقدس.

يا قلب يسوع، يا أقدس القلوب وأحنها، أي شيء لم تفعل لكي تكون محبوبا من البشر. هجرت

لأجلهم جلال عظمتك ومجدك، وبذلت دونهم كل شيء، حتى أرقت دمك الطاهر إلى أخر نقطة. وجعلت نفسك إلى انقضاء الدهر تعزية لنا وحماية وقوتاً في مسالك هذه الحياة، أما نحن فماذا فعلنا مكافأة لهذه المحبة إننا بدلاً من أن نقابل الحب بالحب، لم نكف عن عصيانك و الإساءة إليك. فمن ثم نسألك المغفرة أيها الراعي الصالح، يا من لا يعرف غير المحبة والتألم عن جميع المرارات التي سببناها لقلبك القدس، وعن تراخينا ومناولاتنا الفاترة، وسيرتنا العادمة التقشف والشهوانية. يا يسوع يا حمل الله الماحي خطايا العالم تناس آثامنا تناس ضعفاتنا بنعمتك ياليت لنا قلوب كل البشر فنقدمها ذبيحة لمحبتك لتكن رغبة خدامك هؤلاء أيها السيد المسيح آئلة إلى إخماد الغضب الإلهي العادل ولتفتح لنا يوماً أبواب الفردوس. أمين.

فعل التخصيص لقلب يسوع الأقدس

يا يسوع فاديّ الحبيب، إني اهدي لكَ قلبي فضعهُ في قلبك الأقدس، إذ في هذا القلب الطاهر اشتهيت السكنى وبه قصدتُ أن احبك. بهذا القلب الأقدس رمتُ ان يجهلني العالم لتعرفني انت وحدك فقط. من هذا القلب الأقدس أستمد حرارة حب أغني به قلبي. في هذا القلب الأقدس أجد القوة والأنوار والشجاعة والتعزية التامّة. فأن ضعفتُ قوّاني، وان ذبلتُ أحياني، وان حزنتُ عزّاني، وان قلقتْ سكنّ روعي. يا قلب يسوع الأقدس ليكن قلبي هيكلاً لحبك وليعلن لساني جودك ولتثبت عيناي دائماً في جروحك. وليتأمل عقلي كمالك، ولتتذكر ذاكرتي عظم مراحمك، وليعبر كل ما بي حبي الجزيل لقلبك وليكن قلبي مستعداً لاحتمال كل شيء والتضحية بكل شيء حباً لك.

يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب ابنك الحبيب تخصيصنا به وحبنا له ومقاصدنا كلها، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا، فينجينا من بلايانا حتى اذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء

أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء، آمين.

طلبة قلب يسوع

كيـرياليسون          كريستاليسون         كيـرياليسون

يـا ربنا يسوع الـمسيح                      أنصت إليـنا

يـا ربنا يسوع الـمسيح                      استجب لنـا

أيهـا الآب السماوي الله                          ارحـمنـا

يـاإبن الله مخلص العالـم                          ارحـمنـا

أيهـا الروح القدس الله                            ارحـمنـا

أيهـا الثالوث القدوس الإله الواحد                 ارحـمنـا

يا قلب يسوع الـمصور من الروح

  القدس فى أحشاء الوالدة البتول                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمتحد جوهريـا بكلمة الله            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذا العظمة غير الـمتناهية            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع هيكل الله الـمقدس                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خباء الرب العلي                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع بيت الله وباب السماء               اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع آتون الـمحبة الـمضطرم                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مقر العدل والـمحبة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمفعم جوداً وحبـاً                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع لجّة الفضائل كلهـا                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الجدير بكل تسبحة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها          اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مسكن ملء الـلاهوت كلـه           اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع موضوع سرور الآب                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الذى من فيضه أخذنا جميعا        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريـة                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الطويل الآناة والكثير الرحمة        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الغني لكل من يدعونك                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنـا                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـموسع عاراً لأجلنـا                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمنسحق لأجل أرجاسنا            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطيع حتى الـموت                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطعون بالحربـة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مصدر كل تعزيـة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع حياتنا وقيامتنـا                     اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع صُلحنـا وسلامنـا                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذبيحة الخطـأة                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خلاص الراجيـن                           اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رجاء الـمائتيـن                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع نعيم جميع القديسين                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم                انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم                استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم                  ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

–     يـا يسوع الوديع والـمتواضع القلب

–     اجعـل قلبنـا مثل قلبك

صلاة: أيها الإله الأزلي القادر على كل شيء انظر إلى قلب ابنك والى الوفاء والتسابيح التي قدمها لعزتك عن الخطأة، فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وأرض عنهم باسم ابنك سيدنا يسوع المسسيح الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس إلى دهر الداهرين، أمين.

صلاة يومية أمام قلب يسوع

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة والصلاح. أنت تراني وتحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، وكن ملجأي طيلة حياتي وفي ساعة موتي.

إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، وأنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

  صلاة تكريس العائلة لقلب يسوع الاقدس 

يا قلب يسوع الأقدس، لقد أعلنت حين ظهورك للقديسة مرغريتا مريم رغبتك في ان تملك على البيوت المسيحية، فها اننا نلبي طلبك اليوم معلنين اياك ملكاً على بيتنا وكل الساكنين فيه. ومن الآن وصاعداً نرغب في أن نعيش حياتك وأن ننمي في نفوسنا الفضائل الإلهية الني بها نحصل على السلام وهكذا نكون قد ابتعدنا عن الملذات الدنيوية الفانية التي لعنتها.

 املك يا رب على عقولنا بواسطة الايمان، واملك على قلوبنا بحبك المضطرم نحونا في سر

الافخارستيا العجيب.

أيها القلب الالهي تبَنىً عائلتنا وبارك كل أعمالنا، نجنا من الاخطار، قدس أفراحنا، خفف آلامنا، وإذا لا سمح الله جرح أحدنا قلبك بخطيئة فذكره يا يسوع بجودك ورحمتك غير المتناهية للخاطىء التائب. وعندما تدق ساعة الفراق من هذه الدنيا ويجلب الموت والحزن لعائلتنا فكل فرد منا سيخضع خضوعاً تاماً لأحكامك الإلهية علينا، وفي نفسنا الرجاء الوطيد اننا سنجتمع ثانية كلنا في السماء لنرتل لك نشيد مجدك ورحمتك. أمين. أبانا الذي في السماوات و السلام عليك يا مريم

فعل تكريس آخر لقلب يسوع الأقدس

إنّي أهب نفسي لقلب سيّدي يسوع المسيح الأقدس، وأكرّس له ذاتي وحياتي وأعمالي وأحزاني وآلامي كيلا يبقى فيَّ شيء إلاّ إكرامه وحبّه وتمجيده.

إنّي أريد إرادة ثابتة لا رجوع عنها أن أكون بكلّيتي له وأصرف كلّ أعمالي لحبّه، وأبتعد الابتعاد الكامل عن كلّ ما لا يريده.

فكن إذَن، أيّها القلب الأقدس، موضوع حبّي الوحيد، ومحاميًا عن حياتي، وضامنًا لخلاصي، ومقويًّا لضعفي، ومطهّرًا ومنقيًا لهفواتي، وملجأ أكيدًا لي عند ساعة موتي. كن أيّها القلب الأقدس، مبرّرًا لي عند الله الآب. أبعد عنّي سهام غضبك العادل.

أيّها القلب المحبّ والمحبوب. إنّي أضع فيك كلّ رجائي، لأنّي أخشى كثيرًا من ضعفي، وأترجّى الكثير من جودك وصلاحك.

أبعد عنّي كلّ ما لا يرضيك، وأرسخ في قلبي بواسطة حبّك الطاهر، رسوخًا لا يمكنني معه أن أنساك ولا أنفصل عنك. أستحلفك بأحشاء حبّك أن يكون إسمي مرسومًا فيك، لأنّي أريد أن تكون سعادتي وغبطتي، وأن أحيا وأموت في خدمتك. آمين. (القدّيسة مرغريت ماري)

أفعال التعويض الخمسة لقلب يسوع الأقدس

الفعل الأوّل: تعويضًا عن الذين لا يزورونه في الكنائس

يا يسوع إلهيّ، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا في القربان المقدّس، وأؤمن أنّك إله وإنسان حقّ، قاصدًا أن أعوّض لك من فتور كثيرين من المؤمنين الذين لا يلتفتون إليك بمرورهم أمام كنائسك، وبحضورهم قدّام مذابحك، حيثما تشتهي بكمال الحبّ أن تهبهم ذاتك، وهم على مثال الإسرائيليّين في البريّة يكرهون هذا المنّ السماويّ.  فأنا أقدّم لك هذا الدمّ الثمين الذي سفكته من جرح رجلك الشمال، تعويضًا من هذا الفتور الممقوت. وفي هذا الجرح الأقدس أكرّر مرّات لا تحصى قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان            أبانا والسلام والمجد

الفعل الثاني: تعويضًا عن الذين لا يرافقونه في الدروب

يا يسوع إلهي، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا، وأؤمن أنّك حاضر في السرّ الأقدس. وأنوي أن أعوّض لك من عدم معروف كثيرين من المؤمنين، الذين إذ يرونك محمولاً إلى المرضى لتعزيّهم في سفرهم إلى الأبديّة لا يرافقونك، وبالجهد يسجدون لك ظاهرًا، فأنا أقدّم لك، تعويضًا من هذا الفتور، الدم الثمين الذي سفكته من جرح رجلك اليمين، الذي فيه أكرّر مرّات كثيرة قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان            أبانا والسلام والمجد

الفعل الثالث: تعويضًا عن الذين يهينونه في الزيارات

يا يسوع إلهي، الخبز الحقيقيّ للحياة الأبديّة، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا. وأنوي أن أعوّض لك من الجراح الكثيرة التي تجرح قلبك كلّ يوم بتدنيس كنائسك، حيث تقيم تحت الأشكال السريّة، ليسجد لك ويحبّك المؤمنون بك. أقدّم لك، تعويضًا من هذه الإهانات، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليسرى الذي به أكرّر في كلّ وقت قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان          أبانا والسلام والمجد

الفعل الرابع: تعويضًا عن الذين يهينونه في القدّاس

يا يسوع إلهي، الخبز الحيّ الذي نزل من السماء، إنّي أسجد لك سجودًا كليًّا. وأنوي أن أقدّم

لك، تعويضًا من عدم المعروف هذا، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليمنى. الذي فيه

أرتّل مع الملائكة المحيطين بك قائلاً:

فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان

أبانا والسلام والمجد

الفعل الخامس: تعويضًا عن الذين يهينونه في المناولات:

يا يسوع إلهيّ، الذبيحة الحقيقيّة عن خطايانا، أنا أسجد لك سجودًا كليًّا، وأقدّم لك هذا السجود، تعويضًا من هَتْك الأقداس الذي يرتكبه ناكرو الجميل الذين يتقدّمون إلى المناولة بحالة الخطيئة المميتة. فتعويضًا من هذا النفاق المكروه، أقدّم لك قطرات دمك الأخيرة المسفوكة من جرح قلبك الأقدس الذي فيه أدخل لأسجد لك وأباركك وأحبّك وأكرّر مع الذين يكرّمونك في القربان المقدّس قائلاً: فليُشكر يسوع في كلّ زمان          ويُمجّد في سرّ القربان       أبانا والسلام والمجد

صلوات تعويضية

تعطف أيها الفادي الإلهي يسوع وأنظر إلينا نحن حراس قلبك الأقدس، جئنا اليوم وفى هذه الساعة ونادمين عما فرط منا نحو قلبك الأقدس لنستعطف قلبك الإلهي ونستمطر رحمتك علينا وعلى العالم والخطأة المساكين وخاصة على التعساء الذين لسوء حظهم لا يعرفون الإنشغال بمحبتك. نعم يارب أننا نعدك من الآن فصاعدت أن نعزي قلبك القدوس

+عن جحودنا لنعمتك وعدم تقديم الشكر          نعزي قلبك القدوس

+ عن الإهانات لعظمة لاهوتك                 نعزي قلبك القدوس

+ عن فتورنا في صلاتنا وحياتنا الروحية         نعزي قلبك القدوس

+ عن مناولاتنا بدون إستحقاق                   نعزي قلبك القدوس

+ عن إهمال وصاياك وترك يوم الأحد           نعزي قلبك القدوس

+ عن إساءتنا الشخصية لك                     نعزي قلبك القدوس

+ عن إنشغالنا عنك بأمورنا الـماديـة              نعزي قلبك القدوس

+ عن فتورنا في محبتك ومحبتنا بعضنا لبعض   نعزي قلبك القدوس 

+ عن تقصيرنا في خدمتك                      نعزي قلبك القدوس

+ عن إهمال زيارتك في سر القربان الأقدس      نعزي قلبك القدوس  

+ عن عدم شعورنا بإحتياج الآخرين                    نعزي قلبك القدوس

+ عن قساوة قلوبنا وعدم توبتنا                   نعزي قلبك القدوس

+ عن نسيان واجباتنا الإنسانية                   نعزي قلبك القدوس

+ عن طول إنتظارك قارعاً باب قلوبنا            نعزي قلبك القدوس

+ عن عدم قيامنا بالشهادة عنك بأعمالنا الصالحة نعزي قلبك القدوس

أحزان وأوجاع قلب يسوع الأقدس السبعة[1]

كثيرون يعرفون أحزان وأوجاع مريم السبعة وقد انتشر التعبّد لسيّدة الأوجاع في جميع أنحاء

العالم، بالإضافة ان هناك مسبحة الأوجاع التي طلبت السيّدة العذراء نشرها خلال ظهوراتها المثبتة في كيبيهو، رواندا. لكن هل تعلمون أنّ الربّ يسوع تحدّث عن أوجاع وأحزان قلبه الأقدس التي عاناها عند آلامه؟

كتبت الطوباوية الأمّ ماريا روسال للتجسّد من راهبات بيت لحم: “في الليلة بين الأربعاء وخميس الأسرار من عام 1857، بينما كنت أصلّي في الكنيسة، وكانت الساعة بين الثانية والثالثة قبل الفجر، شعرت كأنّ أحدًا يشدّ المعطف الذي يغطّيني، لكنّني لم أولِ الأمر أي اهتمام. وعندما كنت أتأمّل في خيانة يهوذا الفظيعة، سمعت في داخلي صوتًا جليًّا للرب يسوع يقول لي: أنتِ لا تمجّدين أوجاع قلبي”.

“أثار ذلك انطباعي وكنت مقتنعة أنه إنذار صوفي. وعندما ذكرته لمرشديّ الروحيين تركوا بحكمتهم الأمر معلّق في الهواء”.

“بعد بضعة أيام وبعد حصولي على المناولة سمعت نفس الصوت الداخلي الذي قال لي

مجدّدًا: أنتِ لا تمجّدين أوجاع قلبي”. فأجبته: “لكن يا رب، لماذا لا تُنبّه راهبة أخرى؟” فسمعت ذات الصوت في داخلي: لأنه لا يوجد أحد أدنى منكِ

طلب منها المرشدين الروحيين علامة لإثبات صحة التجلّيات، ولم يمضِ وقت طويل حتى جاءت العلامة.

انتشر وباء الكوليرا في المدينة وتسبّب في الكثير من الوفيات، بما في ذلك العديد من راهبات الدير، أُصيبت الأمّ ماريا للتجسّد وسرعان ما بدأت حالتها تتدهور إلى أن عرضت على الرب يسوع أن تتعهّد بنشر التعبّد لأوجاع وأحزان قلب يسوع، فبدأت حالتها تتحسّن. وعندما تشكّكت في وعدها هذا، عادت حالًا وساءت حالتها مجدّدًا. فطلبت المغفرة من يسوع وأكّدت من جديد وعدها فشُفيت بالكامل.

ألهمها الرب يسوع ومنحها النور لتُدرك كيف يجب أن تكون لوحة أوجاع قلبه السبعة: تخترق

القلب 10 سهام، 3 في وسطه و7 حوله.

السهام الثلاثة في الوسط ترمز إلى:

  • فضائح وتدنيسات الكهنة الأشرار
  • انتهاك عرائس المسيح (الراهبات) نذورهنّ
  • اضطهاد الأبرار

والسبعة سهام حول قلب يسوع الأقدس ترمز إلى:

  • رؤية المسيح لأباه الأزلي مُهانًا للغاية
  • انتشار الهرطقات في جميع أنحاء العالم
  • جحود المسيحيين الأشرار
  • نسيان استحقاقات القلب الأقدس
  • ازدراء النِعم والأسرار
  • برودة ولامبالاة من خاصّته
  • عبادة الأوثان (المال، السلطة….)

أُلهمت الطوباوية ماريا روسال للتجسّد تأملات وصلوات خاصّة تتعلّق بأحزان وأوجاع قلب يسوع الأقدس السبعة التي عانى منها منذ خيانة يهوذا وحتى موته على الصليب. وهي كالتالي:

  • الحزن والوجع الأول لقلب يسوع الأقدس: المناولة بغير استحقاق وخيانة يهوذا
  • الحزن والوجع الثاني لقلب يسوع الأقدس: نزاع قلبه الأقدس في الجسمانية
  • الحزن والوجع الثالث لقلب يسوع الأقدس:هرب الرُسل عند القبض على يسوع
  • الحزن والوجع الرابع لقلب يسوع الأقدس:نكران بطرس
  • الحزن والوجع الخامس لقلب يسوع الأقدس: لقاؤه المؤلم مع والدته القدّيسة
  • الحزن والوجع السادس لقلب يسوع الأقدس رؤية أمّه العذراء عند أقدام الصليب
  • الحزن والوجع السابع لقلب يسوع الأقدس شعوره بالوحدة وهو على الصليب

هذه الراهبة التي طوّبها القديس البابا يوحنا بولس الثاني في 4 مايو 1997، وُجد جسدها كاملًا لم يمسّه فساد القبر حيث يُحفظ في كنيسة راهبات بيت لحم في باستو – كولومبيا.

في شهر قلب يسوع يونيو 2023

اليوم الأول – اول يونيو ما الذي نعنيه بتقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس وما الذي يحتويه ذلك الإكرام؟[2]

ان موضوع ذلك الإكرام هو حب يسوع ابن الله الوحيد اللامتناهي والذي نتج عنه ان بذل نفسه للموت من اجلنا نحن البشر “بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا”(1يوحنا9:4-10)، واعطانا ذاته بالكامل في سر القربان المقدس على المذبح
مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.”“(يوحنا56:6). ان التفكير في كل ذلك الجحود وكل الاعتداءات والتي اصابت قلبه الطاهر إزاء تضحيته وموته على الصليب حتى نهاية الأيام لم تمنع يسوع من فعل الرحمة والحب ومعجزة ان يعطي نفسه كل يوم لكل من اهانوه وسببوا له العار من البشر بدلا من ان يمتنع عن الشهادة عن محبته لهم بالعمل وذلك بمعجزة تقديم جسده ودمه الأقدسين لهم يوميا في سر الافخارستيا.  

لقد أثار هذا تقوى وحماسة كثير من الناس عندما يأخذون في الإعتبار كيف ان قليل من العالم قد تحركوا امام ذلك الحب الفائض وكيف ان قلة من الناس فقط يحبون يسوع المسيح دعوة لحبه، وكيف ان قلة منهم تألموا من اجل حبهم له. ان اصدقاء ومحبي يسوع الأمناء لم يستطيعوا ان يقفوا مكتوفي الأيدي امام ما يروه كيف يعامل البشر يسوع المسيح بهذا الإزدراء  يوما بعد يوم، فقد سعوا لإظهار مثل ذلك الحزن على مثل تلك المعاملة وبحب متحمس قاموا بممارسة افعال خاصة بكل اجلال واحترام وليشهدوا عن رغبتهم العظيمة بتقديم افعال التعويض بقدر امكاناتهم امام ذلك الجحود والإزدراء. 

لقد اختاروا ايام معينة من السنة ليتعرفوا بطريقة خاصة أكثر على ذلك الحب العظيم الذي أظهره يسوع لنا وبتأملات عميقة في سر القربان الأقدس وفي نفس الوقت قاموا بممارسة بعض الأعمال التقوية والتعويضية إكراما له تعويضا عن تلك الإهانات والجحود التي اصابته من البشر ومازالوا لا يعبأون بذلك الحزن الذي يصيب قلب يسوع. ان تلك الممارسات التقوية التى يقدمها البعض تعويضا عن ممارسات بعض البشر من إهمال وعدم تقدير لذلك الحب اللامتناهي الذي يقدمه يسوع على الدوام لنا لا يمكنها ان تسر قلب يسوع فهو يريد “ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون”(1تيموثاوس4:2)، ولكنها بادرة محبوبة تعكس كيف ان من يحبون يسوع يقدرون في الحقيقة ما قدمه ويقدمه من أجل خلاصنا وذلك بالتعويض عن تلك الأفعال التى تهين جلاله.

ان الموضوع والدافع الرئيسي لهذا التكريس والإكرام كما قيل هو حب يسوع اللامتناهي للبشر والذي في معظم الأحوال يقابل بالجحود والإبتعاد عنه وفي المقابل يهدف ذلك الإكرام اولا ان يتعرف البشر على ذلك الحب ويكرموه بقدر الإمكان وبكل قوتهم وتقديم العبادة المتواترة وذلك بمبادلة الحب بالحب بتواضع والتقدم لسر التناول المقدس وبزيارات للقربان الأقدس على الدوام والتعويض بأعمال الرحمة والندامة الحقيقية على الخطايا والأثام والزلات حبا في يسوع.

ان هذا الإكرام يتكون من حب يسوع المسيح والذي أحبنا هو أولا وذلك بالندامة والتوبة وكما ان هناك في كل رياضة روحية او ممارسة تقوية ان يكون هناك شيئ ملموس يجذب فكر الإنسان فلقد اختير قلب يسوع الأقدس كشيئ يقدم له الإكرام والصلوات فالقلب هو مركز الحب. الحب هو مركز هذا الإكرام وهو الشيئ الموجه لهذه العبادة والحب هو الدافع الرئيسي وكما يقول القديس توما الاكويني فالقلب هو مصدر ومقر الحب الذي يفيض ويتدفق مع كل نبضة.

انه ليس فقط القلب الأقدس الذي يستحق هذه العبادة او هي كافية فقلب يسوع الأقدس وجسده المقدس ودمه الثمين يستحقون كل الإكرام والتمجيد ولكن من منا لا يرى ان القلب الذي ينبض داخل هذا الجسد هو مصدر الحياة والحب.

يجب ان يكون واضحا ان كلمة “قلب” مأخوذه هنا كشيئ ملموس وان القلب الإلهي يعتبر جزء من جسد يسوع المسيح ككل فتقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس يشمل يسوع المسيح الكلمة المتجسدة ككل.

والآن بما ان الحب هو شيئ روحي فلا يمكن احساسه بشيئ يمكن لمسه بحواسنا فلذلك كان من

الضروري ان يوجد علامة او رمز يمكن ان يكون مناسبا وطبيعيا للتعبير عن الحب فكان

اختيار “القلب” ليعبر عن ذاك الحب. ان قلب يسوع الأقدس بالتأكيد مرتبط بالحب وهو اقرب

ان يرمز له ويمكن تصوره فتقديم الإكرام لذلك القلب هو تعويضا من البشر لحب يسوع لهم.    

اكرام: اقصد ان تكمل عبادة قلب يسوع طيلة شهر يونيو دون انقطاع مهما كانت الظروف.
نافدة: خذيني بيديك يا مريم نحو ابنك يسوع. (تقال 3 مرات)       

اليوم الثاني- الجمعة 2 يونيو: معنى القلب كما جاء في الكتاب المقدس

من قاموس الكتاب المقدس نجد ان كلمة “قلب” قد  استعملت هذه الكلمة للدلالة على ما هو داخلي أو مركزي أو عميق أو خفي، ومن ذلك “قلب البحر” كما جاء “وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْر”(خروج 15: 8) وقلب الأرض وغيرها.

والقلب كعضو في الجسم كانت له أهمية أكثر من الدماغ والرأس. وكان القلب يعتبر مركز العواطف جسدية كانت أم روحية (استير 1: 10؛ مزمور 62: 8، 10؛ يوحنا 14: 1؛ أعمال 16: 14).

ومركزًا للعقل (خروج32:35) والرغبة(نحميا3:5) والنية(مزمور2:12). وبحسبه تكون طبيعة الإنسان الروحية معوجة أو مستقية (مزمور 101: 4؛ اشعيا 1: 5؛ مزمور 119: 7) وكذا رأيه (ارميا39:32) لذا صرخ داود قائلا:”قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي(مزمور10:51)، وجاءت من ضمن التطويبات لمن هم انقياء القلب:” طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.”(متى8:5).

وجاء حتى لوصف قلب الله:”وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.” “فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.”(تكوين5:6-6).

ولعل نسبة هذه الأمور كلها إلى القلب مبنية على اعتقادهم بأن الحياة في الدم أو هي الدم نفسه:

أَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، أَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ” (لاويين 17: 11، 14).

ويوصف القلب البشري بأنه ملآن من الشروالحماقةهذَا أَشَرُّ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ: أَنَّ

حَادِثَةً وَاحِدَةً لِلْجَمِيعِ. وَأَيْضًا قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ مَلآنُ مِنَ الشَّرِّ، وَالْحَمَاقَةُ فِي قَلْبِهِمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ،

وَبَعْدَ ذلِكَ يَذْهَبُونَ إِلَى الأَمْوَاتِ”(جامعة3:9)،

وأنه أخدع من كل شيء، وهو نجس:” “«اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ (ارميا3:17) وأنه منبع الخطيئة” يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا.“(متى8:15)، ” أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ،لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. (متى 15: 18-19) ومقر الإيمانلأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ(رومية10:10).

وجاء أن الرب ينظر إلى القلب “”فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».” (1 صموئيل 16: 7

وأن منه مخارج الحياة””فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاة”(أمثال 4: 23)

 وأنه يجب مراعاة حالته” “وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرّ(يوئيل13:2).

 وإذا قصد تأكيد وقوة العاطفة نسبت إلى كل القلب كما في الوصية: تحب الرب إلهك من كل قلبك(متى32:27). ووحدة القلب عبّر بها عن المحبةوالاتحاد”:وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا”(أعمال 4: 32).

 اكرام: حاول ان تتذكر دائما كل ما قدمه يسوع من أجلك فبالاضافة الى نعمة الحياة فأنت قد تباركت بمعرفة سر ذلك القلب الذي يحبك دائما فكن شاكرا وابدأ يومك دائما بصلاة الشكر.
نافذة: يا قلب يسوع هيكل الله المقدس ارحمنا

اليوم الثالث – 3يونيو: كيف بشكل بارز ومعقول ان نمارس اكرام لقلب يسوع الأقدس؟

ان الأسباب والتى نستنتجها لكي نحب يسوع المسيح لا تعتمد على مجرد عاطفة مثلما يتحقق الناس من ذلك الحب طبقا لحالة النعمة او القداسة التى هم عليها، ولكن يبدو الأمر مختلفا عندما يرغبون للبحث عن دافع ليحثنا ان نحب يسوع المسيح فعلينا ان ننسى من نحن او ان نعرف من هو. عندئذ يبدو الأمر بلا نفع ان نعطى هنا دوافع والتى يجب ان تحثنا لممارسة الإكرام لقلب يسوع الأقدس بما ان هذا الإكرام يتكون من ممارسة للحب والذي نحن ينبغي علينا ان نقدمه ليسوع المسيح. ومع ذلك وبينما ان جميع البشر ليس دائما بنفس التصرفات وكما ان النعمة في كل البشر ليست دائما واحدة فانه من المستحسن عمل بعض التأملات على ثلاث دوافع رئيسية والتى تؤثر علينا في الغالب وبها معظم وغالبية الناس يكونوا مقتنعون تماما بما سيمارسونه.

هذه الدوافع مأخوذة من ثلاث أشياء والتى لها اكثر تأثير على عقولنا وقلوبنا وهي السبب والفائدة والمتعة وعليه فيلزم ان نظهر اولا: كيف انه حق ومعقول ان يقدم الإكرام لقلب يسوع الأقدس وثانيا: كم يساعد ذلك الإكرام خلاصنا الأبدي وتحقيق الكمال وثالثا: ما اجمل التعزية الروحية التى يجلبها ذلك الإكرام لنفوسنا. حقا سواء ما اذا اعتبرنا موضوع ذاك الإكرام والذي هو قلب يسوع الأقدس او التأمل في الشيئ الرئيسي والروحي والذي هو حب يسوع اللامتناهي من اجلنا فيجب الا نشعر بأن قلوبنا ممتلئة بمشاعر الخشوع والإمتنان والحب فقط لا غير دون ان نتحقق من ذلك.   

 اكرام : حاول ان تتذكر اليوم أنشودة التعظيم التى رددتها القديسة مريم (لوقا46:1-55) وابدأ في ترديدها اليوم وكل يوم تعبيرا لمحبتك لقلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أملك علينا. يا قلب يسوع الأقدس ليأت ملكوتك

اليوم الرابع- الأحد 4 يونيو: امتياز قلب يسوع الرائع”

قلب مقدس“- ان قلب يسوع هو مقدس بقداسة الله نفسه وكل ما ينبع منه يعكس كرامة شخصه فهو قدوس القديسين، هـو مقدّس،لأنه قلب الله ولأن إلهنا قدوس كـما جاء فـى العهد القديم “إنـى أنـا الرب إلهكم ..فإني انا قدوس” (لاويين44:11). وكما جاء فى تسبحة العذراء “اسمه قدوس” (لوقا 49:1) ، وكما أعلن الـملاك لـمريم:” القدوس الـمولود منك” (لوقا35:1). بــل إنه سميّ “قدوس القديسين” كما جاء فى نبؤة دانيال (دانيال 24:9) ، وحتى الشياطين

كانت تصرخ وتقول: ” نحن نعرفك من أنت أنت قدوس الله” (مرقس24:1).

ومن هذا القلب المقدس تفيض كل القداسة فيسوع الانسان التام والإله التام والكلمة المتجسدة تجسد من أجل ان يقدس الإنسان ويعيده الى رتبته الأولى، من اجل ذلك فقلب يسوع يكّرم بعبادة خاصة وبهذا التكريم فنحن نقدم الإكرام لشخصه الإلهي.

اذا ما كان ما نقدمه من اكرام للقديسين يجعلنا نقدر مدى حب قلوبهم الى الله بأكثر إهتمام واذا ما حفظت أجسادهم او جزء من رفاتهم نقوم بوضعها في مكان مقدس يحج اليه الناس للتبرك، فكم هو الحال مغ قلب بديع ندين له بوجودنا وبخلاصنا الا وهو قلب يسوع المسيح الأقدس؟ اي قلب في اي وقت مضى لديه افعال رائعة وعجيبة ولديه تكريس كامل لفائدتنا ومصلحتنا الحقيقية؟ اين يمكننا ان نجد قلب تدفعه المحبة وحدها لأجل خلاصنا؟ انه في ذلك القلب الإلهي الذي شاء خلاصنا وبحب مشتعل وبلا شروط تمم تلك المشيئة بتجسده على الأرض.

هذا القلب الأقدس الذي هو مركز لكل الفضائل ومنبع لكل البركات وملجأ لكل الخطأة والمتروكين وهو القلب الذي احب ابوه السماوي واطاعه حتى الموت موت الصليب. قلب يسوع هذا هو قلب الله،وإلهنا إلـه مُحب لأن “الله محبة”(1يوحنا8:4) ولقد أحبنا إلى الـمنتهى وهذا ما أعلنه الوحي الإلهـي على لسان ارميا النبي القائـل:” مـحبة أبـديـة أحببتك من أجل ذلك أدمت لـك الرحمة” (أرميا3:31)، وردده أيضاً على لسان رسول الأمم: “أما الله فيدّل على مـحبتـه لنـا بأنـّه

إذ كنـّا خطأة بعد ففى الآوان مات الـمسيح عنّـا”(رومية8:5-9).

ان الفضائل الرئيسية التى تستوجب منا تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس هي في المقام الأول محبته التى لا توصف لله الأب السماوي مقرونة بطاعته وتواضعه، ثم يأتي بعدها صبره اللامتناهي امام خصومه وحزنه العميق على خطايا البشر التى حملها ويلي هذا رحمته الحانية امام تعاستنا ومحبته التى بلا نهاية لنا على الرغم من بؤسنا وشقاؤنا بسبب ما نقترفه من جحود.

وهذا القلب الـمُحب يتلذذ بحبنــا، كما جاء فى سفر الأمثال “نعيمي مع بني البشر” (أمثال 8:31) ويفرح بقدومنـا إليـه كما نرى فى مثل الإبن الضال “وفيما هو بعيد رآه أبوه فتحنن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عنقه وقبـّله” (لوقا 2:15)وينتظر دائـما عودتنـا إليـه “ها أنذا واقف على الباب أقرع” (رؤيـا 20:3)، ويحفظنـا دائـماًفهو القائـل:”كما يحرّك النسر عُشّه وعلى فراخِـه يُرِّف ويبسط جناحيـه ويأخذهـا ويحـملهـا على مناكبـه “(تثنية11:32). والله هو الذى”بريشـه يُظللك وتحت أجنحتـه تعتصم. لاتخشى من هول الليل ولا من سهم يطير فى النهار ولا من وباء يسرى فى الدُجى. لا يُصيـبك شر ولا تدنو ضربـة من خِبائك. لأنـه يُوصي ملائكتـه بك ليحفظوك فى جميع طرقـك”(مزمور4:90-16).

هذا القلب المُحب مازال بقدر لا يمكن تصوره مشتعل دائما بالحب للإنسان ومقدما له كل الهبات والنِعم والبركات مجانافمنحـنـا مواهب عـِديدة كأن نُصبح من الـمختارين، وأن نكون أبناء لله، وأن نحصل على معرفـة أسرار الـملكوت وأيضاً أن نحصل على مـجد الأبنـاء فهـو القائل:”ليس أنتم إخترتـمونـي بل أنـا إخترتكم”(يوحنا16:15)، وهـو الذى أحبنـا أولاً ولهذا يشرح القديس يوحنـا الرسول لنـا الـمعنى الحقيقي لـمحبة الله لنـا:”إنـما الـمحبـة فـى هذا أننـا لـم نكن نحن أحبـبنا الله بل هو أحبنـا فأرسل إبنـه كـفّارة عن خطايـانـا”(1يوحنا10:4)، وحبه جعلنا أبناء لـه فيُعلن يوحنا أيضاً عن كلـمة الله وعن النور الحقيقي الذى يُنيـر كل إنسان قائلاً: ” فأمّـا كل الذين قبلوه فأعطى لهم سلطانـاً أن يكونـوا أبناء الله”(يوحنا 12:1). ويقول الرسول بولس لنا:”إذ لـم تأخذوا روح العبوديـة أيضاً للـمخافـة بل أخذتم روح التبنـي الذى ندعو به أبـّاً أيهـا الآب” وهـذه البنـوة تعطينـا أن نكون ورثـة الله كـما يُعلن لنـا الرسول بولس:”حيث نحن أبناء فنحن ورثـة ورثـه الله ووارثون مع الـمسيح”(رومية14:8-17).

وحبـه أعطـانـا معرفـة لأسرار الـملكوت فالسيد الـمسيح قال لتلاميذه: “أمـا أنتم قد أُعطيتم معرفـة أسرار ملكوت السموات”(مت 9:13)، وحبه يسوع أعطانا مـجد البنين لهذا قال القديس بولس:” قد أورد الى المجد أبناء كثيرين” (عبرانيين 10:2).

اليس كل هذا يدفعنا ان نقدم الإكرام والسجود لذلك القلب الأقدس وان نقدم توبة وندامة تعبيرا بسيطا منا نحو حب يسوع الذي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس.

اكرام: كم يختلف قلب الإنسان عن قلب يسوع الحبيب، فهو مثال اللطف والرحمة والوداعة فحاول في هذا الشهر ان تكتم الغضب والتشكي والتذمر، وأن تحتمل أدنى هفوة لا بل أدنى كلمة مضادة لك واصفح عن اي احتداد منك.

نافذة: يا يسوع أجعل قلبنا مثل قلبك تماما

عيد الثالوث الأقدس (الاحد التالي بعد عيد حلول الروح القدس)THE MOST Holy Trinity

نشكرك أيها الآب، يا من أنت طوال الأيام وإلى انقضاء الدهر أحببتنا وافتديتنا بدم إبنك الكريم ووهبتنا روحك الحيّ القدوس. نشكرك أيها الابن على كل إنعاماتك الغزيرة علينا. نشكرك ايها الروح القدس الذي كملت عمل الآب والابن في الكنيسة. الشكر لك ايها الثالوث الأقدس لأنك تقوّينا في ضعفنا وتزرع فينا روح التجدد وروح الأخوّة والمصالحة، لنكون جماعة واحدة على مثالك، لك المجد إلى الأبد. آمين.

اليوم الخامس – الاثنين5 يونيو: الصفات الودية التى توجد في شخص يسوع المسيح

يسوع المسيح هـو الراعـى الصالح فهو القائل: “انا الراعي الصالح” (يوحنا11:10)، وكما جاء عنـه فـى النبؤات:” كراع يرعى قطيعه بذراعه، يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود الـمُرضعات”(أشعيا 11:40)، وأيضاً “هـآنذا أنشد غنمـي وأفتقدهـا أنـا”(حزقيال11:34).   

 أنـه “الراعي الصالح الذى يعرف خاصته،انه ليس بالأجير الذى ليس براع وليست الخراف له ، بل هو الراعي الذى يدعو الخراف بأسمائها وهى تتبعه لأنها تعرف صوته فيعطيها الحياة الأبدية فلا تهلك للأبد ولا يخـتطفها أحد من يـده” (يوحنا1:10-16).

يسوع الـمسيح “الذى إذ هو فـى صورة الله لـم يكن يعتد مساواتـه لله إختلاساً لكنه أخلى ذاتـه آخذاً صورة عبد صائراً فـى شِبه البشر وموجوداً كبشر فـى الهيئة” (فيليبي 6:2-7)، فتجسد على الأرض من العذراء مريـم (لوقا31:1-32). “ووضع نفسه” (فيليبي8:2) فكانت ولادتـه فـى مزود حقيـر ببيت لحم(لوقا4:2-6)، وعاش حياتـه فى الناصرة تلك التى قال عنهـا نثنائيل”لم يخرج منهـا شيئ صالـح”(يوحنا46:1)، “وصار يُطيع حتى الـموت موت الصليب”(فيليبي8:2).

حب يسوع نراه مدونـاً ومعلنـاً فبكلماتـه وأفعالـه وتعاليـمه ومعجزاتـه والتى تبرهـن جميعهـا على

حبـه للإنسان كغفرانـه للمرأة الزانية،وحبه للأطفال(لوقا15:18-17) وشفاؤه للعمي والعرج والبُرّص وذوي الأمراض (مرقس32:1-34)،ومع تحننه لأرملة نايين(لو11:7-17) وحديثه مع السامريـة (لوقا5:4-30)،وعند بكائه على قبر لعازر وإقامته من بين الأموات (يوحنا1:11-

44)، وحتى عندما أسلمه يهوذا الأسخريوطي مازال يلّقبه بإسم “صاحب” (مت 50:26).

حب يسوع ظاهـر فلقد أعطـانـا جسده ودمـه فـى سر التناول الـمقدس  (لوقا19:22-20)، وترك لنـا أمـه القديسة مريـم لتكون أمـاً لنـا فـى شخص يوحنا الحبيب (يوحنا26:19-27)،و فـى آلامـه ومـوتـه على الصليب وقيامتـه من بين الأموات ولهذا قال رسول الأمم: “كـما أحبنـّا الـمسيح وأسلم نفسه لأجلنـا قُربانـاً وذبيحة لله رائحـة طيـّبـة”(افسس2:5). هـذا القلب الـمُحب نراه ونلمسه فى كل جوانب حياتنا،فهو حب شخصي: كشخص يوحنـا الحبيب والذى قال بطرس عنـه “التلميذ الذى كان يسوع يُحبـه ..وهو الذى كان إتكأ فـى العشاء على صدره وقال يارب من الذى يُسلّمك”(يوحنا20:21). وعن لعازر الذى أقامـه الرب من الأموات كانت رسالة أختاه مريم ومرثـا ليسوع:”يارب ها إنّ الذى تحبـه مريض”(يوحنا3:11)،ولهذا قال اليهود عندما رأوا دموع يسوع “أنظروا كيف كان يُحبـه”(يوحنا36:11).  أنشد داود عن حب الله مرنـماً:”أين أذهب من روحك وأين أفرّ من وجهك إن صعدت الى السماء فأنت هناك وإن إضجعت فى الجحيم فإنت حاضر، إن إتخذت أجنحة الصبح وسكنت أقاصي البحر فهناك أيضا يدك تهديني ويـمينك يـمسكني” (مز5:138-10). وكما صرخ فى القديم إشعياء النبي قائلا :”فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون” (أش 18:40). وهنا أقول فبمن تشبهون قلب يسوع وأي شيئ تعادلون؟

اكرام: لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

نافذة: يا قلب يسوع آتون المحبة المتأجج اشعل قلبنا بنار محبتك

اليوم السادس- الثلاثاء6 يونيو: “تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب” (متى29:11) (1)

قال السيد الـمسيح:”تعلّموا منّي أنـّي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحـة لأنفسكم”(متى29:11)،

فما هي “الوداعة” وصفاتها وكيف ظهرت في يسوع؟ بالبحث في قاموس الكتاب المقدس[3] عن

الدعة أو الوداعة: الهدوء والاطمئنان. والكلمة العبرية المترجمة بكلمة “وديع ودعاء” مشتقة من أصل يعنى “الانحناء” توضعًا وإذعانًا، فيبدو الوديع كالبائس (عاموس 2: 7)، ولكن ” الرب يرفع الودعاء” ( مزمور 147: 6؛ انظر أيضًا إشعيا 11: 4). وترجم الاسم منها إلى ” لطف” (2 صموئيل 22: 36؛ مزمور 18: 35)، وإلى ” دعة” (مزمور 45: 4)، وإلى تواضع ( أمثال 15: 33؛ 18: 12؛ 22: 4؛ صفنيا 2: 3)، فمعنى الكلمة في العبرية قريب جدَّا من معنى التواضع عن قدرة وضبط نفس، فهي نفسها المستخدمة في وصف موسى بأنه كان “حليمًا جدًا” (عد 12: 3) وايضا كما جاء عن داود:” اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ، كُلَّ ذُلِّهِ.“(مزمور1:132).

أما في العهد الجديد -في اليونانية- فالكلمة هي “بروتس” (Prautes) ومشتقاتها، وترد فيه 11 مرة، وهي تدل على خضوع النفس لله ولكلمته (يعقوب 1: 21)، والاسم منها يؤدى معنى ” اللطف ” الصادر عن تقوى، وليس عن ذلة ومسكنة.

وهناك الكثير من الوعود للودعاء، فالله يسمع تأوهاتهم (مزمور 10: 17)، ويشبعهم من الخير (مزمور 22: 26)، و” يدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه” (مزمور 25: 9). و” يسمع الودعاء فيفرحون” (مزمور 34: 2). والودعاء يرثون الأرض ويتلذذون في كثرة السلامة” (مزمور 37 : 11؛ متى 5: 5). والرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار إلى الأرض” (مزمور 741: 6)، ويحمِّل الودعاء بالخلاص” (مزمور 149: 4).

ويقول الحكيم: ” تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم غنيمة مع المتكبرين” (أمثال 16: 19). ويقول زكريا النبي عن الرب يسوع المسيح: “ابتهجي يا ابنة صهيون… هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور ووديع وراكب على حمار وجحش ابن أتان” (زكريا 9: 9)، وهو ما تم فعلا (متى 21: 5).

لقد علمنا السيد المسيح في شخصه بأقواله وأعماله ومثاله الوداعة كعلامة تميز شخصيته ولذا فيقول الرب بفمه الطاهر: “تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم “(متى 11: 29)، فهو المثل الأعلى في الوداعة رغم قوته غير المحدودة وسلطانه المطلق، لذلك يقول المرنم بروح النبوة للرب يسوع المسيح كالديان: “تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة، فتريك يمينك مخاوف” (مزمور 54: 3، 4) ، فمن لا يلبي دعوة الرب الوديع الآن، دعوة النعمة، سيقف أمام العرش العظيم الأبيض للدينونة الأبدية في بحيرة النار (ارجع إلى رومية 11: 22؛ رؤيا 20: 21 – 25).

والوداعة من ثمر الروح القدس (غلاطية 2: 23). ويربط الرسول بين الوداعة والمحبة (1 كورنثوس 4: 21؛ 1 تيموثاوس 6: 11)، وبين الوداعة والحلم (2 كورنثوس 10: 1) والوداعة والتواضع (أفسس 4: 2). ويوصى المؤمنين قائلًا : أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة” (غلاطية 6 : 1؛ ارجع أيضًا إلى تىيطس 3: 2؛ يعقوب 3: 12). ويوصى الرسول بطرس المؤمنين قائلًا: “قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف” (1 بطرس 3: 15)، كما يطلب أن لا تكون زينة النساء “الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن” ( 1 بطرس 3: 3، 4). كما يطلب الرسول يعقوب من المؤمنين قائلًا: “اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم” (يعقوب 1: 21).

والسيد الـمسيح فى عظتـه على الجبل قد طوّب الودعاء قائلاً:”طوبـى للودعاء فإنهم يرثـون الأرض”(متى4:5)، ويقول الـمرّنم:”إن الرب يرضى من شعبـه. يُجـّمل الودعاء بخلاصـه” (مزمور4:149)، ويُطالبنا بولس الرسول أن نسلك فى دعوتنـا “بكل تواضع ووداعـة وأناة” (افسس2:4)، وقال أيضاً:”وأنتم الذين اختارهم الله فقدّسهم وأحبهم إلبسوا عواطف الحنان والرأفـة والتواضع والوداعـة والصبـر”(كولوسي12:3)، وأوصى تلميذه تيموثاوس أن يقتفى”البِر والتقوى

والإيمان والـمحبة والصبر والوداعـة”(1تيموثاوس11:6).

