تأمل اليوم: حسن أن نبقى ههنا

تأمل في قراءات الجمعة 10 يناير2014 – 15 طوبه 1730
الأب بولس جرس
اليوم الخامس عشر من شهر طوبة
نياحة عوبيديا النبى
في مثل هذا اليوم تنيح القديس عوبيديا أحد أنبياء بني إسرائيل. وهو ابن حنانيا النبي من سبط يهوذا . وتنبأ في زمان يهوشفاط ملك يهوذا . وقيل انه كان علي راس الخمسين رجلا الذين أرسلهم الملك اخزيا في المرة الثالثة إلى ايليا النبي . فجاءه بإتضاع وتضرع إليه إلا يهلكه مثل أولئك الأولين الذين نزلت نار وأحرقتهم ، بل يتراءف عليه وينزل معه إلى اخزيا الملك . فنزل معه النبي بأمر ملاك الرب . وهنا تحقق عوبيديا ان خدمة ايليا النبي اجل قدرا من خدمة ملوك الأرض ، ان مصاحبته له تؤدي به إلى خدمة الملك السمائي . فترك خدمة الملك وتبع ايليا ، فحلت عليه نعمة النبوة ، وتنبأ زمانا يزيد عن العشرين سنة ، من ذلك انه تنبأ علي خراب بلاد أدوم لشماتتها بشعب الله . وعلي خلاص أورشليم وظفرها بآل عيسو وانتصارها علي جميع أعدائها . وسبق مجيء السيد المسيح بنيف وسبعمائة سنة . وتنيح ودفن في مقبرة إبائه . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
نياحة القديس غريغوريوس أخى دوماديوس
إنجيل باكر
“وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم ، وأضاء وجهه كالشمس ، وصارت ثيابه بيضاء كالنور وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه  فجعل بطرس يقول ليسوع : يا رب ، جيد أن نكون ههنا فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال : لك واحدة ، ولموسى واحدة ، ولإيليا واحدة وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم ، وصوت من السحابة قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت . له اسمعوا ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا  فجاء يسوع ولمسهم وقال : قوموا ، ولا تخافوا فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا : لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات.” (متى 17 : 1 – 9)
حسن أن نبقى ههنا
تأمل في قراءات الجمعة 10 يناير2014 – 15 طوبه 1730
نص التأمل
        حيث تهل علينا في إنجيل قداس اليوم قراءة “إنجيل الويلات” وقد سبق وتأملناها مراراً، فضلنا استبداها بنص إنجيل باكر الذي يتحدث عن التجلي على جبل طابور…
        التجلي ما أروع ذلك…احتجبت كثيرا يا الله وتواريت  لأزمنة بعيدة  وكان لابد لك يوما ان تظهر
          فما ابدع ظهورك وما أجلّ حضورك وما ابهى جلالك
حقا لقد تجليت لعدد محدود منّا ” اربع تلاميذ”
وفي مكان ناء بعيد” قمة جبل طابور”
وللحظات محدودة بدت كحلم ليلة صيف سرعان ما ولى ولكن:
*    كان نورك بهيا ساطعا لا تصمد امام قوته عيون البشر الرمدة
*    كانت هيئتك البالغة الضياء كالشمس ساطعة
*    كان ظهورك بهيا فريدا
*    كان حضورك قويا مهيبا
*    كان ضيفاك “موسى الكليم مؤسس العهد الأول” و “إيلياالعظيم الذي لم يعرف الموت”
*    كان حوارك حول مسيرة خلاصك العجيب
حقا ما اجملك وما ابهاك يا سيدي طوبى للعيون اللواتي شاهدنك متجليا
طوبى لمن اخترتهم واصعدتهم معك إلى جبلك المقدس ليعاينوا بهاء مجدك
لقد سحرهم نورك وسلب عقولهم ضياء مجدك فصاروا كالسكارى يهذون
حسنا يا رب، أن نكون ههنا فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال : لك واحدة ، ولموسى واحدة ، ولإيليا واحدة”
*    رائع  أن نصعد الجبل معك وندخل في ظل السحاب
*    مهيب أن نسمع صوت الآب من السماء مجلجلاً :“هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” .
*    جليل أن نحقق وصيته في حياتنا: “له اسمعوا”
*    جيد أن نبقى معك أن نستظل بموسى ونستدفيء بوهج إيليا
طوباكم بطرس واندراوس طوباك يوحنا ويعقوب
ما أجمل الحياة معك يا الله ” حسن- جيد- جميل- رائع- يا ريت ويا ليتني كنت معهم
للبست العمر كله لا يشغلني عنك شيء ولا يحجبنك عني شيء ولا تفصلني عنك حدود
لظللت أتامل نور وجهك وأملى العينين ببهاء الإبن الحبيب والوحيد
واشنف الأذنين بصوت الآب آتيا من قلب السحاب
لكنت نسيت نفسي كبطرس ولأقمت الخيام الثلاث  لكم وبقيت في العراء وصحبي
فما العودة إلى الأسفل وقد سئمناها حياة شقاء وفناء
وما مخاضة الألم العتيد وقد رهبناها درب صليب ونزعة موت
ومَن  بعدما شهد مجدك وبهاء نورك
يقبل الجلد والسب واللطم والهزء الظلم وعار الصلب ورهبة موت وإطباقة الهاوية
*    حسن وجيد ان نتحاشى ذلك كله فلنبق ههنا ولو بتنا في العراء
*    يدفئنا نور لاهوتك وتظللنا سحابة مجدك ويهديء مخاوفنا صوت أبيك
*    ويبدد وحشتنا حضور ذينك الكوكبين العظيمين المنيرين موسى وإيليا…
 
حقا يار رب كم هو حس وجيد وجميل ورائع أن أبقى معك …