تأمل اليوم: أنت ابني الحبيب

تأمل اليوم: أنت ابني الحبيب

تأمل في قراءات السبت, 9 نوفمبر 2013 30 بابة 1730

ظهور راس مارمرقس الانجيلي الرسولي وتكريس كنيسته سنة 360ش

الأب بولس جرس

في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس البتول مار مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية، وظهور رأسه المقدس بمدينة الإسكندرية . صلاته تكون معنا امين .ونياحة القديس ابراهيم المتوحد

نص الإنجيل

“بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي ، الذي يهيئ طريقك قدامك  صوت صارخ في البرية : أعدوا طريق الرب ، اصنعوا سبله مستقيمة كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا  وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن ، معترفين بخطاياهم  وكان يوحنا يلبس وبر الإبل ، ومنطقة من جلد على حقويه ، ويأكل جرادا وعسلا بريا  وكان يكرز قائلا : يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه  أنا عمدتكم بالماء ، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس  وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت ، والروح مثل حمامة نازلا عليه  وكان صوت من السماوات : أنت ابني الحبيب الذي به سررت ” (مرقس 1 : 1 – 11).

نص التأمل

تحدثنا في تأمل أمس عن ابن الانسان- ابن الله..الذي أخلى ذاته آخذا صورة عبد وفي  حديثه عن ذاته كان يفضل استخدام “ابن الانسان”…لكن هذا الظهور الإلهي “الإبيفانيا” وهي نفس النص الذي نقرأه في عيد الغطاس يحمل معنى خاصاً. ها هو نفس الروح الذي مسح يوحنا وأرسله ليعمد كان قد سبق واخبره ان “من ترى الروح نازلا من السماء ليحل عليه، هو نفسه من سيعمد بالروح القدس والنار”. وقد شهد يوحنا اعظم مواليد النساء بعد ان عاين وراى وسمع ولمس “أن هذا هو الآتي ومنجله بيده لينقي بيدره”

أما صوت الآب الذي زلزل الكون في الخلق فقد عاد اليوم ليخلق حقيقة جديدة يولد منها عالم جديد طوهوذا ابني الحبيب الذي به سررت” نعم لنه يبدأ رسالته اليوم بالإخلاء يخلي ذاته أما خليقته وي يوحنا فيتجرد من ملابسه لينال معمودية لغفران الخطايا وهو الذي لم يرتكب خطيئة ولم يوجد في فمه غش هو الفتى المختار هو الإبن الحبيب الذي أرسله الآب ليعقد مع البشرية عهدا جديدا فيخط في القلوب شريعته عوضا عن الحجر ومن هناك حيث القلب ينطلق ليغزو العالم بأقوى الاسلحة واشدها تاثيراً “سلاح المحبة” فالمحبة هي سلاح المسيحي الذي به ينتصر على كل ما يلقاه من صعوبات في هذا العالم” لنرجع إلى نشيد بولس عنها لنرى:

v   إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة ، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن

v    وإن كانت لي نبوة ، وأعلم جميع الأسرار وكل علم ،

v   وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ، ولكن ليس لي محبة ، فلست شيئا

v    وإن أطعمت كل أموالي ، وإن سلمت جسدي حتى أحترق ، ولكن ليس لي محبة ، فلا أنتفع شيئا

v    المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخر ، ولا تنتفخ

v    ولا تقبح ، ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد ، ولا تظن السؤ

v    ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق

v    وتحتمل كل شيء ، وتصدق كل شيء ، وترجو كل شيء ، وتصبر على كل شيء

v   المحبة لا تسقط أبدا . وأما النبوات فستبطل ، والألسنة فستنتهي ، والعلم فسيبطل 

ولقد عاش الرب يسوع تلك المحبة بكل كيانه ومن كل جوارحه لأنه ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن إخوته” فصار عند أبيه الابن الحبيب والفتى الذي سرت به نفسه.

v   فإن اردنا ان نسمع نفس الصوت وننال نفس الشهادة،

v   إن شئنا ان نمتليء بالروح ونصير له مسكناً

v   وإن إخترنا ان نصير للآب بنيا ،

v   واحببنا أن نصبح ليسوع إخوة فنصل إليه ونمكث معه

فما علينا سوى

v   التجرد من الذات ومن حب العالم والمزيد من الإخلاء

v   والكثير من الحب والوفير من السخاء والعطاء المجاني

حينئذ ستسمع صوت الآب ليس فقط في صلاتك بل في كل لحظة من لحظات حياتك