ولذلك قيل عن السيد المسيح في وداعته: “لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ

صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ” (مت 12: 19، 20).

هكذا يكون الوديع، بعيدًا عن الصخب والضوضاء. حينما يتكلم يتصف كلامه بالهدوء واللطف، لا يجرح بها شعور أحد، مهما كانت صفته. يعمل كل ذلك: لا عن ضعف، وإنما عن لطف. الإنسان الوديع بعيد عن العنف وعن الغضب، هو إنسان هادئ، لا يثور ولا يثار. إنه لا ينتقم لنفسه. ولا يحل مشاكله بالعنف. بل إن أساء أحد إليه، يقابل ذلك بالاحتمال والصبر.

انظروا كيف قيل عن السيد المسيح أثناء محاكمته وقيادته للصلب: كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها. فلم يفتح فاه” (أشعيا 53: 7). وكما قال بولس الرسول عن نفسه وعن زملائه في الخدمة: نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. يفترى علينا فنعظ” (1كورنثوس 4: 12، 13).

ان هناك ثلاث فضائل لا بُد أن تدخل في كل فضيلة، وبدونها لا تعتبر الفضيلة فضيلة. هذه الثلاث هي الحكمة، والمحبة، والتواضع. فكل فضيلة لا بُد أن تُمارس بحكمة. وبدون حكمة قد تتحول إلى اسم آخر غير الفضيلة، أو تتشوّه صورتها. وكل فضيلة لا بُد أن يدخل فيها عنصر المحبة: محبة الله، ومحبة الخير، وأحيانًا محبة الناس. وبدون المحبة تفقد الفضيلة قيمتها.

كذلك لا بُد أن تمارس كل فضيلة في تواضع قلب، وإلا صارت طعامًا للمجد الباطل كما قال القديسون، لهذا ربط السيد المسيح الوداعة مع تواضع القلب مطالبا ايانا بأن نتعلم منه.

اكرام: تحمل اخطاء الاخرين بوداعة وتواضع ليتحملك الآخرون بحب المسيح
نافذة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب اجعل قلبي شبيها بقلبك الاقدس.

اليوم السابع- الأربعاء 7 يونيو: “تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب”(2)

والأن لننظر الى فضيلة التواضع، وفي هذا التواضع حكمة التدبير الإلهي: فمادامت الخطية الأولى التي دخلت إلى العالم كانت هي الكبرياء سواء بالنسبة إلى الشيطان أو الإنسان، لذلك كان يليق بالمخلص أن يقهرها بالاتضاع. وهكذا كان تجسده هو أعظم عمل في الاتضاع. وبه أخزى الرب تلك الكبرياء التي أغوى بها الشيطان أبوينا الأولين، بأن يصير مثل الله:” وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». (تكوين3: 5).

وردًا على أن يصير الإنسان مثل الله، صار الله في الهيئة كإنسان بتواضعه.

ومن اتضاع الرب أيضًا أنه وُلد في مزود بقر. في مكان حقير، ومن أم فقيرة، خُطبت إلى نجار فقير. ومن قرية كانت “الصغرى في يهوذا هي بيت لحم” (متى2: 5، 6). ولم يخجل من أن يدعى ناصريًا، بينما يُقال في استعجاب “أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟!”

 (يوحنا1: 36).

وفي تواضعه عاش بعيدًا عن المظاهر والألقاب: رضي أن يهرب من سيف هيرودس إلى مصر، بينما كان يمكنه أن يبيد هيرودس. وعاش ثلاثين سنة بعيدًا عن الأضواء. ومع أنه أقنوم الحكمة والمعرفة، “المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم” (كولوسي2: 3)، رضى أن يُقال عنه “وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس” (لوقا2: 52). وطوال فترة كرازته عاش “وليس له أين يسند رأسه” (لوقا9: 58). بلا أية وظيفة رسمية في المجتمع، يتبعه تلاميذ بسطاء، غالبيتهم من الصيادين والجهلة. ولما ذهب إلى أورشليم، ذهب إليها راكبًا على أتان” (متى21: 5).

وعاش أيضًا خاضعًا للناموس، ودعا إلى حفظه.أليس هو القائل “لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل” (متى5: 17، 18).

وفي خضوعه للناموس اختتن في اليوم الثامن (لوقا2: 21). وفي يوم الأربعين لولادته “صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب، كما هو مكتوب في ناموس الرب” “ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب، زوج يمام أو فرخي حمام” (لوقا2: 22، 23).

وحسب الناموس لم يبدأ خدمته الرعوية إلا في الثلاثين من عمره. وحسب السن الناضجة

المفروضة في أي إنسان. مع أنه قيل عنه وهو في الثانية عشرة من عمره، وجدوه في الهيكل

“جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه ومن أجوبته”

(لوقا2: 46، 47).

ومن تواضعه أنه تقدم ليعتمد من يوحنا المعمدان. كانت تلك معمودية التوبة. وما كان هو محتاجًا

إليها وهو القدوس (لوقا1: 35) الذي في تجسده شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية. وقد قبل المعمودية من أحد خدامه، أعني يوحنا الذي حاول أن يعتذر عن ذلك قائلًا له “أنا المحتاج أن اعتمد منك، وأنت تأتي إليّ! فأجابه في اتضاع “اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر” (متى3: 14، 15). يقصد بر الناموس، وقد خضع له تواضعًا..

ومن تواضعه سمح للشيطان أن يجربه! وليست تجربة واحدة بل ثلاث مرات على الجبل. وبلغ من عمق اتضاعه وإخلائه لذاته، أن الشيطان “أخذه إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له “أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي” (متى4: 8، 9). يا لجرأة الشرير ووقاحته في استغلاله لتواضع الرب. لذلك بعد أن ردّ الرب عليه بما هو مكتوب، أنتهره قائلًا “اذهب يا شيطان”. فذهب. ولكن القديس لوقا يقول في ذلك “ولما أكمل إبليس كل تجربة، فارقه إلى حين” (لوقا4: 13). أي رجع بعدها!

وفي اتضاع الابن الوحيد، اللوجوس عاش في حياة الطاعة: قال عنه القديس بولس الرسول إنه “وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب” (فيليبي2: 8)، وهو قال عن نفسه لتلاميذه “لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم.. طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني، وأتمم عمله” (يوحنا4: 22، 24). وقال لليهود “الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا، إلا ما ينظر الآب يعمله..” (يوحنا5: 19). وقال للآب “لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك”. وقال “ليس كما تريد أنت” (متى26: 39). وطاعته لم تكن للآب السماوي فقط، بل أيضًا لأمه مريم. قيل في طفولته، بالنسبة إلى علاقته بمريم العذراء ويوسف النجار: “وكان خاضعًا لهما” (لوقا2: 54). أنه درس لنا، هذا الذي كانت الملائكة خاضعة له” (مرقس1: 13) (1بطرس3: 22).

اكرام: اذا كانت الكنيسة قد ولدت من الجنب المطعون فهل تشعر بذلك ؟ وهل تقدر ذلك ؟ وهل تشترك في الخدمة بإنعاش خورنتك وهي جزء من كنيسة المسيح ؟

نافذة :يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا

اليوم الثامن – الخميس 8 يونيو: “تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب”(3)

ومن تواضع السيد المسيح أنه كان يجلس مع العشارين والخطاة: هؤلاء الذين كان الكتبة والفريسيون يحتقرونهم ويترفعون عن مخالطتهم. ولكن الرب اختار واحدًا من هؤلاء (متى) ليكون له تلميذًا. وبهذه المناسبة اتكأ في وليمة أعدها أولئك العشارون، حتى أنتقده الفريسيون (متى9: 9- 11). فأجاب الرب في اتضاعه “أني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم

آتِ لأدعو أبرارًا إلى التوبة” (متى9: 13). وهكذا أيضًا دعا زكا العشار ودخل إلى بيته.

ومن تواضعه أنه اتكأ في بيوت أعدائه من الفريسيين، كزيارته لبيت سمعان الفريسي وسماحه للمرأة الخاطئة أن تلمسه وتمسح قدميه بشعرها، مما أثار شك ذلك الفريسي (لوقا7).

كان يسلك ببساطة مع الأطفال، ومع النساء، ومع عامة الشعب: يكلمهم ببساطة، بلا تعالٍ ولا ترفع، كواحد من البشر. وكان يدعو نفسه ابن الإنسان، أو ابن البشر، في كثير من المناسبات. وقد قيل عنه في وداعته إنه كان “لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة

مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ” (متى12: 19، 20).

ومن تواضعه أنه رفض عمل المعجزات للمظهرية والفرحة. مثل رفضه تحويل الحجارة إلى خبز، ورفضه أن يلقي نفسه من جناح الهيكل، فتحمله الملائكة على أجنحتها (متى4).

ولما طلب منه اليهود أن يروا آية منه كموضوع للفرجة، قال لهم “جيل شرير وفاسق، يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض..” (متى12: 39). موجهًا أنظارهم إلى موته، لا إلى معجزاته.

فقال للآب عنهم “المجد الذي أعطيتني، قد أعطيتهم” (يوحنا17: 22). بل قال لهم أكثر من هذا”الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها..” (يوحنا14: 12). وقال عنه القديس بولس الرسول “الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم.. فهؤلاء مجدهم أيضًا” (رومية8: 29، 30). أعطاهم أيضًا أن تبني كنائسه ومذابحه بأسمائهم، وأن ترسم لهم الأيقونات وتوقد أمام أيقوناتهم الشموع، وتُرتل لهم المدائح والذكصولوجيات..

ومن تواضعه أن نعمته تعمل في الناس باختفاء. عملهم هم هو الذي يظهر. أما نعمة الرب

العاملة فيهم، فلا يراها أحد. وقد كشف لنا هذا الأمر القديس بولس الرسول حينما قال: “ولكن بنعمة الله أنا من أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي”(1كورنثوس15: 10).

ومن تواضعه أنه احتمل ظلم الأشرار، وقبل الإهانات في صمت.شُتم ولطم، وأهين، وجلد، واُتهم

ظلمًا. وقبل كل ذلك دون أن يدافع عن نفسه.. ودون أن يرد عليهم شرهم. وقد قيل عنه “ظُلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاه تساق إلى الذبح”(أشعيا53: 7). وصُلب بين لصين “وأحصي مع آثمة” (أشعيا 53: 12).

وفي اتضاعه حمل خطايا العالم: “هذا الذي لم يعرف خطية، جُعل خطية لأجلنا” (2كورنثوس5: 21). حَمل خطايا العالم كله.”كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وَضع عليه إثم جميعنا. ونحن حسبناه مصابًا ومضروبًا من الله (أشعيا 53: 4، 6). وهكذا صُلب كفاعل إثم وهو البار. ورضي أن يكون أمام الآب ذبيحة خطية.

ومن تواضعه أنه جعل صلبه واضحًا أمام الناس كلهم. بينما قيامته الممجدة لم يظهرها إلا لأفراد قلائل! وكان يمكن أن تكون تلك القيامة واضحة للكل، بطريقة مبهرة ترد إليه اعتباره أمام اليهود. ولكنه في اتضاعه لم يفعل ذلك. وترك لتلاميذه أن يبشروا بقيامته وسط شكوك أثارها اليهود..

لهذا كله، دعانا أن نتعلم منه الاتضاع: وقال “تعلموا مني، فإني وديع ومتواضع القلب” (متى11: 29). فجعل أهم ما نتعلمه منه هو الاتضاع. وفي عظته على الجبل، أعطى الطوبى الأولى للمسكنة بالروح. ثم أعطى الطوبى للودعاء (متى5).                                                         آه كم يختلف قلبي عن قلبك، يا يسوع الحبيب، فبينما أراك مثال اللطف والرحمة  والوداعة،  أراني دائم الغضب والتشكي والتذمر، لا أحتمل أدنى هفوة لا بل أدنى كلمة مضادة لي.فاصفح عن احتدادي هذا، واجعلني في كل الظروف الصعبة المعاكسة لي أن أقتدي بلطفك ووداعتك فأتمتع على الدوام بالسلام المقدس. فيا يسوع أجعل قلبنا مثل قلبك تماما .آمين
اكرام: فكر عند اتخاذك اي قرار : هل يقبل الله به ام لا ؟

نافذة: لتكن مشيئتك  يا الله كما في السماء كذلك على الأرض

اليوم التاسع – الجمعة9 يونيو: الحب والـمحبـة[4]:

كتب يوحنا الرسول فى رسالتـه عن الـمحبـة فقال:” اللـه محبة، من ثبتَ فى الـمحبة فقد ثبت فـى

اللـه واللـه فيه” (1يوحنا16:4).

وعـن معـنى الـمحبـة كـما جاءت فـى العهـد الجديـد والذى قد كُتب باللغة اليونانيـة سوف نجد أنـه جاءت فيـه ثلاث كلمات تحمل معنى الـمحبة وهى:EROS,PHILEO, and AGAPE ،ولكن كل كلمة تختلف فى مضمونها. فكلمة EROS تعنى ان الشخص يحب ولكن بشروط معينة ولا يـمكنه الـمساعدة، وكلمة PHILEO تعنى ان الشخص يحب إذا وجد شيئ يجذبـه نحو الشخص الآخر،أما كلمة AGAPE فتعنى ان الشخص يحب بلا شروط وهذا هو نوع حب الله للإنسان والذى لا يعتمد على مشاعر حسية بقدر ما يرتكن الى الفعل ذاتـه.

وهى أيضاً تحمل أعلى وأنبل أنواع الحب الذى يتجه نحو غاية كريمة أبديـة. ولهذا كانت المحبة الـمسيحية من نوع “اغابـي” وهو عمل الخير للجميع بلا تمييز وعدم طلب أي شيئ بل عمل الصلاح ولا يهم من هم الناس ولا كيف يقابلون.

وهنالك فرق جوهري بين الـمحبة فى الـمسيحية وبينها فى العلاقات الإنسانيـة، ففى العلاقات هى رد فعل لإنطباعات القلب نحو الآخرين بدون أن يكون هناك أي عمل خاص نعمله نحن، اما الـمحبة الـمسيحية فهى ممارسة كاملة تنبع من أنفسنا من القلب ومن العقل.

واللـه عندما يصف نوع محبته للإنسان وضعها فى رتبة أقوى وأرفع من طبيعة الأمومـة التى تربط الأم برضيعهـا:”هل تنسى الـمرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنهـا حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك”(اشعيا15:49). وفى العهد الجديد إرتفعت محبة الله للإنسان حتى انه بذل إبنـه”هكذا أحب اللـه العالـم حتى إنـّه بذل ابنـه الوحيد”(يوحنا16:3)، و”بهذا تتبيـن محبة الله لنـا أنّ اللـه أرسل ابنـه الوحيد إلى العالـم لنحيا به وإنـما الـمحبة فى هذا أننـا لم نكن نحن أحببنـا الله بل هو أحبنـا فأرسل إبنـه كفّارة عن خطايانـا”(1يوحنا9:4-10).

وهذه الـمحبـة الإلهيـة “قد إنسكبت فى قلوبنـا بالروح القدس الـمعطى لنـا”(رومية5:5)، وبهذه النعـمة نستطيع كما يقول بولس الرسول:”ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة الـمسيح الفائقـة الـمعرفة لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله” (افسس17:3-19).

ولكى نحلل معنى الـمحبة الـمسيحية فلدينا رسائل القديس بولس حيث استخدم فيها كلمة الـمحبة 60 مرّة. وللتعرف على خواص هذه الـمحبـة يـلزم أن نتعرف:

  • على أصلهـا: هى من الله “لأن محبة الله قد أُفيضت فى قلوبنا بالروح القدس الذى أُعطى

لنـا”(رومية5:5)

  • مكانهـا: فى قلب وإرادة الإنسان
  • فعلهـا: فى حب فعل الخير وصداقـة الآخريـن فحب الله يجعل الإنسان يرغب فى تـمجيده وإجلالـه.
  • دوافعهـا: إلهيـة
  • مداهـا: اللـه والبشر “أحبب الرب إلهك بكل قلبِك وكل نفسِك وكل قدرتك وكل ذهنك وقريبك كنفسِك”(لوقا27:10).

وفى مثل الـمرأة الخاطئة التى سكبت الطيِب عند قدمي يسوع نجد مثال واضح لخواص الـمحبة المسيحية فلقد قال عنهـا السيد الـمسيح:”إن خطاياها الكثيرة مغفورة لهـا لأنهـا أحبّت كثيراً” (لوقا47:7)

وعـن صفات الـمحبـة فلقد تم وصـفهـا على لسـان القديـس بولس فى رسالته الأولـى الى كورونـثوس : “الـمحـبـة تـتأ نـى وتــرفـــق . المحـبـة لا تحـــسد ولا تتباهــى ولا تنـتـفـــخ. ولا تـأتـي قــباحــة ولا تـلتـمـس مـاهـو لـهـا. ولا تحــتد ولا تـظـن الســوء. ولا تفــرح بالظــلـم , بل تفــرح بالحــق. و تحـتـمـل كـل شـيئ .وتــصــدق كـل شـيئ.وتـرجـو كـل شـيئ.وتـصــبـر على كــل شـيئ. المحــبـة لا تـــســقط أبـداً “(1كورنثوس4:13-8).

ونشـيد الإنـــشـاد يــصـف الـمحبـة بـإنهـا “قــويـة كالـمـوت..مــيــاه كثيرة لا تستطيع ان تـطفئ الـمحـبـة والسـيـول لا تـغـمـرهــا” (نـش 7:8).

لقد قال السيد الـمسيح ان كل الوصايا والشرائع يـمكن ان تتلخص فى كلمة واحدة ألا وهى “الـمحبة “(متى36:22-40).

والرسول بولس يقول ان هناك ثلاث فضائل تثبت “والذى يثبت الآن هو الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة وأعظمهن المحبة”(1كورنثوس13:13).

والرسول يوحنا يعرّف لنا الـمحبة قائلاً:”وانـما الـمحبة فى هذا اننا لم نكن نحن أحببنا الله بل هو الذى أحبنا فأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا”(1يوحنا10:4)،ويقول أيضا “من لا يحب فانه لا يعرف

الله لأن الله محبة”(1يوحنا8:4).

وهذه الـمحبـة لا يـمكن أي شيئ يفصلنـا عنهـا كقول بولس الرسول: “فـمن يفصلنـا عن محـبّة الـمسيح أشّدة أم ضيـق أم جوع أم عري أم خطر أم إضطهاد أم سيف. كما هو مكتوب اننـا من أجلك نُـمات كل النهار. قد حُسبنـا مثل غنم للذبح ولكننا فى هذه جميعهـا يعظم إنتصارنـا بالذى أحبنـا فإنـي متيقن أنـه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقـة أخرى تقدر أن تفصلنـا عن محبـة الله التى فى الـمسيح يسوع ربنـا”(رومية35:8-39) وإلاّ لفقدنـا كل شيئ: “إن كان أحد لا يحب الرب يسوع فليكن أناثيما” كما أعلن الرسول بولس (1كورنثوس 22:16).

وكل شيئ يجب أن يبدأ بـمحبة الله لأن اللـه محبـة، والمحبة الـمسيحية هى إنطباع لـمحبة الله لنـا. وهناك إرتباط وثيق ما بين المحبة والإيمان وهو ما جاء فى رسائل القديس بولس لأهل افسس وكورنثوس وفليمون،فالـمحبة هى علاقة مع الله وشركة مع الآخرين، فالمحبة بدون إيـمان هى مجرد شعور وعواطف،والإيـمان بدون محبة هو أمر أجوف. فعلى الإنسان الـمسيحي أن يصلّى كثيراً طالباً ان تنسكب محبة الله فى القلب فالـمحبة الـمسيحية ليست عملاً بشريـاً، بل هى ثـمر من ثمار الروح القدس وعلى الإنسان أن يُستعلن فيـه الـمسيح ثانيـة فى كل أعماله وسلوكياتـه ولهذا أوصانـا الرسول قائلاً:”لتكن أموركم كلهـا بالـمحبـة”(1كورنثوس14:16)، و”اسلكوا فى الـمحبة كما أحبنا الـمسيح”(افسس2:5)، و”البسوا الـمحبـة التى هى رباط الكمال”(كولوسي14:3). 

ان الله محبة ولقد خلقنا نحن لكي نَحب ونُحب ولكن خطايانا هى التى فصلتنا عن الله وعن الآخرين وأيضا عن أنفسنا لهذا قال الرسول بولس:”فإنـي لا أعرف ما أنـا عامله لأنّ ما أريده من الخيـر لا أعـمله بل ما أكرهـه من الشر إيـّاه أعـمل”(رومية 15:7)،ولهذا صرخ قائلاً:”الويل لي أنـا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد الـموت هذا”(رومية24:7).

اكرام: تعلم صلاة التقدمة اليومية وحاول ان تتلوها يوميا

يا يسوع، أقدم لك هذا اليوم، وكل ما أقوم به، من أجل حبك، ومن أجل الأب القدوس، ومن أجل إرتداد الخطأة، وتعويضاً عن تلك الإهانات التى أصابت قلب مريم الطاهر.يا يسوع من أجل حب مريم القديسة لك هبني أن أحبك مثلها فوق كل الأشياء لأتمكن من تتميم مشيئتك المقدسة اليوم ودائما. أشكرك لأنك باركتني بالعديد من النِعم طوال حياتي، وخاصة انك وهبتني يوما آخر جديداً. ها أنا قاصد بمعونتك أن اعمل كل ما يسرّك، وأن أحبك وأحب أمك مريم البتول. آمين.
نافذة: يا قلب يسوع المستحق كل حمد وثناء ارحمنا

اليوم العاشر- السبت 10 يونيو: ما هو وصف شخص يسوع ؟

كان ليسوع شخصية حنونة وعطوفة. كان يتحنن على الجموع “إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا” (متى 9: 36). وبسبب تحننه عليهم شفى أمراضهم (متى 14: 14؛ 20: 34)، وبسبب جوعهم، خلق في حنانه طعاماً كافيًا لإطعام الجموع الغفيرة في مناسبتين على الأقل (متى 14: 13-21: 15: 29-39).

كان يسوع جادًا ومركزًا. كانت لديه مهمة في الحياة ولم يبتعد عنها أبدًا، مع معرفته بثقلها وقصر الوقت المتاح له. كان له قلب خادم, “لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ” (مرقس 10: 45). كان اللطف والإيثار من مميزات شخصيته.

كان يسوع خاضعًا لمشيئة الآب عندما جاء إلى الأرض وذهب إلى الصليب. عرف أن الموت على الصليب كان الثمن الوحيد الذي يمكن أن يقبله الآب من أجل خلاصنا. وقد صلَّى في الليلة التي سبقت خيانة يهوذا له قائلاً: “يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ” (متى 26: 39). كان إبنًا خاضعًا لمريم ويوسف أيضًا. وقد نشأ يسوع في بيت عادي ولكنه كان “خَاضِعاً” لوالديه (لوقا 2: 51). وكان طائعًا لمشيئة الآب. “تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ” (عبرانيين 5: 8). “لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ” (عبرانيين 4: 15).

كان ليسوع قلب الرحمة والغفران. فقد صلَّى على الصليب قائلاً: “يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ” (لوقا 23: 34). كان يسوع محبَّا في علاقاته. على سبيل المثال، يقول انجيل يوحنا 11: 5 “وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ” (يوحنا 11: 5). أشار يوحنا إلى نفسه بأنه التلميذ الذي “كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ” (يوحنا 13: 23).

كان يسوع يهتم بالآخرين. كثيرًا ما شفى الناس حتى يعرف الآخرين من هو. وأثبت حقًا أنه ابن الإله الحي من خلال كل المعجزات التي صنعها، وأظهر من خلالها اهتمامه بآلام من حوله.
كان يسوع أمينًا وصادقًا. لم يكسر كلمته أبدًا. تكلم بالحق أينما ذهب. عاش حياة نستطيع أن نتمثل بها بكل وضوح. قال يسوع: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يوحنا 14: 6). وفي نفس الوقت كان مسالمًا. لم يجادل لإقناع الناس، ولم يفرض نفسه على قلوب الناس.
كان يسوع قريبًا من تلاميذه. قضى معهم وقتًا كافيًا ونافعًا. كان يرغب في الشركة معهم، ويعلمهم ويساعدهم في التركيز على ما هو أبدي. كان أيضًا قريبًا من أبيه السماوي. وكان يصلي إليه بإنتظام ويسمعه ويطيعه ويهتم بصورته وسط الناس. عندما رأى الصيارفة يستغلون المصلين طردهم من الهيكل قائلاً: “مَكْتُوبٌ أَنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ” (لوقا 19: 46). كان يسوع قائدًأ قويًا ووديعًا. كان الناس يتبعونه في كل مكان ذهب إليه، وكانوا شغوفين بالإستماع لتعاليمه. كان الناس مندهشين من السلطان الذي كان يسوع يتكلم به (مرقس 1: 27-28؛ متى 7: 28-29).

كان يسوع صبورًا، ويعلم ضعفاتنا ويفهمها. عبَّر يسوع بكلماته عدة مرات في الأناجيل عن صبره في مواجهة عدم أمانتنا (متى 8: 26؛ مرقس 9: 19؛ يوحنا 14: 9؛ أيضًا بطرس الثانية 3: 9).
يجب أن يرغب كل المؤمنين أن يتشبهوا بصفات المسيح بقوة الروح القدس. يجب أن تكون الأمور التي جذبت الناس إلى يسوع هي نفس الأشياء التي تجذب الناس إلينا. يجب أن نقرأ كلمة الله (الكتاب المقدس) لكي نعرف ونفهم من هو الله وما هي مشيئته من جهتنا. يجب أن نفعل كل شيء لمجد الله:”  فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ. (كورنثوس الأولى 10: 31)، ونعيش كالملح والنور في العالم ونوجِّه الآخرين الى حقيقة يسوع الرائعة والخلاص الذي لنا فيه:” «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.(متى13:5-16)؛ “ فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ”(متى18:28-20).

وجاء في رسالة القديس بولس الرسول لأهل فيلبي ملخصًا يساعدنا في معرفة كيف كان يسوع وكيف يجب أن نتشبَّه به: “فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْراً وَاحِداً وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً، لاَ شَيْئاً بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً. فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً:  لَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ،وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ”.(فيليبي1:2-11).

أبعد هذا لا نكرم شخص يسوع الإنسان التام والإله التام بما يحمله قلبه من جهتنا؟

اكرام: ان كنت متعلقا بامور تسبب لك الالم والمرارة والخيبة , فاعلم ان يسوع وحده هو الينبوع

الذي يروي نفسك فيجعلها حديقة جميلة مزهرة . فكر وحاول ! نافذة :ياعطش الارواح ارنا محياك َ          قلبنا لن يرتاح الا بلقياك َ

اليوم الحادي عشر- الأحد 11 يونيو: هل يقبل السيد المسيح تقديم الإكرام له؟

من مظاهر تقديم الإكرام لشخص يسوع المسيح الإله المتأنس هو الإيمان به، والسيد المسيح قد طالبنا بالإيمان به، فقال للتلاميذ لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي” (يوحنا 14: 1)، لأنه هو الله المتأنس أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى لا بُد” (يوحنا 11: 25، 26) وقد طلب الآباء الرسل من السيد المسيح أن يزيد إيمانهم فقال الرسل للرب زد إيماننا” (لوقا 17: 5) والرجل الذي كان على ابنه روح نجس تقدم إليه رجل جاثيًا له. وقائلًا يا سيد أرحم ابني فإنه يُصرع ويتألم شديدًا..” (مت 17: 14) وطلب منه أن يشفي أبنه قائلًا إن كنت تستطيع شيئًا فتحنن علينا وأعنَّا. فقال له يسوع إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن.

فللوقت صرخ أبو الولد بدموعٍ وقال أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني” (مرقس9: 22 – 24).

 ومن مظاهر تقديم الإكرام أيضًا هو تقديم الحب لله المعبود، فقال الله فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوَّتك” (تثنية 6: 5) وقال السيد المسيح عن نفسه من أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثر مني فلا يستحقُّني. ومن أحبَّ ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا  يستحقُّني” (متى 10: 37) وقال بولس الرسول إن كان أحد لا يحبُّ الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما”(1 كورنثوس 16: 22)،  النعمة مع جميع الذين يحبُّون ربنا يسوع المسيح في عدم فساد”(أفسس 6: 24).

 كما أنه من مظاهر تقديم الإكرام هو رفع الطلبات لله، والسيد المسيح أوصى تلاميذه أن يطلبوا باسمه لكي يعطيكم الآب كلَّ ما طلبتم باسمي”(يوحنا15: 16)، في ذلك اليوم تطلبون باسمي” (يوحنا 16: 26)،.الحقَّ الحقَّ أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم” (يوحنا16: 23) والتمس اللص اليمين منه أن يذكره متى جاء في ملكوته ثمقال ليسوع أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” (لوقا 23: 42) وصلى إسطفانوس وقت استشهاده فكانوا يرجمون إسطفانوس وهو يدعو ويقول أيُّها الرب يسوع أقبل روحي” (أعمال 7: 59) وتضرع بولس الرسول إليه لكيما يشفيه من جهة هذا تضرَّعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوَّتي في الضعف تُكمَل. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلَّ عليَّ قوَّة المسيح””(2كورنثوس12: 8، 9).

ومن مظاهر تقديم الإكرام هو تقديم الخضوع لله والاعتراف بسيادته وهذا ما لاحظناه في الآباء الرسل ” بولس عبد ليسوع المسيح”(رومية1: 1)، و”بولس وتيموثاوس عبدا ليسوع المسيح” (فيليبي1:1)،  يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح”(يعقوب1:1 )

،” بطرس عبد ليسوع المسيح”(2بطرس1: 1)،” يهوذا عبد يسوع المسيح”(يهوذا1).

اكرام: لنتجنب كل ما من شأنه ان يشكك القريب بالقول او بالفعل
نافذة: الرب راعي َّ فلا يعوزني شيء.

عيد جسد ودم المسيح The Most Holy Body and Blood of Christ

الهي ومخلصي المحبوب، إن كل العطايا التي تجود بها علينا، في هذه الحياة لا تساوي سر الافخارستيا المقدس، سر العطاء اللامتناهي، سر الحب، تحت شكلي الخبز والخمر، تأتي إليّ شخصيا، بجسدك ودمك والوهيتك.

انك تحبني حبا فائقا، إلى حد انك لم ترضى بان تقدم لي اقل من ذاتك، وان تقدمها لي بطريقة، تذكرني بموتك وتضحيتك، على الصليب من اجل خلاصي، تحت شكلي الخبز والخمر، فأنت يا الهي على استعداد دائم لتعطيني ذاتك والحياة الأبدية، عندما أتناول هذا الجسد الطاهر، فحقا إن هذا السر المقدس هو الصورة الكاملة لمحبتك لي الغير محدودة.

فيا يسوع هبني أن اقدّر قبول هذه العطية الإلهية على الوجه الأكمل، فأتعلم أن أجود وأعطي ذاتي لك في حياتي اليومية، كما يجود الكاهن الذي ضحى بكل شيء، ليعطى حياته تقدمة طاهرة كاملة غير متجزئة، وغير متعلق بأمور الدنيا، ذبيحة حب بقبوله سر الكهنوت المقدس.

فيا يسوع، يا أيها الحبر الأبدي، يا من بدافع محبتك لنا نحن البشر الضعفاء، هذه المحبة التي

تفوق الوصف، فجرت من قلبك الأقدس، الكهنوت المسيحي، أفض يا الهي وبلا انقطاع، في

قلوب كهنتك، سيول محبتك المحيية اللامحدودة.

اسكن فيهم، وحوّلهم إليك، واجعلهم بنعمتك رسل مراحمك، وأكمل فيهم وبهم ومن خلالهم، واجعلهم بعد أن يكونوا قد لبسوك بالاقتداء الأمين بفضائلك الإلهية، يتممون باسمك وبقدرة روحك القدوس، الأعمال التي عملتها، أنت لأجل خلاص العالم.

أيها الفادي الإلهي، انظر ما أكثر الذين ما زالوا يهيمون في ظلمات جهلهم، انظر إلى الخراف الضالة، التي تترك الإيمان وتسير على شفير الهاوية، انظر إلى الفقراء والجائعين، انظر إلى الظلم والحروب، وعدم السلام، انظر إلى الأطفال المشردين، انظر إلى الأرض المقدسة، انظر إلينا نحن الضعفاء السريعي الانزلاق.

ارجع يا رب إلينا، بواسطة كهنتك، واسكن فيهم حقا وقدسهم، واعمل بواسطتهم في العالم،

معلما وغافرا ومعزيا ومضحيا ومعيدا لروابط الحب المقدسة، بين قلب الله وقلب الإنسان، بين

سلام الله وسلام الإنسان، بين الإنسان وأخيه الإنسان، بين الإنسان وذاته.

فيا أم الكاهن الأزلي، صلي لأجل كهنتنا، وقدسيهم، لكي نتقدس نحن بدورنا، وانعمي على كنيستنا الأم بدعوات كهنوتية ورهبانية، يعملون على خلاص النفوس وتقديسها، ويكونون شهودا لحب المسيح الذي جاد علينا بجسده ودمه ذبيحة حب لا متناهية.

 فأنت يا رب الحب، والذي تجود علينا بنعمة الحياة، وأنت الذي تطعمنا من لباب الحنطة، وأنت الذي تشبعنا من الصخرة عسلا. آمين

اليوم الثاني عشر – الأثنين12 يونيو: عبادة اللاتريا                                   

إن طبيعة المسيح البشرية هي بكاملها، وبكلّ جزء منها منفردًا، موضوع عبادة اللاتريا، المعروف أيضا باسم العبادة latreutical وهو مصطلح لاهوتي يركز على الشكل الداخلي للعبادة، بدلاً من الاحتفالات الخارجية. ولئن كانت أجزاء طبيعة المسيح البشرية هي كلّها على السواء أهل للعبادة، في ذاتها ولأجل ذاتها، إلّا أن أنواعًا خاصّة من الإكرام نشأت تختص بجراح المسيح الخمسة وبما إليّها من أعضاء، بالدم الكريم، بالوجه المقدّس، بهامة المخلّص المتألمة، وبقلبه الأقدس؛ وكذلك أسرار حياته وآلامه وموته (الحبل به، ولادته، الخ…) خصَّتها هي أيضًا عبادة اللاتريا. وهذا الإكرام الخاص، فهو بسبب أن محبّة المخلّص تظهر فيها بأجلي

بيان.

وقلب يسوع يُعبد لا وحده، ولا بمعزل عن الألوهة، بل على أنّه قلب شخص الكلمة، ولأنّه متحد

به اتّحادًا لا ينفصم، ولعبادة قلب يسوع نفسه، على أنّه عنصر جوهريّ من طبيعة المسيح الإنسانيّة المتّحدة أقنوميًّا بالكلمة، وليس القلب بمعناه الرمزي فقط فهو الكلمة المتجسد، الإله – الإنسان يسوع المسيح، وهو كمال الأقنوم الإلهيّ غير المتناهيّ. السبب الذي لأجله يُعبد القلب، من بين سائر عناصر ناسوت المسيح، هذه العبادة الخاصّة، هو أن القلب أكمل رمز لمحبّة المسيح الفاديه للبشر.كما وتصورات العامة ترى القلب مركز الاهواء ولا سيما المحبة ولما كانت المحبة سبب الفداء (انظر يوحنا 3: 16؛1يوحنا 4: 9-10) خص قلب المخلص الذي يعتبر رمز المحبة بالإكرام والمحبة فقلب يسوع من حيث هو رمز محبته الفاديه هو موضوع جدير بعبادة الكنيسة الرسمية ولما كانت محبة يسوع الفاديه تظهر بنوع خاص في آلامه وموته كما وفي سرّ الإفخارستيا كان لعبادة آلام المسيح ولعبادة الإفخارستيا صلات وثيقة بعبادة قلب يسوع الأقدس.وتهدف عبادة قلب يسوع إلى بعث محبّة الشكر والعرفان ودفع المؤمنين على ممارسة الفضائل التي كان قلب يسوع لها مثالاً «اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم» (متى11: 29). فعبادة قلب يسوع تعني حبه اللامتناهي لنا.                                 

اكرام: لنقرأ بانتباه وتركيز كلام الله ولنتأمل به
نافذة: يا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم ارحمنا

اليوم الثالث عشر- الثلاثاء13 يونيو: تعليم الكنيسة الرسميّ[5]
في عام ١٧٦٥ وافق البابا اقليمندوس الثاني عشر على طلب أساقفة بولونيا الإذن بتثبيت عبادة قلب يسوع الأقدس، ليس فقط كرمز، إنّما أيضًا كحقيقة جسديّة.

وفي عام ١٧٩٤، في رسالة رسميّة أصدرها البابا بيوس السّادس، حرم تعليم مجمع بيستويا

المحلّي وشرح أنّ روما قد ثبّتت عبادة القلب الأقدس، وقال أنّ القلب الأقدس يُعبد كونه قلب يسوع، أي قلب شخص كلمة الله والمتّحد به بشكل لا ينفصل”.

وفي عام ١٨٦٥ سمح البابا بيوس التاسع بنشر عبادة القلب الأقدس على نطاق الكنيسة في كلّ العالم بعد أن كان البابا اقليمندوس الثاني عشر قد سمح بها عام ١٧٦٥ على نطاق بولونيا. وفي مناسبة تطويب مارغريت مريم ألاكوك قال: “مَن يمكنه أن يكون قاسيًا وحديديًّا لدرجة عدم التأثّر وعدم الدّخول في حبّ هذا القلب الشَّديد العذوبة والذي، بسبب عذوبته، جُرح برمح؟”

وفي رسالته الرّسوليّة بتاريخ ٢٨ يونيو١٨٨٥ يعلن البابا لاوون الثالث عشر قلب يسوع المطعون ملجأً وملاذ راحة للبشر ويعلنه علامة خلاص تُعتلَن لزماننا كما كان ظهور الصّليب في السّماء علامة لقسطنطين.

وفي 8 ديسمبر1864 كتب البابا بيوس التاسع إلى مسيحيّي الشّرق يقول: «… ونخصّ المؤمنين الشرقيّين أن يلوذوا في كلِّ حاجاتهم بالرّبّ السيّد المسيح الذي فدانا بدمه ويعبدوا التعبُّد الصَّادق لقلبه المملوء عذوبة وحلاوة ويطلبوا من هذا القلب الذي ضحّى نفسه لأجلنا كذبيحة الحبّ ومحرقة الوداد كي يجذب قلوب البشر إليه ويقيّدها بمحبَّته فتنال كلّها من دمِّ فضله الطافح وتثمر أثمار النعمة والخلاص».

في ١٥ مايو١٩٥٦، أصدر البابا بيوس الثاني عشر رسالة عامّة عنوانها “إستقوا المياه” يحتوي على واحد من أجمل النصوص التعليميّة الكنسيّة.

وقد شدّد البابا بيوس الثاني عشر على حقيقة أنّ عيد قلب يسوع الأقدس، وإن كان قد نال أهميّة ليتورجيّة بعد الرؤى التي نالتها القدّيسة مارغريت ماري في باريه لومونيال، فهو حدث يجد جذوره في العهد الجديد، لا سيّما في دعوة يسوع إلى الجنس البشريّ للمجيء نحو قلبه الأقدس: “تعالوا إليّ يا أيُّها المُثقلين بالأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم، وتعلّموا منّي، فأنا وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم، لأنّ نيري ليّن وحملي خفيف” (متى ١١، ٢٨-٣٠).

وكانت عبادة القلب الأقدس أيضا عنصراً أساسياً في تعليم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن أهمية الكرازة الإنجيلية الجديدة في حياة الكنيسة الكاثوليكية التي دعا إليها الكنيسة:لا بد من الاعتراف بقلب المسيح كقلب الكنيسة: هو الذي يدعونا إلى الاهتداء والمصالحة. هو الذي يرشد القلوب النقيّة والمتعطشة إلى العدالة على درب التطويبات. هو الذي يُتمم الشركة الودية لأعضاء الجسد الواحد. هو الذي يسمح لنا بالتقيد بالبشرى السارة وقبول الوعد بالحياة الأبدية. هو الذي يرسلنا لنقوم بمهمتنا. العلاقة القلبية مع يسوع توسّع القلب البشري على مستوى شامل”.وهكذا أعلنت الكنيسة، بتعليم كنسيّ رسميّ، وعلى لسان خليفة بطرس، أهميّة عبادة قلب يسوع الأقدس، كوسيلة قداسة ونموّ روحيّ.

اكرام: لنحث الاخوة على التقرب من القربان الاقدس في هذا الشهر المبارك
نافذة : المجد والشكر في كل آن ليسوع في سر القربان

اليوم الرابع عشر- الأربعاء 14 يونيو: الأساس اللاهوتي لتقديم الإكرام لقلب يسوع

إن قلب يسوع، مثل كل قلب آخر ينتمي إلى شخص يسوع، المستحق السجود، لكن هذا لن يكون كذلك إذا اعتبر ان ذلك القلب معزولا عن شخص يسوع وليس له صلة به. لكن ليس الأمر كذلك هو اعتبار القلب كما جاء عن البابا بيوس السادس في كتابه) “Auctorem fidei” ، (1794 في هذا الصدد ضد افتراءات الجانسينيين، ان العبادة ، على الرغم من توجيهها لقلب يسوع، لكنها تمتد إلى أبعد من قلب الجسد ، فهي موجهة إلى المحبة التي يكون هذا القلب رمزا حيا ومعبرا لها. لهذا فلا يحتاج تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس إلى أي تبرير، لأنه موجه إلى شخص يسوع؛ بل إلى الشخص الذي لا ينفصل عن ألوهيته. يسوع صورة الله الحي لصلاح الله ومحبته الأبوية ، يسوع المحب والودود بلا حدود ,والذي تجلّت محبته ، هي موضوع تقديم الإكرام للقلب الأقدس ويبقى فحص ما إذا كان الإكرام الذي تم النظر فيه في هذا الصدد ، له أساس لاهوتي صحيح.   

اكرام: لنشكر الرب على جميع خيراته نحونا

نافذة : يا قلب يسوع ارحمنا    

                             
اليوم الخامس عشر- الخميس 15 يونيو: الـعقبات التى قد تعيق الإنسان من الحصول على ثمار تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس

كما ان تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس للمجاوبة على حبه اللامتناهي لنا والذي هي ممارسة

سهلة ومفيدة ومقبولة وقوية، لكن هناك قلة من الناس السطحيين لا يوافقون عليها ولا يمارسونها

كما يجب بحب. كل شيئ يمنع النفوس من التقدم في الفضيلة والنمو الروحي هو مانع يعرقل النِعم التى يمكن ان تفيض على تلك النفوس التى تمارس التكريم الواجب لقلب يسوع الأقدس. هناك البعض ممن يشتكون من عدم حصولهم على النِعم الموعود بها من يسوع بعد ممارستهم للإكرام وانهم لم يصلوا حتى الى اولى عتبات القداسة. هناك البعض الذي اختبر حالة من الجفاف والفتور والنفور من ممارسة بعض اعمال الرحمة ولم يجدوا اي تعزية او حلاوة من ترديد الصلوات المحفوظة والمكتوبة والتى يجد فيها البعض من كلمات ومعاني غامضة بالنسبة لهم والتي يرددونها

بلا فهم.

يمكننا عرض بعض من تلك الأسباب التى قد تمنع الانسان من الاستفادة من ثمار هذه الرياضة  التقوية والتى يمكن تلخيصها تحت اربع اسباب رئيسية:

1.    الفتــور والجفــاف TEPIDITY

الفتور هو نقص في الحرارة الروحية، والكتاب المقدس يطلب منا أن نكون “حارين في الروح”(رومية11:12). هناك فتور عادي يحدث لجميع الناس حتى للقديسين، وهناك فتور خطر، يهدد الحياة الروحية بالسقوط. وهناك فتور نسبي، إذا قورنت حياة روحية لشخص بحياته في فترة أخرى، وكل منهما قوية. الفتور العادي هو مظهر لطبيعتنا القابلة للميل، التي لا تستقر على الدوام في خط قوي دائم الارتفاع. أما الفتور الخطر فهو الذي يستمر مدة طويلة، ويكون بعمق، وبدون توبيخ داخلي. وقد يعتاده الإنسان فلا يبذل جهدًا للقيام منه.

هو الشعور بعدم الـميل للصلاة والتحجج بأعذار كأن نقول إننا لا نعرف كيف نصلي؟ أو لمـاذا نصلى؟ أو ليس لي حاجة من الرب؟،أوأنا بأحضر القداس وهذا يكفي. في حالة الفتور، قد تتحول الصلاة إلى واجب، إلى فرض، تؤديه لكي لا يتعبك ضميرك، ويتهمك بالتقصير.

وقد تصلي بغير رغبة، وبغير عاطفة وبغير حرارة، وربما أيضًا بغير فهم. وتفقد عناصر الصلاة الروحية، فلا تكون صلاة بانسحاق وبخشوع، ولا تكون الصلاة بإيمان ولا بتأمل، ولا بحب، وإنما أنت تصلي وكفي. وقد تحولت الصلاة إلى روتين. وما يقال عن الصلاة في حالة الفتور قد يقال أيضًا عن باقي الوسائط الروحية. ولكن تــذّكر قول الكتاب “أنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا!هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ

فَمِي” (رؤيا 15:3-16).

ويمكن التغلب على هذه الحالة بقرأة بعض سير القديسين والإستعانة بصلاة الأجبية والترنــم او سماع شرائط تراتيل والترنيم معها  وفى نفس الوقت الإيمــان بأنك تحادث حبيب او صديق فلــما الخوف او التردد؟ . إذهب الى الكاهن وإعترف بهذه الحالـة وإسمع الى إرشاد الروح القدس على لســانه.فتــش أيضـا فى نفــسك عن خطايا لــم تعترف بـها من قبـل.

