تأمل اليوم:لأني أكون صفوحا عن آثامهم

تأمل اليوم:لأني أكون صفوحا عن آثامهم

 ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد

تأمل في قراءات الخميس 5 ديسمبر 2013 – 10  كيهك 1730

الأب/ بولس جرس

اليوم العاشر من  شهر كيهك

السنكسار

نياحة القديس نيقولاوس أسقف مورا

القديس نيقولاوس هو الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نويل الذي يترك الهدايا لأطفال ليلة عيد الميلاد المجيد

في مثل هذا اليوم تنيح القديس البار نيقولاوس أسقف مورا . كان من مدينة مورا ، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة . و قد جمعا إلى الغني الكثير مخافة الله. و لم يكن لهما ولد يقر أعينهما و يرث غناهما. و لما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما و رزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته . و لما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم اكثر مما كان يتلقى من المعلم . و منذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة . فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك و الجهاد و الفضيلة حتى رسم قسا و هو في التاسعة عشرة من عمره. و اعطاه الله موهبة عمل الآيات و شفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات و قدمه من إحسانات وصدقات. ومنها انه كان بمدينة مورا رجل غني احني عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري  وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج و لم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أحد المواخير، و لكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما إعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار ، ووضعها في كيس و تسلل ليلا دون إن نشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، و كانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس و فرح كثيرا و استطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى . و في ليلة أخرى كرر القديس عمله و القي بكيس ثان من نافذة المنزل، و تمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن ، فلبث ساهرا يترقب، و في المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، فاسرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه ، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس ، فخر عند قدميه و شكره كثيرا ، لأنه أنقذ فتياته من فقر المال و ما كن سيتعرضن له من الفتنة . إما هو فلم يقبل منهم إن يشكروه ، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه. و منها انه طرد شياطين كثيرة من أناس و شفي مرضي عديدين، و كان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه خلق كثير، و يفضل عنه اكثر مما كان أولا . و قبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأي ذات ليلة في حلم كرسيا عظيما و حلة بهية موضوعة عليه و إنسانا يقول له: البس هذه الحلة و اجلس علي هذا الكرسي، ثم رأي في ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت و السيد المسيح يناوله الإنجيل.

و لما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم و اعلمه بان المختار لهذه الرتبة هو نيقولاؤس و اعلمه بفضائله ، و لما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، و علموا انها من السيد المسيح ، واخذوا القديس و رسموه أسقفا علي مورا . و بعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان ، و لما قبض علي جماعة من المؤمنين و سمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو ايضا و عذبه كثيرا عدة سنين، و كان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان . و لما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن ، فكان و هو في السجن يكتب إلى رعيته و يشجعهم و يثبتهم. و لم يزل في السجن إلى إن اهلك الله دقلديانوس، و أقام قسطنطين الملك البار، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. و كان القديس من بينهم  وعاد إلى كرسيه . و لما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م لمحاكمة اريوس كان هذا الاب بين الأباء المجتمعين. و لما اكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد إن أقام علي الكرسي الأسقفي نيف و أربعين سنة . و كانت سنو حياته تناهز الثمانين .

نياحة القديس شوره الاخميمى

تذكار نقل جسد البابا ساويرس الانطاكى

في مثل هذا اليوم نقل جسد القديس ساويرس بطريرك إنطاكية إلى دير الزجاج ،و ذلك انه تنيح في سخا عند رجل أرخن محب للأهل اسمه دوروثاؤس ، وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية ، وأمرهم إن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل ، ولما وصلوا بحري قرطسا قليلا ، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماء يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا ، ولكن الله محب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم ، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقا وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مبغضيه واظهر آية بان جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل ، ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج ، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثاؤس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية ، وقد اجري الله آيات وعجائب كثيرة من جسده ، وعظم الله القديس بعد مماته اكثر من حياته . شفاعته تكون معنا امين

