تأمل اليوم: ارعوا رعية الله التي بينكم

تأمل اليوم: ارعوا رعية الله التي بينكم

نص التأمل
الأب/ بولس جرس
 
الرعاية كما نعلم من خلال تأملاتنا المتعددة هي عمل سيادي، عمل من أعمال الله في العهدين  القديم والجديد، فبعدما قاد الرب شعبه إلى موضع راحته وسلمه الأرض التي تدر لبنا وعسلا كما سبق ووعد آبائهم؛ سلمهم إلى رعاة، عساهم يرعونهم حسب قلبه، لكنه ندم لأنهم أساءوا استخدام سلطاتهم الرعوية واستغلوا القطيع أبشع استغلال بل وتعدوا على الراعي وصاحب الكرم حين ارسل يطلب ثمراً…
أما إله العهد الجديد فيقدم ذاته ك:
o       راع صالح : يفتح الباب والخراف تصغي إلى صوته فيدعوها  ويخرجها  إلى الخصب والراحة
o       راع شخصي: يعرف جميع خرافه ويناديها باسمائها وخرافه تعرف صوته
o       راع فريد: يسير امام خرافه يقودها والخراف تتبعه بحرية وسعادة
o       راع رائع: مستعد أن يترك الجميع من أجل إنقاذ خروف واحد
o       راع  مخلص:”يبذل نفسه عن الخراف”…
ولقد سأم هذا الراعي أسلوب الرعاية في العهد القديم وصفه بأشنع الصفات ( راحع حزقيال 37) وفي يوحنا 10 يقول جميع الذين أتو قبلي هم لصوص وسرَاق.. لذا قرر أن يسترد قطيعه فافتداه بدمه وسلمه إلى رعاة حسب قلبه…رعاة أمناء مخلصون، يعرفون معنى الذل التضحية، يقدمون ذواتهم ذبيحة حية ذكية في سبيل ما وضعه الرب بين ايديهم؛ وهكذا حفل تاريخ الكنيسة منذ البدء حتى يومنا بمثل هؤلاء الرعاة العظماء الذين استشفوا إرادة الرب فعاشوا طبق قلبه وبذا استمرت الكنيسة متجاوزة محن القرون وحروب ابليس ومؤامرات العدو…
الرعاية والرعاة في المسيحية امر لا يقتصر على احد دون الآخر فجميعنا رعاة وكلنا مسئول عن رعيته:
o       الأم راعية لأبناءها تحيطهم بحنانها وتشملهم بعنايتها وسهرها
o       الأب: راع وعائل لأسرته يهتم بكل فرد فيها ويدبر احتياجاته ولا يتاخر عن حمايته
o       الرهبان والراهبات: رعاة مؤتمنون على نذورهم وبيوتهم وخدماتهم ورهباناتهم وإخوتهم …
o       الكهنة: رعاة بواسل يقاتلون في سبيل كل ابن من أبناء رعيتهم ويسعون لتنمية القطيع
o       الأساقفة: رعاة  بكل معنى الكلمة لإيبارشياتهم وكهنتهم لمؤسساتهم وشعب رعايتهم
وهكذا أنت أيضا راع أينما كنت:
o       طالبا فارعى  كتبك واهتم بدراستك واجتهد في التحصيل فهذه رعيتك
o       او موظفا فارعى وظيفتك واهتم بكل ما يطورها ويحسن إدائها فهي رعيتك
o       أو مدرساً فأبناء مدرستك هم رعيتك اهتم بهم واقترب منهم ولا تهمل واجب القيادة والقدوة أمامهم
o       أو طبيبا فالمريض المتوجع المتألم ينتظرك بلهفة كي تهتم به وتلمس برعايتك الإنسانية والطبية جراحه
o       أو مهندسا: فمشروعك أو مبناك أو رسومك أو تخطيطاتك هي رعيتك أتقن التعامل معها وكن امينا
o       أو مهنيا أيا كانت مهنتك ومهما بسطت أدواتها حاول أن تتقنها وتجيد فنونها ابتكار وسائلها
o       أو عالما أو كاهنا او …. أنت راع  لكل ما بين يديك … إتمنك الله عليه فلا تهمله لأنك ستسأل عنه
آه بالمناسبة لا تنس أن ترعى نفسك فتحافظ على صحتك وتصون ذاتك طاهراً وتتقي الله في كل ما بين يديك