2.حب الذات SELF-LOVE – أقدم عدو حارب البشرية، وأخطر عدو، هو الذات،

إن الشيطان لا يحاربك بقدر ما تحاربك ذاتك. مشكلتك الكبرى هي الذات. الذي ينتصر على ذاته من الداخل، يستطيع أن ينتصر خارجًا على العالم وعلى جميع الشياطين، والذي تهزمه ذاته ويضعف هو أمامها، يمكن أن يقع في أية خطية. إذن الوقوع في الخطية سببه الذات دون التركيز على الإغراءات الخارجية التي هي مجرد عروض تقبلها الذات أو ترفضها. ماذا كانت مشكلة أيوب الصديق، إلا هذه.

كان رجلًا بارًا، ويعرف عن نفسه أنه بار. فكان بارًا في عيني نفسه.وبسبب هذا لم يستطع أن يحتمل أحاديث أصدقائه الثلاثة وقال لهم “كامل أنا، لا أبالي” (أيوب9: 21)، وانتهت مناقشاته مع أصحابه بقول الكتاب: “فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب، لكونه بارًا في عيني

نفسه” (أيوب32: 1)

قال السيد المسيخ: “من أراد أن يتبعني فليكفر بنفـسة ويحمل صليبه ويتبعنى ” (متى 24:16)

و فى مثل الفريسي والعشـّار دروس فى هـذا الموضوع  “وقال هذا المثل لقوم كانوا يثقون بأنفسهم بأنهم صدّيقون ويحـتقرون غيرهم( لوقا10:18). ” مـن يـمـيـزك وأي شـيئ لك لم تأخــذه وإن كنـت قد أخذت فلمـاذا تفتخر كأنك لم تأخذ”(1كورنثوس7:4).

اما كيفية التغلب من الأنا فتبدأ بقهر الذات، ومحبة الآخرين وخدمتهم، والتواضع، وإدانة الذات،و ضع أمامك مثال المسيح، وسير القديسين، والجهاد في إنكار الذات في الخدمة والصلاة الدائمة وطلب مشورة ملاشدك الروحي بصورة مستمرة.

3.مــيل  متــملــك: غريزة الإمتلاك،الشـهرة،التســلط على الآخرين وهى غرائز طبيعية فى الإنسان

او عادات مكتسبة مثل الشتيمة – النميمة – الحلف – شرب الخمر – الطمع – عين

الإشتهاء. وفى  تجربة ابليس  ليسوع فى البريـة (متى 11:1) سوف نجد مثال كيف يستخدم الشرير الغرائز الإنسانية للسيطرة على الإنسـان . فغريزة التملك نجدها فى تجربة ان تصير الحجارة خبزاً وقد حاربها السيد المسيح بقبول الحياة فى فقر “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” فحب المـال هو أصل كل الشـر. وغريزة الشهره نجدها فى تجربة السقوط من أعلى الهيكل فيراه الناس ويؤمنوا وكم من مرة حاولوا أن يملكــوه ولكن السيد المسيح كانت مملكـتـه هى قلوب البشر،وغريزة التسلط على الآخرين ونجدها فى تجربة السجود للشيطان للحصول على سلطان هذا العالم ولقد حارب الرب يسوع هذا بالتواضع ” لأنـي أعطيتكم قدوة حتى إنكم كما صنعت انا بـكم تصنعـون انتم أيـضا” (يو15:13).  فلنبحث فى نفوسنــا ونـفـتــش مـا هو الـميل الذى يـبعدني عن حـب يــسوع.”لكن أثـامكم فرقـت بينكم وبين إلهـكـم وخطايـاكـم حجبت وجهـ ـه عنكم فلا يسمــع” (أشعيا 2:59).

4.كبريــاء ســرّيــة SECRET PRIDE

تظاهر – مسرة عند المديح – مسرة أن يعرف بين الناس بالتقوى من الاهتمام الفعلى بخلاص الآخرين –   غـم خــفي بسبب نجـاح الآخرين أو حصولهم على ثمرة من ثمار الروح القدس – حزن شديد بعد السقوط فى الزلات – صفر اليدين من الآعمال الصالحــة – قشـرة رقيـقة تخفى شهوات حقيقية،عدم الإنتمـاء الى الكنيسة،بدع وهرطقات،الدفاع عن الكنيسة بروح فردية لا جمــاعـيـة. ” إنك لا تفطن لـما للـه لكن لـمـا للناس” (متى 23:16).

“إحـذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بلباس الحملان وهم فى الباطن ذئاب خاطفـة , من ثمارهم تعرفونهم “(متى15:7).

اكرام: اذا داهمنا الضيق والالم فلننظر الى قلب يسوع ولنستمد منه القوة

نافذة : يا قلب يسوع الصبور والغزير الرحمة ارحمنا

                          
اليوم السادس عشر- الجمعة16 يونيو: “يا بُني اعطني قلبك”

الله الذي كشف عن عمق محبةِ قلبهِ لكل واحدٍ منا، بيسوع ابنه، يطلب من المؤمن به أن يبادله الحبّ عينه بقوله: “يا بُني اعطني قلبك”( سفر الأمثال ٢٣ : ٢٦ ). إنّه لا يتركنا ملَطّخين بخطايانا بل ” يخاطب قلبنا ” ( سفر هوشع٢ : ١٦) من جديد . فنحبّه من كل القلب والفكر والنفس والقوة (سفر تثنية الإشتراع ٣٠ : ٦). إنها الوصية الأولى التي لا وصية اعظم منها، ومثلها محبة القريب كالحبّ للذات. وهي الوصية القديمة التي جعلها “جديدة” بقاعدتها: ” أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا احببتكم “(يوحنا ١٣ : ٣٤) . فكتبها شريعةً، لا على الواح حجرية، بل على قلوبنا( قورنتس الثانية ٣ : ٣)، وبها ومن خلالها ” يكون هو لنا إلهاً ونكون له شعباً ”    

( سفر إرميا ٣١ : ٣٣ ).

قال يسوع: “حيث يكون كنزكم، هناك يكون قلبكم “(لوقا ١٢ : ٣٤)، وكلام المسيح هذا يُعلّمنا

أنّ الكنز الحقيقيّ هو الحبّ لله وللإنسان. ومن هذا الكنز يستمدّ كلّ واحد وواحدة منّا ثقافتَه وسعادتَه ونوعيّةَ أعماله ومواقفَه ومبادراته . وهذا الحبّ وحده يملأ فراغ قلب الإنسان بالسلام الداخليّ الذي يشعّه إلى الخارج في العائلة والمجتمع والعالم ، إلى هذا السلام وهذه الطمأنينة الداخلية، مهما كثرت المصاعب والمحن، يدعونا الرب يسوع قائلا: “تعالوا إليَّ جَميعاً أيُّها المرهقون والمُثقَلون ، وأنا أُريحُكم . إحمِلوا نيري وتَتَلمذوا لي فإنّي وديعٌ مُتواضعُ القلب ، تجدوا الرَّاحة لِنفوسِكم ” (متى ١١ : ٢٨ – ٢٩ ) .

اكرام: لنجتهد في ان نزيل الفتور والحقد بين الاسر والاقارب
نافذة :يا قلب ربي يا رجائي يا حبيبي يا عزائي                           

                            
اليوم السابع عشر- السبت 17 يونيو: هدف تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس

الهدف من هذه العبادة هو قلب يسوع نفسه. وبما أنه في يسوع المسيح طبيعتان، الإلهية والبشرية،

وشخص واحد فقط، الشخص الإلهي.فقلب يسوع المسيح هو قلب الشخص الإلهي، قلب الكلمة المتجسد. ولأن الشخص الإلهي يجب أن يكرم بأعلى عبادة. العبادة التي يجب تقديمها لقلب يسوع الأقدس، والتي لا يمكن فصلها أو أخذها من الشخص الإلهي، هي أيضا أسمى ما يمكن تقديمه.
بعد الإنتهاء من تقديم هذا الإكرام او العبادة للقلب الأقدس هناك ثلاثة نِعم نحصل عليها: الأول، أن نعيد ليسوع المحبة فنحبه كما احبنا امام تلك المحبة التي لا حدود لها، والتي قلبه هو رمزها، والتي جعلته يفعل الكثير ويعاني بشكل لا يمكن ان يقاس من أجلنا ويمنحنا أحلى وأثمن الهدايا، الا وهو سر الإفخارستيا. والثاني، أنه من خلال غيرتنا في ممارسة تلك العبادة بكل تقوى،يمكننا، بقدر ما نستطيع، أن نعوض عن جميع الإهانات التي اقترفناها حتى الآن لقلبه الأقدس، هذا القلب الذي يمثل  مركز وعرش لعواطفه الملتهبة نحو خلاصنا.  والثالث، أن نقتدي بما نعبده، فنستلهم نفس العواطف، ونفس المشاعر التي حركت قلبه خلال حياته من الكرازة والمعاناة، وما زلنا نحييها في حياته معنا من خلال الأسرار الكنسية فنستمر في الكرازة والتبشير وتمجيد الله في

اقوالنا وافعالنا. وايضا يمكن ان نجني بعض التغييرات الهامة المصاحبة لممارسة تقديم الإكرام

لقلب يسوع الأقدس كالآتي: رعب كبير من الخطيئة – ايمان حي – رغبة شديدة في اتمام وصية يسوع المسيح عن المحبة والحصول على سلام داخلي عجيب.

من المهم جدا لكي نجني ثمار تلك العبادة والإكرام لقلب يسوع الأقدس ان لا يتشتت قلبنا باي مشغوليات غير ضرورية والتى قد تمنعنا من الصلاة او ممارسة التدريبات او التأملات الروحية ومراقبة انفسنا دائما وان نسمو فوق رغباتنا الشخصية وميولنا الجسدية ونبتعد بقدر الإمكان من العراقيل التى قد تقودنا للإهمال في الصلاة او للفتور.

اكرام: عوَّد نفسك على تلاوة فعل التعويض لقلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اني اضع فيك رجائي

                            
اليوم الثامن عشر- الأحد 18 يونيو: معاتبة 

قال السيد المسيح من قبل هذه الأقوال عندما واجه معاندة وجحود ونكران وعدم إيمان من الكتبة

والفريسيين واليهود: “لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ”(يوحنا22:15)، و” لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.“(يوحنا24:15)، و”فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ». وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.“(متى57:13-58)، و” «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!“(متى37:23)، و”«حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ”(مرقس6:7-8)، “فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.“(يوحنا40:18). ترى هل مازال على السيد المسيح ان يرددها

لنا في هذه الأيام لكي نتذكر ما قام به من أجل خلاصنا؟ لكن يسوع أمين وعادل ومحب ومحبته لنا غير مشروطة.

كم هو أمين قلب يسوع تجاه أولئك الذين يدعوهم إلى محبته:أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا”(1تسالونيكي24:5).

إن أمانة الله تمنحنا الثقة في رجاء لكل شيء، على الرغم من أننا لا نستحق شيئ.  إذا ما تمكنا من ان نفتح له باب قلوبنا، فهو سيدخل على الفور، وفقا للوعد الذي قطعه:” هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.“(رؤيا20:3).

 إذا كنا نرغب في النِعم،، فلنطلبها من الله ، باسم يسوع المسيح ، وقد وعدنا بأننا سنحصل عليها: “  الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.” (يوحنا23:16)، مؤكداً:”  اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا”(يوحنا24:16). إذا ما حاولنا فعلينا ان نثق في عطاياه، وحتى لو كنا في ضيقة بما يتجاوز قوتنا لكن وعده صادق وآمين:” وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.“(1كورنثوس13:10). كم هو أفضل أن يكون لك علاقة مع الله أم مع الناس والعالم! كم من مرة يعد الناس ثم يفشلون، وذلك إما لأنهم يكذبون في تقديم وعودهم، أو لأنهم بعد أن قطعوا الوعد، يغيرون رأيهم، لكن “  لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟”(عدد19:23).  

لا يمكن أن يكون الله غير أمين لوعوده، لأنه هو الحقيقة نفسها، ولا يمكنه أن يكذب لقد وعد

بأن ينال كل ما يأتي إليه ليسأله:”«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.”(متى7:7)،

وهو القائل:” تَعَالَوْا إِلَيَّ أَيُّهَا الرَّاغِبُونَ فِيَّ، وَاشْبَعُوا مِنْ ثِمَارِي.”(يشوع بن سيراخ26:24)، ” «أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا.”(اشعيا1:55) وايضا “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.”(متى28:11)، لِذلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ،”(عبرانيين7:3-8).                                                                                              اكرام: لنستعد حسنا للتناول ولنحرض الاخرين على فعل ذلك
نافذة: يا قلب يسوع سلامنا ومصالحتنا ارحمنا

اليوم التاسع عشر- الاثنين19 يونيو: مـن أنتَ يـا يسـوع[6]؟(1)

نردد فـى قانون إيـمانـنا الـمسيحي هـذه العقيـدة:”نؤمن برب واحـد يسوع الـمسيح الذى من أجلنـا نحن البشر ومن أجل خلاصنـا نزل من السـماء..”.

ويقول لنـا القديس يوحنـا:”فإنـه لـم يُرسل اللـه إبنـه إلـى العالـم ليدين العالـم بل ليُخلّص بـه العـالـم”(يوحنا17:3).

وفـى سفر أعـمال الرسل نقرأ لا خلاص إلاّ بيسوع “لأنـه ليس إسم آخر تحت السـماء مـمنوحاً للناس بـه ينبغى أن نخلص”(أعمال12:4).

فـمن هـو يسوع لنـؤمـن بـه؟

فـى الشهر السادس بعد الحبل بيوحنا الـمعمدان “أُرسل الـملاك جبرائيل من قِبل اللـه إلـى مدينة فى الجليل تسمى الناصرة إلـى عذراء مخطوبـة لرجل أسمـه يوسف واسم العذراء مريـم” (لوقا26:1-27). وعندمـا قالت مريم للـملاك:”هـا أنـا آمـة الرب فليكن لـي بحسب قولك”(لوقا 38:1)،حلّ عليهـا الروح القدس وظللتهـا قوة العلي فصارت العذراء أمـاً، وهى عذراء. وبعد تسعة أشهر ولدت هذه الأم “إبنهـا البِكر ولفتـه وأضجعتـه فى مزود” (لوقا7:2). ولـما تمت ثمانية أيام سمي هذا الطفل “يسوع” كـما سـماه الـملاك قبل أن يُحبل بـه. ومرّت الأيـام والأعوام حتى جاء يوم قال يسوع فيـه لليهود:”أنتم من أسفل أما أنـا فـمن فوق. أنتم من هذا العالـم، وأنا لستُ من هذا العالم. فقلت لكم انكم تموتون فى خطاياكم لأنكم إن لـم تؤمنوا أنـي أنـا هـو تـموتون فـى خطاياكم. فقالوا لـه من

أنت؟” (يوحنا23:8-25).

مـن أنتَ يـا يسـوع؟

ان اليهود لـم يريدوا جوابـاً على سؤالهم هذا إذ انـه قد تمت فيهم نبؤة اشعيا النبي القائل:”تسمعون سماعاً ولا تفهمون، وتنظرون نظراً ولا تبصرون”(متى14:13). مـع ذلك نرى يسوع يجيب اليهود وكل من يسألـه “من أنتَ” وذلك فـى أكثـر من موضع فـى الإنجيل فنسمعـه يقول عن نفسه:

  • “أنـا الطريق والحق والحياة”(يوحنا6:14)
  • “انـا نور العالـم”(يوحنا12:8)
  • “أنـا الراعى الصالح”( يوحنا11:10)
  • “أنـا خبز الحياة”(يوحنا47:6)
  • “أنـا الكَرمـة وأنتم الأغصان”(يوحنا5:11)
  • “انـا القيامـة والحياة”(يوحنا25:11)
  • “أنّي فـى الآب والآب فـيّ”(يوحنا11:14)
  • “الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن”(يوحنا58:8).

مـن أنتَ يـا يسـوع؟

– يجيبـنا القديس يوحنا الـمعـمدان قائلاً: “هوذا حـمل اللـه الذى يرفع خطيئة العالـم..وأنـا عاينت وشهدت أن هذا هو إبـن اللـه”(يوحنا29:1، 34:1).

– وتجيبنـا مريم أخت لعازر قائلـة: “أنت الـمسيح إبن اللـه الآتـى إلـى هذا العالـم”(يوحنا27:11).

– ويجيبنا سمعان بطرس قائلاً:”أنت الـمسيح إبن اللـه الحي”(متى16:16).

– ويجيبنا قائد الـمئة بعد موت يسوع قائلاً: “فى الحقيقة كان هذا الرجـل إبـن اللـه” (مرقس39:15).

– ويجيبنـا القديس تومـا قائلاً:”ربـي وإلـهـي” (يوحنا28:20).

– ويجيبنـا صوت الآب السماوي القائل من السـماء:”هذا هـو إبني الحبيب الذى بـه سررت”(متى5:17).

مـن أنتَ يـا يسـوع؟

أمنـا الكنيسة تعلن: “نؤمن برب واحد يسوع الـمسيح،إبن اللـه الوحيد الـمولود من الآب قبل كل الدهـور …الذى من أجلنـا نحن البشر ومن أجل خلاصنـا نزل من السـماء وتجسد من الروح القدس ومن مريـم العذراء وتأنس…”.

بهذه الكلـمات أجاب آبـاء الـمجمع الـمسكونـي النيقاوي على سؤال اليهـود “من أنت؟”، وشتتوا شبهات الهراطقـة وحيلهـم، وأثبتوا وأعلنوا الإيـمان الـمسيحى الدائـم بسر التجسد والفداء، بسر الإلـه الحق والإنسان الحق، بسر طريقنـا وحقـنـا وحياتنـا، بسر ربنـا ورأسنـا وأخينـا ومثالنـا، بسر الحب الذى لا يفوقـه حب.

اكرام: لنتحمل بلطف نقائص القريب حبا بيسوع
نافذة: يا قلبا جريحا بالحربة اضرمنا بنار المحبة

                         
اليوم العشرون- الثلاثاء20 يونيو :”من أنت يا يسوع؟”(2)

مـا أجمل ومـا أعظم جواب الإيـمان على هذا السؤال، فهو جواب مبنى فـى جميع الكنائس

والـمعابد والأديـرة والـمدارس والـمستشفيات والـمستوصفات والـمياتم والـملاجئ التى قد بنتـهـا ولا تزال تبنيهـا أيدي الـمؤمنين. وهـو جواب مسجّل فى الكتب والـمقالات والأشعار والأناشيد والـمواعظ والـمحاضرات التى ألّفتـهـا عقول الـمؤمنين ودوّنتهـا أقلامهم وفاهت بهـا ألسنتهـم. وهـو جواب حـي محـي يحيا ويخفق فى غيرة الرسل ودم الشهداء وإخلاص الـمعترفين وطهارة العذارى. جـواب يتلألأ فـى كبار القديسين والقديسات وصغارهم من رجال ونساء وفتيان وفتيات. جواب زيـّن حياة آبـائنـا وأجدادنـا فـى ذهابهم وإيابهم، وهم بين الأفراح والأتراح، بين الإبتسامات والدموع، وبين الحيـاة والـموت.

“نـؤمن برب واحـد يسوع الـمسيح”، هذا هـو الإيـمان الـمسيحي الذى إمتاز بـه عدد لا يحصى من

الذين قد سبقونـا فى الحياة الـمسيحية والإيـمان الـمسيحي والذين يرددون قول بولس الرسول:”قد

جاهدتُ الجهاد الحسن وأتـممتُ شوطي وحفظتُ الإيـمان وإنما يبقى إكليل  العدل الـمحفوظ لي عند اللـه” (2 تيموثاوس7:4)، والذى يوصينـا الرسول بولس قائلاً:”تـأملوا فى عاقبـة تصرفهم وإقتدوا بإيـمانهم”(عبرانيين7:13)،ويقول أيضـاً:”فنحن أيضاً، إذ يحدق بنا مثل هذا السحاب من الشهود،فلنلق عنا كل ثقل وما يشتمل علينا من الخطيئة، ولنسابق بالصبـر فى الجهاد الذى أمامـنا، ولنجعل نظرنـا إلـى مبدئ الإيـمان ومتـممـه يسوع”(عبرانيين1:12-2).

فلنجعـل نظرنـا إلـى مبدئ الإيـمان ومتمـمه يسوع الـمسيح، إذ إن يسوع الـمسيح “هو هو أمس واليوم

وإلـى الأبـد”(عب8:13).

إن يسوع الذى نؤمن بـه، أي شخصـه وتعليمـه ونعـمته وفدائـه لنـا، ليس هو بنـبي تنبأ ثـم مات، فلا بقاء لـه إلاّ فى ذاكرة من يتذكر أقوالـه، وليس هو بكاهن قرّب القرابيـن ثم لحق بهـا فى التلاشي والإضمحلال، وليس هو بـملك استولـى على مملكته أيـامـاً أو سنين محدودة ثم صار إسـماً مسجلاً فى كتب التاريـخ.

كلا، بـل ان يسوع الـمسيح، مبدئ الإيـمان ومتمـمه، هو هو أمس واليوم وإلـى مدى الدهـر.

هـو نبـي حـي يكلـمنـا كلامـاً حيـّاً..

هـو كاهـن حـي يقدم ذبيحتـه الـمحييـة..

وهـو ملك حـي يـملك علينـا ولـه الآن وفـى كل دقيقة الحق فـى إنقيـادنـا لـه وإتكالنـا عليـه وإيـماننـا بـه.

والكنيسة هـى بيت يسوع، والقداس هـو ذبيحـة يسوع..

يسوع الـموجـود معنـا جسداً ودمـاً ونفسـاً ولاهـوتـاً.

فـمـا هـو إيـمانـك برب واحـد يسوع الـمسيح؟

مـا هـو إيـمانك؟

هـل تـؤمن إيـمانـاً حياً بسر التجسد والفداء؟

هـل تـؤمن إيـمانـاً حياً بحياة يسوع وتعليمه ومواعيده وآلامـه وموتـه وقيامـته؟.

والـمسيحي الحقيقي هو الذى يحيـا مع الـمسيح وفيـه وبـه.

وأنت..هـل أنت مسيحـي حقيقي حـي؟

لا تسرع فـى الجواب، إذ يوجد عندنـا ميزان قريب دقيق يـمكننا أن نـزن بـه إيـماننا بربنا يسوع الـمسيح، ميزان يكشف لنا حقيقة إيـماننا بيسوع الـمسيح وهذا الـميزان هـو يسوع نفسـه، الـموجود فـى القربان الـمقدس، الـمقدم نفسه وإيـانـا لأبيـه وأبينـا فـى الذبيحة الإلهيـة..

فـإذاً..أمـام يسوع الحاضر معنـا، جاوب على هذيـن السؤالين:

  1. هل أحضر القداس، لا فـى الآحـاد والأعياد فقط، بل كلـما أمكننى ذلـك؟
  2. هل أتناول القربان الـمقدس، لا مرة ولا مرتين فى السنة،بل كلما سنحت لـى الفرصـة؟

أنك لست بـمسيحي حـي حقيقي إن لـم تؤمن إيـمانـاً حقيقيـاً بهذا السر العظيم الذى هـو يسوع الـمخلّص الحقيقي الحـي. وليس إيـمانك بهذا السر العظيم إيـمانـاً حقيقيـاً إن لـم تحضر القداس كلـما أمكنك ذلك، وإن لـم تتناول خبـز الحياة كلـما سنحت لك الفرصـة.

فليـحل يسوع فـى قلوبنـا بالإيـمان ليتحقق فـى كل مـنا قول القديس بولس:”أنـا حـي، لا أنـا بل إنـما الـمسيح حـي فـيّ”(غلاطية20:2)

اكرام لنحاول ان نزرع كلمة حب وامل في نفوس الاخرين خاصة الحزانى والمرضى والمتضايقين
نافذة ليأت ملكوتك يا قلب فادي َّ الحبيب

اليوم الحادي والعشرون- الأربعاء 21 يونيو: الإله المتروك[7]

ان ذنب الذين يجهلون الله ويتركونه، هو أقل جرماً من ذنب الذين يعرفونه ويعرضون عنه. ولذا

لم يتشكّ االله سبحانه في العهد القديم من الأمم والوثنيين الذين تركوه في جهلهم اياه وعبدوا الآلهة الغريبة. بل تشكى من شعبه اسرائيل الذين عرفوه وشهدوا قواته في أرض مصر وفي ارض الموعد ومع ذلك تركوه وعبدوا البعل وعشتروت، فقال لهم بلسان أرميا نبيه: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلًا؟ وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، الَّذِي سَارَ بِنَا فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَحُفَرٍ، فِي أَرْضِ يُبُوسَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ، فِي أَرْضٍ لَمْ يَعْبُرْهَا رَجُلٌ وَلَمْ يَسْكُنْهَا إِنْسَانٌ؟ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ بَسَاتِينَ لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَهَا. فَأَتَيْتُمْ وَنَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيرَاثِي رِجْسًا. اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَالرُّعَاةُ عَصَوْا عَلَيَّ، وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْل، وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ.”، “هَلْ بَدَلَتْ أُمّةٌ آلِهَةً، وَهِيَ لَيْسَتْ آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لاَ يَنْفَعُ! اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هذَا، وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً”(ارميا5:3-13). والآن ايضاً لا نسمعه يتشكى من الشعوب البعيدة عنه والرافضة الطاعة له، ولكنه يتشكى من شعبه المسيحي الذي ميزه بين شعوب كثيرة وخصه بمواعيده واستحقاقاته وأسراره وتعاليمه ، ومع ذلك لا يجد عنده حظوة ، واياه بقول بلسان داؤد عبده:” أَنَّهُ لَيْسَ عَدُوٌّ يُعَيِّرُنِي فَأَحْتَمِلَ. لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي، إِلْفِي وَصَدِيقِي، الَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا الْعِشْرَةُ. “(زمور 12:55-14). في يسوع كل الجمال وكل الصلاح وكل القداسة وكل آمال المحبوب. يسوع هو سرور الأب الأزلي وبهجة الأرواح الطوباوية في السماء. يسوع الذي منه كل خير وكل فرح وكل سلام، لا يجد من يعشقه ويتعلق به ويهتم به. والخليقة التي هي بازاء االله عدم ولا شيء، وفيها كل شر، بل كل خبث ولؤم يحبها الأنسان ويعشقها ويعلق قلبه بها، بل يستغني بها عن االله مع علمه ان الأستغناء عنه بالخليقة جرم جسيم وحزن أليم وموتٌ أبدي وهلاك سرمدي في نيران الجحيم لذا جاء على لسان بولس الرسول:” أَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي،وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ.لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْبًا صَالِحًا لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ.“(عبرانيين4:6-8).

 ان الأنسان يترك االله ولكن االله لا يتركه فلو تركه لتحول العالم لجهنم وانتهى الأنسان من عذابه الزمني الى العذاب الأبدي. ولذا شاء لقلبه السجود في غزارة رحمته وغزير حبه للأنسان ان يقيم معنا على الأرض في سر القربان المقدس لندنو منه فيشفينا من امراضنا ويغفر لنا خطايانا، ومع ذلك لا يرى يسوع الناس مقبلين الى هيكله، وإن أقبلوا كانت أفكارهم وقلوبهم بعيدة عنه. إن المجدليات الجالسات عندقدميه ليسمعن كلامه قليلات جداً وسائر الناس مهتمون بأمور كثيرة كما قال لمرثا:” «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا”(لوقا41:10-42)».ما خلا الأمر الواحد الذي يجتاحون اليه وبه يتعلق خلاصهم الأبدي وهو محبة يسوع فوق كل شي.

اكرام: علينا ان نضع باعتزاز صورة القلب الاقدس او مريم العذراء في احسن مكان في بيتنا

لتكون تحت انظارنا وموضوع اكرامنا
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اجعلني في حماك كل حين

                          
اليوم الثاني والعشرون- الخميس 22 يونيو: العمل حسب ارادة االله

من أحب االله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة االله هي قداستنا:” أَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ”(1تسالونيكي3:4). أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بأرادة االله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة.

هناك مفتاحين رئيسيين لمعرفه أرادة الله فى أى موقف (1) يجب أن تتأكد بأن ما تطلبه غير مرفوض أو منهي عنه فى الكتاب المقدس. (2) يجب أن تتأكد بأن الشىء الذى أنت مقدم عليه سيمجد الله وسيساعدك فى نموك الروحي. أذا توافر البندين السابقين والله لم يستجب بعد لطلبتك أذا فى الغالب أن طلبتك هى ليست أرادة الله لك. أو ربما يجب عليك الانتظار لفترة أطول. أن معرفه أرادة الله قد يكون صعبا أحيانا.  أذا كنت تعيش حياتك مع الله وتطلب أرادته فى حياتك سيغرس الله رغباته فى حياتك. المفتاح هو أن تريد مشيئة الله وليس مشيئتك أنت ” تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك”(مزمور 4:37).

وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لأرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب:”وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.”(فيليبي8:2). تخلف يسوع ذات يوم عن امه مريم والقديس يوسف في هيكل أورشليم، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما:”«لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا”(لوقا49:2و50). وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لأرادة أبيه السماوي، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال:” «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.“(يونا34:4)، و”لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.“(يوحنا38:6)، وفي بستنان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن العذابات المعدة له أراد ان تعبر عنه هذه الكأس الشديدة المرارة ولكنه قدم ارادة أبيه على ارادته الذاتية فقال ثلاث مرات:” «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».“(متى38:26).

لهذا ينصنحنا القديس بولس قائلا:”وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.”(رومية2:12)، وايضا القديس بطرس يقول:”لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ”(1بطرس2:4).

اكرام: لنعط لاخوة يسوع الصغار المحتاجين مما افاضه يسوع علينا
نافذة : يا قلب يسوع مصدر الحياة والقداسة ارحمنا

اليوم الثالث والعشرون – الجمعة23 يونيو قلب يسوع السخي

من سمات الأشخاص ذوي القلوب الطيبة أن يرغبوا في جعل الجميع سعداء، وخاصة أولئك الأكثر حزنا ومعاناة. ولكن من يستطيع أن يجد لديه قلب أفضل من يسوع المسيح؟ إنه خير لا نهائي ، وبالتالي لديه رغبة سيادية في أن ينقل إلينا ثرواته:” عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ.”  و فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.“(امثال18:8و21).
لهذا الغرض جعل نفسه فقيرا ، كما يقول الرسول:”  فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ.“(2كورنثوس9:8).  لهذا الغرض أيضا اختار أن يبقى معنا في القربان الأقدس، حيث يبقى دائما ويداه مملوءتان بالنعم، ليوزعها على الذين يأتون لزيارته . لهذا السبب أيضا هو يهب نفسه بالكامل لنا في المناولة المقدسة ، مما يمنحنا أن نفهم من هذا أنه لا يستطيع أن يرفض لنا أي عطايا جيدة ، لأنه حتى يعطي نفسه لنا بالكامل:” اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟”(رمية32:8).
لأننا في قلب يسوع ننال كل خير وكل نعمة نرغب فيها: في كل شيء أنت غني في المسيح كما قال بولس الرسول:“انَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ، كَمَا ثُبِّتَتْ فِيكُمْ شَهَادَةُ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا، وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(1كورنثوس5:1-7). ويجب أن نفهم أننا مدينون لقلب يسوع لكل النعم التي تلقيناها: نعم الفداء، الدعوة، النور، المغفرة، نعمة مقاومة التجارب، وتحمل التناقضات بصبر؛ لأنه بدون مساعدته لا يمكننا أن نفعل أي شيء جيد كما قال يسوع:” أَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا”(يوحنا5:15،  وإذا لم تحصل حتى الآن، كما يقول مخلصنا ، المزيد من النعم ، فلا تشتكي

مني ، بل تلوم نفسك:”إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.“(يوحنا24:16).

كم هو غني قلب يسوع تجاه كل من يلجأ إليه:” غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ.” (رومية12:10). ما هي تلك الرحمة العظيمة التي تنالها تلك النفوس الجادة في طلب المساعدة من يسوع المسيح ولقد قال داود في القديم: أَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِكُلِّ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ.“(مزمور5:85)، ولهذا ايضا قال:طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ.ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْه“(مزمور4:34-8)، لذلك دعونا نذهب دائما إلى هذا القلب، ونطلب بثقة، وسنحصل على كل ما نريد.

 اكرام: لنجتهد ان نجذب الاخرين الى ممارسة عبادة قلب يسوع
نافذة : ربي وآلهي انا اؤمن بك واثق بك

                               
اليوم الرابع والعشرون – السبت24 يونيو: قلب يسوع الحنون[8]

عندما نتأمل في كيفية تعاملات الرب يسوع مع تلاميذه او الجموع أثناء خدمته العلنية قنقرأ في انجيل القديس مرقس:” وَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا فَقَالَ لَهُمْ: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلًا». لأَنَّ الْقَادِمِينَ وَالذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ، وَلَمْ تَتَيَسَّرْ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلأَكْلِ فَمَضَوْا فِي السَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ فَرَآهُمُ الْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ، وَعَرَفَهُ كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ الْمُدُنِ مُشَاةً، وَسَبَقُوهُمْ وَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا.“(مرقس30:6-34). ونقرأ ما جاء في انجيل القديس متى عند اشباع الآلاف وسنرى كيف ان قلب يسوع الأقدس في محبته تجاوب مع احتياجات الجموع:”” فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدًا. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». فَقَالَ: «ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.  فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.“(متى13:14-21).

لقد مارس يسوع المسيح معظم خدمته العلنية في منطقة الجليل وكما جاء “الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ”(اعمال30:10)، فكان يعلّم ومرشدا لمن يتبعه عن المحبة العملية والايمان وطريقة الوصول للملكوت السماوي وصانعا للعجائب وكانت الجموع تتجاوب بالبحث عنه ومتابعته والانصات لتعاليمه التى كانت بسلطان وذاع صيته في انحاء الجليل واليهودية “وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى.” (يوحنا2:6).

يسوع المسيح ذا القلب الحنون كان يتحنن على تلك الجموع بأن يشفي مرضاهم وطاردا الارواح الشريرة ومقيما للموتى ومطهرا للبرّص”نَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.“(لوقا22:7)، ولم يكتف بكل هذا بل اعطاهم حتى المأكل بطريقة اعجازية حتى بعد ان أكلوا تبقى كثيرا:”  فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً.وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.“(متى20:14-21). بينما معجزة اشباع الجموع تمت فقط بخمسة أرغفة وسمكتان لكنها تلفت نظرنا وتثير تفسيرات مختلفة ولكن ما يهم أكثر لتقديرنا الروحي هو ما هو الدافع والنص الانجيلي يلقي الضوء من ان يسوع “”تحنن عليهم” لمن هم في احتياج. ان اكثر ما يعنينا ان هذا الدافع هو أكثر بكثير من مجرد الشعور بالأسف تجاه الأخرين بل ان تلك الرحمة نابعة من قلب يشعر بمسؤليته نحو الغير. ان الاحتياج الروحي الذي ادركه يسوع جعله يستجيب ويثير فيه ويلهمه للتخفيف من احتياجات الجموع الطبيعية والمادية بطرق اعجازية والتى اشارت الى رسالته المسيانية لعلاج النفس البشرية.

اكرام: حاول ان تبحث عن احتياج من حولك فكثير من الناس يعانون من الفقر والجوع والمرض والبعض الآخر مرضى وايضا من يشعرون بالوحدة. حاول ان تتحادث مع صديق قديم انقطعت اخباره عنك او مكالمة اسرة لديه شخص مريض او زيارتهم واظهار اهتمامك الحقيقي بهم وليس لجلب المديح لك.

نافذة : يا قلب يسوع ينبوع كل تعزية ارحمنا

اليوم الخامس والعشرون – الأحد 25 يونيو: قلب يسوع المشجّع امام الخوف

وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ.  وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ. وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.  فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالًا، فَصَرَخُوا. لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى السَّفِينَةِ فَسَكَنَتِ الرِّيحُ، فَبُهِتُوا وَتَعَجَّبُوا فِي أَنْفُسِهِمْ جِدًّا إِلَى الْغَايَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.“(مرقس46:6-52).

ونقرأ في موضع آخر:” وَقَالَ لَهُمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ». فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضًا سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!».(مرقس35:4-41).

بعد معجزة إشباع الجموع، أمر يسوع تلاميذه أن يأخذوا المركب ويتجهوا إلى بيت صيدا. أما هو، فقد انتظر ليتمم أمرين، وهما: صرف الجموع بحنان الأب الذي يودع أبناءه. والأمر الثاني هو الاختلاء بنفسه من أجل الصلاة، في درس عملى لنا جميعا عن أهمية الصلاة.

 وفي مساء تلك الليلةكان المسيح واقفا على الشاطئ، ناظرا إلى السفينة في وسط البحر الذي كان هائجا جدا، حتى خاف التلاميذ وصاروا يبذلون كل جهدهم في التجديف من أجل نجاة نفوسهم. وفي “الهزيع الرابع”: أي القسم الأخير من الليل – تقريبا من الثالثة صباحا وحتى نهاية الفجر – وهذا يدل على أن المسيح تركهم في معاناة طويلة جدًا وشاقة، ولم يتدخل إلا في آخر وقت. وهذا معناه أن الله قد يتركنا إلى حين حتى نجاهد ضد التيارات (الشهوات والمصاعب)، فالجهاد حتى الدم مطلوب منا كما يدعونا بولس الرسول” لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ”(عبرانيين4:12)،  فالله يحبنا وهو راعي نفوسنا. ولكنه، بحكمته، يعرف متى يتركنا ومتى يسرع لإنقاذنا. فهناك فرق بين الحب والتدليل المفسد للإنسان.

وذكر الانجيلي ان يسوع “أتاهم ماشيا “، أي ترك البر ومشى على الماء لإنقاذهم. ومن الظلام

والخوف، ظنوا أنه تجاوز السفينة ولم يستطيعوا أن يميزوا ملامحه، فظنوه شبحا أو خيالا، فزاد

خوفهم حتى الصراخ ان التجاوز هنا ليس معناه “الترك”، بل قصد أن يسبقهم قليلا حتى يروه.

ازداد الاضطراب والخوف مع الإجهاد النفسي من الصراع مع البحر طوال الليل، وهنا جاءت كلمات المسيح: “ثقوا، أنا هو، لا تخافوا.” وعند صعوده إلى السفينة، سكنت الريح تماما، مما أدهش التلاميذ كثيرًا.  جاء ان التلاميذ قد سمعوا صوته: أنا هو لا تخافوا” فنزع الخوف عنهم إذ عرفوه بصوته فارقهم خوفهم( ما أحوجنا أن نتعرف عليه وسط الضيقات المرة بسماعنا صوت وصيته الإلهية فينا، فيتجلى في داخلنا وينزع خوفنا عنا.

وهنا يذكر القديس مرقس ان التلاميذ “لم يفهموا بالأرغفة”، أي سبب تعجبهم وخوفهم هو عدم إدراكهم أن الإله القادر على إشباع الجموع من خمس خبزات، هو نفسه القادر على المشى على الماء.

ان الخُوْف غَرِيزَة طَبِيعِيَّة فِي الإِنْسَان خَلَقَهَا بِقَصْد أنْ يَحْفَظ الإِنْسَان لكِنْ كُون إِنْ عَدُو الخِير يَسْتَغِل هذِهِ الغَرِيزَة الطَّبِيعِيَّة وَيَسْتَثْمِرْهَا لِحِسَابُه مِنْ خِلاَل مَوَاقِف وَتَجَارُب مُخْتَلِفَة لِيُزَعْزِع إِيمَان الإِنسَان وَيَجْعَلَهُ لاَ يَعِيش رُؤيَة رُوحِيَّة صَحِيحَة فَهذَا هُوَ الخُوْف الخَطَأ. الخُوْف الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَفْقِد ثِقَتُه فِي الله وَيَقْطَع الرَوَابِط الوَثِيقَة بَيْنُه وَبَيْنَ الله هُوَ خُوْف خَطَأ. يَذْكُر سِفْر الرُؤيَا الفِئَات الَّتِي لاَ تَدْخُل السَّمَاء مِنْهُمْ الزُنَاة وَالخَائفون (رؤيا8:21)، لأِنَّ الخُوْف يَمْنَع عَنَّا بَرَكَات كَثِيرَة ولنا في الانسان الأول نموذجا لما يشعر به الإنسان عندما يخطئ” فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».“(تكوين 10:3).

واصبح الخوف في طبيعة الانسان ومن نقاط ضعفه والتى يستخدمها الشيطان في حروبه لإسقاط الانسان في اليأس من رحمة الله والخوف الشديد منه والذي يقود احيانا للإلحاد والتمرد.

ويقدم لنا السيد المسيح نوعين من الخوف: أحدهما مطلوب، والآخر خوف خاطئ.

ومخافة الله تدعو إلى مهابته وطاعته وحفظ وصاياه، وتقود إلى محبته وإلى حياة التوبة وحياة الخشوع “رأس الحكمة مخافة الله” (مزمور111: 10، أمثال 9: 10). ومخافة الله تقود الإنسان إلى حفظ الوصايا. ولقد قال القديس أوغسطينوس “جلست على قمة هذا العالم، حينما أحسست في نفسي، أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا”..

وعبارة القديس بطرس:” سيروا زمان غربتكم بخوف” ( 1بطرس1: 17). ولقد قال السيد المسيح: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم” (متى10: 28) “نعم أقول لكم من هذا خافوا” (لوقا12: 5).

وامام الخوف يحتاج الإنسان أن يتذكر وعود الله الكثيرة التي تقول له لا تخف.. لا يقع بك أحد ليؤذيك (أعمال18: 10). ويتذكر باستمرار حفظ الله ومعونته. والإيمان يمنع الخوف، ويذكر الخائف بالقوة الإلهية الحافظة له.

وما أجمل قول داود النبي: “إن سرت في وادي ظل الموت، فلا أخاف شرًا لأنك أنت معي” (مز4:23). وهكذا يصرخ الرسول بولس بقوّة مع كل محبّي الرب” فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ (رومية 31:8).

فمَا هِيَ مَوَاعِيد الله ؟ تُعَلِّمنَا الكِنِيسَة أنَّ ” مَوَاعِيدُه مَوَاعِيد حَقِيقِيَّة وَغِير كَاذِبَة وعِنْدَمَا تَخَاف ذَكَّر نَفْسَك بِآيَات الكِتَاب:”لاَ تَخَفْ لأِنِّي مَعْكَ”( أشعيا 41 : 10)، “تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لاَ تَخَفْ”(1أخبار 22 : 13)، “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي”( فيليبي 4 : 13 )، “الرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافْ”( مزمور1:27)، “مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ”( مزمور7:34)

و””أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا”( متى 14 : 27 ).

بِهذِهِ المَوَاعِيد يَتَبَدَّد الخُوْف وَيَتَحَوَّل إِلَى قُوَّة .. تَأكَّد أنَّ ” الرَّبُّ عِزٌّ لِخَائِفِيهِ ” .. هُوَ مَصْدَر قُوِّة خَائِفِيه. 

إذا سكَن الرب فيك بسبب محبتك، فمَن هو عليك، وأي أذى قادرٌ أن يصيبك؟
إذا كان هو سلامك فمّن يستطيع أن يقلقك؟
إذا كان هو فرحُك وعزاؤك. فأي إنسان أو أي شيء يقدر أن يسبّب لك الأسى؟
إذا كان هو قوّتك فمَن يستطيع أن يغلبك؟
إذا كان هو مَلِكَك فمَن يستطيع أن يُخضِعك؟
“إذا كان الله معنا فمَن علينا ؟ ”
اكرام: لنهتم بالمرضى والمتروكين اكراما لقلب يسوع ولا نهمل تكميل واجباتهم الدينية .
نافذة :يا الهي لمن نذهب وكلام الحياة الأبدية هو عندك

                           
اليوم السادس والعشرون – الاثنين 26 يونيو “رحـمـة الله”(1)

“الرحـمة” فى اللغة العبريـة “rachamim، تعني حب بلا حدود، رحـمة، مشاطرة، ورأفـة. والرحـمة تشمل إظهار العطف نحو من لا يستحقونـه والـمغفرة لـمن يستحقون العقاب. الحنان والرحـمة هـى من صفات اللـه تعالـى، ولكي يحصل الإنسان على رحـمة الله فهذا يعني أن ينال تلك الرحـمة على الرغـم مما قد يكون فعله هذا الإنسان خاصـة من شيئ غير صالح.

رحـمة الله هـى قلب الكتاب الـمقدس فمن خلال أعمال الله وتعاليـمه التى اختبرهـا شعب الله فـى العهد القديـم سواء فرديـاً أو كجماعـة، وأيضاً فـى العهد الجديـد وكيف أن الله أظهـر عِظم مـحبـتـه ورحـمته لنـا فـى تجسده وموتـه على الصليب وقيامتـه ليعـطى الحيـاة الأبديـة لكل من يؤمن بـه.

لقد أعلن الله لـموسى فـى العهد القديـم عن ذاتـه قائلاً لـه:   “الربّ الربّ إلـه رحيـم ورؤوف طويل الآنـاة كثيـر الـمراحم والوفاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفر الذنب والـمعصية والخطيئة”(خروج6:34). و”لأن الرب إلهك إلـه رحوم لا يخذلك ولا يُـبيدك ولا ينسى عهد آبائك الذى أقسم به لهم”(تثنية31:4). ورحـمة الرب “جديدة فى كل صباح”(مراثى ارميا22:3).