لأني أكون صفوحا عن آثامهم

 ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد

تأمل في قراءات الخميس 5 ديسمبر 2013 – 10  كيهك 1730

نص قراءة الرسالة

“فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها  إذ الناموس لم يكمل شيئا . ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله وعلى قدر ما إنه ليس بدون قسم لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة ، وأما هذا فبقسم من القائل له : أقسم الرب ولن يندم ، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد أفضل وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد ، له كهنوت لا يزول فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله ، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس ، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة ، إذ قدم نفسه فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد وأما رأس الكلام فهو : أن لنا رئيس كهنة مثل هذا، قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات خادما للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان لأن كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين وذبائح . فمن ثم يلزم أن يكون لهذا أيضا شيء يقدمه فإنه لو كان على الأرض لما كان كاهنا، إذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس الذين يخدمون شبه السماويات وظلها ، كما أوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع المسكن . لأنه قال : انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد أعظم ، قد تثبت على مواعيد أفضل فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان  لأنه يقول لهم لائما : هوذا أيام تأتي ، يقول الرب ، حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر ، لأنهم لم يثبتوا في عهدي ، وأنا أهملتهم ، يقول الرب لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام ، يقول الرب : أجعل نواميسي في أذهانهم ، وأكتبها على قلوبهم ، وأنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا ولا يعلمون كل واحد قريبه، وكل واحد أخاه قائلا : اعرف الرب ، لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم لأني أكون صفوحا عن آثامهم ، ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد فإذ قال جديدا عتق الأول . وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، (عبرانيين 7 : 18 – 8 : 13).

 حيث يتناول إنجيل اليوم النص المقدس والمكرر “الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح ”  (يوحنا 16 : 20 – 33) الذي سبق وتأمانا العديد من مقاطعه وآياته الرائعات، نلجأ إلى نص  الرسالة من العبرانين وإن كنا قد تاملنا في بعض آياتها أيضا…

حيث تحدثنا بالأمس عن الغفران والتوبة في رسالة يعقوب الرسول نستكمل الحديث عن التوبة والصفح والغفران في العهد الجديد. الرب يعد على لسان الرسول أن شريعة العهد القديم التي أُبطلت لضعفها وعدم نفعها لم تستطع أن تحقق للإنسانية حلم العودة  والوصول إلى المصالحة الحقيقية مع الله لأن وجود الشريعة والناموس يفترض  ما ينقضهما ومن يتعدى قوانينهما بل وينصان على جزاءات وعقوبة كل تعد…

لذلك وعد الرب “هوذا أيام تأتي ، يقول الرب ، حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر ، لأنهم لم يثبتوا في عهدي ، وأنا أهملتهم ، يقول الرب لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام ، يقول الرب : أجعل نواميسي في أذهانهم ، وأكتبها على قلوبهم ، وأنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا ولا يعلمون كل واحد قريبه، وكل واحد أخاه قائلا : اعرف الرب ، لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم لأني أكون صفوحا عن آثامهم ، ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد”

  فحيث كتبت شريعة العهد القديم على ألواح من الحجر، ظللت صعبة على التطبيق عسيرة على الفهم محتاجة إلى تفسير وإفتاء بجانب ما يصاحب تطبيقها من تقصير وتعد؛ لذا قرر الرب نفسه أن يعقد مع البشرية البائسة المتألمة عهدا جديدا لا يعتمد بعد اليوم على عناصر خارجة عن الإنسان بعيدة عن تصورات قلبه بل شريعة “ أجعل نواميسي في أذهانهم ، وأكتبها على قلوبهم” هي إذن هذه المرة تشمل الكيان كله العقل والقلب ليس الحجر والصخر ولا تتوقف عندالجبل ولا الهيكل …

أول  ما سيفعله الرب لتأهيل البشر لهذه النقلة التاريخية هو غفران الخطايا” لأني أكون صفوحا عن آثامهم، ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد” كيف سيتم هذا بلا ذبيحة ؟ بلا بذبيحة دم ابنه الوحيد الكاهن إلى الأبد الذ قدم ذاته ذبيحة مرة واحدة عن كل خطايا جنس البشر … ولنا بدمه الدخول إلى القداس أي ال\دخول إلى حضرة الله والتحدث معه وبناء علاقة صداقة وألفة ومودة ككثير من قديسي العهد الجديد. الشرط الوحيد للدخول في هذا العهد هو “التوبة” ا ما الصفح والغفران والرعاية والعناية والبنيان فهي عليه وفيما يخص البحث والتفقد فهي كذلك عليه وحتى النجدة والإنتشال والإنقاذ…عليه أيضاً … كل ما عليك هو أن تفتح قلبك للتوبة.