تأمل اليوم: عديدة وزناتك يا سيدي

تأمل اليوم: عديدة وزناتك يا سيدي


تأمل في قراءات الأثنين, 18 نوفمبر 2013 — 9 هاتور 1730
الأب/ بولس جرس
 
 نص الإنجيل – إنجيل العشية
“وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله فأعطى واحدا خمس وزنات ، وآخر وزنتين ، وآخر وزنة . كل واحد على قدر طاقته . وسافر للوقت فمضى الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها، فربح خمس وزنات أخى وهكذا الذي أخذ الوزنتين، ربح أيضا وزنتين أخريين وأما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلا: يا سيد خمس وزنات سلمتني  هوذا خمس وزنات أخر ربحتها فوق فقال له سيده : نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك  ثم جاء الذي أخذ الوزنتين وقال : يا سيد، وزنتين سلمتني . هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما 23 قال له سيده: نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير . ادخل إلى فرح سيدك” (متى 25: 1 -24)
نص التأمل
حيث أن نص قراءة إنجيل القداس اليوم  من  متى 16 : 13 – 19 ( من تقول الناس عن ابن البشر) وقد تناولناه في تأملات عديدة، نتناول اليوم نص إنجيل عشية الذي يتحدث “مثل الوزنات”…
الحياة هبة من الله فهي وزنة ثمينة لا تقدر بثمن حتى يقول عنها الإنجيل ماذا يعطي الإنسان فداء لنفسه وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه….فالحياة إذن وزنة وأي وزنة
كل سنة شهر يوم ساعة دقيقة بل وثانية وزنة
كل شخص نلقاه او كلمة نسمعها أو  عبرة نتعلم منها درسا  من دروس الحياة وزنة
كل إشراقة شمس كل حلول مساء كل هبوط ليل كل إطلالة نجم في السماء وزنة
كل ما بين يديك من صحة ومال وعائلة وأسرة وبنين …. وزنة
اصدقاؤك وزنات….
عملك حرفتك مهنتك …. وزنة
بلدتك قريتك مدينتك وطنك …. وزنة
انفاسك المترددة في صدرك بسلاسة ويسر …. وزنة
نضبات قلبك ودورتك الدموية بل ومعدتك وأمعائك الغليظة….  وزنة
يدك التي ترسم أو تكتب أو تعمل….  وزنة
قدمك الذي به تسير تعدو تجري تدوس وعليه تهب واقفا …. وزنة
عيناك اللتان قد لا يعجبك لونهما او اتساعهما او قوة ابصارهما …. وزنة
أذناك اللتان قد لا يروقك حجمهما …. وزنة
قلبك الذي كثيرا ما انكسر وامساك باكيا …. وزنة
حتى دموعك وزنة….  فكم من البشر يشتهون البكاء ولا يستطيعوا
          إذا أردت أن تستكمل تعداد ما منحك الرب من وزنات فلديك اليوم كله….
لكني أترك لك التامل ليس في عددها الذي لا يُحصى ولن يمكنك حصره
ولكن في موقفك تجاهها
 في أمانتك نحوها
 في احترامك وتقديرك لها
ستكتشف
كم من الأشياء والأمور والأحداث التي اعتبرتها يوما عبئا كانت مجرد وزنات
ستترقرق الدموع في عينيك حين تستدرك أن الأشخاص الذين كنت ترى في وجد,هم هما لا ينزاح …كانوا مجرد….وزنات
 وستعرف مقدار ما خسرت بإهمالك مذاكرتك مدرستك اسرتك عملك صحتك وطنك كنيستك وحياتك الروحية….
لكن خذ هذه الوزنة: مازال الوقت أمامك ولديك الآن فرصة جديدة فهلم لا تدفنن بعد اليوم وزناتك الثمينات