وفـى قصة شعب الله الـمختار وتعامل الله معـهم وفى تعاليم الأنبيـاء نجد أنهـا تحمل معنـى واحد كيف أن الله مملوء رحـمة،فالشعب حتى وإن خان العهد مع اللـه كان يعود يرحمهـم:

–”وفعل بنو اسرائيل الشر فى عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والعشتاروت. فإشتد غضب الرب على اسرائيل وباعهم الى يد كوشان ….فصرخ بنو اسرائيل الى الرب فأقام الرب لبني اسرائيل مخلصـاً فخلصهـم..”(قضاة7:3-9).

– صلاة سليمان عند تدشين الهيكل (3ملوك22:8-53).

– صلوات ميخـا النبي:”من هو إلـه مثلك غافر للإثم وصافح عن الـمعصيـّة لبقية ميراثـه لا يُمسك الى الأبد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثامنـا ويطرح فى أعماق البحر جميع خطايانـا”(ميخا18:7-20).

– “إذ قال إنهـم شعبي حقاً بنون لا يغدرون فصار لهم مخلصاً. فى كل مضايقهم تضايق

وملاك وجهه خلصّهم. بـمحبتـه وشفقتـه إفتداهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديـمة” (اشعيا8:63).

  • “وقد دعاكِ الرب كامرأة مهجورة مكروبـة الروح وكزوجـة الصبـآء إذا استرذلت قال

الرب. هنيهـة هجرتكِ وبـمراحم عظيـمة أضُـمكِ. فى سورة غضب حجبتُ وجهـي عنكِ لحظـة وبرأفـة أبديـة أرحمكِ قال فاديكِ الرب”(اشعيا6:54-8).

وفـى العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحـمة الله ومحبـتـه فجاءت كلـمات القديس يوحنا:”لأنـه

هكذا أحبّ الله العالـم حتى إنـه بذل ابنـه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بـه بل تكون له

الحيـاة الأبديـة”(يوحنا16:3).

ولهذا جاءت أيضاً كلمات القديس بطرس:”مبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته الكثيرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حي بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بطرس3:1-4).

وجاءت أيضاً كلمات القديس بولس:”لكن الله لكونـه غنيّاً بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التى

أحبنا بهـا. حين كنّا أمواتـاً بالزلاّت أحيانا مع الـمسيح”(افسس4:2-5).

رحمة الله التى أظهرهـا لنـا الـمسيح “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبـر”(يوحنا18:1).

الرحـمة الإلهيـة كانت تعنى قوة خاصة للحب تفوق الخطيـّة وخيانـة الشعب، فعندما يرى الرب ندامة وتوبـة كان يعيد الخاطئ للنعـمة أليس هو القائل:”أليس افرائيم ابنـاً لـي عزيزاً ولداً يلذّ لـي فإنـي منذ كلـمته لـم أزل أتذكره فلذلك حنـّت أحشائـي إليـه. إنـّي سأرحـمه رحـمة يقول الرب”(ارميا20:31).

وكان كلا من الشر الطبيعـي أو الأدبـي إذا ما أصاب الإنسان أحيانـا سبباً لأن يعود الخاطـئ الى اللـه، كما فعل داود وصرخ قائلاً:”قد خطئتُ إلـى الرب” عندما أخبره ناثان النبي بالشر الآتى عليـه نتيجة خطيئـته مع إمرأة أوريـا الحثي (2ملوك 1:12-15). وكقول نحميا عن الشعب  “فصبرت عليهم سنين كثيرة وأشهدتَ عليهم بروحك على ألسنة أنبيائك فلم يصغوا فدفعتهم إلـى أيدي أمم الأرض….وأنت عادل فـى كل ما جُلب علينـا لأنك بالحق عـملتَ ونحن أثـمـنا”(نحميا30:9-32). وكما صرخ طوبيـا للرب قائلاً:”فالآن أذكرنـي يارب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبـي ولا ذنوب آبائـي لأنـا لـم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلـمنا إلـى النهب والجلاء والـموت وأصبحنـا أحدوثـة وعاراً فى جميع الأمم التى بددتنـا بينهـا”(طوبيا2:3-4). وكما قال الرب على لسان هوشع النبي:””إنهـم فى ضيقهـم سيبتكرون إلـيّ هلّموا نرجع الى الرب لأنـه يفترس ويشفـي يجرح ويعصِب”(هوشع1:6-2).

رحـمة الرب عظيـمة فهو القائل على لسان هوشع النبي:”إنـيّ أشفى إرتدادهـم وأحبهـم تبرعـاً لأن

غضبي فارقنـي”(هوشع5:14) وأيضاً ” أنظروا الى الأجيال القديـمة وتأملوا. هل توّكل أحد على الرب فخزي أو ثبت على مخافتـه فخُذل أو دعـاه فأُهـمل. فإن الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايـا ويُخلّص فى يوم الضيـق”(يشوع بن سيراخ11:2-13).

فلنسأل الرحـمة من اللـه بثقـة فهو القائل: “إسألوا فتعطوا..لأن كل من يسأل يُعطى ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتح لـه”(متى7:7-8).

وهو أيضاً القائل:” طوبـى للرحـماء فإنهـم يُرحـمون”(متى 7:5). وهـو أيضاً”أبو الـمراحم وإلـه كل

تعزيـة”(2كورنثوس3:1).

اكرام: لنمارس بكل اجتهاد عادة التناول في الجمعة الاولى من كل شهر ولنحث الاخرين على فعل ذلك
نافذة : يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا

اليوم السابع والعشرون -الثلاثاء27 يونيو: رحمة الله (2)

يمتلئ الكتاب الـمقدس بالعديـد من الأمثلـة على رحـمة اللـه على الخطـاة، ففى سفر التكوين وعلى الرغم من أن الله قد أخرج على الفور آدم وحواء من جنّة عَدْن بعد السقوط والعري، إلا إنـه يُذكر أنـه قد “صنع الرب الإلـه لآدم وامرأتـه أقـمصة من جلد وكساهـما (تكوين21:3). وبدلاً من  يعاقب الله البشريـة على الفور بعد أن رأى “الرب أن شرّ الناس قد كثُـر على الأرض” (تكوين5:6)، إنتظر 120 عامـاً قبل أن يجلب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان يذكر الكتاب “فتنّسم الرب رائحة الرِضـى وقال الرب فـى نفسه لا أعيد لعن الأرض أيضا بسبب الإنسان بـما أن تصّور قلب الإنسان شريـر منذ حداثتـه ولا أعود أهلك كل حـي كـما صنعت”(تك21:8) مع أنـه يُذكـر ان الرب قال من قبـل “أمحو الإنسان الذى خلقت عن وجـه الأرض” (تك 7:6).

الله رحيـم فهو الذى أعلن ذلك لشعبـه: ” الربّ الربّ إلـه رحيم ورؤوف طويل الأنـاة كثيـر الـمراحم والوفـاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفـر الذنب والـمعصيـّة والخطيئـة”(خروج 6:34-7).

وفـى حوار الله مع إبراهيـم من أجل سدوم وعـمورة وكيف انـه كان من أجل عشرة باراً أن يصفح

عن المكان كله (تك 26:18-33).

وشفقة الرب فـى إنقاذ لوط وأسرتـه وأخرجهـم خارج الـمدينـة (تك16:19).

وفـى خطيئـة داود الـملك الذى قتل أوريـّا الحثـيّ بالسيف وأخذ زوجتـه بتشبّع زوجـة لـه، نجد أن رحـمة الله قد شملت داود بعد أن عرف خطيئـته وقال “قد خطئتُ إلـى الرب”، فنقل الرب عنـه خطيئته ومات الـمولود ولـم يـمت داود (2ملوك 12).

وبنو اسرائيل وعلى الرغم من تذمرهـم على الرب وعلى موسى وهارون حتى أن الجماعـة قالت

“ليرجـما بالحجـارة” وغضب الرب وقال:”هآنذا أضربهم بالوبـاء وأقرضهم”، إلاّ ان صلاة موسى لله التى يعترف فيهـا قائلاً:” إنك أنت الرب الطويل الأنـاة الكثير الرحـمة الغافر الذنب والإثـم”، جعلت الرب يقول:”قد صفحتُ بحسب قولك”(عدد13-14).      

ويونان النبـي الذى ذهب ليحذّر شعب نينوى من غضب الرب، ثار وساء الأمر لديـه من رحـمة الله فقال:”أيهـا الرب ألـم يكن هذا كلامـي وأنـا فـى أرضي ..فإنـي علمت أنك إلـه رؤوف رحيم طويل الأنـاة كثيـر الرحـمة ونادم على الشر”(يونان2:4).

ولهذا أعلن الوحـي على لسان صاحب الـمزامير :” هو الذى يغفـر جميع آثـامك ويشفـي جميع أمراضك. يفتدي من الفساد حياتك ويكللّك بالرحـمة والرأفـة. الرب رؤوف رحيم طويل الأنـاة وكثيـر الرحـمة. ليس على الدوام يسخط ولا إلـى الأبـد يحقـد. لا على حسب خطايـانـا عاملنـا ولا على حسب آثامـنا كافأنـا بل بـمقدار إرتفاع السماء عن الأرض عظـمت رحـمته على الذيـن يتّقـونـه. بـمقدار بُعد الـمشرق عن الـمغرب أبعد عنـّا معاصينـا. كرأفـة أب ببنـيه رئف الرب بالذيـن يتّقونـه. لأنـه عالـم بجبلتنـا وذاكرُ أنـّا تُراب”(مزمور 102). وفـى مزمور آخـر يرنـّم قائلاً:”الرب رحيم رؤوف طويل الأنـاة وعظيم الرحـمة. الرب صالح للجميع ومراحـمه على كل صنائعـه” (مزمور8:144-9). ويقول أيضاً:”من رحـمتك يارب قد إمتلأت الأرض” (مزمور64:118) ،وأيضاً: “الرب حـنّان وصدّيـق وإلهـنا رحيم”(مزمور5:114)،وأيضاً “الرب بـار فـى كل طرقـه ورحيـم فـى كل أعـمالـه”(مزمور17:144).

يكفـى أن نتذكـر كلمات الرب يسوع لنيقوديـموس “لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد،

لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”(يوحنا16:3)،”أنتم من الله أيها الأبناء

وقد غلبتم أولئك لأن الذى فيكم أعظم من  الذى فـى العالم”(1يوحنا4:4).

وهذا أيضاً ما يعلنـه السيد الـمسيح”لـم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلـى التوبـة”(مت13:9) وأيضاً “يكون فرح فـى السـماء بخاطئ واحد يتوب أكثـر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى التوبـة”(لوقا7:15)، “لا يحتاج الأصحاء إلـى طبيب بل الـمرضى”(متى12:9).

وفـى تعاملات السيد الـمسيح مع الخطـاة نجد صوراً عديدة فمثلا مع الـمرأة السامريـة قد حوّل هذه الـمرأة الخاطئة بحبـه وحنانـه إلـى مبشرة فنسيت جرتها وذهبت تذيع بين الناس عن المسيح (يوحنا 1:4-41). وفى لقائه مع الـمرأة التى أمسكت فـى ذات فعل الزنـا (يوحنا1:8-11) فلم يوبخـها بل كان رقيقاً شفوقاً وقال لهـا” إذهبـي ولا تعودي تخطئين”. وفـى لقائـه مع زكا رئيس العشاريـن (لوقا19) قد فعل بالحب ما عجزت عنه الشريعة بالأمر والنهـى والصرامـة فرد الخاطئ عن طريقـه.

هذا هـو الله الذى أحب الإنسان إلـى الـمنتهـى فوهبنـا فـى الـمسيح يسوع الخلاص والحيـاة الأبـديـة، لهذا قال بولس الرسول:”لكنّ الله لكونـه غنيـّاً بالرحـمة ومن أجل كثـرة محبتـه التى أحبّنـا بهـا. حين كنـّا أمواتـاً بالزّلات أحيـانـا مع الـمسيح”(افسس4:2-5)، وقال أيضاً:”خلّصنـا هو لا إعتبارًا لأعـمال بِرّ عـملناهـا بل لرحـمته بغسل الـميلاد الثانـي وتجديد الروح القدس”(تيطس5:3). 

والقديس بطرس الرسول يقول أيضاً:”مبارك الله أبو ربنّـا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحـمتـه الكثيـرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حيّ بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات”(1بط3:1). 

“الله الذى يرحـم”(رومية15:9) ولهذا قال ميخـا النبي: “من هو إلـه مثلك غافـر للإثـم وصافح عن الـمعصيـة لبقيـة ميراثـه لا يُمسك إلـى الأبـد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثـامنـا ويطرح فـى أعـماق البحـر جميع خطايـانـا”(ميخا18:7-19).

لقد وعد الله الخاطـئ الذى يتوب بصدق وندامـة حقيقيـة أن يغفر جميع ذنوبـه كـما جاء الوحـي على لسان حزقيال النبي القائل:”فإذا رجع الشرير عن جميع خطايـاه التى فعلهـا وحفظ كل فرائضـي وفعل حقاً وعدلاً فحياةً يحيـا. كل معاصيـه التى فعلهـا لا تُذكـر عليـه. فـى برّه الذى عـمل يحيا. هل مسرّةً أُسرّ بـموت الشريـر يقول السيد الرب. إلا برجوعـه عن طرقـه فيحيـا”(حزقيال21:18-24). وقال الله على لسان اشعيا النبي:”ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتُب إلـى الرب فيرحـمه وإلـى إلهنـا لأنّـه يُكثـر الغفران”(اشعيا7:55). ولهذا يحذرنـا القديس بطرس الرسول قائلاً:” لا يتباطـأ الرب عن وعـده كـما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنـّى علينـا وهو لا يشـاء أن يهلك أُناس بل أن يقبـل الجميـع إلـى التـوبـة”(2بطرس9:3).

وأيضاً يطالبنـا يهوذا الرسول قائلاً:”احفظوا أنفسكم فـى محبّة الله منتظرين رحـمة ربنـا يسوع الـمسيح للحيـاة الأبديـة”(يهوذا21:1).

وأول خطوة للحصول على مغفرة خطايـانـا هو الإعتراف بهـا لهذا يطلب منـا القديس يوحنـا

الرسول قائلاً:” وإن إعترفنـا بخطايانـا فهو أمين عادل فيغفر لنا خطايانـا ويُطّهرنـا من كل إثـم”(1يوحنا9:1).  ولنقل دائـماً مع الـمرّنـم “إن الى الابد رحمته”(مزمور1:135) .

ولنضع كل ثقتنـا فـى وعود الله ورحـمتـه اللامتناهيـة “فعلى إسمـه تتوكل الأمـم”(متى 21:12) فهو القائـل: ” من يقبـل إلـيّ لا أخرجـه خـارجـاً”(يوحنـا37:6) و “قد محوت كالسحاب معاصيك وكالغمام خطاياك. إرجع إلـيّ فإنـي قد افتديتك” (اشعيا22:44)، و”لأن الكتاب يقول إن كل من يؤمـن لا يُخزى”(رومية11:10)، و”ونحن قد عرفنا وآمنـا بالـمحبـة التى عند الله لنـا” (1يوحنا16:4).

اكرام: كن رسولا لقلب يسوع عاملا على بعث الامل في نفوس الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا

اليوم الثامن والعشرون.– الأربعاء28 يونيو«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».

قي حادثتين تم ذكرهما في الكتاب المقدس اشارت ان يسوع هو ابن الله وان الأب السماوي قد حدد هوية من هو يسوع من أجلنا، فنقرأ في الحادثة الأولى عندما جاء يسوع ليعتمد من يوحنا المعمدان:” وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».(مرقس9:1-11).

وفي الحادثة الثانية على جبل التجلّي:” وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ(متى1:17-9).

سُمع صوت الآب من السماوات، مقدّمًا شهادة عن الابن الذي يجب ان نسمع له ونؤمن به. جاء في رسالة القديس بطرس الرسول الثانية عن ذلك الحدث:” لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ».” (2بطرس17:1).

يمكن للمرء أن يقول أن كل ما قاله الآب جاء من الكتاب المقدس: في مزمور ٧:٢ يقول الآب للابن: «أَنْتَ ابْنِي».إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.“، وفي إشعياء ١:٤٢ يقول الآب للابن: «مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي»«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.، وفي سفر التثنية ١٥:١٨ يقول الله الآب من خلال النبي موسى عن يسوع الآتي: «لَهُ تَسْمَعُونَ».«يُقِيمُ

لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ”.

رغم روعة ومهابة هذه الحادثة، إلا أنه لم تكن هناك حاجة إلى كلمات أفضل من الله الأب عن ابنه من تلك التي سجلت في العصور السابقة في صفحات الكتاب المقدس. فكان هذا صوت الله ينطق بهذه الكلمات الثلاثة من الكتاب المقدس، وبالتأكيد إذا كان الله يتحدث بلغة الكتاب المقدس، فكم بالحري يجب علينا نحن المؤمنين به أن يعملوا ذلك؟. فبهذه الكلمات من السماء، وضع الله الآب يسوعَ بوضوح فوق الناموس والأنبياء. فهو ليس مجرد أحد المُشرعين الآخرين أو حتى نبي أفضل. إن يسوع هو ابن الله الحبيب “ابْني الْحَبِيبُ”.

إن قال الله الآب: ’هذا هو ابني‘ فلنلاحظ النعمة في تبنينا! فلقد نلنا التبني بيسوع المسيح:” وَلكِنْ

لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ”(غلاطية4:4-6). لم يكن هناك حاجة لوجود أبناء آخرين، ولكن لم يجعلنا الرب أبناءه لأنه كان بحاجة إلى أبناء، ولكن لأننا نحن من كنا بحاجة إلى أب.

“الإبن الحبيب”، ذلك اللقب الذي يعبّر عن احترام لا مثيل له ووضع مفضّل وقيمة بارزة لا يضاهيها اي شيئ آخر. كما يعرّف يسوع بالإبن الحبيب وبوصف ويميّز منذ الأزل بعلاقة عاطفية عميقة واتحاد تام مع الأب السماوي “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»“(يوحنا30:10) و”«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا”(يوحنا9:14-11)

هذا الإعلان الذي جاء من سلطة عليا تم كشفه قبل ان يبدأ يسوع رسالته العلنية (في العماد) وتم مرة أخرى (عند التجلّي) قبل اتمام رسالة يسوع في اورشليم بالصلب والموت والقيامة والصعود. في القلب الأقدس سنكتشف اساس العلاقة قبل العمل، يسوع هو ابن الله المحبوب من الاب السماوي قبل ومستقل عن ماذا سيقول يسوع او يعمل على الأرض فالاب والابن متحدون منذ الأزل في محبة الهية فقلب الأب هو قلب الإبن ومن ذلك القلب الأقدس ستأتي كل الأعمال والتى فيها الحب الإلهي يظهر لكل البشرية.

لَهُ اسْمَعُوا! إذا كان ينبغي لنا الاستماع إلى أي شخص، فيجب أن نستمع إلى يسوع. وقد يظن المرء أن صوتًا من السماء سيقول: “اسمعوا لي!” لكن الآب قال  “لَهُ اسْمَعُوا!” فكل شيء يقودنا إلى يسوع وكما علمتنا أمنا القديسة مريم قائلة:” «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».“(يوحنا5:2).

إن هذه الكلمات تؤكد أن يسوع المسيح هو الطبيب والمعلم والراعي الصالح الوحيد في كنيسته، والوحيد الذي من شأن المؤمنون أن يستمعون إليه فهو القائل:”إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِه(يوحنا10:15)، و”اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».”(يوحنا21:14).

اكرام: ايقظ في داخلك ذلك الخوف المقدس من الفرص الضائعة لتتبع الرب يسوع وان تستمع الى الهاماته وتعاليمه. ان الصعود الى الجبل يمكن ان يكون شديد الانحدار ووعرة الخطوات وتؤدي الي السقوط احيانا مما يجعل الرحلة اكثر صعوبة ولكن في اعلى الجبل ننتظر مجدا لا يمكن وصفه.

نافذة : يا قلب يسوع كن رجائي

                            
اليوم التاسع والعشرون – الخميس29 يونيو:قلب يسوع الأقدس كمدرسة للحب

قبل انتهاء هذا الشهر والمكرّس لإكرام قلب يسوع الأقدس علينا ان لا ننسى اننا فقط بدأنا رحلة للغوص لمعرفة قلب يسوع ومدى حبه من أجلنا لكي نشكر زيارة الله لهذا العالم في شخص ابنه الوحيد يسوع والذي في تجسده وحياته وموته وقيامته وصعوده اكتشفنا اننا في الحقيقة في أشد الإحتياج لمعرفته أكثر من أجل خلاصنا الأبدي. في آلام يسوع خاصة على جبل الجلجلثة والذي فيه انغرس في قلبه تلك الحربة والذي فاضت منه كل النِعم للخلاص والذي عبّر عنها القديس فرانسيس دي لاسال )21/8/1567-28/12/1622) انه “مدرسة الحب” لأجل ان يتفهم المسيحيين بأكثر حكمة معنى الصليب وذبيحة الخلاص.

قال لنا السيد المسيح:” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».“(متى28:11-30). الدعوة هنا جاءت من يسوع لأن نتعلّم وان نتمثل وان نتبع لكي نكون مشابهين ليسوع، ويا تُرى ما هو مثل يسوع؟. يسوع وديع ومتواضع القلب ومن هذا القلب تنبع كل العطايا والبذل والحب فلو كان ذلك القلب لا يحمل حبا ووداعة وتواضعا غير مسبوق كان لا يمكن لذلك القلب ان يبذل حياته من أجل احباؤه، والرِقة والتواضع هذا كانت علامات

لحضور ووجود ملكوت الله.

من خلال التأمل في دعوة يسوع لنا وما يرغبه ليكشفه لأحباؤه فهو القائل:      “أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.””(يوحنا14:15-15)، وها هو يقول” تعالوا اليّ” لمن يرغبون في السعادة-ليس لمن يحبون أنفسهم او يخدمون ذاتهم ويتبعونه لمصلحة ما ومن تكون توقعاتهم محدودة ومحصورة في محبة العالم. بل انها دعوة موجهة لمن يبحثون عن معنى حقيقي للحياة وهو مصرّ قائلا: “تعلموا مني”- بدلا من وضع ثقتهم في معرفة ارضية وعالمية محدودة ويكونوا منقادين ومسترشدين بالعاطفة والميول المتقلبة كما في من يقودهم. يسوع يمكنه ان يعلن “انا وديع” لأن أفعاله أظهرت الحب والرحمة لكل البشر على الرغم من لا مبالاتنا نحوه وخطايانا ضده. يسوع يعرّف نفسه بحق بانه متواضع القلب لأنه لا يحتاج شيئا لنفسه ولكن يريد فقط من اجلنا لكي نعلم كم نحن محبوبين  ولكي نجاوب على هذا الحب بالحب بمعاملة ألاخر بمثل ذاك الحب، لذلك ينصحنا يوحنا الرسول قائلا:” بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ.“(1يوحنا16:3)، ويضيف قائلا:” فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ،

إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا.“(1يوحنا10:4-11).    

بتأملنا في الكتاب المقدس  نجد صور واردة تم رسمها بكل دقة من كتبة الأناجيل القدسة خاصة عن قلب يسوع الأقدس فتكشف ما يلي:

قلب ينبض حيث الفرح يتجلي في الطفل الإلهي المتجسد وها هم الملائكة تعلن ذلك يوم

مولده للرعاة:” «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.“(لوقا10:2-11). وقلب محب فقلب يسوع،هو قلب الله،وإلهنا إلـه مُحب لأن “الله محبة”(1يوحنا8:4) ولقد أحبنا إلى الـمنتهى وهذا ما أعلنه الوحي الإلهـي على لسان ارميا النبي القائـل:” مـحبة أبـديـة أحببتك من أجل ذلك أدمت لـك الرحمة” (أرميا3:31)، وردده أيضاً على لسان رسول الأمم: “أما الله فيدّل على مـحبتـه لنـا بأنـّه إذ كنـّا خطأة بعد ففى الآوان مات الـمسيح عنّـا”(رومية8:5-9).وهذا الحب هو الركيزة الأساسية في علاقة يسوع بنا. قلب حنون الذي يظهر استجابة لإحتياجات الإنسان” فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ.“(متى14:14).

قلب مشجّع حيث يقدم علاج للخوف واليأس “«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي.”(يوحنا1:14). قلب محروح  بجرح حبه لخلاص العالم. وقلب ملتهب ونابض يجعل احتمال الحب الالهي ممكنا. قلب متأجج قي اتحاد عاطفي للألم في الحب والحب في الألم. قلب مطعون علامة للثمن المدفوع لخلاصن. وقلب حيّ يدعونا للإيمان  به هذا الذي قام من الأموات واعطانا الحياة الأبدية.

فبالتأمل في تلك الصور الملهمة يمكننا ان نتفهم حب المسيح بالنظر الى قلبه الأقدس المشتعل بحب البشر فنبادله على اقل تقدير حبا بحب بتنفيذ وصايا قلبه من اجلنا:” «هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.“(يوحنا12:15).

اكرام : اشترك ببعض نشاطات خورنتك  وخاصة تكريس المنازل لقلب يسوع الأقدس.
نافذة : يا قلب يسوع لجة كل الفضائل ارحمنا

اليوم الثلاثون – الجمعة 30 يونيو: 12 وعدًا لأولئك الذين يكرّمون قلب يسوع الأقدس

1- اني اهبهم كل النعم اللازمة لهم في دعوتهم

2-اني اصنع السلام في عائلاتهم

3-اني اعزيهم في احزانهم و شدائدهم

4-اني اكون ملجأهم الامين في حياتهم و خاصة عند مماتهم

5- اني افيض بركات وافرة على اعمالهم

6- يجد الخطاة في قلبي ينبوع الرحمة الفياض و بحرها الغير محدود

7-ان النفوس الحارة ترتقي سريعا الى أوج الكمال

8-ان النفوس الفاترة تحصل على الحرارة

9-اني ابارك البيوت التي تعرض صورة قلبي الاقدس و تكرمها.

10-أمنح الاكليروس موهبة تليين اقسى القلوب.

11-من يعمل بهمة على نشر تلك العبادة اكتب اسمه في قلبي ولن يمحى ابداً.

12-ان الذين يتناولون في اول يوم جمعة من الشهر طيلة تسعة اشهر متوالية اهبهم نعمة الثبات الاخير فلا يموتون دون قبول الاسرار الاخيرة

اكرام : لنشجع الكتاب المقدس والكتب الدينية التي تنشرها كنيستنا حبا بقلب يسوع فنقتنيها , ونقرأها , ونضعها تحت تصرف الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع مسكن العلي العظيم ارحمنا                                                                                       

                              
         في شهر قلب يسوع الاقدس[9]
                                    يونيو 2022
منذ عهد البابا لاون الثالث عشر (1878-1903 ) وحتى اليوم، يحثّ باباوات الكنيسة، العالم الكاثوليكي على تقديم الإكرام والتعويض اللائق لقلب يسوع الأقدس وضرورة التأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحــو البشر، وضرورة ممارسة الرياضات والإكرامات الضرورية لنمو الحياة الروحية للوصول للقداسة التي يطلبهـا الله منا. فقد أصدر كل من البابا بيوس العاشر ، والبابا بيوس الثانى عشر والبابا بولس السادس، والبابا يوحنا بولس الثاني العديد من الرسائل الباباوية لحث كل المؤمنين أن يكون حب يسوع ماثلاً دائماً أمامهم وأن نضع حب الله فوق أي إهتمامات أخرى دنيوية.

وفي 11 يونيو عام 1899 أعلن البابا لاون الثالث عشر ضرورة تكريس كل المؤمنين أنفسهم لقلب يسوع الأقدس وقال: “ها إنه اليوم مقدَّمَة لنا راية اخرى إلهية بها رجانا ألا وهي قلب يسوع الأقدس الساطع في وسط اللهيب والمرتفع فوق الصليب فلنضع به ثقتنا”.

إذن الكنيسة تحثّنا في شهر قلب يسوع على تقديم:

– صلوات إكرام (مسبحة قلب يسوع وطلبته، وصلوات متفرّقة)
– صلوات تعويض
– تأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحو البشر
– ممارسة رياضات (تساعيات، رياضة التسع مناولات، رياضة ال 33 يوم قبل التكرّس الكامل ليسوع…)
– التكرّس لقلب يسوع الأقدس
– زيارات متواترة للقربان الأقدس
– نشر عبادة قلب يسوع

اليوم الأول – الأربعاء اول يونيو نحو قلب يسوع عن طريق مريم

ليس من باب الصدفة ان يكون شهر يونيو مخصصاً لاكرام قلب يسوع الاقدس وهو يأتي مباشرة بعد شهر مايو المخصص لاكرام مريم العذراء، بل ان الكنيسة الأم والمعلمة رتبت ذلك من باب الحكمة وحسن الارشاد للمؤمنين. لان القديسة مريم فيما كانت على الارض تعيش بين الناس في وسط المهام والاعمال البيتية كأي أم أخرى، كانت على الدوام متحدة بابنها يسوع اتحاداً صميمياً، مسهمة في عمله الخلاصي اسهاماً رائعا لا مثيل له.

وهي الآن في السماء يجعلها حبها الوالدي عيناً ساهرة علينا في مسيرتنا الصعبة في هذه الحياة حتى نبلغ الوطن السعيد. فكما احتضنتنا في شهر مايو هكذا تأخذ بيدنا في هذا الشهر كأحن الامهات لتقدمنا إلى ابنها الإلهي: بحسناتنا وسلبياتنا، بنشاطنا وضعفنا. وهي تحثنا لان نرفع افكارنا وان نطهر قلوبنا لكي تاخذها وتتحدها بقلب ابنها الأقدس. آمين.

اكرام: اقصد ان تكمل عبادة قلب يسوع طيلة شهر يونيو دون انقطاع مهما كانت الظروف.
نافدة: خذيني بيديك يا مريم نحو ابنك يسوع. (تقال 3 مرات)

اليوم الثاني- الخميس 2 يونيو: روح العبادة

العبادة الحقيقية هي ذلك الشعور الداخلي بالتلاشي امام الله والاعتراف بجلاله السامي، فلا يهم

المكان ولا الكيفية. ولا يهم البناء المادي، واعمال الهندسة، والزخرفة الخارجية، بل الاهم قلوب العابدين، رغباتها وتوجهاتها ومشاعرها، وبهذا المعنى نسمع ونفهم قول يسوع للسامرية: “تأتي ساعة فيها تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.. فعلى العباد ان يعبدوه بالروح والحق” (يوحنا 4 : 21 و 24).

لاشك ان هذا الشهر المبارك المخصص لعبادة قلب يسوع الاقدس هو فرصة لتجديد روح العبادة في داخلنا بحيث تتأجج قلوبنا من محبة الله فنسجد له ونعبده بالروح والحق عبادة داخلية حيث يتحدث ويتناجى القلب للقلب، فيستسلم العابد كليا ليسوع ويذوب في قلبه الاقدس المستحق كل

حب وسجود.

 إكرام: قبل اتخاذ اي قرار كبيرا كان ام صغيرا التجيء الى قلب يسوع واطلب منه العون

والانوار
نافذة: يا قلب يسوع هيكل الله المقدس ارحمنا

اليوم الثالث – الجمعة3 يونيو: اعلنوا البشارة

ان من يحب يسوع عليه ان يكمل رغبته ويعمل بوصيته خاصة تلك التي ابداها لتلاميذه قبل صعوده عندما قال لهم: “اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين” (مرقس 16 : 16) فاعلان البشارة واجب على كل مسيحي نال نعمة الروح القدس فاشترك بالمسؤولية مع الخدمة الرعوية التي اناطها المسيح بكنيسته. وتتم البشارة ليس بالضرورة عن طريق الدعوة، بل بالمثال الصالح، والكلمة الحسنة، لكي تتحقق كلمة المعلم القائل: “فليضيء نوركم للناس، ليروا اعمالكم الصالحة، فيمجدوا اباكم الذي في السموات.. ” (متى 5 : 16)

ان لمحبي القلب الاقدس مناسبات كثيرة لا تحصى لاعلان البشارة: اولا من خلال شهادة حياتهم المسيحية المثالية، واعمالهم التي يؤدونها بروح فائق الطبيعة التي لها قدرة على اجتذاب الناس الى الايمان والى محبة المسيح. فلنجدد العزم في هذا الشهر المبارك ولنعد قلب يسوع الاقدس بأن نكون خير مبشرين بمحبته من خلال حياتنا واعمالنا ومثالنا الصالح، آمين.

 اكرام : حاول ان تكون في حياتك وفي كلامك وفي تصرفك تلميذا ً حقيقيا ً و مبشرا ً اصيلا ً

لمحبة قلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أملك علينا. يا قلب يسوع الأقدس ليأت ملكوتك

اليوم الرابع- السبت 4 يونيو: يسوع مثال الغفران

فقال يسوع: “يا ابتِ اغفر لهم، لانهم لا يعلمون ما يفعلون” (لوقا 23 : 34). عندما كان يسوع معلقاً على الصليب ما كان ينظر بعينيه بقدر ما كان يحس بجوارحه بالجمهور الهادر المحيط به، ومن خلال ذلك الجمهور كان يرى آلافاً لا حد لها من البشر، آلافاً من الخطاة والضعفاء والخائنين لحبه وهم يمرون امامه حاملين ما استطاعوا من الشوك والمطارق وحفنات المسامير. فما الصليب الا نتيجة الخطايا وما الاشواك والمسامير الا خطايا خونة الحب ونكران الجميل. ورغم ذلك فان يسوع لا يتوقف في محبته عند حد، لا بل نكاد نقول انه يحب بالاكثر اولئك الذين يحملون اليه مزيداً من الشوك والألم لانهم يحتاجونه بالاكثر، ولذلك نسمعه يصرخ من اعلى الصليب ومن اعماقه:

“يا ابتِ اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما يفعلون”. ان هذه الصرخة تذكرنا اولاً بحب يسوع وسعة صدره، فهو يعرف ضعفنا، واننا لسنا ملائكة، وعندما نقترف الخطايا فلعلنا لا نعلم ما نفعل، ولذا فبحبه العظيم يغفر لنا، فكيف لا نمتنع والحالة هذه من اهانة ذلك الذي يبحث عن اعذار لزلاتنا؟ وكيف نشك في غفرانه ان عدنا اليه تائبين؟ وهذه الصرخة هي درس في المحبة للجميع دون تمييز، حتى للاعداء. فلقد علّم يسوع في حياته محبة الاعداء (متى 5 : 44) وها هو يعلن عن ذلك بينما يلفظ انفاسه الاخيرة. انه قمة الغفران والحب. وهذه الصرخة اخيرا هي دعوة لنا لاكتشاف اعماق حب يسوع والاقتداء به فلنفعل. آمين.

اكرام: كم يختلف قلب الإنسان عن قلب يسوع الحبيب، فهو مثال اللطف والرحمة والوداعة فحاول

في هذا الشهر ان تكتم الغضب والتشكي والتذمر، وأن تحتمل أدنى هفوة لا بل أدنى كلمة مضادة

لك واصفح عن اي احتداد منك.

نافذة: يا يسوع أجعل قلبنا مثل قلبك تماما

 اليوم الخامس – الاحد 5 يونيو: دعوتكم أحبائي

عظيم هو الله وقدوس، وهو الحكمة والعدالة بالذات، وقد شاء ان يقترب من خليقته لا من خلال عظمته او عدالته، ولا عن طريق قداسته، بل فضل ابسط الطرق واقربها الى عقل الانسان ومشاعره الا وهي طرق المحبة لانها تنبع من القلب وتمتد الى القلب، فقال: “دعوتكم أحبائي” (يوحنا 15 : 15) فاللقاء الذي يتمناه كل انسان هو لقاء المحبة، لانه لقاء شخصي فهو اقوى واعمق بعكس اللقاءات الاخرى التي غالبا ما تكون سطحية او مفروضة من المصالح او من

الواجب.

فان كان المسيح يدعونا أحبائه فانه يحبنا فعلا وقد جاء الى العالم بدافع المحبة ويريد ان تنتشر محبته بين كل البشر، وبكلمة اوضح فان المحبة هي غاية تجسده وهي بالتالي نظام ملكوته، ومحبته تصدر عن قلبه دون انقطاع ولا تتوقف وتبقى تحت تصرف المحبين بلا حساب. فهل يا ترى نقدَّر هذا الحب الذي ابداه يسوع نحونا ؟ ام ان الانانية جردتنا من المشاعر فاصبحنا ننظر الى محبة يسوع وكأنها سراب بعيد المنال…! كم نحن بحاجة الى الانوار لنستوعب جمال وروعة قول يسوع “دعوتكم أحبائي” فلنطلبها منه بتواضع. آمين.

اكرام: لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

نافذة: يا قلب يسوع آتون المحبة المتأجج اشعل قلبنا بنار محبتك

اليوم السادس- الأثنين6 يونيو: تعلموا مني

في داخل كل انسان مشاعر وأحاسيس ورغبات، تعلن كل الثقافات والشعوب بأن مصدرها هو

القلب شاء الطب ام رفض! ولا يشذ عن هذا التفكير العريق الكتاب المقدس نفسه فنراه يتحدث عن القلب النقي (مزمور 50 : 12) والقلب المتحجر (أيوب 41 : 15) ويشير في الانجيل الى ان القلب هو مصدر المقاصد السيئة كالسرقة والطمع والخبث والغش والحسد وما الى ذلك.

لكن هذا القلب يتوق الى الافضل ومن ثم الى الاكمل، والله يهتم بهذه الرغبة ويسندها بنعمته،

وهكذا يسعى قلب الانسان الى اللقاء بقلب الله من خلال يسوع الكلمة المتأنس، اذ بالتجسد اتحد ابن الله نوعا ما بكل انسان واحب بقلب بشري. ان قلب يسوع هو المدرسة التي نتعلم فيها معاني الحب الحقيقي وابعاده، فهو القائل: تعلموا مني فأني وديع ومتواضع القلب (متى 11 : 29) في هذه المدرسة يصبح القلب رمزا للحب في اجمل واعمق معانيه. وعندئذ يصبح الايمان ليس مجرد عبادات نمارسها وصلوات نرددها، بل سيصبح حياة نحياها ونشيد فرح نرفعه عالياً وأملاً مشرقاً يملأ كياننا. آمين.

اكرام: تحمل اخطاء الاخرين بوداعة وتواضع ليتحملك الآخرون بحب المسيح
نافذة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب اجعل قلبي شبيها بقلبك الاقدس

اليوم السابع- الثلاثاء 7 يونيو: سينظرون الى من طعنوا

ينفرد يوحنا الانجيلي عند سرده احداث الآلام بذكر ما فعله احد الجنود بيسوع المصلوب: “اذ طعنه بحربة في جنبه، فخرج للوقت دم وماء”. (يوحنا 19 : 34). ونلاحظ ان من عادة هذا الانجيلي التاكيد على الرموز المقدر لها ان تشرح رسالة يسوع الخلاصية مثل: الماء والخبز والنور والكرمة وغيرها. فهذه الرموز ان لم تقرأ في ضوء ايمان الكنيسة تقود الى نكران المعلم كما حدث للاحبار والفريسيين.

لقد رأى آباء الكنيسة على مر الاجيال في نص انجيل يوحنا ان طعنة الجندي فتحت صدر المخلص ومن ثم قلبه، فرأى يوحنا في ذلك سراً عميقاً ورمزاً عجيباً، لذلك اضاف: “الذي رأى شهد، وشهادته صحيحة وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم ايضاً (يوحنا 19 : 35) لان هذا الجرح هو رمز الامل والايمان، فالدم والماء اللذان تدفقا بغزارة من جنب المخلص يشيران الى اهم مواهب يسوع اي العماذ والقربان. وابتداء الكنيسة ونموها. كما يعلم المجمع الفاتيكاني الثاني. يرمز اليهما الدم والماء الخارجان من جنب يسوع المطعون على الصليب. لقد جرح قلب يسوع لكي من خلال الجروح المرئية نتوصل الى جروح الحب غير المرئية.

تكلّم الإنجيليّ يوحنّا عن قلب يسوع المفتوح بالحربة على الصليب، وقد خرج منه دم وماء، هنا تجد عبادة قلب يسوع جذورها. يخبر القدّيس يوحنا في إنجيله: «لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء ». (يوحنا ١٩/٣٣-٣٧). وفي سفر الرؤيا يتكلّم يوحنّا على الحمل المذبوح قائلاً “المطعون”، نسبة الى حدث طعن قلب يسوع على الصليب. (رؤيا6:5). فالجندى الّذي طعن قلب يسوع أعلن: “لقد كان هذا حقّاً ابن الله”، ويسوع دعا توما قائلاً “هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً » (يوحنا ٢٨/ ٢٠).

يقول القديس يوحنّا فم الذّهب: “إنّ دم الحمل الذي جعل على عتبة بني إسرائيل في مصر كان رمزًا عن دم المسيح ومنه اتخذ كل قوته فدفع عنهم ملاك الرب لما ضرب أبكار مصر. فإنّ قويّ الرمز على ردّ ذراع الرب فما قولنا عن الحقيقة؛ ولكن انظر مورد هذا الدم الكريم المحيي ألا وهو جنب المسيح… فلما طعنه الجندي خرج منه الماء أولاً وهو ماء المعمودية الذي يغسل أقذار خطايانا ثم خرج الدم وهو الدم السرّي الذي يروينا. قد فتح الجندي جنب إلهي وهدم الحاجز الذي كان يحجب عني قدس الأقداس وها إني وجدت كنزًا ثمينًا وأصبت غنى طائلاً… هذا هو جنب آدم الجديد الذي نزعت منه وقت نومه على الصليب حواء الجديدة أيّ الكنيسة عروسة المسيح ولذلك يحق القول في الكنيسة وفي أبنائها أننا لحم من لحمه وعظم من عظامه”. وكتب في محل آخر “إن قلب يسوع إلهنا مفتوح. فلندنوا منه، ولنقبل النعم الزاخرة التي تتدفق منه بغزارة”.

وقال أوريجانيوس الإسكندري: “إنّ يوحنّا الرسول لمّا أتكأ رأسه إلى قلب يسوع وجد فيه كنوزًا دفينة من الحكمة والعلم فعرف حقّ المعرفة خفايا الرب وأعلن بها إلى العالم”.

وقال القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: “قد طعن الجندي جسد الرب بعد موته ففاضت الحياة من الميت وسال للبشر ماء غسل ذنوبهم، ودم بُذل فداهم. فلنشرب ثمن خلاصنا كي نفدى بشربه”.

وقال القديس أوغسطينوس: “قد أحسن الإنجيلي بقوله أنّ الجندي فتح جنبه ولم يقل أنه طعنه أو جرحه دلالة على أن جنب الرب باب الحياة تفجرت منه أسرار الكنيسة التي دونها لا يدخل أحد الحياة”.

اكرام: اذا كانت الكنيسة قد ولدت من الجنب المطعون فهل تشعر بذلك ؟ وهل تقدر ذلك ؟ وهل تشترك بإنعاش خورنتك وهي جزء من كنيسة المسيح ؟
نافذة :يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا

اليوم الثامن – الاربعاء 8 يونيو: لتكن مشيئتك

ماهي المشاعر التي كانت تغمر قلب يسوع عند دخوله الى العالم؟ سؤال قد يتبادر الى الذهن، اما جوابه فيشير اليه الروح القدس في نص ورد على لسان المزمر، وردده العهد الجديد: قال عند دخوله العالم: لم تشأ ذبيحة ولا قربانا، ولكنك اعددت لي جسداً. لم تقبل المحُرقات ولا الذبائح كفارة للخطايا. فقُلتُ حينئذ: هاءَنذا آتٍ اللهم لاعمل مشيئتك. لم تعد القرابين الدموية ولا ثمار الارض وبواكيرها مقبولة كما كانت في العهد القديم، بل تقدمة القلب والطاعة. لانه في الطاعة لارادة الاب السماوي يكمن سر رسالة المسيح الخلاصية، فالطاعة هي اكمل تعبير لاسمى حب.

فمنذ التجسد والولادة، ومنذ التقدمة في الهيكل واثناء سنوات الحياة الخفية البسيطة في الناصرة، ثم في الحياة العلنية كلها الى ساعة اتمام الذبيحة على الجلجلة كانت كلها افعال حب وعطاء وطاعة، كقوله له المجد: “لاني اعمل دائماً ابدا ما يرضيه”. وكانت طاعة يسوع كاملة لا حدود لها، كقول بولس الرسول: اطاع حتى الموت، موت الصليب. فكم علينا ان نقتدي بيسوع فنطأطئ الرأس امام ارادة الله طائعين لتدابيره مرددين بتواضع وثقة وايمان: لتكن مشيئتك.

اكرام: فكر عند اتخاذك اي قرار : هل يقبل الله به ام لا ؟
نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض                                     

                           
اليوم التاسع – الخميس 9 يونيو: التقدمة اليومية مع القلب الاقدس

عندما حل ملء الزمان (غلاطية 4 : 4) واراد الكلمة ان يخترق تاريخ البشرية متأنساً، متخذاً جسداً كجسدنا يجري في عروقه دم كدمنا فيكون “مشابها اخوته في كل شيء ما عدا الخطيئة، ليكون حبرا اي وسيطا رحيماً، امينا ً لدى الله” (عبرانيين 2 : 17). ومنذ مطلع حياته حمله والداه الى الهيكل فقرباه لابيه السماوي، فاعطاه مثالا لتقدمة الذات لله، وبهذا المعنى نفهم تعليم القديس بولس عندما يكتب الى المؤمنين في روما: “اسألكم ايها الاخوة، برأفة الله، ان تجعلوا من انفسكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله. فهذه هي عبادتكم الروحية”. (رومية 12 :1).

ويردد المجمع الفاتيكاني الثاني صدى هذا القول عندما يعلمنا: “بان جميع نشاطات المؤمنين

وصلواتهم ومشاريعهم الرسولية وحياتهم الزوجية والعائلية، واعمالهم اليومية وتسلياتهم العقلية والجسدية اذا هم عاشوها بروح الله، بل حتى محن الحياة اذا تحملوها بطول اناة، كل هذا يستحيل قرابين روحية مرضية لله بيسوع المسيح”.

