تأمل اليوم: إلى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي

تأمل اليوم: إلى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي

الأب/ بولس جرس

تأمل في قراءات السبت, 23 نوفمبر 2013 –14  هاتور 1730
نص الانجيل
“الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح  المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان في العالم فأنتم كذلك ، عندكم الآن حزن . ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئا . الحق الحق أقول لكم : إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي . اطلبوا تأخذوا ، ليكون فرحكم كاملا قد كلمتكم بهذا بأمثال ، ولكن تأتي ساعة حين لا أكلمكم أيضا بأمثال ، بل أخبركم عن الآب علانية في ذلك اليوم تطلبون باسمي . ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم لأن الآب نفسه يحبكم ، لأنكم قد أحببتموني ، وآمنتم أني من عند الله خرجت، خرجت من عند الآب ، وقد أتيت إلى العالم ، وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب  قال له تلاميذه : هوذا الآن تتكلم علانية ولست تقول مثلا واحدا الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ، ولست تحتاج أن يسألك أحد . لهذا نؤمن أنك من الله خرجت أجابهم يسوع : ألآن تؤمنون هوذا تأتي ساعة ، وقد أتت الآن ، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته ، وتتركونني وحدي . وأنا لست وحدي لأن الآب معي قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام . في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا : أنا قد غلبت العالم  ( يوحنا 16 : 20 – 33) .
نص التأمل
إلى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي
الأب/ بولس جرس
يتناول إنجيل قداس اليوم نص( يوحنا 16 : 20 – 33)  وهو نص تأملناه العديد من المرات لكن كلمة الله دوما غنية خصبة ولادة… تعالوا نتأمل اليوم إلى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي
كان الطلب باسم يسوع أمرا شائعا في المسيحية من القرن الأول حتى رأينا الرسل يعزمون على الأرواح الشريرة باسم يسوع المسيح الناصري وكما رأينا في تأمل “من أنتم” آخرين إنتهرهم الشيطان حيث كانو يستخدمون هذا الإسم بغير وجه حق … وإذ يقدم يسوع نفسه وسيطا وطريقا إلى الآب لا يقوم بذلك عن افتحار أو على سبيل الإحتكار بل عن وحي وكشف وتعليم :
v   عن وحي: لأنه الكلمة الزلي الكائن منذ البدء وهو الوحيد في حضن الاب رأى ويُخبر
v   عن كشف: لأنه أتى إلى العالم ليكشف لنا قلب الآب ويرسم لنا الطريق إليه
v   عن تعليم: لأنه حمل تعليما جديدا  لم يسبقه ولم يلحق به أحد وهو ال” معلم” الصالح
إنه يرد أن يعرّفنا الطريق إلى قلب الآب فهو الوحيد القادم من هناك والقادر أن يُخبر وقد أخبر ورسم خارطة الطريق وحدد محطاته وملامحه حين كان يقدم نفسه لخاصته في بساطة ووضوح تعالوا نتلمسها:
ü     أنا والآب واحد
ü     فقال الجميع : أفأنت ابن الله ؟ فقال لهم : أنتم تقولون إني أنا هو
ü     أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي
ü     أنا هو خبز الحياة النازل من السماء من ياكلني يحيا بي
ü     أنا هو ماء الحياة إن عطش أحد فليأت إلى ويشرب
ü     أنا هو خبز الحياة . من يقبل إلي فلا يجوع ، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا
ü     أنا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة
ü     أنا هو الباب . إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى
ü     أنا هو الراعي الصالح أبذل نفسي عن خرافي
ü     أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا
ü     ثقوا أنا هو . لا تخافوا (لأن الجميع رأوه واضطربوا . فللوقت كلمهم وقال لهم )
ü     أنا هو لا تخافوا
وأخيرا عندما جاءوا ليلقوا القبض عليه قال “إني أنا هو . فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون” … ها هو ” إبن الله” يسلم ذاته من أجل هؤلاء، ويقدم لهم حياته ويسفك دمه حتى آخر قطرة … فهل تعلم أنك كنت في فكر الرب حين كان يتكلم ويشير بيده إلى هؤلاءحيث سبق فأفصح عن ذلك في صلاته الكهنوتية ” ولست أصلي من أجل هؤلاء وحدهم بل من أجل جميع الذين سوف يؤمنون بي عن كلامهم…نعم من أجلك أنت ألا تؤمن أنت بابن الله؟
§        إذن فانت مشمول بالحب الإلهي
§        مشمول بالرحمة الإلهية
§        مشمول بالعفو  والغفران
§        مشمول بالخلاص الإلهي
هناك كنت انت وحينئذ فانت حاضر في صميم فكره وقلبه وكيانه…
أنت تستطيع فإذن أن تطلب أي شيء وكل شيء باسم من أحبك وبذل ذاته من أجلك
وهو قادر بما لديه من حب ورعاية وسلطان ومكانة عند الآب ان يعطيك كل ما تريد
هلم اسأل فسيعطى لك…. أطلب ستجد…. إقرع وسيفتح لك….