تأمل اليوم: قالها بطرس: أنت المسيح

تأمل اليوم: قالها بطرس: أنت المسيح

الخميس 26 سبتمبر
وانت من تقول أني انا
الأب بولس جرس

متى 16 : 13 – 19
“ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان فقالوا : قوم : يوحنا المعمدان ، وآخرون : إيليا ، وآخرون : إرميا أو واحد من الأنبياء قال لهم : وأنتم ، من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا ، إن لحما ودما لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السماوات وأنا أقول لك أيضا : أنت بطرس ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات “
للسف لم اسنطع اليوم الدخول إلى التأمل لسباب مختلفة ووجدت أننا قد تاملنا في نفس النص منذ فترة طويلة ( الخميس 26 سبتمبر) فلا بأس من إعادته… أعذروني وصلوا من أجلي
كان العالم مفتوح العينين مشرئب الرقاب متحير العقل والألباب
يتساءل:من هو يسوع أين لهذا تلك الحكمة وهذا السلطان”
هل جاء إيليا من السماء ليمهد لمجيء المخلص الموعود
هل قام يوحنا من الأموات ليكرر لهيرودس ولليهود أن ” قد اقترب ملكوت الله”
أم هو واحد من الأنبياء” لقد ظهر فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه”
وبينما العالم تائه حائر متردد
ينبثق نور في حياة ذلك الصياد البسيط الذي حين شعر بلاهوت سيده صرخ
” ابعد عن سفينتي يا رب فإني رجل خاطئ “
ويتدخل “الآب السماوي” نفسه ليكشف لقلبه المشتاق
ونفسه العطشى ما خفي عن الجميع: فيصرخ “أنت هو المسيح ابن الله الحي”
قالها وهو لا يدرك ولا يدري ما يقول ولكنه قالها بإيمان وصدق قلب،
وكأنه قد سبق وارتفع على جبل طابور لكن هذه المرة وحده
وكأني به قد تسامى فرأى موسى وإيليا وشاهد السحابة وسمع صوت الآب يعلن
” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فله أسمعوا.
كانت تلك الشهادة الإيمانية كافية حينها،
لتقديمه إلى السنهدريم ليعُدم رجما بالحجارة
فقد هرطق واشرك بالله إذ جعل له ابناً…
لقد شق رئيس الكهنة ثيابه وأدان المعلم حين سأله
” أأنت ابن العلي” فكان رده ” انت قلت”
فماذا كان سيحدث لصياد جليلي بسيط
وهو يقدم للعالم اعترافاً لا يعرف هو نفسه بعد كنهه
وما زال اكثر من نصف سكان العالم إلى اليوم لا يدركه
بل سيظل العالم مبهوراً لا يدرك ولا يستوعب
شخصية ذلك الناصري الفريدة:
الذي لم يدخل مدرسة ولقب بالمعلم
لم يتسلح بسيف واخترق كل الحدود
لم يقد جيشا ولم يقتحم حصناً لكنه غزا كل البلاد
لم يخض معركة حربية ولقّب بالمخلص
لم يدرس الطب ولم يستخدم دواء ولقب بالطبيب الشافي
لم يخرج عن حدود وطنه لكنه صار عنوانا لأوطان كثيرة
لم يمسك مالا لكنه أغنى كثيرين…
لقد عرف بطرس من هو وشهد وقدم حياته جراء شهادته
والدور اليوم عليك انت… ماذا تقول عن المسيح بحياتك؟
إن كنت تقولها بنفس قوة بطرس حتى يسمعها العالم جيدا
فستسمعها أنت أيضاً: طوبى لك انت أيضا.كما سمعها بطرس
ما أروع تلك الطوبى وما اسعد ذاك الطوباوي
تسطيع أن تنالها أنت ايضا
لا فقط باعتراف لفظي من الشفاة
بل باعتراف حياتي بقبول الصليب
وقد ترعبك صورة بطرس مصلوبا بالمقلوب
لا تخف فقد غيّر هذا المصلوب كل المقاييس حين صرخ في وجه اليهود:
هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون، الذي صار رأس الزاوية
وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء ، قد أعطي بين الناس ، به ينبغي أن نخلص

وقلب كل الموازين يوم فتح الكنيسة لقبول غير اليهود والوثنين حين امتلأ من الروح القدس و قال:
بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة ، الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده…
حقا انت الصخرة وعليها مازال المسيح كل يوم
يبني ويشيد ويدعم ويرمم كنيسته…