من الممكن اذاً ان نجعل الحياة فعل عبادة لله، وهذه هي روحية التقدمة اليومية المطلوبة من محبي القلب الاقدس: “ان اقدم جميع صلواتي واعمالي وافراحي والآمي على نيات القلب الاقدس متحدا بتقدمة الذبيحة الالهية”. وان اقدمها وفاء عن خطاياي، وتعويضا عن خطايا اخوتي البشر، آمين.

اكرام: تعلم صلاة التقدمة اليومية وحاول ان تتلوها يوميا
نافذة: يا قلب يسوع المستحق كل حمد وثناء ارحمنا

اليوم العاشر- الجمعة 10 يونيو: ارتواء النفس من قلب يسوع

في حوار جميل نقله الينا يوحنا الانجيلي جرى بين يسوع والمرأة السامرية عند بئر يعقوب يدور

الكلام عن الماء الذي هو عنصر اساسي للحياة، فنسمع يسوع مؤكداً يقول: “الذي يشرب من الماء الذي اعطيه اياه، فلن يعطش ابداً (يو 4: 14) فيسوع يريد دائما ان يروي قلوب محبيه، لانه يقول له المجد: “ان عطش احد فليقبل اليَّ، ومن آمن بي فليشرب، كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه انهار من الماء الحي”. (يو 7 : 38).

يحدث لنا كثيراً اننا نبحث عن ينابيع مختلفة نعتقد انها تروي ظمأنا: الغنى والكرامات واللذات وما الى ذلك، فنشرب ونشرب لكننا سرعان ما نعطش ثانية (يو 4 : 13) لان قلب الانسان اكبر بكثير من ان تملأه مثل هذه الامور العابرة. فيتملكه القلق ولا يرتاح راحة صحيحة الا عندما يلتقي بقلب يسوع اذ هناك يجد الراحة والاطمئنان والدفء، بعد ان يتم اللقاء الشخصي والحوار الحي بين المؤمن ويسوع، فترتوي النفس اخيرا.

اكرام: ان كنت متعلقا بامور تسبب لك الالم والمرارة والخيبة , فاعلم ان يسوع وحده هو الينبوع

الذي يروي نفسك فيجعلها حديقة جميلة مزهرة . فكر وحاول !
نافذة :ياعطش الارواح ارنا محياك َ          قلبنا لن يرتاح الا بلقياك َ

اليوم الحادي عشر- السبت 11 يونيو: يسوع الراعي الصالح

من اجمل الصور التي يقدمها الكتاب المقدس، والتي يعتز بها الفكر المسيحي، لسموّها وقربها من نفوس المؤمنين هي تلك التي تمثل يسوع الراعي الصالح كما تكلم عنها المخلص نفسه عندما قال: “انا الراعي الصالح، اعرف خرافي وخرافي تعرفني، كما ان ابي يعرفني وانا اعرف ابي، وابذل نفسي في سبيل الخراف”. انه يرعى خرافه، يحرسها، يبحث عنها يدعوها باسمها، يبذل نفسه من اجلها.

وفي عبادتنا لقلب يسوع نستذكر هذه الصورة الجميلة، صورة الراعي الصالح الذي يبذل نفسه اي يضحي بذاته من اجل الخراف، بعكس الاجير اي الغريب الذي اذا رأى الذئب مقبلا ترك الخراف ومضى. وبذل الذات هو قمة العطاء، وهو حب يكشف لنا سر الوجود. فنحن لا نتبع تعليماً او نصاً بقدر ما نتبع شخصاً هو يسوع، ليس يسوع انسان الامس الذي كان، بل هو رفيق درب انسان اليوم، رفيق كل منّا ودليله في الحياة. يسوع الراعي الصالح يعرفك شخصيا، فيدعوك باسمك، واينما تتجه تتبعك انظاره باهتمام: فاذا زلّت قدمك أسرَعَ فسندك، واذا ضللت الطريق بحث عنك بجد وحملك على كتفه فرحاً ليعيدك الى المرعى الخصيب الامين لانه يحبك حباً لا حد له، ولا يطلب منك الا ان تبادله الحب عن طريق العمل بوصاياه عن حب، لا عن خوف. فلنحاول.

اكرام: لنتجنب كل ما من شأنه ان يشكك القريب بالقول او بالفعل
نافذة: الرب راعي َّ فلا يعوزني شيء  

اليوم الثاني عشر – الأحد 12 يونيو: كلام الرب

يبحث الانسان عن الكلمة، وهو متعطش الى كلمة الحق والحب. لكنه يسمع على مدار النهار

والليل كلاما مزوقا، ملحنا، واخباراً متنوعة وعلى مدار الاربع والعشرين ساعة تبث وسائل الاعلام المرئية والمسموعة اخباراً وصوراً وتعليقات في سائر المجالات ومن مختلف الاقطار، حتى ملّ الانسان منها ولم يعد يعطيها اذناً صاغية لانها فقدت مصداقيتها، ولم تعد تروي عطش نفسه.

ويلتجيء الانسان المؤمن الى قلب يسوع اذ فيه كنوز الحكمة والعلم مستمداً منه كلمة الحق، فيأتيه العون من خلال الكتب المقدسة، اذ فيها لاينفك المسيح حاضراً في كلمته، فانه هو المتكلم اذا قرأت الكتب المقدسة كما يعلم المجمع الفاتيكاني الثاني. وفي الكتب المقدسة يلتقي الرب بحنو عظيم مع ابنائه.

ليست الكلمة مجرد صوت مادي، بل هي التعبير العميق لما في داخلنا من مشاعر، وهي واسطة الترابط بين قلبين اكان في المجال البشري ام الروحي. ففي الكتاب المقدس نجد قلب الله وحبه من خلال كلمته، وما علينا الا ان نقرأ ونتأمل ونكتشف هذا الحب بقلوبنا، فالقلب يفهم بطرق لا يدركها العقل، ولنصغي بانتباه الى كل كلمة من كلام الله، فهو يحمل قوة وعزماً عظيمين، حتى انه يصبح ركناً للكنيسة وعزة، ولابنائها منعة ايمان، ولنفوس المؤمنين غذاء، ولحياتهم الروحية معيناً دائم الجريان لان كلمة الله حية فعالة.

اكرام: لنقرأ بانتباه وتركيز كلام الله ولنتأمل به
نافذة: يا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم ارحمنا

اليوم الثالث عشر- الأثنين13 يونيو: شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألم”

في العشاء الاخير، اجتمع يسوع للمرة الاخيرة قبل آلامه، وفي مجرى كلامه قال: “شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألم”. وشرع يبوح لتلاميذه كل ما في قلبه من حب لهم، ومن خلالهم الى الكنيسة على مر الازمنة، وان يهبهم عطاياه فمنحهم الكهنوت وثبتهم ووعدهم بالروح القدس، واخيرا جاد عليهم بذاته من خلال منحه جسده ودمه الاقدسين في سر القربان الاقدس: سر الايمان العظيم، ذكرى موته وقيامته. سر التقوى، وعلامة الوحدة ورباط المحبة الذي هو ايضا وليمة فصحية تفيض علينا بالنعمة وتعطينا عربون المجد الابدي.

يسوع الإله – الانسان هو معنا في سر المحبة هذا: يدعونا، ينتظرنا ويسر بلقائنا اثناء الليل واطراف النهار. هو الخبز الحي الذي يغذي نفوسنا. انه يسعد بالسويعات التي نقضيها امامه ومعه نخاطبه او نستغفره او نطلب منه او نشترك بذكرى الآمه. واذا ما اطلنا المكوث معه فليس ذلك اضاعة للوقت بل فرصة مباركة لمزيد من التأمل ولاستمداد القوة والانوار ولاستمطار البركات من قلبه الكريم.

اكرام: لنحث الاخوة على التقرب من القربان الاقدس في هذا الشهر المبارك
نافذة : المجد والشكر في كل آن ليسوع في سر القربان

اليوم الرابع عشر- الثلاثاء 14 يونيو: موهبة الجمال

في احد الايام اراد يسوع بحبه العظيم ان يظهر الجمال السماوي لتلاميذه، فاخذ ثلاثة منهم واصعدهم الى جبل عال وهناك تجلى بمرأى منهم، فتلألات ثيابه ناصعة البياض. وترآى لهم ايليا وموسى وكانا يخاطبان يسوع فقال بطرس ليسوع: يا معلم حسن ان نكون ههنا فلو نصبنا

ثلاث خيم واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لايليا.

هذه الخبرة الرائعة التي تمتع بها التلاميذ الثلاثة اذ شاهدوا جمال يسوع الوضاء والجمال السماوي، اعطتهم الشجاعة للاستمرار في سيرهم على الطريق مع المعلم، ذلك الطريق الذي كان مزمعا ان يمر بدرب الالام ويصعد الجلجلة حيث التضحية.

ان الرب يتصرف معنا هكذا احيانا، اي انه ياخذنا الى جبل طابور حيث يمتعنا برؤية الحياة الروحية، فنشعر بتعازيه ونعمه تملأ جوارحنا ثم يعرج بنا الى جبل الجلجلة فنشعر بالصعوبات وبانه قد ابتعد عنا. فعلينا ان نثبت ونستمر على حبنا له ولا نشك بحبه البتة.

اكرام: لنشكر الرب على جميع خيراته نحونا
نافذة : يا قلب يسوع العزة غير المتناهية ارحمنا

                           
اليوم الخامس عشر- الأربعاء 15 يونيو: حنان يسوع

عندما نقرأ الانجيل الطاهر نلتقي مراراً بهذا التعبير الانساني جدا يقوله الانجيليون في شخص يسوع فيرددون “انه تحنن” او “اخذته الشفقة”. تحنن على الفقراء والمساكين فقال فيهم الطوبى، وتحنن على المرضى المصابين بمختلف العاهات فشفاهم، وتحنن على الخطاة فجالسهم واكل معهم، وتحنن على الجموع التي تبعته ولم يرد ان يصرفهم لئلا يخوروا في الطريق فاطعمهم. وتحنن على ارملة نائين فاقام ابنها الوحيد من الموت والامثلة كثيرة.

ان قلب يسوع يستمر ينظر الينا بحنان، يسدد خطانا ويرشدنا. اليس من العجيب حقا اننا نحن البشر نحرك قلب ربنا…

اكرام: اذا داهمنا الضيق والالم فلننظر الى قلب يسوع ولنستمد منه القوة
نافذة : يا قلب يسوع الصبور والغزير الرحمة ارحمنا

                          
اليوم السادس عشر- الخميس 16 يونيو: لا تخافوا

هناك اشياء كثيرة وعوامل عديدة تحيط بنا تثير الخوف فينا: المرض، الظلم، الحوادث، الغلاء،

المستقبل المجهول، اللاستقرار الاجتماعي، عدم التفاهم حتى مع اقرب الناس الينا، واجبات مفروضة علينا نخاف من عواقبها الوخيمة ان لم نكملها بحذافيرها. هذه المظاهر وغيرها تسبب الخوف عند الانسان في مختلف المجتمعات حتى في تلك التي تصنف عادة راقية ومتقدمة، لا بل قد تكون هناك اعمق واقوى.

ان يسوع يقول لنا “لا تخافوا”! … فيعيد الى قلوبنا السلام والامل، ويغرس فينا الثقة. انه معنا ويكرر على مسامعنا ما قاله للتلاميذ عندما هاجت الامواج وكادت تغرق السفينة فخافوا فقال لهم: لا تخافوا (متى 8 : 23 – 26) وعندما سار على الماء عند آخر الليل فظنه التلاميذ خيالا فصرخوا لانهم اضطربوا، فقال لهم: “ثقوا انا هو لا تخافوا”(مرقس 6 : 50) وكرر ذلك على مسامع تلاميذه محذراً اياهم من الصعوبات لكنه شجعهم اذ قال لهم في آخر الامر: “ثقوا  انا غلبت العالم”. (يوحنا 16 : 33). فكم علينا ان نلتجيء الى قلب يسوع فنستمد منه القوة والشجاعة والثقة التي نحن بامس الحاجة اليها في مسيرتنا اليومية، وكما قال لتلاميذه المرتعبين “لا تخافوا”. هكذا سيقول لنا ونحن نجابه صعوبات الحياة بانواعها “لا تخافوا”. فلنثق به.

اكرام: لنجتهد في ان نزيل الفتور والحقد بين الاسر والاقارب
نافذة :يا قلب ربي يا رجائي يا حبيبي يا عزائي                            

                            
اليوم السابع عشر- الجمعة 17 يونيو: التعويض للقلب الاقدس

بعد اللقاء بين يسوع والسامرية، وكتكملة لذلك الحوار نسمع يسوع يقول لتلاميذه: “يفرح الزارع والحاصد معا”. فاراد من خلال ذلك ان يفهم التلاميذ ويفهمنا باننا جميعنا مدينون للاخرين عن الخير الذي نعمله، وهكذا فمن يزرع ومن يحصد يفرحان على حد سواء اذ هناك روح الجماعة والتعاون، هذا الروح يجعلنا “نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين” على قول القديس بولس (رومية 12 : 15). وهذا الروح يحثنا الا نكون سبب عثرة لاخينا فان فعلنا شيئا من هذا القبيل وجب علينا ان نعوض بالمثل الصالح وبالاستغفار، فهذه روحية العبادة للقلب الاقدس.

نقرأ في الانجيل المقدس قصة زكا العشار الذي ظلم الناس بجشعه، لكنه عندما قبل يسوع في بيته، واصبح مع يسوع هدفا لانتقاد الفريسيين، اراد ان يعبر عن فرحه وان يقدم برهانا ملموسا لتوبته، فاذا به يقف امام الجميع دون وجل معلنا: “يا رب، ها اني اهب المساكين نصف اموالي، واذ كنت قد غصبت احدا شيئا ارده عليه اربعة اضعاف” (لوقا 19) وبذلك عوض عن الضرر الذي الحقه بالاخرين واستحق ان يسمع من فم الفادي: “اليوم حصل الخلاص لهذا البيت”. ان عبادة قلب يسوع تحث على امور روحية عديدة، منها: التناول المتواتر والاكثار من السجود للحب اللامتناهي، والتعويض لهذا الحب الالهي أكان التعويض عن خطايانا ام عن خطايا الاخرين لاننا كلنا اخوة وكلنا اعضاء في جسد واحد “فاذا تألم عضو تألمت معه سائر الاعضاء”.

اكرام: عوَّد نفسك على تلاوة فعل التعويض لقلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اني اضع فيك رجائي                            

اليوم الثامن عشر- السبت 18 يونيو: معجزة المصالحة العظيمة

يذكر لنا الانجيل المقدس معجزات كثيرة اجترحها يسوع في حياته، لكن المعجزة العظمى هي معجزة المصالحة بين السماء والارض “لان الله صالح العالم في المسيح ولم يحاسبهم على زلاتهم”. فمنذ صعد يسوع جبل الجلجلة وقبل بطوع ارادته موت الصليب، صالح كل موجود سواء في الارض وفي السماء وحقق السلام بدمه على الصليب. والذراعان المفتوحتان على قمة الجلجلة تحتضنان الكون كله والبشرية باسرها. مهما شكرنا الرب يسوع على ما فعله من اجل خلاصنا فنحن لا نزال مقصرين، لكن حبه غير محدود، ورحمته لا متناهية وهو يسر بعودتنا فنقر بخطايانا ونعترف بذنوبنا التي ارتكبناها بمعرفتنا وبغير معرفتنا فالاقرار بتواضع شرط للعودة والمصالحة والغفران.

ليس بالامكان ان نرمي وزر خطايانا ونقائصنا على الاخرين، فالخطيئة فعل شخصي، وعلى الشخص ان يعوض ويستغفر طلبا للمصالحة، كما ان للخطيئة طابعها الجماعي لان المثال الرديء ينعكس على الاخرين ويعدي عليهم وخاصة على الاقربين الينا، وبهذه الحالة تنقص قداسة الجماعة كلها، لذا وجب التعويض عن نقائصنا وعن الاخرين ايضا، وهكذا نحمل بعضنا اثقال بعض من اجل ملكوت الله.

اكرام: لنستعد حسنا للتناول ولنحرض الاخرين على فعل ذلك
نافذة: يا قلب يسوع سلامنا ومصالحتنا ارحمنا

اليوم التاسع عشر- الاحد 19 يونيو: لا قيمة للحب بلا ألم

في مشهد ذكر الانجيلي الرابع بعض تفاصيله نسمع يسوع يقول: “الان نفسي مضطربة، فماذا اقول؟ يا ابت نجني من هذه الساعة، وما اتيت الا لهذه الساعة” (يوحنا 12 :27). تكاد هذه الايات تعكس ما كان يجيش في نفس يسوع عشية موته وهو في بستان الزيتون. فمن جهة الالم العميق ومن جهة الحب لاخوته البشر والطاعة لارادة الاب. ان يسوع احس بكل تأكيد باشمئزاز من الالم عندما وجد نفسه وحيدا في بستان الزيتون يتقاذفه الخوف والضيق، واذا به يناجي الاب، فلتبعد عني هذه الكأس، ورغم رغبته التخلص من رهبة تلك الساعة لكنه يستعيد رباطة

جأشه ليقول: ما اتيت الا لتلك الساعة. فلا يتراجع، ويشرب كأس الالم بارادته حتى الثمالة.

على الجلجلة انطلقت صرخة متحدية: ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب”. ولا يزال صداها يتردد عبر الزمان والمكان، لاننا لا نفهم ولا نستطيع ان نعطي جوابا شافيا لعدم تدخل الله لايقاف الالم، حتى يسوع ذاق الالم. الالم تحدى البشرية منذ ان وجدت وقد قبل يسوع التحدي، فحمل الالم على ذاته وجعله واسطة للخلاص “لان حبة الحنطة ان لم تقع في الارض وتمت، تبقى وحدها، وان هي ماتت اتت بثمر كثير”.

فهذا نظام الحياة اذ يتحد ألمنا بالم المسيح بحيث نقدر ان نقول ان المسيح يتألم في الانسان والانسان يتالم في المسيح فيكتسب الالم عندئذ قيمة روحية، ولنعلم ان لا طريق الى مجد القيامة الاَّ عن طريق الجلجلة اي الالم.

اكرام: لنتحمل بلطف نقائص القريب حبا بيسوع
نافذة: يا قلبا جريحا بالحربة اضرمنا بنار المحبة

                              
اليوم العشرون- الأثنين20 يونيو : أيها المسيحي تذكر كرامتك

قبل تلاوة الصلاة الربية في القداس يحثنا الكاهن على ان نقف جميعا بقلوب نقية ووجوه مشرقة وبدالة، هي دالة البنين التي منحها ايّانا يسوع بحيث نرفع صلاتنا سوية فنقول “اباناالذي في السموات”. يا للعجب العجاب اننا نحن البشر ندعو الله “ابانا”! هذه حقيقة اكيدة علمنا اياها يسوع. اننا بالعماد اصبحنا اخوة ليسوع وهيكلا للروح القدس، وبهذه النعمة السامية نستطيع ان ندعو الله “يا ابتا”. فالروح الذي بيسوع ومع الاب يصبح فينا مصدر ميلاد جديد او خليقة جديدة لها كرامة ابناء الله ولهذا وباعجاب عظيم يكتب يوحنا في رسالته الاولى: “انظروا اي محبة خصنا بها الاب لندعى ابناء الله واننا نحن كذلك”.

علينا ان ندرك سمو كرامتنا وان نحيا بمستوى ابناء الله بحيث تكون حياتنا مرآة تعكس تلك الحياة التي يريدها الله ابونا فينا. سنكون اعضاء مقدسة في جسد مقدس هو جسد المسيح السري لاننا تقدسنا به. وعندما نرفع اكفنا بالصلاة سيكون المسيح الذي يصلي فينا، وعندما نتألم فاننا سنكمل ما ينقص من الآم المسيح في جسده الذي هو الكنيسة، وعندما نعمل ونقدم خدمة او رسالة فسيكون المسيح فينا ومعنا مكملا حياته البسيطة، وهكذا بامكاننا ان نردد بكل حق قول رسول الامم: “فما انا احيا، بل المسيح يحيا فيَّ”

اكرام لنحاول ان نزرع كلمة حب وامل في نفوس الاخرين خاصة الحزانى والمرضى والمتضايقين
نافذة ليأت ملكوتك يا قلب فادي َّ الحبيب

اليوم الحادي والعشرون- الثلاثاء 21 يونيو : على خطى يسوع

يذكر لنا الانجيليون بكلمات مقتضبة دعوة يسوع لتلاميذه الاولين: رأى اخوين صيادين بطرس

واندراوس على شاطيء بحر الجليل يلقيان الشبكة فقال لهما: “اتبعاني فاجعلكما صيادي الناس. فتركا الشباك وتبعاه. واخوين آخرين يعملان في المهنة ذاتها هما يعقوب ويوحنا ابني زبدى فدعاهما ايضا فتركا اباهما والأجراء الذين كانوا يعلمون عندهم وتبعاه. وهكذا وبطريقة مماثلة دعا فيليبس وتثنائيل ومتى بينما كان يعمل على مائدة الجباية فأدى كل منهم الرسالة التي ارادها منه المعلم حتى النهاية وحتى بذل الذات.

وعلى مر الزمان تستمر دعوة يسوع لان رسالته عبر كنيسته. انه يدعونا للخدمة حسب الموهبة التي يعطيها لنا. فان كنا نحب يسوع علينا ان نلبي دعوته ونؤدي الخدمة التي يطلبها منَّا: التعليم او الترتيل او التأليف او مساعدة الكاهن في الخورنة.

ثم انه يدعو الابوين المسيحيين لان يكملا الرسالة الابوية في العائلة من خلال المثال الصالح والتوجيه الحسن والكلمة الخيرة. انه يريدنا ان نكون كالخميرة في العجين وكالملح في الارض وكالنور على المنارة.

اكرام: علينا ان نضع باعتزاز صورة القلب الاقدس او مريم العذراء في احسن مكان في بيتنا

لتكون تحت انظارنا وموضوع اكرامنا

نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اجعلني في حماك كل حين                      

اليوم الثاني والعشرون- الاربعاء 22 يونيو: القداسة دعوتنا

لقد احب يسوع كنيسته وبذل نفسه من اجلها، ليقدسها وغمرها بمواهب الروح القدس، لذا فالجميع في الكنيسة مدعوون الى القداسة. ان الرب يسوع معلمنا الالهي هو مثال كل كمال وقداسة، وقد حثنا ودعانا الى القداسة بقوله: “كونوا كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل”. واعطانا كل الوسائط للسير في درب القداسة فبالمعموذية اصبحنا ابناء الله وبالميرون تكرسنا هياكل مقدسة للروح القدس، وبالافخارستيا اتحدنا بمصدر القداسة، وهكذا بالاسرار الاخرى، وما علينا الا ان نزيد من هذه القداسة بحياتنا وممارساتنا فتثمر ثمار الروح التي يذكر بعضها بولس الرسول بقوله: “اما ثمار الروح فهي: المحبة والفرح والسلام وطول الاناة واللطف ودماثة الاخلاق والامانة والوداعة والعفاف”.

فواضح اذا ان الدعوة الى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجهة الينا جميعا، الى المؤمنين بالمسيح كافة ايا كانت حالهم وايا كان نهج حياتهم. وان هذه القداسة تسهم حتى في المجتمع الارضي في ان تزيد اوضاع الوجود انسانية، فعلينا ان نسعى بكل قوانا للحصول على هذا الكمال فتشع قداسة شعب الله عن ثمار واسعة في الكنيسة وفي المجتمع.

من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة الله هي قداستنا. أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة. وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.

اكرام: لنعط لاخوة يسوع الصغار المحتاجين مما افاضه يسوع علينا
نافذة : يا قلب يسوع مصدر الحياة والقداسة ارحمنا

 اليوم الثالث والعشرون – الخميس 23 يونيو: فحص الحياة اليومي

عندما يقترب النهار من نهايته، وتنسحب انوار الشمس وراء الافق ليحل الظلام محلها، فنعود

الى بيوتنا طلبا للراحة بعد يوم طويل من العمل والجهد، ولكي نسعد في عائلاتنا ومع اعز الناس الى قلوبنا، لابد ان نسترجع في داخلنا وبنظرة سريعة ما فعلناه، وما حققناه في ذلك اليوم من الارباح والخسائر بمختلف المعاني والمستويات: المادية منها والمعنوية. اما المادية فهي من الامور الضرورية التي لابد منها من اجل العيش الكريم، والتي يحثنا الرب عليها من اجل احب الناس الينا.

واما المعنوية او الادبية وبالاحرى الروحية فهي عن مدى تطابق اعمالنا وتصرفاتنا خلال ذلك اليوم مع رغبات قلب يسوع الاقدس طالما نحن قد خصصنا هذا الشهر لاكرام هذا القلب السامي الحب. ان القاعدة الذهبية في الحياة الروحية هي اننا عندما نريد ان نفحص حياتنا للتأكد من حسن سيرتنا، علينا ان نحلل ما في قلبنا: هل هو مطابق مع رغبات قلب يسوع ام لا؟ وهل هو بعيد وما مدى بعده؟ فنشكره في حالة قربنا منه ونحاول الاقتراب بالاكثر وفي حالة ابتعادنا نقصد اصلاح الحال.

اكرام: لنجتهد ان نجذب الاخرين الى ممارسة عبادة قلب يسوع
نافذة : ربي وآلهي

                               
اليوم الرابع والعشرون – الجمعة24 يونيو: العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة

ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته. وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة، عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم.

وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك

لها أثراً. ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض. فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا. فهذه

طلبة لا يردها قط واياها خاصة عنى بقوله: “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، أقرعوا يُفتح لكم”.

اكرام: لنكتب مواعيد قلب يسوع فنجعل منها نظاما ً لحياتنا الروحية
نافذة : يا قلب يسوع ينبوع كل تعزية ارحمنا

اليوم الخامس والعشرون – السبت 25 يونيو: في كيفية التجائنا إلى قلب يسوع الأقدس

ان إلتجائنا إلى قلب يسوع الأقدس هو من اخص واجبات المتعبدين له الذين يريدون ان يحسنوا عبادته، لأن هذه العباده هي طريق السماء، وهذا الطريق وعرة وليس في إستطاعة الانسان ان يسير فيها ويدخل ملكون الله بدون ان تقوده ذراع الرب القديرة على كل شيء. فاذا اردنا إذن الألتجاء إلى قلب يسوع الأقدس فليكن إلتجاءنا هذا اولاً بروح تواضع، ومعنى ذلك ان نتجنب كبرياء الفريسي في صلاتنا إلى قلب يسوع ونقرع باب رحلته بتواضع العشار، لانه جل إسمه لا يفيض نعمته إلى على المتواضعين العارفين سوء حالهم والمقرين بشرورهم الخفية والضاهرة فبالتواضع خلص القديسون وتمجدوا، وبالكبرياء هلك الهالكون وتدهوروا.

اكرام: لنهتم بالمرضى والمدنفين اكراما لقلب يسوع ولا نهمل تكميل واجباتهم الدينية .
نافذة :الهي رجائي اليك التجائي ++++++ علمتَ شقائي فكن لي حنون

                          
اليوم السادس والعشرون – الاحد 26 يونيو دعوة للفرح

الحياة هبة مجانية رائعة من الله، تدعو بطبيعتها الى السعادة والفرح لكن الخطيئة افقدتنا الكثير من جمال الحياة وبهجة الفرح. فمن منا يستطيع ان يدَّعي بان حياته كلها فرح وان ايامه مليئة بالسعادة؟ فواقع الحياة يناقض ذلك، الاطفال وحدهم يعتقدون – لفترة محدودة من عمرهم – ان الحياة سعادة وهناء وفرح، ثم ما يلبثون ان يكتشفوا انها ليست كذلك عندما يصطدمون بواقع الحياة كأن يصيبهم مكروه او عارض صحي او غير ذلك. لقد فقدنا البراءة بالخطيئة ومعها فقدنا الفرح، لاننا بالخطيئة جعلنا من ذاتنا مركز فرحنا دون ان نلتقي بالآخرين حتى ولا مع الله، بينما نحن بامس الحاجة الى الاخرين والى الله بالذات. لكنه شاء بالمسيح يسوع ان يعيد الينا روح الفرح، وفرح الروح من خلال تجسده وفدائه فكان فينا فرحه التام.
اكرام: لنمارس بكل اجتهاد عادة التناول في الجمعة الاولى من كل شهر ولنحث الاخرين على فعل ذلك
نافذة : يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا

اليوم السابع والعشرون -الأثنين27 يونيو: في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس

إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عددآ وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.

ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات”. وقال لها ايضآ: “ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا

فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس.

اكرام: كن رسولا لقلب يسوع عاملا على بعث الامل في نفوس الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا

اليوم الثامن والعشرون.– الثلاثاء  28 يونيو النصر الاخير

قال يسوع: “انا غلبت العالم”. ان العالم بحد ذاته ليس شريرا، لكنه يتمخض عن اوهام شريرة واحلام باهرة خادعة تحاول ابعاد الله عن افكارنا او عزله عن قلوبنا، ويخلق العالم هذه الاوهام لتحل في داخلنا حتى نعتبرها غاية حياتنا بذاتها.

فالمسيح عند قوله: “انا غلبت العالم” يشير الى انتصاره على مثل هذه الاوهام: كالتعلق المفرط بالغنى وحب السلطة، والبحث عن الشهرة. العالم يمهد لمثل هذه الاحلام ويشجعها لا بل يدوس على المبادئ من اجلها، ويكاد يقنعنا بانه على حق وان احلامه صحيحة وانه المنتصر! لكن يسوع لا يريدنا ان نعيش في الاوهام بل يشجعنا على المضي قدما، ويعدنا بالنصر الاخير وبالمجد فالكلمة الاخيرة هي كلمته. فلنثق بقيامته التي تنير دربنا ولنصل لكي تنمو فينا الثقة بالنصر الاخير.

اكرام: لنعمل بنصيحة القديس بولس “افرحوا دائما بالرب , واقول لكم ايضا : افرحوا “(فيليبي 4:4)

نافذة : يا قلب يسوع كن رجائي

                            
اليوم التاسع والعشرون – الاربعاء29 يونيو: بعث الامل

يعيش الانسان بالامل، آمال مختلفة ومتشعبة، والويل له ان فقد الامل فقد ضاع! ان بعث الامل في الانسان امر رائع ومهم، والاهم من ذلك هو العمل على انعاشه من اجل استمراره. وعمل كهذا لا يتم بالكلام الصادر عن الشفقة، بل يحتاج الى قلب سخي مستعد للعطاء المستمر والعون الدائم والارادة الصلبة لاتمام المهمة نجح فيها ام لم ينجح. لقد عمل يسوع في حياته كلها على بعث الامل وانعاشه في النفوس: فهذا مقعد يأمل ان يسير، وذاك اعمى يأمل ان يبصر والاخر ابرص يأمل ان يَطهر ..

وحقق يسوع امال هؤلاء وامال غيرهم: فسار المقعدون وابصر العميان وتطهر البرص فانتعش الامل في نفوسهم. ولم يكتف يسوع بانعاش نفوس هؤلاء بل ذهب الى ابعد من ذلك عندما بحث في داخل النفوس التي رآها مريضة بالخطيئة فبعث فيها الامل من خلال منحها الغفران محققاً مصالحتها مع الله. لقد شبه يسوع نفسه مراراً بالراعي الصالح الذي يبحث عن الخروف الضال في البرية حتى يجده فيحمله على كتفيه ويعود فرحا لانه محبة. والمحبة بطبيعتها تسامح وتغفر لانها لا تعرف الضغينة ولا الحقد بل العطاء والغفران.

اكرام : اشترك ببعض نشاطات خورنتك
نافذة : يا قلب يسوع لجة كل الفضائل ارحمنا

                           
اليوم الثلاثون – الخميس 30 يونيو: 12 وعدًا لأولئك الذين يكرّمون قلبه الأقدس

1- اني اهبهم كل النعم اللازمة لهم في دعوتهم

2-اني اصنع السلام في عائلاتهم

3-اني اعزيهم في احزانهم و شدائدهم

4-اني اكون ملجأهم الامين في حياتهم و خاصة عند مماتهم

5- اني افيض بركات وافرة على اعمالهم

6- يجد الخطاة في قلبي ينبوع الرحمة الفياض و بحرها الغير محدود

7-ان النفوس الحارة ترتقي سريعا الى أوج الكمال

8-ان النفوس الفاترة تحصل على الحرارة

9-اني ابارك البيوت التي تعرض صورة قلبي الاقدس و تكرمها.

10-أمنح الاكليروس موهبة تليين اقسى القلوب.

11-من يعمل بهمة على نشر تلك العبادة اكتب اسمه في قلبي ولن يمحى ابداً.

12-ان الذين يتناولون في اول يوم جمعة من الشهر طيلة تسعة اشهر متوالية اهبهم نعمة الثبات الاخير فلا يموتون دون قبول الاسرار الاخيرة

اكرام : لنشجع الكتاب المقدس والكتب الدينية التي تنشرها كنيستنا حبا بقلب يسوع فنقتنيها , ونقرأها , ونضعها تحت تصرف الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع مسكن العلي العظيم ارحمنا                                                                              

      تأملات شهر قلب يسوع الاقدس[10]
                                    يونيو 2021
اليوم الأول – الثلاثاء اول يونيو ما معنى تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس؟

ما معنى تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس؟ انه ببساطة طريق لتكريم يسوع تحت رمز قلبه والذي يمثل الحب فهذا الإكرام هو في الأول عن الحب فحب يسوع عظيم لنا ولذا فإننا علينا ان نعيد ونرد له ذاك الحب بحب. في احدى الرسائل التي كتبتها القديسة مارجريت ماري الاكوك قالت انه علينا ان نسأل يسوع ان يستبدل قلوبنا بقلبه. ان تقديم الإكرام لقلب يسوع الأقدس هو عبارة عن استجابة لحب يسوع بجعل قلوبنا محبة على مثاله. أليس هذا ما يطلبه ويحثنا عليه الإنجيل المقدس؟ وكما عبّر عنها القديس بولس قائلا:” أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا.“(2كورنثوس14:5). ان هذا الإكرام يعني ان نغيّر قلوبنا، فكيف يحدث هذا؟ انه يحدث عندما نسمح ليسوع ان يدخل لقلوبنا فهو الذي يدعونا:”هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي”(رؤيا20:3). ولكن ما الذي يعنيه ان نفتح قلوبنا ليسوع؟ لقد شرحت القديسة مارجريت ماري الاكوك هذا في احدى رسائلها فقالت ان قلب يسوع مثل نبع لا ينضب يتفرع منه ثلاث مجاري تنسكب وتتدفق، واحدة هو مجرى الرحمة للخطأة يدعوهم للندم والتوبة، والثاني مجرى المحبة لمن هم محّملون بأتعاب الحياة ومتطلباتها، والثالث هو مجرى الحب والنور نحو يسوع الصديق الحقيقي.

  1. مجرى الرحمة نحو الخطأة

كلنا خطأة وكلنا قد اقترفنا خطايا ونحتاج ان نتوب لكي نتصالح مع الله، وكلما سرنا في هذه الحياة يمكننا ان نجد أنفسنا بعيدين عن يسوع او قريبين منه. ربما قد تكون بالفعل مررت بتغيير كبير أثناء حياتك وقد تكون قررت ان تصبح تلميذا ليسوع محاولا ان تقترب منه أكثر ولكن ربما قد تكون عند نقطة حيث تحتاج فيها الي تغيير كبير او انك واقع تحت عبء خطيّة او خطايا معتقدا انه لا يمكن للرب ان يغفر لك. اذا ما كان هذا هو الحال فلا تخف ان تقترب من يسوع بكل ثقة فطالما ندمنا وقررنا التوبة فالله سيغفر لنا مهما فعلنا. بعد موت يسوع على الصليب طعنه احد الجنود بحربة في جنبه فانسكب الدم والماء من قلبه “لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ”(يوحنا34:19) ان هذا الدم والماء يمثلان مجرى الرحمة الإلهية وماء التطهير في المعمودية والغفران. عندما نندم ونتوب ونقترب من يسوع يغسلنا ويطهرنا من جميع خطايانا، فلا يخاف أحد ويجب ان لا يخاف من الإقتراب من يسوع فهو القائل:” وَمَنْ يُقْبِلْ

إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.“(يوحنا37:6).

2. مجرى الحب لمن هم في حاجة له

عندما تكون الحياة صعبة يمكننا ان نلتجيئ بكل ثقة نحو يسوع فهو القائل:” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».(متى28:11-30). ربما قد سمعنا تلك الكلمات العديد من المرّات في الإنجيل أثناء القداس الإلهي او في العظات ولكن اذا كان لديك أي حِمل او ثِقل ما كموت حبيب لك او مرض او رفض او تعطل عن العمل او مشاكل عائلية او يأس وفتور روحي اذهب على الفور ليسوع وألق بذلك الحمل او الثِقل الي قلبه الأقدس وكلك ثقة فهو لن يخذل كل من يلتجئ اليه.

3. مجرى الحب والنور ليسوع الصديق الحقيقي والكامل

لا تدع التعبير “صديق كامل” يخيفك فالقديسة مارجريت ماري الاكوك استعملت هذا التعبير لتصف مرشدها الروحي St Claude de la Colombiere واي واحد منا من يتوق بكل شوق للوصول الي القداسة. ان السيد المسيح قال:” اَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ”(يوحنا15:15-16)، وهنا “كامل” تعني ببساطة اننا نحاول بكل قدرتنا ان نحيا حياتنا مع يسوع ونحن معه وهو معنا وفينا. نحن جميعا نحمل ضعفاتنا البشرية وسقطاتنا ولكن يساعدنا يسوع لنستمر في النمو في الحب لكي نشترك يوما ما في محبته مع الآخرين وننشر ملكوت الله. مهما كانت الحالة او الموقف الذي أنت عليه الآن فممارستك لتلك الرياضة الروحية سوف تقودك للنمو الروحي في الحب مع يسوع وتختبر حب قلبه الأقدس الذي يُشعل قلبك بحبه

ويضيئ في قلبك النور الإلهي لأن يسوع هو “نور العالم”.

اكرام: اقصد ان تكمل عبادة قلب يسوع طيلة شهر يونيو دون انقطاع مهما كانت الظروف.
نافدة: خذيني بيديك يا مريم نحو ابنك يسوع. (تقال 3 مرات)   

اليوم الثاني- الأربعاء 2 يونيو: تكريم  القلب الأقدس فى تاريخ الكنيسة

 يمكن تقسيم تاريخ الكنيسة وتاريخ تقديم الإكرام للسيد الـمسيح عمومـاً إلى عدة فترات كالتالي:

1.   الفترة الأولى أو العصر الذهبي:

 وذلك من القرن الثاني وحتى السادس الـميلادي والذى يذخر بالعديد من مؤلفات آباء الكنيسة أمثال هيبوليتس الرومانى(130-235)، والقديس ايريناوس(130-202)،والقديس امبروسيوس اسقف ميلان(339-397)، والقديس يوستين الشهيد(100-163)، وترتليان(160-235)،والقديس كيرلس الأسكندري،والقديس البابا جريجورى الكبير(540-604) والتى دافعت ليس فقط عن معتقدات الكنيسة ولكن ما حوته ايضا من التأملات الروحية عن قلب يسوع ينبوع الـماء الحي الذى انسكب من جروح السيد الـمسيح:”لكن واحد من الجند فتح جنبه بحربة فخرج للوقت دمُ وماء”(يوحنا34:19)،تحقيقاً لـما أعلنه من قبل:”إن عطش احد فليأت إليّ ويشرب”(يوحنا37:7).

 وفى هذه الفترة ايضا تم نشر بعض الصلوات والـمخصصة للتعويض عن خطايا البشر فى حق الله.  وفى هذه الفترة ايضا بدء الحج للأراضى الـمقدسة وخاصة بعد عام 325م  وإكتشاف صليب يسوع وما قامت به القديسة هيلانة أم الإمبراطور هرقل من مجهودات فى تشييد الكنائس فى كل مكان، ولهذا فلقد ظهرت فى هذه الفترة الصلوات الـمقدمة للسيد الـمسيح وجروحاته على الصليب، وامتلأت بعض الطقوس السريانية والقبطية وغيرها بصلوات لدم السيد الـمسيح الـمسفوك من جنبه الـمطعون. ومن ضمن ما جاء فى هذه الفترة ما كُتب عن نشأة سر العماد وسر الإفخارستيا من هذا الجنب الـمطعون، وعموما كان يوجد دائما فى الكنيسة نوعا من الإكرام والعِبـادة الـمخصصة لحب الله و”الذى أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى تكون لنا الحياة الأبديـة”، وايضا لحب يسوع الذى بذل ذاتـه من أجل البشر، ولكن لم يكن هناك إكرام مخصص لقلب يسوع بالذات.

2.   الفترة الثانية أو العصر الـمظلم:

 وذلك من القرن السابع إلى القرن الحادى عشر الميلادى وهو يعرف “بالعصر الـمُظلم” فى تاريخ الغرب لسقوط الإمبراطورية الرومانية وغزو البرابرة وفيها إندثرت بعض الكتابات ولكن تم الإحتفاظ بالعديد منها فى أديرة الرهبانيات وأشهرها رهبنة البندكيت التى اسسها القديس بندكيت(480-553).  خلال هذه الفترة تم الإحتفاظ بنفس تعليم الآباء عن ان الماء الحي للنعم السماوية والذى ينبع من جنب يسوع الـمطعون، وهذا ما كتبه كلا من: القديس بيديه St.Bede(637-735)و Alcuin(735-804)،والقديس بطرس دميانSt.Peter Damian(مات 1072)و القديس انسلم.

   3. الفترة الثالثة أو بداية العصور الوسطى:

 وذلك فى الفترة من عام 1100وحتى 1250م وفيها نجد العديد من النصوص التى توضح كيف بدأت بعض العِبادات الخاصة للقلب الأقدس ونشر التأملات فى سفر نشيد الأناشيد كقصيدة حب الله للنفس البشرية،وفيها ايضا تم الإعتراف بإمكانية وضع الصليب وعليه الـمصلوب على الـمذبح فى الكنيسة، وتم تأليف بعض الترانيم عن قلب يسوع الأقدس.  ومن آباء هذه الفترة سوف نجد

مثلاً القديس برنارد(1070-1135).

3.   الفترة الرابعـة

 من القرن الثانى عشر وحتى القرن الرابع عشر الميلادى، وفيها انتشرت الرهبانيات وانتشرت عبادة قلب يسوع مع غيرها من العِبادات وظهرت كتابات للقديس فرنسيس الأسيزي فى عام 1267م،والقديسة مارجريت مارى والقديس البرت الكبير(1206-1280م)،والقديسة لوتجراد(ماتت1246)،والقديس بونافنتورا(مات 1274)،ووجدت بعض الممارسات التقويـة ضمن رهبانيات الدومنيكان والبندكتيون والتى خُصصت لجروحات السيد المسيح ومن بينها القلب الجريح كعلامة لجرح الحب،وتم نشر بعض الصلوات لقلب يسوع الأقدس. وفى تلك الفترة وحتى القرن السادس عشر بدأ إنتشار إكرام قلب يسوع ولكن كان فى حدود ضيقة ضمن الرهبانيات او ممارسات شخصية. وبداية من القرن الخامس عشر انتشرت الصلوات للقلب الأقدس فى انحاء عديدة من اوربـا.ويرجع لرهبنة الدومنيكان والفرنسيسكان الدور الكبير فى إنتشار الإكرام لقلب يسوع وكان للقديس فرنسوا دى لاسال (1567-1622م) العديد من الـمؤلفات بهذا الشأن. وقام ايضا رهبان الآباء اليسوعيين من بدء القرن السادس عشر بنشر العديد من الـمؤلفات عن قلب يسوع الأقدس ومنهم القديس St.Francis Borgia ,St.Alphonsus Rodriguez.و فى هذه الفترة وجدت ايضاً بعض الظهورات للسيد الـمسيح لبعض قديسي الكنيسة امثال القديسة كاترين السينائية (ماتت 1380) والقديسة جرترودة وغيرهم والتى ظهر لهم السيد الـمسيح مظهراً لهم جراحاتـه الـمقدسة.  وبعد موافقـة العديد من أساقفة الكنيسة بفرنسا تم الإحتفال بعيد القلب الأقدس لأول مرة يوم 20 أكتوبر من عام 1672.

4. القديسة مارجريت مارى ألاكوك ورسالتها السماوية

 فى حـوالـي عـام 1673ترآى السيد الـمسيح لإحدى الراهبات وإ سمها مارجريت ماري ألاكـوك (1647-1690) فى فرنسا وأراهـا قلبه الأقدس مـحاطـاً باللهيب وفوقه علامة الصليب وناداها قائلاً:”ها هو قلبي الذى أحب البشر حتى تفانـى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور”.وظهر لها مرة أخرى بجروحاته الخـمـس: اليد اليمنى،اليد اليسرى،القدم اليمنى،القدم اليسرى،والجنب الأيـمـن. وأعلن لها عن حبــه الإ لهي اللا متناهي للبشر وطلب منها قائلا:”خففّــي أنت على الأقل من  آلامي بالتعويض عن خيانات البشر بقدر ما تستطعين “. وذكر لها السيد الـمسيح كيف يخونــه البشـر امــام حبــه لــهم . وتوالت الظهورات وفى كل مرة يظهر وقلبــه ملتهب كما نراه الآن فى الصور الـمرسومة. وكان رد الراهبة :كيف أستطيع التعويض عن ما لحقك يا رب من خيانات إخوتـي البشــر؟.

 وسجـّـلـت القديسة مارجريت ماري هذه الرغبات والوعود وحاولت نشرها ولكن كانت فى حدود ضيقــة وماتت بعدها فى 17 اكتوبر من عام 1690.

