تأمل اليوم: أُنظُرْ إذًا

تأمل اليوم: أُنظُرْ إذًا

تأمل في قراءات الثلاثاء 25 فبراير 2014 الموافق الأول من شهر برمهات1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل

“ليس أحَدٌ يوقِدُ سِراجًا ويَضَعُهُ في خِفيَةٍ، ولا تحتَ المِكيالِ، بل علَى المَنارَةِ، لكَيْ يَنظُرَ الدّاخِلونَ النّورَ. سِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ، فمَتَى كانَتْ عَينُكَ بَسيطَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ نَيِّرًا، ومَتَى كانَتْ شِرِّيرَةً فجَسَدُكَ يكونُ مُظلِمًا. اُنظُرْ إذًا لِئلا يكونَ النّورُ الذي فيكَ ظُلمَةً. فإنْ كانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا ليس فيهِ جُزءٌ مُظلِمٌ، يكونُ نَيِّرًا كُلُّهُ، كما حينَما يُضيءُ لكَ السِّراجُ بلَمَعانِهِ”. (لوقا 11 : 33 – 36).

نص التأمل
انظر إذاً

هي اليوم دعوة للدخول إلى باطن الذات
فنحن البشر مصابون جميعا بداء النظر في اخطاء الآخرين إلى حد الحملقة
وما الفراسة وعلم دراسة السمات وخلجات الوجه إلا خير دليل على ذلك
وما علوم النفس والشخصية سوى طريق إلى فهم الاخر وشخصيته لتحديد كيفية التعامل معه
لكن متى ننظر إلى ذواتنا وكيف نرى انفسنا من الأساس؟
الحقيقة المرة هي اننا عادة ما لا نعرف ذواتنا وكثيرا ما نجهل نواقصنا وغالبا ما نتجاهل عيوبنا
بل وكثيراً ما نعتبرها مزايا نتباهى بها ونفتخر إذا قام احد باكتشافها وتوجيه نظرنا إليها
فإذا ما كنا نعتقد اننا الأفضل بينما نحن أسوا الخلق فليس هذا عجبا
فهناك من الأجناس من يظنون مثلا انهم اشرف الخلق والعالم يعتبرهم عكس ذلك
اليهود اعتبروا الأمم انجاسا وتحاشوهم واعتزلوهم فكرههم العالم واضطهدهم اينما وجدوا
وهناك من الأديان من يعتبر نفسه اكثر الديانات تسامحا مع باقي الأديان
بينما التاريخ والزمن المعاصر يثبتان العكس
والمصري مثلا يعتبر انه بالفهلوة يغلب ذكاء الاخرين ويضحك عليهم ويخدعهم
بينما النتيجة المرئية والمسموعة والمعروفة والنهائية انه مازال يقبع في قمة البؤس
ليس في التاريخ كله عبقري واحد نادى بذاته عبقريا
ولا قائدا واحدا اعتقد انه الفضل في التاريخ
ولا قديسا واحدا ظن لوهلة انه قديس
على العكس تجد اكثر الناس عظمة اكثرهم تواضعا
واعلى الناس ذكاءً ابسطهم تعبيرا
واغنى الناس ئراء اكثرهم احتقارا للمال
وانشط البشر انتاجا( الألمان واليابانيين) اصعبهم محاسبة للذات على التقصير
دعوة اليوم للكنيسة وللمسيحين وللأسرة المسيحية
ولك ولي ان ننظر على الداخل ونلتقط صورة واقعية لذواتنا بعدسة محادية
كي نستطيع ان نكوّن صورة واقعية عن ذواتنا علّها تساعدنا في التغلب على نواقصنا وعيوبنا
فليس هناك أفضل من محاسبة الذات كسبيل للإصلاح والتغيير…

صلاتي اليوم 

علمني ان انظر داخل ذاتي
يا سيدي 
إليك اتوجه ضارعا بانسحاق
ساعدني أن ارى ذاتي ان انظر إلى باطني
ان افهم نفسي ان اقييم حياتي 
ان افحص عيوبي واقوم اخطائي
ساعدني ان أقييم ذاتي وان اقوم مسالب حياتي
ساعدني ان ارى نفسي بعيون الاخرين لا بعيني ذاتي
ساعدني ان أفصل بين ما هو شخصي وما هو موضوعي كي اصدر حكما محايدا
ساعدني ان ارى النقص في ذاتي كي ابدأ عملية الإكتمال
ساعدني ان اتبين ما هو هش وضعيف داخلي كي ابدا عملية الترميمم
ساعدني ان اعترف بالظلام الذي في باطني كي اسمح للنور بالإنتشار
ساعدني ان اتعرف على مكامن ضعفي وبواطن فسادي كي أطلب الشفاء
علمني ان اقبل عيوبي واتعامل معها بواقعية وسلام
وساعدني اخيرا ان ابدا عملية إصلاح شامل بك ومعك وفيك
لأنك انت خلقتني وخلصتني وتحبني كما انا 
ما دمت لا انفك احاول ان اتبين الطريق في دهاليز ظلمات كياني…. 
كن انت لي نوراً ونبراسأ ومقياسياً