تأمل اليوم: أُنظُرْ إذًا

تأمل اليوم: أُنظُرْ إذًا

تأمل في قراءات الثلاثاء 25 فبراير 2014

الموافق الأول من شهر برمهات1730

الأب بولس جرس

برمهات: نسبة إلى ( بامونت ) اله الحرب والحرارة وهو الموصوف بالثور المنصور وفيه تشتد الحرارة لنضج المزروعات . أطلق علية المصريون أيضا شهر الشمس والحرارة الصغيرة .

أمثال الشهر : برمهات روح الغيط وهات من السبع حاجات ، برمهات روح الغيط وهات قمحات وعدسات وبصلات  لأن فيه تحصد الزراعة وتوضع الغلة في الأجران ) عاش النصراني ومات لم يأكل الجبن في برمهات (لأن فيه الصوم الأربعيني المقدس).

السنكسار

نياحة القديس نركيسوس

في مثل هذا اليوم من سنة 222 م تنيح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس ، وهذا الأب قدم إلى بيت المقدس في سنة 190 م في عهد الكسندروس قيصر الذي كان محبا للنصارى . وكان هذا الأب قديسا كاملا في جميع تصرفاته ، فرعى شعبه أحسن رعاية ، ولم يلبث قليلا على كرسيه حتى مات الكسندروس ، وقام بعده مكسيميانوس قيصر ، وهذا أثار الاضطهاد على المسيحيين ، وقتل عدداً كبيرا من الأساقفة وغيرهم ، وهرب البعض تاركا كرسيه أما هذا الأب فقد منحه الله موهبة صنع العجائب ، ففي ليلة عيد القيامة كان الزيت قد نفذ من القناديل ، فأمر أن تملأ ماء فأضاءت. واستنار الجميع فى تلك الليلة من ضوء تعاليمه أيضا . ولكن عدو الخير لم يسكت ، فحرك البعض ضده ، فاتهموه بخطية النجاسة ، وكان جزاء الله مرا على أولئك الكاذبين ، إذ مات أحدهم محروقا ، واندلقت أمعاء آخر ، وذاب جسم الثالث من دوام المرض ، وقتل رابع ، وتاب الخامس ذارفا الدموع معترفا بذنبه .

أما القديس فذهب إلى البرية واختفى فيها لئلا يكون بقاؤه سببا في عثرة أحد ، وأذ لم يعرف من أمره شيئا، اختاروا عوضه آنسانا اسمه ديوس ، فقام زمانا ثم تنيح فقدموا آخر اسمه غوردينوس . ولما انقضى زمان الاضطهاد عاد الأب نركيسوس إلي أورشليم فقابله شعبه بفرح عظيم . وطلب إليه غورينوس أن يتسلم كرسيه فلم يقبل وآثر الوحدة . فألح عليه أن يبقى معه بالقلاية فأقام معه سنة تنيح على أثرها غورينوس ، فتسلم القديس نركيسوس كرسيه . وكان قد كبر وضعف جدا ، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفا آخر عليهم فأبوأ . وحث أن الكسندروس أسقف القبادوقية حضر إلي بيت المقدس ليصلى ويعود ، ولما هم بالرجوع بعد العيد اذا بالشعب يسمع صوتا عظيما في كنيسة القيامة يقول ” اخرجوا إلي باب المدينة الفلانى ، وأول من يدخل منه فهذا امسكوه وأبقوه مع نركيسوس ليساعده . فكما خرجوا إلي الباب التقوا بالأسقف الكسندروس فرجوه أن يقيم مع الأب نركيسوس ، فقبل بعد تمنع شيد ، ولبث معه الى أن تنيح ، وكانت مدة جلوس هذا الأب على كرسى الأسقفية سبعا وثلاثين سنة ، وجملة حياته مائة وست عشرة سنة. صلاته تكون معنا آمين .

استشهاد القديس الكسندروس الجندى

في مثل هذأ اليوم استشهد القديس الكسندروس الجندى ، في أيام الملك الوثنى مكسيميانوس . ولما امتنع هذا القديس عن التبخير للأصنام عاقبه الملك بأن علقه من يديه ، وربط فى رجليه حجرا ثقيلا ، وأمر بضربه وحرق جنبيه وجعل مشاعل نار عنى وجهه . واذ لم تثنه هذه العذابات أمر الملك بضرب رقبته ونال إكليل الشهادة شفاعته تكون معنا . آمين .