 وفى عـام 1833 وفى أحد اديرة راهبات القديس اغسطينوس فى باريس, أبدت أحد تلميذات

الرهبنة وتدعى أنجيل دى سانت لا كروا  الى رئيسة الدير فى ذاك الوقت القديسة جيروم لماذا لا تخصص الكنيسة شهرا كاملا لتكريم قلب يسوع أسوة بالـشهر المريمي والذى بدأ فى ممارسته من القرن السادس عشر،وبالفعل بدء إعداد بعض القراءات والصلوات لقلب يسوع وتم الإستعانة بما كتبته القديسة مرجريت ماري وكذلك الأب كروازيـه والأب Galliffet وغيرهم وبعد موافقة السلطات الكنسية مثل البابا كليمنت الثالث عشر (1765) والبابا بيوس السادس (1794) تم البدء فى نشر هذه العبادة والتكريم فى الأديرة والكنائس والعائلات. 

 وفى 11يونيو عام 1899 أعلن البابا لاون الثالث عشر ضرورة تكريس كل الـمؤمنين انفسهم

لقلب يسوع الأقدس وقال:”ها انه اليوم مقدمة لنا راية اخرى الهية بها رجانا الا وهى قلب يسوع الأقدس الساطع فى وسط اللهيب والـمرتفع فوق الصليب فلنضع به ثقتنا”.

 ومن عهد البابا لاون الثالث عشر(1878-1903) وحتى البابا يوحنا بولس الثانـي (1978-2005) بدء باباوات الكنيسة الكاثوليكيـة فى حث العالم الكاثوليكي على تقديم الإكرام والتعويض اللائق لقلب يسوع الأقدس وضرورة التأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفـه وحنانـه نحــو البـــشر وذلك بإصدار العديد من الرسالات البابويـة. فلقد أصدر   كلاً من البابا بيوس العاشر فى عام 1906،و البابا بيوس الثانـى عشر فى عام 1956 والبابا بولس السادس فى عام 1965، والبابا يوحنا بولس الثانـى فى عام 1984 وعام 1986 وعام 1994 وعام 1999 العديد من الرسائل الباباويـة لحث كل الـمؤمنيـن أن يكون حب يسوع ماثلاً دائـماً أمامهـم وأن نضع حب الله فوق أي إهتمامات أخرى دنياويـة وضرورة ممـارسة الرياضات والإكرامات الضروريـة لـنمو الحيـاة الروحيـة للوصول للقداسة التى يطلبهـا الله منـا الذى “إختارنـا فيـه من قبل إنشاء العالـم لنكون قديسين وبغيـر عيب أمـامـه بالـمحبة”(افسس4:1).

 لا يـمكن القول بتاتـا ان عبادة القلب الأقدس قد ظهرت فجأة فى الكنيسة نتيجة لظهورات السيد الـمسيح للقديسة مارجريت مارى الاكوك ولكن سوف نجد انـه نتيجة لوجود العديد من الأشخاص الذى آمنوا بأهمية التعبير لقلب يسوع عن حبهم لـه وتعويضه عن تلك الإهانات التى لحقت بـه من البشر.  ولا غرابـة فـى ذلك فتاريخ الكنيسة يحوى العديد من حوادث ظهور للسيد الـمسيح من بعد صعوده إلـى السـماء لبعض الناس لتلقينهـم بعض الحقائق والسابق إيداعـها للكنيسة وذلك بقصد زيـادة إعلان ونشر لتلك الحقائـق الإيـمانيـة. فالسيد الـمسيح قد ظهـر لتلميذي عـمواس “ثـم أخذ يُفسر لهـما من موسى ومن جـميع الأنبيـاء ما يختص بـه فـى الأسفار كلهـا”(لوقـا26:24)، وظهـر لشاول الطرسوسي ويدعوه” إنـاء مختـار ليحمل إسمي أمام الأمم والـملوك وبني إسرائيل”(أع15:9).وكذلك فـى عام 312م ظهر للـملك قسطنطين وطلب منـه رسم علامـة الصليب عند حربـه ضد الـملك مكسنس الـمشهود بعدائـه للدين الـمسيحي وبالفعل إنتصر الـملك قسطنطين وآمـن بالدين الـمسيحي وشيّد الكنائس ومنذ هذا التاريخ إزداد الـمؤمنون تقوى وإكرام نحو عود الصليب الـمقدس. وظهـورات السيد الـمسيح لبعض القديسين وإن قـد إستمر حتى هذا القرن فـما هـى إلاّ تعبير حقيقي عن محبـة الله للإنسان ورغبتـه فـى عودة نفوس عديدة للإيـمان بالـمسيح مع تجديـد الحيـاة الروحيـة، فهناك مازال خطـأة كثيـرون لـم يعودوا إلـى الله ، وما زالت هناك طوائف عِدة قسّمت الكنيسة – جسد الـمسيح السريّ – وهذا مـما يسبب ألـماً للجسد كلـه. ومـا زالت هناك الـماديـة والتى هـى الإلـه السائد بين البشر وتركـوا الله فحق ما قاله السيد الرب عن علامات الأزمنـة عن أن البشر عند إقتراب الـمنتهـى “يـمقت بعضهم بعضـاً ويقوم أنبيـاء كثيـرون ويضلّون كثيـريـن ولكثـرة الإثـم تبـرُد الـمحبـة من الكثيـريـن”(متى10:24-12).

 اكرام: قبل اتخاذ اي قرار كبيرا كان ام صغيرا التجيء الى قلب يسوع واطلب منه العون والانوار
نافذة: يا قلب يسوع هيكل الله المقدس ارحمنا

اليوم الثالث – الخميس 3 يونيو: تكريم قلب يسوع

منذ عهد البابا لاون الثالث عشر (1878-1903) وحتى اليوم، يحثّ باباوات الكنيسة، العالم الكاثوليكي على تقديم الإكرام والتعويض اللائق لقلب يسوع الأقدس وضرورة التأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحــو البشر، وضرورة ممارسة الرياضات والإكرامات الضرورية لنمو الحياة الروحية للوصول للقداسة التي يطلبهـا الله منا. فقد أصدر كل من البابا بيوس العاشر ، والبابا بيوس الثانى عشر والبابا بولس السادس، والبابا يوحنا بولس الثاني العديد من الرسائل الباباوية لحث كل المؤمنين أن يكون حب يسوع ماثلاً دائماً أمامهم وأن نضع حب الله فوق أي

إهتمامات أخرى دنيوية.

وفي 11 يونيو عام 1899 أعلن البابا لاون الثالث عشر ضرورة تكريس كل المؤمنين أنفسهم  

لقلب يسوع الأقدس وقال: “ها إنه اليوم مقدَّمَة لنا راية اخرى إلهية بها رجانا ألا وهي قلب يسوع الأقدس الساطع في وسط اللهيب والمرتفع فوق الصليب فلنضع به ثقتنا”.

إذن الكنيسة تحثّنا في شهر قلب يسوع على تقديم:                                         صلوات إكرام (مسبحة قلب يسوع وطلبته، وصلوات متفرّقة)
 – صلوات تعويضية                                                                            – – تأمل بعظائم قلب يسوع وعجائب عطفه وحنانه نحو البشر
– ممارسة رياضات (تساعيات، رياضة التسع مناولات، رياضة ال 33 يوم قبل التكرّس الكامل ليسوع)
– التكرّس لقلب يسوع الأقدس
– زيارات متواترة للقربان الأقدس
– نشر عبادة قلب يسوع

إن عبادة، أو تكريم الرب في شهر قلب يسوع ما هي إلا رياضة دينية موضوعهـا هو قلب يسوع المشتعل حبًّا للبشر والـُمهان من هؤلاء البشر. ولا يمكن القول أنّ موضوع هذه العبادة هو هذا القلب باعتباره منفصلاً عن أقنوم الكلمة المتجسد، ولا انها توجّه فقط لهذا القلب دون باقيى ناسوت السيد المسيح، ولا انها توجّه إلى الجزء المادي من جسم المسيح المعروف بإسم القلب، ولكن إنما توجّه إلى الشيء المرموز بالقلب وهو حُبّ يسوع نحو البشر، أليس هو القائل لنا “تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب” (متى 29:11).

 ان العبادة لهذا القلب بإعتبار انه رمز لحب يسوع نحو البشر هو ضرورة لذا قال بولس الرسول: “إن كان أحد لا يحب ربنا يسوع الـمسيح فليكن مُبسلاً”(1كورنثوس22:16). وهـى أيضاً إستجابـة لدعوة الحب التى يقدمهـا قلب يسوع الـمخلّص لنـا فهـو الذى أحبنـا دائـما:”لكن الله لكونـه غنيـّاً

بالرحـمة ومن أجل كثـرة مـحبتـه التى أحبّنـا بهـا”(افسس4:2).

 وبالتأمل فى حب يسوع لنا يضرم فى قلبنا لهيب الـمحبة نحوه ويجعلنا نهتف مع الرسول:”فمن

يفصلنا عن محبة الـمسيح أشدة أم ضيق أم جوع أم عريّ أم خطر أم إضطهاد أم سيف..فاني لواثق بأنه لاموت ولا حياة ولا ملائكة ولا رئاسات ولا قوات ولا أشياء حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خلق آخر يقدر ان يفصنا عن محبة الله التى هى فى الـمسيح يسوع ربنا”(رومية35:8-29).

 اكرام : حاول ان تكون في حياتك وفي كلامك وفي تصرفك تلميذا ً حقيقيا ً و مبشرا ً اصيلا ً

لمحبة قلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أملك علينا. يا قلب يسوع الأقدس ليأت ملكوتك

اليوم الرابع- الجمعة 4 يونيو: ما معنى عبادة قلب يسوع؟

حينما نذكر قلب يسوع في هذا الشهر، فإننا نذكر محبَتَه الكبيرة لنا طوال العصور، فالقلب

الرحيم والمتواضع هو مركز المحبة وهذه المحبة، تظهر عظمةَ الحب الإلهي للجنس البشري

إنّ هذا الحب هو يســــوع بالذات ـ الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس ـ أنْ يتجسّدَ من العذراء مريم ، وبتواضعه أصبح واحداً منا فوُلِدَ من أجلِنا ليرسِمَ لنا طريقَ الله ،  فهو الطريق والحق والحياة  (يو 6:14) ، بل والحياة الأفضل .

ولِدَ في مغارة بيت لحم ليعلِّمَنا عَظَمَةَ التواضع، وغِنى الفقر، وبساطةَ الحياة وروح الطفولة

البريئة، التي تقود إلى السماء.   

وقَبْلَ موتِهِ وقيامتِهِ رسم لنا سرَّ الافخــــارستيا المقدس ليغذينا بسر تواضــعه من جسدِه ودمِه.
وبحبُّه اللامتنـــاهي أرسل لنا الروح المعزّي (روحه المتواضعة) وروح أبيه القدوس، ليكون معنا ويشجعنا ويقوينـــا في هذه الحياة الفانـــــية لنواصلَ رسالةَ المحبة التي زرعها في قلوبِ عِبادِه المتواضعين.

نعم، هكذا أحبَّ يسوع البشر، أحبَّهم محبةً لا توصف، ويوحنا الإنجيلي يقول:”مــــا مِنْ حُبٍّ أعظمُ من هذا، أنْ يبذُلَ الإنسان نفسَه عن أحبائه (يو 13:15)  
فقد أحبَّ والدَيه مريم ويوسف وخضعَ بتواضع لهما في الناصرة، كما سار في طريق الجليل وأورشليم مُعْلِناً ملكوت الله فشفى المرضى وأقام الموتى وطهّر البُرص وفتح أعين العميان، فكان السامريُّ الصالح ، وكان الأبُ الرحوم وأشفق على الجموع، وبــارك الأطفال، وغفر خطـــــايا المجدلية، وقَبِلَ زكّا والعشّار، وسقى السامريةَ ماء الحياة.
وعلّم الشعب بأمثالٍ كثيرة……. ومحبتُه هذه جعلته يختار أضعفَ الناس وأبسطَهم ليكونوا له رسلاً يُعلنون البشارة الإنجيلية في أقاصي المسكونة لكي يَخلُص جميع الناس على يدِه (مر 16:16).  
فكم هو حَريٌّ بنا ونحن في هذا الشهر المقدس أن ندرك معنى الوداعة التي اتصف بها يسوع وعظمة التواضع المقدس الذي امتلك قلب يسوع

فعلينا بالتأمل والصلاة للروح القدس بتواضـــع ليمنحنا نعمة إدراك المحبة التي بها أحبنا الله ، ونواصل نشر رسالة المحبة، والتواضع بين البشر الذين نعيش معهم .

فنتساءل ماهية الصفة الأساسية والمهمة أذاً التي ينبغي أن نتعلمها من الرب يسوع المسيح في

هذا الشهر المبارك؟

أنا مُتأكّد أن الكثير منكم سيقول المحبّة – هذا المفهوم صحيح بالطبع، فهو أحبنا حقاً إلى أقصى الحدود. آخرون سيقولون الخدمة بصبر- وهذا أيضا صحيح، وليس خطأً.

كثيرا ما نتكلم عن الفضـــائل بل ونكتب مجلدات عنها، ولكـــن هي بعيدة كل البعد عن حياتنــا ومعيشتنــا اليوميــة، فلا يوجد إنســان أن كان رجلٍ أو امرأة في العــالم كان قادراً على تجسيد النعمة التي يعيشها، كما فعل الرب يسوع، حتّى آخر نفسٍ له.
بالرغم من أهمية كل ما ذُكِر عن صفات لدى الرب يســوع، لكن هذه الصفات ليست ما قصــده يسوع عندما وصف نفسه مرة واحدة في الكتــــاب المقدّس بقوله:تعلموا مني، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ(متى 11: 29) يمكن استخلاصها من قلبه الوديع المتواضع: أنه غير متكبر. وبالنسبة لشهادة الرب يسوع، تلك الصفة هي تواضعه الذي علينا تطبيقها في حياتنا.

اكرام: كم يختلف قلب الإنسان عن قلب يسوع الحبيب، فهو مثال اللطف والرحمة والوداعة فحاول في هذا الشهر ان تكتم الغضب والتشكي والتذمر، وأن تحتمل أدنى هفوة لا بل أدنى كلمة مضادة لك واصفح عن اي احتداد منك.

نافذة: يا يسوع أجعل قلبنا مثل قلبك تماما

اليوم الخامس – السبت 5 يونيو: تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس

إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او

نجوم السماء كانت اكثر عددآ وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال

خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.

ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات”. وقال لها ايضآ: “ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الإلهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين

لقلب يسوع الأقدس.

اكرام: لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

نافذة: يا قلب يسوع آتون المحبة المتأجج اشعل قلبنا بنار محبتك

اليوم السادس- الأحد 6 يونيو: نسيان البشر لإحسانات قلب يسوع الأقدس

ترى كم من الأهانات الشنيعة والاحتقارات الفظيعة إحتملها القلب الإلهي منذ قرون كثيرة وسوف

يحتملها إلى منتهى الأجيال من المؤمنين وغير المؤمنين، ومع هذا كله فقد شاء يسوع ان تحل فينا كلمة الله ويدخل بيننا نحن البشر.

هذه الصرخـة التى قيلت فى القديم على لسان ارميا النبي لشعب العهد” إن شعبـي قـد نسيـني أيـامـاً بلا عـدد” (ارميا 32:2)، يقولهـا الرب لنـا نحن أبناء العهد الجديد، أخوة يسوع. يقولـها فى حب وعتاب يقطر ألـماً:” أنى بسطت يدي النهار كله نحو شعب عاص. دعوتُ ولم تجيبوا.

وتكلّمتُ ولـم تسمعوا”(اش2:65).

يقولهـا رب الجنود لـي ولك، أنـا الإنسان صديقـه وأليفـه وأنيسـه ومعى كانت تحلو العِشرة كـما صرخ داود النبي (مز14:54-15).

فكيف ننسى الرب؟ فلنتـأمـل فـى كلمات الكتاب الـمقدس لنعرف متى وكيف ننسى الرب:

1. فـى مثل العشر البرص لـم يسبّح الله إلاّ واحـد 

نقرأ فـى انجيل لوقـا أن السيد الـمسيح قد شفى عشرة برص جاءوا إليـه صارخين “فلما رأى واحد

منهم انـه قد برئ رجع وجعل يمجد الله بأعلى صوته وسجد على قدميـه يشكره وكان سامريـا فقال يسوع أليس العشرة قد برئوا فأين التسعة؟. أما كان فيهم من يرجع ويُمجّد الله سوى هذا الغريب؟”(لوقا15:17).

ونحن أما كان فينـا من يرجع ويمجد الله الذى صنع فى كل لحظة من حياتنـا عطايا عجيبة؟.

عندما تنتابنـا الـمحن والشدائد نهرع الى الله وعندما تأتى النجدة ننسى من أين جاءت ولهذا صدق

قول الرب فينا: “لـما رَعَوا شبعوا وإرتفعت قلوبهم لذلك نسونـي”(هوشع6:23).

2. فـى مثال الغنى الجاهـل الذى إتكل على ما فى خزائنـه

فـى هذا الـمثال نجد أن الغنى قال:”يا نفسي لك أرزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة فإستريحي وكُلي وإشربـي وتنعـّمي”(لوقا18:12)، فجاء الصوت قائلاً لـه:”يـا جاهـل لـمن أعددتَ كل هذا؟”. لقد نسى هذا الغنـي أنـه بشر وأن هناك إلـه، فلـمن أعدّ كل هـذا؟.

“فـمتى أكلت وشبعت تُبارك الرب إلهـك لأجل الأرض الجيّدة التى أعطاك إحتـرز أن تنسى الرب إلهـك ولا تحفظ وصايـاه وأحكامـه وفـرائضـه”(تثنية10:8).

3. عندمـا نقول قـول “الجـاهـل فـى قلبـه أنـه ليس إلـه” (مزمور2:52). ونعيش لا نؤمـن بوجود خالق للحيـاة أو نحاول أن نفلسف وجودنـا ونتبع نظريات الإلحـاد والوجوديـة والطبيعـة وغيـرهـا. وننسى قول الـمرّنم: “اسأل البهائم فتعلّمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلّمك ويحدثك سمك البحر من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا”. ولهذا يقول يشوع ابن سيراخ لنـا:”لا تطلب ما يُعييك نَيلـه ولا تبحث عـمّا يتجاوز قُدرتك لكن ما أمرك اللـه بـه فيـه تأمـّل ولا ترغب فـى إستقصاء أعـمالـه الكثيرة فإنـه لا حاجـة لك أن ترى الـمُغيبات بعينيك”(يشوع بن

سيراخ22:3-24).

4. عندمـا نسمع الكلـمة ولا نعـمل بهـا يقول الرب يسوع لنـا:”أنتم أحبائـي أطلعتكم على كل مـا سمعت من أبـي” (يوحنا15:15)، ولكن يقول الرسول يعقوب:”إن كان أحد سامعاً للكلـمة وليس عاملاً فذاك يشبـه رجلاً ناظراً وجـه خلقتـه فى مرآة فـإنـه نظر ذاتـه ومضى وللوقت نسى مـا هـو”(يعقوب23:1). والآن هـل يصدق فينـا قول اشعيا النبي: “لقد صارت لكم رؤيـة الكل مثل كلام السِفـر الـمختوم الذى يدفعونـه لعارف الكتابـة ويُقال لـه اقرأ فيقول لا أستطيع لأنـه مختوم أو

يُدفع الكتاب لـمن لا يعرف الكتابـة ويُقال لـه إقرأ فيقول لا أعرف الكتابـة”(اشعيا11:29-12).

ونحن الذين سمعنـا وقرأنـا وتعلـمـنا ..ماذا تبقـى؟

5. عندمـا نعبد آلهـة أخرى فيقول الرب على لسان ارميا النبي:”انذهلي أيتها السماوات وإقشعرّي

وإنتفضي جداً يقول الرب فإن شعبي صنع شرّين تركونـي أنـا ينبوع الـمياه الحيـّة وإحتفروا لهم آبـاراً أباراً مشققـة لا تـمسك الـماء”(ارميا12:2-13). تركنـا الرب وصنعنـا لأنفسنا آلهـة أخرى كالـمال والعالـم وصداقتـه والـمجد الزائـل، وبخّرنـا للبعْل وسِرنـا وراء تلك الآلهـة التى دفعتنـا بعيداً عن رب الأرباب. ومن العجيب أننـا أحيانـا كثيرة نعود ونقف أمام الله فـى الكنيسة ونصرخ ونطلب،ولكن يقـول الرب على لسان ارميا النبي:”أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبـا وتبخّرون للبعـل وتسيرون وراء آلهـة أخرى لـم تعرفوهـا ثم تأتون وتقفون أمامي فـى هذا البيت الذى دُعي بإسمي عليـه”(ارميا9:7-10).

غريب أمر تلك السامريـة التى عندما علمت من هو الرب أسرعت تقول لـه “أعطني من هذا الـماء لكيلا أعطش”(يوحنا15:4). الرب يسوع ينبوع الـمياه الحيـّة القائل لنـا:”إن عطش أحد فليقبـل إلـيّ ويشرب”(يوحنا37:7) ولهذا فـمن يرغب أن يعود إلـى البئر ويُدلـي بالدلو مراراً وتكراراً لعلـه يجد قطرة مـاء..قطرة من هذا الـماء الـمُحيي، فلنقبـل إليـه ولا ننسى أنـه “ينبوع الـمياه الحيّ”.

6. عندمـا لا نتبع وصايـا الله فيقول البعض أن الشرائع والطقوس والوصايـا هـى إضاعـة للوقت

وكـم أضعنـا العـمر فـى طاعتهـا. وصيّـة واحدة لـم يملك الإنسان أن ينفذهـا فـما بالنـا بهذا الفيض من الوصايـا والقوانين والتشريعات، ولهذا نجد البعض قد أشعل فـى تلك الوصايا وما تبقى منهـا ينفذ بلا روح.وهنـا يصدق عليهـم ما جاء على لسان ملاخي النبي:”أقوالكم إشتدت عليّ قال الرب وقلتم ماذا قلنا عليك، قلتم عبادة اللـه باطلة وما الـمنفعـة من أننا حفظنـا شعائره وأننا سلكنـا بالخزي قدام رب الجنود”(ملاخى13:3-14). 

وفـى هذا نجد رد الرب الإلـه على لسان اشعيـا النبي قائلاً:”فقال السيّد لأن هذا الشعب قد اقتـرب إلـيّ بـفـمه وأكرمـني بشفتيـهِ وأمـّا قلبـه فأبعده عنـيّ وصارت مـخافتهـم منّي وصيـّة الناس مُـعلّـمةً”(اشعيا13:29). ولهذا يقول القديس بولس: “فـماذا نقـول؟. هل الناموس خطيّة. حاشا. بل لـم أعرف الخطيّة إلاّ بالناموس. فإنّني لـم أعرف الشهوة لو لـم يقُل الناموس لا

تشتـه”ِ(رومية7:7).ويقول أيضاً:”إذّاً الناموس مقدس والوصيـّة مقدسة وعادلـة وصالـحة”

( رو12:7)، وأيضاً يقول: “فأنـا إذن بالروح عبد لناموس الله وبالجسد عبد لناموس الخطيّة”(رو25:7). فلـماذا ننظر للوصـايـا كأنهـا سيف حــاد؟

هـل ننسى قول الرسول بولس لنـا:”أمـّا أنتم فلستم فـى الجسد بل فـى الروح إن كان روح الله ساكنـاً فيكم”(رومية9:8) و “لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبنـاء الله. إذ لـم تأخذوا روح العبوديـة أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبنّي الذى به نصرخ يا أبـّا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنـا أنّنـا أولاد الله. فإن كنـّا أولاداّ فإننـا ورثـة الله ووارثون مع الـمسيح. إن كنـّا نتألـم معـه لكي نتمجّد أيضاً معـه”(رومية 14:8-17). لهذا لا يمكن أن نقل وداعـاً للوصايـا، أو حتى لا ننفذهـا، أو ننفذهـا بفتور وعن غيـر إيـمان، بل يجب أن يكون إقتناعنـا كامـل بضروريتهـا ولا ننسى مطلقـاً بأننـا أبنـاء الله.

إن إبتعادنـا عن الوصايـا يدعنـا فـى ظلام كـما يقول لنا الوحي الإلهي على لسان اشعيا النبي:”من

أجل ذلك إبتعد الحق عنّـا ولـم يدركنـا العدل. ننتظر نُـوراً فإذ ظلام.ضيـاء فنسير فى ظلام دامس.

نتلّمس الحائط كعُـمي وكالذى بلا أعين نتحسس”(اش9:59-10).

فيجب أن نحب الله محبـة تفوق كل وصف “فنحن نحبـه لأنـه أحبنـا أولاً”(1يوحنا19:4) ولهذا

يدعونـا يوحنـا الرسول قائلاً:”فبهذا نعلم أنـّا نحب أبنـاء الله بأن نكون محبيـن للـه وعاملين بوصايـاه

لأن هذه هـى محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست بثقيلة”(1يوحنا2:5-4).

ويذكـر لنـا سفر الأمثال: “يا إبنـي لا تنسى شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي”(أمثال1:3).

لا يـمكن أن نحصى كم من الـمرّات ننسى فيهـا الرب..

– ننسـاه إذ فعلنـا الخطيئة لأن “الخطيئة إنـما هـى مخالفـة الشريعـة”(يعقوب4:3).

– ننساه إذا لـم نعـمل مشيئـته كهذا العبد الكسول الذى أكل وشرب وسكر وهو يقول “إن سيّدي يُبطئ فـى قدومـه”(لوقا45:12-46).

– ننساه إذا لـم نحبـه فـى القريب كـما يقول لنا يوحنا الرسول:”من يحب أخاه يثبت فـى النور وليس فيـه عثرة وأمـّا من يبغض أخـاه فهو فى الظلـمة وفـى الظلـمة يسلم ولا يعلم أين يـمضى لأن الظلـمة قد أعـمت عينيـه”(1يوحنا10:2).

– ننساه فـى أحزاننـا على الرغـم من قول يعقوب الرسول لنا:”احسبوه كل فرح يا إخوتـي حينما تقعون فـى تجارب متنوعـة عالـمين ان إمتحان إيـمانكم يُنشئ صبـراً”(يعقوب2:1-3).

– ننساه فـى أفراحنـا ولا ندعوه إلـى عُرسنـا كـما دُعـى هـو إلـى عُرس قانـا الجليـل(يوحنا2:2)، ولا نباركـه مرنـمّين “باركي يانفسي الرب ولا تنسي كل حسناتـه”(مزمزر2:102).

– ننساه عندمـا لا تُثـمر أعـمالنـا فنشابـه الشياطين الذين يؤمنون بالله ولا يعـملون أعمالـه “أنت

تؤمن أن الله واحد. حسنُ تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تحب أن تعلم أيهـا الإنسان الباطل الرأي أنَّ الإيـمان بدون أعـمال ميّت”(يعقوب19:2-20).

– ننساه كما فعل آدم فـى القديـم فنسى الوصيّة وسقط فـى خطيئة الكبـرياء.

– ننساه كـما فعل داود الـملك عندما عاش فـى الرفاهيـة ولـم يمنع عينيه من النظر الى إمرأة أوريـا الحثيّ وهكذا سقط هذا البناء الكبيـر وسقط النبي العظيم لأنـه نسى الرب.

– ننساه كـما فعل شمشون الجبـّار عندما كسر نذره وأسلم قيادتـه لإمرأة فضاعت قوتـه وجـّر الطاحون كالحيـوان.

– ننساه كـما نسيه سليمان الحكيم الذى أخذ الحِكمة من الله مباشرة،عندما سمح ببناء معابد لآلهـة نساءه وجاملهم وبخّر للآلهـة الأخرى خلاف الله فسقط هذا الحكيـم.

– ننساه كـما فعل الشعب العبـرانـي فـى القديم “نسوا الله مخلصهـم الذى صنع العظائـم فـى

مصر”(مزمور21:105) على الرغم ان الله قد “خلّصهـم من يد الـُمبغض وإفتداهم من يد العدو”(مزمور10:105).

– ننساه كـما فعل بطرس عندما هرب من وجـه الجنود ولـم يقوى أن يتحمل الألـم ويعلن أنـه من أتباع هذا الـمعلّم فسقط وأنكر سيـّده.

هكذا يقول الرب لنـا اليوم على لسان ارميا النبي: “قفـوا على الطرق وأنظروا وإسألوا عن السُبل القديـمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيـه فتجدوا راحـة لنفوسكم”(ارميا16:6).

لهذا فالرب يريدنـا أن نحيـا نحن وذريـتنـا فنتذّكره دومـاً ولا ننساه ومن أجل هذا أوصانـا قائلاً:” “بأن تُحب الرب إلهك وتُطيع أمره وتتشبث بـه لأن بـه حياتك وطول أيامك” (تث 20:30)، وكانت هـى أيضاً وصيـّة الرب يسوع لنـا ” أحبب الرب إلهـك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتـك وكل ذهنك

وقريبك كنفسك”(لوقا27:10).

اكرام: تحمل اخطاء الاخرين بوداعة وتواضع ليتحملك الآخرون بحب المسيح
نافذة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب اجعل قلبي شبيها بقلبك الاقدس

اليوم السابع- الأثنين 7 يونيو: الوعد الكبير

ما هو الوعد الكبير ؟

هو الوعد الثاني عشر الذي أعطانا الرب يسوع من خلال القدّيسة مارغريت ماري ألاكوك رسولة قلبه الأقدس: إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيء سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر مدّة تسعة اشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، ويكون لهم قلبي ملجأ أميناً في تلك الساعة الأخيرة .

شرح الوعد الكبير

حين تراءى الرب يسوع للقديسة مارغريت ماري ألاكوك، فاه بتلك الكلمة أعدكِ وهو يبتغي إفهامنا أنه لما كان موضوع الكلام نعمة خارقة العادة، فقد شاء أن يُلزِم نفسه على شرف كلامه الإلهي، الكلام الذي قال عنه في الإنجيل: “السماء والأرض تزولان، وكلامي لا يزول” وأضاف على الفور: في فرطِ رحمة قلبي، كي يُفهمنا أنّ المسألة هنا ليست مسألة وعد عادي هو ثمرة رحمته الاعتيادية، بل مسألة وعد جدّ عظيم، بحيث لا يمكن صدوره إلّا من فرط رحمةٍ لا حدّ لها.

فكأنه أراد أن يقول لنا: “أيتها النفوس المفتديات بدمي، الوعد الذي أعدكنّ به، عظيم للغاية، حتى أن كنوز رحمتي تكاد تنفد معه. فعليكم أن تنتفعوا به.

ولكي نكون على يقين تام من أنه سيُنجز وعده على كل حال، فهو يستند إلى حبّه القادر على كل شيء، إلى الحبّ الذي يستطيع كل شيء، مراعاة للمتّكلين عليه.

ومعنى ذلك، أنّ جميع الحِيَل التي ينصبها إبليس لإبعاد النفس الواثقة بمحبّته عنه، إنما يُبطلها

هو إبطالًا، معينًا تلك النفس أن تعيش عيشة مسيحية، وتعمل بموجب نعمته، لئلا يدركها الهلاك

الأبدي.

ولما قال أنه سيمنح نعمة التوبة الأخيرة، أراد بقوله الحاسم، تلك النعمة الأخيرة الموقوف عليها الخلاص الأبدي – وهي أعظم التعم وأفضلها – ويُثبتها بقوله: لن يموتوا في نقمتي أي سيفوزون دون شك، بسعادة الفردوس.

أما ما وعد به الرب يسوع، من “أنهم لن يموتوا بدون قبول الأسرار المقدّسة” فلا ينبغي أن يُفهم الوعد على معناه المطلق، بل الإضافي لا غير. أي متى كان المحتضر في حال الخطيئة المميتة، سهّل له الحصول على المغفرة بالاعتراف الجيّد. وإن حُلرم النطق بسبب داء مفاجئ، أو تعذّر عليه قبول الأسرار لأي سبب كان، تعرف حينها قدرته الإلهية كيف تساعده على إنشاء فعل الندامة الكاملة، فتعيد إليه صداقته. إذ يكون قلبه الأقدس لكل من تناول أول تسع جمع من الشهر، ملجأً أمينًا في تلك الساعة الأخيرة.

شروط الوعد الكبير للحصول على الغاية من الوعد الكبير وهي الفردوس حدّد الرب أربعة شروط،

وهي كالآتي:

1) أن يُتناول تسع مرّات – من كانت تناولاته أقل من تسعة، فقد أخلّ أحد الشروط وعليه أن يبدأ من جديد.

2) أوّل جمعة من الشهر – لا بد أن نتناول في أول جمعة من الشهر. إن تناولنا في يوم آخر

من الأسبوع، يوم الأحد مثلًا أو يوم جمعة ليس أول جمعة من الشهر، لا تخوّلنا هذه المناولات

الحقّ في الوعد الكبير.

حتى المرشد الروحي لا يستطيع إبدال اليوم، وإن أبدله، فلا يكون للإبدال قيمة. الكنيسة لم تعطِ أحدًا هذا السطان. حتى المرضى أنفسهم لا يُعفوا من مراعاة هذا الشرط.

3) مدّة تسعة أشهر متوالية – هذا الشرط الثالث يفرض أن نتناول التسعة تناولات في أول جمعة من تسع أشهر متتابعة، بحيث لا يكون انقطاع. فإذا تناول أحد خمسة تناولات مثلًا أو ستّة، ثم أهمل التناول شهرًا واحدًا، ولو اضطرارًا – إمّا لعدم إمكانه، أو لنسيان منه – لم يرتكب أدنى خطأ، ولكن عليه أن يعيد رياضته من البدء.

أمّا التناولات التي تناولها، فلا يجوز، ولو مقدّسة ذات استحقاق، أن تدخل في عداد التناولات

السابقة.

4) بالاستعداد الواجب – يتحقّق هذا الاستعداد، متى تناولنا في حال النعمة. أمّا من تناول ولو مرّة واحدة مع علمه بأنه في حال الخطيئة المميتة، فلا يضمن لنفسه السماء، بل يستوجب أشدّ العقوبات، لأنه يسيء استعمال الرحمة الإلهية.

من المستحسن تكرير النية كل مرة: أن نتناول هذه التناولات، لاجتناء ثمرة الوعد الكبير. وأن نُعوّض قلب يسوع من كفران الناس بجميله، وإهمالهم إياه في سرّ الحبّ هذا.

اكرام: اذا كانت الكنيسة قد ولدت من الجنب المطعون فهل تشعر بذلك ؟ وهل تقدر ذلك ؟ وهل

تشترك بإنعاش خورنتك وهي جزء من كنيسة المسيح ؟
نافذة :يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا

اليوم الثامن – الثلاثاء 8 يونيو: كيفية التجائنا إلى قلب يسوع الأقدس[11]

ان إلتجائنا إلى قلب يسوع الأقدس هو من اخص واجبات المتعبدين له الذين يريدون ان يحسنوا

عبادته، لأن هذه العباده هي طريق السماء، وهذا الطريق وعرة وليس في إستطاعة الانسان ان يسير فيها ويدخل ملكوت الله بدون ان تقوده ذراع الرب القديرة على كل شيء. فاذا اردنا إذن الألتجاء إلى قلب يسوع الأقدس فليكن إلتجاءنا هذا اولاً بروح تواضع، ومعنى ذلك ان نتجنب كبرياء الفريسي في صلاتنا إلى قلب يسوع ونقرع باب رحلته بتواضع العشار، لانه جل إسمه لا يفيض نعمته إلى على المتواضعين العارفين سوء حالهم والمقرين بشرورهم الخفية والضاهرة فبالتواضع خلص القديسون وتمجدوا، وبالكبرياء هلك الهالكون وتدهوروا.

اكرام: فكر عند اتخاذك اي قرار : هل يقبل الله به ام لا ؟
نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض                              

                              
اليوم التاسع – الأربعاء 9 يونيو: ان قلب يسوع الأقدس دواء ناجح لجميع أمراض النفس أياً كانت

ان شرورآ من داخل رذائلنا، وشرورآ من الخارج من قبل الخلائق تبعدنا عن الله وعن محبته وعبادته، فلذلك يدعونا قلب يسوع الأقدس ليخلصنا من شرورنا كافة ويعيد إلينا برارتنا الأولى. ففي عبادة قلب يسوع الأقدس نجد دواءآ ناجحاً يشفي جميع امراضنا واسقامنا لأن قلب يسوع هو لجة حب لنا تفوق وسع البحار عظمة. وقد جاء إلى عالمنآ، اخذ جسدنا ومارس جميع الفضائل البشرية ليعالج رذائلنا ولاسيما محبة الخلائق الفاسدة والدنسة. فأن كنت يا هذا مصابآ بداء الكبرياء فادخل قلب يسوع لجة التواضع واسمعه يقول لك: “تعلم مني فأني وديع القلب. اني العظيم وحدي قد صرت مع ذلك وضيعآ وخادمآ للكل، فأن شئت ان تكون كبيرآ وأولأ كن خادمآ وعبدآ للجميع”

وان شعرت بداء الغضب لاهانة اصابتك، فهلم إلى يسوع وتعلم منه وداعة القلب فعليك في كل أمر وفي كل مكان ان تلجئ لهذا القلب، بحر الجودة والحب، فتجد فيه دواء ناحجآ لكل مرض فيك.

اكرام: تعلم صلاة التقدمة اليومية وحاول ان تتلوها يوميا
نافذة: يا قلب يسوع المستحق كل حمد وثناء ارحمنا

اليوم العاشر- الخميس 10 يونيو: مواعيد قلب يسوع الأقدس

إنّ عبادة قلب يسوع تعني عبادة حبّه اللامتناهي لنا. وتقوم بتخصيص أوّل يوم جمعة من كلّ

شهر للقلب الأقدس، بتناول القربان الأقدس وممارسة أعمال التقوى.

أمّا ثمرة هذه العبادة فقد لخّصها المخلّص نفسه في مواعيده للقدّيسة مرغريت ماري ألاكوك:

1. أهبهم النعمة اللازمة لحالتهم.
2. أضع السلام في عيالهم.
3. أعزّيهم في ضيقاتهم.
4. أكون ملجأهم الأمين في حياتهم وخاصّة في مماتهم.
5. أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.
6. يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة غير المتناهي.
7. تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.
8. ترتقي الأنفس الحارّة سريعًا إلى قِمّة الكمال.
9. أبارك البيوت التي تُعرض وتكرَّم فيها صورة قلبي الأقدس.
10. أمنح الإكليروس موهبة يليّنون بها القلوب الأشدّ صلابة.
11. من ينشر هذه العبادة، يكون اسمه مرسومًا في قلبي لا يُمحى منه أبدًا.
12. من يتناول أوّل جمعة من كلّ شهر، مدّة تسعة أشهر متوالية، فإنّ رحمة قلبي العظيمة تمنحُه نعمة التوبة الأخيرة فلا يموت في حال غضبي. لكنّه يقبل الأسرار المقدّسة ويكون له قلبي ملجأ أمينًا في الساعة الأخيرة.

اكرام: ان كنت متعلقا بامور تسبب لك الالم والمرارة والخيبة , فاعلم ان يسوع وحده هو الينبوع الذي يروي نفسك فيجعلها حديقة جميلة مزهرة . فكر وحاول ! نافذة :ياعطش الارواح ارنا محياك َ          قلبنا لن يرتاح الا بلقياك َ

اليوم الحادي عشر- الجمعة 11 يونيو: ان العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة

ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته. وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة، عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم.

وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً. ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض. فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا. فهذه طلبة لا يردها قط واياها خاصة عنى بقوله: “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، أقرعوا يُفتح لكم”.

اكرام: لنتجنب كل ما من شأنه ان يشكك القريب بالقول او بالفعل
نافذة: الرب راعي َّ فلا يعوزني شيء 

اليوم الثاني عشر – السبت 12 يونيو: فحص الحياة اليومي

عندما يقترب النهار من نهايته، وتنسحب انوار الشمس وراء الافق ليحل الظلام محلها، فنعود الى بيوتنا طلبا للراحة بعد يوم طويل من العمل والجهد، ولكي نسعد في عائلاتنا ومع اعز الناس الى قلوبنا، لابد ان نسترجع في داخلنا وبنظرة سريعة ما فعلناه، وما حققناه في ذلك اليوم من الارباح والخسائر بمختلف المعاني والمستويات: المادية منها والمعنوية. اما المادية فهي من الامور الضرورية التي لابد منها من اجل العيش الكريم، والتي يحثنا الرب عليها من اجل احب الناس الينا.

واما المعنوية او الادبية وبالاحرى الروحية فهي عن مدى تطابق اعمالنا وتصرفاتنا خلال ذلك اليوم مع رغبات قلب يسوع الاقدس طالما نحن قد خصصنا هذا الشهر لاكرام هذا القلب السامي الحب. ان القاعدة الذهبية في الحياة الروحية هي اننا عندما نريد ان نفحص حياتنا للتأكد من حسن سيرتنا، علينا ان نحلل ما في قلبنا: هل هو مطابق مع رغبات قلب يسوع ام لا؟ وهل هو بعيد وما مدى بعده؟ فنشكره في حالة قربنا منه ونحاول الاقتراب بالاكثر وفي حالة

ابتعادنا نقصد اصلاح الحال.

فحص الضمير على ضوء نور كلمة الله

1- الخطايا ضد محبة الله :

هل احب الرب من كل قلبي؟ هل هو أساس حياتي؟ هل عندي إيمان عميق بالله؟ هل عندي جحود من العناية الالهية؟ هل أنا مؤمن بمحبته رغم الصعوبات؟ هل احتقر ايماني بفكري او بحديثي او بمطالعتي الالحادية؟ هل غذيت ايماني بكلام الله وبتعليم الكنيسة؟ ما مدى ثبات إيماني؟ هل ألتجئ إلى العبادات الباطلة؟ هل انتمي إلى البدع ومنظمات سريّة؟ هل امارس السحر والعرافة والشعوذة والخرافات؟ هل اخللت بواجباتي الدينية عن حياء؟ هل قطعت الرجاء من رحمة الله؟ هل اتكلت على رحمة الله لا تمادى في الشر؟ هل اهملت صلواتي صباحاً ومساءً او صليتها بفتور مشتت الفكر؟ هل اخللت باحترام بيت الله والأشخاص المكرسين له؟ هل اقرأ الانجيل باستمرار، واستنير فيه بأقوالي واعمالي؟ هل حلفت صدقاً او حلفاً كاذباً؟ هل جدّفت؟ هل اهملت وفاء نذوري؟ هل اشتغلت ايام الاحاد والاعياد دون مسوًغ؟ هل كنت سبباً لغيري في عدم تقديس يوم الرب؟ هل تخلفت عن الاشتراك بالقداس ايام الأحاد والأعياد ؟ هل شاركت بالقداس بانتباه، وحضرته كاملاً؟ هل عندي لامبالاة دينية وكسل روحي ؟

2 – الخطايا ضد الآخرين :

هل قلّلت الإحترام او الطاعة لوالدي؟ هل اساعدهما، اخدمهما،احبهما؟ هل اعرضت عن مساعدتهما روحياً وماديا؟ هل اثق بهما؟ هل انا صادق معهما ؟ كيف ابني علاقتي مع اخوتي في المنزل؟ هل هنالك خصام ، غيرة ، تنافس ، عدم محبة، خلاف… بسبب الميراث او غير ذلك؟ نحن كأهل هل نعطي المثل الطيب لاولادنا، هل نتفهم اوضاعهم ونصغي اليهم ؟ هل نتذمر امامهم ؟ هل نتحلى بالصبر في علاقتنا بهم ؟ هل نعتني بتربيتهم من كل النواحي ؟ … هل انظر إلى الآخرين، إلى كل الناس كأنهم اخوة لي ابناء الله الأب الواحد؟ هل احترم الآخرين من كل قلبي ام لا ابالي بهم ؟ هل اشتهي الضرر لغيري ؟ هل قتلت احداً ؟ هل احترمت الحياة في الآخرين ؟ هل اجهضت ؟ هل اشتهيت الموت لنفسي او لغيري ؟ هل اتاجر بالمخدرات او اتعاطى ذلك ؟ هل سببت شكاً او كنت سبب عثرة للقريب باقوالي او اعمالي ؟ هل اكره احداً ؟ هل اشهر بصيت غيري وافتري على احد ، هل عندي نميمة او دينونة باطلة ؟ … هل أهزء بالآخرين؟ هل جرحت احداً باقوالي؟ هل ارى المسيح في كل مكان؟ هل توقفت على افكار مضادة للطهارة؟ هل سمحت لنفسي بشهوة ، نظر ، كلام ، او عمل ضد الطهارة ؟ وحدي او مع غيري ؟ هل قمت بواجبات الزواج حسب ارادة الله ؟ هل تجنبت اسباب الخطيئة (مطالعات ، مشاهد ، عشرة رديئة ) ؟ … هل للقريب في ذمتي حق ؟ هل آخذ اموالاً او اغراضاً لا حق لي فيها ؟ هل رددت المسلوب وعوضت عن الضرر؟ هل آحذ ربحاً غير مشروع؟ هل عندي تبذير؟ اذا كنت رب عمل هل اظلم العامل بالاجر الذي اعطيه؟ اكنت عاملاً هل اعمل بدقة وامانة وحب واتقان ؟ هل اساعد المحتاجين مادياً ومعنوياً ؟ هل عندي غش في عملي، في الإمتحانات …؟ هل عندي تزوير؟ تملق؟ هل اشهد بالزور؟ هل كذبت؟ هل تكلمت بحق القريب؟ هل اتهمت باطلاً؟ هل عندي مديح كاذب ؟ اذا اراد احد أن يتصالح معي ، فهل أنا مستعد أن اسامحه واغفر له ؟ هل اتعاطى المقامرة ؟ السكر؟

3 – الخطايا ضد الذات :

هل اعمل من اجل راحتي الشخصية فقط؟ هل أنا متكبّر؟ أناني؟ غضوب ؟ شتام ؟ هل اتيت عملاً عن بخل ؟ عن حسد ، عن شراهة ، عن كسل ، او سعياً للظهور ؟ هل حاربت عاداتي القبيحة ؟ كيف أقوم بمسؤولياتي في البيت والعمل والكنيسة والوطن ؟ كيف استعمل مواهبي ، وقتي وصحتي ؟

اكرام: لنقرأ بانتباه وتركيز كلام الله ولنتأمل به
نافذة: يا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم ارحمنا

اليوم الثالث عشر- الأحد 13 يونيو: ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق

إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ

في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ. ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً ، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة”.

على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق. فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم: “من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر”.فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ. فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه.  إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله.

اكرام: لنحث الاخوة على التقرب من القربان الاقدس في هذا الشهر المبارك
نافذة : المجد والشكر في كل آن ليسوع في سر القربان

اليوم الرابع عشر- الإثنين 14 يونيو: القداسة دعوتنا

لقد احب يسوع كنيسته وبذل نفسه من اجلها، ليقدسها وغمرها بمواهب الروح القدس، لذا

فالجميع في الكنيسة مدعوون الى القداسة. ان الرب يسوع معلمنا الالهي هو مثال كل كمال وقداسة، وقد حثنا ودعانا الى القداسة بقوله: “كونوا كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل”. واعطانا كل الوسائط للسير في درب القداسة فبالمعموذية اصبحنا ابناء الله وبالميرون تكرسنا هياكل مقدسة للروح القدس، وبالافخارستيا اتحدنا بمصدر القداسة، وهكذا بالاسرار الاخرى، وما علينا الا ان نزيد من هذه القداسة بحياتنا وممارساتنا فتثمر ثمار الروح التي يذكر بعضها بولس الرسول بقوله: “اما ثمار الروح فهي: المحبة والفرح والسلام وطول الاناة واللطف ودماثة الاخلاق والامانة والوداعة والعفاف”.

فواضح اذا ان الدعوة الى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجهة الينا جميعا، الى المؤمنين بالمسيح كافة ايا كانت حالهم وايا كان نهج حياتهم. وان هذه القداسة تسهم حتى في المجتمع الارضي في ان تزيد اوضاع الوجود انسانية، فعلينا ان نسعى بكل قوانا للحصول على

هذا الكمال فتشع قداسة شعب الله عن ثمار واسعة في الكنيسة وفي المجتمع.من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة الله هي قداستنا. أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة. وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.

اكرام: لنشكر الرب على جميع خيراته نحونا
نافذة : يا قلب يسوع العزة غير المتناهية ارحمنا

                           
اليوم الخامس عشر- الثلاثاء 15 يونيو: على خطى يسوع

يذكر لنا الانجيليون بكلمات مقتضبة دعوة يسوع لتلاميذه الاولين: رأى اخوين صيادين بطرس واندراوس على شاطيء بحر الجليل يلقيان الشبكة فقال لهما: “اتبعاني فاجعلكما صيادي الناس. فتركا الشباك وتبعاه. واخوين آخرين يعملان في المهنة ذاتها هما يعقوب ويوحنا ابني زبدى فدعاهما ايضا فتركا اباهما والأجراء الذين كانوا يعلمون عندهم وتبعاه. وهكذا وبطريقة مماثلة دعا فيليبس وتثنائيل ومتى بينما كان يعمل على مائدة الجباية فأدى كل منهم الرسالة التي ارادها منه المعلم حتى النهاية وحتى بذل الذات.

وعلى مر الزمان تستمر دعوة يسوع لان رسالته عبر كنيسته. انه يدعونا للخدمة حسب الموهبة التي يعطيها لنا. فان كنا نحب يسوع علينا ان نلبي دعوته ونؤدي الخدمة التي يطلبها منَّا: التعليم او الترتيل او التأليف او مساعدة الكاهن في الخورنة.

ثم انه يدعو الابوين المسيحيين لان يكملا الرسالة الابوية في العائلة من خلال المثال الصالح

والتوجيه الحسن والكلمة الخيرة. انه يريدنا ان نكون كالخميرة في العجين وكالملح في الارض

وكالنور على المنارة.

اكرام: اذا داهمنا الضيق والالم فلننظر الى قلب يسوع ولنستمد منه القوة
نافذة : يا قلب يسوع الصبور والغزير الرحمة ارحمنا

                          
اليوم السادس عشر- الأربعاء 16 يونيو: ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب

يفزع الأنسان من كلمة الصليب، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح.

عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقوا اليه، كالقديس اندراوس الرسول، فإنه لما رأى الصليب المعدّ لعذابه وموته صرخ متهللاً: يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك. يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي. إني احييك بالسلام. وهتف مثله القديس بولس الرسول: “أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي”.

وصرّحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو: “أما التألم وأما الموت”. ومثلها القديس يوحنا الصليبي فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير.

فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً، نظير سمعان القيرواني. إن القديسين استقوا محبتهم للصليب من قلب يسوع الأقدس نفسه الذي أحب الصليب في حياته كلها ومات عليه شهيد حبه له، ولذا لما ظهر لأمته القديسة مرغريتا مريم كان فوق قلبه صليب للاشارة الى شديد حبه له فإنه قد فضله على طيبات الدنيا ومسراتها، كما شهد لنا بذلك القديس بولس الرسول فقال: “ان المسيح قد أحبنا وتخلى عما عُرض عليه من هناء وتحمل الصليب مستخفاً بالعار”.

ومن أجل ذلك يجب علينا نحن تلاميذه ان نحب الصليب كما أحبه هو لأنه لا يليق برأس مكلل بالشوك ان تكون اعضاؤه في جنة ونعيم.

اكرام: لنجتهد في ان نزيل الفتور والحقد بين الاسر والاقارب
نافذة :يا قلب ربي يا رجائي يا حبيبي يا عزائي                         
اليوم السابع عشر- الخميس 17 يونيو: التعويض للقلب الاقدس
بعد اللقاء بين يسوع والسامرية , وكتكملة لذلك الحوار نسمع يسوع يقول لتلاميذه :” يفرح الزارع والحاصد معا” ( يوحنا 4 : 36 ) فاراد من خلال ذلك ان يفهم التلاميذ ويفهمنا باننا جميعنا مدينون للاخرين عن الخير الذي نعمله , وهكذا فمن يزرع ومن يحصد يفرحان على حد سواء اذ هناك روح الجماعة والتعاون , هذا الروح يجعلنا “نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين” على قول القديس بولس ( رومية 12 : 15 ) وهذا الروح يحثنا الا نكون سبب عثرة لاخينا ( رومية 14 : 13 ) فان فعلنا شيئا من هذا القبيل وجب علينا ان نعوض بالمثل الصالح وبالاستغفار , فهذه روحية العبادة للقلب الاقدس . نقرأ في الانجيل المقدس قصة زكا العشار الذي ظلم الناس بجشعه، لكنه عندما قبل يسوع في بيته , واصبح مع يسوع هدفا لانتقاد الفريسيين , اراد ان يعبر عن فرحه وان يقدم برهانا ملموسا لتوبته , فاذا به يقف امام الجميع دون وجل معلنا : “يا رب , ها اني اهب المساكين نصف اموالي , واذ كنت قد غصبت احدا شيئا ارده عليه اربعة اضعاف”( لوقا 19 : 1 _ 10).
وبذلك عوض عن الضرر الذي الحقه بالاخرين واستحق ان يسمع من فم الفادي : “اليوم حصل الخلاص لهذا البيت”. ان عبادة قلب يسوع تحث على امور روحية عديدة , منها : التناول المتواتر  والاكثار من السجود للحب اللامتناهي , والتعويض لهذا الحب الالهي اكان التعويض عن خطايانا ام عن خطايا الاخرين لاننا كلنا اخوة وكلنا اعضاء في جسد واحد “فاذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء” ( 1 كور 12 : 26).
اكرام: عوَّد نفسك على تلاوة فعل التعويض لقلب يسوع الاقدس
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اني اضع فيك رجائي

اليوم الثامن عشر- الجمعة 18 يونيو: حــــب يــســـــــــــــــوع

عند التأمـل فـى حب يسوع للإنسان يظهـر سؤالاً هـامـاً كيف يـمكن للإنسان أن يجاوب على حب يسوع حتـى يُسر الله للإجـابـة على هذا السؤال علينا أن نتأمـل فـى النقاط التاليـة:

أولا-ركائـز الحب   

ثانيا- حب يسوع      

ثالثا- كيفية التجاوب مع حب يسوع

أولا: ركائز الحب

يقوم الحب على ركائز ثلاث هى:

(1) الجودة         (2) الـمعرفـة         و (3) التشابه أو الـمشابهة

(1) الجـودة:  يـميل الإنسان عادة إلى الشيئ الجيّد فى ذاتـه. فأي إنسان يرغب فى شيئ يـميل إليه إذا آمن بأنه جيّد. هذه الجودة التى نعشقها فى الغير قد تكون جودة خارجية ، أو جودة ذات نفع وفى هذه الحال نحب الغير بسبب ما يجلبه لنا من نفع أو ربح أو لأي باعث آخر لنا فيه مصلحة مـا. خير نسعى إليه ومادام الخيـر يأتـي يظلّ تـمسكنا، وحيث لا نلمح شيئا من الخيـر يظلّ القلب على غير إكتراث. وقد نحاول دوماً فى أمور حياتنا أن نـملأها بأمور تلوح لنا أحياناً بأنها جيّدة من أحد الوجوه ولكن قد تكون تقديراتـنا خاطـئة أحيانـاً.

(2) الـمعرفـة: لا بـد من الـمعرفـة،إذ يستحيل أن نحب ما ليس لنا بـه معرفة. الـمعرفـة ضرورية فى البدء، وكلمـا إزدادت العلاقة يزيد الحب وتزيد الـمعرفـة.

(3) الـتشـابـه:   قد لا يعني هذا ضرورة أن يكونا الـمتحابـان متماثلين حقيقة وفعلاً، بل قد يعنى أن الواحد منهما حاصل فى الحال على ما بوسع الأخر أن يحصل عليه فيما بعد، فإبن الإنسان نفسه تأنس وأحب الإنسان وصار إنساناً ليتمكن الإنسان من مماثلة الله سبحانه وتعالـى.

بعد أن عرفنا ركائز الحب والتى هـى الجودة، الـمعرفة، والتشابـه، فهل ياترى سوف نجد فى حب يسوع لنا تلك الركائز الثلاث؟

ثانيا: حب يسوع

جودة حب يسوع ومعرفته لنا ومشابهته لنا فى كل شيئ ما عدا الخطية نجدها فـى الصِفات التاليـة:

– حب يسوع أبدي: فهو القائل:”محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك آدمت لك الرحمة” (أر 3:31)

” قد أحب خاصته أحبهم الـى الـمنتهى” (يو 1:3).

-حب يسوع رفعنا إليه:فهو القائل:” لا أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يصنع سيده ولكننى سـمّيتكم أحبائي لأنـي أعلمتكم بكل ما سمعت من أبي”(يو 15:15).

– حب يسوع لا يدين: فهو القائل:” انـي لـم آت الى العالـم لأدين العالـم”(يو47:12).

– حب يسوع معزّي:فهو القائل:”لا أدعكم يتامى”(يو 18:14)،وأيضـاً “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يوحنا6:14).

-حب يسوع شخصي: فهو القائل:”انا الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني”(يو14:10)  و ايضاً: “أنا الذى اخترتكم”(يو16:15).

– حب يسوع لا مثيل لـه:” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديـة”(يو 16:3).

  – حب يسوع جعلنا أبناء الله: ” فأمـا كل الذين قبلوه فأعطى لهم سلطاناً أن يكونوا أبناء الله” (يو12:1).

– حب يسوع فيه رجاء: فهو القائل:” ان سألتم شيئا بإسمي فإني أفعله”(يو 14:14)،” كما أحبني الآب كذلك أنـا أحببتكم ” (يو 9:15).

فـــلــمْ يأتــي يسوع الـى العالـم لكي يـملأ بطون الآلاف من الخبز والسمك..

ولـم يأت الى العالم لكي يفتح عيني أعمى أو لكي يبرئ أبرصــاً أو يشفي مفلوجـاً..

ولـم يتجسد لكي يقيم موتى من موتاهــم.

فـلـم تكن تلك هى الأسباب التى دعت يسوع أن يتجسد.

إنه حب يسوع للإنسان حب يخلّص.

” ويدعون اسمه يسوع لأنه هو الذى يخلّص شعبه من خطاياهم”(متى 21:1).

حب يسوع جيّد للإنسان فلقد أعطاه مـجد البنين

“أخذتم روح التبني الذى ندعو به أبا أيها الآب”(رو 15:8-16).

حب يسوع جيـّد للإنسان لأنه أعطاه الحياة الأبدية.

حب يسوع أعطى الإنسان الـمعرفة..معرفة الآب والإبن والروح القدس.

حب يسوع أعطى الإنسان معرفة ما لـم تراه عين ولم تسمع به أذن أورشليم السماوية.

حب يسوع أعطى الإنسان معرفة كلمة الله وفكر الرب وحياة السماء.

حب يسوع أعطى الإنسان أن يشابهه..خليقة جديدة..إنساناً جديداً “ها قد مضى القديم وها أن كل شيئ قد تجدد” (2كو 17:5).

الحب والـمحبـة:

عـن معـنى الـمحبـة كـما جاءت فـى العهـد الجديـد والذى قد كُتب باللغة اليونانيـة سوف نجد أنـه جاءت فيـه ثلاث كلمات تحمل معنى الـمحبة وهى:EROS,PHILEO, and AGAPE ،ولكن كل كلمة تختلف فى مضمونها. فكلمة EROS تعنى ان الشخص يحب ولكن بشروط معينة ولا يـمكنه الـمساعدة، وكلمة PHILEO تعنى ان الشخص يحب إذا وجد شيئ يجذبـه نحو الشخص الآخر،أما كلمة AGAPE فتعنى ان الشخص يحب بلا شروط وهذا هو نوع حب الله للإنسان والذى لا يعتمد على مشاعر حسية بقدر ما يرتكن الى الفعل ذاتـه.

وعـن صفات الـمحبـة فلقد تم وصـفهـا على لسـان القديـس بولس فى رسالته الأولـى الى كورونـثوس: 

“الـمحـبـة تـتأ نـى وتــرفـــق ..

  المحـبـة لا تحـــسد ولا تتباهــى ولا تنـتـفـــخ..

ولا تـأتـي قــباحــة ولا تـلتـمـس مـاهـو لـهـا..

ولا تحــتد ولا تـظـن الســوء.. ولا تفــرح بالظــلـم , بل تفــرح بالحــق..

و تحـتـمـل كـل شـيئ ..وتــصــدق كـل شـيئ.. وتـرجـو كـل شـيئ..وتـصــبـر على كــل شـيئ .. المحــبـة لا تـــســقط أبـداً “(1كو4:13-8).

ونشـيد الإنـــشـاد يــصـف الـمحبـة بـإنهـا “قــويـة كالـمـوت..مــيــاه كثيرة لا تستطيع ان تـطفئ الـمحـبـة والسـيـول لا تـغـمـرهــا” (نـش 7:8).

وبتأملنـا فى هـذه الصفات نجـدهـا فى هـذا القلــب،قلب الحبيـب الذى أحبــنا الى الـمنتهــى.

لقد قال السيد الـمسيح ان كل الوصايا والشرائع يـمكن ان تتلخص فى كلمة واحدة ألا وهى “الـمحبة “(متى36:22-40).

والرسول بولس يقول ان هناك ثلاث فضائل تثبت “والذى يثبت الآن هو الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة وأعظمهن الـمحبة”(1كورنثوس13:13).

والرسول يوحنا يعرّف لنا الـمحبة قائلاً:

“وانـما الـمحبة فى هذا اننا لم نكن نحن أحببنا الله بل هو الذى أحبنا فأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا”(1يوحنا10:4)،ويقول أيضا “من لا يحب فانه لا يعرف الله لأن الله محبة”(1يوحنا8:4).

ان الله محبة ولقد خلقنا نحن لكي نَحب ونُحب ولكن خطايانا هى التى فصلتنا عن الله وعن الآخرين وأيضا عن أنفسنا لهذا قال الرسول بولس:”فإنـي لا أعرف ما أنـا عامله لأنّ ما أريده من الخيـر لا أعـمله بل ما أكرهـه من الشر إيـّاه أعـمل”(رومية 15:7)، ولهذا صرخ قائلاً: “الويل لي أنـا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد الـموت هذا”(رومية24:7).

اكرام: لنستعد حسنا للتناول ولنحرض الاخرين على فعل ذلك
نافذة: يا قلب يسوع سلامنا ومصالحتنا ارحمنا

اليوم التاسع عشر- السبت 19 يونيو: كيف نتجاوب مع حب يسوع؟

نرجع الى ركائز الحب الثلاث: الجودة..الـمعرفة..الـمشابهـة

حب الإنسان ليسوع من جهة الجودة:

حب الإنسان ليسوع هو إما لأمر مـا،وإما فقط فى الضيقات،وإما فى الـمناسبات،أو حباً للظهور والحصول على مديح الناس.

_ أقـول بأنـي أحب يسوع فهل حبي بلا غرض؟ أم أشابـه شعب الخمس خبزات الذى قال عنهم السيد الـمسيح:” انكم تطلبونني لأنكم أكلتم الخبز وشبعتم” (يو 26:6) ، أو أشابـه الشاب الغني الذى مضى حزينا؟.

– أقول اني أحب يسوع فهل حبي ليسوع حب يبقـى للنهايـة؟ أم أعمل مثل نيقوديموس الذى جاء اليه سراً خوفاً من اليهود؟ وأخاف أن أردد قول الرسول ” من يفصلنا عن محبة الـمسيح أشدة أضيق…” (رو25:8).

– أقول اني أحب يسوع فلماذا أتهـرب من مسؤوليـة الخدمـة فـى الكنيسة وبهـذا أقول انى لست من الجسد؟، أو انى لست عضواً،أو انى لست رِجلاً،أو يـداً أو عيناً فى جسد يسوع وأقف مشلولاً فى جسد الـمسيح السري،الكنيسة،فلا أخدم أو آتي للكنيسة وأشارك بـمواهب الروح القدس التى فـيّ والتى وهبهـا لـي الله؟. لقد نسينـا قول الرسول: “فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو” (1كورنثوس 27:12).

– أقول اني أحب يسوع فلماذا أخفي مواهبي وخدماتي وعطائي وصلاتي وبدلاً من التنافس فى رفع إسم يسوع يكون الجسد فى شِقاق وضعف؟

وعن حب الإنسان ليسوع من جهة الـمعرفة:

– أقول اني أحب يسوع فهل أعرفـه مثل معرفة بولس الرسول الذى قال:”عرفته وعرفت قوة قيامته”. كانت معرفـة بولس الرسول ليسوع معرفة عميقة،قويـة،وليست معرفة وقتيـة،سطحية أو عابـرة. ولكى تكون لدي هذه الـمعرفـة هـل أقرأ الإنجيل،كلمة الله الـمقروءة؟، وهـل أستعمل الوسائط التى تـمنحها الكنيسة لـي لأقترب من يسوع لأعرفه جيداً؟.

هـل أحضر النهضات الروحية؟،وهل أتـمم الفرائض من صلوات وأصوام وصدقـات؟؟..وهل..وهـل؟ . فالرب يدعونا ” فليكن فيكم من الأفكار والأقوال التى فى الـمسيح يسوع “(فيليبي5:2)، ومن أجـل أن يكون لنا هذا لابد أن نعرف يسوع حتى نفهم ونعي ونتعلم ما هى أفكار وأخلاق يسوع

– أقول اني أحب يسوع فهل أعرّفـه للآخرين بأعمالي وتصرفاتي ومحبتي؟

“فنحن سفراء الـمسيح كأنّ الله يعظ على ألسنتـنـا”(2كورنثوس20:5).

– أقول اني أحب يسوع فهل أحمل أسمه بفخر كـما يطالبنـا ” باركوا إسمه” (مز5:96) ، “افتخروا بإسمه القدوس” (مز 3:105) فلا نجعل اسمه سبب عـار.

أمـا عن حب الإنسان ليسوع من جهة التشابه:

-أقول انى أحب يسوع فهل أشابهه فى محاربة الشر والخطية فلا أكون فى شركة مع بليعال؟. لقد قال الرب “أخرجو من بابـل” (اشعيا20:48) ، “إعتزلوا يقول الرب”(2كورنثوس 17:6).

  – أقول أنا أحب يسوع فلماذا لم نترك العالم وكل شيئ فى العالم؟ ونسينـا قول الرسول لنـا: ” لا تحبوا العالم ولا ما فى العالم لأن كل ما فى العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة

“(1يو 15:2-16)؟

  • أقول انى أحب يسوع فهل حملت الصليب؟ وهل نسينـا القول”من لا يحمل صليبه ويتبعني لا
  • يكون لي تلميذا”(متى38:10)؟.
  • أقول أنا أحب يسوع فلماذا لم أثبت فى كرمته ” فالغصن لا يستطيع أن يأتى بثمر من عنده إن لم يثبت فى الكرمة” (يو 4:15-15). والثبات فى الكرمة يعني الثبات فى الكنيسة لأن الكنيسة هى كرم الرب.

والآن يأتـى السؤال كيف يكون التجاوب الحقيقي مع حب يسوع :

  1. أن نحبه                                  2.أن نصغي لصوته  

3.أن نتبعه دون غرض عالـمي           4.أن نحمل اسمه بفخر

5.أن نحمل صليبه برضى وشكر           6 .أن نعيش لأجله 

  • أن نعمل لأجله                        8. أن نتحادث معه بالصلاة

فهل يأخي وأختي من منظري ولغتي وتصرفاتي وهدوئي ومحبتي وطاعتي وخدمتي ورعايتي لأسرتـي ينظر الناس الـمسيح فـي ” فيمجدوا الله” (مت 16:5)  “فنحن سفراء الـمسيح” (2كو20:5).

فلنعود الى تقييم حبنا ليسوع هـل هو حب حقيقي أم…..؟

إن لـم نعرف الحب و نثبتـه فـى قلوبنـا وأفعالنـا فإننـا لا شيئ ..

فلنـملأ بالحب قلوبنـا لأن النعمة فينـا. فنـحن مــدعوون للقداسة فلا شيئ يلهينـا عن ذلك لأننـا لسنـا من العالم (يوحنـا 19:15)، فلا نترك أسلحتـنـا وسلاحنـا هو حب يسوع “فـمن يفصلنـا عن محـبّة الـمسيح أشّدة أم ضيـق أم جوع أم عري أم خطر أم إضطهاد أم سيف”(رومية35:8

اكرام: لنتحمل بلطف نقائص القريب حبا بيسوع
نافذة: يا قلبا جريحا بالحربة اضرمنا بنار المحبة                                                       
اليوم العشرون- الأحد 20 يونيو : ماذا يطلب منّي قلب يسوع غير العبادات الخارجيّة؟

+يسوع يطلب منّي أن أملك عطشاً للرب الإله الحيّ وأستمد منه الحياة لأن الحياة وحدها تكسر

العطش أي الموت. مطلوب منّي الذهاب إلى الينبوع الحيّ أي قلب يسوع الذي نستقي منه الحياة التي تتدفّق من على الصليب حيث طعن. ولم يذكر يسوع عبثاً كلمة أنا عطشان. لقد سبق وقالها للسامريّة، وعلى الصليب يردّد أنا عطشان أي أنّه عطشان للحب. 

+الذي يطلبه منّي قلب يسوع هو أن أقتدي بقلبه الوديع والمتواضع. يسوع هو نور وتعليم أي أنّه المرجع. يطلب منّا مار بولس أن نشعر مثل يسوع أي أن نملك نفس الشعور ونفس الإحساس الذي ليسوع لأنّه هكذا نقتني قلباً مثل قلب يسوع بأفكار ورغبات سامية. إن عبادتنا لقلب يسوع تكون ناقصة وباطلة إن لم تكن مدعومة بهذا القلب الإلهي. يقوم الإقتداء على التأمّل أي أن أنظر إلى قلب يسوع وأحدّد جرحه، أعرف ما يجرحه مجدّداً ويسبّب له النزف وأتحاشاه. والتأملّ هو الخروج من الذات أي الأنانيّة، للتفرّغ بالنظر إلى من نحب، وأعني بنظر البصيرة أي الإيمان. نتيجة الإقتداء والتأمّل بقلب يسوع أحصل على قلباً جديداً منفتحاً ومضحيّاً، لأن تعليم يسوع لنا ليس تعليماً نظرياً فيسوع شخص عملي وبكلامه لنا كان يقصد فعلياّ ماذا يقول.  في الإرتداد والتوبة، القلب الجديد يجب أن يقوم على أنقاض القلب الحجري أي الإنسان القديم، وهو لا يتحقّق ونحصل عليه إلاّ عندما نقوم بعمليّة زرع قلب يسوع مكان قلبنا. 

+الثقة به “إذا كان الله معنا فمن يقدر علينا”، “من الذي يستطيع أن يفصلنا عن محبّة المسيح أضيق أم أجوع أم اضطهاد…”. يسوع يدعونا إلى الثقة به أي “لا تخف أيّها القطيع الصغير”. الثقة تتطلّب معرفة تقودنا إلى التسليم الكامل بين يديّ الرب. من متطلبات وشروط هذه الثقة، التنكّر للأنانيّة واشتهاء ما هو أساسي وجوهري. وإليكم طلبة جميلة وهي أن نطلب الله من الله لأنّ لا أحد يستطيع أن يقدّم الله سوى الله. 

+التكرّس لا يقتصر على الرهبان والراهبات بل كل مَن يجعل ذاته حصّة الله وخاصة الله وينتمي

إليه هو مكرّس. التكرّس الصحيح لا يقوم على تكريس بيت أو مسبحة أو سيّارة إنّما الإنتماء إلى يسوع وعيش شعاره ولتكن مشيئته. الإنتماء هو عمليّة داخليّة اي تسليم الذات وقبول كل ما يحدث لي من مرارة على ان أقدّمها ليسوع كفعل حب. الإنتماء والتكرّس الصحيحين هما التسليم الكامل للربّ بالسجود والصلاة ألخ… . لا يتمّ التكرّس بقراءة نص أو كلمات يقولها المتكرّس الراهب أو المنتسب إلى جمعية أو أخويّة ما، إنّما بعيش حياة جديدة وإعطاءها معنى جديداً أي أن أترك مكاناً للمسيح ليكبر وينمو حبّه وحضوره فيَّ، فلا أفسح في المجال لأشياء أخرى لتنمو فيّ وذلك بالتخلّي والتجرّد ونكران الذات.

+الإتحّاد بالمسيح من خلال القربان. فالقربانة هي قلب وجسد يسوع وعبادة القلب الإلهي مرتكزة على عبادة القربان فهاتان العبادتان تتكاملان ويقول أحد الباباوات: “القربان هو العطيّة الثمينة لقلب يسوع”.

+المحبّة الأخويّة. فالصلاة وحدها لا تكفي يجب أن تكون مقرونة بالعمل، “فليس كل من يقول

لي يا ربّ يا ربّ يدخل ملكوت السماوات” والعمل بمشيئة الله يعني المحبّة الاخويّة. وهذه هي أصول المسيحيّة: الله والقريب. والإنسان الذي يتكرّس داخلياّ وحقيقةً لقلب يسوع يعرف تماماً معنى العيش مع الآخر. 

+العطاء الكامل اقتداءً بقلب يسوع الذي أعطى قلبه وسمح بأن يُطعن.

اكرام لنحاول ان نزرع كلمة حب وامل في نفوس الاخرين خاصة الحزانى والمرضى والمتضايقين
نافذة ليأت ملكوتك يا قلب فادي َّ الحبيب

اليوم الحادي والعشرون- الإثنين 21 يونيو : نبع ماء يتفجر حياة ابدية 

عندما حل يسوع بيننا اراد ان يكون كلّاً للكل، وان يختبر في ذاته الذهاب الى الاخرين كما فعل

مع متى، او مع قائد المئة، وان يكون مع الكل ليربح الكل كما فعل مع الخطاة. لم يشأ ان يكون

بحيرة منزوية وهادئة يسعى الناس الى اكتشلفها بل اراد ان يكون نبع ماء يتفجر بالحياة ويستمر

بالتدفق ويصل الى كل الناس.

هذه هي رغبته وهذه هي رسالته ان يكون نبع ماء متفجر، ومصباحا مشعا، ونارا مانحة للدفء. فطبيعته محبة والمحبة عطاء دون حدود. ولذا فمنذ ان تجسد منح ذاته كليا للبشرية. وفي حياته مر في وسط الناس وهو يفعل الخير مع الجميع. رغبته من كل واحد منا – ونحن في هذا الشهر المبارك – ان نرتوي من الماء الحي المتفجر من قلبه فنكون شهودا لحبه ورسلا حقيقيين له. وهو بدوره يعمل في داخلنا، يلهمنا وينير طريقنا، ويشجعنا في رسالتنا ويسندنا في خدمتنا. انه يريد ان يعمل في العالم من خلالنا، وان يصل نوره الى الامم بواسطتنا .فما مدى استعدادنا للعمل في رسالته وحسب رغبته يا ترى؟

اكرام: علينا ان نضع باعتزاز صورة القلب الاقدس او مريم العذراء في احسن مكان في بيتنا لتكون تحت انظارنا وموضوع اكرامنا
نافذة: يا قلب يسوع الاقدس اجعلني في حماك كل حين

يوم الثاني والعشرون- الثلاثاء 22 يونيو: الـحـيــاة مـع اللــه

مـاذا يعـنى الحـيـاة مـع اللـه؟!..ومـا هـى فـائدتـهـا للإنسان الـمؤمـن؟!..

الـحـيـاة مـع اللـه تعطـى الإنسان:

1. قـوة وثـقـة: “إن سرت فـى وادى ظلّ الموت لا أخاف شراً لأنك معـى”(مز4:23)..

وبنفس القـوّة يقول الـمرنّم “الرب نوري وخلاصـى مـمن أخاف” (مز1:27).

2.قـوة أن لا يخطئ: هكذا كان يوسف الصّديق يشعر دائـما إنـه واقف أمام الرب واللـه يراه

فكيف يخطئ فصرخ صرختـه الـمعروفـة عند محاولـة زوجـة فوطيفار إغراءه بالشر:”كيف أصنع

هـذا الشر العظيم وأخطئ إلـى اللـه” (تك 9:39)

3. الإيـمان بأن اللـه موجود معـنا:  وجود دائـم للـه فـى حياة الـمؤمن وليس وجوداً مؤقـتـا

“كل الأيام وإلـى إنقضاء الدهـر”

4. الـفـرح بالأبـديـة لـهـذا أعلـن القديس بولس “لـي إشتهـاء أن أنطلق وأكون مع الـمسيح فذاك أفضل جداً” (فيليبى 23:1)

5. أن يـدعـو الآخـريـن: فالإنسان الـمؤمن يدعو الكل إلـى العِشـرة مع اللـه ويقول لهـم ما قالـه الـمرّنم “ذوقـوا وأنظروا ما أطيب الرّب”… أو عندمـا عرف فيلبس يسوع دعا نثنائيل قائل ” وجدنـا الذى كتب عنـه موسى فـى الناموس والذى كتب عنه الأنبياء”(يو45:1).

6. الشعور بوجود اللـه فـى الأماكن الـمقّدسة: كـما قال يعقوب عن بيت إيـل “إن اللـه فـى هـذا الـمكان”(تك 28)..

7. حب الصلاة الدائـمة والحديث مع اللـه: كـما كان يفعل أباءنا القديسين “صلوا بكل صلاة ودعاء كل حين فـى الروح” (أف18:6) ..وكـما طلب الـمرّنم “واحدة طلبت من الرّب وإياها ألتـمس أن أسكن فـى بيت الرب كل أيام حياتـى لكى أعاين نعيم الرّب وأتأمـل فـى هيكله” (مز4:26).

8. حـب الوجـود مـع اللـه

“إلـى مـن نذهب وكلام الحياة الأبديّة هـو عندك” (يو68:6)

9. حـب تـنفيذ وصايـا الرب: ” مـا أشّد حبّي لشريعتك. هـى تأملي النهار كلـه” (مز97:118)

  إذا فبـالـخطيّة يزول الإحساس بالوجـود والحياة مع اللـه ..ويشعر الـخاطئ بإنفصال عن اللـه .

وقـد ظهـر هـذا الإنفصال فـى عـمقه حيـنما صرخ قايـين قائلا للرب ” ذنبى أعظم من أن يُـحتـمل إنك طردتنى اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفـى” (تك13:4)

فأحرص يـا أخـى ويا أختـى علـى تكون حياتك هـى “فـى اللـه” و”مع اللـه” و”للـه”  وللـه الـمجد والكرامـة إلـى الأبـد أميـن.

اكرام: لنعط لاخوة يسوع الصغار المحتاجين مما افاضه يسوع علينا
نافذة : يا قلب يسوع مصدر الحياة والقداسة ارحمنا

اليوم الثالث والعشرون – الأربعاء 23 يونيو: “تــأمـلــوا”

قيلت ذات يوم من الرب يسوع “تأملوا الغربـان” و “تأملوا الزنابـق”(لوقا24،27:12)،وطالبنا الرسول بولس بالتأمـل قائلا: “تأملوا رسول إعترافنـا وحَبره يسوع”(عبرانيين 1:3)، وأيضا “وليتأمل بعضنـا فى بعض تحريضاً لنا على الـمحبة والأعمال الصالحة” (عبرانيين14:10)، فـمــا مـعـنى الـتأمـل؟!

يـتـأمـل الإنسان شيئـا يعنـى إنـه يـمعن النظر فيـه،يدقـق،يفحص، ويحلـله.

الـتأمـل،هـو إذن الدخـول إلـى العـمق سواء فـى عـمل الفكر أو الروح. هـو الوصـول إلـى لـون مـن الـمعرفـة فوق الـمعرفـة العادية بكـثير،كـمعرفـة بولس الرسول “عرفته وعرفت قوة قيامتـه”.

التـأمـل،هـو تفتح العقـل والقلب والروح لإستقبال الـمعرفـة الإلهيـة الجديدة الـتى تأتـى مـن فـوق أو من روح اللـه الساكن داخـل الإنسان.

والـتأمـل،يناسبه السكون والهدوء والبعد عن الضوضاء التى تشغل الحواس وبالتالى تشغل العقل وتبعده عن عـمل الروح فيـه. ويزداد التأمل عـمقا كلـما تحرر الإنسان من سيطرة فكره الخاص.

مـجـالات الـتأمـل:

التأمل فـى الكتاب الـمقدس والصلاة والتراتيل والألحان،فـى الخليقـة والطبيعـة،فـىالسماء والـملائكـة والقديسين،فـىالـموت والدينونـة وما بعدهـا،فـى الأحداث،فـى سير القديسين،فـى الفضائـل،فـى الكتب الروحيـة،فـى وصايـا اللـه وفـى صفاتـه وكـمالاتـه.

فعندمـا نقرأ الكتاب الـمقدس نفهم ونعـى ويستنيـر العقل بالروح القدس “حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب”(لوقا45:24).

والتفكيـر العقلي الـمحض الخالـى من عـمل الروح لا ينتج تأملا بل إنـه ينتج علـما أو فلسفة،فهناك فرق ما بين العالـِم والعابـد.

والقارئ السطحى قد يقرأ كثيـرا ولكنه لا يتأمـل،أما القارئ الروحى فالقليل من قراءاته يكون كنبع ملئ بالكنوز الروحيـّة،فيـمكن أن تأخذ آيـة واحدة كل يوم للتأمل وتصبح مجالا للتفكيـر طوال اليوم،وهذا الفكر يتعـمق فـى القلب.

وليس فقط الحفظ أو ترديد الآيـة يعتبـر تأملا،بـل حاول أن تطبقهـا على حياتك.

التأمـل فـى الطبيعـة والخليقـة ” السموات تحدث بـمجد اللـه والفَلك يخبـر بعـمل يديه”

(مز1:19)،والرب يسوع دعـانـا قائلا “تأملوا زنابق الحقـل..طيور السـماء ” (مت 26:6و 28).

وإذا كانت السماء الـماديّة مجالا عظيما للتأمل فكم تكون السماء “التى هى عرش اللـه” (مت 34:5)،وكذا التأمل فـى كل القوات السماوية التى أمام العرش الإلهى.

وماذا عـن القيامـة والأجساد النورانية السماوية (1كو42:15-50).

التأمـل فـى الأحداث وما تدلّ عليه من حكمة اللـه وتدبيره وعنايته وتدخله فنلمس عِظم محبـة اللـه

للإنسان ولنـا خاصّـة.

التأمل فـى الصلاة وكلماتها،فالصلاة ليست ترديد لألفاظ،بل هـى حياة مع اللـه.

قد نتأمـل فـى الكثيـر،ونستمع للكثيـر،الـمهم أن نـأخذ من هذا التأمـل القوة الروحيّة للعـمل. فالرب يسوع بعد أن ألقـى عظته على الجبل ختمهـا بقولـه ” كل من يسمع أقوالـي هذه ويعـمل بها أشبه برجل عاقل بنـى بيته على الصخر…وكل من يسمع أقوالـي هذه ولا يعـمل بها يشبه برجل جاهل بنـى بيته على الرمـل” (مت24:7-26).

وأكّد هذا بقوله “وليس كل من يقول لـي يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يعمل إرادة أبى الذى فـى السموات” (متى21:7)

فدرّب نفسك على التأمـل ولا تتضايق وتيأس مـما فيك من عيوب أو فتور.ولا تغتـر وتقول إنـى أعلـم كل العـلم فتبرير النفس أوإلتماس الأعذار هو بداية السقوط.

جاهـد بإستمرار طالبـا معـونـة اللـه لأنه قال “بدونـى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا” (يوحنا5:15).”فلاحظ

نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت َهذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك” (1تـيموثاوس 16:4).

ونحن الذى قيـل لنـا “أنهم ليسوا من العالم” ولديـنـا كنـز إلهـي،سماوي هو الكتاب الـمقدس الذى لا ينضب من الأقوال والبـركات والنِعـم الـتـى تدفعـنـا للتأمـل ما بقـى لـنا من أيام الغربـة وليس تأملا فاتـراً،خامـلاً،غيـر مـثـمر،بـل تـأملاً عامـلاً علـى تنفيذ إرادة السـماء لـمن هـم مـن السـماء.

فأنـت يا من دُعيت لأن تكون مـن فـوق  تحتاج أولا لأن تعـرف وتـعـى وتفهـم جيدا:مـن أنـت؟،ومـن أي شعب؟،ومن أي أرض؟(يونان 8:1)،ولـماذ كان الإختيـار؟،ومـن هـو الذى إختـار ودعى؟(يوحنا16:15).

وتأمـل فـى كل ما حـملـته السـماء لك من بركات ونِعـم وإختيـار خاص وروح حـي ومـحيي تـتحرك بـه دون أن تدرى،وفِكر سماوي،وبتوليـة فـى القلب والروح والعقـل،وصحـة فـى الجسد وحـكـمة فـى العقـل قـوة فـى الإرادة،وفـرحُ دائـم،وصفح ومغـفـرة بلا عقاب،وسـماء مفتوحـة تـنـتظـر مـن يدعـوهـا،وأبـوّة أبـديـة لا تقف عند حـد.

وأمـومـة حانيـة وحاميـة تـمسح الدمع وتغّيـر الثوب وتشفق علـىالأبنـاء، وأخـوّة مـن القديسين تقف

متشفعـة،راجيـة،ومصّليـة.

أبعـد هـذا نقف ونصـّم الأذان ونغلـق القلب وندنّس الإختيـار

ولانـتـأمـل؟،فتــأمـلـوا، لــتعـمــلوا “الأعمال الصالحة” (عبرانيين14:10).

لقـد مضـت الأيام والسنون ومـا زلـنا نتحجج بالقـول إننـا ما زلنـا لا نعـى،”لا نفـهـم ما يقول”(يو18:16)،ولا نعـرف ما هـو التأمـل أو كيف نـتأمل.

عـهد كثيـر مضـى والوقت قـريب،والخـوف أن يـأتـى العريس ويجدنـا ما زلنـا فـى طور التأمـل،نـُعد الـمصابيح كالعذارى دون أن نـرى الطريق للعـمل لنصبح “من فوق”.

اكرام: لنجتهد ان نجذب الاخرين الى ممارسة عبادة قلب يسوع
نافذة : ربي وآلهي

                               
اليوم الرابع والعشرون – الخميس 24 يونيو: الجائزة العُظْـمى

“أما تعلـمون ان الذين يسابقون فـى الـميدان كلهم يسابقون ولكن واحداً ينال السبق فسابقوا أنتم حتى تفوزوا”(1كور24:9). الجائزة او الجوائـز أصبحت الدافع القوي فـى حياة الإنسان عامـة، وفـى حياة الـمسيحي خاصـة، ولكن لا بد من فهم طبيعة تلك الجائزة لنفهم طبيعة دوافع الإنسان للحصول عليها.

الجوائـز التى يحصل عليها الإنسان الـمسيحي نتيجـة إتباعـه لوصايـا اللـه عديدة كـما جاء ذكرهـا فـى الكتاب الـمقدس:

  1. الوعد بالكنـز السماوي: كـما جاء فـى انجيل القديس متى: “كنوزا فـى السماء حيث لا يُفسد

سوس ولا أكله ولا يُنقب السارقون ولا يسرقون” (مت20:6)، ورسالة القديس بطرس الأولـى : “لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بط4:1).

  • الوعد بالـمديح من اللـه: يـمكن أن نرى ذلك فـى رسالة القديس بولس الرسول الى أهل كورنثوس:” إلى أن يأتى الرب الذى سينير خفايا الظلام ويوضح أفكار القلوب وحينئذ فكل أحد يكون مدحـه من اللـه”(1كور5:4)، وأيضا فـى انجيل متى:”ومتى جاء إبن البشر فـى مجده وجميع الـملائكة معه فحينئذ يجلس على عرش مجده وتُجمع لديـه كل الأمم فيميّز بعضهم من بعض كـما يميّز الخراف من الجداء”(مت21:25-22)، وأيضا كـما جاء فـى انجيل لوقا:”فقال له أحسنت أيها العبد الصالح قد وُجدت أمينا فى القليل فليكن لك السلطان على عشر مدن”(لو17:19).
  • الوعود بجوائـز النصـرة

كـما جاء فـى كتاب رؤيا القديس يوحنا اللاهوتـى:”من غلب فإنـى أؤتيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فـى وسط فردوس إلهي”(رؤ7:2)،”من غلب فلا يضره الـموت الثانـى”(رؤ11:2)،”من غلب فإنـى أؤتيه الـمن الخفي وحصاة بيضاء مكتوبا عليها إسم جديد لا يعرفـه أحد إلاّ من أخذ” (رؤ17:2)، “من غلب وحفظ أعمالى إلى المنتهى فإنـى أوتيه سلطانا على الأمم”(رؤ26:2).

  • الوعد بالحصول على مسؤليات خاصة وسلطانا من قِبل الرب

كما جاء فـى انجيل القديس متى:”متى جلس ابن ابشر على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا

معى على اثنى عشر كرسيا وتدينون أسباط اسرائيل الإثنى عشر”(مت28:19)،

” من ترى ذلك العبد الأمين الحكيم الذى أقامه سيده على أهل بيته ليعطيهم الطعام فى حينه، طوبى لذلك العبد الذى يأتـى سيده فيجده يصنع هكذا الحق الحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله”(مت45:24-47).

  • حضور وليـمة الحَـملْ “طوبـى للـمدعويين إلـى عشاء عُرس الحمل”(رؤ9:19).
  • الوعد بالإكليل الإكليل هو رمز للنصر والسلطة والجـاه، وهناك أنواع منها:

إكليل الـمجد: “وحين يظهر رئيس الرعاة تحصلون على إكليل المجد الذى لا يذوى”(1بط4:5)

إكليل العدل:”وإنما يبقى اكليل العدل المحفوظ لـي الذى يجازيني به فى ذلك اليوم الرب الديـّان العادل”(2تيمو8:4)

أكاليل من ذهب:” وحول العرش أربعة وعشرون عرشا وعلى العروش أربعة وعشرون شيخا لابسين ثيابا بيضاء وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب”(رؤ4:4)

اكليل الحيـاة: ” كن أمينا حتى الـموت فسأعطيك اكليل الحياة”(رؤ10:2)

اكليل الشوك رمز النصرة على الشر:”وضفّروا إكليلا من الشوك وجعلوه على رأسه” (مت29:27).

قـد يقول البعض ان السبق والتنافس من أجل الحصول على الجائزة العظـمى ينفـي ان خلاص

الإنسان إنـما هو هِبـة من  اللـه، وليس نتيجة عـمل أو فعل الإنسان، وأن على الإنسان أن يخدم اللـه لأنـه يحبـه أولا، ولـمجد اللـه ثانيـا،وليس من أجل جائزة أو مكافاة. وللرد نقول فلـماذا يعلن الوحي الإلهـي عن ضرورة مشاركة الإنسان وعـمله لإستحقاق هذا الخلاص الـمجانـي؟    

يقول القديس بولس الرسول:”لكنى بنعمة اللـه صرت على ما أنا عليه ونعمته التى فـيّ لـم تكن باطلة بل تعبت….لكن لا أنا بل نعـمة اللـه التى معي”(1كور10:15)،

“فإن عـمل كل واحد سيكون بيّنـا لأن يوم الرب سيظهره إذ يُعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو.فـمن بقى عمله الذى بناه على الأساس فسينال أجره” (1كور13:3-14)،” إن ذلك من أصدق ما يُقال وإياه أريد أن تُقرر حتى يكون الذين آمنوا ذوى إهتمام فـى القيام بالأعمال الصالحة فهذه هى التى تحسن وتنفع الناس”(تيطس8:3)، والقديس يعقوب يقول:”ترون إذن أنّ الإنسان بالأعمال يُبررّ لا بالإيـمان وحده”(يع 24:2)، والسيد الـمسيح يعلن فـى رؤيا يوحنا قائلاً:”هـآنذا آت سريعا وجزائـي معـي لأكافـئ كل واحد حسب أعـمالـه”(رؤ12:22)، واللـه يعلن لإبراهيـم قائلا له:”أنـا أجرك العظيـم جـداً”(تك1:15).