استشهاد القديسين مقرنيوس وتكلا

نوة الحسوم : جنوبية غربية بأمطار غزيرة سبعة أيام

 نص الإنجيل

“ليس أحَدٌ يوقِدُ سِراجًا ويَضَعُهُ في خِفيَةٍ، ولا تحتَ المِكيالِ، بل علَى المَنارَةِ، لكَيْ يَنظُرَ الدّاخِلونَ النّورَ. سِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ، فمَتَى كانَتْ عَينُكَ بَسيطَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ نَيِّرًا، ومَتَى كانَتْ شِرِّيرَةً فجَسَدُكَ يكونُ مُظلِمًا. اُنظُرْ إذًا لِئلا يكونَ النّورُ الذي فيكَ ظُلمَةً. فإنْ كانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا ليس فيهِ جُزءٌ مُظلِمٌ، يكونُ نَيِّرًا كُلُّهُ، كما حينَما يُضيءُ لكَ السِّراجُ بلَمَعانِهِ”. (لوقا 11 : 33 – 36).

 نص التأمل

انظر إذاً

هي اليوم دعوة للدخول إلى باطن الذات

فنحن البشر مصابون جميعا بداء النظر في اخطاء الآخرين إلى حد الحملقة

وما الفراسة وعلم دراسة السمات وخلجات الوجه إلا خير دليل على ذلك

وما علوم النفس والشخصية سوى طريق إلى فهم الاخر وشخصيته لتحديد كيفية التعامل معه

لكن متى ننظر إلى ذواتنا وكيف نرى انفسنا من الأساس؟

الحقيقة المرة هي اننا عادة ما لا نعرف ذواتنا وكثيرا ما نجهل نواقصنا وغالبا ما نتجاهل عيوبنا

بل وكثيراً ما نعتبرها مزايا نتباهى بها ونفتخر إذا قام احد باكتشافها وتوجيه نظرنا إليها

فإذا ما كنا نعتقد اننا الأفضل بينما نحن أسوا الخلق فليس هذا عجبا

فهناك من الأجناس من  يظنون مثلا انهم اشرف الخلق والعالم يعتبرهم عكس ذلك

اليهود اعتبروا الأمم انجاسا وتحاشوهم واعتزلوهم فكرههم العالم واضطهدهم اينما وجدوا

وهناك من الأديان من يعتبر نفسه اكثر الديانات تسامحا مع باقي الأديان

بينما التاريخ والزمن المعاصر يثبتان العكس

والمصري مثلا يعتبر انه بالفهلوة يغلب ذكاء الاخرين ويضحك عليهم ويخدعهم

بينما  النتيجة المرئية والمسموعة والمعروفة والنهائية انه مازال يقبع في قمة البؤس

ليس في التاريخ كله عبقري واحد نادى بذاته عبقريا

ولا قائدا واحدا اعتقد انه الفضل في التاريخ

ولا قديسا واحدا ظن لوهلة انه قديس

على العكس تجد اكثر الناس عظمة اكثرهم تواضعا

واعلى الناس ذكاءً ابسطهم تعبيرا

واغنى الناس ئراء اكثرهم احتقارا للمال

وانشط البشر انتاجا( الألمان واليابانيين) اصعبهم محاسبة للذات على التقصير

دعوة اليوم للكنيسة وللمسيحين وللأسرة المسيحية

ولك ولي ان ننظر على الداخل ونلتقط صورة واقعية لذواتنا بعدسة محادية

كي نستطيع ان نكوّن صورة واقعية عن ذواتنا علّها تساعدنا في التغلب على نواقصنا وعيوبنا

فليس هناك أفضل من محاسبة الذات كسبيل للإصلاح والتغيير….

 

 

صلاتي اليوم

علمني ان انظر داخل ذاتي

يا سيدي

إليك اتوجه ضارعا بانسحاق

ساعدني أن ارى ذاتي ان انظر إلى باطني

ان افهم نفسي ان اقييم حياتي

ان افحص عيوبي واقوم اخطائي

ساعدني ان أقييم ذاتي وان اقوم مسالب حياتي

ساعدني ان ارى نفسي بعيون الاخرين لا بعيني ذاتي

ساعدني ان أفصل بين ما هو شخصي وما هو موضوعي كي اصدر حكما محايدا

ساعدني ان ارى النقص في ذاتي كي ابدأ عملية الإكتمال

ساعدني ان اتبين ما هو هش وضعيف داخلي كي ابدا عملية الترميمم

ساعدني ان اعترف بالظلام الذي في باطني كي اسمح للنور بالإنتشار

ساعدني ان اتعرف على مكامن ضعفي وبواطن فسادي كي أطلب الشفاء

علمني ان اقبل عيوبي واتعامل معها بواقعية وسلام

وساعدني اخيرا ان ابدا عملية إصلاح شامل بك ومعك وفيك

لأنك انت خلقتني وخلصتني وتحبني كما انا

ما دمت لا انفك احاول ان اتبين الطريق في دهاليز ظلمات كياني….

كن انت  لي نوراً ونبراسأ ومقياسياً…