ان من نال سر الـمعموديـة قد صاربالنعـمة عضواً فـى جسد السيد الـمسيح”نحن الكثيرين جسدُ

واحد فـى الـمسيح”(رو4:12)،”لأنكم أنتم جملة من اعتمدتم فـى المسيح قد لبستم الـمسيح”(غلا27:3)، وبهذا أصبح ضـمن الـمتسابقون فـى السبق لنوال الجائزة العظمى..فهـل عرفت الآن لأي شيء تـتسابق؟.

مـا أسعدك ايها الـمسيحي إن كان اللـه هـو جائـزتـك العظـمى، فلا تتوان، أو تتكاسل، أو تخور فـى ميدان السبق، فـما أعذب وأقوى الإعلان بأنك قد نلت الفوز.

إذا أعوزتـك القوة فوّجـه نظرك إلـى يسوع فهو القائل لك: “لا تخف أنا أعينك لأنـى أنا الرب إلهك فإنـى قد نصرتك” (اش10:41،13)، وإذا مـا أصابك ضعف، أو فتور، أو ملل، أو خوف فتذكر قول الـمرنم: ” الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتـي فممن أرتعب”(مز1:26-5)، وإذا ما قلت اننى إنسان لا يمكننى الإنتصار،فأنظر إلـى السيد الـمسيح هذا الذى داس الـموت وإنتصر بصليبه وقام من بين الأموات وأتـمم العـمل الذى أعطاه له الأب السماوي” أنـا مـجّدتـك علـى الأرض وأتـممت العمل الذى أعطيتنى لأعمله” (يو4:17)، ولهذا جاء ان الأب السماوي قد “أخضع كل شيئ تحت قدميه وجعله رأسا فوق الجميع للكنيسة” (أف21:1) ،وأيضا أنظر إلـى القديسة مريم، ابنة الناصرة التى صارت آية فـى السماء (رؤ 1:12) بعد أن نفذت مشيئة الأب السماوي عندما دعاها لأن تكون أمـا للكلـمة الإلهية.

إن الفتـور والعثـرات والسقوط هـى نتيجة حتـميه لعدم محبـة اللـه، فإن كان حب اللـه فينـا فلن نجد أي صعوبـة فـى التسابق،ولهـذا فلكى نضـمن الفوز فـى السبق يجب أن نضع مـحبّة اللـه فـى قلوبـنـا.نـضع فـى قلوبـنـا أولا اللـه،وتكوين علاقـة معـه وتعـميقهـا يوما بعد يوم،وهذا لـن يتأتـى بـمجرد مـمارسات خارجيـة وقوانين ونواميس،بـل هـو عـمـل اللـه فيـنـا.

الروح القدس الساكن فيـنا هـو الذى يعطى الكلـمة،والقـوة،وثـمر الروح الإيـمان، والعزاء، والقداسة،

وهو الذى يدفعك للإنتصار. إذن كل شيئ بالروح. فدافعك ليس من ذاتك، بل دع الروح القدس

يحركك ويعـمل بك وفيـك ومعـك.

الروح القدس مستعد أن يعـمل فيـنا ولكننا بتهاونـنا وإهـمالـنا نطفئ حرارة الروح فيـنا فنخسر

السبق. فصلي لأبيك فـى السـموات طالبـا منـه العون والقوة وأن يجعل روحـه القدوس حي فيك عاملا ودافعـا لك للفـوز بالـمجد السـماوي.

“فلذلك أيها الإخوة اجتهدوا بالأحرى أن تجعلوا دعوتكم وانتخابكم ثابتين بالأعمال الصالحة فإنكم إذا فعلتم ذلك لا تزِلّون أبداً. وهكذا تُمنحون بسخاء أن تدخلوا ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع الـمسيح الأبدي” (2بط10:1-11). آميـن.

اكرام: لنكتب مواعيد قلب يسوع فنجعل منها نظاما ً لحياتنا الروحية
نافذة : يا قلب يسوع ينبوع كل تعزية ارحمنا

اليوم الخامس والعشرون – الخميس 25 يونيو: رحـمـة الرب

الحنان والرحـمة هـى من صفات اللـه تعالـى. وإن الرحـمة الإلهيـة هـى قلب الكتاب الـمقدس فمن خلال أعمال الله وتعاليـمه التى اختبرهـا شعب الله فـى العهد القديـم سواء فرديـاً أو كجماعـة، وأيضاً فـى العهد الجديـد وكيف أن الله أظهـر عِظم مـحبـتـه ورحـمته لنـا فـى تجسده وموتـه على الصليب

وقيامتـه ليعـطى الحيـاة الأبديـة لكل من يؤمن بـه فيـمكننا بتلك الثقـة أن نسأل رحـمتـه تعالـى وفـى

نفس الوقت يلزم أن نثبت هذا عـمليـاً بأن نرحـم نحن الآخريـن، لهذا قال يوحنـا الرسول:

“بهذا قد عرفنـا الـمحبّة أنّ ذاك قد بذل نفسه من أجلنـا فيجب علينـا أن نبـذل نفوسنـا من أجل الإخوة”(1يوحنا16:3).

لقد أعلن الله لـموسى فـى العهد القديـم عن ذاتـه قائلاً لـه: أن “الرب إلـه رحيـم ورؤوف طويل الآنـاة كثيـر الـمراحم والوفاء”(خروج6:34). و”لأن الرب إلهك إلـه رحوم لا يخذلك ولا يُـبيدك ولا ينسى عهد آبائك الذى أقسم به لهم”(تثنية31:4). ورحـمة الرب “جديدة فى كل صباح”(مراثى ارميا22:3).وفـى قصة شعب الله الـمختار وتعامل الله معـهم وفى تعاليم الأنبيـاء نجد أنهـا تحمل معنـى واحد كيف أن الله مملوء رحـمة،فالشعب حتى وإن خان العهد مع اللـه كان يعود يرحمهـم:

–”وفعل بنو اسرائيل الشر فى عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والعشتاروت. فإشتد غضب الرب على اسرائيل وباعهم الى يد كوشان ….فصرخ بنو اسرائيل الى الرب فأقام الرب لبني اسرائيل مخلصـاً فخلصهـم..”(قضاة7:3-9). البعليم والعشتاروت هما أوثان كانت تُعبد

– صلاة سليمان عند تدشين الهيكل (3ملوك22:8-53).

– صلوات ميخـا النبي:”من هو إلـه مثلك غافر للإثم وصافح عن الـمعصيـّة لبقية ميراثـه لا يُمسك الى الأبد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثامنـا ويطرح فى أعماق البحر جميع خطايانـا”(ميخا18:7-20).

– “إذ قال إنهـم شعبي حقاً بنون لا يغدرون فصار لهم مخلصاً. فى كل مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصّهم. بـمحبتـه وشفقتـه إفتداهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديـمة”(اشعيا8:63).

– “وقد دعاكِ الرب كامرأة مهجورة مكروبـة الروح وكزوجـة الصبـآء إذا استرذلت قال الرب. هنيهـة

هجرتكِ وبـمراحم عظيـمة أضُـمكِ. فى سورة غضب حجبتُ وجهـي عنكِ لحظـة وبرأفـة أبديـة أرحمكِ قال فاديكِ الرب”(اشعيا6:54-8).

وفـى العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحـمة الله ومحبـتـه فجاءت كلـمات القديس يوحنا:”لأنـه هكذا أحبّ الله العالـم حتى إنـه بذل ابنـه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بـه بل تكون له الحيـاة الأبديـة”(يوحنا16:3). ولهذا جاءت أيضاً كلمات القديس بطرس:”مبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته الكثيرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حي بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بطرس3:1-4). وجاءت أيضاً كلمات القديس بولس:”لكن الله لكونـه غنيّاً بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التى أحبنا بهـا. حين كنّا أمواتـاً بالزلاّت أحيانا مع الـمسيح”(افسس4:2-5).

رحمة الله التى أظهرهـا لنـا الـمسيح “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبـر”(يوحنا18:1).

الرحـمة الإلهيـة كانت تعنى قوة خاصة للحب تفوق الخطيـّة وخيانـة الشعب، فعندما يرى الرب ندامة وتوبـة كان يعيد الخاطئ للنعـمة أليس هو القائل:”أليس افرائيم ابنـاً لـي عزيزاً ولداً يلذّ لـي فإنـي منذ كلّـمته لـم أزل أتذكره فلذلك حنـّت أحشائـي إليـه. إنـّي سأرحـمه رحـمة يقول

الرب” (ارميا20:31).

وكان كلا من الشر الطبيعـي أو الأدبـي إذا ما أصاب الإنسان أحيانـا سبباً لأن يعود الخاطـئ الى اللـه، كما فعل داود وصرخ قائلاً:”قد خطئتُ إلـى الرب” عندما أخبره ناثان النبي بالشر الآتى عليـه نتيجة خطيئـته مع إمرأة أوريـا الحثي (2ملوك 1:12-15). وكقول نحميا عن الشعب  “فصبرت عليهم سنين كثيرة وأشهدتَ عليهم بروحك على ألسنة أنبيائك فلم يصغوا فدفعتهم إلـى أيدي أمم الأرض….وأنت عادل فـى كل ما جُلب علينـا لأنك بالحق عـملتَ ونحن أثـمـنا”(نحميا30:9-32). وكما صرخ طوبيـا للرب قائلاً:”فالآن أذكرنـي يارب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبـي ولا ذنوب آبائـي لأنـا لـم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلـمنا إلـى النهب والجلاء والـموت وأصبحنـا أحدوثـة وعاراً فى جميع الأمم التى بددتنـا بينهـا”(طوبيا2:3-4). وكما قال الرب على لسان هوشع النبي:””إنهـم فى ضيقهـم سيبتكرون إلـيّ هلّموا نرجع الى الرب لأنـه يفترس ويشفـي يجرح ويعصِب”(هوشع1:6-2).

رحـمة الرب عظيـمة فهو القائل على لسان هوشع النبي:”إنـيّ أشفى إرتدادهـم وأحبهـم تبرعـاً لأن غضبي فارقنـي”(هوشع5:14) وأيضاً” أنظروا الى الأجيال القديـمة وتأملوا. هل توّكل أحد على الرب فخزي أو ثبت على مخافتـه فخُذل أو دعـاه فأُهـمل. فإن الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايـا ويُخلّص فى يوم الضيـق”(يشوع بن سيراخ11:2-13).

فلنسأل الرحـمة من اللـه بثقـة فهو القائل: “إسألوا فتعطوا..لأن كل من يسأل يُعطى ومن يطلب

يجد ومن يقرع يُفتح لـه”(متى7:7-8). وهو أيضاً القائل:” طوبـى للرحـماء فإنهـم يُرحـمون”(متى 7:5). وهـو أيضاً “أبو الـمراحم وإلـه كل تعزيـة”(2كورنثوس3:1).

ويمتلئ الكتاب الـمقدس بالعديـد من الأمثلـة على رحـمة اللـه على الخطـاة، ففى سفر التكوين وعلى الرغم من أن الله قد أخرج على الفور آدم وحواء من جنّة عَدْن بعد السقوط والعري، إلا إنـه يُذكر أنـه قد “صنع الرب الإلـه لآدم وامرأتـه أقـمصة من جلد وكساهـما”(تكوين21:3). وبدلاً من  أن يعاقب الله البشريـة على الفور بعد أن رأى “الرب أن شرّ الناس قد كثُـر على الأرض”(تكوين5:6)، إنتظر 120 عامـاً قبل أن يجلب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان يذكر الكتاب “فتنّسم الرب رائحة الرِضـى وقال الرب فـى نفسه لا أعيد لعن الأرض أيضا بسبب الإنسان بـما أن تصّور قلب الإنسان شريـر منذ حداثتـه ولا أعود أهلك كل حـي كـما صنعت”(تك21:8) مع أنـه يُذكـر ان الرب قال من قبـل “أمحو الإنسان الذى خلقت عن وجـه الأرض” (تك 7:6).

الله رحيـم فهو الذى أعلن ذلك لشعبـه: ” الربّ الربّ إلـه رحيم ورؤوف طويل الأنـاة كثيـر الـمراحم والوفـاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفـر الذنب والـمعصيـّة والخطيئـة”(خروج 6:34-7).

وفـى حوار الله مع إبراهيـم من أجل سدوم وعـمورة وكيف انـه كان من أجل عشرة باراً أن يصفح عن المكان كله (تك 26:18-33).

وشفقة الرب فـى إنقاذ لوط وأسرتـه وأخرجهـم خارج الـمدينـة (تك16:19).

وفـى خطيئـة داود الـملك الذى قتل أوريـّا الحثـيّ بالسيف وأخذ زوجتـه بتشبّع زوجـة لـه، نجد أن

رحـمة الله قد شملت داود بعد أن عرف خطيئـته وقال “قد خطئتُ إلـى الرب”، فنقل الرب عنـه

خطيئته ومات الـمولود ولـم يـمت داود (2ملوك 12).

وبنو اسرائيل وعلى الرغم من تذمّرهـم على الرب وعلى موسى وهارون حتى أن الجماعـة قالت “ليرجـما بالحجـارة” وغضب الرب وقال:”هآنذا أضربهم بالوبـاء وأقرضهم”، إلاّ ان صلاة موسى لله التى يعترف فيهـا قائلاً:” إنك أنت الرب الطويل الأنـاة الكثير الرحـمة الغافر الذنب والإثـم”، جعلت الرب يقول:”قد صفحتُ بحسب قولك”(عدد13-14).      

ويونان النبـي الذى ذهب ليحذّر شعب نينوى من غضب الرب، ثار وساء الأمر لديـه من رحـمة

الله فقال:”أيهـا الرب ألـم يكن هذا كلامـي وأنـا فـى أرضي ..فإنـي علمت أنك إلـه رؤوف رحيم

طويل الأنـاة كثيـر الرحـمة ونادم على الشر”(يونان2:4).

ولهذا أعلن الوحـي على لسان صاحب الـمزامير :” هو الذى يغفـر جميع آثـامك ويشفـي جميع أمراضك. يفتدي من الفساد حياتك ويكللّك بالرحـمة والرأفـة. الرب رؤوف رحيم طويل الأنـاة وكثيـر الرحـمة. ليس على الدوام يسخط ولا إلـى الأبـد يحقـد. لا على حسب خطايـانـا عاملنـا ولا على حسب آثامـنا كافأنـا بل بـمقدار إرتفاع السماء عن الأرض عظـمت رحـمته على الذيـن يتّقـونـه. بـمقدار بُعد الـمشرق عن الـمغرب أبعد عنـّا معاصينـا. كرأفـة أب ببنـيه رئف الرب بالذيـن يتّقونـه. لأنـه عالـم بجبلتنـا وذاكرُ أنـّا تُراب”(مزمور 102). وفـى مزمور آخـر يرنـّم قائلاً:”الرب رحيم رؤوف طويل الأنـاة وعظيم الرحـمة. الرب صالح للجميع ومراحـمه على كل صنائعـه”(مزمور8:144-9). ويقول أيضاً:”من رحـمتك يارب قد إمتلأت الأرض”(مزمور64:118)، وأيضاً: “الرب حـنّان وصدّيـق وإلهـنا رحيم”(مزمور5:114)، وأيضاً “الرب بـار فـى كل طرقـه ورحيـم فـى كل أعـمالـه”(مزمور17:144). يكفـى أن نتذكـر كلمات الرب يسوع لنيقوديـموس:”لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”(يو16:3) ، “أنتم من الله أيها الأبناء وقد غلبتم أولئك لأن الذى فيكم أعظم من  الذى فـى العالم”(1يو4:4). 

اكرام: لنهتم بالمرضى والمدنفين اكراما لقلب يسوع ولا نهمل تكميل واجباتهم الدينية .
نافذة :الهي رجائي اليك التجائي ++++++ علمتَ شقائي فكن لي حنون  

                             
اليوم السادس والعشرون – الجمعة 26 يونيو صلاة التساعية

يا يسوع أنتَ قلتَ: “إسألوا فتعطوا. أطلبوا فتجدوا. إقرعوا فيفتح لكم” (متى7:7)، هوذا أنـأ أقرع وأطلب وأسأل منك يا رب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا يسوع أنتَ قلت: “فكل ما تسألون الآب بإسمـي أفعلـه ليتمـجد الآب فـى الإبـن”(يوحنا12:14)، فهوذا بإسمك يارب أسأل الآب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا يسوع أنت قلتَ: “السـماء والأرض تزولان وكلامـي لا يزول”(لوقا33:21)، هوذا قد تشجعت بتلك الكلـمات الأكيدة وأسألك يارب نعـمة (تقال النعمة الـمطلوبـة).

– صلاة أبـانـا الذى السموات والسلام الـملائكي والـمجد-

        ياقلب يسوع الأقدس أنـي أضع كل ثقتـي بك

يـا قلب يسوع الأقدس يا من هناك شيئ واحد فقط مستحيل لديك وهو أن لا تقدم الرحـمة والـمحبـة لنـا من خلال قلب مريـم الطاهـر ، الأم الحبيبـة فأقبل طلبتـنـا هذه بشفاعتهـا وشفاعـة القديس يوسف وجـميع القديسيـن ليتـمجد إسمك. آميـن.

يا قلب يسوع الأقدس، أندفع آتياً إليك، وألقي بنفسي في أحضان يداك الرحيمة، فأنت الملجأ الأكيد، وأملي ورجائي الثابت والوحيد. أنت شفاء لجميع شروري، والإغاثة لجميع مأسي والتعويض عن جميع أخطائي، من أجل الحصول على كامل النعم لنفسي وللآخرين فأنا لا يمكنني أن أفي بما ترغبه مني. أنت مصدر النور بالنسبة لي، وبالنسبة لنا جميعا، والقوة، والمثابرة، والسلام والعزاء. أنا على يقين من أن عدم إستحقاقي سوف لا يمنع معونتك لي وحمايتك وحبك، لأن حبك لي ايها القلب الإلهي لانهائي وهو رحمه لي. يا قلب يسوع، أني أضع كل طلباتي أمام رحمتك، وكلي ثقة وإيمان بأنك لن تتخلى ابدأ عنا حتى منتهى الدهور.  أمين. أبانا والسلام والمجد.

اكرام: لنمارس بكل اجتهاد عادة التناول في الجمعة الاولى من كل شهر ولنحث الاخرين على فعل ذلك
نافذة : يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا

اليوم السابع والعشرون -الأحد 27 يونيو: صفات رحمة الله

1.طبيعيـة: أي من صفاتـه الطبيعيـة حيث يوصف الله بأنـه رحيـم:”الربّ رؤوف وصِدّيق وإلهنـا

رحيم”(مزمور5:116) و “الرب إله رحيم ورؤوف طويل الأناة كثير الـمراحم والوفاء يحفظ الرحمة لألوف ويغفر الذنب والـمعصيّة والخطيئـة ولا يتزكّى أمامـه الخاطئ.”(خروج6:34-7). وعلى الرغم من انهـا صفة طبيعيـة إلاّ انـه يقدمهـا للجميع (الأبرار والأشرار) حسب سلطان مشيئتـه “فإنه قد قال لـموسى أصفح عـمن أصفح وأرحم من أرحم. فليس الأمر إذن لـمن يشاء ولا لـمن يسعى بل لله الذى يرحم”(روميـة 15:9-16).

2. أساسية لله فهى نابعـة منـه وليست خارجـة عنـه.

3. لا نهايـة لهـا لأن طبيعة الله لا نهائيـة “إلهنـا عظيم وقوتـه كثيرة ولا إحصاء لعلـمه” (مزمور5:146).

4. أزليـة لأن الله أزلـي “رحمة الرب منذ الأزل وإلـى الأبد على الذين يتقونه وعدله لبني

البنيـن”(مزمور17:102) لأنـه كما يقول الـمرّنم: “من قبل أن تولد الجبال وأنشأت الأرض والـمسكونة من الأزل إلـى الأبد أنت الله”(مزمور2:89).

5. ثابتـة لأن الله لا يتغيـر “فإنـي أنا الرب لا أتغيـر وأنتم يا بني يعقوب لـم تفنوا”(ملاخي6:3).

6. متساويـة بين الأقانيم الثلاثـة لله الآب والله الإبن والله الروح القدس “مُبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته وَلدنـا ثانيـة لرجاء حيّ بقيامة يسوع من بين الأموات” (1بطرس3:1).

“واحفظوا أنفسكم فى محبة الله مُنتظرين رحمة ربنـا يسوع الـمسيح للحياة الأبديـة”(يهوذا 21).

“وكذلك الروح أيضاً يُعضد ضعفنـا فإنـّا لا نعلم ماذا نُصلّي كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع

فينـا بأنات لا تُوصف”(رومية26:8).

7. ظاهـرة فى الـمسيح يسوع- “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبر”(يوحنا18:1).

وكـما يقول القديس بولس ان الله “غنيـّا بالرحـمة” (افسس4:2) فلنلتجئ بكل ثقـة نحو الله صارخين وضارعين كمثل العشّار:”إرحمني أنا الخاطئ”(لوقا13:18)، ولنعترف للرب “لأنـه صالح لأن إلى الأبد رحمته”(مزمور1:106).

اكرام: كن رسولا لقلب يسوع عاملا على بعث الامل في نفوس الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا

اليوم الثامن والعشرون.– الأثنين 28 يونيو “ليتقدس إسـمك”

لقد علّـمنا الرب يسوع فـى الصلاة الربانيـة أن أول طلبة بهـا هـى ” ليتقدس اسـمك”،أي اننا فـى كل مرّة نصليهـا يجب أن نتذكـر أن نقدس أسم الرب فـى أفكارنـا وكلامنا وأعـمالنـا كـما أن السرافييم يقدسونه مسبحين “قدوس قدوس قدوس “(اش 3:6).

فكيف نقدس إسم الرب:

تقديس اللسان

    “فـم الصديق ينبوع حياة” (أم11:10)،”ومن أراد حب الحياة وأن يرى أيامـا صالحة فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه عن كلام الـمكر” (1بط10:3).

  1. تقديس الـمظهر والـملبس

جسدنا هو هيكل اللـه “أنتم هيكل اللـه وروح اللـه ساكن فيكم” (1كو16:3).

فـما معنى أن جسدنا هو هيكل اللـه،أي انـه مقدس،ومكان سكنى اللـه ولهذا يوصينا الرسول بولس “أن يعرف كل واحد منكم كيف يصون اناءه فـى القداسة والكرامـة (1تس 4:4)،ويطالبـنا “فمجّدوا اللـه واحملوه فـى اجسادكم” (1كو19:6-20).

تقديس الفكـر:”فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى الـمسيح يسوع ” (فيليبى 5:2) و “أما نحن فلنا فكر الـمسيح” (1كو16:2).

  •  تقديس البصـر:” من نظر الى إمرأة وإشتهاهـا فلقد زنـا فـى قلبـه” (مت 28:5).

” سراج الجسد العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً” (مت23:6).                    أن نظهـر اسـمه للناس:فـى صلاة يسوع الأخيـرة قبل الصلب قال “أنا أظهرت اسمك للناس” (يو6:17) فلا بد أن نظهر اسمـه العظيم للناس ولا نخجل منه لأن فيه كل إحتياجات البشر. “محبوب هو اسمك بارب فهو طول النهار تلاوتـى” (مز118).                                           أن تكون كل أفعالنا وأقوالنـا بإسم الـمسيح: “كل ما عملتم بقول أو فعل فاعمملوا الكل بإسم الرب يسوع” (كولوسي 17:3).

أن نتعب من أجـل اسـمه: يقول الرب لملاك كنيسة أفسس أي اسقفها فى أولـى رسائله السبع كما جاءت فى سفر الرؤيـا “أنا عارف اعمالك وتعبك وصبرك..وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمي”

أن نتـمسك باسمه ولا ننكره: يقول الرب لملاك كنيسة برغامس مشجعا له وسط الإضطهاد “أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان وأنت متمسك باسمي ولـم تنكر إيـمانـي”                                                                                                                       (رؤ13:2) أجل اسمي ولـم تكلّ” (رؤ 3:2). إن الرب يكافئ كل تعب حتى ولو كان بسيطا مثل تقديم كأس ماء بارد بإسمه فلن  يضيع أجره (مت 11:5-12).

  • أن يكون اسم المسيح هو أعظم كنـز لنـا: “الذى لـي إيـاه أعطيك بإسم يسوع الناصري ” (أع 6:3)
  • أن نتجنب الإثـم والخطية والعثـرات طالـما نحمل اسمه:”ليتجنب الإثـم كل من يسمـى بإسم الـمسيح” (2تى 19:2)
  • أن نمجده ونبارك اسمه حتى فى الضيق والحزن والـمرض والخسارة فعندما انهالت التجارب على أيوب الصديق من خسارة ثروته وأولاده قال مباركاً الرب فى شكر وتسليم “الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً” (أي 21:1).
  • تقديس الذات فى الممارسات الطقسية داخل البيوت او فى الكنائس. أولادنا يروننا فى وضع الصلاة..فى الصوم..فى الذهاب الى الكنيسة كل أسبوع..فى العطاء..فى الـمحبة الـمتبادلة ما بين الزوجين..فى الطاعـة..فى روح الخدمـة..

فـى النموذج الـمثالـي فى البيت ..فـى الإلتزام بالمواعيد..فى الرعاية الروحية. والآن..فهل من منظري ولغتـي وتصرفـاتـي وهدوئـي ومحبتـي وخدمتـي ورعايتي لأسرتـي ينظر الناس الـمسيح فـيّ “فيمجدوا اللـه” فالرسول بولس يقول “اننـا صرنـا منظراً للعالـم للملائكة والناس” (1كو9:4) “فنحن سفراء الـمسيح” (2كو 20:5).

فهـل نقدس اسـم الرب ..ونعلن أسمـه القدوس ..أم تكون صلاتنـا بأن “يتقدس اسمك” هى

تمتمات شفاه لا نعنيهـا وهنا يصدق علينا قول اللـه “هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فـمبتعد عني بعيداً”(اش 13:29).

اكرام: لنعمل بنصيحة القديس بولس “افرحوا دائما بالرب , واقول لكم ايضا : افرحوا “(فيليبي 4:4)

نافذة : يا قلب يسوع كن رجائي                                                            

 اليوم التاسع والعشرون – الثلاثاء 29 يونيو: “إعـملوا كل شيئ لـمجد الله” (1كورنثوس31:10)

فـى صلاة يسوع الأخيـرة قبـل الرحيـل أتت هـذه العبارة :” أنـا مـجّدتـك علـى الأرض وأتـممت العمل الذى أعطيتنى لأعملـه” (يوحنا4:17)، تـرى مـا هـو الـعـمل الذى “أتـمه” يسوع والذى كان هـو هدفـه الوحيد،لدرجـة إنـه كان هـو شغلـه الشاغـل ؟

” إن طعامي أن أعمل مشيئة من أرسلنى وأتـمم عملـه”(يوحنا34:14).

يطلب من الله على لسان القديس بولس قائلا:”إعـملـوا”،هـو أمـر بالعـمل، ولكن مـاذا نعـمل؟!

هذا هـو تساؤلنـا. مـاذا نصنع؟!،مـاذا نعـمل؟!

انـه هـو نفس السؤال الذى طرحـته الـجموع للـمعمدان “ماذا نصنع” (لوقا10:3)،وكان أيضا نفس السؤال الذى طُرح على يسوع “ماذا نصنع حتى نعـمل أعـمال اللـه” (يوحنا 28:6).

فـى موعظـة السيد الـمسيح على الجبل جاء قولـه:”طوبـى للرحـماء فإنهم يُرحمون”(متى7:5)، ويجب دائـما أن نتذكر قول القديس يعقوب:” إن الدينونـة بلا رحـمة تكون على من لا يصنع رحـمة”(يعقوب 13:2)، وفـى أمثال السيد الـمسيح عن السامري الصالـح(لوقا25:10-37) وعن الغني ولعازر(لوقا19:16-31)، تحـمل كلهـا تعليـماً أساسيـاً وهو أن الرحـمة لـمن يرحـم ومن أن الله يكافـئ فقط من  يرحـم فهو القائل: “حينئذ يقول الـملك للذين عن يـمينه تعالوا يا مباركي أبـي رِثوا الـمُلك الـمُعدّ لكم منذ إنشاء العالـم. لأنـي جُعت فأطعمتمونـي وعطشت فسقيتمونـي وكنتُ غريبـاً فآويتـمونـي وعُريـانـاً فكسوتـمونـي ومريضاً فعُدتـمونـي ومحبوساً فأتيتـم إلـيّ”( متى34:25-40).

ولكن كيف يـمكننـا أن نعـمل أعمال الرحـمة تلك دائـما وفى كل وقت؟

ان تفكيـرنـا وتـأملـنا فـى اللـه هـو العـمل الإيجابـى الأول الذى يجب أن يكون فـى حياتـنا الروحيـّة.

فلنـفكّر كثيـرا فـى اللـه،وهذا التفكيـر فـى اللـه يلد مـحبتـه فـى القلب،لهذا بُـدء بالتـأمـل ،أي فكّروا فيـه كثيـراً،فكّروا فـى “إنكم من فوق”،أي من اللـه،وإذا مـا أكثـرتم التفكيـر والتأمـل فـى اللـه وسماءه وملائكته وقديسيه وفـى كلامـه ووصاياه ودستوره و معاملات اللـه مع الناس ومعاملته معـنا خاصـة،حينئذ سينشغل الفِكر باللـه،وهذه الـمشغوليـة ستجعلنا نفكّر فيـه بالأكثـر،وهنا تزداد محبته فـى القلب. إنـهـا دائـرة فكر وحب.

لهذا قيـل:”ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو فـى الـمسيح يسوع” (فيليبى 5:2)و “أحبب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك” (تثنية5:6). نتيجة التأمـل سنعرف “محبّة الـمسيح الفائقـة الـمعرفـة لكى نـمتلئ إلـى كل ملء اللـه” (أفسس 18:3).

إن الفتـور والعثـرات والسقوط هـى نتيجة حتـميه لعدم محبـة اللـه،فإن كان حب اللـه فينـا فلن نجد أي صعوبـة فـى العـمل.

ولهـذا فقبـل البدء فـى العـمل هـو أن نضع مـحبّة اللـه فـى قلوبـنـا.  أن نـضع فـى قلوبـنـا أولا اللـه،وتكوين علاقـة معـه وتعـميقهـا يوما بعد يوم،وهذا لـن يتأتـى بـمجرد مـمارسات خارجيـة وقوانين ونواميس،ولا يصلح لـها مظاهر خارجية ولا الشكليّات ولا السلوك الروحى كـمجرد واجب،بـل هـو عـمـل اللـه فيـنـا،دع اللـه يعـمل فيـك..دعـه يسكن فـى قلبك..لا تقاوم..إنـه هـو الذى يدعـو أن يسكن فـى قلبك يا أخـى ويا أختـى..”يـا إبنـى أعطنـى قلبك” (أمثال 26:23)،لأنـه مكتوب “لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك” (متى 21:6).

إن أول طريق العـمل هـو خـطوة، إبدأ إذن بهذه الخطـوة.مهما كانت قصيرة، ومهما كانت فاترة أو ضعيفـة. أغصب نفسك على إتخاذ هذه الخطوة..الآن..”قـم”..”عُـد”..

أطلب من اللـه أن يسكن فـى قلبك،لأن أي عـمل ظاهـر هو نتيجة ما فـى القلب و قـل لـه : “أنـا يارب غير قادر أن أصل إلـى محبتك،إذ توجد مـحبات أخرى عالـمية ومادية وجسدية تجتذبنـى بعيدا عنك،وأنا ضعيف أمامها،لذلك أريد أن تـمنحنى مـحبتك حتى تعـمل مـحبتك فـيّ فأتمم العـمل الذى أردته أنت”، وعندما يرى اللـه رغبتك فـى الحياة معه والعـمل معـه سيـرسل لك معونته الإلهية وتفتقدك نعـمته ويعـمل فيك روحه القدوس بكل قـوة.

الروح القدس الساكن فيـنا هـو الذى يعطى الكلـمة،والقـوة،وثـمر الروح (غلاطية22:5) ،والإيـمان

(1كورنثوس3:12)، والعزاء (يوحنا26:14)، والقداسة (رومية4:1)،والحرارة فـى الخدمـة والعـمل.

“لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلـم فيكم”(متى20:10)، إذن كل شيئ بالروح،فعـملك ليس من ذاتك،بل دع الروح القدس يحركك ويعـمل بك وفيـك ومعـك،لهذا يدعونا الرب “إمتلئوا بالروح” (أفسس 18:5).

الروح القدس مستعد أن يعـمل فيـنا ولكننا بتهاونـنا وإهـمالـنا نطفئ حرارة الروح فيـنا،ومـا أسهـل

إطفاء الروح بالبيئة الخاطئة والجو الغيـر روحى وبالـمشاكل والأحداث إذا مـا إستقطبت الإنسان وإستولت على فكره ومشاعره، بالفكاهات العابثة ، باللهـو والكسل والتـراخـى والتقصيـر فـى الصلوات ، بالفراغ، بالشهوات وخاصـة مـحبة العالـم.

فإبحث يا أخـى ويا أختـى أيّـة شهوة فـى القلب تلك التى أطفأت روحك؟!

الروح القدس ينشط بالقراءات الروحيـة التى تشغل الفكر باللـه،بالصلوات والخلوات الروحيـة التى يكون لها فاعليتها بكل ما فيها من تأملات وصلوات وقراءات وتراتيل وألحان وجو روحـى نافع وينشّط،وكذلك بالصداقات الروحيـة التى تقوى القلب وتقوده إلـى اللـه،وكذلك ينشط الروح القدس بالتناول من سر القربان الـمقدس وما يصحبه بإستـمرار من توبـة وإعتراف فهو “طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنـا” كـما نردد فـى القداس الإلهـى ومن أجل هذا “نثـبت فيـه وهـو فينـا” (يوحنا56:6).

ولهذا فلنحذر أن نطفئ الروح القدس لهذا صرخ الـمرنّم “روحك القدوس لا تنـزعـه منـي” (مز50)،والرسول بولس دعانا ” لا تحزنـوا روح اللـه الذى به خـتـمتم” (أفسس 30:4).

الأعـمال أنواع ” ولكن اللـه واحد الذى يعـمل الكل فـى الكل” (1كورنثوس6:12).

1. عـمل روحــي :

  • ” هـذا هـو عـمل اللـه أن تؤمنوا بالذى أرسله” (يوحنا29:6)
  •  ” لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك” (1تى 16:4)
  •  “من ردّ خاطئـا عن ضلال طريقه يخلّص نفسا من الـموت ويسـتر كثـرة من الخطايـا” (يع 20:5)
  •  “قد أعلنت إسـمك للناس الذى أعطيتهم لـي من العالـم”  (يو 6:17)
  •  “يروا أعـمالكم الصالحـة فيـمجدوا أباكم الذى فى السـموات” (مت 16:5)
  •  “ولأجلهـم أقّدس ذاتـي ليكونوا هـم أيضا مقدسيـن بالحق”    (يو 19:17)
  •  “فإذا أكلتم أو شربتم أو عـملتم شيئا فإعـملوا كل شيئ لـمجد اللـه” (1كو31:10)
  •  “فإن مشيئة اللـه هـى أن تُسكّتوا بأعـمالكم الصالحة جهالة القوم الأغبياء” (1بط 15:2)
  • “إفـرحـوا فـى الرب”(فيليبى1:3).إضحكوا،إبتسمـوا،ففرحكم هو عـمل الروح فـى داخلكم ودليل إيـمانكم وإختياركم وسلامكم فهو القائل:”ولكنـنى سأراكم فتفرح قلوبكم ولا ينـزع أحـد فـرحكم” (يو 23:16)
  •  “إبـتـغـوا ما هـو فوق حيث الـمسيح” (كولوسى 1:3)
  • “أن نواظب على ما سمعناه أشد مواظبـة لئلا يسرب من قلوبنا” (عب 1:2)
  •  دراسة كلـمة اللـه ” (2تيمو15:2)

وغيـرهـا مـن الأعـمال الروحيـة التى تعـمل على تـمجيد اللـه.

2. عـمل إجـتـماعـى:

  • “الديانـة الطاهـرة عند اللـه الأب هـى هذه إفتقاد اليتامـى والأرامل فـى ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالـم”      (يع 27:1).

– ” ومن كانت له الـمعيشة العالـمية ورأى أخاه فـى فاقـة فحبس عنه أحشاءه فكيف تحـل مـحبـة اللـه فيـه” (1يو17:3).

3. عـمل إداري:

وهـى كل ما يتعلق بإدارة مسؤلياتك فـى بيتك وعملك ومدرستك وكنيستك كلها يجب أن تخضع لروحانيـة الخدمـة “إن إبن الإنسان لـم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه” (مت 28:20).

وكل الأعـمال الأخـرى الحسنة “فـمن يعرف أن يعـمل حسنـا ولا يفعل فتلك خطيّة لـه”

(يع17:4)،”فكن عينـا للأعـمى ورجلاً للأعرج وأبا للمساكين” (أيوب 15:29)،وكن إنسانـا معطاء

فكـما قيل عن السيد الرب “إنـه كان يجول يصنع خيـراً” (أع38:10).

عـمل لا يـأتـى منـه العثـرات لأنـه “ويل لـمن تأتى بواسطته العثرات” (لو1:17).

فإعـمل فـى أي مجال،فـى البيت،فـى مكان العـمل،فـى الكنيسة،فـى النادى،مع كل أحـد،الـمهـم أن تعـمـل ولا تكن خامـلا تدفـن الوزنـات.

هدف العـمل هـو تـمجيد اللـه..”أنـا مـجّدتك على الأرض”..

عندمـا نبدأ العـمل فلا بد من الإستـمرار” كونوا راسخين غيـر متـزعـزعـين مكثـرين فـى عـمل الرب كل حيـن” (1كو58:15)

فلنبـدأ فـى العـمل..لأن الرب “سيأتى كلا منكم على حسب أعماله”(رؤ23:2)

فلا تكن أعـمالنا باردة أو بالفاتـرة (رؤ15:3) بل دائـمة وقـوية..فعّالـة ومقدسة.

وإحذر فـى أعـمالـك من الكبـريـاء لأن “قبل الكسر الكبـرياء وقبل السقوط تشامخ الروح” (أم 18:16).

“فـمهـما أخذتم فيـه من قـول أو فعل فليكن الكل بإسم يسوع الـمسيح شاكرين بـه للـه الأب” (كولوسى 17:3).

” ومـتى فعلـتم كل مـا أُمرتـم بـه فقـولـوا إنـنـا عبيد بطالّون” (لو10:17) ودائـما فلنتذكـر القـول ” لا لنـا يارب لكن لإسمك أعطِ الـمجّد” (مز1:113).

“فـمن عند الرب كان ذلك وهو عجيب فـى أعيننـا” (مت 42:21)..

“إعـملـوا” ..”فلا شدّة ولا ضيق ولا جوع ولا عري أو خطر أو إضطهاد أو سيف” (رو38:8) يـمكن أن أن يوقفـنا عـن العـمل.

قيـل ليونان النبـى يومـا “مـا عـملك ومن أين جئت وما أرضك ومن أي شعب أنت” (يونان 8:1) فـماذا يـمكن أن نقـول أو نجاوب إذا ما سألـنا الرب يومـا مـا؟!.

“فلـيختـبـر كل واحـد إذن عـمـلـه” (غلا4:6).

فـإنـه “لكل واحد منـا أعطيت النعـمة علـى مقدار مـوهـبة الـمسيح وهـو الذى جعل بعضا رسلا وبعضا أنبياء وبعض مبشرين وبعض رعاة ومعلـمين لأجل تكـميل القديسين ولعمل الخدمـة وبنيان جسد الـمسيح” (أف7:4، 11-12).

إن عـملنـا هـو تـميم إرادة اللـه، لأنـنـا “مـن فـوق”.فـأرضـنـا هـى السـماء،ونـحن مـن أهـل السـماء.

ولـيـتمجد الرب فـى كل شيئ الآن وإلـى الأبــد أميـن.

اكرام : اشترك ببعض نشاطات خورنتك
نافذة : يا قلب يسوع لجة كل الفضائل ارحمنا

                           
اليوم الثلاثون – الأربعاء 30 يونيو: الى الامام مع مريم

كما بدأنا هذا الشهر بعبادة قلب يسوع تحت اشراف وعناية مريم الكلية القداسة هكذا نختتمه تحت انظارها الوالدية لان يسوع نفسه اختتم رسالته الخلاصية على الصليب ممليا على تلميذه المقرب يوحنا وصيته الأخيرة بقوله” هذه أمك”، مشيرا الى امه مريم العذراء وبشخص يوحنا فان كل مسيحي هو ابن مريم .هذه الهبة الكريمة من قلب يسوع نتقبلها بفرح وامتنان وكما اخذ يوحنا مريم الى بيته منذ تلك الساعة ( يوحنا 19 : 27 )، هكذا نفعل نحن ايضا , اعني نسلم الى عنايتها الوالدية وحمايتها القديرة : حياتنا واعمالنا , لا بل حتى صعوباتنا و مشاكلنا بثقة بنوية عالية اذ ليس في الكون قلب يخفق بالحب والحنان كقلب الام , انه قادر ومستعد للعطاء , للحب والصفح , للنسيان والغفران . لذا يشار دائما وباعجاب عال الى القلب الوالدي كرمز للتضحية والحنان .هكذا هو قلب مريم الطاهر، فكم نحن بحاجة اليه . ان سر التجسد السامي تم في احشاء الام البتول، وفي قلبها الطاهر بدأ سر الفداء عندما ابدت قبولها وخضوعها الكلي لارادة السماء معلنة بكل كيانها : ” ها انا امة الرب فليكن لي كقولك” ( لوقا 1 : 38 ).ان مريم هي التي جذبت اليها يسوع من السماء. فإذا اقتربنا منها، نرى يسوع بواسطتها. انّ العالم لم يعرف يسوع إلا بواسطة مريم. فلماذا لا نبحث إذا عن الطريق الحقّ التي توصلنا إلى يسوع؟!

إنّ مريم هي “خاطفة القلوب”، كما يدعوها القديس برنردوس. فقد خطفت أولا قلب الله إليها، ثمّ تخْطف قلوب بني البشر بمحبّتها الوالديّة لتقدّمها لله. ويحدث ذلك في ارتدادات يوميّة تصنعها مريم مع الخطأة. وقد قال الربّ يسوع يوماً للقديسة كاترينا السيانيّة: “لقد خُلقت مريم، تلك الابنة المحبوبة، لتكون نظير طعم لذيذ، يصطاد القلوب ويأسرها لي, وخصوصا قلوب الخطأة”…

إنّ مريم لا يمكنها أن تحفظ شيئا وتخصّه لذاتها. فكلّ ما يصل إلى يديها تقدّمه لابنها، وريثها الوحيد. وكما انّ مريم كانت على وجه الأرض تعتني بتغذية وحيدها، كذلك هي اليوم في السماء لا تزال تواصل عنايتها. وهي تعرف، اكثر من الجميع, انّ طعامه هو المحبّة. وقد صرّح الرب يسوع نفسه لرسله، عندما قالوا له: “يا سيّد، كلْ”, فأجاب: “لي طعامٌ آخر لا تعرفونه”! أي إرتداد المرأة السامريّة الخاطئة، فبقدر ما تجذب مريم إليه من القلوب، تكون قد سمعت إلى تغذيته. وهذا ما تصنعه مريم، كلّ يوم, حتى انتهاء العالم.

وقد وضعت الكنيسة المقدّسة على فم مريم هذا الكلام النبويّ كما جاء في سفر الحكمة: “عندي هو الغنى، لكيما أغني الكثيرين” وذلك، لتُبيّن أنّ مريم تغني الملتجئين إليها بالنعم العديدة التي تفرغها في قلوبهم, لأنّ عندها كلّ كنوز الله. ولهذا تضيف أيضا قائلة: “تعالوا أيها الراغبون فيّ, واشبعوا من ثماري”!

فلنسرع إذاً إلى مريم، راجين, منها أن تقودنا هي إلى قلب يسوع لنتأمل فيه, هذا الشهر المقدس, ونعرفه حقّ المعرفة, فنزداد حباً له, وننال وعوده الصادقة.

لنتذكر في اختتام هذا الشهر المبارك ان امنا القديرة مريم هي معنا، وان انظارها الوالدية تتبعنا وتحرسنا اذا ما حافظنا على الامانة نحو ابنها الحبيب يسوع ونحوها وليكن حبنا لها ليس في هذا الشهر فحسب بل في كل ايامنا آمين

اكرام : لنشجع الكتاب المقدس والكتب الدينية التي تنشرها كنيستنا حبا بقلب يسوع فنقتنيها , ونقرأها , ونضعها تحت تصرف الاخرين
نافذة: يا قلب يسوع مسكن العلي العظيم ارحمنا                                                                           


[1] https://mariantime.org/

[2] “The Devotion to the Sacred Heart of Jesus” by Fr. John Croiset, S.J. (1988)

[3] موقع كنيسة الانبا تكلا هيمانوت-مصر

[4] من كتاب “مع المسيح” لمثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب

موقع يسوعنا

[6] من كتاب”مع المسيح” لمثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب

[7] منقول

[8] “Behold This Heart”, Fr. Thomas Dailey, 2020

[9]شهر مع قلب يسوع الأقدس (1) (holy-mary.org)

[10] “Sacred Heart of Jesus” Prayer Book (2016)

[11] (popefrancis-ar.org)